بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضر وجميع المسلمين. وقال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية. ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد انتقل المؤلف رحمه الله للكلام عن معتقد اهل السنة والجماعة في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حيا هلا بذكرهم فانه بذكرهم تبتهج النفوس وتتعطر المجالس والدروس وتتزين الكتب والطروس كيف لا والكلام عن اولئك الغر الميامين اولئك الصالحين المتقين اهل الفضائل والسوابق اهل المراتب المنيفة والدرجات العالية كيف لا والكلام عن خير امة اخرجت للناس ومن هم خير الناس للناس الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب. كيف لا يكون ذلك كذلك والكلام عن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه الكلام عن اصحاب واحبابي حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. ان لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب كل المؤمنين منزلة عظيمة لا تدانيها بعد الانبياء منزلة فان اولئك الصحب الكرام من نظر في سيرتهم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الناس بعد الانبياء فلا كان ولا يكون مثلهم ان من اصول عقيدة اهل السنة والجماعة محبتهم رضي الله عنهم واعتقاد فضلهم وعدالتهم وما سيمر معنا من كلام يتعلق بهذا الموضوع ان شاء الله وقد احسن المؤلف رحمه الله حينما جرى على ما جرى عليه علماء اهل السنة والجماعة من التنصيص على حق الصحابة وفضلهم وعلى لزوم العقيدة الصحيحة الثابتة في حقهم عند السلف الصالح ومن بعدهم من اهل السنة فانك لو فتشت كتب اهل السنة في الاعتقاد لا يخطئك كتاب منها الا وفيه التنصيص على هذا الاعتقاد المتعلق بهذا الباب وهو ما يتعلق باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والمؤلف اطال الكلام بعض الاطالة في هذا الموضوع وحري به ان يطالب فيه الكلام ولا سيما في هذا الزمان هذا الموضوع حري ان يعاد فيه الكلام ويكرر لا سيما مع تلك السهام المشرعة من اعضاء الصحابة ضد الصحابة والتي تسلل شيء منها الى بيوت وعقول بعض اهل السنة نظرا لهذا الانفتاح الاعلامي والتقني الذي نعيشه فربما وقر في قلوب بعض الجهال والاغمار ما وقر اذا لا بد من ان يبين ما الحق في هذا الباب اعني ما يتعلق باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. الصحابة جمع صاحب. وفي لغة يا رب ما جمع فاعل على فعالة الا هذه الكلمة والصحبة في اللغة تطلق على مطلق المقارنة والمقاربة تطلق على مطلق المقارنة والمقاربة فكل ما كان بينه وبين الشيء شيء من المقارنة فانه يصح اطلاق وصف الصحبة في هذا الصدد ومن هذا قوله جل وعلا فانجيناه واصحاب السفينة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم انكن صواحب يوسف اما في الشرع فان الحق الذي لا شك فيه وهو الذي مضى عليه اهل السنة وجماهير الامة من السابقين واللاحقين ان الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام ولا يشترط شيء زائد على ذلك لا رواية ولا طول صحبة ولا غزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الامام احمد رحمه الله كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة وشهرا او يوما وساعة او رآه فانه من اصحابه له من الصحبة بقدر ذلك مجرد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حال كون الرائي مسلما يكفي في ان يحوز الانسان هذه الرتبة المنيفة ان يكون في عداد اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيقول يكون قد تجاوز القنطرة ووصل الى هذه الرتبة العلية وهل يستهان برؤية للنبي صلى الله عليه وسلم مع ما يصحبها من الخير والبركة وهو المبارك صلى الله عليه وسلم ذاتا وصفات يراه الرائي وهو مؤمن به وهو معتقد حبه بل يفديه بنفسه واهله ويلزم نفسه طاعته واتباعه في كل حال من كان هذا شأنه فلا شك انه قد حاز فضلا عظيما اذا الحق عند اهل السنة والجماعة ان مجرد الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم حال الايمان كافية في احراز لقب الصحبة وهذا ما دلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين واللفظ لمسلم انه صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس زمان يغزون فيقال لهم افيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزو فئام فيقال لهم افيكم من صحب افيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم الحديث الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم بين في المرة الثانية ان الصحبة تكون بمجرد الرؤية. لانه وضع مكان الرؤية كلمة الصحبة فدل هذا على ان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم كافية في اثبات وصف الصحبة وقل مثل هذا فيما خرج الامام احمد من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وددنا انا رأينا اخواننا قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله قال انتم اصحابي واخواني الذين يأتون من بعد واخواني الذين يأتون من بعدي ما رأوني اذا النبي صلى الله عليه وسلم هنا وضع الحد الفاصل بين من هو من اصحابه ومن ليس كذلك. وهو رؤيته عليه الصلاة والسلام الذين جاؤوا من بعده وما رأوه هؤلاء اخوانه واما انتم فلانكم رأيتموني فانتم اصحابه اقول هذا وهو من المسلمات لان من اهل الابتداع والتشغيب من يلبس على الناس في هذا المقام فتجد انه يقدح في صحبة جملة من اولئك الاخيار بدعوى ان هؤلاء ما طالت صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم فيقال وان كان ذلك كذلك فان الصحبة ثابتة لهم ولو رأوه مجرد رؤية ولو كان ذلك في حجة الوداع ولو كان هذا في سفر من اسفاره عليه الصلاة والسلام فان مجرد الرؤية يثبت او تثبت بها الصحبة و معتقد اهل السنة والجماعة الذي انطوت قلوبهم عليه في حق اولئك الاخيار رضي الله عنهم الكلام فيه كثير ولكن يمكن ان يجمع مختصر ذلك فيما يأتي اولا محبتهم رضي الله عنهم وارضاهم مما ينبغي على كل مسلم من القيام حق الصحابة عليه ان يحبهم محبة لله وفي الله واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اولى من يحب في الله كيف لا يكون كذلك والله جل وعلا يحبهم ورضي عنهم وكذلك نبيه محمد صلى الله عليه وسلم واذا كان اوثق عرى الايمان الحب في الله اذا كان اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله فلا شك ان اولى من يحب في الله هم الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم فكيف اذا اضفنا الى هذا سببا اخر وهو ان هؤلاء كملوا المؤمنين حازوا قصبات العلا وكان لهم القدح المعلى في كل خير والنفوس مجبولة على حب الكمال فكيف اذا اضفنا الى هذا امرا ثالثا وهو فضلهم رضي الله عنهم علينا اوليس للصحابة علينا فضل كبير الجواب قطعا؟ بلى فما من خير وصل الينا و كانت به هدايتنا الا وهو واصل الينا من طريقهم فما من اية في كتاب الله بل ولا حرف الا وقد وصل الينا من طريقهم ببذلهم وجهدهم وتعليمهم وجهادهم في سبيل الله وما بلغنا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كلمة ولا نصف كلمة الا وهي من طريق هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم فاذا الصحابة رضي الله عنهم سبب من اسباب هدايتنا فكيف لا تنطوي قلوبنا على محبة عظيمة لهم ولاجل هذا كان من المعلوم بالضرورة عند اهل السنة والجماعة وجوب محبة اصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اذ اجمع العلماء ان صحابة المختار خير طوائف الانسان لا بالضرورة ليس فيه الخلف ما حكيت به القولان واذا كانوا كذلك كانوا احرى الناس بالمحبة الصادقة له قال الامام الطحاوي رحمه الله في عقيدته ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب احد منهم ولا نتبرأ من احد منهم ولا نذكرهم الا بخير ونبغض من يبغضهم بغير الخير يذكرهم وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ومن لطيف ما يذكر هنا ما اورد ان لا لاكائي رحمه الله باسناده في كتاب اعتقاد اصول اهل السنة والجماعة عن الامام ما لك بن انس امام هذه البلدة الطيبة رحمة الله تعالى عليه قال رحمه الله كان السلف يعلمون اولادهم حب ابي بكر وعمر كما يعلمونهم السورة من القرآن واخرج ابو نعيم في الحلية عن بشر ابن الحارث رحمه الله انه قال اوثق عملي في نفسي حب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذا هو الحق الاول محبتهم المحبة الصادقة في الله سبحانه وتعالى ومن كان في قلبه خلاف ذلك عليهم او على احد منهم فليراجع نفسه ثانيا اعتقاد فضلهم وعدالتهم وانهم صفوة الامة وخيرها وافضلها واقربها الى الحق والصواب وهذا امر مقطوع به دون شك فان اساس معتقد اهل السنة والجماعة قائم على اعتقاد ان خير علم المسلمين ما كان مستقى من علمهم وان خير عملهم ما كان مستفادا من عملهم فالصحابة رضي الله عنهم كما ذكر المؤلف وكلمته من محاسن هذه العقيدة النافعة قال ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم هذا امر لا شك فيه ولا ريب جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم على هذه الدرجة العظيمة العالية من الفضيلة ومن العدالة ومن المكانة فجميعهم للفضل اهل والتقى قمن بها وبكل صالحة حريم والدليل على هذا جملة وافرة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اوليس الله عز وجل قد قال في حقهم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم اوليس قد قال الله عز وجل فيهم محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماه في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأة فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة واجرا عظيما اوليس اولئك الذين قال فيهم ربنا سبحانه وتعالى وكلا وعد الله الحسنى اوليسوا هم الذين قال فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم الذي هو اعلم الناس بهم واخبروا الخلق بهم قال فيهم عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فاي تزكية بعد هذه التزكية من ابي القاسم صلى الله عليه وسلم وهم ايضا الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فلو بلغ فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه يا لله العجب حديث عجيب القلوب تقف امامه متحيرة اتعرفون جبل احد تعرفونه كم طوله وكم عرضه نعم ستة او سبعة كيلو مترات وعرضه يصل الى كيلو مترين وبالتالي كم وزنه ارأيتم لو انقلب جبل احد ذهبا فكم يساوي اموال الدنيا هل تكفي قيمة لهذا القدر من الذهب اشك في ذلك ارأيت لو ان انسانا اخذ هذا القدر العظيم فانفقه في سبيل الله كله ذهب انفقه في سبيل الله تنبه ان الذي قال هذه الجملة هو الصادق المصدوق. الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ارأيت ما لهذا الانسان من فضل العظيم اذا تصدق بمقدار جبل احد ذهبا عند الله اليس ثوابه عند الله عظيم الجواب بلى لكن انظر يا رعاك الله لو ان صحابيا واحدا ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم تصدق تصدق بمد طعام مد ما يملأ كفي الانسان المعتدلتين يعني كم يساوي هذا من الرز او من القمح كم يا جماعة تساوي نصف كيلو كم يساوي بالريالات نصف كيلو من الرز كم ها ثلاثة ريال اربعة ريال خمسة ريال طيب ما رأيكم اذا كان نصف المد؟ يعني ما يملؤه الكفة الواحدة يعني نحو ربع كيلو يتصدق الصحابي بهذا المقدار فيكون اجره عند الله اعظم مما لو انفقت مثل احد ذهب لا يملك الانسان الا ان يقول ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما هذا فقط في اجر الصدقة فكيف بما هو ابلغ من ذلك كاجر الصلاة والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا فضل الصحابة شيء لا يمكن ان يشك فيه شاك ثوابهم الجزيل عند الله جل وعلا امر عظيم اختصهم الله عز وجل به اختارهم الله على علم لنيل هذا الفضل العظيم وهذه المكانة الكبرى رضي الله عنهم وارضاهم وما احسن ما قال ابن مسعود وروي هذا عن ابن عمر وروي هذا ايضا عن الحسن البصري رضي الله عنهم اجمعين انظر الى هذا الوصف الدقيق الذي يجلي لك حال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة اولئك اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ابر الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا وصدق رضي الله عنه وهذه صفات تحوز الخير كله اذا من الامر الواجب علينا اعتقاده ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم القدح المعلى في الفضل والفضيلة والخير والمكانة العلية الامر الثالث المفاضلة بينهم بحسب ما جاء في النصوص اهل السنة يقررون ان الصحابة مشتركون في الفضيلة متفاوتون في المكانة كلهم فاضل وبعضهم افضل من بعض دون ان يكون فيها دون ان يكون في هذا قدحا في المفضول كلهم على خير عظيم وفضيلة كبرى الا ان بعضهم افضل من بعض وعلينا ان نفاضل بينهم فنعتقد فضيلتهم بحسب ما جاء في النصوص وبالتالي نحبهم ونجلهم بحسب ذلك وهذا التفضيل له اصل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يفاضلون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصحابة فيبلغه ذلك فيسكت ففي البخاري وغيره عن عمر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نخاير كنا نخير بين الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول ابو بكر ثم عمر ثم عثمان اذا المفاضلة بينهم لها اصل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم ان في هذا اعتقادا لموجب دلالات الكتاب والسنة لان الفضائل التي جاءت في بعضهم دلت عليها الايات والاحاديث فوجب اعتقاد موجب ذلك واهل السنة والجماعة يفاضلون بين الصحابة جملة وتفصيلا يفاضلون بينهم جملة بحيث يعتقدون ان ثمة جملة افضل من جملة او طائفة افضل من طائفة. ولكنه تفضيل اجمالي لا يمنع ان يكون ثمة فرد من الطائفة المفضولة افضل من بعض من هو في الطائفة الفاضلة ففي الجملة المهاجرون افضل من الانصار لانهم جمعوا بين الهجرة والنصرة و من ذلك ايضا ان المتقدمين في الجملة يعني المتقدمين اسلاما افضل من المتأخرين اما من حيث الافراد يعني من حيث التعيين لافراد الصحابة فان اهل السنة متفقون على ان افضل الصحابة العشرة المبشرون بالجنة على ان افضل الصحابة العشرة المبشرون بالجنة وهم الخلفاء الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي ثم الستة بقية العشرة سعيد وسعد وابن عوف وطلحة وعامر فهر والزبير الممدح هؤلاء العشرة افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل لهم المبشرون بالجنة لان النبي صلى الله عليه وسلم سردهم بهذا الوعد في بهذا الوعد بالجنة في حديث واحد فقال ابو بكر في الجنة عمر في الجنة عثمان في الجنة الى اخر الحديث وافضل العشرة الخلفاء الاربعة وافضليتهم بحسب خلافتهم على ما سيأتي تفصيله في كلام المؤلف رحمه الله وهذا ما استقر عليه امر اهل السنة جماعة وافضل الاربعة الشيخان ابو بكر وعمر وافضل الشيخين ابو بكر رضي الله عنه فابو بكر خير الناس بعد الانبياء على الاطلاق. رضي الله عنه وارضاه فمحبته ومعرفة فضله من السنة. كما قال الشعبي رحمه الله ثم بعد العشرة يأتي في يأتي في الفضل اهل بدر الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ثم يأتي بعدهم اهل احد ثم اهل بيعة الرضوان هكذا ذكر غير واحد من اهل العلم كابن كثير وابن الصلاح والنووي وغيرهم وبعض اهل العلم كالسفارين يقدم اهل بيعة الرضوان على اهل احد وبعض اهل العلم يقول اهل بدر ثم اهل احد ثم اهل ثم اهل الثبات في غزوة الاحزاب ثم اهل بيعة الرضوان والامر على كل حال في ذلك يسير واما الصحابيات رضي الله عنهن فافضل الصحابيات بالاجماع خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن في تفضيل بعضهن على بعض تفصيل ونزاع هذا في الجملة ما يتعلق بالمفاضلة بين الصحابة رضي الله عنهم وها هنا ينبه الى ان هذه المفاضلة بينهم مسألة وثمة مسألة اخرى وهي المفاضلة بين الصحابة في الجملة ومن جاء بعدهم فالذي عليه جمهور اهل العلم وهو الحق في هذا في هذا الباب ان كل واحد من الصحابة افضل من كل واحد جاء بعد الصحابة كل واحد من الصحابة فهو افضل من كل واحد جاء بعد الصحابة قال الامام احمد رحمه الله فادناهم صحبة افضل من كل من جاء بعدهم ولو جاء بجميع الاعمال اولئك الذين وفقهم الله سبحانه وتعالى الى هذه الفظيلة واختارهم لهذه الرتبة لا شك انهم قد تجاوزوا القنطرة في الفضل وبالتالي فلا يمكن ان يلحقهم احد فان قال قائل فماذا انت قائل فيما قاله صلى الله عليه وسلم حينما ذكر لاصحابه ايام الصبر قال فان من ورائكم يعني من بعدكم ايام الصبر للعامل فيهن اجره خمسين قالوا منا يا رسول الله او منهم قال بل منكم والجواب عن هذا ان القاعدة في هذا الباب ان الفضيلة الخاصة لا تقتضي التفضيل ماذا الفضيلة الخاصة لا تقتضي التفضيل التفضيل ينظر فيه الى جملة ما ورد من الفضائل. فيحكم بالافضلية. اما ثبوت فضل معين فان هذا لا ايحكم به لذاته الافضلية وعليه فنقول هذا التفضيل في الثواب يتعلق بثواب عمل معين وهو ان الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى ممن يأتي في تلك الايام الشداد اجره اعظم من اجر صبر على الطاعة من خمسين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. هذه فضيلة خاصة متعلقة بماذا بعمل معين ولكن الاعمال الاخرى كثيرة جدا وتميز الصحابة وافضليتهم في ذلك شأن شأن لا يشك فيه وقد مر بنا قريبا ما يتعلق باجر الصدقة لو انفق احدهم احدهم احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه. ولاحظ يا رعاك الله ان هذا الخطاب في هذا الحديث متوجه الى صغار الصحابة او متأخريهم بالنسبة الى متقدميهم فما هو الظن في فضيلة الصحابة على من جاءه بعد الصحابة يعني قوله لو انفق احدكم خطاب لماذا للمتأخرين في حق المتقدمين فان المتأخرة من الصحابة لو انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مدة المتقدم ولا نصيبه. اذا فكيف فكيف بمن جاء بعد الصحابة اذا هذا هو الحق الثالث الامر الثالث من معتقد اهل السنة في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الامر الرابع ذكرهم بالخير والثناء عليهم ونشر محاسنهم وهذا ما نبه عليه المؤلف رحمه الله وغيره من وجوب ان تسلم القلوب والالسنة لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فرع عن صادق الحب لهم فان من كان صادق الحب لاحد لا يجري ذكره على لسانه الا بكل الا بكل خير. والا بكل ثناء جميل وهكذا اهل السنة والجماعة خاصيتهم انه قد انطوت قلوبهم والسنتهم على المحبة والذكر الجميل لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا يرد ذكرهم الا في احسن سياق وفي اجمل كلام لانهم جديرون بذلك حقيقون به رضي الله عنهم وارضاهم ولذلك قال ابن ابي داوود رحمه الله وقل خير قول في الصحابة كلهم ولا تك طعانا تعيب وتجرح اذا حق على اهل السنة ان يذكروا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بكل خير ولا تتناولوا السنتهم اولئك الغر الميامين الا بالثناء الجميل الامر الخامس الترضي عنهم والدعاء لهم والاستغفار لهم وهذا تأدب مع كتاب الله عز وجل وعمل بما ارشد اليه فان الله سبحانه وتعالى قد قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا الدعاء والاستغفار والترضي عنهم رضي الله عنهم هذا مما مضى عليه المسلمون قاطبة في السابق واللاحق الا الشذاذ من الضالين من اهل البدع الله سبحانه وتعالى قد بين لنا انه رضي عنهم ورضوا عنه فما بالنا فما بالنا لا نترضى عن من رضي الله عز وجل عنه ولذا صار هذا الدعاء عند المسلمين قاطبة كالمخصوص عرفا بالصحابة وهو رضي الله عنه. رضي الله عنهم رضي الله عنهما صار هذا كالمخصوص عرفا بالصحابة يجوز ان تدعو بهذا الدعاء لغير الصحابة. لكن الذي جرى عليه العمل تخصيص الصحابة رضي الله عنهم بهذا الدعاء عرفا اخذا من قول الله جل وعلا رضي الله عنهم ورضوا عنه الامر السادس بغض من يبغضهم بغير الخير يذكرهم والدفاع عنهم من طعن الطاعنين وهذا ايضا فرع عن صادق الحب لهم كما قال الطحاوي رحمه الله ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم هؤلاء الطعانون السالبون القادحون في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم احق من يبغض في الله عز وجل واوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله والدفاع عن الصحابة امام هجمات هؤلاء الضالين امر متعين اليس نبينا صلى الله عليه وسلم قال انصر اخاك ظالما او مظلوما فكيف اذا كان المظلوم هم الصحابة رضي الله عنهم اذا المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان من اعظم الاعمال ومن افضل الجهاد في سبيل الله عز وجل الدفاع عن الصحابة ورد افك المفترين عليهم رضي الله عنهم والحمد لله على ان وفق اهل السنة فنهضوا بهذا الواجب فما من قادح في احد من الصحابة الا ويطير له من اهل السنة من يطير فيقمع بدعته وافكه وضلاله وينصر الحق المبين في هذا الباب والحمد لله على توفيقه اذا من حق الصحابة ومن المتقرر عند اهل السنة والجماعة بغض من يبغضهم والدفاع عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم امام افك هؤلاء الشانئين الامر السابع الشهود لهم برحمة الله ورضوانه جملة وتعيينه اما الجملة فللجميع واما التعيين فلمن عين في النصوص اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نشهد في الجملة انهم من اهل الجنة لقول الله سبحانه وكلا وعد الله الحسنى ولقوله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم اذا نشهد ان الصحابة رضي الله عنهم في الجملة في الجنة وهم اهل رحمة الله عز وجل ونشهد على وجه التعيين فنقول فلان من اهل الجنة لمن جاء التعيين في حقه في النصوص وهؤلاء جمرة وهؤلاء جملة وافرة من الصحابة من اولئك العشرة المبشرون في الجنة والعشرة المبشرون بالجنة ومن اولئك فاطمة رضي الله عنها ومن اولئك الحسنان ومن اولئك ثابت ابن قيس ابن شماس ومن اولئك عبدالله ابن سلام ومن اولئك عكاشة ابن ابن محصن ومن اولئك الصحابية التي كانت تصرع فبشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة على صبرها الى غير ذلك والمؤلف رحمه الله اشار الى جملة من ذلك والشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله في كتابه اه اه في شرح الواسطية ساق من اولئك الذين بشروا بالجنة واحدا واربعين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بشروا على وجه التعيين ولو تتبع الانسان اكثر لربما وجد اكثر اذا هذا مما ينبغي ان يعتقد في حق الصحابة رضي الله عنهم الامر الثامن الكف عن الخوض فيما شجر بينهم تنبه يا رعاك الله الى قاعدة مهمة وهي ان السلامة لا يعدلها شيء وان سد الذرائع اصل شرعي الصحابة رضي الله عنهم بشر من البشر وان كانوا خير البشر بعد الانبياء ولذا يقع بين البشر ما يقع وقد وقع بين الصحابة ما وقع مما قدره الله عز وجل وكان امر الله قدرا مقدورا له الحكمة البالغة فيما يقدر سبحانه وتعالى وقعت فتنة ووقع قتال بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اهل السنة في هذا الباب يجمعون على امرين على ان الكل كان مجتهدا على ان الكل كان مجتهد كان مجتهدا وعلى لزوم الكف والاعراض عن الخوض في هذا الموضوع اما كونهم مجتهدين فهذا الذي لا يشك فيه مسلم كل منهم كان يعتقد انه على الحق وانه يدافع عن الحق وان ذلك الذي كان منه هو من جنس التأديب والتعزير الذي يكون من القاضي لاجل احقاق المصلحة وليس هذا عن حزازات في النفوس او اهواء ومطامع الكل منهم كان يعتقد انه على الحق فاجتهد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر واحد رضي الله عنهم بين اجر واجرين كلهم ارادوا الخير وقصدوه ومن اصاب الصواب كان له اجران ومن اخطأه كان له اجر واحد ثم ان الامر المتعين ايضا السكوت والكف وعدم الخوض فذلك لامور عدة اولا ان هذا ما ارشدنا اليه نبينا صلى الله عليه وسلم فعند الطبراني من حديث ابن مسعود رضي الله عنه باسناد حسن كما قال العراقي وغيره قال صلى الله عليه وسلم اذا ذكر اصحابي فامسكوه اذا ذكر اصحابي فامسكوا. اذا امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم يحتم علينا ان نكف ونعرض ونغض الطرف عن الدخول في مثل هذا الموضوع كان وكان وحصل من فلان وصدر من علان الى غير ذلك من هذا الخوض الذي لا فائدة فيه كما ساذكر ان شاء الله وما جرى بين الصحاب نسكت عنه واجر الاجتهاد نثبت. هذه قاعدة اهل السنة قال ابن رسلان في زبده وما جرى بين الصحاب نسكت عنه واجر الاجتهاد نثبت فقال القحطاني رحمه الله دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعان فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم وكلاهما في الحشر مرحمان ما الذي يدخلك بين هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين نظن فيهم ان تلك الامور التي وقعت بينهم انتهت بانتهاء الفتنة فما دخل من جاء بعدهم فيها وقد اه سلمه الله عز وجل من الوقوع فيها ما حاجته الى الدخول في ذلك ولا ناقة له في هذا ولا بعير اذا اذا ذكر اصحابي فامسكه الامر الثاني انه لا فائدة ترجى من وراء ذلك لا في علم ولا عمل ليس ثمة فائدة من هذا الخوض ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه الامر الثالث ان الخوض في هذا الامر قد يجر الى ما لا تحمد عقباه فتزل قدم بعد ثبوتها فيقع في القلب شيء من الحزازة وشيء من الحقد والبغض لاحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذه ورطة واي ورطة اذا حذاري يا عبد الله السلامة لا يعدلها شيء ان السلامة من سلمى وجارتها الا تحل على حال بواديها لا يسلم او لا يكاد يسلم. من خاض في هذا الباب كما نبه على هذا البربهري رحمه الله في السنة الذي يخوض في هذا الباب وهذا امر مشاهد ومجرب في الغالب انه يخرج وقد تغير قلبه على بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تلك فتنة عظيمة يقع فيها الانسان حينما يخوض فيما امر بالكف عنه وقد اطبقت كتب اهل السنة والجماعة وقام اجماعهم على لزوم الكف والاعراض وعدم الخوض الامر الرابع ان هذا الموضوع قد دس فيه اهل الكذب والبدع والنفاق الشيء الكثير فتجلية الامر على ما هو عليه من الامر المتعسر او المتعذر اعلم يا رعاك الله ان جل ما ورد من تفاصيل ما كان ابان الفتنة قد جاء اما في كتب التاريخ واما في كتب الادب وهي التي تحوي الغثة والسمين ويجمع فيها كل ما يقال دون تمييز كيف يوصل الى الحق والى معرفة الصواب من روايات حالتها كهذه الحالة يتعسر على اكثر الناس ان يميز الصواب فيها من الخطأ اذا الاعراض اولى بالانسان واسلم به الامر الخامس والاخير ان الوقوف على حقيقة ما حصل ان كان الانسان يروم شيئا مما يدعيه من تحقيق التاريخ والانصاف ودراسة الواقع وما الى ذلك. ان كنت صادقا في هذا فان الوقوف على حقيقة ما حصل امر شبه متعذر لم لان الزمان زمان فتنة وقتال ثم لم يكن زمان تدوين وبالتالي كيف لنا ان نقف على حقيقة ما كان يعني اتتصورون انه حينما كانت وقعة الجمل او وقعة صفين كان هناك مؤرخ جالس كان مؤرخ جالسا على تل من التلال ينظر ويسجل في ورقة معه فلان قال وفلان فعل وحصل كذا وكذا بين فلان وفلان اتظنون هذا كان حاصلا؟ الجواب لا وبالتالي الحكم المنصف انما ينبني على تصور صحيح اليس كذلك؟ الحكم على الشيء فرع عن تصوره فتصويب فلان وتخطئة فلان تنبني على الوقوف على حقيقة ما حصل ومثل هذا كما ذكرت لك امر الوقوف عليه بالغ الصعوبة فما للانسان وللخوض في هذا الباب وما احسن ما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله حينما سئل عن هذه الفتنة فقال تلك دماء طهر الله منها يدي فانزه منها لساني هذه قاعدة ينبغي ان يسلكها كل مسلم اراد النجاة لنفسه الامر التاسع السكوت وغض الطرف عما يشعر بالقدح فيهم رضي الله عنهم وارضاهم ابتداء ينبغي ان يقرر نحن نعتقد في الصحابة الفضل لا العصمة نحن نعتقد في الصحابة الفضل لا العصمة نحن نعتقد ان الصحابة بشر وانهم من بني ادم وكل بني ادم خطاء ثم ينبغي ان نعلم يا رعاكم الله ان الفضيلة لا تعني العصمة وان العدالة لا تنافي الوقوع في الخطأ اعد يا براء الفضيلة لا تعني العصمة العدالة لا تنافي الوقوع في الخطأ احسنت اذا قد يقف الانسان اثناء قراءته وبحثه في كتب العلماء على اثر هنا او قصة هناك فيها شيء يشعر بخلاف المعلوم المعهود من حالهم رضي الله عنهم فما الذي ينبغي على الانسان ان يصنع الجواب ان يعرض عن هذا ويغض الطرف عنه وينبغي ان تعلم يا رعاك الله ان المروي في تاريخ الصحابة ينقسم الى محكم ومتشابه وكذب محكم ومتشابه وكذب اما الكذب وما اكثر ما قيل من طعون ومثالب كاذبة في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تصدى كثير من الرواة الكذبة الضالين للطعن في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونشروا كثيرا من هذه آآ الكذبات المتعلقة باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذه عند جميع العقلاء قد كفينا مؤنتها اثار وقصص مكذوبة اذا كفينا مؤنتها ولله الحمد فهي مطرحة دون شك اما المحكم فانه المعلوم المعهود المظنون بهم رضي الله عنهم وهو انه لا يصدر منهم الا كل حسن وكل فعل جميل. وهذا عامة ما روي في الاثار والقصص الصحيحة عنهم رضي الله عنهم والمنصف يدرك ذلك بجلاء اما المتشابه فهو اثار تروى فيها ما يقف الانسان عنده وقفة لانه يشعر ان هذا المروي عنهم او عن بعضهم فيه شيء يخالف ما ما هو معروف عنهم ربما تكون كلمة اه بخلاف ما يعهد عن الصحابة ربما يكون فعلا تتنافى ما دل عليه الكتاب والسنة اذا ما الذي ينبغي ان يصنع حيال ذلك الجواب انه ان امكن حمل تلك المتشابهات على محمل صحيح فهذا المتعين احسانا للظن فيهم اجيبوني يا معشر الاحبة اليس احسان الظن باحاد المسلمين مما ينبغي على المسلم اجيبوا يا جماعة. بلى فكيف باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ اليسوا هم الاولى باحسان الظن وحمل ما روي عنهم على احسن المحامل؟ الجواب بالتأكيد بلى وان غلبنا فما وقفنا على شيء يمكن ان يحمل عليه هذا الاثر او ذاك وهذا شيء من اندر النادر فانه يمكن ان يحمل على انه قد قد صدر منهم على سبيل السهو او الغفلة او الاجتهاد وعلى كل حال لو قدر ان ذنبا محققا صدر من احد منهم فانه يكتنفه خمسة امور سيأتي شرحها ان شاء الله من كلام المؤلف بعون الله عز وجل الامر العاشر والاخير الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم والسير على منهاجهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حقهم ان تقتفى اثارهم وان يلزم غرزهم وان يتلقى الانسان دينه منهم قال جل وعلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان قال صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اولى الناس بعد الانبياء بالدخول في قوله تعالى واتبع سبيل من اناب الي. هم اول واولى من يدخل في هذا الوصف بعد الانبياء هم اول واولى من يدخل بعد الانبياء في قول الله جل وعلا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال الضحاك رحمه الله مع ابي بكر وعمر واصحابهما. اذا الذي ينبغي ان يقتفى اثار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وان يسلك مسلكهم ويتعين هذا في ثلاثة امور. اولا ان تفهم النصوص في ضوء فهمهم كيف حملوا هذه الاية وكيف وجهوا ذاك الحديث ينبغي ان يتابع الصحابة رضي الله عنهم في ذلك فانهم اعلم بالكتاب والسنة واعلم بلغة العرب ففهمهم ادق واصوب والامر الثاني السكوت عما سكتوا عنه اذا سكتوا عن امر فان المتعين على من بعدهم ان يسكت عنه قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فارض لنفسك بما رضوا به لانفسهم فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا الامر الثالث ان يسلك مسلكهم في تلقي النصوص والاستدلال بها اكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يردون الخبر لمجرد كونه احادا ام يقبلونه اذا كانوا يقبلونه فعلينا ان نقبله اكانوا اذا ظن بالعقل مخالفة نص اكانوا يقدمون العقل على النقل ام يقدمون النقل على العقل الجواب كانوا يقدمون النقل على العقل اذا علينا ان نسلك مسلكهم وقد قدمت لك ان عقيدة اهل السنة والجماعة مؤسسة على ان خير علم ما كان متلقى من الصحابة وان خير عمل ما كان مستفادا منهم رضي الله عنهم وارضاهم الخلاصة يا ايها الاحبة ان تلك عشرة كاملة تجمع لك جملة ما يتكلم به اهل السنة والجماعة في باب الصحابة وفي بيان معتقد اهل السنة والجماعة فيهم وقد جمعها الناظم في قوله احبب العدالة والتفضيل بينهما واذكر بخير ترضى وقل عادي عدوهم واشهد لهم بجنان لا تخط ابدا فيما جرى ومساو واقتدي بهم اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا الاقتداء باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجهم والقيام بحقهم ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان