ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد وصل الحديث بنا الى باب الايمان وآآ كنت ذكرت في الدرس الماضي ان الاصول في مسائل الايمان ثلاثة وهي ان الايمان قول وعمل وانتهينا من الكلام عن هذا الاصل. وبقي الان بتوفيق الله ان نتكلم عن الاصلين الثاني والثالث. الاصل الثاني ان الايمان يزيد وينقص. الايمان يزيد وينقص. وهذا امر معلوم بالشرع وبالحس ايضا. فلا شك فيه بوجه من الوجوه وقد دل الكتاب والسنة على زيادة الايمان ونقصانه باللفظ والمعنى اما زيادة الايمان فجاء التنصيص على ان الايمان يزيد في ستة مواضع في بالله اولها في سورة ال عمران الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا ثم في سورة الانفال ثم في سورة التوبة ثم في سورة الاحزاب ثم في سورة الفتح ثم في سورة المدثر كلها فيها التنصيص على ان الايمان يزيد بهذا اللفظ واما الدليل على زيادة الايمان بالمعنى فكثير ايضا في الكتاب والسنة من ذلك قول الله جل وعلا والذين والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم ويزيد الله الذين امنوا هدى ومن ذلك ايضا قوله صلى الله عليه وسلم فيما خرج احمد وابو داوود بسند صحيح قال اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا في ادلة اخرى اتركها خشية الاطالة واما نقصان الايمان فانه قد دل عليه صراحة اعني لفظ النقصان ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن وكان يعظ النساء فهذا صريح في اثبات نقصان الايمان ولكن تنبه يا رعاك الله الى ان بعض الناس قد يفهم هذا الحديث فهما خاطئا فالحديث يدل على نقصان الايمان وليس على حصول الاثم ولا تلازم بين الامرين لا تلازم بين نقصان بين نقصان الايمان وحصول الاثم فقد ينقص الايمان ويحصل الاثم وقد ينقص الايمان ولا يحصل الاثم. ومن ذلك هذا الحديث حيث ان المؤمنة حينما تترك الصلاة والصيام اثناء حيضها لا اثم عليها لكن الايمان قد نقص من هذا الوجه بيان ذلك انه قد علمنا ان العمل الصالح من الايمان. اليس كذلك والصلاة والصيام عمل صالح. فلما تركتها المسلمة اثناء حيضها فانها تكون قد تركت جزءا من الايمان فيكون ايمانها قد نقص من هذا الوجه بالنسبة لها لو صلت او بالنسبة لغيرها من المصليات الصائمات اذا ينبغي ان نفهم هذا الحديث على وجهه. ومما يدل على نقصان الايمان بالمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه اضعف الايمان وقل مثل هذا في قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن في ادلة اخرى دلت على انقصان الايمان في المعنى؟ بل اقول ان كل دليل دل على زيادة الايمان فانه دليل على نقصان الايمان ايضا بدلالة على تلت بدلالة التلازم وجه ذلك انه ما من شيء يزيد الا وهو ينقص. كل ما كان قابلا للزيادة فانه قابل نقصان ولذا اخرج الخلال عن الامام احمد رحمه الله وكذلك سفيان ابن عيينة اخرج عنه اخرج عنه الاجري في انهما قالا ما من شيء يزيد الا وهو ينقص اذا ثبت عندنا بادلة الكتاب والسنة ان الايمان يزيد وينقص وهكذا كان الامر عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو العباس تقي الدين رحمه الله في كتاب الايمان وقد ثبت لفظ وقد ثبت لفظ الزيادة والنقصان فيه يعني في الايمان عن الصحابة ولم يعلم فيه مخالف من الصحابة ثبت لفظ الزيادة والنقصان في الايمان من كلام عمر رضي الله عنه ومن كلام ابن رواحة ومن كلام معاذ ومن كلام ابي هريرة ومن كلام عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه فانه قد اخرج ابن ابي شيبة والاجري وغيرهما عنه باسناد صحيح اعني عن عن عمير بن حبيب الخطمي وكان من اصحاب الشجرة رضي الله عنه قال الايمان يزيد وينقص بهذا اللفظ الايمان يزيد وينقص قلنا هكذا يقول الراوي قلنا وما زيادته ونقصانه قال اذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فذلك زيادته واذا نسينا وغفلنا وضيعنا فذلك نقصانه ويدل على زيادة الايمان ونقصانه ايضا اجماع السلف الصالح. وهذا اجماع قطعي لا شك فيه. نقل هذا الاجماع كثير من السلف من من اهل العلم ومن اهل السنة من المتأخرين. فهو امر قطعي لا شك في عن السلف الصالح ولو لم يكن ثمة دليل يدل على زيادة الايمان ونقصانه الا ما يحسه الانسان من نفسه لكفى لذلك دليلة كل انسان يدرك ان ايمانه ليس شيئا ثابتا قارا لا يختلف بحال بحيث يكون على ايمان واحد في كل الاحوال الامر ليس كذلك كل انسان يعلم من نفسه انه تارة يزيد ايمانه ويعظم حتى انه لو دعي الى اي واجب لاجاب حتى انه لو دعي الى ان يجاهد في سبيل الله ويفدي هذا الدين بروحه فانه سيقدم ولا يبالي وتارة يضعف عن ذلك حتى انه لو ربما دعي الى واجب من الواجبات لكان منه النقص والتقصير كلنا نعلم احوالنا التي كنا عليها في رمضان والذي صرنا اليه بعد ذلك هذا امر محسوس لا يشك فيه انسان اذا الايمان يزيد وينقص ما وجه زيادة الايمان ونقصانه لاهل العلم في هذا الباب كلام كثير مرجعه الى امرين زيادة الايمان ونقصانه من جهة امر الرب سبحانه وتعالى. وزيادة الايمان ونقصانه من جهة فعل العبد اما الامر الاول فالكلام فيه كثير والوقت يقصر عن تفصيله انما الاهم الان الكلام عن زيادة الايمان ونقصانه باعتبار فعل العبد وهذا عبر عنه السلف الصالح رحمهم الله بقولهم الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يزيد الايمان بالطاعة واعلم يا رعاك الله ان الطاعة تنقسم الى قسمين وبعض الناس يظن الطاعة شيئا واحدا كلا بل هما امران بل هي امران اولا فعل الحسنات وثانيا ترك السيئات احتسابا اما فعل الحسنات فالمراد بذلك فعل ما امر الله عز وجل به ورسوله عليه الصلاة والسلام امر ايجاب او امر استحباب كل ذلك داخل في الحسنات وزيادة الايمان من هذه الجهة تتفاوت بحسب بعض الاعتبارات يتفاوت الشأن في زيادة الايمان بحسب حسن الحسنة وبحسب جنس الحسنة وبحسب كثرة الحسنات اما من جهة حسنها فان حسن الحسنة من جهتي الاخلاص والمتابعة فكلما كان الانسان اكثر اخلاصا في طاعته كانت زيادة الايمان اعظم وكلما كان اكثر متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في حسنته فان زيادة الايمان تكون بطاعته اعظم اما من حيث جنسها فكلما كانت الحسنة افضل الاصل ان زيادة الايمان بذلك اكثر واما من حيث كثرتها فقد علمنا ان الطاعات من الايمان. وبالتالي فكلما عمل الانسان طاعة فقد زاد ايمانه. وبالتالي زيادة الايمان بحسنتين اعظم من زيادته بحسنة وهكذا اما من الجهة الاخرى فان الايمان يزيد بماذا بترك السيئات احتسابا. ولاحظ انني اقول احتسابا ليشمل ذلك امرين الاحتساب يكون بشيئين بالقصد والاخلاص اما القصد فبان يقصد الى ترك الحسنة فخرج من هذا الترك الذي يرجع الى الغفلة عن السيئة فان التروك على هذا الوجه ليست افعالا فضلا عن ان تكون حسنات انما المقصود ان يقصد الانسان الى ترك السيئة. بحيث يشرف عليها او يتمكن منها ثم بعد ذلك ينصرف عنها بشرط وهو الثاني الاخلاص. ان يكون هذا الترك لوجه الله عز وجل. فلو ترك مراة للناس لم يكن هذا لم يكن هذا حسنة لو ترك لاجل حفظ عرضه عنان يتكلم الناس فيه فهذا ليس حسنة وان كان على التحقيق ايضا ليس بسيئة اذا هذا هو ما يتعلق بزيادة الايمان بترك المعصية. ولاحظ يرعاك الله ان هذا الباب يتفاوت فيه الشأن في زيادة الايمان بحسب قوة الداعي الى المعصية وضعفه فكلما قوي الداعي الى المعصية كانت زيادة الايمان بتركها اعظم ولذا كم يزيد الايمان اذا ترك شاب قوي عنده من الشهوة والنشاط ما عنده حينما تدعوه امرأة ذات منصب وجمال فيعرض عن المعصية ويكف نفسه ويقول اني اخاف الله رب العالمين لا شك ان الايمان يكمل ويزداد بهذا اكثر من غيره. اذا كلما قويت الدواعي الى المعصية كلما كانت زيادة الايمان بتركها اعظم اما ما يتعلق بنقصان الايمان فان الايمان ينقص بالمعصية والمعصية على وزان الطاعة تنقسم الى قسمين وبعض الناس يظن ان المعصية شيء واحد كلا المعصية اما فعل لمحرم او ترك لواجب بلا عذر اما فعل المحرم فان المحرم كل ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم نهيا جازما فلا شك اذا ان من اقتحم هذه المحرمات فانه يكون بذلك قد نقص ايمانه الايمان يزيد وينقص. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ونقصان الايمان بالمعصية يعني بفعل المحرم يرجع الى بعض الاعتبارات اولا من حيث جنس المعصية فالاصل ان ارتكاب الكبيرة اعظم انقاصا للايمان من ارتكاب من ارتكاب الصغيرة وثانيا من حيث كثرة المعاصي لا شك ان نقصان الايمان بفعل معصيتين اعظم من نقصان الايمان بفعل معصية واحدة ثالثا من جهة قوة الداعي الى المعصية وضعفه حيث كلما ضعف الداعي الى المعصية كان نقصان الايمان بفعلها اعظم كلما ضعف الداعي الى فعل المعصية كان نقصان الايمان بفعلها اعظم ولذا ثبت في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم ولهم عذاب اليم قال شيخ زان شيخ يعني كبير في السن وابونا شيخ كبير قال وملك كذاب ملك ويكذب الداعي والدافع الى الكذب بالنسبة له ضعيف فكان ذنبه اعظم قال وعائل مستكبر عائل فقير فقير ومع ذلك يتكبر الداعي الى الكبر بالنسبة له ضعيف. اذا كلما ضعف الداعي الى المعصية كان نقصان الايمان واثر المعصية اعظم الامر الرابع يكون نقصان الايمان بفعل المعصية اعظم بحسب التهاون بها بحسب التهاون بها كلما كان الانسان اشد تهاونا بالمعصية في اتيانها كلما كان نقص الايمان بفعلها اعظم. شتان بين من يقدم على المعصية وهو خائف وجل يقدم رجلا ويؤخر اخرى واخر يقدم ولا يبالي كانه يشرب الماء شتان بين اثر هذه المعصية على الايمان في الحالتين الامر الخامس يتفاوت نقصان الايمان بفعل المعصية بحسب المجاهرة بها فالمجاهرة امرها عظيم واثرها كبير حتى انها مؤثرة جدا في نقصان الايمان وعلى هذا فمن من ابتلي بشيء من هذه القاذورات والمعاصي فليستتر بستر الله وحذاري حذاري من المجاهرة فان من كان مجاهرا بمعصيته كان بعيدا عن رحمة الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح كل امتي معافى الا المجاهرين الامر السادس يختلف نقصان الايمان او يتفاوت بفعل المعصية بحسب الاصرار عليها فكلما اصر الانسان على المعصية والاصرار هو المداومة والثبات على المعصية وعدم التوبة منها يصر ويستمر يباشرها باستمرار او حتى اذا ما تيسرت له فانه ينوي فعلها متى ما تيسرت هذا يعتبر مصرا واثر الاصرار عظيم حتى ان الاصرار قد ينقل الصغيرة من كونها صغيرة الى كونها الى كونها كبيرة اذا هذه اعتبارات ستة لها اثر في عظم نقصان الايمان بفعل المحرم وفي مقابل هذا فان نقصان الايمان يكون بترك الواجب واعلم يا رعاك الله ان ترك الواجب كما قد علمنا قبل قليل ينقسم من هذه الجهة الى قسمين ترك صاحبه ملوم وترك صاحبه غير ملوم اما الترك الذي صاحبه غير ملوم فيرجع الى امرين ترك الواجب بعذر وترك المستحب ترك الواجب بعذر وترك المستحب اما ترك الواجب بعذر فقد مر بنا قبل قليل في شأن الحائط اليس كذلك؟ نص النبي صلى الله عليه وسلم على نقصان ايمانها لانها تركت واجبا فكان هذا نقصا في ايمانها وان كانت غير ملومة وان كانت غير ملومة. اليس كذلك؟ كذلك الشأن في ترك المستحب. سواء كان هذا بعذر او غير عذر فان من ترك المستحب فقد ترك قدرا من الايمان فنقص من حيث كونه لو فعله لزاد وان كان ماذا غير ملوم وان كان غير ملوم اما القسم الثاني فهو ترك ل الايمان وصاحبه ملوم وهو ترك الواجب ها بلا عذر ترك الواجب بلا عذر. هذا اجتمع فيه الامران اللوم والاثم مع مع نقصان الايمان ونقصان الايمان ها هنا يتفاوت بحسب جنسي الواجب كلما كان الواجب اعظم وكلما كان في الشريعة افضل كان نقص الايمان بتركه اكبر هذا فيما يتعلق بزيادة الايمان ونقصانه انتقل بعد ذلك الى الاساسي او الاصلي الثالث وهو ان ايمان المؤمنين متفاوت ايمان المؤمنين متفاوت لاحظ هنا يا رعاك الله ان من اهل العلم من يدرج الكلام في الاصل الثالث اثناء كلامه في الاصل الاول بمعنى من اهل العلم من يبحث زيادة الايمان فيجعلها في شقين زيادة الايمان ونقصانه بالنسبة للمؤمن وزيادة النقصان وزيادة الايمان ونقصانه بالنسبة للمؤمنين. بالنسبة للمؤمن وبالنسبة للمؤمنين والذين جعلوا قسما ثالثا او عفوا اساسا ثالثا قالوا زيادة الايمان ونقصانه في القسم في الاصل الثاني تتعلق بالمؤمن يعني يزيد الايمان وينقص بالنسبة للمؤمن في نفسه تارة ايمانه وتارة وتارة ينقص والاساس الثالث متعلق بالزيادة والنقصان باعتبار المؤمنين. يعني بعضهم اعظم ايمانا من بعض ليسوا ليسوا سواء وعلى كل حال التقسيم اعتباري وفي جعل الاسس ثلاثة زيادة في الايضاح اذا اهل السنة والجماعة يعتقدون ان المؤمنين ليسوا على درجة واحدة وها هنا يخطئ من يقول ان المؤمنين في ايمانهم سواء او ان المؤمنين في اصل ايمانهم سواء لا هذا ولا هذا صواب بل التفاوت حاصل في اصل الايمان وكماله ارأيت يا رعاك الله الى تصديق ابي بكر رضي الله عنه بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ودين الاسلام اهو كتصديق الواحد منا اذا اصل الايمان يتفاوت ناهيك عن ناهيك عن كماله. اذا من الخطأ البين ما تقوله المرجئة ان المؤمنين في ايمانهم سواء كانهم اسنان المشط كلهم على درجة واحدة ليس الامر كذلك الحق الذي لا شك فيه ان الناس متفاوتون تفاوتا عظيما في ايمانهم دل على هذا ما ثبت في صحيح البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم بينما انا نائم اذ عرض علي الناس وعليهم قمص هذه رؤيا منامية يحكيها لنا ابو القاسم صلى الله عليه وسلم ورؤيا الانبياء وحي وحق قال بينما انا نائم اذ عرض علي الناس وعليهم قمص قمص جمع قميص والقميص مثل هذا الذي تلبسه هذا الذي نسميه اليوم الثوب قال منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك. الثدي جمع ثدي تخيل ان يلبس انسان ثوبا طوله الى هذه الدرجة سبحان الله العظيم. قال ومنها ما يبلغ ها دون ذلك اقل من هذا اذا هذا ثوب غاية في ماذا في القصر قال وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره يعني ثوبه طويل حتى انه يسحب في الارض قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين قال ماذا الدين اذا الناس بينهم كما بين السماء والارض من حيث الايمان فمنهم من ايمانه ضعيف جدا كشأن ثوب يلبسه الانسان لا يبلغ الا الى هذا الحد والباقي غير مستور وانسان ايمانه ايمان واسع كحال عمر رضي الله عنه وارضاه اذا المؤمنون في ايمانهم ماذا متفاوتون ليسوا سواء لكنه في الجملة يرجعون الى ثلاث درجات وهذا الموضوع موضوع علمي عملي لا ينبغي ان يقف الانسان فيه عند حد العلم بل ينبغي ان يسري ذلك الى العمل بحيث ينظر الانسان في نفسه يا ترى في اي درجة هو هذا امر مهم وعظيم المؤمنون على ثلاث درجات جمعها قول الله عز وجل في سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم انتبه فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله الى هذه الدرجات الثلاث يرجع المؤمنون في الجملة الدرجة الاولى درجة الظالم لنفسه وهذه التي تسمى عند اهل العلم بدرجة اصل الايمان وبعضهم يقول درجة الايمان المجمل وبعضهم يقول درجة مطلق الايمان درجة مطلق الايمان مطلق الشيء اصله او اي شيء منه او ادنى شيء فيه هذا يسمى ايش مطلق الشيء وهذه مسألة اظن اننا تعرضنا لها في درس ماظ واصحاب هذه الدرجة يرجعون الى اه طائفتين الاولى وهي عامة اهل هذه الدرجة هم الفساق اصحاب الكبائر هؤلاء معهم ايمان خرجوا به من الكفر وسلموا من الخلود في النار لكنهم تاركون لبعض الواجبات وفاعلون لبعض المحرمات هؤلاء ها معهم اصل الايمان او مطلق الايمان. هؤلاء الذين يسمون بالفساق او يسمون اصحاب الكبائر عندهم ايمان يمنع من من الخلود في النار وليس عندهم الايمان الذي يمنع من دخولها انتبه قال ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين الايمان ايمانا الايمان ايمانان ايمان يمنع من الخلود في النار وايمان يمنع من دخول النار اما الذي يمنع من الخلود في النار فهو ماذا هذه الدرجة اصل الايمان او مطلق الايمان هذه تمنع ها من الخلود في النار اما اهل الدرجات العلى كمل المؤمنين فهؤلاء اهل الايمان المطلق ايمانهم يمنعهم برحمة الله عز وجل من دخول النار و هؤلاء هم اهل المعاصي والذنوب الذين جاءت الادلة بالوعيد في شأنهم هؤلاء دلت على ثبوت هذه الدرجة في حقهم ادلة كثيرة ومنها ما مر بنا في احاديث الشفاعة فيها ان الله سبحانه وتعالى يقول اخرجوا من النار من قال في قلبه مثقال ذرة من ايمان من كان في قلبه مثقال شعيرة من ايمان من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان الى غير ذلك مما جاء في الاحاديث هؤلاء اهل هذه الدرجة معهم ايمان ضعيف هؤلاء هم الذين جاء ذكرهم في الاية في قوله فمنهم ظالم لنفسه ويدخل في درجة الايمان المجمل او اصل الايمان او مطلق الايمان طائفة اخرى هم من اسلم حديثا ولما تدخل حقائق الايمان في قلبه هؤلاء وان كانوا قلة او وجودهم شيء نادر اذا ما قورن باهل الدرجة او باهل القسم الاول لكنهم داخلون في اهل هذه المرتبة مع هم اصل الايمان معهم ايمان مجمل ولا يمكن ان نجعلهم ماذا من اهلي الكبائر وهؤلاء الذين جاء فيهم قول الله جل وعلا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. العادة او الغالب ليس دائما لكنه الغالب ان من يدخل من الكفار في الاسلام يكون عند يكون عنده ماذا ايمان ضعيف جدا لكنه يزداد على مر الايام والليالي بازدياد الطاعة بازدياد التعلم. لكن في الوقت المبكر تجد ان ايمانه ماذا؟ ضعيف. حتى انه اذا ابتلي بمن يشككه ربما شك وربما ارتد والعياذ بالله وان عوفي فانه يثبت حتى يحسن ايمانه كل اولئك داخلون في مرتبة مطلق الايمان او اصل الايمان. الدرجة الثانية هي درجة الايمان الواجب وان شئت فقل درجة كمال الايمان الواجب اصحاب هذه الدرجة هم الذين جاءوا في الاية في قوله تعالى ومنهم ها مقتصد اهل هذه الدرجة اتوا باصل الايمان الذي خرجوا به من الكفر فصاروا مسلمين ثم انهم اتوا بجميع الواجبات وكفوا عن جميع المحرمات وان زلت بهم القدم بادروا الى التوبة هؤلاء اهل الايمان الواجب لكنهم ما زادوا على هذا شيئا وما نقصوا من هذا شيئا هؤلاء معهم كمال الايمان الواجب والدرجة الثالثة هم الذين اتوا بما اتى به اهل الدرجة الاولى من اصل الايمان وزادوا على هذا بما اتى به اهل الدرجة الثانية من فعل الواجبات والكف عن المحرمات وزادوا على هذا فعل المستحبات والكف عن المكروهات والمشتبهات وفضول المباحات هؤلاء اهل الدرجات العلى اتوا بالواجب وزادوا عليه المستحب وكفوا عن المحرمات وكفه ايضا عن المكروهات والمشتبهات التي ليست بحرام بين وليست بحلال بين وكذلك عن فضول المباحات فضول المباحات كل مباح لا يستعان به على امر الاخرة هذا يسمى عند العلماء بماذا بفضول المباحات هؤلاء لظنهم باعمارهم واوقاتهم لا تجدهم يأتون بمباح الا وهم يعلمون انه يوصل الى مرضاة الله عز وجل ويكون زادا الى الدار الاخرة حتى لو انهم اكلوا او شربوا حتى انهم لو ناموا فانهم يحتسبون ذلك ليكون لهم عونا على طاعة الله عز وجل. فتنقلب المباحات في حقهم الى يثابون عليه كما قال معاذ رضي الله عنه اني لاحتسب نومتي كما احتسب قومتي اهل هاتين الدرجتين يطلق عليهما عند اهل العلم درجة يطلق عليهم اهل درجة الايمان الكامل على تفاوت في هذا الكمال بين ان يكون كمالا واجبا او كمالا مستحبا كما يطلق عليهم اهل درجة الايمان المطلق الايمان المطلق. اهل الدرجة الاولى اهل درجة مطلق الايمان. اهل الدرجة الثالثة والرابعة اهل الايمان المطلق وهؤلاء المقتصدون والسابقون بالخيرات وقد جمعهما الله عز وجل في الحديث القدسي المعروف بحديث الاولياء وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه هذه درجة هم الايمان الواجب ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احب هذه درجة كمال الايمان المستحب ينبغي ان تعلم يرعاك الله الفرق بين اهل الدرجة الاولى واهل الدرجة الثانية والثالثة اولا من جهة الاطلاق فاهل الدرجة الاولى قلناهم اهل مطلق الايمان واهل الدرجة الثالثة الثانية والثالثة هم اهل درجة الايمان المطلق ايضا من حيث الوعد والوعيد فاهل الدرجة الاولى الذين هم اهل الكبائر هم اهل الوعيد واهل الدرجة الثالثة الثانية والثالثة هم اهل الوعد فما جاء من نصوص الوعد على الايمان ومدح اهله فانما يراد به اهل المرتبتين الثانية والثالثة هل اهل المرتبة الثانية داخلون في نصوص الوعد نعم دون شك والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما اخرج الامام احمد والنسائي في الكبرى باسناد جيد قال عليه الصلاة والسلام من عبد الله لا يشرك به شيئا واقام الصلاة واتى الزكاة وصام رمضان واجتنب الكبائر دخل الجنة. او قال فله الجنة شك الراوي لاحظ معي ان اه ان هذا الحديث تناول من تناول اهل المرتبة الثانية. اتى صاحب هذه المرتبة باصل الايمان وزاد على هذا فعل الواجبات والكفة عن المحرمات فكان من اهل الوعد قال دخل الجنة او قال فله الجنة. فاذا ثبت هذا في حق اهل المرتبة الثانية فاهل المرتبة الثالثة من باب اولى ثم اعلم يا رعاك الله اننا وان قلنا ان تفاوت المؤمنين يرجع في الجملة الى اهل الى هذه الدرجات الثلاث فان هذا الرجوع او ان هذه المراتب مراتب اجمالية بمعنى اصحاب كل مرتبة متفاوتون فيها ايضا تفاوتا عظيما ولد تأمل في ابي بكر وعمر رضي الله عنهما اين محلهما من هذه المراتب اجيبوا في المرتبة الثالثة دون شك ومع ذلك فانهما متفاوتان فابو بكر اعظم ايمانا من عمر رضي الله عن الجميع. وبالتالي تفهم ان اصحاب هذه المراتب متفاوتون تفاوتا عظيمة اذا ينبغي ان يكون الانسان حسيب نفسه وان يكون شاهدا على نفسه في علم اين هو في اي مرتبة يكون اهو من اهل الوعد او هو من اهل الوعيد هل هو قد حصل مرتبة الايمان المطلق او هو دون ذلك قد اتى بمرتبة مطلق الايمان وآآ مثل هذا الامر ينبغي ينبغي ان يكون من المسلم على ذكر وان يكون شأنه في هذه الحياة الحرص على الترقي ان يكون شأنه الحرص على الترقي والزيادة ينبغي ان يكون في كل يوم عند الانسان همة في الارتقاء والارتفاع ينبغي ان يحرص على ان يزداد ايمانه والا يستوي يوماه فان من استوى يوماه فهو مغبون من استوى يوماه فهو مغبون من كان اليوم وامس وقبل امس سواء لا زيادة ولا توبة ولا كف عن المحرمات فليعلم انه مغبون وربما يندم في الوقت الذي لا ينفع الندم والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل. لا فرق عندنا بين الايمان والدين نعم قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. هذا هو الاصل الاول ومضى الكلام فيه. نعم وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. هذا هو الاصل الثاني وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر. كما يفعله الخوارج. بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف. وقال سبحانه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله. فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا. ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة ولا يسلب انتقل المؤمن المؤلف رحمه الله الى الكلام عن مسألة مفرعة عما سبق الكلام عنه الا وهي الا وهي مسألة مرتكب الكبيرة. ما حكمه ما حكم مرتكب الكبيرة مذهب اهل السنة والجماعة يتلخص ويتخلص في امور اربعة اولا ان الذنوب والمعاصي منقصة للايمان وصاحبها على خطر عظيم ثانيا ان مرتكب المعاصي والكبائر لا يكفر انما هو فاسق فحسب ثالثا ان مرتكب الكبائر في الاخرة تحت المشيئة ان شاء الله عذبه وان شاء عفا عنه. رابعا ان شاء الله تعذيبه فانه لا يخلد في النار بل مآله الى الجنة هذه الامور الاربعة بها يتلخص مذهب اهل الايمان اذ في الباب كلام كثير لكن لخصت لك خلاصته ويتخلص به مذهب اهل السنة والجماعة عن مذهب المخالفين سواء الذين نحوا منحى الغلو وهم الخوارج والمعتزلة وهؤلاء يسمون اهل الوعيد او القائلون بالوعيد و اه يسمون ايضا بالوعيدية وفي مقابل ذلك تخلص مذهب اهل السنة والجماعة عن ادران مذهب الارجاء واهله المرجئة مذهب اهل السنة والجماعة في هذا الباب وسط وسطيته مستفادة من ادلة الكتاب والسنة والجمع والتأليف بينها ولزوم منهج السلف الصالح الامر الاول ان المعاصي والذنوب منقصة للايمان واثرها عظيم وهي ذات خطر وهذا اظهر واشهر من ان يحتاج الى تنبيه او اطناب في الاستدلال عليه مر بنا قبل قليل ان الايمان ينقص بالمعصية وان هذه المعاصي اثرها عظيم والله جل وعلا قد توعد بالنار من عصاه تعدى امره ففعل ما نهى وترك ما امر واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا ان امرأة عذبت في النار في هرة حبستها لا هي بالتي اطعمتها ولا هي بالتي اطلقتها حتى تأكل من خشاش الارض فما ظنك بذنوب اعظم من هذه اخطر ما في المعاصي انها قد تنقل الانسان من صغير الى كبير حتى انها قد تكون سببا في الانسلاخ من الايمان بالكلية وهذا امر عظيم لا لا يتنبه له الا الموفقون كان بعض السلف يقول انتم تخافون الذنوب وانا اخاف الكفر وكان بعضهم يقول ونقل هذا شيخ الاسلام وابن القيم في عدد من كتبهما كان بعض السلف يقولون المعاصي بريد الكفر وروى هذا ابو نعيم في الحلية عن ابي حفص النيسابوري رحمه الله المعاصي بريد الكفر البريد ما يوصل الشيء قد تكون المعاصي موصلة وسلما الى الوقوع في الكفر والعياذ بالله فانه قد يعلو الران على القلوب بسبب ما يكسب الانسان من الذنوب كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قد يسود القلب لانه اذا فعل معصية نكتت فيه نكتة سوداء فاذا تاب واناب صقل وتنظف قلبه وان اتى بذنب ثان كانت نكتة اخرى وهكذا حتى يصبح مربادا مظلما كالكوز مجخيا كالكأس اذا قلبته على فمه لا يمكن ان يدخله خير كما ان هذا الكأس لا يدخل فيه قطرة ماء ولو صببت عليه بحار الارض كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه اذا الذنوب والمعاصي شأنها عظيم واثرها في نقصان الايمان والتوحيد كبير الامر الثاني انها على عظم شأنها الا انها لا توجب الكفر فصاحب الكبيرة ليس بكافر انما هو فاسق فحسب هذا المذهب بارك الله فيك اه او هذا القول هو الحق الذي لا شك فيه واجمع عليه السلف الصالح كما سيأتي الاستدلال عليه ان شاء الله الامر الثالث انه في الاخرة تحت المشيئة تحت مشيئة الله عز وجل بمعنى ان شاء الله عذب صاحب الكبيرة وان شاء عفا عنه ولاحظ يا رعاك الله ها هنا امرين اننا حيننا اننا حين نقول انه تحت المشيئة فالمقصود انها المشيئة المقترنة بالحكمة ليتميز مذهب اهل السنة عن مذهب نفاة التعليل المبتدعة الامر الثاني اننا حين نقول ان مرتكب الكبيرة تحت المشيئة فذلك بالنظر الى كل فرد فرد اما بالنسبة الى مجموع اهل الكبائر يعني بالنسبة لمجموع العصاة فانه لا بد من دخول طائفة من العصاة النار هذا امر قطعي لا شك فيه بمعنى لا يقال انه يمكن في الاخرة ان يعفى عن جميع العصاة. فلا يعذب احد من العصاة في النار هذا لا يقال به البتة ومن قال به فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كان يعلم ما قال فانه قد تواترت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث الشفاعة وغيرها ان اهل الكبائر منهم من يدخل النار فيخرج بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم او بمحض رحمة ارحم راحمين سبحانه وتعالى اذا لابد من دخول ماذا طائفة من العصاة النار. وهذا مما يوجب الخوف والوجل فما يدريك يا عبد الله ان تكون منهم الامر الرابع ان مرتكب الكبيرة ان انفذ الله وعيده ولم يعفو عنه فانه لا يخلد في النار دخول العاصي النار دخول مؤقت لا مؤبد. انتبه دخول العاصي النار عافاني الله واياكم منها دخول مؤقت لا مؤبد انما التأبيد شأنه الكفار لا العصاة لكن تنبه يا رعاك الله الى ان هذا لا يهون من الامر حينما نقول ان دخوله دخول مؤقت بمعنى انه الى مدة وامد ثم يؤول امره الى الجنة فان هذا ليس فيه تهوين من الامر فكم الوقت الذي قد يعذبه هذا يعذب هذا الانسان فيه في النار الله اعلم والله عز وجل حذرنا من عذاب عظيم والعظيم اذا عظم الشيء فهو عظيم اذا نحن لا نقوى على نار مشتعلة في عود صغير ان تصيبنا ثانية واحدة فكيف بنار تلظى اعظم من نار الدنيا والله اعلم كم يبقى الانسان فيها اسأل الله عز وجل ان يعيذني واياكم من النار. اذا هذه امور اربعة يتلخص ويتخلص فيها مذهب اهل السنة والجماعة عن ادران مذاهب المبتدعة والادلة على هذا كثيرة جدا اشار المؤلف رحمه الله الى ايتين تدلان على ذلك اما الامر الاول فادلته معلومة واشرت الى شيء منها نبقى في الثاني والثالث والرابع هذه الادلة لكثرتها يمكن ان نجعلها في مجموعات يندرج تحت كل مجموعة ادلة كثيرة مما يدل على عدم كفر العاصي وانه في الاخرة تحت المشيئة وانه ان دخل النار فلا يخلد فيها ما يأتي اولا ما ثبت في الادلة من ان الموحد سيدخل الجنة وانتبه اذا قلنا ان الموحد وكلمة الموحد تشمل مرتبة مطلق الايمان والايمان المطلق. وعليه حتى اهل مطلق الايمان يندرجون تحت قولنا موحد وانتبه الى ان دخول الجنة حينما نقول دخول الجنة قد يكون دخولا اوليا وقد يكون دخولا اليا سيدخل الجنة ولابد. كل موحد ولكن قد يدخل مع اول الداخلين من اول وهلة كحال المتقين وقد يكون دخولا ها مآليا اذا عذب في النار عذابا مؤقتا فسيدخل بعد ذلك ها الجنة ومر بنا ذكر ادلة على هذا الامر مما يدل على ذلك ما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم والحديث في البخاري وغيره من حديث عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنة وثبت في الصحيحين من حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني جبريل فبشرني ان من مات من امتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال عليه الصلاة والسلام قلت وان زنا وان سرق لاحظ التنصيص على المعاصي والكبائر مع ثبوت هذا الوعد قال وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق قال وان زنى وان سرق بل في رواية في الصحيحين قلت يا جبريل وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق قلت وان زنا وان سرق قال نعم وان شرب الخمر وثبت في الصحيحين من حديث ابي ذر رضي الله عنه ايضا قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم ثم اتيته وقد استيقظ فقال عليه الصلاة والسلام من مات من امتي من قال لا اله الا الله ومات على ذلك دخل الجنة قلت يا رسول الله وان زنا وان سرق لاحظ ان السؤال في الرواية الاولى كان من النبي صلى الله عليه وسلم والان من ابي ذر قال وان زنى وان سرق قال ابو ذر وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق وان رغم انف ابي ذر اذا هذا الدليل وغيره كثير او هذه الادلة وغيرها كثير دلت على ان الموحد يدخل الجنة ولابد وبالتالي فليس بكافر ولا يخلد في النار لان الكفار لا يخرجون من النار. قال تعالى وما هم بخارجين من النار ثانيا الادلة التي دلت على ان الموحدين لا يخلدون في النار وهذا قد دل عليه ما ثبت في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انس الحديث طويل فيه ذكر الشفاعة وفي اخره يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه ان يأذن له في من قال لا اله الا الله فيقول الله جل وعلا وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله ثالثا الادلة التي تدل على ان اصحاب المعاصي والكبائر تحت المشيئة ومن ذلك قول الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وفي الصحيحين من حديث عبادة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عصابة من اصحابه بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقه ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق فمن وفى بذلك فاجره على الله ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارة له ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله فامره الى الله ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه ولو كان كافرا ها ما كان الامر كذلك رابعا الادلة التي دلت على ثبوت الشفاعة في الاخرة اليس قد مر بنا جملة من الادلة على ثبوت الشفاعة في الذين دخلوا النار او في الذين استحقوا النار فلم يدخلوها بهذه الشفاعة ولو كان صاحب الكبيرة كافرا لم تكن له شفاعة. قال جل وعلا فما تنفعوهم شفاعة الشافعين قال الله عنهم فما لنا من شافعين رابعا او خامسا. خامسا الادلة التي دلت على ثبوتي القصاص والحدود لمرتكبي بعض الكبائر اليس قد ثبت في شريعتنا ان من ارتكب بعض الكبائر قد آآ يجلد وقد يقطع وقد يغرب اليس كذلك ولو كان مرتكب الكبيرة كافرا لوجب قتله بكل حال اليس في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه اجيبوا اذا لو كان مرتكب الكبيرة كافرا بارتكابه المعصية لوجب قتله بكل حال. وما اصبح عندنا ماذا؟ حدود متفاوتة هي دون القتل لكن قد يقول قائل وماذا انت فاعل في ثبوت القصاص وفي ثبوت القتل في بعض الحدود كالرجم فهل هذا يعني ان مرتكبها قد كفر الجواب لا قطعا بدليل ان القاتل اذا كان القصاص منه او ان الزاني المحصن اذا اذا رجم ايعامل بعد قتله معاملة الكفار ام معاملة المسلمين اجيبوا يا جماعة بالنص والاجماع يعاملوا معاملة المسلمين فيكفن ويصلى عليه ويدفن في في مقابر المسلمين ويدعى له بالرحمة ولو كان كافرا ما كان شيء من ذلك سادسا الادلة التي دلت على ثبوت الاخوة الايمانية مع التصريح بارتكاب الكبائر. ومن ذلك ما ذكر المؤلف رحمه الله فانه اورد ايتين. قوله تعالى فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان هذه الاية قال الله جل وعلا قبلها يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى ثم قال فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان. بمعنى انه لو عفا ولي ولي القتيل عن القاتل على ان يدفع مقابلا لذلك فواجب على القاتل ان يدفع اليه ويؤدي له باحسان ولا يماطل فمن عفي له من اخيه شيء ماذا فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان. الشاهد ان الله جل وعلا جعل القاتل اخا لولي القتيل ولو انه كفر بقتله لانقطعت الاخوة لا اخوة اليس كذلك؟ انما انما الاخوة بين المؤمنين. قال تعالى انما المؤمنون اخوة وقل مثل هذا في الاية الثانية التي اورد المؤلف رحمه الله وهي قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا لاحظ الاقتتال حصل ووصفهم بانهم مؤمنين مع ثبوت البغي من احدهما. فطائفة منهما ها قد يحصل منها البغي ولم تخرج عن كونها مؤمنة لانه قال فان بغت احداهما يعني احدى الطائفتين المؤمنتين ولو كان البغي والبغي ظلم كفرا لما اصبح لما ثبت وصف الايمان وقل مثل هذا في ختام السياق او في الاية التي بعدها قال سبحانه وتعالى انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم فاثبت الاخوة بين ظالم ومظلوم حصل بينهما اقتتال وقل مثل هذا في ما ثبت في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم اتي اليه برجل اسمه عبد الله ويلقب بحمار كان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم اتي به شاربا فامر بجلده فقال رجل من الصحابة لعنه الله ما اكثر وقف عند قوله اكثر ما اكثر ما يؤتى به شاربا اذا هذا وقع في كبيرة وقعت منه كثيرا ومع ذلك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا لا تلعنه فاني ما علمت يعني الذي علمت انه يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. لم يثبت الله عفوا لم يثبت صلى الله عليه وسلم له مرتبة الايمان فقط. بل انه ايضا يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. اذا هذه بعض الادلة التي تدل على ان مرتكب الكبيرة لا يكفر وانه تحت المشيئة وانه ان دخل النار فانه لا يخلد فيها لعلها القدر فيه كفاية ونكمل غدا ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان