بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد هذه الاية على نسق الايات السابقة اذ ان فيها نفيا عن الله سبحانه وتعالى وهذا النفي كما يقول اهل العلم نفي منفصل وذلك ان النفي قد يكون لشيء متصل كالسنة والنوم والظلم ونحو ذلك وقد يكون للمنفصل كالصاحبة والولد والشريك والولي من الذل الى غير ذلك هذه الاية امر الله فيها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ان يحمد ربه على هذه الامور الثلاثة المذكورة في الاية والله جل وعلا يحمد على ربوبيته وعلى ملكه لما في السماوات وما في الارض ويحمد على الوهيته وانه المعبود في السماوات والارض ويحمد على كل شرعه وكل خلقه وكل قدره يحمد على انزاله القرآن ويحمد على ما له من نعوت الجلال والجمال فله الحمد بالاولى والاخرة جل ربنا المحمود وعزم قال سبحانه وتعالى وقل الحمد لله الحمد كما قد علمنا هو الثناء مع المحبة فمن اثنى وعظم دون محبة ما حمد ما حمد من حمده ومن احب ولم يثني او يعظم فانه لم يكن منه الحمد حتى يجتمع الامران يجتمعا حتى يجتمع التعظيم والثناء مع المحبة والله عز وجل هو المستحق لهذا الحمد وحمده ملأ ما في السماوات وما في الارض وما بين ذلك وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذرية ثلاثة امور كانت سبب هذا الحمد الامر الاول فيها كون الله عز وجل لم يتخذ ولدا وهذا ما سبقت الاشارة اليه باقتظاظ عند الكلام عن قوله تعالى لم يلد ولم يولد الله جل وعلا لم يلد وهذا ما جاء في هذه الاية لم يتخذ ولدا وكذلك هو سبحانه لم يولد ولتلاحظ يا رعاك الله انه لا يعرف في احد من البشر ادعاء ان الله عز وجل مولود لوالده هذا لا يعرف فيما اعلم ان احدا افتراه على الله تعالى الله عن ذلك اذا ما وجه النفي لذلك هذا فيما يبدو والله اعلم راجع الى احد امرين اما ان يكون نفي ان يكون الله مولودا لدفع ان يكون الله والدا الامران متلازمان واذا كان العقلاء يقرون بان الله عز وجل ليس مولودا فليقروا بانه ليس والدا كما انه لم يتفرع عن شيء فكذلك لم يتفرع عنه شيء فيكون اذا نفي ان يكون الله مولودا لاجل دفع ان يكون الله والدا وكون الله عز وجل والدا هذا افتراه كثير من الخلق على الله سبحانه فاليهود قالوا عزير ابن الله والنصارى قالت والنصارى قالت المسيح ابن الله و اهل الجاهلية من العرب قالوا الملائكة بنات الله ولاجل هذا كثرت الادلة نفي اتخاذ الله عز وجل الولد جاء في القرآن في نحو ثمانية عشر موضعا فيها نفي ان يكون الله عز وجل قد اتخذ ولدا اما ان يكون لله والد فهذا ما جاء النفي له في هذا الموضع من كتاب الله فحسب والوجه الثاني ان يكون المراد بكونه سبحانه لم يولد دفع قول النصارى وغيرهم الذين قالوا ان ابن الله هو الله او ان غيره هو الله من اهل الحلول او الاتحاد الم تر الى ان النصارى قالوا ان المسيح هو الله فرد الله عز وجل عليهم بانه سبحانه وتعالى لم يولد والمسيح مولود اذا لا يمكن ان يكون المسيح هو الله لان الله لم يولد فيكون هذا دليل عقلي على نفي الوهية وربوبية كل ما سوى الله سبحانه وتعالى كل من ادعى في احد انه هو الله او انه الرب او ان فيه الهية او ربوبية فانه يرد عليه بان الاله الحق لا يولد والله لم يولد اذا الله عز وجل هو الاله الحق وما سواه فليس الها او ربا حقا كون الله عز وجل اتخذ ولدا هذا الافتراء العظيم كما اسلفت لك هذا امر قد ادعاه كثير من الخلق وربما اكثر الناس على وجه الارض اليوم من النصارى يدعون ذلك عياذا بالله وهذه فرية كبرى وجريمة منتهية منتهية بالغلظ والعظم حتى ان هذا الكون يكاد ان يضطرب من عظم وثقل هذا القول وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا هذه الفريا كان من مقاصد انزال القرآن كان من مقاصد انزال القرآن ردها وانذار اهلها اليس الله عز وجل يقول في مفتتح سورة الكهف الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه. ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات. ان لهم اجرا حسنا. ماكثين فيه ابدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لابائهم كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا. اي والله ما اكبرها من كلمة وما اعظمه من افتراء وما اشده من كذب بل هذه مسبة عظيمة لله سبحانه وتعالى في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. وفيه ايضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه ان الله تعالى قال كذبني ابن ادم وما يكون له ذلك وشتمني ابن ادم وما يكون له ذلك اما تكذيبه اياي فقوله اني لا اعيده كما بدأت خلقه وان اعادته اهون علي واما شتمه اياياي فقوله اني اتخذت ولدا وانا الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد وفي حديث ابن عباس قال جل وعلا سبحاني ان يكون لي ولد اذا هذه فرية عظيمة تكرر في القرآن نفيها عن الله عز وجل وانت اذا تأملت وجدت ان افتراءها على الله او الذين هؤلاء الذين خرقوا له بنين وبنات قد اتوا بفرية عظيمة ومسبة كبرى لانها قادحة في توحد الله عز وجل قابحة تنبراد بانفراده بتوحيد المعرفة والاثبات وفي توحيد القصد والطلب هدم للتوحيد من كل جانب اما هدم هذه المقالة الشنيعة لتوحيد المعرفة والاثبات فتظهر بما يأتي اولا ان فيها قدحا في غنى الله سبحانه وتعالى وفيها نسبة الحاجة والظعف اليه جل وعز وذلك بين ظاهر فان نسبة الولد الى الله عز وجل تقتضي الحاجة تقتضي الحاجة المادية او الحاجة النفسية والله عز وجل منزه عن ذلك ما حاجة الله الى الولد الكي يتعزز به ويتقوى به يبقي اسمه من الاندثار تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا كما ان اتخاذ الولد من جهة اخرى يقدح باحدية الله عز وجل اما قدحه في غنى الله فان الله عز وجل قد بينه في قوله قالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه هو الغني جناه يتنافى واثبات الولد له اما كونه يتنافى واحادية الله عز وجل فان الله سبحانه هو الواحد انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد اثبات الولد لله عز وجل يتنافى وكرمه الواحد تبارك وتعالى ذلك ان الولد من جنس والده اليس كذلك وبالتالي لم يكن الله لم يكن الله احدا والولد يأخذ خصائص والده. ويقوم مقامه ويخلفه بعد وفاته والله عز وجل منزه عن ذلك اذا كان اثبات الولد لله عز وجل يتنافى احدية الله عز وجل في ذاته وفي صفاته وامر ثالث وهو ان اثبات الولد يقدح في ربوبية الله عز وجل من جهة كونه الخالق لكل شيء الله عز وجل خالق كل شيء ولو كان له ولد فان هذا يقدح في هذه الكلية لم يكن الله خالق كل شيء لان الاب لا يخلق ولده اذا لن يكون الله خالق كل شيء ولذلك الله سبحانه نفى هذا في مواضع كثيرة. قال بديع السماوات والارض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة؟ لما كان بديع السماوات والارض وما فيهما انتفع ان يكون لله ولد. قال سبحانه وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ثم قال ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لو كان لله ولد لم يكن كل من في السماوات والارض اتا رحمان عبده لانه لن يكون عبدا خاضعا لله عز وجل سيكون ولدا زائد اذلال على الله سبحانه وتعالى وهذا يتنافى وربوبية الله سبحانه وتعالى اما الجهة الثانية فهي ان اثبات الولد لله عز وجل يتنافى وتوحيد الله عز وجل في القصد والطلب من اثبت مع الله ولدا اثبت مع الله من يستحق العبودية والالهية. ولذا لو تأملت لوجدت ان الذين نسبوا لله عز وجل ولدا عبدوا هذا الولد امر تلقائي ان كان لله ولد فانه سيكون معبودا. وهذا احد اوجه التفسير في قوله تعالى قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين. ولذا انظر الى النصارى لما زعموا ان عيسى عليه السلام ابن لله ماذا فعلوا عبدوه بل عبدوا ايضا امة ولذلك يصيحون ويضجون ويقولون يا والدة الاله اشفعي لنا عند الاله يدعونها في كل صغير وكبير ليس لكونها ابنا لله بل لمجرد انها ام لهذا الابن فانها تدعى فكيف فكيف بالمسيح عليه الصلاة والسلام؟ ولذا تجد ان الله سبحانه وتعالى كان يخبر عن المسيح اسلوب لم يكن في بقية الانبياء دائما تجد ان المسيح يذكر انه ابن مريم ننثى ويذهب عن العقول والقلوب. توهموا انه ابن لله عز وجل كلا. بل هو مولود لمريم عليه السلام بخلاف اخباره سبحانه وتعالى عن بقية الانبياء والمرسلين اذا تبين لنا ان اثبات الولد لله سبحانه وتعالى جرم عظيم وفرية كبرى ونفيها عن الله تبارك وتعالى يقتضي اثبات كمال ربوبيته وكمال يتضمن ذات كمال ربوبيته واثبات كمال الوهيته واثبات كمال غناه وعزته سبحانه وتعالى وها هنا مباحث اه متفرعة عن هذا الموضوع والمقام لا يتسع لبحثها فان النصارى الذين اطبقوا على ان المسيح ابن الله هؤلاء اضطربوا اضطرابا عظيما في هذه الكلمة المسيح ابن الله ما معنى كونه ابنا لله فعامة واكثر علمائهم على ان هذه الولادة ولادة عقلية روحانية وليست ولادة حسية وهذا امر اشد استحالة وبعدا عن العقول السليمة من القول بانها ولادة حسية يقولون انه قد تولد عن الله عز وجل تولدت الكلمة فحلت في مريم عليه السلام كما تتولد او كما يتولد العلم عن العالم وكما يتولد الكلام عن المتكلم كذلك تولد عن الله سبحانه وتعالى هذا الجوهر الذي هو الكلمة فحل في مريم عليها السلام ثم انضم الى هذا الناسوت الذي هو الانسان الذي هو ابن لمريم عليه السلام فاجتمع من اللاهوتي والناسوت؟ عيسى عليه السلام. فالله ابن للاهوت ومريم ضمن للناسوت في هذيان غير معقول ولذا عامة عامتهم على خلاف ذلك يقولون هذا هذيان لا يدخل العقول بل نحن نثبت لله عز وجل ابنا ولد ولادة حسية يعتقدون ان الله عز وجل تخطى الى مريم كما يتخطى الذكر الى الانثى فكان من نتاج ذلك ان ولد عيسى عليه السلام تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ومهما يكن من شيء فمع شناعتي وبشاعة هذا القول الا انه اقرب الى العقول من قول علمائهم الذين يزعمون ان هذه ولادة ان هذه ولادة عقلية آآ روحانية بل نقل ابن القيم رحمه الله عن بعض حذاقهم انهم كانوا يعتقدون هذا ولكنهم كانوا يستترون به ومهما يكن من شيء فان الحيرة والاضطراب والتناقض في شأن النصارى ليس شأنا غريبا وليس شيئا مستعجبا بل هذا هو الاصل فيهم. حتى ان كثيرا من علمائهم وقفوا حائرين امام هذه القضية. كيف يكون عيسى ابنا لله عز وجل. وكيف يكون تكون هذه الولادة ولادة عقلية؟ وكيف يتولد ما هو جوهر مما هو ليس بجوهر وكيف يكون التولد من اصل واحد؟ والمعقول ان التولد لا بد ان يكون من اصلين. في تفاصيل كثيرة ترد هذا المذهب وليس هذا مجال بحثنا ولذلك كانوا اهل اضطراب عظيم وهذا هو ديدنهم وهذا هو شأنهم ولذا ذكر ابن القيم رحمه الله لطيفة ها هنا قال ان النصارى لو جئت الى اهل بيت فسألتهم عن عقيدتهم لاجابك الاب بجواب واجابتك الام بجواب. واجابك الابن بجواب واجابتك البنت بجواب. كل له تفسير وفهم لعقيدتهم. وذلك لانها في غاية الاضطراب وغاية التناقض. ووالله ما تسلط الملاحدة وقويت شوكتهم الا لهذه العقول الضعيفة التي انتجت هذه الافكار المهزولة حتى ان كثيرا من الناس نفروا من الدين بشكل عام بسبب انهم ظنوا ان الدين هو هذا الشيء الذي كانوا يعقلونه في دين النصارى فرأوا ان يستريحوا من هذا الى مذهب الالحاد وانكار الخالق سبحانه وتعالى بالكلية فيكونون استجاروا من الرمضاء بالنار عياذا بالله. وعلى كل حال من عجيب شأن النصارى انهم يثبتون لله الولد وينزهون بطارقتهم من الصاحبة والولد وهذا شيء عجيب لماذا ينزهون البطارقة كبار علماء دينهم عن الولد يقولون هذا شيء لا يتناسب مع هذه المرتبة الرفيعة وفي ذات الوقت يثبتون لله عز وجل ولدا ولاجل هذا كل من صدف عن الله عز وجل وكل من ابى الانقياد لله تبارك وتعالى فلا بد ان ينحدر هذا الانحدار ولابد ان ان يقع في هذا التناقض السخيف انظر الى حال النصارى في هذه المسألة تنظر الى حال ابليس عليه لعنة الله كيف انه لما استكبر عن ان يطيع الله عز وجل في سجوده لادم صار خادما وضيعا لكل فاسق وفاجر وهكذا بامثلة كثيرة تجد ان كل من صدف عن الله عز وجل واستكبر عن امره فانه لا بد ان يقع في هذا التناقض السخيف نسأل الله السلامة والعافية قال جل وعلا وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك نفى الله عز وجل عن نفسه ان يكون له شريك في الملك يشارك الله عز وجل ويناظرهم ويضارعهم ويكافئه في ملكه بكل ما في السماوات والارض ولا شك ان هذا يقتضي كمال ربوبيته وكمال غناه وكمال عزته وقيوميته تبارك وتعالى والله سبحانه نفى عن نفسه الشريك في عشرات المواضع في كتابه وهكذا جاء في سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قال جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة حتى ذرة والله لا يملكونها. لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك لقلنا انه انتفى الملك مع الانفراد فلعل لهم ملكا مع الشراكة فقال جل وعلا وما لهم فيهما من شرك ليس لهم في السماوات والارض اي شرك البتة وما له منهم من ظهير. ليس له معاوي ولا وزير يعينه ويظاهره. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فاستحق الله جل وعلا ان يكون الرب وان يكون الاله الواحد سبحانه وتعالى ولاجل هذا كانت هذه الاية و امثالها من اعظم الادلة التي ترد على المشركين في توحيد الالهية فان اثبات توحيد الله عز وجل في ربوبيته دليل على انفراده في عبادة في عبادته والوهيته فان الاله المستحق للعبادة لا بد ان يكون كاملا في الربوبية. لا بد ان يكون منفردا في التصرف والتدبير. لابد ان يكون له ملك السماوات والارض هؤلاء الذين يعبدون غير الله من هؤلاء القبورية الذين اثبتوا لغير الله عز وجل ملكا في السماوات والارض ما اشنع مقالتهم وما اضل مذهبهم تجدهم يقولون ان غير الله عز وجل كالنبي صلى الله عليه وسلم هكذا يعتقدون يقولون ويعتقدون انه يقدر على كل ما يقدر عليه الله ويملك كل ما يملكه الله ولاجل هذا فانه يغفر الذنوب ويقبل التوبة ولاجل هذا فانه يطفئ الحريق وينقذ الغريق وينجي من اهوال الدنيا والاخرة هكذا يقولون وهكذا يعتقدون ولاجل هذا فانهم يصيحون ويلجأون ويجأرون للنبي صلى الله عليه وسلم او لاوليائهم الذين يعتقدون فيهم هذا الاعتقاد اذا نزلت بهم النوازل لا يعرفون في قلوبهم الا مناداة هذه الالهة ينسون الله سبحانه وتعالى فكانت حالته اشنع من حالة المشركين الاولين الذين اذا نزلت بهم النوازل اخبر الله انهم ينسون ما يشركون اذا نرد على هؤلاء بين ظاهر لائح في قوله تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك قال سبحانه ولم يكن له ولي من الذل هذا الامر الثالث الذي نفاه الله عن نفسه ان يكون له ولي من الذل ولاحظ ان الله عز وجل نفى الولد مطلقا ونفى الشريك مطلقا لكنه في الولي انما نفى الولية من الذل ليدلك على انه ليس من المنفي باطلاق الولي كيف يكون ذلك؟ والله ولي المؤمنين والله ولي المتقين. الا ان الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فالله عز وجل نثبت او تثبت له الولاية من وجه وتنفى عنه الولاية من وجه اما الذي ينفى عنه فالولاية من الذل ان يكون قد اتخذ وليا من الذل وهذا كحال اهل الدنيا الولاية المحبة والنصرة وهذا الذي يقع بعالم الناس ان يتخذ احد احدا وليا فانه اتخاذ للولي من الذل نتقوى به ويتعزز به لانه ان لم يكن له ولي فانه سيكون ضعيفا حتى الملوك اعظم الملوك واشد الملوك واقوى الملوك لو لم يكن لهم اولياء لو لم يتخذوا اولياء لكانوا اظعف الناس ولا قيمة لهم لكنهم يتخذون اولياء من الجند من الوزراء من المظاهرين لاجل ان واو بهم لاجل ان يذول عن لاجل ان يزول عنهم الذل اما الله تبارك وتعالى فانه غني عن ذلك الله له الغنى المطلق الله له القيومية الله له الربوبية. الله له الملك. الله له السلطان. الله له التدبير فلاجل هذا كان اثبات الولي من الذنب الذي يتقوى الله عز وجل به هذا قدح عظيم في غنى الله سبحانه وتعالى وقيوميته وربوبيته فنفاه الله سبحانه عن نفسه انما ولاية الله شأن اخر هذه ولاية رحمة وولاية احسان وولاية تخطش لم يتخذ الله عز وجل الولاية لم يتخذ الله عز وجل اوليا لضعف او عجز او ذل تعالى الله عن ذلك بل هو الغني وكل ما في السماوات وما في الارض لا يقدرون على بر لله سبحانه وتعالى ولو اجتمعوا لو ان اولكم واخركم كما يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي الصحيح لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكه شيئا اذا الله عز وجل غناه المطلق يستلزم ان يكون قد انتفى عنه الولي من الذل كما ان نفي الولي من الذل يقتضي اثبات الغنى الكامل واثبات القيومية المطلقة لله سبحانه وتعالى قال وكبره تكبيرا لا شك ان من اعتقد ما سبق فانه سيكبر الله ويعتقد بقلبه وينطق لسانه لان الله عز وجل اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء جل ربنا وعزه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير هذه الاية من ادلة التنزيه ولعلكم تذكرون ما مر بنا من ان ادلة التنزيه المجمل او التنزيه العام قلنا ان منها كل دليل دل على تسبيح الله سبحانه وتعالى ذلك ان التسبيح هو التنزيه والتنزيه كما قد علمنا يكون عن امرين ينزه الله عز وجل عن شيئين وينزه من شيئين اولا ينزه عن كل سوء ونقص وهذا ما جاء تفسير التسبيح به في روايات مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم خرجها الطبري والطبراني والبزار وغيرهم باسانيد في كل منها مقال وفيها ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر التسبيحة بانه تنزيه الله عن السوء وهذا هو الثابت عن السلف رحمهم الله كما روي هذا عن ابن عباس ومجاهد وجماعة من السلف بل هذا هو الذي لا يختلف فيه اهل العلم ان من معاني التسبيح ها تنزيه الله سبحانه عن السوء. اذا ينزه الله عز وجل عن كل سوء ونقص وكل ما كل ما لا يليق بكماله تبارك وتعالى والامر الثاني انه ينزه في كماله عن ان يكون له مشارك وقلنا ان هذا تمام الكمال ان يكون متفردا في الكمال لا ان يكون الكمال متوزعا ومتفرقا بينه وبين غيره هذا يتنافى وكمال او وتمام كمال الله سبحانه وتعالى. والله جل وعلا له الكمال المطلق من جميع الوجوه فينزه عنان يكون له مشارك او مكافئ بحيث يكون له شيء من كمال الله سبحانه وتعالى اذا يتلخص لنا من هذا ان التسبيح يدل بدلالة او بدلالة المطابقة على التنزيه تسبيح الله يعني تنزيهه ويدل بدلالة اللزوم على تعظيم الله عز وجل يدل بدلالة اللزوم على تعظيم الله عز وجل وذلك انه كما قد علمنا اذا كان الله عز وجل يتنزه عن كل سوء ونقص لم يكن هذا الا لكماله تبارك وتعالى والكمال يستحق صاحبه التعظيم. فكان التسبيح مقتضيا لماذا مقتضيا للتعظيم فبالتالي نقول ان التسبيح يدل بدلالة المطابقة على التنزيه ويدل بدلالة اللزوم على التعظيم وكلا الامرين ثابت لله سبحانه وتعالى وانت اذا فهمت هذا عرفتها وجهه كوني الصلاة تسمى تسبيحا ولاجل هذا يقول الله عز وجل في سورة قاف فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب هذه الاية في الصلاة نصت على الصلاة على صلاتي الفجر والعصر. بل قال ابن العربي رحمه الله في احكامه انه لا خلاف بان قوله سبح ها هنا يعني صلي فتبين بهذا ان الصلاة تسمى تسبيحا لاجل ما فيها من التعظيم وغني عن البيان اوجه تعظيم الله سبحانه وتعالى في الصلاة فكم فيها من تعظيم لله عز وجل في الدعاء وتلاوة لكلامه سبحانه وتعالى وفي ركوعه وفي سجوده عن المصلي كل ذلك تعظيم لربنا سبحانه وتعالى فكان هذا مما يدخل في معنى التسبيح بدلالة اللزوم. ولذلك تسمى صلاة النافلة سبحة ولاجل هذا نجد في الصحيحين ان ابن عمر رضي الله عنهما يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان في سفر يسبح على راحلته اينما توجهت ما معنى يسب يعني يصلي اذا يدخل في معنى التسبيح ايضا التعظيم الله عز وجل لا شك ولا ريب انه المستحق في التنزيه من كل وجه ولا شك انه المستحق للتعظيم من كل وجه ولا شك ان بيت لا يكون الا بمجموع الامرين ولاجل هذا كان احب الكلام الى الله عز وجل سبحان الله والحمد لله لان التنزيه وحده ليس كمالا ولان الاثبات وحده ليس كمالا ولكن الكمال في اجتماع ماذا في اجتماع التنزيه وفي اجتماع التعظيم الذي يخبر الانسان به من خلال قوله الحمد لله او من خلال حمده لله سبحانه وتعالى اعد قال وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لاحظ في هذه الاية كيف ان الله عز وجل جمع بين التسبيح والحمد جمع بين التسبيح والحمد والتسبيح يدل على التنزيه ويدل على التعظيم بالدلالتين المذكورتين والحمد يدل بدلالة التظمن على تعظيم الله عز وجل. ويدل بدلالة اللزوم على تنزيه الله عز وجل فتبين بهذا ان التسبيح والتحميد يدلان على كمال التوحيد الذي اجتمع فيه التنزيه والاثبات الذي اجتمع فيه التنزيل والاثبات لله سبحانه وتعالى يقول جل وعلا يسبح لله ما في السماوات وما في الارض الله عز وجل سبح نفسه وامر بتسبيحه واخبر ان من في السماوات والارض وما في السماوات وما في وما في الاب يسبحون الله عز وجل فهو المستحق للتسبيح سبحانه سبح نفسه فقال جل وعلا سبحان ربك رب العزة عما يصفون وامر بتسبيحه فقال وسبح بحمد ربك واخبر ان كل ما في السماوات والارض فانهم يسبحونه فما معنى في هذه الاية وكون الانسان يسبح الله سبحانه وتعالى هذا يجمع ثلاثة امور اولا الاصل في التسبيح انه اعتقاد اعتقاد للتنزيه والتعظيم على التفصيل السابق يتبعه قول مطابق وعمل مصدق التسبيح الاصل انه اعتقاد يتبعه قول مطابق ان يقول الانسان سبحان الله او يقول سبحانك اللهم الى غير ذلك مما ورد وايضا عمل مصدق لابد ان تكون الجوارح مصدقة لهذا الاعتقاد. ولابد ان تكون مصدقة لهذا القول. اذا لا بد من عبادة الله وحده لا شريك اذا هؤلاء الذين يتخذون مع الله معبودا غيره هل نزه الله هل سبحوا الله؟ كلا يقولون بالسنتهم ما تكذبه اعمالهم هؤلاء الذين يسبحون وربما اتخذوا صبحا فيها الف حبة او عشرة الاف حبة ويجرونها كل صباح يقولون سبحان الله لكنهم يدعون غير الله ويذبحون لغير الله وينذرون لغير الله هل هؤلاء مسبحون حقا كلا او لا يقولون شيئا بلسانهم لكن قلوبهم وامالهم تكذب قولهم اذا لابد من التنبه الى هذا الامر وهو ان التسبيح يتركب من هذه الامور الثلاثة اصله اعتقاد يتفرع عنه قول وعمل اخبر الله عز وجل في هذه الاية انه يسبح له ما في السماوات وما في الارض وهذا حق وصدق ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا والصحيح الذي لا شك فيه ان تسبيح ما في السماوات والارض وما من ادواتي العموم كل ما في السماوات والارض فانه يسبح الله عز وجل الصحيح ان هذا التسبيح ليس بلسان الحال انما بلسان المقال تسبيح حقيقي كثير من الناس وربما تجده في بعض الكتابات المعاصرة يقولون ان كل ما في الكون يسبح الله عز وجل لكن بلسان بمعنى ان ما يرى الانسان من دقة واتقان واحسان في المخلوقات يشهد بعظمة الله عز وجل وحكمته آآ سلطانه وعلمه تبارك وتعالى فكأنها تنطق بمعنى بتسبيح الله عز وجل ولا شك ان هذا حق ولكنه ليس هو المراد بهذه الاية بل كل من في السماوات والارض وكل ما في السماوات وما في الارض يسبح الله سبحانه وتعالى بلسان المقال ويدل على هذا ان الله عز وجل يقول وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ولو كان المعنى او كان المعنى في التسبيح وما ذكروا من دلالة المخلوقات على عظمة الخالق لكان هذا مما يعلمه ويفقهه كل احد. اليس كذلك؟ كل من نظر بانصاف في هذا الملكوت في السماوات والارض في هذا من العالم العلوي والسفلي فانه يرى اتقان الله سبحانه وتعالى وعظيم خلقه وصنعه اليس مع ان الله يقول ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فدل هذا على ان المراد شيء اخر وراء ذلك ويشهد لهذا نصوص كثيرة منها قوله سبحانه وتعالى عن داوود عليه السلام انا سخرنا له الجبال يسبحن بالعشي والاشراق نعم انا سخرنا له الجبال انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق احسنت هذه الاية دليل صريح على انها كانت تسبح بلسان المقام وآآ الله جل وعلا يقول اه يا جبال اوبي معه والطير حتى الطير كانت تسبح كان اذا سبح عليه السلام او تلى الزبور وترنم به فانه يسمع للجبال صوت بالتسبيح قال المفسرون حتى ان الطير اذا كانت تمر عليه وهو يسبح فانها تقف في الهواء وتسبح بتسبيحه يا جبال اوبي معه والطير فهذا دليل على انها كانت تسبح الله سبحانه وتعالى قل مثل هذا فيما ثبت في البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان انه رضي الله عنه قال كنا نسمح تسبيح الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل طعام يوضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فكان هو واصحابه يسمعون تسبيح هذا الطعام وهذا امر حقيقي لا شك فيه ولا ريب فدل هذا اذا على ان تسبيح المخلوقات لله سبحانه وتعالى تسبيح حقيقي بلسانه بلسان المقال وليس فقط بلسان الحال لعل هذا القدر فيه كفاية والله تعالى اسأل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان