بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه اية الفرقان اوردها المؤلف رحمه الله لاشتمالها على تقرير ما بدأ رحمه الله قبل عدة ايات بتقريره وهو ما يتعلق بالنفي في صفات الله عز وجل ووجه ايراده رحمه الله يرجع الى ان هذه الاية اشتملت على نفي تفصيلي وهذا النفي يرجع الى قوله سبحانه وتعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك اذا تضمنت الاية نفيين تفصيليين هما نفي الولد ونفي الشريك عن الله سبحانه وتعالى مضى الكلام في الدرس الماظي عن النفي للولد والنفي للشريك له سبحانه ويمكن ان يقال على احتمال ان الاية دلت على النفي من وجه ثان وهو من جهة قوله تعالى تبارك ومضى الكلام ان كنتم تذكرون عن كلمة تبارك وقلنا انها اعني هذه الكلمة فعل مختص بالله سبحانه وتعالى فلا يقال تبارك في حق غيره كلام العلماء في معنى تبارك كثير فمنهم من قال ان تبارك بمعنى كثرت بركته وخيره ومنهم من قال ان تبارك بمعنى ان البركة تجيء من قبله ومنهم من قال ان تبارك بمعنى تعاظم وتعالى ومنهم من قال ان تبارك بمعنى تمجد وهذه الاقوال متقاربة او متلازمة المقصود ان من اهل العلم من ذكر تفسيرا اخر وهو ان تبارك بمعنى تقدس وتنزه تبارك بمعنى تقدس وتنزه وهذا فيه بعد وانتقده طائفة من المحققين لكن على فرض صحته فانه دليل من ادلة النفي الاجمالي دليل من ادلة النفي الاجمالي فالله لا شك انه يتنزه ويتقدس عن امرين عن كل نقص وسوء وما لا يليق بكماله كما انه يتنزه عن ان يكون له مشارك في كماله هذا على احتمال صحة تفسير كلمة تبارك بمعنى تنزه وتقدس وهذه الاية فيها فوائد جليلة عظيمة قال سبحانه تبارك الذي نزل الفرقان على عبده الله جل وعلا اخبر انه تبارك ووصف نفسه بانه نزل هكذا الفعلي المضعف لان القرآن كلامه الذي ينزل من عنده قل نزله رح القدس من ربك فالله عز وجل هو الذي تكلم به فكان نازلا من عنده لانه في العلو سبحانه وتعالى فقوله نزل اذا من ادلة اثبات العلو تبارك الذي نزل الفرقان والفرقان بالاتفاق هو القرآن كان فرقانا لانه فرق بين الحق والباطل والهدى والضلال قال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده وعبده ها هنا هو بالاتفاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولاحظ يا رعاك الله كيف ان الله سبحانه وصف عبده بهذه الصفة الرفيعة التي هي احسن احواله عليه الصلاة والسلام الا وهي كونه عبدا لله تمت له العبودية وكملت في حقه العبودية فهو اعبد الخلق لله عز وجل وهو اجدرهم بهذا الوصف فهو عبد الله جل وعلا. لاحظ ان المقام مقام تشريف فيه نسبة التنزيل اليه صلى الله عليه وسلم وها هنا جاء الوصف الشريف الرفيع وهو انه عبد لله سبحانه وقل مثل هذا في مقامات اخرى للتشريف كمقام الاسراء كيف ان الله وصف عبده صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف العظيم في مقام التشريف هذا؟ فقال سبحانه سبحان الذي اسرى بعبده وقل مثل هذا في مقام التشريف وهو مقام الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا اذا اشرف اوصافه والقى به واحواله عليه الصلاة والسلام ان يكون عبدا لله كملت له العبودية لربه وهذا فيه ابلغ دليل على الرد الذين عكسوا القضية فجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم معبودا لا عبدا هذا تكذيب لقول الله جل وعلا سبحان الذي اسرى بعبده نبينا صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ونبي لا يكذب بل يطاع ويتبع عليه الصلاة والسلام لله حق لا يكون لغيره ولربه ولربه حق هما حقان اكبر انحراف وضلال الخلط بين الحقين ان يجعل المعبود ان يجعل العابد معبودا كما حصل من كثير من الناس الذين اجتالتهم الشياطين فصرفتهم عن توحيد الله سبحانه وتعالى عن توحيد الله بالعبادة جعلوا العابدين جعلوا العبيد معبودين وهذا لا شك كأنه من اعظم الضلال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا والمراد بالعالمين الجن والانس ولا شك ولا ريب بل هذا من المعلوم بالضرورة من دين الله عز وجل ان نبينا الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل للثقلين الجن والانس منذ بعثته عليه الصلاة والسلام والى ان يرث الله الارض ومن عليها فمن بلغه رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبل ولم يذعن ولم يستسلم ولم يؤمن فلا شك ولا ريب انه كافر بالله العظيم من اهل النار خالدا مخلدا فيها. قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار واذا كان هذا في حق اهل الكتاب فلأن يكون هذا في حق غيرهم من باب اولى قال ليكون للعالمين نذيرا هل النذير ها هنا هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم او هو القرآن قولان لاهل التفسير وعلى كل حال المسافة بين القولين مسافة قصيرة فالقرآن نذير للعالمين بلغه نبينا صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم نذير للعالمين بكتاب الله بهذا القرآن الذي انزله الله عز وجل عليه قال الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديره اما ثبوت الملك لله وان له الانفراد التام في هذا الملك وفي هذا الملك فهذا قدر لا شك فيه ولا ريب ومضى الكلام فيه. فالله المتوحد بالملك سبحانه وتعالى له كل ما في السماوات وما في الارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. كما مضى الكلام في ذلك وخلق كل شيء هذا عموم لم يدخله تخصيص قط الله خالق كل شيء قلق الاشياء جميعا ذواتا وصفات وافعالا كل شيء فالله خالقه ولا موجود الا خالق ومخلوق والله وحده الخالق اذا كل ما سواه فانه مخلوق الله خالق كل شيء وخلق كل شيء فقدره تقديرا. والله سبحانه وتعالى اعلم. نعم الله اليكم قال رحمه الله فقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون هذه الاية من سورة المؤمنون اية عظيمة والكلام عنها يطول اثرها في تقرير التوحيد اثر حسن لا شك في ذلك هذه الاية ان تأملت وجدت ان الله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه فيها انه ان يكون اتخذ ولدا قال ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله نفى ثبوت هذين الامرين نفى اتخاذ الولد وكون اله معه ولو رأيت او تأملت يا رعاك الله وجدت ان الله سبحانه رد الامر الثاني بين الحجة والبرهان على انتفاء الثاني وهو ها؟ وما كان معه من اله لانه قال اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض فكان البرهان على الامر الثاني دون الاول وبيان ذلك يتضح بما سبق تقريره وهو ان اثبات الولد لله عز وجل قادح في الوهية الله عز وجل لا يمكن ان يكون الله منفردا بالالوهية والعبادة وله ولد لما لان المعقول عند كل العقلاء ان الولد فرع عن والده وله خصائصه ويكون من جنسه وجوهره فبالتالي يكون ولد الاله فيه الهية فيستحق ان يكون الها وبالتالي لا يكون الله منفردا بالالوهية فكل من ادعى ان مع الله عز وجل من ادعى ان لله ولدا فقد ادعى ان مع الله الها الامران متلازمان وبالتالي اذا انتفى كون اله مع الله عز وجل فبالضرورة ينتفي كون ولد لله انتبهنا يا جماعة لم؟ القاعدة عند العلماء ان نفي الاعم يستلزم نفي الاخص ولا ينعكس هذا لا يحصل تلازم الانعكاس بمعنى انه لا يلزم من نفي الاخص نفي الاعم لكن يلزم من نفي الاعم نفي الاخص وبالتالي من اثبت مع الله عز وجل ولدا فقد اثبت مع الله الها لان الابن يأخذ خصائص فابن الاله اله ابن الاله لو كان فهو اله. قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين تعالى الله عن ذلك تعالى الله عنان يكون له ولد. اذا رد الله عز وجل وجود اله معه فاندرج في هذا الرد ماذا وجود ابن او وجود ولد له سبحانه وتعالى قال جل وعلا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله الاله ها هنا هو حقا يعني هو الاله الحق وهذا لا ريب فيه الله عز وجل نفى ان يكون معه اله فيتعين ان يكون هذا الاله هو الاله الحق لان لان وجود الهة باطلة مع الله عز وجل هذا امر واقع لا ينكر ولا يجحد. اذا ما كان معه من اله يعني من اله حق واظن ان هذا واضح والا فان الالهة سوى الله عز وجل موجودة بل وكثيرة اعبدت اشياء كثيرة عبد انس وعبد جن وعبدت ملائكة وعبد حجر وعبد شجر وعبدت الشمس والقمر الى غير ذلك. الالهة سوى الله سبحانه وتعالى كثيرة. انما الاله الحق واحد لا شريك له ولذا اذا قال المسلم لا اله الا الله فان المعنى لا اله حق الا الله جل جلاله. اذا قال سبحانه ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله لا يمكن البتة ان يكون مع الله اله يستحق ان يكون اله يستحق يستحق الالهية فيكون مشاركا لله فيها. هذا محال بل هذا من اعظم المحالات. يستحيل البتة ان يكون مع الله اله بل لو قدر هذا وفرض هذا الامر الممتنع كانت التدهيجة فساد السماوات والارض لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا وكلام الله حق وصدق اذا هذه الاية دلت على نفي الاله الحق مع الله بمعنى نفت ان يكون مع الله مشارك في الالوهية والعبادة. فبالتالي تكون قد قررت ها هنا توحيدا الالوهية هذا واحد وثانيا قررت الاية ايضا توحيد الربوبية بل هذه من اجلى واشرف واظهر الايات التي قررت توحيد الربوبية في كتاب الله بيان ذلك ان الله سبحانه قال ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق فالاله ها هنا لابد ان يكون الاله الحق واذا كان الاله الحق فلا بد ان يكون ربا الاله الحق لابد ان يكون ربا يمتنع ان يكون الها معبودا مستحقا للعبودية الا وهو الا وهو رب واذا كان هو الرب تعين ان يكون الاله فالامران متلازمان اعيد الاله الحق لابد ان يكون ربا لانه قال اذا لذهب كل اله بما خلق بمعنى لذهب كل اله حق وهو رب بما خلق لان قضية الخلق ترجع الى الربوبية او الى الالهية نعم الخلق يرجع الى موضوع الخلق يرجع الى يرجع الى الربوبية. اذا لما كان الاله ها هنا هو الاله الحق كان ضرورة هو الرب لانه هو الذي يخلق وبالتالي قررت الاية قررت الاية توحيد الربوبية من احسن الوجوه وموضوع تقرير توحيد الربوبية والرد على المخالفين او المشركين في توحيد الربوبية هذا قد جاء في كتاب الله عز وجل في مواضع ومن اوضحها هذا الموضع وان كان الاكثر تقرير وان كان الاكثر تقريرا توحيد الالوهية ورد الشرك في الالهية. لم لان وقوع الشرك في الالهية اكثر في الناس ولكن مع ذلك الله عز وجل من حكمته لم يخلي كتابه من تقرير توحيد الربوبية والرد على المخالفين فيه. لعلمه سبحانه ان المخالفة في هذا المقام قاطعة وتقع وستقع وقعت في الماضي وتقع في الحاضر وستقع في المستقبل الا ان يشاء الله عز وجل نعم لم يوجد في الامم فيما نعلم ان قال قائل ان للخلق او ان للكون خالقين متساويين من كل وجه اما ان يقال ان ثمة من له بعض الربوبية او من يقوم به بعض الربوبية فهذا قاله كثير قالته النصارى حينما جعلت لعيسى عليه السلام حينما جعلت لروح القدس حينما جعلت لمريم عليها السلام جعلوا لي هؤلاء حظا من الربوبية ومشاركة مع الله سبحانه وتعالى في تدبير الكون. قل مثل هذا في البوذيين. قل مثل هذا في المجوس بل قل مثل هذا في بعض مشركي العرب فانهم كما عبر شيخ الاسلام رحمه الله بعبارة رشيقة قال كان بعضهم مشركين في بعض الربوبية واذا كان هذا واقعا في الماضي فانه واقع في الحاضر بل وقوعه في الحاضر اجلى واظهر فان كثيرا من هؤلاء القبوريين الذين يتوجهون الى غير الله سبحانه بالعبادة هم في حقيقة حالهم جمعوا ضغطا الى ابا له جمعوا الشرك في الالوهية الى الشرك في الربوبية حيث اعتقدوا فيمن اتخذوهم طواغيت مع الله اعتقدوا في معبوداتهم التي توجهوا اليها مع الله عز وجل اعتقدوا فيها انها مشاركة لله عز وجل في الربوبية حتى صرح منهم من صرح ان فلانا من السادة والاولياء او الانبياء يقدر على كل ما يقدر عليه الله ويفعل كل ما يفعله الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ولاجل هذا فانهم اعتقدوا لهم وهم في قبورهم تحت التراب اعتقدوا لهم سلطانا غيبيا وقدرة النافذة بحيث انهم يؤثرون في الاشياء ويتصرفون فيها مع البعد فمن دعاهم والتجأ اليهم وتوجه اليهم فانهم ينصرونه ويرزقونه ويحوطونه ويدفعون عنه البلاء ولولا هذا ما دعاهم هؤلاء مع البعد. اليس كذلك؟ اذا اعتقدوا فيهم مشاركة مع الله عز وجل في الربوبية ولا شك ان هذا من اظلم الظلم ومن ابطل الباطل اذا الله عز وجل نفى مشاركة غيره معه في الربوبية وكان البرهان على انتفاء ذلك من وجهين قال سبحانه اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض لاحظ ان الله جل وعلا ذكر انه على فرض وجود رب مشارك مع الله عز وجل في الخلق والتدبير فان ثمة حالتين تنتجان من هذا الفرض اولهما ماذا لذهب كل اله بما خلق سيستقل كل رب بخلقه وعالمه وهذا منفي بل ممتنع بالمشاهدة الضرورية كل احد يعلم ان هذا الكون انما خلقه خالق واحد نسيج واحد. وحدة واحدة فيتعين ان يكون خالقه واحدا وسيتبين هذا بعد قليل ان شاء الله. اذا هذا الاحتمال منفي الاحتمال الثاني ولا على بعضهم على بعض. على ها هنا بمعنى قهر يعني قهر بعضهم بعضا ومعلوم بالبداهة انه لو كان الامر كذلك فان القاهر هو المستحق لماذا للربوبية والمقهور لا يستحق ان يكون ربه فانتفت الشركة في الربوبية انتفى ان يكون ثمة ربيت بل هو رب واحد هو الله سبحانه وتعالى ولو تأملت يا رعاك الله وجدت ان الله جل وعلا ذكر الاحتمال ولم يذكر النتيجة يعني ذكر المقدمة ولم يذكر النتيجة وذلك لبلاغة القرآن فان الامر البين الجلي الواضح لا يحتاج الى بيان بل قد يكون بيان البين من العين قد يكون من ماذا؟ من العيد المنافي الكلام البليغ فلاجل هذا الله سبحانه وتعالى لم يذكر ما هي النتيجة؟ وهو ان الاحتمال الاول باطل والاحتمال الثاني اه باطل وبالتالي يتعين ان لا يكون مع الله رب او ان يكون هناك مشاركة له في الربوبية وذلك وذلك لوضوح الامر ثمة مسألة تتعلق بهذه الاية وهي ان هذه الاية اقرب دليل يدل على دليل التمانع المشهور عند المتكلمين يعرف طلاب العلم ما معنى دليل التمانع دليل التمانع وسابقينه ان شاء الله بعد قليل دليل صحيح في نفسه واخطأ من خطأ هذا الدليل وقدح فيه كما فعل الامدي وشيخ الاسلام رحمه الله ناقش الامدي في مواضع من كتبه في قدحه في هذا الدليل فانه اورد عليه ايرادات غير اورد عليه ايرادات غير صحيحة الصحيح انه دليل عقلي صحيح انما ناقش اهل العلم المتكلمين في استدلالهم على هذا الدليل العقلي باية الانبياء لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. تلك الاية تقرر توحيد الالوهية ولا تقرر توحيد الربوبية وبالتالي فانها لا تشهد ولا تسند ذليل التمانع. اما هذه الاية فانها تشهد لبعض ما جاء في هذا الدليل العقلي المسمى دليل التمانع. اذا اية المؤمنون ما اتخذ الله من ولد قرر التوحيد الربوبية وقررت ايضا توحيد الالهية واية الانبياء لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا قرر التوحيد الالوهية وبالتالي فانها لا تشهد لدليل التمانع انما اقرب ما يستدل يستدل به على دليل التمانع هو هذه الاية وهي اية المؤمنون. ساذكر لك بايجاز تقرير دليل التمانع اه كلام المتكلمين صيغة او ايراد هذا الدليل عندهم جاء بانواع وجاء بصيغ مختلفة لكن اذكر لك الاهم والخلاصة الدليل يقول فرض وجودي ربيني خالقين مدبرين متساويين لا يمكن ان يكون الا بثلاثة او في ثلاث احوال اعيد لو فرضنا وجود ربين خالقين مدبرين متساويين فان هذا اما ان يكون على احتمال الاتفاق واما ان يكون على احتمال الاختلاف واما ان يكون على احتمال الاستقلال عندنا كم احتمال عندنا ثلاثة احتمالات اما ان يكون هذا وهذا ربيني خالقين مدبرين لهذا الكون على سبيل الاتفاق او يكونا خالقين مدبرين على سبيله الاختلاف واما ان يكونا ربين خالقين مدبرين على سبيله الاستقلال وليس عندنا احتمال رابع القسمة ها هنا منحصرة عندنا احتمالات ثلاثة طيب وكل واحد من هذه الاحتمالات غير صحيح وبالتالي ينتفي ان يكون هناك رباني خالقان ويتعين ان يكون الرب واحدا بيان ذلك الاحتمال الاول ما هو وجود ربين خالقين مدبرين على سبيل الاتفاق وهذا لا يخلو من حالتين ان يكون خلقهما بالاتفاق مع عجزهما عن الاستقلال يعني يعجز كل واحد منهما عنان يستقل بالخلق انما اذا تعاون قوى احدهما الاخر فامكن الخلق والتدبير اما ان يستقل واحد بقوته وقدرته وارادته فيستطيع او فيقدر على ان يخلق ويدبر هذا الاحتمال يعني غير وارد انما لا يريد احدهما الا اذا اراد الاخر ولا يقدر احدهما الا اذا قدر الاخر وهذا الاحتمال بينوا السقوط لانه لو كان احدهما عفوا لو كان كلاهما عاجزا امتنع ان يكون ربا الرب لا يمكن ان يكون عاجزا وهذه قضية مدركة ببدائل العقول. لا يمكن ان يكون الرب عاجزا وكونهما تعاونا وما قدر على الاستقلال للايجاد والتدبير دليل على عزك اليهما فامتنع ان يكون هناك ان يكون رباني لهذا الكون الاحتمال الثاني انهما تعاونا مع كون كل واحد منهما مستقلا عن الاخر تعاون مع كون كل واحد منهما ماذا مستقلا عن الاخر تشارك واثر في ايجاد الخلق مع الاستقلال وهذا ممتنع عند جميع العقلاء لم لان هذا يستلزم صحة توارد توارد مؤثرين على اثر واحد صحة توارد توارد مؤثرين مستقلين على على حادث او على اثر واحد وهذا ممتنع عند جميع العقلاء لا يمكن ان يكون هناك تأثير من مؤثرين مستقلين على محل واحد مستحيل لان استقلال احدهما يدفع استقلاله الاخر فهمنا هذا يا جماعة بمعنى هل يمكن ان اقول فلان اكل او شرب هذا الماء كله وحده وفلان شرب هذا الماء كله وحده هو نفس الكأس ونفس الماء وكلاهما ها شرباه باستقلال ممكن يا جماعة ولا هذا محال عقلا هذا محال عقله قد يقول قائل ولكن يمكن ان نتصور اثنين يحمل احدهما صندوقا صح ولا لا فتوارد اثران على على اثر واحد. نقول لا نحن نبحث الان ان يكون كل واحد منهما مستقلا بالتأثير وها هنا الذي حصل ان ثقل الصندوق توزع ماذا توزع بينهما فحمل او فحمل هذا جزءا وحمل هذا جزءا. والفرد الذي نبحث فيه ان يستقل كل واحد منهما بماذا بالتأثير قد يقول قائل قد نتصور اثنين احدهما قادر على حملها والاخر وظع يده معه. نقول اذا من الحامل الاول الثاني سوري الثاني يقف وقوفا صوريا او يحمل حملا صوريا لا حقيقيا. اذا يمتنع عند العقلاء ان يتوارد مؤثران على اثر واحد بالاستقلال لا لا استقلال كل واحد منهما ها يدفع الاخر تنبه الى هذا. طيب اذا يتلخص لنا ان هذا الاحتمال غير وارد احتمال فاسد غير صحيح. اليس كذلك؟ لا يمكن ان يكون هناك رباني خلق هذا الكون على سبيل الاتفاق. طيب دعونا ننظر في الاحتمال الثاني وهو ان يكون خلق هذين ربين وتدبيره ما على سبيل الاختلاف في هذه الحالة لا يخلو الامر اما ان لا تنفذ ارادة واحد منهما او تنفذ ارادة واحد منهما ان او تنفذ ارادتهما كليهما في احتمال كان ما في احتمال ثالث اما ان يحصل ان لا ينفذ لا تنفذ ارادة احد منهما. نحن نفرض المسألة الان مع ماذا مع الاختلاف مرادي بالاختلاف ان يحصل تقابل ان يحصل تباين تقابل ان يحصل تقابل اه تباين وتقابل بمعنى ان يكون احدهما مريدا للشيء والاخر لا يريده او يريد اعدامه وبالتالي الاحتمال الاول لا تنفذ ارادة واحد منهما يعجز احدهما الاخر كل واحد يقوى على الاخر الاول يؤثر فيبطل ارادة الثاني والثاني يؤثر فيبطل ارادة الاول وبالتالي ما حصل خلق اصلا اليس كذلك بمعنى لو اراد احدهما ايجاد شيء واراد الاخر عدم ايجاده وكل واحد منهما كان قويا فمنع ارادة الاخر ما النتيجة لا تحصل ارادة احد منهما. اليس كذلك؟ لو اراد احدهما تحريك شيء واراد الاخر تسكينه وكل واحد منهما نفذت ارادته كل واحد منهما عفوا عجز الاخر ومنع ارادة الاخر ما النتيجة ها ان لا يوجد كون ان لا يوجد كون والواقع ان الكون موجود. اذا احتمال عدم نفوذ ارادة احد منهما احتمال غير صحيح الاحتمال الثاني ان تقوى ارادة احدهما على الاخر فتنفذ والثاني لا تنفذوا ارادته يعني اراد احدهما التحريك واراد الاخر التسكين وكان احدهما اقوى من الاخر فنفذت ارادته نفذت ارادة المحرك بالتالي من اصبح الرب ها الذي نفذته ارادته والاخر لم يكن ربا لانه لانه عاجز وهذا ما نبه الله سبحانه وتعالى عليه في قوله اذا لذهب كل اله بما خلق قال ولا على بعضهم على بعض. اذا العالي هو الرب والمقهور ليس ربا لا يمكن ان يكون ربا عاجزا مقهورا اذا امتنع وجوده ها ربيني خالقين مدبرين على هذا الاحتمال الاحتمال الثالث ننظر فيه ربما يكون صحيحا قلنا ان تنفذ ارادتهما جميعا وهذا ممتنع عند جميع العقلاء لان تباين التقابل سواء كان على سبيل الظدية او على سبيل التناقض لا يمكن ان يجتمع فيه هذان هذان المتقابلان رأيتم يا جماعة الضدان لا يجتمعان والنقيضان من باب اولى لا يجتمعان ارأيت لو انهما لو كانا ربيني فاراد احدهما تحريك شيء واراد الاخر تسكينه هل يمكن ان يقول انه يمكن ان تنفذ ارادة الاثنين فيكون الشيء الواحد في الوقت الواحد متحركا ساكنا يمكن يا جماعة اراد احدهما ان يكون الشيء فوق واراد الاخر ان يكون الشيء تحت هل يمكن ان يكون فوق وتحت في نفس اللحظة اراد احدهما الايجاد واراد الاخر الاعدام هل يمكن ان يكونا ان يكون الشيء موجودا معدوما في اللحظة الواحدة؟ شيء واحد في اللحظة الواحدة موجود ومعدوم هذا خارج عن حدود المعقول هذا محال عقلا. اذا حتى على الاحتمال الثالث امتنع ان يكون لله ان يكون لهذا الكون رباني ماذا ها مختلفان واضح؟ سواء اذا قدرنا نفوذ ارادتهما او قدرنا عدم نفوذ ارادتهما او قدما نفوذ ارادة واحد منهما فالنتيجة لا يمكن ان يكون ثمة رباني يشتركان في ماذا؟ في الربوبية نأتي الى الاحتمال الثالث وهو نعم ان يكون ثمة رباني آآ على سبيل الاستقلال بمعنى هذا يخلق خلقا مستقلا وهذا يخلق خلقا مستقلا. ينفرد هذا بخلقه وعالمه. وينفرد هذا بخلقه وعالمه وهذا ما نبه الله عز وجل عليه في قوله اذا لذهب كل اله بما خلق وهذا الاحتمال ممتنع بالضرورة لانه يخالف المشاهد. ويخالف المحسوس منت عرف الكون وتأمله ادنى تأمل فانه يقطع انه مخلوق من خالق واحد لم؟ لانه وحدة واحدة ونسيج واحد لو قدرنا حصول خالقين استقل احدهما بخلق جزء والاخر استقل بخلق جزء لكان من المقطوع به حصول التفاوت في الخلق والله جل وعلا يقول ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت. انظر كيف ان الكون كانه شيء واحد كل جزء منه يحتاج الى الاخر تأمل في الانسان والحيوان والنبات والهواء والماء والسماء والارض والشمس والقمر. كيف تجد ان ذلك كله ماذا متكامل مع بعضه ومؤتلف مع بعضه ومحتاج الى بعضه ولا يستغني عن جزء عن جزء. اليس كذلك اذا هذا دليل قطعي على ان الخالق واحد. وعلى ان هذا الاحتمال غير صحيح ان يكون هناك ربان خلق خالق عالما او جزءا من العالم وخلق الاخر عالما او جزءا من العالم هذا امر ماذا مردود وممتنع اذا لذهب كل اله بما خلق وهذا يخالف الواقع المشاهد فتحصل من كل ما سبق انه يستحيل ان يكون هناك ها ان يكون رباني لهذا الكون مستحيل بل لا بد ان يكون ربا واحدا الربوبية لا تحتمل المشاركة الربوبية لا تحتمل المشاركة لا بد ان يكون الرب واحدا وهو الله سبحانه وتعالى وهذا التقرير ان كنت آآ حريصا على الفائدة وتريد اه التأمل والتعمق فيه اكثر اوصيك بالرجوع الى ما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لا سيما في كتابه الصفدية اه عفوا لا سيما في كتابه شرح العقيدة الاصفهانية فانه قرر هذا الدليل من اوجه حسنة وكذلك ما قرره في منهاج السنة بالجزء الثالث وكذلك ما قرره ابن القيم رحمه الله في الصواعق وكذلك اشار اليه في النونية ولعل هذا القدر فيه كفاية واسأل الله العظيم لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان