بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في برسالته العقيدة الواسطية وما وصف الرسول به ربه من الاحاديث الصحاح من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها كذلك. مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. متفق عليه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا ما بعد انتقل المؤلف رحمه الله الى ذكر جملة من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تدل على اثبات الصفات لله تبارك وتعالى واورد رحمه الله في هذا القسم نحوا من خمس عشرة حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وكاني به وقد بدأ هذه الاحاديث بحديث النزول ثم اتبعه بحديث يدل على اثبات صفة الفرح ثم بحديث يدل على اثبات صفة الضحك كاني به يرشدك يا طالب العلم الى ان اهل السنة والجماعة لا فرق عندهم بين ان تثبت الصفات بدليل من القرآن او بدليل من السنة فان هذه الصفات المذكورة انما كان دليلها من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ترد في القرآن اذا لا فرق عند اهل السنة في ثبوت الصفات بين دليل ودليل كما جاء في القرآن والسنة فمقبول وما جاء في القرآن وحده فمقبول وما جاء في السنة وحدها فمقبول صفة النزول لله سبحانه وتعالى صفة اختيارية متعلقة بمشيئة الله سبحانه فالله جل وعلا ينزل اذا شاء كيف شاء والنزول في اللغة معروف اوضح من ان يعرف كل من يعرف لغة العرب يدرك ان معناه قصد النزول قصد الشيء من علو الى سفله قصد الشيء من علو الى سفل هذا معناه في لغة العرب واما كيفية نزول الله سبحانه وتعالى فان ذلك شيء يختص الله عز وجل بعلمه وهو مجهول بالنسبة لنا وما احسن ما قال الامام ابو جعفر الترمذي الذي هو محمد ابن احمد ابن نصر كان فقيه بغداد وعالمها في وقته وكان من بحور العلم ومن العلماء الورعين كما يقول الذهبي رحمه الله توفي سنة خمس وتسعين ومئتين سئل رحمه الله عن حديث النزول فقال النزول معلوم والكيف مجهول او قال النزول معقول والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وهذا اثر حسن نافع اخرجه الذهبي في العلو وصححه الشيخ ناصر رحمه الله في مختصره له وهو يذكرك بالاثر الشهير المروي عن الامام مالك رحمه الله فقاعدة اهل السنة فهمه ادلة النصوص اه فهم ادلة الصفات في ضوء لغة العرب واما كيفية ذلك فانه يفوض العلم بها الى الله سبحانه وتعالى مع اعتقادنا ان الله جل وعلا ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته جل ربنا وعزه والمتأمل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجد انه قد ثبت له انواع من النزول و هذه الادلة منها ما صح عنه صلى الله عليه وسلم ومنها ما لم يصح فمما صح في هذا الباب بل هو اصح ما جاء في هذا الباب نزول الله سبحانه وتعالى اذا بقي ثلث الليل الاخر كل ليلة الى سماء الدنيا كما جاء معنا في هذا الحديث ومن ذلك ايضا نزوله سبحانه وتعالى الى سماء الدنيا عشية عرفة كما ثبت هذا عند ابن خزيمة وغيره باسناد جيد ويشهد له ما جاء في مسلم من آآ ان الله سبحانه وتعالى يدنو فيباهي باهل عرفة الملائكة وهذا ثابت في صحيح مسلم فهذا مفسر بهذا ومن ذلك ايضا ما جاء في احاديث كثيرة مستفيضة من نزول الله سبحانه وتعالى يوم القيامة لفصل القضاء في انواع اخرى يدركها ويعرفها من نظر في كتب السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم المقصود ان ثبوت هذه الصفة لله جل وعلا شيء متواتر قطعي لا شك فيه احاديث احاديث النزول في مجموعها وبانواعها رمى رواها جماعة كبيرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم احاديث النزول رواها نحو من ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بالذين رووا ذلك عن الصحابة فمن بعدهم لا شك انها طرق كثيرة تدلك على ان احاديث النزول احاديث قطعية متفق على صحتها لا شك ففي ذلك ولا ريب. هذا الحديث الذي بين ايدينا وهو اشهر ما يدل على ثبوت هذه الصفة للبارئ جل وعلا. وهو المشهور بحديث النزول رواه نحو من خمسة عشرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و ابو هريرة وهو الذي جاءت رواية هذا الحديث عنه في الصحيحين روي عنه هذا الحديث من ثنتي عشرة طريقا كلها تروي هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه والحديث مشهور في كتب السنة رواه صاحب الصحيحين وكذلك اصحاب السنن وفي المسانيد وفي المستخرجات وفي المصنفات وفي غيرها من كتب سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث متواتر يفيد العلم والقطع دون شك. حتى على مذهب المتكلمين ولا شك ان النزول صفة كمال فكون الله سبحانه ينزل اذا شاء ويستوي اذا شاء ويأتي اذا شاء ويجيء اذا شاء ويدنو اذا شاء لا شك ان هذا هو الكمال ولو قدر ان ذاتين احداهما يكون منها هذا الفعل الذي يكون بالمشيئة واخرى لا يكون منها ذلك فالعقل الصريح يرشد الى ان الذات الاولى لا شك انها اكمل فالله جل وعلا ينزل اذا شاء كيف شاء وهذا من كماله تبارك وتعالى اخرج البيهقي في الاسماء والصفات عن الامام اسحاق ابن راهويه رحمه الله انه قال جمعني وهذا المبتدع يريد ابراهيم ابن ابي صالح وكان من الجهمية يقول جمعني به مجلس الامير عبدالله ابن طاهر امير خراسان وهذا كان من خيار امراء المسلمين كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فسأل الامير عن حديث النزول يقول اسحاق فسردت له ما جاء منه ما جاء فيه من روايات فقال هذا المبتدع كفرت برب ينزل من سماء الى سماء عياذا بالله فقال اسحاق امنت برب يفعل ما يشاء فخصمه رحمه الله وما لا الامير الى قوله وانكر قول ابراهيم المقصود ان الله سبحانه وتعالى ينزل اذا شاء نزولا لائقا به تبارك وتعالى لا كنزول المخلوقين نحن نفهم معنى النزول لكن كيفيته وكنهه وحقيقته شيء مجهول بالنسبة لنا لان الله عز وجل في ذاته اذا كنا نجهل ذاته فجهلنا بصفاته من باب اولى. اعني من جهة كيفيتها. نحن لا نعلم كيف ذاته؟ كيف ذاته كذلك نحن لا نعلم كيف صفاته سبحانه وتعالى وانما الواجب على المسلم اذا جاءه الدليل من الوحي من الكتاب او السنة بثبوت شيء من صفات الله سبحانه وتعالى فانه ليس له خيار في ان يتردد في قبول ذلك اي ايمان لمن جاءه الدليل من اية او حديث ثم توقف في قبول ذلك ما معنى ان تشهد ان لا اله الا الله؟ وما معنى ان تشهد ان محمدا رسول الله؟ وانت لا تصدقه صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عند ربه جل وعلا بل الواجب على كل مسلم ان يذعن وان يقبل وان يسلم بكل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك هذه الاحاديث المتكاثرة التي تدلك على ثبوت هذه الصفة الجليلة للبارئ العظيم الجليل سبحانه وتعالى واهل البدع كعادتهم يخوضون في الكتاب والسنة بالباطل والاشكال عندهم هو هو لا يزال يتكرر علينا القوم اعتقدوا ثم استدلوا عقدوا قلوبهم على عقائد استقوها من غير الكتاب والسنة ثم نظروا في الكتاب والسنة فكان ان وجدوا ما يخالف ما ذهبوا اليه فما كان منهم الا ان ولجوا الى التحريف والتأويل الباطل حتى يصرفوا دلالات هذه النصوص عن الحق الذي لا شك فيه وهو الظاهر من هذه النصوص اللائق بالله سبحانه وتعالى تكلم اهل البدع كثيرا في هذا الحديث كان شديدا عليهم حتى انهم لا يطيقون سماعه حتى ان عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله قال عن هذا الحديث الذي بين ايدينا انه اغيظ حديث للجاهمية انه اغيظ حديث للجهمية وانقضه لدعواهم وصدق فهذا الحديث قد اشتمل على ثبوت ثلاث صفات عظيمة كثر فيها الخلاف بين اهل السنة والمبتدعة فانه دال على ثبوت صفة العلو وصفة النزول وصفة الكلام وكلها مما يشتد على اهل البدع اثباته من وفقه الله عز وجل وهداه فاثبت هذه الصفة على اللائق بالله جل وعلا اثباتا مخلصا من ادران التعطيل ومن اضران التشبيه فانك في الغالب تجده قد اطمئن قلبه بالايمان ببقية الصفات اذا وجدت من يثبت هذه الصفة فانك ستجده لغيرها من الصفات مثبتة ولا يلزم العكس فتأمل آآ انظر في احوال الناس ومواقفهم من الصفات فلا تجد من يثبت صفة النزول الا وتجده لغير هذه الصفة من الصفات مثبتا. ربما يوافق من يوافق من الذين اضطربوا في هذا الباب في اثبات بعظ الصفات لكنه اذا وصل الى صفة النذوء النزول فانه لا يثبتها لا يثبت هذه الصفة الا الذين اطمأنت قلوبهم بالايمان وامنوا بالكتاب كله وكان تسليمهم لايات الكتاب واحاديث السنة عظيما اقول خوض اهل البدع في هذه الصفة كان كثيرا جدا لكن اشهر تلك التحريفات التي تناولوا اه بها هذا الحديث ثلاث او ثلاثة تحريفات الاول تأويل النزول بنزول ملك من ملائكة الله جل وعلا والثاني تأويل النزول بنزول امره سبحانه وتعالى والثالث تأويل النزول بنزول رحمته سبحانه وتعالى هذا اشهر ما قيل وان كان قد قيل غيره حتى انه قد قيل اه اشياء عجيبة احد الاشخاص في هذا العصر الحديث وجدته يقول عن هذا الحديث ان معنى قوله ينزل ربنا يعني قربت الساعة اليس هذا عبثا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم باي لغة بل في اي عقل يفهم من قوله ينزل ربنا انه ماذا قد قربت الساعة وهذا يدلك على ما كررته غير مرة من ان نصوص الصفات عند اهل البدع هي بمنزلة الصائم لا يبالى ان يدفع باي وسيلة والله المستعان اعود فاقول تلك التأويلات لابد من الوقوف عندها بالبيان والنقد اولا تأويلهم النزول الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ الصريح الفصيح ينزل ربنا في عشرات الروايات حديث ابي هريرة فقط رواه عنه اثنا عشر راويا ويتفرع عن هؤلاء الرواة رواة كثر فكيف بغير رواية ابي هريرة رضي الله عنه؟ وكلها فيها التنصيص عن على ان الذي ينزل هو الله سبحانه وتعالى لكن هؤلاء يقولون كلا النزول انما هو نزول ماذا ملك من ملائكة الله جل وعلا والجواب عن هذا من وجوه اولا هذا اضمار لا دليل عليه ولا شك انه ليس يقبل قول احد باظمار في كلام الا بدليل والا لو فتح هذا الباب فانه يمكن ان يقول كل احد في اي دليل في اي اية او حديث بما شاء يضمر ما شاء وبالتالي فحدث ولا حرج عن الانسلاخ من هذا الدين بالكلية لانه يمكن لكل احد ان يزيد ويضمر في النصوص بما يشاء وبالتالي ينفتح الباب للزنادقة حتى يعبثوا بهذا الدين وادلته كيف شاؤوا اذا هذا اضمار لا دليل عليه ولا حاجة اليه هذا النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا بهذا الحديث الذي كثرة رواياته تشعرك بانه قد تكرر منه هذا الكلام على ملأ من اصحابه صلى الله على نبينا وسلم ورضي الله عنهم فما الذي منع النبي صلى الله عليه وسلم ان ينطق بان الذي ينزل هو ملك من ملائكة الله وهو الذي قد على كمال العلم بالله وكمال الفصاحة والبيان وكمال النصح والشفقة لماذا يدع النبي صلى الله عليه وسلم البيان لامته وهو الرحيم وهو الرؤوف بها وهو الحريص على هدايتها. فيدعها تتخبط تفهم كلاما ظاهره خلاف الحق بل ظاهره ضلال بل ظاهره الكفر بالله على مذهب هؤلاء فان هؤلاء النزول عندهم ماذا تشبيه والتشبيه كفر بالله ما بال النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بما ظاهره الاضلال بل الكفر. ولا يبين هذا عليه الصلاة والسلام اليس هذا من ظن السوء بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم يقال ايضا ثبت في هذا الحديث ان الله تبارك وتعالى اذا نزل الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فانه يقول هل من داع فاستجيب له هل من سائل فاعطيه هل من مستغفر فاغفر له ويا لله العجب املك يجرؤ على ان يقول هذا هل ملك يقول من داع فاستجيب له هل ملك يقول من مستغفر فاغفر له والله يقول ومن يغفر الذنوب الا الله ملك يقول هذا القول الذي نسبته لغير الله عز وجل لا شك انها كفر والملائكة لا يعصون الله ما امرهم فكيف يقول الملك هذا اهذا يجوز ان يكون كلاما صحيحا لو كان هذا التأويل صحيحا ثم جاء في روايات او بعض روايات هذا الحديث كما في مسلم وغيره لا اسأل عن عبادي احدا غيره الا من داع فاستجيب له الى اخره املك يقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري اهذا يصح يا جماعة والله لا يصح لو كان الذي يتكلم بهذا ملك فانه سيقول لا يسأل عن عباده احدا غيره هل من داع فيستجيب له لكنه ها هنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو اللفظ المحفوظ الذي ما جاء غيره لا اسأل عن عبادي احدا غيري اذا من المتكلم اليس الله سبحانه وتعالى اليس هو الله اليس هو الله سبحانه وتعالى اذا هذا دليل صريح على ان هذا التأويل تأويل باطل ثم يقال ايضا جاء في بعض روايات الحديث و اه الحديث السابق عند في مسند احمد ولكن هذه الرواية التي اقولها الان هي التي جاءت في صحيح مسلم يقول فيها الله سبحانه تعالى اذا نزل انا الملك انا الملك الا داع فاستجيب له هل الملك يقول هذا الجواب لا هذه الروايات التي جاءت في الحديث اسرح ما ينقض دعوى القوم وصدق الدارمي رحمه الله حينما قال ان هذا الحديث انقض شيء لدعواهم لا نحتاج في دفع تأويلهم الباطل الا الى النظر في ماذا في الحديث نفسه فيتبين لنا ان هذا الذي ذكروه انما هو تحريف للكلم عن مواضعه لا شك انه تأويل باطل غير صحيح قد يقول قائل فماذا انت قائل في ما جاء في بعض الروايات الحديث عند النسائي وغيره ان الله تعالى يأمر ناديا ينادي هل من داع فيستجاب له الى اخره هذه الرواية فيها ماذا ان الله يأمر مناديا ينادي بهذا وبالتالي فاننا نحمل تلك الاحاديث هكذا يقولون على هذه الرواية والجواب عن هذا الايراد من وجوه اولا من جهة التضعيف فان جماعة من اهل العلم ضعفوا الروايات التي جاء فيها ان الله تعالى يأمر مناديا فيقول كذا وكذا اذا هذه الروايات ضعيفة على قول طائفة من اهل العلم ثانيا مسلك الترجيح لو سلمنا ثبوت اسانيد هذه الرواية ولكن اذا جئنا الى الترجيح في ضوء قواعد اهل العلم ما الذي يدعو اليه الانصاف اي الروايات ارجح اهي التي فيها ان الله تعالى هو الذي يتكلم ويقول ام هي الرواية التي فيها ان الذي يتكلم هو ملك من الملائكة اجيبوا يا جماعة هذا حديث متفق عليه بل مخرج في الصحيحين في عدة روايات. ومخرج في جل كتب السنة وهو مستفيض بل متواتر بهذا اللفظ وهذه رواية فيها ان الذي يتكلم هو من هو ملك من الملائكة الانصاف ماذا يقتضي اي الروايات ارجح يا جماعة كل عالم بل حتى ولو كان جاهلا بعلم الحديث فانه يدرك ان الروايات التي فيها ان الله تعالى هو الذي يقول ذلك لا شك انها اقوى واصح بما لا مقارنة فيه وبالتالي تكون هي الراجحة وتلك وتلك مرجوحة هذا المسلك الثاني المسلك الثالث وهو الجواب الثالث ان يسلك مسلك ان يسلك مسلك الجمع فما الذي يمنع من ان يقال ان الله تعالى يقول ذلك وانه يأمر ملكا ان يقول ذلك اهناك مانع يمنع من هذا من جهة الشرع او العقل او اللغة اجيب لا شيء يمنع من ذلك وبالتالي لو سلمنا صحة هذه الرواية فاننا نقول ان الجمع يقتضي ان يقال ان ذلك كله يقع الله عز وجل يقول ذلك والملك ايضا يقول ذلك ثم يقال رابعا سلمنا بصحة الحديث وسلمنا لكم بما تقولون. ولكن اذا كنتم تثبتون هذه الرواية فاثبتوها كاملة والا فلا يصح لكم ان تتشبثوا بها اليس هذا هو مقتضى العدل اليس هذا هو الانصاف طيب نظرنا في هذه الرواية واذا فيها ولاحظ ان هذه الرواية هم الذين استدلوا بها هذه الرواية جاء فيها ان الله تعالى ينزل ثم يأمر ملكا في ناديه او ثم يأمر مناديا فينادي اذا هذا الحديث سلمنا ان الذي يتكلم فيه هو الملك ولكن من الذي ينزل اجيبوا يا جماعة اللفظ صريح فالله عز وجل في هذا الحديث قد اثبت له اعلم الخلق به انه هو الذي ينزل ثم هكذا ينزل ثم يأمر مناديا فينادي اذا هذا الحديث نفسه يدل على ماذا على نقض دعواهم وبالتالي فانه فانه يلزمهم ان يسلموا بماذا بثبوت النزول لله سبحانه وتعالى هذا عن التأويل الاول. التأويل الثاني تأويل الذين قالوا ان الذي ينزل هو امر الله سبحانه وتعالى والتأويل الثالث هو الذي يقول ان الذي ينزل هو رحمة الله عز وجل والتأويلان متقاربان من حيث الجواب عنهما يقال اولا هذا اضمار لا دليل عليه ويكفي في رده عدم التسليم به كل ما يقال بلا دليل يكفي في رده عدم التسليم به. فلا دليل ولا رواية على ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل امره او ان الذي ينزل هو رحمة الله عز وجل مع ملاحظة انه لو كان الذي ينزل هو رحمة الله جل وعلا لكانت الرواية تنزل رحمة ربنا اليس كذلك؟ اما ان يقال ينزل ربنا والمراد رحمته فهذا لا يصح من جهة اللغة اليس كذلك؟ وما جاء في رواية ان الفعل كان تنزل انما الرواية جاءت ينزل هذا امر ثاني وامر ثالث يقال لم لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ان امر الله ينزل وان رحمته تنزل ولما يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم بكلام ظاهره الضلال والتشبيه والكفر مع عدم بيانه عليه الصلاة والسلام لا شك ان هذا ليس فعل الرؤوف الرحيم بامته عليه الصلاة والسلام لو كان ذلك حقا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم ولا اخبر به ولكانت الرواية واضحة صريحة كما قد جاء هذا في ادلة كثيرة لما كان الفعل منسوبا الى امر الله او الى رحمة الله كان اللفظ في هذا صريحا ولذلك تأمل مثلا في كتاب بالله عز وجل او يأتي امر ربك انه قد جاء امر ربك فما الذي منع النبي صلى الله عليه وسلم ان ينطق بالحق لا سيما وان الذي تكلم به ظاهره ماذا؟ ضلالة بل تشبيه بل كفر وهذا لا يمكن ان يقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقال ايضا ما بال امر الله عز وجل وما بال رحمته لا تنزل الا الى سماء الدنيا ولا تنزل الى الارض حيث عباده الذين هم بحاجة الى رحمة الله عز وجل وامره لما انتهى الامر وانتهت الرحمة الى السماء الدنيا فحسب ثم يقال ايضا هل امر الله عز وجل وهل رحمته تنزل في ثلث الليل الاخر فحسب ان امر الله عز وجل لا يزال نازلا منه سبحانه وتعالى في كل وقت ولم تزل رحماته تبارك وتعالى تتنزل على عباده في كل وقت و بالتالي هذا التأويل تأويل ظاهر البطلان ثم انه يكدر عليهم في شأن صفة نفوها عن الله سبحانه وتعالى وهذه نكتة لطيفة اشار اليها الشيخ تقي الدين ابو العباس رحمه الله في كتابه العظيم الجليل وانا اوصي طالب العلم بقراءته ان اراد فهم هذا الموضوع على وجه الخصوص وفهم موضوع الصفات على وجه العموم الا وهو شرح حديث النزول ذكر شيخ الاسلام رحمه الله انه تناظر يوما عالم من المثبتة للصفات يعني من اهل السنة واحد المعطلة فقال ان الذي ينزل امر الله عز وجل ورحمته وليس انه هو سبحانه وتعالى ينزل فقال ان كان رحمة ان كانت رحمته تنزل وان كان امره ينزل فان ذلك يعني انه ينزل منه سبحانه وتعالى وانتم ليس فوق عندكم شيء ليس ثمة الا العدم اليس كذلك فكيف تنزل رحمته؟ وكيف ينزل امره؟ وانتم نفاة لعلو الله عز وجل ان اثبتم هذا انتقض عليكم ماذا نفيكم علو الله عز وجل والزمتم بماذا باثبات العلو لله سبحانه وتعالى فهم بين ان يثبتوا النزول او يثبتوا العلو والخير والاهدى لهم لا شك هو ان يتبعوا الكتاب والسنة ونهج السلف فيثبت الصفتين جميعا لله سبحانه وتعالى اذا هذا اه مجموع ما يمكن ان يقال على على وجه الاكتظاظ برد هذه التأويلات الباطلة التي قالوها بحق هذه الصفة العظيمة لله سبحانه وتعالى وبقي التنبيه على امور اولا ان بعض الناس ينسب الى الامام ما لك بن انس امام دار الهجرة تأوينا هذا الحديث وتأويل هذه الصفة بان الذي ينزل امر الله عز وجل فقال ينزل ربنا يعني ينزل امره هكذا نسبوا ذلك الى الامام الامام مالك ابن انس رحمه الله ولا شك ان هذا المسلك يسلكه اهل البدع للترويج لاقوالهم الباطلة فانهم ينسبون مذاهبهم الى من هو نبيه وله لسان صدق في الامة حتى يقبل الناس على هذا القول فاكثر الناس من الاغمار الذين ليس عندهم تحقيق وانما يحسنون الظن بالعلماء وبالتالي فيتلقفن يتلقفون هذه الاقوال اذا رأوها قد نسبت اليهم هذا الكلام المنسوب الى الامام مالك رحمه الله لا شك انه غير صحيح هذه الرواية جاءت عنه من طريقين الطريق الاولى جاءت من طريق حبيب ابن ابي حبيب عن مالك رحمه الله وفي اسنادها علاوة على حبيب من هو مجهول ولكن يكفي انها جاءت من رواية حبيب ابن ابي حبيب فانه كذاب كذبه ابو داوود وجماعة من علماء الحديث بل قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه كذاب باتفاق العلماء الرجل ليس ضعيفا بل كذاب متروك فهل نقبل هذه الرواية الجواب لا نقبلها اما الرواية الثانية فانها جاءت من رواية محمد بن علي الجبلي عن جامع ابن سوادة عن مطرف اليسار عن الامام مالك رحمه الله وهذا اسناد ضعيف فيه ثلاث علل فالاول وهو الجبلي رجل مجهول والثاني وهو جامع ابن سوادة رجل ضعيف واما الثالث فهو مطرف اليسار فانه ليس بذاك المتقن كما قال الذهبي رحمه الله وقال بعض اهل العلم انه يأتي بمناكير ارأيت اسنادا هذه حاله ايقبل ما جاء فيه بالتأكيد لا فكيف اذا كانت هذه الرواية تخالف المعلوم من مذهب الامام مالك رحمه الله قطعا في الصفات عموما وفي صفة النزول خصوصا فان المعلوم قطعا في الروايات الكثيرة عن الامام مالك رحمه الله انه كان يثبت هذه الصفات على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى دون التعرض لتحريفها او الوقوع في التشبيه فيها ثم انه قد جاءت الروايات عن الامام مالك رحمه الله انه اثبت صفة النزول لله سبحانه وتعالى وانه نزول حق وان ذلك يمضى على ما جاءت في ذلك الرواية دون ان يخاض في ذلك بالتعطيل اذا الحق الذي لا شك فيه ان مالكا رحمه الله حاله كحال اخوانه من علماء السلف الذين اثبتوا هذه الصفة وامضوا الايمان بها على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى المسألة الثانية ما يتعلق بقول ينزل سبحانه وتعالى بذاته فهل يصح ان نقول انه تعالى ينزل بذاته ام لا هذه الكلمة اطلقها جماعة من علماء اه اهل السنة والجماعة في هذه الصفة خصوصا وفي غيرها ايضا كصفة الاستواء او غيرها فيقال او فقالوا انه تعالى استوى بذاته وانه تعالى ينزل بذاته الى اخر ما هنالك وبعض اهل العلم كان لهم توقف في اثبات هذه الكلمة لعدم ورودها في الدليل والحق ان هذه الكلمة نعم لم ترد لكن الحاجة داعية الى ذكرها فاذا ذكرت كان هذا من باب الاخبار عن الله سبحانه وتعالى فهي كلمة حسنة في ذكرها تحقيق مصلحة وهو تمييز الحق عن الباطل لو لم يكن ثمة خوض من اهل التعطيل لو لم يكن ثمة تحريف لهذا الحديث عن وجهه لما كان بها حاجة الى ان نقول انه ينزل بذاته. فان المعقول عند كل من يعرف اللغة من كلمة ينزل ربنا ان الذي ينزل هو نفسه سبحانه وتعالى فلا حاجة بنا الى كلمة بذاته لكن ما الحيلة وقد كثر المحرفون عن الكلم المحرفون للكلم عن مواضعه فكثر قولهم ان الذي ينزل امره ان الذي تنزل رحمته ان الذي ينزل ملك من ملائكته جاء اهل الحق فاحتاجوا الى ان يبينوه خالصا دون ادنى لبس فنقول حينئذ في بيان الداعي لاطلاق هذه الكلمة لما زادوا زدنا لما زادوا زدنا يعني لما كان ثمة زيادة من قبل اهل البدع في اه اظافوها على الصفات فحرفوها عن وجهها وعن ظاهرها احتاجوا اهل احتاج اهل السنة والجماعة الى ان يبينوا الحق في هذا الباب فتجد انهم يقولون ان الله تعالى عال على خلقه بائن من خلقه كلمة باء من خلقه هذه الكلمة ما جاءت لكن هؤلاء يجعلون العلو محصورا في ماذا؟ علو القدر وعلو القهر. فارادوا ان يبينوا ان الله سبحانه وتعالى بائن من خلقه وانه عالم بذاته على خلقه حتى يتميز مذهب اهل السنة الحق عن مذهب الحلولية وعن مذهب الجهمية النفاة اذا الصحيح ان هذه اللفظة لا اشكال في اثباتها من باب الاخبار وفي هذا تحقيق مصلحة ظاهرة مسألة ثالثة تتعلق ب ثبوت الصعود والارتفاع بعد النزول لله سبحانه وتعالى وهذا حق لا شك فيه فانه قد جاء عند الدارقطني باسناد حسنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد ذكر النزول ثم يصعد سبحانه وتعالى وقل مثل هذا في ما جاء عند السنة لابن ابي عاصم وقال الشيخ ناصر رحمه الله انه حديث جيد يعني جيد الاسناد فيه ان الله سبحانه وتعالى يرتفع اذا طلع الفجر فاذا اهل السنة والجماعة يثبتون ما جاء في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيثبتون انه يصعد ويرتفع سبحانه وتعالى اذا طلع الفجر المسألة الرابعة تتعلق باختلاف الروايات في وقت النزول الالهي ذلكم ان مجموع ما جاء في احاديث النزول يرجع الى ما يأتي. اولا ان وقت نزول الله سبحانه وتعالى انما هو اذا بقي ثلث الليل الاخر وهذا ما اتفقت عليه روايات هذا الحديث يعني جاء في الصحيحين ان الله تعالى ينزل كل ليلة اذا مضى او اذا بقي ثلث الليل الاخر وفي معنى هذا ما جاء عند الطيالسي في مسنده انه تعالى يمهل حتى اذا مضى ثلثا الليل اذا مضى ثلثا الليل هو هو ها؟ بقي ثلث الليل الاخر وهذه اشهر الروايات واصحها طائفة من روايات جاء فيها ان الله تعالى ينزل اذا بقي نصف الليل وفي رواية شطر الليل والشطر والنصف بمعنى واحد وهذه جاءت في صحيح مسلم وجاءت في غيرها ايضا اه الصنف الثالث الروايات التي فيها ان الله تعالى ينزل اذا بقي ان الله تعالى ينزل اذا بقي ثلثا الليل وفي بعض الروايات جاء هذا بلفظ الشك من الراوي ينزل اذا بقي شطر الليل او اذا بقي ثلثا الليل وعلى هذا جاءت رواية ايضا في صحيح مسلم اذا ما الصواب اهو اذا بقي ثلثا الليل او اذا بقي نصف الليل او اذا بقي ثلث الليل على خلاصة هذه الروايات اختلف العلماء في هذا الموضع فمنهم من مال الى جانب الترجيح ومنهم من مال الى جانب الجمع واذا نظرنا الى مسلك الترجيح فلا شك ان الروايات الارجح هي نعم اذا بقي ثلث الليل او اذا مضى ثلثا الليل لا شك ان هذه ارجح واصح واشهر واكثر من غيرها. فاذا سلكنا مسلك الترجيح فهذه هي التي يتعين المصير اليها. والمسلك الثاني الذي يبدو والله تعالى اعلم انه هو الاقرب لان الجمع اولى من الترجيح كما هي قاعدة اهل العلم في باب التعارض والترجيح وقد سلك العلماء ها هنا مسالك عدة في الجمع بين الروايات واقربها والله تعالى اعلم ما قرره ابن حبان رحمه الله وكاني بشيخ الاسلام يميل الى هذا القول وهو ان كل ذلك حق ويحمل على ان الله تعالى في بعض الليالي ينزل اذا بقي ثلث الليل وفي بعضها ينزل اذا بقي نصف الليل وفي بعضها ينزل اذا بقي ثلثا الليل وبهذا يمكن الجمع بين هذه الروايات وعليه فانه يقال ان الذي يوفقه الله عز وجل للقيام في الثلث الاخير من الليل يقوم مصليا وداعيا وسائلا مستغفرا تائبا فانه سيصيب الوعد قطعا دون شك لان الروايات اختلفت في بدء النزول ولم تختلف في انتهائه هي متفقة على ان الله تعالى يرتفع او يصعد او قال حتى يطلع الفجر او قال حتى ينفجر الصبح كما جاء في الصحيحين وغيرهما. اذا انتهاء النزول ماذا واحد لا اختلاف فيه والاختلاف حاصل في ماذا في ابتدائه اذا من قام في الثلث الليل الاخير ودعا الله سبحانه وتعالى فانه يرجى ان يفوز بهذا الموعود في هذا الحديث لانه سيصيب هذا الوعد على جميع تلك الروايات اليس كذلك ولا شك ان هذا الوعد العظيم يدفع النفوس المؤمنة الى الحرص عليه هذا الله العظيم الجليل ما لك الملك مدبر الامر الغني الكريم سبحانه وتعالى يدعو عباده الى سؤاله ودعائه واستغفاره انت فائز يا عبد الله انت رابح يا عبد الله والله انك رابح في كل حال لو دعوت الله فان الله تعالى سيستجيب لك قطعا والاستجابة تشمل واحدا او هي واحد من ثلاثة امور اما ان يعطيك الله سؤلك واما ان يدخر لك ثواب دعائك واما ان يصرف عنك من السوء مثله. كما صح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم فانت مستجاب لك قطعا ان قمت في هذا الوقت الجليل داعيا سائلا ملتجئا الى الله سبحانه وتعالى جمعت بين الاخلاص والمتابعة فابشر فان الله سبحانه وتعالى لا يخلف الحب من يحبه وحب عمل يقربنا الى حبه ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان