بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر كلكم والله خالق افعالهم نعم؟ والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم. الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد وازواجه وذريته كما صليت على ال ابراهيم وبارك على محمد وازواجه وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فانتهينا في درسي البارحة من الكلام عن موضوع القدر وكان من اخر ما تكلم المؤلف رحمه الله عنه هو ما قد سمعت من الكلام عن خلق افعال العباد فالعبد فاعل والله خالقه وخالق فعله فالعبد هو المصلي والله هو الذي جعله يصلي والعبد هو القائم والله هو المقيم والعبد هو المهتدي والله هو الهادي قال سبحانه وتعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا فهم يهدون قد قام بهم فعل لكن من الذي جعلهم كذلك فالله جل وعلا وجعلناهم ائمة يدعون الى النار قال سبحانه من يهدي الله فهو المهتدي اذا عندنا هداية وعندنا اهتداء وعندنا هادي وعندنا مهتدي فاهل السنة والجماعة يجمعون بين الامرين بين نسبة الفعل الى العبد كسبا ونسبته الى الخالق سبحانه وتعالى خلقا فالفعل كسب العبد مخلوق لله فعل العبد قائم به وهو مفعول لله عز وجل لا ينسب الى الله سبحانه وتعالى من حيث كونه صفة لله او من حيث كونه قائما بذات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا انما هذا مفعول مخلوق منفصل بائن عنه سبحانه وتعالى هذا هو معتقد اهل السنة والجماعة في هذا الباب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تاءون الا ان يشاء الله رب العالمين. كما ذكرنا في درس البارحة لا تعارض عند اهل السنة والجماعة بين اثبات خلق الله لافعال العباد ومشيئته لذلك وبين اثبات افعال العباد ومشيئتهم وقدرتهم كل ذلك حق وكل ذلك ثابت وكل ذلك يؤمن به اهل السنة والجماعة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد وينقص بالمعصية وهم مع ذلك طيب انتقل المؤلف رحمه الله الى اصل جديد من اصول اهل السنة والجماعة الا وهو الايمان ومسائله ومباحثه الايمان موضوع من اعظم الموضوعات واهمها كيف لا و النجاة معلقة به بل كل خير في الدنيا والاخرة انما هو ثمرة له فلو تأملت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لوجدت من هذه الخصال العظيمة التي هي ثمرات للايمان وجدت الشيء الكثير في كتاب الله عز وجل رتب سبحانه على الايمان اكثر من مئة خصلة كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها ومباحث الايمان ومسائله كثيرة الا ان اصول ذلك ومسائله الكبار ترجع الى ثلاثة اسس هي التي اجمع عليها اهل السنة والجماعة ثمة مسائل وتفريعات اخرى لكن هذه الاصول هي اهم تلك المسائل وهي المباحث الكبرى في باب الايمان عند اهل السنة والجماعة اول تلك المباحث ان الايمان قول وعمل هذه القضية قضية لا لبس فيها ولا شك والنقول متواترة عن السلف الصالح في اثبات ان الايمان قول وعمل الايمان في اللغة ذهب كثير من اللغويين الى انه التصديق امن يعني صدق الا ان التحقيق ان هذا تعريف بالتقريب والا فثمة فرق دقيق بين الايمان والتصديق وقد نبه على هذا الراغب الاصفهاني في مفرداته فقال عند قوله تعالى وما انت بمصدق لنا وما انت بمؤمن لنا قال قيل بمصدق لنا الا ان الايمان هو التصديق الذي معه امن الا ان الايمان هو التصديق الذي معه امن اذا ليس الايمان في اللغة على التحقيق مرادفا للتصديق من كل وجه انما هو ايمان انما هو عفوا تصديق وزيادة فهو تصديق مع طمأنينة واقرار فيما يتعلق بامر غيبي فلا تستعمل كلمة الايمان الا في الغيبيات و مهما يكن من شيء فسواء كان الايمان في اللغة مرادفا للتصديق من كل وجه او لم يكن كذلك فالخطب في ذلك سهل لان المهم ما هو الايمان في الشرع ومعلوم ان الشرع قد يستعمل الكلمة اللغوية المعروفة عند العرب استعمالا خاصا فيقيدها بقيود ويشرط فيها او يشترط فيها شروطا فتصبح حينئذ حقيقة لغوية وبناء على ذلك المرجئة الذين ضخموا مسألة تعريف الايمان في اللغة واعتبروه الاساس الذي انبنى عليه قصرهم الحقيقة الشرعية للايمان على التصديق القلبي ما اصابوه لان البحث انما هو في الحقيقة الشرعية وليس في الحقيقة اللغوية والا فليخبرونا ايلتزمون في كل الاصطلاحات الشرعية يلتزمون حملها على الحقائق اللغوية ان كان ذلك كذلك فهذا فهذا انسلاخ من الدين فان زنديقا يستطيع ان يقول انا اصلي والصلاة مطلق الدعاء فلو دعوت دعوتين كنت مقيما للصلاة والحج القصد فلو قصد اي مكان كان حاجا الى غير ذلك من هذه الحقائق الشرعية افهذا يقوله مسلم الجواب لا اذا البحث ها هنا بحث في ماذا في حقيقة شرعية دل عليها الكتاب والسنة وليس في ماذا وليس في المعنى اللغوي الذي كانت تعرفه العرب قبل نزول القرآن وقبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو الايمان في اللغة واما الايمان في الشرع فهو ما قد سمعت الايمان قول وعمل وهذا مما دلت عليه ادلة كثيرة جدا حتى ان ابن القيم رحمه الله ذكر في كتابه زاد المعاد ان على كون الايمان قولا وعملا اكثر من مائة دليل و سيأتي بعد قليل ان شاء الله الدليل على كون الايمان قولا وعملا ولكن ما الذي اراده اهل السنة حينما قالوا ان الايمان قول وعمل ارادوا ما ذكره المؤلف رحمه الله فسر كلمة قول وعمل بانه قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح اذا هذه الكلمة المختصرة لها تفسير وتوضيح عند السلف الصالح ما هو هذا القول وما هو هذا العمل الامر يرجع الى هذه القسمة الخماسية القسمة القسمة الثنائية الت الى قسمة خماسية. ما هي قول القلب قول اللسان عمل القلب عمل اللسان عمل الجوارح وهنا اشارة الى ان آآ شيخ الاسلام رحمه الله جعل القسمة ها هنا خماسية بخلاف طريقته في مواضع عدة في كتابه وبخلاف ايضا طريقتي غيره من اهل العلم الذين يجعلون القسمة رباعية فيقولون قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح شيخ الاسلام في هذا الموضع زاد ماذا ها عملوا اللسان. عمل اللسان زاد عمل اللسان والحق ان تعريف الايمان بكونه قولا وعملا او بتفصيله الى اربعة امور قول القلب واللسان عمل القلب والجوارح او تفصيله وتفسيره بخمسة امور. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح كل ذلك يرجع الى معنى واحد بل حتى من جعل القسمة ثلاثية وهذا هو الاشهر عند المتأخرين الاشهر عند المتقدمين ان يجعلوا الايمان شيئين والاشهر عند المتأخرين ان يجعلوا الايمان ثلاثة اشياء الاغلب على المتقدمين ان يقول الايمان قول وعمل. والاغلب على المتأخرين ان يقولوا الايمان اعتقاد القلب قول اللسان هو عمل الجوارح اعود فاقول القسمة الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية كلها ترجع الى معنى واحد والاختلاف انما هو اختلاف في التعبير لا غير كل اراد المعنى نفسه. لكن بعضهم يزيد تفسيرا وبيانا بيان ذلك ان قول القلب هو تصديقه وايقانه وهذا اول ما يجب على العبد ان يكون كل شيء منبن على هذا التصديق ما هو هذا التصديق التصديق والايقان باركان الايمان الستة وبكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قول القلب هو التصديق والايكان والايقان باركان الايمان الستة وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر وبكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وعليه فمن كذب النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد بل في جملة واحدة بل في كلمة واحدة بل في حرف واحد فانه قد نقض ايمانه وصار مرتدا والعياذ بالله هذا امر معلوم من الدين بالضرورة لابد من تصديق ولابد من ايقان انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اذا لابد من ولابد من حصول التصديق وهذا هو ما اخبر الله عز وجل به في قوله يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم هذا الامر الاول وهو قول القلب قلنا قول القلب واللسان قول اللسان هو النطق بشهادة التوحيد لابد في حصول الايمان من ان ينطق الانسان باشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله مع القدرة اما من كان لا قدرة عنده على النطق كالابكم فانه يعفى عنه لكن من كان عنده قدرة على النطق فلا ايمان الا بماذا الا بنطق قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم. اذا لا يمكن ان يدخل الانسان حظيرة الايمان والاسلام الا بان ينطق بالشهادتين. وعليه فلو ان انسانا قال انا اصدق بقلبي بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبدين الاسلام وبكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لن انطق بالشهادتين ما حكمه اجيبوا اينفعه هذا التصديق الجواب لا قطعا وهذا اجماع معلوم من الدين بالضرورة لابد من نطق مع القدرة والامكان قلنا قول القلب واللسان وعمل القلب هذا الامر الثالث وهو الاعمال الصالحة القائمة بالباطن الاعمال الصالحة التي تقوم بالقلوب هذه من حقيقة الايمان كمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة كل ما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكبغض ما يبغض الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكالاخلاص والخشية والانابة والتوكل الى غير ذلك هذه من الايمان قطعا. قال الله جل وعلا انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اذا اعمال القلوب من الايمان. بل من ارفع الايمان الامر الرابع قلنا قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والمراد بذلك الاعمال الصالحة التي يكون محلها اللسان كتلاوة القرآن والذكر والتسبيح وخطبة الجمعة والاذان والاقامة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم وما الى ذلك هذه كلها من اعمال اللسان الصالحة اخيرا عمل الجوارح والعلماء الذين جعلوا القسمة الرباعية ادخلوا عمل اللسان فيه عمل الجوارح. وشيخ الاسلام ها هنا ما زاد على ان اضاف ما يبين ويوضح الامر لا غير ليس ثمة شيء جديد اعمال الجوارح هي الاعمال الصالحة الاعمال الصالحة التي تقوم بالجوارح كالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد الى غير ذلك مما امر الله عز وجل به او امر به رسوله صلى الله عليه وسلم مما هو واجب او مستحب. كل ذلك من الايمان قطعا فمن جاء به فانه يكون قد اتى بايمان ومن ترك ذلك فانه يكون قد ترك ايمانا من الدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم هذه الاية اصل كبير عند اهل السنة في الاستدلال على ان العمل من الايمان اذ ان المفسرين متفقون على ان الايمان ها هنا الصلاة يعني الصلاة التي صلوها الى بيت المقدس قبل قبل تحويل الكعبة قبل تحويل القبلة الى الكعبة ومعلوم عندكم ان اطلاق الكل على الجزء دليل على اهميته وانه جزء مهم في هذا الكل اليس كذلك؟ الله جل وعلا سمى الصلاة ها هنا ايمانا. اذا هي قطعا جزء بل جزء مهم من الايمان وقل مثل هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم المخرجي في الصحيحين وهذا اللفظ عند مسلم قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. لاحظ يا الله كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم عد اماطة الاذى عن الطريق وهو عمل او عد اماطة الطريق اماطة الاذى عن الطريق وهي عمل عدها ايمانا وقل مثل هذا فيما خرج الشيخان من حديث وفد عبد القيس حينما جاء وفد من قبيلة عبد القيس الى النبي صلى الله عليه وسلم فكان فيما جرى ان قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم وامركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم قالوا شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تؤدوا الخمس من المغنم اذا النبي صلى الله عليه وسلم فسر الايمان ها هنا بالعمل اليس كذلك؟ ففسر الايمان او يدخل في هذا الايمان اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وايتاء الخمس من المغنم. اذا العمل من الايمان قطعا وقل مثل هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان وقل مثل هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وكثير من الاخلاق انما هي امور عملية اذا هذا المقام مقام طويل والادلة عليه كثيرة الامر عند اهل السنة والجماعة قطعي لا شك فيه بل هذا اصل من اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة بل هو شعيرة من شعائر السنة كما قال ابو العباس تقي الدين رحمه الله القول بان الايمان قول وعمل عند اهل السنة من شعائر السنة المراد بالسنة هنا العقيدة عقيدة اهل السنة والجماعة و ان نقول عن السلف التي نقلوا فيها الاجماع على ان الايمان قول وعمل كثيرة جدا والتنصيص على ان العمل من الايمان عنهم دون نقل للاجماع اكثر واكثر اذا هذا الامر امر مسلم لا شك فيه. فالعمل من الايمان وها هنا وقفة وهي ما معنى قول السلف العمل من الايمان او الايمان قول وعمل هل ارادوا بذلك ان العمل الصالح امر حسن وصاحبه مأجور او انه يجب عليه ان يعمل ان عمل فبها والا فهو عاص لله جل وعلا الجواب ان الامر عند اهل السنة فوق ذلك واكبر من ذلك وينبغي ابتداء ان ينبه الى الفارق العظيم الذي هو كالفرق بين السماء والارض بين مذهب اهل السنة والجماعة ومذهب الخوارج الخوارج يعتقدون ان كل عمل واجب فانه شرط في ثبوت الايمان شرط في ثبوت اصل الايمان فمن ترك واجبا من الواجبات فانه عندهم ماذا مرتد اما اهل السنة والجماعة فانهم يعتقدون بان الايمان حقيقة مركبة من هذه الامور الثلاثة القول والعمل والاعتقاد وان الايمان لا ينفع الا باجتماعها لكن العمل عندهم انما يراد به ان يعمل في الجملة لابد ان يأتي بشيء من الواجبات التي اختص بايجابها محمد صلى الله عليه وسلم وليس ان يأتي بكل عمل واجب فلو انه قصر فاتى ببعض الاعمال وترك بعضا فانه عندهم ماذا مسلم مؤمن معه اصل الايمان وهذا الامر امر متقرر عند اهل السنة والجماعة وهذه المسألة كثر الخوض فيها في هذا العصر مع انها من اوضح الامور عند اهل السنة والجماعة وتقريرها من اظهر ما يكون وانه لا بد في تحقيق الدين والاسلام والايمان من عمل بالجوارح لابد ومن زعمه ان عنده في قلبه ايمان وآآ ان عنده في قلبه ايمان وان انه نطق بلا اله الا الله ثم بعد ذلك امتنع عن العمل بجوارحه مع القدرة والامكان هذا لا يمكن ان يكون مؤمنا بل هذا مكذب لايمانه بتركه العمل بالكلية ويوضح هذا لك امور عدة اولا ان تعلم ان هذا مراد السلف الصالح في قولهم الايمان قول وعمل. وهذا اطباق منهم هذا المعنى هو الذي اراده السلف ان الايمان في حقيقته ان الايمان الذي ينفع ان الايمان الذي ينجي عند الله عز وجل فلابد ان يجتمع فيه القول والعمل لابد من اعتقاد لا بد من نطق لابد من عمل بالجوارح ولذا نجدهم كثيرا ما يعقبون على قولهم ان الايمان قول وعمل بانه لا ينفع واحد منهما دون الاخر ولا يجزئ قول الا بعمل ولا يجزئ عمل الا بقول قال الامام اللانكائي رحمه الله في السنة قال الشافعي رحمه الله في كتاب الام في باب النية في الصلاة وكان الاجماع من الصحابة والتابعين ومن ادركنا ان الايمان قول وعمل واعتقاد لا يجزئ واحد من هذه الثلاثة دون البقية اذن لابد ان يحصل او لابد ان تحصل الامور الثلاثة وهذا ايضا قاله كثير من السلف تجده عند الحميدي تجده عند الاوزاعي تجده عند من بعدهم كالاجر وابن بطة وغيرهم من اهل العلم. هذا مراد السلف في قولهم الايمان قول وعمل هذا واحد ثانيا ان السلف قد اجمعوا على ان من زعم انه مؤمن بقلبه ولسانه ثم لم يعمل شيئا قط انه ليس بمسلم هذا اجماع نقله الشافعي رحمه الله ونقله اسحاق بن راهويه ونقله الحميدي ونقله المزني ونقرأه الاجري ونقله ابن بطة ونقله ابو العباس ابن تيمية ونقله كثير من العلماء الى المتأخرين ومنهم الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ففي كتابه كشف الشبهات قال رحمه الله ولا خلاف بين المسلمين ان التوحيد يكون بالقلب واللسان والعمل وان من ترك واحدا من هذه الثلاثة ما وحد الله عز وجل بل هو كافر ممتنع. او قال كافر معاند وهذا الكلام فيه واضح بين لمن نظر في كلام السلف رحمهم الله في باب الايمان اضف الى هذا امرا ثالثا وهو النظر في قواعد اهل السنة والجماعة في مسائل الايمان ومنها التلازم حاصل بين الباطن والظاهر التلازم حاصل بين الباطن والظاهر فمن زعم ان في قلبه ايمان فلابد ان يظهر اثر ذلك على الجوارح وكاذب من يقول ان في قلبه ايمان صحيح ثم لا يظهر اثر ذلك على الجوارح دليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم بما خرج الشيخان من حديث النعمان رضي الله عنه الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب اذا التلازم حاصل ماذا بين الباطن والظاهر وخذ امرا رابعا وهو قاعدة اخرى عند اهل السنة والجماعة في باب الايمان القاعدة تقول لابد في الاسلام من ايمان ولا بد في الايمان من اسلام لابد في الاسلام من ايمان ولابد في الايمان من اسلام الاسلام والايمان اذا اجتمعا افترقا فسر الاسلام بالظاهر وفصل وفسر الايمان بالباطن يقول اهل السنة والجماعة انه لابد في كل اسلام يعني في كل عمل ظاهر من ايمان في القلب يصححه ولابد في كل ولا بد في كل ايمان يعني في الباطن من اسلام في الظاهر قيحه فلا بد من قدر من الايمان في الاسلام ولابد من قدر من الاسلام في الايمان والا فاحدهما دون الاخر لا ينفع كالشهادتين هما شهادتان ولكنهما متلازمتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. شهادتان لا تنفع احداهما الا بالاخرى ولذا تأمل معي يا رعاك الله في قول الله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فكان الشرط في الانتفاع بالعمل الصالح حصول الايمان وهذا بين ظاهر وآآ في مقابل ذلك قال جل وعلا ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العلى فشرط الله عز وجل للانتفاع بالايمان الباطن حصول الاسلام الظاهر ومن يأتيه مؤمنا ها هنا شرط قد عمل الصالحات اذا لابد من الامرين لابد في الايمان ها من اسلام يصححه ولابد في الاسلام من ايمان يصححه وبسط هذه المسألة بكلام ومن حسن نافع ابو العباس تقي الدين رحمه الله في كتاب الايمان ولا سيما عند صحيفة او في صحيفة ثلاثمائة وثلاثة ثلاثين من النسخة المودعة في مجموع الفتاوى خذ امرا خامسا وهو ادلة كثيرة في كتاب الله عز وجل تجد فيها ان الايمان لا ينفع ولا يؤتي ثمراته الا باجتماع العمل الصالح في كتاب الله نحو من ستين اية تشترط او تربط بين الايمان والعمل الصالح تجد والذين امنوا وعملوا الصالحات والذين امنوا وعملوا الصالحات هل هذا كان عبثا او للتأكيد على ان ايمانا منفردا عن العمل الصالح لا ينفع الامر كذلك لا ينفع ايمان مدعى ما لم يقترن بماذا بعمل صالح خذ امرا سادسا وهو ان تعلم ان توحيد العبادة والالوهية هو عند هو عند اهل العلم التوحيد العملي. اليس كذلك وعليه فمن لم يعمل لله شيئا اي توحيد اتى التوحيد يعني عبادة تكون ماذا خالصة لله سبحانه وتعالى لابد من عمل حتى يكون ثمة توحيد فمن لم يأت بعمل قط ما اتى بهذا التوحيد يزيد الامر وضوحا الامر السابع وهو انك قد علمت ان من شروط لا اله الا الله الانقياد اليس كذلك ومن يسلم وجهه الى الله ها وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى. والعروة الوثقى هي لا اله الا الله فما هو الانقياد الانقياد لشرع الله عز وجل في الجملة لابد من ان يكون هناك انقياد للشريعة في الجملة لابد من عمل لابد من طاعة لابد من جمع بين الالتزام هو الانقياد يعني القبول والانقياد. لا بد ان يلتزم بدين الله. لا بد ان يكون منه عهد ميثاق يأخذه على نفسه بانه داخل في هذا الدين وملتزم باحكامه ثم لابد ان ينقاد بالفعل ولذا جمع المؤمنون بينهما حينما اخبر الله عز وجل عنهم في قولهم وقالوا سمعنا واطعنا سمعنا حققوا به شرطا القبول واطعنا حققوا به شرطا الانقياد وخذ امرا ثامنا وهو ان تعلم ان الدين لا بد فيه من طاعة وهذه هي الغاية التي ارسل الله الرسل لاجلها الم تسمع الى قول الله جل وعلا وما ارسلنا من رسول الا ها ليطاع باذن الله وعليه فمن لم يعمل لله عملا ما اطاع الله طاعة وخذ امرا تاسعا وهو ان الله جل وعلا اخبر عن ان التولي كفر به والسؤال ما هو التولي اهو التكذيب الجواب لا الله جل وعلا يقول ولكن كذب ها وتولى والعطف هنا يقتضي المغايرة التكذيب يقابل التصديق والتولي يقابل الطاعة ولذلك تأمل معي في قول الله جل وعلا ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين قال شيخ الاسلام رحمه الله فحكم الله فحكم الله عز وجل عليهم بالكفر مع اتيانهم بالقول لانهم تولوا تولوا عن الطاعة التولي هو الامتناع عن الطاعة بيؤمر تبلغه الحجة تتيسر له اسباب الاذعان ثم ماذا يمتنع هذا هو التولي المكفر وخذ امرا عاشرا وهو ان يقال ما حقيقة الخلاف بين اهل السنة والجماعة والمرجئة قامت معركة ضروس بين اهل السنة والمرجئة على مراحل تاريخ الامة من عهد المتقدمين والى المتأخرين اهل السنة يقولون الايمان قول وعمل. العمل من الايمان وهم يصرون على ان العمل ليس من الايمان السؤال ما معنى ان العمل ليس من الايمان عند المرجئة ما معناه هل هم يقولون ان العمل ليس بواجب اجيبوا يا جماعة يعني نحن نبحث مع هؤلاء المتكلمين واذا بهم اباحية لا يوجبون واجبا ولا يحرمون محرما زنادقهم؟ الجواب لا طبعا بل هم يعتقدون بوجوب الواجبات وتحريم المحرمات ويقولون ان من دخل في دين الله عز وجل فواجب عليه ان يلتزم بماذا بالواجبات كصلاة وصيام وزكاة وحج اذا ماذا ارادوا بقولهم العمل ليس من الايمان هل هو ان من ترك العمل لا يعاقب فالجواب لا هم يعتقدون بنصوص الوعيد وان كانت لهم مخالفة دقيقة في هذا المقام. لكن لا تتعلق بانكارهم اصلا وعيد العصاة عامة عامة المرجئة دعك من الغلاة. عامة المرجئة من المتكلمين او مرجئة الفقهاء يعتقدون ان من ترك الواجبات فانه ماذا؟ معرض للعقوبة متوعد بالنار اذا ماذا يريدون بقولهم العمل ليس من الايمان هل تعلم انهم يسمون هذه الاعمال طاعة وتقوى وصلاح وبر واكثرهم يقولون هي اسلام اذا ماذا ارادوا بقولهم العمل ليس من الايمان ولماذا اهل السنة والجماعة شنعوا عليهم هذا التشنيع هل المسألة راجعة لمجرد لفظ لمجرد انهم قالوا العمل ليس من الايمان لكنه بر وطاعة واسلام وخير واهل السنة يقولون لا لا بد ان تتكلموا بهذه الكلمة؟ لما اهل السنة يصرون ولما هم يصرون الجواب ان المسألة راجعة الى ما نتكلم فيه هم يقولون الايمان الذي ينجي عند الله هو النطق باللسان مع التصديق بالقلب عند مرجئة الفقهاء وعند متكلميهم هو ماذا التصديق بالقلب وبالتالي العمل خير وبر وواجب ولكن النجاة تحصل بدونه اهل السنة والجماعة ابوا ذلك قالوا لا ايمان الا باجتماع الامور الثلاثة الايمان الذي ينفع عند الله هو الذي تجتمع فيه هذه الامور الثلاثة. حقيقة مركبة من ثلاثة اشياء لابد من نطق لابد من اعتقاد لابد من عمل ومن لم يدرك هذه المسألة ما ادرك سر الخلاف بيننا وبين المرجئة البحث بيننا وبينهم في هذا الامر واضح يا اخوة طيب هذه عشرة امور توضح لك ان الحق الذي لا شك فيه والذي عليه اهل السنة والجماعة ومن خالفهم في هذا من اهل السنة فقد اخطأ هو ان الايمان قول وعمل انه قول اللسان واعتقاد القلب وعمل الجوارح ولا ينفع واحد من هذه بدون البقية بل لا بد من اجتماعها جميعا قد يقول قائل وماذا انت قائل فيما ثبت في الصحيحين وغيرهما في احاديث الشفاعة وغيرها من اخراج الله عز وجل بالشفاعة من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان وما جاء ان هؤلاء ايش معهم عمل حصلت النجاة بمجرد ها ايمان القلب الذي يبلغ هذه الدرجة القليلة جدا فاقول يا لله العجب يا اخوة هذه المسائل يجب ان يتعلمها طالب العلم وقد كثر فيها اللغط والخوض يجب ان يطلب علمها بتجرد واخلاص نريد الوصول الى الحق لا يتعصب لفلان او فلان يريد ان يعرف الحق الذي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا اولا وثانيا عليه ان يفهم هذا الباب في ضوء منهج السلف الصالح مسائل الاعتقاد يا اخوتاه ليست محل اجتهاد كل ينظر فيخترع رأيا يراه مسائل العقيدة مسائل يتلقاها الخلف عن السلف ويا لله العجب العلماء المتقدمون الذين حكموا بانه لا ينفع ايمان لا عمل معه كانوا يجهلون هذه الاحاديث وهي في الصحيحين وغيرهما وفاز بهذا العلم هؤلاء المعاصرون سبحان الله العظيم ثم انه يقال لهم الذين يقولون انه يكفي او انه يمكن ان يكتفى عن عمل الجوارح هؤلاء الذين يخرجون من النار وفي قلبهم مثقال ذرة من ايمان هل معهم شهادة التوحيد ام لا هل نطقوا بلا اله الا الله ام لا ان قلتم لا ويكفي ايمان القلب خالفتم الاجماع ووافقتم لا اقول المرجئة بل غلاة المرجئة وهم الجهمية واضح من قال انه لا يكفي ان اه لا ينفع او عفوا لا لا يشترط النطق بلا اله الا الله هذا مخالفة لاجماع السلف الصالح وهذه موافقة للمرجئة المتكلمين من الجهمية ومن تابعهم اذا من كان من اهل السنة والجماعة سيقول قطعا ان هؤلاء ها نطقوا بلا اله الا الله. والسؤال اين ذلك في الحديث سيقولون فهم من ها ادلة اخرى جمعنا بين هذا الدليل وبين ذاك فوصلنا الى ان هؤلاء في قلبهم ايمان مع نطق قلنا وكذلك الادلة قد دلت على انه لابد من عمل بالجوارح لتقولوا في اعمال الجوارح ما قلتموه في قولي اللسان ولا فرق فان قال قائل وماذا انت قائل في ما جاء في السنة من اخراج قوم من النار ما عملوا خيرا قط الجواب عن ذلك ان يقال هذا الحديث يفهم في ضوء سنن كلام العرب وابن خزيمة رحمه الله اجاب جوابا مهما ها هنا عما يستدل به المرجئة من هذا الحديث ولعلمك هذا من استدلالات المرجئة يقول العرب تنفي الشيء لانتفاء شيء واجب فيه وهذه مسألة مرت بنا كثيرا تكلمنا في هذا الدرس وفي غيره ان كنتم حضرتم عن هذه المسألة وهي ان العرب تنفي الشيء لانتفاء شيء مهم فيه حتى ربما قالوا فلان ليس بانسان اذا فقد الرحمة وكان ظالما هل انقلب؟ انقلبت حقيقته الى حيوان الجواب انه نفي الشيء او نفيت التسمية لنفي شيء مهم في الحقيقة فبالتالي هؤلاء الذين جاء فيهم انهم لم يعملوا خيرا قط المراد في المراد به ما جاء في ضوئي هذا اه التوجيه الذي ذكره ابن خزيمة رحمه الله وهو انهم تركوا اكثر الواجبات فصح نفي فالعمل عنهم وهل لهذا شاهد الجواب نعم كل ما تقوله في هذا الحديث وامثاله ينسحب على حديث اخر هل سمعتم بحديث الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا والحديث في الصحيحين من حديث ابي سعيد رضي الله عنه في رواية مسلم ان هذا الرجل لما توفي اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة العذاب لم يعمل خيرا قط الملائكة تكذب حاشا وكلا طيب السؤال هل هذا الرجل فعلا ما عمل اي شيء بجوارحه اجيبوا يا جماعة عمل اليست الهجرة من دار السوء الى دار الخير وقد مضى مهاجرا وقطع مسافة اليست عملا صالحا اليست الهجرة في سبيل الله عز وجل من احسن الاعمال الصالحة والملائكة تقول ها ما عمل خيرا قط كما تقول في هذا الحديث كما تقولون في هذا الحديث قولوا في ذاك صح هذا الاطلاق وصحة هذه الكلمة من الملائكة لان الرجل تركه اشياء كثيرة جدا من الواجبات فقالوا ما عمل خيرا قط على سبيل التغليب فكذلك الامر في ماذا في تلك الاحاديث والنصوص يا اخوتاه ينبغي ان يؤلف بينها وان يجمع بينها وان يضم بعضها الى بعض لا ان يضرب بعضها ببعض هذه هي طريقة اهل السنة والجماعة. واعود فاقول هذا الباب يؤخذ في ضوء عقيدة اهل السنة والجماعة في ضوء ما قرره السلف الصالح في ضوء القواعد المقررة عند اهل السنة والجماعة والا فانه ستختل المسألة عند هذا المتكلم وسيكون للمرجئة آآ تأثير كبير في تحقيق هذه المسائل سيقع الخلل في فهم مسائل الايمان ما لم تنضبط الامور والنظر والبحث بضوابط اهل السنة والجماعة وقواعدهم وقد سمعت شيئا من ذلك اسأل الله عز وجل ان يوفقني واياكم للعلم النافع والعمل الصالح. وان يجمع وان يجعل اعمالنا كلها صالحة. ولوجهه خالصة وان لا يجعل لاحد فيها شيئا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان