ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فمضى الحديث في الدرس الماظي عن الكلام عن صفة الكلام لله سبحانه وتعالى وهذه الصفة الكلام فيها كثير ففي الكلام كلام وتتمة لما مضى الحديث عنه وهو الكلام عن معتقد اهل السنة والجماعة نعطف اليوم بعون الله عز وجل الكلام عن موقف المخالفين من هذه الصفة الجليلة وذلك ان هذه الصفة من اكثر الصفات التي قال فيها الجدال بين اهل السنة ومخالفيهم فيحسن بطالب العلم ان يكون على علم بمعاقد القول عند المخالفين وكيفية الرد على شبهاتهم مضى الكلام عن ان الله عز وجل متصف بصفة الكلام وان الله عز وجل يتكلم ويقول ويتحدث وينادي ويناجي فكل ذلك على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء وان الله سبحانه وتعالى يتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء ومضى الكلام ايضا عن القرآن الكريم العظيم الذي هو بعض كلام الله وعلمنا ان معتقد اهل السنة والجماعة ان القرآن كلام الله منه بدأ واليه يعود وانه كيف تصرف فانه كلام الله منزل من عنده جل وعلا على اي وجه كان فهو القرآن وهو كلام الله اذا تلي في المحاريب فانه كلام الله واذا سمع بالاذان فانه كلام الله واذا كتب في المصاحف فانه كلام الله واذا حفظ في الصدور فانه كلام الله على اي مرتبة كان من هذه المراتب فانه لا يخرج عن كونه كلام الله اما المخالفون فالمنتسبون الى الملة افترقوا افتراقا عظيما في هذه الصفة والاقوال في هذا الباب كثيرة انهاها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه منهاج السنة الجزء الثاني انهى هذه الاقوال الى تسعة اقوال واشهر هذه الاقوال قولان ابتليت بهما الامة اكثر من غيرهما اما القول الاول فانه القول بخلق القرآن وهذا الذي ذهب اليه الجهمية والمعتزلة ومن لف لفهم وهو الاصل لقول المتكلمين الاخر الذي سنتكلم عنه ان شاء الله بعد قليل هؤلاء يقولون ان الله عز وجل يتكلم بمعنى انه يخلق الكلام اذا قيل ان الله يتكلم يعني يخلق شيئا اسمه الكلام وعليه فالقرآن مخلوق خلقه الله كما خلق السماوات والارض والشجر والبحار القرآن كذلك خلق من خلق الله عز وجل على فرق دقيق بين مذهبي بين مذهب الجهمية والمعتزلة لكن هؤلاء وهؤلاء يقولون ان الله عز وجل خلق شيئا سماه الكلام و بالتالي نسوا مئات بل الاف الادلة التي دلت على ان الكلام صفة لله عز وجل وان القرآن غير مخلوق هؤلاء هم الذين اطبق العلماء من لدن السلف الصالح فمن بعدهم على كفرهم فان اهل العلم تواردوا على التنصيص على كفر من قال بخلق القرآن او انكلام الله مخلوق وقد حكى الا نكائي هذا القول في شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة عن مئات منهم قال ابن القيم رحمه الله ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان ولى لكائي الامام حكاه عنهم بل حكاه قبله الطبراني والواقع ان اللانكائية في السنة نقل عن خمسمائة وخمسين من علماء الاسلام الذين نصوا على كفر من قال بخلق القرآن ثم عقب على هذا بقوله هؤلاء خمس مئة هؤلاء خمس مئة وخمسون من علماء المسلمين الذين قالوا بهذا القول منهم مئة من الائمة المقتدى بقولهم اما علماء السنة والحديث الذين تركت النقل عنهم فانهم يبلغون الالوف اذا هذا القول قول عظيم والذي قال به فليبشر بوعيد اكيد توعد الله سبحانه وتعالى القائلين بخلق القرآن به فان الله جل وعلا توعد من قال عن هذا القرآن انه قول البشر فقال سبحانه ساصليه بسقر من وافق القائلة من الكفار بان القرآن كلام البشر في الدنيا فليبشر بانه سيوافقه ويرافقه في نار جهنم والعياذ بالله ساصليه السقر هذا القول قول عظيم يترتب عليه لوازم كثيرة تدلك على عظيم شناعته ولما صاح اهل السنة باصحابه في الافاق وشددوا النكير عليهم القول بخلق القرآن يقتضي نفي الالهية عن الله سبحانه وتعالى فان الله سبحانه بين في كتابه ما يدلك على ان الذي لا يتكلم لا يصلح ان يكون الهه قال جل وعلا افلا يرون الا يرجعوا اليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا الم يروا انه لا يكلمهم اذا ما كان من المعبودات لا يتكلم لا يصلح ان يكون الها وامر ثان هذا القول يستلزم نفي الربوبية عن الله عز وجل فان الله سبحانه يخلق بكلامه انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون فاذا انتفى الكلام انت في الخلق وهذا القول يترتب عليه ثالثا زعم ان الله عز وجل او شيء منه مخلوق ذلك ان الكلام عند جميع العقلاء صفة للمتكلم والصفة لها حكم موصوف والموصوف له حكم الصفة وعليه. فاذا كان الكلام مخلوقا فالذي يقوم به الكلام سيكون كذلك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وهذا القول يترتب عليه امر رابع وهو نفي الرسالة اذا كان الله لا يتكلم فلا رسالة اذا هذا النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن كما في السنن والمسند باسناد صحيح انه كان يطوف على العرب في نواديهم في ايام المواسم فيقول الا رجل يحملني الى قومه لابلغ كلام ربي فان قريشا منعتني ان ابلغ كلام ربي ما الرسالة الا ابلاغ كلام الله عز وجل وهذا القول يترتب عليه خامسا تكذيب القرآن وتكذيب القرآن كفر باتفاق المسلمين فان ايات القرآن قد دلت في عشرات بل في مئات بل في اكثر من ذلك وهكذا الشأن في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم دلت على ان الله يتكلم فمن نفى هذا فانه كذب القرآن ويترتب على هذا القول سادسا نسبة النقص الى الله سبحانه وتعالى. ويترتب على هذا القول ثامنا سابعا نفي صفة ثابتة عن الله سبحانه وتعالى وهذا لا شك انه امر عظيم بل كفر بالله عز وجل باتفاق المسلمين ويترتب على هذا القول ثامنا امر عظيم وهو الانسلاخ من الشريعة فانه يتذرع بالقول بخلق القرآن على او يتذرع به الى نفيي الانقيادي لاحكام القرآن وتعظيمه لاي شيء يقوم المسلمون اجمعون بهذا الواجب وهو تعظيم القرآن والتسليم لاحكامه والانقياد لاوامره ونواهيه اليس لانه كلام الله فاذا انتفى عنه ذلك فان هذا يترتب عليه الانسلاخ من الدين بالكلية اي تعظيم لكلام المخلوق واي انقياد له ولذا هؤلاء الذين يعتقدون بخلق القرآن ما اكثر استهانتهم بالقرآن لا يعتقدون له حرمة ولا يقومون بحقه من التعظيم بل يسهل عليهم الاستهانة به وعدم احترامه لانه لا يعدو ان يكون شيئا مخلوقا وامر اخر وهو الانسلاخ من احكامه بل انهم يتذرعون من هذا القول الى الطعن في القرآن والقدح فيه وجعله كلاما كبقية الكلام قابلا للنقد وهذا ما ينعق به بعض الزنادقة في هذا العصر فانه يتذرعون من دعوى خلق القرآن الى ان القرآن لا يعدو ان يكون كلاما من جملة التراث كلام تراثي تراث نحترمه كما نحترم اي تراث لكنه ليس ببعيد عن ان يسلط عليه ميزان النقد فننظر اليه كاي كلام كاي نص تراثي كاي شعر قديم وبالتالي فانه يقبل منه ما يقبل ويرد منه ما يرد لانه شيء مخلوق هكذا نصوا وهذا وهكذا قالوا كفى الله المسلمين شرهم هذه نبذة يسيرة تدلك على خطر القول بخلق القرآن واما دعوة هؤلاء فلا شك انها دعوة باطلة فانهم يتدرعون بقوله تعالى الله خالق كل شيء قالوا والقرآن شيء فيدخل في ماذا يدخل في هذا العموم ولا شك ان هذه مغالطة واضح كذبها عند القائلين بها اولا فان الله عز وجل خالق كل شيء سواه سبحانه وتعالى والقرآن من كلام الله والكلام صفة قائمة به سبحانه وتعالى وبالتالي فانها لا تدخل في هذه الاية وقد علمت ما ذكرته لك من الاثر العظيم الذي ذكرته لك في الدرس الماضي كان الناس منذ سبعين سنة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن بعدهم يقولون كل شيء مخلوق الا القرآن فانه كلام الله غير مخلوق ثم يقال لهم ان قولكم هذا اعني زعم ان القرآن مخلوق وان ما جاء في النصوص من ان الله يتكلم يعني يخلق الكلام يلزم عليه ان يكون الله عز وجل متصفا بكل شيء خلقه اذا كان متكلما اذا كان متكلما لانه خلق الكلام فليكن تعالى الله عن ذلك قصيرا لانه خلق القصر وطويلا لانه خلق الطول وابيض لانه خلق البياض واسود لانه خلق السواد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لا يقول عاقل بهذا القول الضال الواضح البطلان ويقال لهم ايضا لماذا او بماذا تؤولون نصوص الكلام على اي شيء تحملونها حينما تزعمون ان نسبة الكلام الى الله عز وجل انما هي نسبة مجازية والحقيقة ان الله عز وجل خلق الكلام يعني حينما يأتون الى نصوص تكلم الله عز وجل وقوله فانهم يركبون المركبة السهل الذلول الا وهو المجاز هذا نص ماذا مجازي نسب الكلام الى الله عز وجل نسبة مجازية والا فالواقع ان الله لا يتكلم حقيقة هكذا يزعمون فنقول وماذا انتم قائلون في قول الله عز وجل وكلم الله موسى تكليما وباجماع اهل اللغة ان التأكيد يرفع احتمال المجاز التأكيد يرفع احتمال المجاز فلما قال تكليما دل هذا على انه ماذا كلام حقيقي بنطري فيما يذكر ها هنا ما نقل ابن ابي العز في شرح الطحاوية وغيره ايضا ان احد هؤلاء الظالين المبتدعة من المعتزلة جاء الى ابي عمر ابن العلاء احد علماء القراءات واللغة فقال له اني اشتهي ان تقرأ وكلم الله موسى تكليما بنصب اسم الجلالة ليكون المتكلم من موسى يريد ان يحرف كلام الله فتقرأ هذه الاية هكذا وكلم الله موسى تكليمه وهذا لا شك انه باطل اعني. هذه قراءة باطلة باجماع المسلمين فقال له هب لي قلت كما تريد فماذا انت فاعل في قوله تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال فبهت المعتزلين اذا هذا هو القول الاول وهو القول بخلق القرآن القول الثاني قول طائفة من المتكلمين زعموا انهم يريدون التوفيق بين هذا المذهب الاول ومذهب السلف فاتوا بشيء جديد ما قال به احد من المسلمين بل كما يقول ابن قدامة ما قال به احد من الكافرين الا وهو زعمهم ان الكلام انما هو الكلام النفسي فكلام الله عز وجل كلام نفسي قائم بذات الله عز وجل وهو شيء واحد لا يتعدد فهو الخبر وهو الاستخبار وهو الامر وهو النهي وهو القصص اذا عبر عنه بالعربية كان قرآنا وهو نفسه اذا عبر عنه بالعبرانية كان توراة وان سورة طه هي هي سورة ياسين فكل ذلك شيء واحد. انما الاختلاف في المتعلق الخارجي اتوا بشيء جديد اضحك العقلاء على عقولهم شيء تفردوا به دون الناس اجمعين لا بقول مخالفيهم بل بقولهم انفسهم فبعض ائمتهم نصوا على ان هذا القول قول محدث جديد. ما عرف قبل ابن كلاب وابن كلاب كان في القرن الثالث توفي في حدود مئتين وخمسة آآ واربعين اه كان الناس قبله اما قائلون بان الكلام صفة لله والقرآن كلام الله واما قائلون بماذا بخلق القرآن وان الكلام ينسب الى الله عز وجل خلقا لاصفة فاتى هؤلاء اتى هذا الرجل فقال ان فقال ان الكلام هو الكلام النفسي. والقرآن اختلف النقل عن هذا الرجل قال بعضهم وهذا الذي حكاه شيخ الاسلام انه يقول بان القرآن حكاية عن كلام الله والذي نقله آآ ابو الحسن الاشعري في مقالات الاسلاميين انه كان يقول ان القرآن عبارة عن كلام الله هذين انفصل المتكلمون الذين اعنيهم في هذا القول فقال بعضهم ان القرآن عبارة عن كلام الله وقال اخرون ان ان القرآن حكاية عن كلام الله والفرق بين الجملتين فرق دقيق مهما يكن هؤلاء في حقيقة قولهم قائلون بنتيجة القول الماظي الفرق بين القولين بين قول الجهمية والمعتزلة وهذا القول هو في المعاني وليس في الالفاظ يعني ان هذا هذه الالفاظ وهذه الحروف وهذه الكلمات هم يتفقون على انها ليست كلام الله عز وجل. انما هي شيء مخلوق هذه عبارة عن كلام الله حينما تقرأ الحمد لله رب العالمين او قل هو الله احد. اهذا كلام الله يقولون ماذا لا هذا حكاية عنه هذا عبارة عنه ارأيت اذا كنت امام شخص اخرس تحرك امامك بجسده او بيده بحركات ففهمت كلامه ثم بدأت انت ماذا تقول فلان يريد كذا وكذا انت الان ماذا تعبر عما يريده هو فانت اشرت الى شيء قائم بنفسه اظهره لك. يقولون ان هذا الذي بين ايدينا بين دختين المصحف انما هو حكاية او عبارة عن كلام الله. فمن المعبر؟ ومن الحاكي اختلفوا منهم من قال انه جبريل عليه السلام خلق الله عز وجل في نفسه معنى كلامه فعبر عنه جبريل او عبر عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم هم على قولين في هذا الباب المقصود ان النتيجة ان هذا الذي بين ايدينا انما هو شيء مخلوق لانه في الحقيقة كلام ماذا كلام مخلوق اما جبريل او النبي او كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم. لكنهم يخالفون الاولين في المعنى فيقولون ان المعنى ماذا صفة قائمة بالله عز وجل الاولون يقولون ان ذلك مخلوق كله لا معنى ولا ولا لفظ كله ماذا مخلوق خلقه الله عز وجل ولا يقوم به شيء من ذلك اذا الخلاصة ان هذا الذين الذي بين دفتي المصحف ماذا يعتقدونه اهو كلام الله هل الله عز وجل تكلم حقيقة بقوله الحمد لله رب العالمين او الف لام ميم يقولون لا هذا عبارة عن كلام الله وهذا ما يصرحون به في الخلوات كما يقول ابن قدامة رحمه الله في كتابه حكاية المناظرة في القرآن يقول هذا الذي يصرحون به في الخلوات بين خواصهم يقولون هذا الذي بين ايدينا ما هو الا اوراق ومداد والا فالصفة انما هي ما قام بالله عز وجل. صفة واحدة قائمة بذات الله عز وجل. شأنها شأن الارادة. شأنها شأن قدرة شأنها شأن المشيئة انما هي شيء قائم بذات الله عز وجل. اما هذا الذي بين ايدينا فانه لم يتكلم الله عز وجل به حقيقة فكانت النتيجة ان الخلاف بينهم وبين المعتزلة والجهمية خلاف لفظي في هذه وهذا ما صرح به بعض ائمتهم هذا القول البلية به عظيمة لانه مع الاسف الشديد ينتشر في كثير من الكتب ويدرس في كثير من المعاهد والجامعات وله شروع وتفاصيل كثيرة تجدها قد اثرت على بعض العلوم كما تجد تأثيرها مثلا في كتب اصول الفقه التي الفت على نهج هؤلاء المتكلمين تجدها ظاهرة جلية في كتب التفسير ناهيك عن كتب العقيدة وغيرها من الكتب اذا هذا القول حري بطالب العلم فتنبه يا رعاك الله الى انني اخاطب طلاب العلم. في مثل هذا الدرس الذي اكثر الحاضرين فيه انما هم طلاب علم لا بأس بان يبين لهم مثل هذه التفاصيل. اما العامة فانهم ليسوا بحاجة الى ان يخاض بهم هذا الخوض انما طلبة العلم هم الذين ينبغي ان يكونوا على علم واطلاع قولهم وبشبهتهم وبالرد على شبهتهم لماذا قالوا بهذا القبول هذا سؤال يرد على الاذهان لماذا يقولون ان القرآن انما هو عبارة عن كلام الله ولماذا الله عز وجل لا يتكلم حقيقة وما دليلهم على ان الكلام انما هو معنى قائم بالنفس لا غير قال القوم ان عندنا ادلة على هذا نحن نتكلم بناء على دليل عندنا قلنا لهم هاتوا قالوا في لغة العرب الكلام انما هو الكلام النفسي وليس الكلام الذي بالحرف والصوت قالوا هذا هو ماذا هذا هو مقتضى لغة العرب قلنا لهم ما مستندكم قالوا الم تسمعوا الى قول الاخطل ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد ذليلا قالوا هذا دليلنا وهذا بيت قالته العرب قاله الاخطئ وهو غوث ابن غيث التغلبي متوفى في حدود سنة تسعين للهجرة اذا هذا الذي عرفته العرب ان الكلام انما هو ماذا الكلام النفسي وبالتالي هذا هو الحقيقة واما وصفه الحروف والاصفات والاصوات بانها كلام هذا ماذا واستعمال مجازي ونحن نحمل تلك الادلة على الحقيقة واضح يا جماعة والجواب عن هذا من اوجه كثيرة اولا يقال لهم يا لله العجب لو استدل عليكم مستدل بحديث مخرج في الصحيحين لقلتم لا نقبله في باب الاعتقاد ولطعنتم فيه اسنادا ومتنا اما الاسناد فانكم ستقولون انه احد وباب الاعتقاد لا يستدل عليه بالاحاد وهو في الصحيحين ومن جهة المتن قلتم ان هذه ادلة لفظية لا تفيد اليقين انما غاية الامر ان تفيده الظن ثم نراكم تستدلون بهذا البيت من الشعر عجيب والله هذا الكيل بمكيالين ادلة كتاب الله مطعون في دلالتها وادلة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما مطعون في دلالتها واما مطعون في اسنادها و ودلالتها وهذا شيء عجيب ثم يقال لهم ثانيا ثبت العرش ثم انقش اثبتوا لنا ان هذا قول الاخطل ونحن نقبل باسناد متصل الى الاخطل ولو كان مسلسلا بالضعفاء بل ولو كان مسلسلا بالكذابين هاتوا اسنادا يدل على ان هذا ماذا قول الاخطر ودون هذا خرط القتاد فلم يثبت ان هذا قول الاخطر قال ابن قدامة رحمه الله سمعت شيخنا ابا محمد الخشاب وكان من ائمة العربية يقول فتشت الدواوين العتيقة للاخطل فلم اجد فيها هذا البيت ونقل هذا القول ايضا عنه الذهبي في كتابه العلو وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية وغيرهم من اهل العلم اذن لم يثبت ان هذا ماذا قد قاله الافضل وبالتالي فان استدلالكم قد سقط من اصله ثم يقال لهم كم ثالثا هبوا ان الاخطل قد قاله فكان ماذا اندعو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقول رجل نصراني لا سيما والنصارى ضالون في الكلام اليس كذلك؟ عندهم انحراف في فهم الكلام ولذلك لما سمعوا ان عيسى كلمة الله جعلوه جزءا من الله عز وجل فهم ضالون في هذا الباب والحق انه كلمة الله لانه بالكلمة كان وليس انه هو من حيث هو كلمة ثم يقال لهم رابعا قال اه قال بعض اهل العلم ومنهم السزي في رسالته الى اهل زبيد ان البيت في اصله ليس كما رووا ان الكلام لفي الفؤاد انما هو ان البيان لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا. بمعنى ان الكل يسلم بان العاقل لا يتكلم بكلام الا اذا رتبه في نفسه وزوقه في قلبه اليس كذلك يقولون كلام العاقل وراء قلبه وكلام الجاهل عند طرف لسانه بمعنى ان العاقل لا يتكلم حتى يفكر في كلامه فان وجد له محلا مناسبا اخرجه والا ماذا سكت واما الجاهل فانه يخرج كلامه دون تفكير فيقع في المعاقب اذن نحن نسلم بان الكلام انما يفكر فيه الانسان قبل ان ينطق به لكنه لا يكون كلاما هكذا باطلاق. الا اذا لفظ به الا اذا لفظ به والوجه الخامس ان يقال لهم الامر ليس كما فهمتم ولا كما حملتم نحن قلنا ان الاخطر توفي سنة كم تسعين اسألكم يا جماعة في ذاك الزمن المتقدم اكان العرب بحاجة الى ان يعرفوا ما هو الكلام اوجدتم في كلام العرب من يعرف الوجه واللسان القدم والمحبة والبغض او ان هذه امور لم تكن عندهم بحاجة الى تعريف. معلومة بالسرقة اجيبوا يا جماعة كانت معروفة ولا يعرفها احد من من العرب اذا ما الذي اراده الاخطر بقوله؟ لم يرد تعريف الكلام ولا كان هذا من شأنهم في هذه البديهيات انما اراد ان ينبه على معنى اخر هذا البيت يسبقه بيت اخر. لا يخدعنك من خطيب قوله حتى يكون مع الكلام اصيلا. ان في الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلة يقول لك انتبه لا تخدع باي كلام تسمعه فان من الناس من يقول كلاما يخدع به الاخرين. انما خذ الكلام الذي عليه دليل بانه خرج من القلب. وان صاحبه صادق فدليل ذلك ان يكون قوله مطابقا فعله حتى يكون مع الكلام اصيلة اما انه يتكلم بكلام وفعله يخالفه هذا لا يستحق ماذا ان تأخذ بقوله فاين هذا من هذا عرفنا يا جماعة اذا هذه بعض الاوجه التي تدلك على ان هذا الاستدلال ضعيف واه كانه بيت عنكبوت لا يستحي لا يصح ان يستدل به قال القوم دعونا من بيت الاخطل فاننا وجدنا في الكتاب هو السنة واثار الصحابة ما يدل على قولنا قلنا لهم هاتوا قالوا الم تسمعوا الى قول الله جل وعلا ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول اذا القول يطلق على ما في النفس الم تسمعوا الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيحين ففي حديث ابي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها وبعضهم ضبطها ما حدثت به انفسها ما لم تتكلم او تعمل الم تسمعوا ثالثا الى قول عمر رضي الله عنه وهو في البخاري في قصة السقيفة حيث قال رضي الله عنه فزورت مقالة اعجبتني اردت ان اتكلم بها بين يدي ابي بكر اذا ثبت ان الكلام يطلق على ما في النفس والجواب عن هذا من اوجه استدلالكم غير صحيح اولا نحن نسلم بان الكلام كما اسلفت القول يسبقه ماذا تزويق وترتيب في النفس هذا لا يخالف فيه عقل كل متكلم يتصور اولا الشيء الذي يريد من كلامه ثم ماذا يتكلم وبالتالي فقول الانسان حدثت نفسي او قلت في نفسي شيء والكلام باطلاق او القول باطلاق شيء اخر نحن نتكلم عن كلام مطلق وليس عن قول مقيد هذا الذي يقول بهذا القول هو نفسه يستدل بماذا؟ ويقولون وسكت الله يعني ما بين كلمة بعدها ويقولون لولا يعذبنا الله بما نقول؟ هل نقرأ الاية هكذا ها او ان الاية ويقولون في انفسهم وليس هذا بحثنا ليس هذا بحثنا نحن نتكلم عن القول ماذا باطلاق على ان بعض اهل التفسير قالوا ان هذه الاية تفسيرها انهم تحدثوا بهذا فيما بينهم سرا يعني اسروا القول فيما بينهم بهذا القول. لكن سلمنا جدلا لكم ولكن ليس هذا هو المدعى لا يقول عاقل ان القول هكذا باطلاق هو قول النفس ولذلك لو قلنا بهذا فلو فكر انسان ان يطلق زوجته لترتب على هذا في الشريعة ماذا انها طالق لانه متى ما تكلم الانسان بالطلاق ماذا يكون يا جماعة طلقت زوجته اليس كذلك والذي عليه عامة اهل العلم ان هذا ماذا ليس بكلام وبالتالي لا يترتب عليه شيء لانه ليس قولا ولانه ليس كلاما انما هذا حديث في النفس مقيد بهذا القيد وبحثنا في الكلام مطلقا ثم يقال لهم ثالثا هذا الذي تستدلون به لربما امكن التسليم به في القول والحديث لكن لا دليل لكم في الكلام وهذه نكتة نبه اليها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهي ان ما يكون في النفس يقال له على جهة التقييد قول او حديث ولا يقال له كلام لا يقال تكلمت في نفسك ها وانما يقال حدثت نفسي او قلت في نفسي ثم يقال لهم رابعا ما استدللتم به عليكم لا لكم انظر رعاك الله في هذا الحديث. ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تتكلم قف هنا لو كان الصواب ما قالوا لكان الحديث معناه ما يأتي ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تحدث به انفسها وهذا تناقض ولا لا يا جماعة هذا تناقض ولذلك لما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلام عربي مبين فرق بين ها احاديث الحديث المقيد والكلام المطلق انتبه لهذا. النبي صلى الله عليه وسلم فرق في هذا الحديث بين حديث ماذا مقيد حديث في النفس وبين كلام مطلق فقال ما لم تتكلم. اذا الكلام هكذا باطلاق لا يكون الا الحرف والصوت ثم يقال لهم خامسا سلمنا جدلا وتنزلا في الكلام والحديث والقول فماذا انتم قائلون في النداء اتقولون ايضا نداء نفسي ها هل ستروون عن الاخطل ام عن غيره ان النداء لفي الفؤاد وانما جعل النداء او جعل اللسان على الفؤاد دليلا الله جل وعلا في كتابه فقلنا ابن القيم يقول كم اية نقول تسع ايات ها وانا اقول هي اكثر ويوم يناديهم واذ نادى ربك موسى هو ايضا ايضا حديث النفس ايقول هذا عاقل النداء ما هو يا اخوته هو الصوت الرفيع ولذلك اذا قام انسان قلنا له قم يا فلان فنادي بالصلاة او نادي بالاذان تقام ووقف برعة ثم قال الحمد لله فعلت ما طلبته صحيح هذا الكلام قل انا ناديت حقيقة لان النداء هو النداء النفسي يقول هذا عاقل ايصح في عقل وفي نقل بان ايصح في عقل او يصح في عقل ونقل نداء غير مسموع لنا باذان يقول ابن القيم هل يصح في عقل وفي نقل نداء ليس مسموعا لنا باذاني؟ ام اجمع العقلاء والعلماء من اهل اللسان واهل كل لسان ان النداء الصوت الرفيع وضده وهو النداء لهما صوتان هذا هو الذي يعقله الناس اجمعون وماذا انتم قائلون بحديث في صحيح البخاري مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم باصح اسناد يقول فيه ان الله الله تعالى ينادي يوم القيامة بصوت ايكون هذا ايضا النداء النفسي اذا الخلاصة يا اخوتاه ان هذا قول متهافت ولا يصح لهم متمسك او دليل لا من جهة اللغة ولا من جهة الشرع ناهيك عن العقل كل هذا ليس مستمسكا لهم قال القوم عندنا ايرادات ترد عليكم اذا قلتم بان الكلام ما قام بالله عز وجل حقيقة وما كان بحرف وصوت قالوا اولا لو كان الله عز وجل متكلما بكلام حقيقة فان هذا يستلزم ان يقوم بالله عز وجل ما هو من صفات المخلوقين فان الكلام لا يكون كلاما الا بفم ولسان وشفتين واسنان ولهوات وهذه سمات المحدثين والله منزه عن ذلك ولو كان الله يتكلم لاتصف بهذه الصفات فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والجواب عن هذا ان يقال اننا معشر اهل السنة والجماعة نثبت لله ما اثبت لنفسه وننفي عن الله ما نفى عن نفسه. ونسكت عما سوى ذلك الا ما استلزم ما يناقض صفات الله فهذه الالفاظ لا نخوض فيها لا بنفي ولا باثبات الا ما ناقض صفات الله فنقول ان الله عز وجل لا يدخل كما يقولون الهواء الكلام اصطكاك الهواء بين الداخل والخارج نقول ان الله صمد لا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ثم يقال لهم هذا الذي وصفتم اهو الكلام او هو كلام الانسان الحقيقة ان القوم في هذه الصفة وفي غيرها وهذا الامر قد نبهنا عليه مرارا اتوا من جهة النظر في القدر المميز فحكموا به على الصفة مطلقا والصواب انه لابد من مراعاة الفرق بين القدر المشترك والقدر المميز هذا الذي وصفه كلام الانسان وليس الكلام مطلقا وبالتالي فالرد عليهم من جهة النظر في ماذا في القدر المشترك تدلك على هذا دعنا من الكلام عن كلام الله عز وجل. دعنا في كلام المخلوقين اولا فاذا انتهينا منه تكلمنا عن كلام الخالق اليس الله عز وجل قال عن السماوات والارض قالتا اتينا طائعين اليس هذا كلام الله قالتا باللفظ الصريح الفصيح فاين اسنان السماوات؟ واين لهوات الارض اليس الله عز وجل قد بين في كتابه تسبيح الجبال يا جبال او بي معه انا سخرنا الجبال معه يسبحن فاين فم الجبل وقل مثل هذا في كلام النار عافاني الله واياكم منها يوم نقول لجهنم يوم نقول لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد اين اسنان وفم لهوات ولهوات الطعام الذي كان يسبح بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وسمعه اصحابه واين ذلك ايضا في الشجر الذي كان يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع هذا سمعا حقيقيا الزم من الكلام ما قالوا في مخلوقين وفي مخلوقات اجيبوا يا جماعة هل ثمة تلازم بين الكلام وما ذكروا الجواب؟ لا. فيقول اذا كان كلام المخلوق ما استلزم ما ذكروا فلاي شيء تزعمون ان هذا لازم لكلام الله عز وجل اذا هذا دليل على بطلان ما قالوا ثم يقال لهم انكم تزعمون ان اثبات الكلام لله عز وجل يقتضي التشبيه. هذا قوله اليس كذلك يقولون لو ثبت الكلام لله عز وجل لكان مشابها للمخلوق لان الكلام يستلزم كذا وكذا نقول حقيقة الحال انكم هربتم من تشبيه فوقعتم في تشبيه اقبح لانكم هربتم من تشبيه الله عز وجل بانسان يتكلم الى تشبيهه بانسان اخرس لا يتكلم وهاتان صفتان ان لم يكن الله عز وجل متكلما فانه سيكون تعالى الله عن ذلك اخرسه واذا كان ولا بد من التشبيه فايهما اهون وايهما اشنعن يعني اذا قدرنا انسانا اذا قدرنا ان انسانين احدهما يتكلم والاخر لا يتكلم فايهما اكمل الذي يتكلم اليس كذلك؟ لان الكلام صفته كمال عند جميع العقلاء فاذا كان ولا بد من التشبيه وليس فيما ذكرنا ومن كلام اهل السنة تشبيه لكن نسلم لهم جدلا فهم في الحقيقة ماذا؟ شبهوا تشبيها اقبح وهذا يدلك على ان اساس البلاء عند القوم انهم مبتلون مبتلون بمرض التشبيه قلنا ان كل معطل فتعطيله محفوف بتشبيهين اولا واخرا هو ما عطل الا لانه اعتقد ماذا التشبيه فاراد دفع هذا التشبيه عن نفسه فعطل. فكانت النتيجة انه شبه فكل اقوالهم في الصفات تعود الى تشبيه الله عز وجل اما بجامد واما بناقص واما بمعدوم واما بمتناقض قال القوم عندنا ايراد ثان لو كان الله عز وجل متكلما ولو كان هذا القرآن كلام الله فان لازم ذلك ان المتكلم بالقرآن او التالي للقرآن اتصف بصفة الله وهذا باطل لا يقوله مسلم والجواب عن هذا ان يقال ان عند القوم خللا في مهد في فهم امر واضح عند جميع العقلاء وهو ان الكلام ينسب لمن قاله مبتدأ لا لمن قاله مبلغا بعد يا شيخ الكلام ينسب لمن قاله مبتدئا لا لمن قاله مبلغا لو قلت لكم خلقت الوفا لو دعيت الى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكيا اهذا يا جماعة كلام صالح ام كلام المتنبي ما رأيكم ها هذا كلامه المتنبي والا اصبحت انا شاعرا اقول مثل هذا الشعر هل هذا يقول به احد يا جماعة هذا كلام المتنبي وهذا شعر المتنبي انا مجرد ماذا مبلغ له. انا مبلغ له اذا القرآن كلام الله عز وجل بأي حال تصرف اذا تلي فهو كلام الله واذا سمع فهو كلام الله. واذا حفظ فهو كلام الله. واذا كتب فهو كلام الله ينسب الى من قاله ولذلك قلنا في معتقدنا منه بدأ لا من غيره. فالله عز وجل هو الذي تكلم به حقيقة ومن تكلم به بعد ذلك فانما يتكلم به مبلغا فالكلام ينسب الى الله سبحانه وتعالى. ولذلك اطبق السلف واتباعهم على جملة مهمة ينبغي حفظها الكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ اعد يا عبد الرحمن الكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ وهذا ما يعقله العقلاء في كل كلام قاله متكلم ثم تناقله من بعده بعد ذلك فانه ينسب الى من قاله مبتدأ فالله عز وجل هو الذي تكلم بهذا القرآن جل ربنا وعزه هذه نبذة نبذة يسيرة تتعلق بهذا الموضوع العظيم ولعله يعود آآ شيء من الكلام عن هذا الموضوع في الموضع الذي اشرت لك ان المؤلف رحمه الله سيتكلم بعد آآ قطعة من هذه العقيدة تتكلم بايجاز اه مركز عن معتقد اهل السنة والجماعة في الكلام وفي القرآن ولعلنا نزيد شيئا من البسط اذا وصلنا الى ذلك الموضع اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسيع الدعاء الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان