بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الوسطية وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا وقوله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهاتان الايتان اشتملتا على اثبات ثلاث صفات لله سبحانه وتعالى وهي العفو والمغفرة والقدرة وقد سبق الحديث عن هذه الصفات فيما مضى اما العفو والمغفرة فمضى الحديث فيهما عند الكلام عن قوله تعالى وهو الغفور الودود وقلنا ان هاتين الكلمتين متقاربتان بالمعنى اذا اجتمعتا افترقتا واذا افترقتا اجتمعتا يكون المعنى عند الاجتماع هو ان بينهما عموما وخصوصا ليست الكلمتان مترادفتين لان الله سبحانه وتعالى قد جمع بينهما وعطف بينهما كما دل على هذا قوله تعالى واعف عنا واغفر لنا فدل هذا على ان بينهما مغايرة وهذه المغايرة الذي يبدو والله اعلم انها ليست من قبيل التباين بل من قبيل العموم والخصوص واختلف العلماء في هذا المقام طويلا ولعلكم تذكرون اننا قلنا انه مما قيل في التفريق بين العفو والمغفرة ان العفو ترك العقوبة واسقاط المؤاخذة عليها يعني اسقاط المؤاخذة على الذنب واما المغفرة فانها تتضمن هذا وزيادة عليه وهو الاقبال على العبد والرضا عنه واثابته ما ينحو نحو هذا من المعاني وعلى هذا فالمغفرة ابلغ وقيل ان المغفرة تتعلق بالتجاوز عن الصغائر والعفو يتعلق بالتجاوز عن الصغائر والكبائر وعلى هذا فيكون العفو ابلغ وقيل غير ذلك ولا قاطع في الامر الامر على كل حال يسير والمحل محل اجتهاد في التفريق بين الامرين قد علمنا فيما مضى ان العفو والمغفرة صفتان لله وان العفو اسمه وكذلك الغفور والغفار والغافر وان العفو والمغفرة صفة اختيارية يتصف الله سبحانه وتعالى بها اذا شاء قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وعلمنا ايضا ان المغفرة في الاخرة انما يكون محلها يكون محلها اهل الايمان اما اهل الكفر فليس لهم نصيب من عفو الله عز وجل ومغفرته البتة فاولئك يأسوا من رحمتي اما من كان معه اصل الايمان فانه اهل لعفو الله عز وجل ومغفرته اذا شاء اما الكافر فليس له ذلك البتة قد حكم الله وهو الذي لا يبدل القول لديه انه لا يغفر للمشركين ان الله لا يغفر ان يشرك به وعلمنا ايضا ان عفو الله عز وجل ومغفرته واسعة عظيمة انه ادخر يوم القيامة منها شيئا عظيما وهذا مما يورث الرجاء في الله سبحانه وتعالى وهذا الرجاء دافع الى مزيد من العمل ومزيد من الاجتهاد لا الى التكاسل وجه مالك ان من علم ان رحمة الله قريبة من المحسنين سعى ان يكون من المحسنين حتى يكون قريبا من رحمة الله ومغفرته فيتأهل لها هذا عن صفاتي او عن صفتي المغفرة والعفو لله سبحانه وتعالى اما صفة القدرة واسمه تعالى القدير فالله جل وعلا هو القدير وهو العليم القدير وهو على كل شيء قدير كما انه القادر هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا كما انه المقتدر في مقعد صدق عند مليك مقتدر والقدرة معلومة المعنى اذ هي الصفة التي بها يفعل الفاعل القدرة هي الصفة التي بها يفعل الفاعل لعلكم تذكرون اننا تكلمنا ايضا عن هذه الصفة وذكرنا الفرق بينها وبين القوة وهذا ايضا موضع اختلاف بين اهل العلم. ما الفرق بين القدرة والقوة من اهل العلم من قال ان القوة كمال القدرة كما ان المتانة كمال القوة اذا هذه الصفات بعضها ابلغ من بعض ونحن قد علمنا ان صفات الله عز وجل بعضها قد يكون بعضها ابلغ قد يكون بعضها ابلغ من بعض ومن ذلك هذه الصفات الثلاث على هذا القول الذي ذكره بعض اهل العلم القدرة كما نهى القوة والله عز وجل هو القوي وكمال القوة المتانة والله عز وجل هو المتين سبحانه جل في علاه علمنا ايضا ان قدرة الله سبحانه وتعالى تعم جميع الاشياء فالله على كل شيء قدير ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى كل شيء فالله عز وجل عليه قدير تتعلق به قدرة الله سبحانه وتعالى وعدم وقوع ما لم يقع ليس راجعا لتخلف القدرة انما راجع لعدم المشيئة فما لم يقع عدم وقوعه انما هو لان الله عز وجل لم يشأ وقوعه ولو شاء وقوعه ما وقع لانه على كل شيء قدير ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن هذه كلها كما ذكرت لك سلقة الحديث فيها والله سبحانه وتعالى اعلم اعد الاية الاولى احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا لاحظ ها هنا النكتة العظيمة في الجمع بين هذين الاسمين الكريمين العفو والقدير وذلك يدلك على الكمال العظيم الذي ليس فوقه كمال لربنا سبحانه وتعالى في ذاته وصفاته الم تر كيف ان العفو كان قرينا للقدرة وهذا هو غاية الكمال القدرة كمال والعفو كمال وحينما يكون العفو عن قدرة فهذا احسن ما يكون وهذا ابلغ ما يكون وهذا الذي كان منه سبحانه وتعالى قد يعفو الضعيف وقد يعفو الذليل لكن عفو القدير الذي يستطيع ان يغلب ويقوى على من عفي عنه ثم بعد ذلك يعفو فلا شك ان هذا احسن العفو ولا شك ان هذا افضل العفو ولذلك كان من الكلام السائر عند العرب افضل العفو ما كان عند المقدرة فعفو الله عز وجل اعظم عفو واحسن عفو وابلغ عفو لانه كان من قدير جل ربنا وعزه. نعم وقوله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم قال سبحانه وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم الاية دليل على ان من اسباب نيلي رحمة الله عز وجل وعفوه ومغفرته ان يعفو الانسان عن غيره ممن اساء اليه فاذا اردت ان ترحم فارحم واذا اردت ان يغفر لك فاغفر واذا اردت ان يتجاوز عنك فتجاوز عن غيرك وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم اهل التفسير مطبقون على ان الاية انما كانت في ابي بكر رضي الله عنه مع مسطح رضي الله عنه حينما كان منه ما كان من الخوض بحادثة الافك ثم لما نزل قوله تعالى وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ قال ابو بكر رضي الله عنه بلى وعاد الى ما كان منه من احسان الى مسطح وكان قد قطعه عنه بعد ان خاض فيما خاض فيه والمقصود ان كل من احب العمالة مغفرة الله عز وجل فعليه ان يستمسك بهذا السبب وبالتالي يكون قريبا من رحمة الله عز وجل ومغفرته لاحظ هنا ان الله سبحانه وتعالى قال وليعفوا وليصفحوا فما هو الفرق بين العفو والصفح هاتان كلمتان متقاربتان جدا لكن العطف بينهما يدل على ان بينهما فرقا. ليس بينهما ترادف ترادف تاما قطعا والاقرب والله تعالى اعلم ان العفو ترك المعاقبة والصفح ترك اللوم والمعاتبة ولا شك ان الصفح حينئذ سيكون ابلغ الانسان قد يعفو عن المسيء فنسقط معاقبته لا يجازيه على اساءته لكنه قد ينال قد يناله بشيء من اللام والعتاب والتقريع والتوبيخ لكنه في خاتمة المطاف عفا عنه اما الصفح فانه ابلغ من ذلك وهذا يدل على كرم عظيم ويظلوا على سعة صبر وحلما كبير انما يترك الانسان المعاقبة بل يترك بل يترك المعاتبة واللوم. ويعرض تمام الاعراض عن هذا الذي كان وهذا لا شك انه احسن ما يكون. فاصفح الصفحة الجميل وهذا ما تكرر في القرآن من الامر به الامر بالجمع بين العفو والصفح فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره. والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. وقوله فبعزتك لاغوينهم اجمعين هاتان الايتان يدلان على او ايتان تدلان على تباطي صفة العزة لله سبحانه وتعالى وكنا قد اجلنا الكرام عن هذه الصفة وقد جاء آآ ما آآ يدل عليها فيما مضى وهو قول الله عز وجل ها وهو العزيز الحكيم مرت بنا هذه الاية وتكلمنا عن صفة الحكمة وقلنا نؤجل الكلام عن صفة العزة وقد جاء موضعها هذاك الموضع ثبت عندنا اسم الله العزيز وما تضمنه من ثبوت صفة العزة من اسماء الله عز وجل العزيز ومن اسمائه سبحانه وتعالى الاعز ام العزيز فجاء في القرآن كثيرا ومن اكثر الاسماء ورودا في القرآن جاء في اكثر من تسعين نابعا فسمعتوا الله عز وجل بهذا الاسم انا الاعز فانه قد جاء فيما ثبت عرضنا سعود وابن عمر رضي الله عنهم اسانيد صحيحة عند ابن ابي شيبة وغيره كونهما كانا يقولان في السعي رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انك انت الاعز الاكرم وقد اعلنها في علم اوصال الفقه ان قول الصحابي فينا لا مجال للاجتهاد فيه لها حكم الرفع ليكون هذا آآ دليلا على ثبات هذا الاسم لله سبحانه وتعالى اتانا الايتان اللتان معنا الان تدلان على ثبوت صفة العزة لله عز وجل والعزة ذكر ابن القيم رحمه الله انها تنقسم الى ثلاثة اقسام تنقسم الى عزة القوة وعزتي الغلبة وعزة الامتناع تقول العرب عز يعز اذا قوي وعز يعز اذا غلب وعز يعز اذا امتنع اذا عندنا هذه الصفة تدل على كم معنى فضلوا على ثلاثة معان وقد مر بنا سابقا ان من صفات الله عز وجل ما يدل على معنى واحد وقد يدل على معنيين يعني على صفتين وقد يدل على وقد يدل على ثلاثة وقد يدل على اربعة وقد يدل على اكثر من ذلك وكله حق وكله كمال وكله من ما يضاف الى الله سبحانه وتعالى اسم الله العزيز يدل على هذه الصفات الثلاث عزيز بمعنى قوي هذه عزة القوة منها اعني من هذه المادة جاع قلبه تعالى فعززنا بثالث اما هذا فالعزيز يدل على ثبوات صفة القوة لله عز وجل فيكون في معنى اسمه تعالى الاخر القوي والله عزيز يعني انه قوي ولا شك ان القوة لله جميعا كما اخبر الله سبحانه وتعالى اما المعنى الثاني فان اعز بمعنى غلبة وهذا عند العرب من عز ويعز ولما قوله تعالى وعزني في الخطاب عز فلان فلانا اذا غلبه وهنا قول العرب من عز بز يعني من غلب استلب ولا المقاومة اذا عز اخوك فرن اذا عز اخوك طعام يعني اذا عاصرك فياسره ما احسن هذا الخلق اذا عز اخاك نعم اذا عاصرك كاسره اذا الله عز وجل له عزة الغلبة وهذا حق الله هو الغالب الذي لا يغلب والقاهر الذي لا يقهر كتب الله لاغلبن انا ورسلي فالغربة والقهر انما هي لله سبحانه وتعالى ولمن شاء من مخلوقاته تبارك وتعالى اما المعنى الثالث فهو عزة الامتناع من عزة يعزه المأوى حينئذ ان الله سبحانه وتعالى يتعالى عن ان يناله احد بضر او شر او سوء والله عز وجل من الاعلام بالضرورة عند كل مسلم انه كذلك انهم لن يضروا الله شيئا وشيئا هنا نكرة تعم كل ما يمكن ان يضر به سبحانه وتعالى كل ذلك فانه منفي عن الله عز وجل. الله سبحانه وتعالى لا يناله لا يناله احد بسوء البتة هذه عزة الامتناع ولذلك قيل للعقاب عزيز لانه لا يستطيع احد ان يناله لانه يكون في اعالي الجبال ومن ذلك قلبهم للارض التي فيها صلابة عزاز يقال لها عزاز لانها امتنعت عن الحفر يصعب حفظه فهذا ما يرجع الى امتناع الله سبحانه وتعالى عن ان ينال بسوء كما ان هذه الصفة على هذا المعنى تدل ايضا على نفي قل لي ما لا يليق بالله عز وجل عنه وبالتالي فتكون دليلا على ثبوت النفي المجمل اظن اننا تكلمنا على النفي المجمل والنفي المفصل اليس كذلك؟ مما يدل على النفي المجمل ان يرفع الى الله عز وجل كل سوء وكنا ما لا يليق بكماله. هذا دل عليه جملة من اسماء الله سبحانه وتعالى. ومن ذلك ايضا هذا الاسم الذي يدل على عزتي الامتناع لله تبارك وتعالى هذه المعاني الثلاثة جمعها ابن القيم رحمه الله فاحسن ما شاء الله ان يحسن كما قال في النونية وهو العزيز فلن يرام جنابه اما يرام جناب ذي السلطان وهو العزيز القاهر الغلاظ لم يغلبه شيء هذه صفتان وهو العزيز بقوة هي وصفه فالعز حينئذ ثلاث معاني وهي الذي وهي التي كملت له سبحانه من كل وجه عادم نقصانه هذه الامور الثلاثة او هذه المعاني الثلاثة جمعها وصف الله عز وجل بالعزة وهو العزيز فلن يرام جنابه هذه هي عزة الامتناع وهو العزيز القاهر الغلاب صفة الغلبة او عزة الغلبة وهو العزيز بقوة هي وصفه. هذه عزة هذه عزة القوة وثمة معنى رابع نضاف الى ما ذكر رحمه الله ذلك راجع الى قول العرب هذا عزيز بمعنى نفيس بمعنى انه نفيس ونادرا وهذا راجع الى عزة يعز كما قلنا قبل قليل عز يعز يدل على ها الامتناع وكذلك يدل على هذه العزة والله عز وجل لا شك ولا ريب انه الواحد الاحد فهو الواحد في ذاته فلا نظير له مروان واحد في صفاته فلا مثيل له وهو الواحد في الوهيته وعبادته فلا شريك له اذا هذه الصفة او هذا المعنى يدل على ثبوت الوحدانية لله سبحانه وتعالى فتحصن لنا اذا ان العزيز يضل على انه القوي ويدل على انه القاهر وبننوا على انه الذي يمتنع عن كل سوء ويدل على انه الواحد سبحانه وتعالى بالتالي يتبين لك عظيم معنى هذه الصفة وعظيم اثرها على كل مؤمن فان من امن بهذه الصفة على الوجه الذي تبين لك اثمر هذا اثارا عظيمة في ايمانه وسلوكه فانه اولا سيوحد الله سبحانه وتعالى سيعتقد انه هو الواحد جل وعلا في ربوبيته في خلقه بايجاده في تدبيره لهذا الكون لم يشركه احد في ذلك كما انه سيوحد الله عز وجل في صفاته فيعتقد انه قد تفرد بها فلا يشاركه ولا يماثله احد فيها كما انه سيوحد الله عز وجل في عبادته فلا يعبد الا الله ويشرك به شيئا عباد القبور اللاجئون الى الانواء والاضرحة المستغيثون بل هؤلاء الصالحين من بين الله سبحانه وتعالى العتبات للاموات الذين يقعون في اصناف واصناف من الشرك بالله عز وجل ما امنوا بان الله هو العزيز كذلك الذين اساءوا الظن بربهم سبحانه وتعالى فظنوا ان الله عز وجل يخضع يخذل اوليائه ولا ينصر دينه لا شك انه ما حقق الايمان باسمه تعالى العزيز العزة لله جميعا فان العزة لله جميعا فلله العزة جميعا ان العزة لله جميعا ولا عزيز الا من اعزه الله سبحانه وتعالى قل اللهم ما لك الملك تعطي الموت من تشاء وتنزع الملك مما تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء فلم يكن احد عزيزا الا لان الله سبحانه وتعالى قد اعزه وقد وعد الله عز وجل بان يكون اهل الايمان اعزة كما قال جل وعلا في الاية التي معنا ولله العزة ولرسوله ولا المؤمنين فنحن نقطع ونثق ونؤمن ونصدق لان الله عز وجل يعز دينه ويعز اولياءه لكنه سبحانه وتعالى جعل هذا مشروطا فقال عن المؤمنين وقد علمنا في اصول الفقه ان ذكر الوصف مشعرا بالعلمية ذكر الوصف مشعر بالعلية. متى تكون العزة اذا كان الناس مؤمنون اذا كان مع الايران قائمون به قولا وعملا واعتقادا فانهم والله سيكونون اعزة كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذلة فاعزهم الله. ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة اما الكثرة واما طاعة العتاد فانها لا تثمر عزة وهذا التاريخ شاهد صادق على ما اقول متى كان اهل الايمان على توحيد واتباع تحقيق ان العبودية ثم خذلوا والله ما كان كلما كان اهل الايمان اقوياء بايمانهم فان العزة كانت لهم وستكون ان عادوا الى الايمان وتمسكوا باداب الشريعة وحققوا توحيد الله وحققوا اتباع رسولهم صلى الله عليه وسلم. فوالله لتكونن العزة لهم لان العزة انما هي من الله هو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء فمن كان الله معه من الذي يغلبه ومن الذي يقوى عليه ومن الذي يناله بسوء اذا التي ينبغي ان يحقق الايمان بها كل مسلم فان من الناس من اذا نظر الى واقع مؤسف للمسلمين اليوم ربما اصابه شيء من التشكك وشيء من الحارة فيما يرى اذا قارنه بما يقرأ في كتاب الله عز وجل والحق ان ذا العزة لاهل الايمان ولابد والمآل ان تكون العاقبة لهم هذا قطعا. ربما يسبق هذا شيء من الابتلاء والامتحان لكن الغلبة لاهل الايمان قطعا. لكن متى يكون ذلك اذا حققوا الايمان وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ما لهم ولا يبدلونهم من بعد خوفهم امنا متى هذا مشروع في حالة واحدة يعبدون لا يشركون بي شيئا هذا فيما او آآ هذا فيما يتعلق بثبات صفة العزة لله عز وجل والعزة ثابتة لله عز وجل ازلا وابدا فلم يزل الله عزيزا ولا يزال عزيز صفة ذاتية لا تنفك عن الله سبحانه وتعالى والله تعالى اعلم اعطي القراءة احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين هذه الاية فيها دليل على قاعدة مرت معنا من اذكرها انت لا ها يا عبد الرحمن احسنت هذا يتبنوه على قاعدة القدر المشترك فان الله سبحانه وتعالى اثبت له عزة كما انه اثبت للمخلوقين عزة اثبت لرسوله واثبت نوم مؤمنين ثمة قدر مشترك مع كون قدر مميز فارق ثابت اه مع كونه ثابتا ايضا لله عز وجل عزة تليق به من المخلوق عزة تليق به عزة الله عز وجل عزة عظيمة لا تحيط بها الاوهام ولا تتصورها الافهام اما عزة المخلوق فانها تناسب ذاته ونقصه كما ان عزة الله عز وجل عزة ذاتية هو عزيز بذاته جل وعلا ليست عزته مكتسبة ولا كان فاقدا لها ثم اتصف بها بالمنازل ولا يزال عزيزا عزته من لوازم ذاته سبحانه وتعالى واما عزة المخلوقين فانها كانت غير موجودة ثم من الله سبحانه وتعالى بها. اليس كذلك؟ فالله عز وجل هو الذي يعز من يشاء كما مر بنا قوله تعالى قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء فالعزة والعز كلاهما لا يكونان الا من الله سبحانه وتعالى. كما مر بنا نظير ذلك فيما مضى مثل العلم فالعلم ليس امرا ذاتيا للانسان والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا الله عز وجل هو الذي يعلم عباده ما يشاء سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا. كذلك الامر في العزة فالله عز وجل يعزه من يشاء كما انه سبحانه يذل من يشاء. نعم. وقوله فبعزتك لاغوينهم اجمعين هذه الاية دليل على ثبات صفة العزة لله سبحانه وتعالى ودليل على ان ابليس لعنه الله نعرف صفات الله عز وجل ويصدق بها ومن الناس بل من المنتسبين الى الاسلام مع الاسف الشديد من ينفي صفات الله سبحانه وتعالى. يا لله العجب كما ان هذه الاية فيها فائدة وهي جواز الحلف بصفات الله سبحانه وتعالى اعجاز للمسلمين ان يحلف بالله وان يحلف بصفات الله ماذا يا عبد الرحمن ان يحلف بصفات الله. ما وجه ذلك انه قال فبعزتك فاقسم بعزة الله سبحانه وتعالى. وعليه فيجوز للمسلم ان يقسم بصفات الله سبحانه وتعالى. والصحيح انه يجوز القسم بكل صفات الله عز وجل فلا فرق بين صفة وصفة لو اقسم الانسان بعزة الله جاز له ذلك ولو اقسم بكلام الله جاز له ذلك ولو اقسم بحياة الله عز زواجا جاز له ذلك الى غير ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى. فالمؤمن ليس له ان يتجاوز في حلفه ان يكون الحلف بالله او بصفاته سبحانه وتعالى يحلف بالله باسمائه او يحلف بصفات الله عز وجل لان صفات الله قائمة به سبحانه وتعالى لعل هذا القدر فيه كفاية واسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان