بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله فاعبده واصبر لعبادته وقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام وقوله؟ نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد هذه الاية اوردها المؤلف رحمه الله في مفتتح ذكره جملة من الايات التي دلت على الاثبات المجمل ثم على النفي المجمل والمفصل الاثبات المجمل ما دلت عليه هذه الاية وما تلاها في نحو تسع ايات جاء فيها تقرير النفي في صفات الله سبحانه وتعالى اجمالا وتفصيلا فانك لو تأملت الايات التي بعد هذه الاية وجدت فيها نفي السمي والند والكفء الامثال ووجدت فيها نفي الولد والشريك والولي من الذل الى اخر ما جاء في الايات التي ذكرها المؤلف رحمه الله هذه الاية التي بين ايدينا دلت كما ذكرت لك على على الصفات الثبوتية مجملة فان الله عز وجل هو العظيم المتصف بالجلال والعظمة تدل على ثبوت كل صفات كل صفات الكمال له تبارك وتعالى جاء في القرآن اطلاق ذي الجلال والاكرام عليه سبحانه وتعالى في هذا الموضع الوحيد بخاتمة سورة الرحمن ما جاء اطلاق ذي الجلال والاكرام هذا الاسم الذي عده جملة من اهل العلم من الاسماء الحسنى ما ذكر في القرآن الا في هذا الموضع الوحيد وجاء في اعطى في هذه الصورة كما مر معنا وصف وجه الله عز وجل بانه ذو الجلال والاكرام كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام والجمهور قرأوا اعني في هذه الاية التي معنا قرأوا بالجر قرأ ابن عامر رحمه الله بالرفع بالتالي تختلف او يختلف معنى الاية بحسب القراءتين اما في قراءة الجمهور وهي قوله سبحانه وتعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فان قوله ذي الجلال والاكرام راجع الى من الى الله سبحانه وتعالى فهو ذو الجلال والاكرام واما على قراءة ابن عامر فان ذا الجلال والاكرام هو ماذا واسمه سبحانه وتعالى ولا شك ان كليهما حق اما كون اسم الله عز وجل ذو الجلال والاكرام ان اسمه ذو الجلال والاكرام فان هذا حق لا شك فيه والاسم ها هنا مفرد مضاف الى معرفة فيعم جميع اسماء الله عز وجل اسم ها هنا يعني اسماء الله سبحانه وتعالى تشمل هذه الكلمة جميع ما ثبت لله سبحانه من الاسماء تبارك اسم ربك والمفرد المضاف يعم على قراءة ابن عامر فان اسم الله عز وجل هو الذي كان ذا الجلال والاكرام وعلى هذا فاسم الله عز وجل اهل ان يجل واسم الله عز وجل اهل ان يكرم اسماء الله سبحانه اهل تستحق ان تجلى وتعظم وتكرم عن كل ما لا يليق بها عن كل اهانة وعن كل سوء هذه اسماء الله عز وجل وكذلك كلام الله عز وجل وهذا من الامر المعلوم من الدين بالضرورة وجوب احترام اسماء الله سبحانه ووجوب احترام كلام الله سبحانه حتى ان اهل العلم متفقون على ان من تعمد اهانة اسماء الله عز وجل او شيئا من كلامه لو ركض المصحف برجله او رماه في الحش او طرحه على هيئة مهينة وهو يعلم انه كلام الله او ان هذه الرقعة مشتملة على اسماء الله فالمسلمون مجمعون على ان هذه ردة عن دين الله سبحانه وتعالى اسماء الله وكلام الله واجب وجوبا مؤكدا ان يجلى ويعظم ويحترم ويكرم اما على قراءة الجمهور فان الاجلال والاكرام وصف لله سبحانه وتعالى والله جل وعلا ثبت له وصف الجلال في صحيح البخاري يقول الله عز وجل وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله فثبت في هذا الحديث صفة الجلال لله سبحانه وتعالى والجلال منتهى العظمة الجلال منتهى العظمة اختلف العلماء رحمهم الله بهذا الاسم ما معناه هل ذو الجلال من جل جلالا او من اجل اجلالا هل قوله ذي الجلال من جل جلالا او من اجل اجلالا وينبني على هذا خلاف طويل بين اهل العلم في تفسير هذا الاسم ومما قيل فيه ما يأتي. خلاصة ما قيل ترجع الى ما اقول اولا ان قوله ذي الجلال والاكرام انه العظيم نأخذ اولا انه ذو الجلال. ما معنى ذو الجلال؟ القول الاول انه العظيم. لان الجلال منتهى العظمة فهو المتصف بالجلال والمعنى الثاني انه المعظم نفسه والمعنى الثالث انه اهل ان يعظموا المستحق للتعظيم والاجلال ذو الجلال يعني المستحق للاجلال المستحق للتعظيم المعنى الرابع انه الذي يعظمه اولياؤه يعظمونه بالفعل سبحانه وتعالى هذه اربعة اقوال تدور عليها كلمات اهل العلم في تفسير ذي الجلال والاكرام في غالب ما ذكروه وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله خص هذا الاسم ببحث حسن بالمجلد الثالث السادس عشر من مجموع الفتاوى ورأى رحمه الله ان الاقرب ان هذا الاسم من اجل اجلالا وان ذا الجلال معناه اهل ومستحق ان يعظم سبحانه وتعالى ذو الجلال يعني المستحق للتعظيم من عباده هو سبحانه لم يكن اهلا للتعظيم الا لانه قد قام به ما يستحق ذلك قد قام به من نعوت الجلال والجمال ما كان به مستحقا لماذا لان يجلى ولان يعظم وعند التحقيق الخلاصة ان الكل حق سواء كان بعض ما ذكر مدلولا عليه بدلالة المطابقة او التضمن او كان مدلولا عليه بدلالة بدلالة الالتزام فالخلاصة ان الله عز وجل في نفسه جليل يعني عظيم وقد عظم نفسه سبحانه وتعالى وهو اهل ان يعظم ولانه آآ عظيم في نفسه كان اهلا ان يعظم وعظمه اولياؤه بالفعل فكل هذه المعاني حق وكلها لا مانع من ان تكون مشمولة متظمنة في معنى قوله سبحانه ذي الجلال اما كونه ذا الاكرام سبحانه وتعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فاختلف العلماء ايضا في تفسير هذه الكلمة يعني كونه ذا الاكرام سبحانه وتعالى فقيل ان ذا الاكرام وذو ها هنا بمعنى صاحب فقيل ان ذا الاكرام بمعنى انه المكرم فهو الذي يكرم عباده يكرم اولياءه بل يكرم بني ادم قال سبحانه ولقد كرمنا بني ادم فبالتالي كان ذا الاكرام بمعنى المكرم والمعنى الثاني انه المكرم او المستحق للاكرام يعني الذي يكرمه عباده يكرمونه عما لا يليق به ويكرمونه سبحانه وتعالى بالمحبة والحمد وهذا هو الذي اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فانه قد لخص كلامه في هذا الاسم بان ذا الجلال راجع الى معنى التعظيم وان ذا الاكرام راجع الى انه يكرم بالمحبة والحمد سبحانه وتعالى. ولا مانع من ان يكون الجميع مرادا فهو ذا الجلال والاكرام بمعنى انه المكرم وانه الذي يستحق الاكرام. فيكرم عما لا يليق به كما انه يتوجه له سبحانه بالمحبة والحمد تبارك وتعالى قال سبحانه تبارك اسم ربك هذا الفعل تبارك فعل غير متصرف مخصوص بالله سبحانه وتعالى فلا يقال في حق غيره وتنبه الى الخطأ الذي يقع في هذا المقام لا يقال في حق غير الله عز وجل انه تبارك بل هذا الفعل مختص بالله سبحانه وتعالى فلو قال قائل يا فلان تباركت علينا او تبارك علينا كان هذا خطأ بعض الناس في تهنئة العيد اذا قيل له عيدكم مبارك قال علينا وعليك يتبارك هذا غلط ولا يصح تبارك فعل مختص بالله سبحانه وتعالى والبركة زيادة الخير ونماءه وثباته والله جل وعلا اسماؤه قد بلغت الغاية والمنتهى في البركة حتى ان البركة تنال بذكر اسمه سبحانه وتعالى تبارك اسمه سبحانه يعني تنال البركة بذكر اسمه جل وعلا. ولا شك ان هذا حق. ولذا ذكر اسم الله عز وجل في مواضع كثيرة لان البركة والخير والفلاحة تتنزل عند ذكر اسم الله سبحانه وتعالى. الم ترى انه قد شرع لك ان تذكر اسم الله عز وجل اذا جئت تقرأ او اذا اردت ان تأكل قال النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه كذلك اذا جاء الانسان الى آآ ذبيحته او اذا اراد ان يذبح ذبيحته او ان يرسل كلبه المعلم فانه يذكر اسم الله عز وجل لانه بذا تتنزل البركة وتطيب هذه الذبيحة والعكس بالعكس قال جل وعلا ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وقال سبحانه فكلوا مما ذكر اسم الله عليه كذلك شرع للانسان ان يذكر اسم الله عز وجل اذا اراد ان يأتي اهله في مواضع عدة في الشريعة جاء فيها مشروعية بسم الله سبحانه وتعالى لان البركة والخير تتنزل حينئذ قال سبحانه تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فالله تبارك وتعالى هو ذو الجلال والاكرام. واذا كان ذا الجلال والاكرام كان مدلول ذلك كونه متصفا سبحانه وتعالى ب الكمال المطلق لاننا قد علمنا ان ثبوت الصفات اجمالا يدل على الكمال المطلق فلم يكن سبحانه ذا الجلال والاكرام الا لان له الكمال المطلق سبحانه وتعالى والله جل وعلا اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله فاعبد هو الصبر لعبادته. هل تعلم له سم يا هذه الاية لها محل عظيم بعلم التوحيد وذلك انها صريحة في ثبوت انواع التوحيد الثلاثة قال جل وعلا رب السماوات والارض تعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمية دل قوله رب السماوات والارض وما بينهما على ثبوت توحيد الربوبية ودل قوله فاعبده واصطبر لعبادته على ثبوت توحيد الالوهية ودل قوله هل تعلم له سم يا على ثبوت توحيد الاسماء والصفات ودلت ايضا على ان توحيد الربوبية دليل على توحيد الالوهية ودلت ايضا على ان توحيد الاسماء والصفات دليل على توحيد الالوهية الله جل وعلا هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له. لما لان الربوبية ثابتة له وحده لا شريك له ولان له الاسماء الحسنى والصفات العلى وحده لا شريك له فلما توحد جل وعلا في ربوبيته واسمائه وصفاته استحق ان يكون المعبود وحده لا شريك له وجه ذلك من الاية ان الله سبحانه وتعالى قد قال رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده لاحظ كيف كان التعقيب ها هنا بالفاء مما يشعر ان علة كونه المعبود سبحانه وتعالى انه رب السماوات والارض لما كان رب السماوات والارض كان المستحق للعبادة وبالتالي من لم يكن للسموات والارض فانه بالتالي لا يستحق ان يعبد ويا لله العجب من اناس يدعون عبادة رب السماوات والارض ثم يلجأون الى اموات قد اختلطت اعضاؤهم بالتراب بل ربما اصبحوا ترابا واضمحلت اجسامهم في هذا التراب يتوجهون اليهم ناسينا رب السماوات والارض يا لله العجب يتوجهون بالدعاء والسجود والذبح والنذر تتعلق قلوبهم خوفا ورجاء ومحبة واخباتا وتوكلا على غير الله سبحانه وتعالى. سبحان الله العظيم اعلمتم غير الله ربا للسموات والارض حتى تعبدوه ان علمتم ذلك فلا حرج عليكم لكم عذر ومندوحة ان كان غير الله عز وجل ربا للسموات والارض فاعبدوه. واصطبروا لعبادته اما ان كان الله وحده هو رب السماوات والارض وما بينهما فاي عذر لكم في ان تعبدوا غيره تبارك وتعالى رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته الوجه الثاني في قوله هل تعلم له سمية وهذا قائم مقام التعليل ايضا لكونه المعبود وحده لامره بقوله فاعبده واصطبر لعبادته لانه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له والمعبود الحق لابد ان يكون كذلك لابد ان يكون متفردا في كماله من كان متفردا في الكمال كان المستحق للعبادة ومن هو الا الله سبحانه وتعالى ايعلم غير الله عز وجل قد تفرد في الكمال حتى لم يكن له ند ولم يكن له نظير ولم يكن له مثيل الجواب لا بالتأكيد هل تعلم له سميا ايمكن لاحد على وجه الارض ان يقول اعلم له سميا لا والله ما كان ولا يكون ولا يجرؤ احد على ذلك الا اذا غلب الا اذا بلغ الغاية في الابطال عافاني الله واياكم من ذلك المقصود ان اتصاف الله سبحانه بكونه المتفرد في الكمال حتى لم يكن له مثيل ولا كفؤ ولا نظير ولا مسان اذا كان هو المستحق للعبادة. وكل من سواه ليس كذلك ولذا فمن مسالك القرآن في تقرير توحيد الربوبية تقرير عفوا في تقرير توحيد الالوهية تقرير توحيد الالوهية من خلال اثبات كمال الله عز وجل ومن خلال اثبات نقص ما سوى الله عز وجل انظر لما اراد الله عز وجل ان يثبت ان عبادته هي الحق قال هل تعلم له؟ سمية. ولما اراد جل وعلا ان يثبت ان عبادة غيره غير حق بل هي عبادة باطلة بين نقصانهم. فقال جل وعلا مثلا ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة الشاهد انه قال كانا يأكلان الطعام. اذا انتهى الامر لا يستحقان العبادة. لم اذا كانا يأكلان الطعام فهما ناقصان واذا كانا ناقصين لم يستحق العبادة اي عبادة هذه التي يروم فيها العابد نصرة وغنا وخيرا من من معبوده وهو في نفسه ماذا ناقص هو في نفسه ناقص فضلا عن ان يكون مكملا لغيره هو فاقد للكمال. فكيف يكمل غيره هو نفسه بحاجة الى غيره فكيف يكون غيره محتاجا اليه اذا هاتان دلالتان لابد من ملاحظتهما. وهذا ينسحب على كل احد كل الاولياء وكل الصالحين وكل الانبياء وكل الرسل الا ينطبق عليهم قوله تعالى كانا يأكلان الطعام اذا لا يستحق احد ان يكون معبودا المعبود الحق هو المستغني عن كل ما سواه وهو يطعم ولا يطعم هذا هو كماله وكان الحري والاهل والمستحق ان يعبد سبحانه وتعالى قال جل وعلا رب السماوات والارض وما بينهما فاعبدوه واصطبر لعبادته هل تعلم له سمية هذه الفائدة الثالثة في هذه الاية وهي التي يبدو والله اعلم ان المؤلف انما اراد آآ ارادها من ايراد هذه الاية فانها تدل على النفي المجمل في صفات الله عز وجل وذلك راجع الى ما مر معنا سابقا في تقرير موضوع النفي في صفات الله عز وجل تكلمنا عن هذا او لا لما قال المؤلف وقد جمع الله فيما وصف به نفسه بين النفي والاثبات تكلمنا عن تقرير اهل السنة والجماعة لما يتعلق بالصفات المنفية او للنفي في باب الصفات. وقلنا فان النفي للصفات جاء في القرآن والسنة على ضربين نفي مجمل ونفي مفصل وقلنا ان النفي المجمل قد دل عليه ثلاثة ادرب من الادلة اولا الادلة العامة في النفي او ادلة النفي العامة وقلنا هي ها ليس كمثله شيء. هل تعلم له؟ سمية ولم يكن له كفوا احد. فلا تضربوا لله الامثال. فلا تجعلوا لله اندادا هذه ادلة عامة تدل على النفي عدنا في المجمل ثانيا قلنا اسماؤه تعالى التي دلت معانيها على تنزيه الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به. هذه تدل على النفي المجمل وقلنا هذه الاسماء ها منها السبوح القدوس السلام المتكبر الواحد الاحد ومر ومر بنا امس اسم اخر وهو العزيز على معنى اعز يعز بمعنى امتنع فهذا ايضا دليل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به الضرب الثالث من الادلة ادلة التسبيح بارك الله فيك فان تسبيح الله عز وجل هو في حقيقته تنزيهه عما لا يليق به وتنزيهه عن المشاركة في الكمال كل النفي وان شئت فقل كل التنزيه راجعوا في حقيقته الى امرين الى تنزيه الله عز وجل عن كل ما لا يليق به والى والى تنزيهه عن ان يكون له مشارك في كماله لا شك ان المتفرد بالكمال اكمل واعظم ممن تفرق الكمال بينه وبين غيره كان له مشارك في هذا الكمال فالله ينزه عن كل سوء ونقص وعيب كما انه ينزه في كماله عن ان يكون له فيه مشارك جل وعلا وثمة ادلة اخرى دلت على نفي مفصل وقلنا ان ورود النفي في الصفات ليس مرادا لذاته انما هو مراد لغيره وهو اثبات كمال الضد قلنا ان النفي المجمل دليل على اثبات الكمال المطلق وقلنا ان النفي المفصل كل صفة منفية فانها دليل على ثبوت كمال ضدها لله سبحانه وتعالى. هذه مباحث مضى الكلام فيها وذكرتها الان من باب المذاكرة فيما يتعلق بها قال جل وعلا هل تعلم له سم يا اختلف العلماء الى قولين في تفسير قوله سبحانه سميا القول الاول ان معنى قوله هل تعلم له سم يا يعني هل تعلم من يتسمى باسمه الله وقيل هل تعلم من يتسمى باسمه الرحمن وقيل هل تعلم ما هل تعلم من يقال له رب السماوات والارض اذا السمي هنا هو الذي له اسم كاسم الله عز وجل هذا قول مروي عن جماعة من السلف ومنهم ابن عباس رضي الله تعالى عنهما القول الثاني وهو الاقرب وهو الرواية الثانية عن ابن عباس رضي الله عنهما ان السمي هو المسامي السمي هو المسامي فهو فعيل بمعنى مفاعل اصلها فاعل ثم صارت مفاعل بالتالي يكون المعنى هل تعلم له مكافئا ونظيرا وشبيها وعدلة كما جاء هذا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وسعيد ابن جبير وجماعة من السلف فسروا بكلمات متقاربة منهم من قال شبيه ومنهم من قال عدل ومنهم من قال اه كلمات قريبة في من هذا المعنى فالمقصود ان الله سبحانه وتعالى قال هل تعلم له سميا؟ يعني هل تعلم له؟ مساميا وكفئا ونظيرا وعدلا له تبارك وتعالى و لا شك ان الجواب هو لا وهذا الاستفهام استفهام انكاري يراد منه النفي بل هو ابلغ قافلة وابلغ من صيغة النفي المجردة. اذا هذا دليل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وسوء لانه لا مثيل له ولا ند له لكونه قد تفرد في كماله سبحانه وتعالى قال جل وعلا رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هنا مبحث في قوله واصطبر لعبادته اصطبر من الاصطبار والاصطبار افتعال من الصبر والاصل في هذه الكلمة اصطبار صاد بعدها تاء لكن لصعوبة نطق آآ التاء بعد الصاد بعد الصاد قلبت قلبت التاء الى طاء ثقيلة اصطبر واصطبار الاصطبار هو الصبر على الامر الذي فيه مشقة فهو صبر عظيم لان المصطبر من يصبر على امر عظيم. ومادة افتعل والافتعال يدل على قوة في الفعل. يدل على قوة في الفعل وزيادة المبنى فيها زيادة في المعنى ولا شك ان عبادة الله عز وجل تحتاج الى صبر عظيم ولذلك تأمل مثلا في قوله تعالى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها قال جل وعلا وانها يعني في الصلاة قال وانها لكبيرة الا على الخاشعين ثمة عبادات لا يقوم بها الانسان الا اذا صبر صبرا عظيما هناك عبادات تتعلق بالصلاة تتعلق الجماعة تتعلق بالانفاق تتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر تتعلق بالجهاد في سبيل الله في انواع كثيرة تحتاج والى صبر عظيم وفيها من المشقة ما يكون معها زيادة في الاجر عند الله سبحانه وتعالى اللهم الا من خفف الله عز وجل ويسر سبحانه وتعالى العبادة عليه هذا الصبر من اجل العبادات وما اعطي عبد عطاء خيرا ولا افضل من الصبر. كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم والصبر كما مر معنا ثلاثة انواع جمعها قوله تعالى واصبر لحكم ربك تذكرون واصبر لحكم ربك قلنا الصبر راجع الى ثلاثة انواع صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة والمراد ها هنا او ما جاء في هذه الاية يتعلق بالصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى وهذا النوع اكمل انواع الصبر الصبر على الطاعة اكمل انواع الصبر وهو اعظمها اجرا وهذا النوع يشمل ثلاثة اقسام صبر على الطاعة قبل ادائها وصبر على الطاعة اثناء ادائها وصبر على الطاعة بعد ادائها وكل واحد من هذه ينقسم الى قسمين او يندرج فيه امران النوع الاول الصبر على الطاعة قبل ادائها ويشمل امرين اولا الصبر على تعلم الطاعة وفق الشريعة حتى يؤديها الانسان على نور من الله سبحانه وتعالى وهل هذا الامر هين او يحتاج الى صبر لا شك انه يحتاج الى صبر وكثير من الناس لا يتحلون بهذا الصبر لا يصبر على ان يتعلم الطاعة حتى يؤديها وفق السنة ولذلك تكثر الاخطاء وتكثر آآ يكثر الوقوع فيما يبطل العبادة او يضعف ثوابها. والسبب الجهل السبب انه ما كان هناك صبر على التعلم ولذلك انظر الى هذه العبادة التي يتوجه بها الانسان الى الله عز وجل كل يوم وجوبا خمس مرات. عبادة الصلاة كم من الناس صبر على ان يتعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الذي قال صلوا كما رأيتموني اصلي كم من مجموع المسلمين تظنون انه جلس جلوسا للعلم علم الصلاة وتعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم تفصيلا اظن والله اعلم ان قليلا من الناس من فعل ذلك ما تحلى بالصبر على تعلم الطاعة قبل ادائها. هذا امر يا عبد الرحمن يحتاج الى يحتاج الى صبر ثانيا الصبر على تصحيح النية قبل ادائها وهذا امر لا شك انه يحتاج الى مجاهدة عظيمة وصبر كبير النية اصعب ما يعالجه الانسان فانها تتلون تتغير وينبت ينبت في كل حين ما قد يحرف النية عن الوجهة الصحيحة ان ينوي الانسان طاعة الله وحده لا شريك له هذا المقام يحتاج الى الى صبر ومجاهدة ولذا كان من السلف من يقول ما عالجت شيئا اشد علي من نية لانها تنقلب علي النيات تتقلب وبالتالي فيحتاج الانسان الى صبر عظيم حتى يصحح النية وحتى يخلص القصد هذان نوعان من الصبر ها قبل الطاعة ثانيا الصبر على الطاعة اثناء ادائها ويشمل امرين اولا الصبر على ادائها وفق ما امر الله سبحانه وتعالى هذا امر يحتاج الى صبر كون الانسان يؤدي العبادة على الوجه الكامل. قدر الامكان باستجماع الشروط والواجبات والاركان والسنن الا يحتاج الى صبر كثير من الناس مع الاسف الشديد العبادة كانها حمل على الظهر يريد ان يتخلص منه وهذا امر مؤسف مع الاسف الشديد وكلنا كذلك الا من رحم الله عز وجل فالمقام يحتاج الى قدر كبير من الصبر ان يتأنى الانسان ويحرص على ان يؤدي العبادة وقد جمع فيها كل ما يمكنه منا اه السنن والواجبات وآآ ما امر الله سبحانه وتعالى فيها من تكميل هذا قدر يحتاج الى صبر الامر الثاني الصبر على مراقبة الله سبحانه وتعالى اثناء العبادة وهذا امر اصعب من الاول الشأن يا رعاك الله ان تراقب من تعبد من تعبد اثناء عبادتك هذا امر عظيم الخشوع حضور القلب استشعار قيام الانسان اثناء العبادة بين يدي الله سبحانه وتعالى هذا امر صعب ولذا كان الخشوع اول ما يرفع من هذه الامة اليس كذلك والامر فيه عظيم حتى انه لا يكتب للانسان الا ما كان محضرا قلبه فيه. كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الصلاة الرجل قد ينصرف من الصلاة وما كتب له الا نصفها الا ثلثها الا ربعها حتى قال الا عشرها اذا الامر عظيم يحتاج الانسان الى مجاهدة كبيرة حتى يكون عابدا لله كانه يراه فان لم يصل الى هذه المرحلة فلا اقل من ان يكون عابدا له ها وهو يستحضر ان الله هو الذي يراه سبحانه وتعالى اذا هذا هو القسم الثاني وهو الصبر على الطاعة اثناء ادائها النوع الثالث او القسم الثالث الصبر على الطاعة بعد ادائها ويشمل امرين اولا الصبر عن الوقوع فيما يحبط ثوابها. فيما يحبط ثواب الطاعة ومر بنا غير مرة يا رعاكم الله ان المعصية المتأخرة قد تحبط ثواب الحسنة المتقدمة وعلى هذا دلائل متعددة واجماع اهل السنة والجماعة العبادة اذا اديتها فهي اعظم رأس مال عندك ورأس المال كل حصيف يحرص على ان يحافظ عليه. اليس كذلك لا اظن ان عاقلا حصيفا يجازف في رأس ماله التاجر تجد ان اولى اولوياته ان يحافظ على ماذا على رأس المال عملك الصالح الذي وفقك الله عز وجل له هذا اعظم رأس مال عندك فانت بحاجة الى المحافظة عليه وهذا الامر قال فيه بعض اهل العلم هذا اعز شيء في العابدين ان يحافظ على هذه الطاعة اعني ثوابها فلا يأتي بعدها بما يبطل الثواب او يضعف الثواب المقام يحتاج الى يحتاج الى اصطبار صبر عظيم ثانيا ان يصبر عن العجب بها والاخبار بها قد يرد على العابد بعد العبادة شيء من النشوة وشيء من العجب بانه قد قام بكذا وفعل كذا يقع في نفسه ما يقع من الاعجاب والزهو وهذا من سفه العقول في حقيقة الحال اي اعجاب للانسان وان يرى ان انه قد قدم لربه جل وعلا ما يستحق عليه ان يعطيه سبحانه لا على سبيل المنة منه تبارك وتعالى هذا الاعجاب سفه ما قدم العبد من طاعات مع ما فيها من قصور ونقص واخلال بالخشوع وحضور القلب هذه لو ان الله عز وجل عامله فيها بعدله لربما كان مستحقا للعقاب ثم انه لو اداها على على الوجه الاكمل ما قامت بشكر نعمة الله عز وجل ولا على اقل نعمه. اليس كذلك يا اخوة ولذا لو ان الانسان منذ ان يولد الى ان يموت يخر ساجدا لله عز وجل فوالله انه ما ادى حق ربه عليه فاي اعجاب واي زهو بعد ذلك يكون من العبد؟ اللهم الا من سفر نفسه فهذا مقام يحتاج الى صبر والى مراقبة للقلب واستحضار منة الله سبحانه وتعالى على العبد وانه ليس منه شيء ولا اليه شيء. الامر كله فضل من الله تبارك وتعالى. والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا الامر ايضا يشمل هذا الامر الثاني الصبر يشمل الصبر على الاخبار بها شتان يا رعاكم الله بين ديوان السر وديوان العلن شتان بين ديوان السر وديوان العلن كلما كانت عبادتك بطي الكتمان تكون فيها حريصا على الا يطلع عليها الا من تعبدت له سبحانه وتعالى كان هذا اقرب الى القبول واوفر في الاجر كان اقرب الى القبول واوفر في الاجر هذا هو الاصل هذا هو الاصل في الطاعات ان تحرص على كتمانها وعدم افشائها وعدم اظهارها وهل هذا الامر سهل او يحتاج الى يحتاج الى صبر فان الواقع يدل على ان كثيرا من الناس لا يطيق صبرا على السكوت عن طاعاته ولذا يحرص على ان يتحدث بها عند ادنى مناسبة بل ربما يفتعل المناسبة حتى يجد فرصة لكي يتكلم عما قام به وفعل لان في النفوس شهوة هذه الشهوة شهوة المدح وان يعجب به الناس وان يكرم وكونه يطيع الله سبحانه وتعالى هذا في نظري قاصر العقل سبب لكي يجل ويعظم ويمدح ويصدر ويقدم فهو حريص على انه يفشي اعماله ويتكلم بها وهذا مقام يحتاج لا شك انه يحتاج الى اصطبار الى صبر عظيم اسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم الصبر على الطاعة كما اسأله تعالى ان يرزقنا الصبر عن المعصية والصبر على اقدار الله المؤلمة اسأله جل وعلا ان يصلح قلوبنا واعمالنا ان يملأها ان يملأ قلوبنا بحبه والسنتنا بذكره وان يوفقنا لطاعته وان يستعملنا في مراضيه وان يجعلنا من جنده وانصار دينه ان ربنا الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان