بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوب بهم والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فسبق الحديث عن معتقد اهل السنة والجماعة لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ونعلق بعون الله على ما اورد المؤلف رحمه الله في هذا الباب فذكر ان من اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اما القلوب فيجب ان تكون سليمة تجاه اولئك الاصحاب الاخيار. تمتلئ حبا لهم في الله كما اخبر الله سبحانه وتعالى ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرجه الصحيحين اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار. واذا ثبت هذا في حق الانصار فلا ان يثبت في حق المهاجرين من باب باولى لانهم جمعوا بين الهجرة والنصرة. وايضا سلامة السنتهم فلا يذكرون الا بخير. وبالثناء الجميل. وتصان الالسنة. عن السلبي والوقوع فيهم او الخوض فيما شجر بينهم. هذا مما ينبغي ان يعلم انهم من اصول اهل السنة والجماعة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. نعم. ويقبل ما جاء به الكتاب او السنة او الاجماع من من فضائلهم ومراتبهم. فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على ما على من انفق من بعده وقاتل. نعم. قلنا في باب التفضيل ولا ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الصحابة كلهم فاضل وبعضهم افضل من بعض مشتركون في الفضيلة متفاوتون في المكانة التفضيل كما قد علمنا ينقسم الى قسمين. ينقسم الى تفضيل افراد الى تفضيل جملة واخذنا ما يتعلق بهذا في الدرس الماظي. ومن جملة ذلك ان اهل السنة يفضلون في الجملة من امن من قبل الفتح وقاتل على من كان بعد ذلك والمؤلف رحمه الله ذهب الى تفسير الفتح في قول الله جل وعلا لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل. ذهب الى ان هذا الفتح هو صلح ديبية وكان سنة ست للهجرة وهذا ما ذهب اليه طائفة من السلف واهل العلم بعد قال به الشعبي وجماعة من العلماء وفي الاية قول ثان ان الفتح ها هنا هو فتح وكان سنة ثمان وعلى هذا جمهور العلماء. الجمهور على ان الفتح في الاية هو وفتح مكة وطائفة من اهل العلم واختاره المؤلف رحمه الله ان هذا الفتح انما هو صلح الحديبية وفي صحيح البخاري عن انس رضي الله عنه النص على ان الفتح في قوله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا انه صلح الحديبية. والله عز وجل اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما جئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة. كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل قد رضي الله وعنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف من الف واربعمائة. ويشهدون بالجنة هذا فيما يتعلق باصحاب الشجرة يعني اصحاب بيعة الرضوان وكانت سنة صلح الحديبية. يعني في السنة السادسة المقصود ان الفضائل الواردة في الصحابة رضي الله عنهم وهي على قسمين فضائل عامة وفضائل خاصة. الفضائل العامة يعني ما جاء في الكتاب والسنة من فضيلة الصحابة في الجملة. وفضائل خاصة. وهي التي في فضل طائفة او فرد منهم. كل ما ورد من ذلك في كتاب الله او صح عن الله صلى الله عليه وسلم فان اهل السنة والجماعة يعتقدونه دون تردد. نعم. احسن الله اليكم. قال الله ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وثابت ابن قيس ابن شماس رضي الله عنه. نعم اعد ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثابت ابن قيس ابن شماس رضي الله وغيرهم من الصحابة. نعم هذا احد الحقوق وقد مر بنا وهو ان اهل السنة والجماعة يشهدون برحمة الله والجنة اطلاقا وتعيينا. الصحابة بالاطلاق نقول انهم من اهل الجنة. لكننا لا نعين الا من عين في الكتاب والسنة. ومثل لاولئك بالعشرة وبثابت ابن قيس ابن شماس وهو الصحابي الجليل الخزرجي الانصاري الذي كان خطيب الانصار رضي الله عنه. وقصته معروفة ثابتة في الصحيح. حينما نزل قول الله جل وعلا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. وكان صاحب صوت رضي الله عنه ويخطب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخشي ان يكون ممن قد حبط عمله فجلس في بيته يبكي. فجاءته البشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس من اهل النار وانما هو من اهل الجنة. فكان الصحابة يعلمون وهو يمشي على الارض انه من اهل الجنة. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ويقرون بالتواتر ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره. من ان خير هذه الامة بعد نبيه يا ابو بكر رضي الله عنه ثم عمر رضي الله عنه ويثلثون بعثمان. نعم. ينقل هنا رحمه الله اثرا عن علي رضي الله عنه خرجه جماعة من اهل العلم روي عنه من طرق كثيرة قال الشيخ وتقي الدين رحمه الله ان هذا الاثر وهو ان علي رضي الله عنه صرح من على منبر الكوفة ان افضل هذه للامة بعد نبيها ان افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر. روي عنه هذا من نحو ثمانين وجها او اكثر. من نحو ثمانين طريقا او اكثر. روي هذا عن علي رضي الله عنه فهذا متواتر قطعي عن علي رضي الله عنه في انه كان يعتقد ويصرح بان افضل هذه الامة ابو بكر رضي الله عنه ثم عمر. وجاء عند ابن عساكر انه ثلث بعثمان لكن الاسناد ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله. المقصود ان هذا مما كان يعتقده علي رضي الله عنه واخوانه. من افضلية ابي بكر ثم عمر على جميع الامة خلا نبيها محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا من الامر المقطوع به. الذي قام الاجماع عليه. ونقل الاجماع على اهذا جماعة من اهل العلم ومنهم يحيى بن سعيد الانصاري وغيره من اهل العلم. وهذا من الامر المعلوم دون شك عند اهل السنة والجماعة. وهو تفضيل ابي بكر ثم عمر على جميع الصحابة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويقرون ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم. كما دلت على الاثار وكما اجمعت الصحابة على تقديم عثمان رضي الله عنه في البيعة. مع ان بعض اهل مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدموا وقدم قوم عليا في بعض النسخ فقدم قوم عثمان ايش عندكم؟ ها؟ كلكم؟ اليس في بعض النسخ الواو العطف بالواو وليس باو. من كان عنده هذه النسخة يعدلها الصواب او يعني ان من اهل السنة والجماعة من قدم عثمان رضي الله عنه ثم حصل خلاف بين هؤلاء منهم من سكت عن التفضيل بعد ذلك ومنهم من ربع بعلي على ما سيأتي ان شاء الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقدم قوم عليا رضي الله عنه وقوم توقفوا لكن استقر استقر امر اهل اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي رضي الله عنهما. وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي رضي الله عنهما ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها المخالف فيها عند عند جمهور اهل السنة لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة الخلافة. وذلك انهم يؤمنون ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم. ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله انتقل المؤلف رحمه الله الى البحث في مسألة المفاضلة بين الخليفتين الراشدين علي وعثمان رضي الله عنهما. الاقوال في هذه المسألة ترجع الى اربعة اقوال. القول الاول ان افضلية هؤلاء الخلفاء كخلافتهم ترتيبهم في الفظيلة كترتيبهم في الخلافة. بمعنى ان عثمان رضي الله عنه مقدم على علي وافضل من علي. وهذا قول جمهور اهل اهل العلم من المتقدمين بل الذي استقر عليه الامر عند اهل السنة والجماعة. و صار هو المذهب المعتمد عند المتأخرين من اهل السنة والجماعة كما نص على هذا شيخ الاسلام فيما قد سمعت استقر امر اهل السنة والجماعة على تفضيل عثمان. ونص على هذا جماعة من اهل العلم ومنهم ومنهم القاضي عياض ومنهم الحافظ بن حجر ومنهم ابن عبدالبر في جماعة من اهل العلم كلهم نصوا على ان الخلاف في المسألة قديم. ثم استقر الامر عند اهل السنة على تفضيل عثمان على علي رضي الله عنه وهذا هو الحق الذي نال لا شك فيه ولا لبس. فان ذلك كان مجمعا عليه بين الصحابة وكان يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فيقره. مر بنا ما خرج الامام البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نخير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت. وفي خارج الصحيح قال كنا نفاضل وفي خارج الصحيح قال كنا نعد فنقول ابو بكر ثم عمر ثم عثمان وفي خارج الصحيح ايضا انه قال كنا نقول ان افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ثم ثم عثمان ثم نسكت. فهذه الروايات التي يحكي فيها ابن عمر رضي الله او عنهما ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وفي بعضها فيبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فيسكت وكانت الصحابة رضي الله عنهم يقولون لما كانت تولية عثمان رضي الله عنه ولينا افضلنا ولم نألو. فاذا عثمان رضي الله عنه في المستقر عند اهل السنة والجماعة والذي تدعمه الادلة هو الافضل رضي الله عنه. وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقدموا في امر دينهم ودنياهم الا الافضل. فولوا ابا بكر ثم وولوا عمر ثم لما قتل عمر رضي الله عنه اجتمعت كلمتهم على تولية عثمان رضي الله عنه لانه الافضل. هذا هو القول الاول. القول الثاني هو القول بتفضيل علي على عثمان رضي الله عنهما. وهذا قد قال به بعض السلف اشتهر القول به عند طائفة من العلماء وهم علماء الكوفة وقال به بعض الائمة المشهورين الا انهم روي عنهم الرجوع عنه كسفيان الثوري رحمه الله هذا القول لا شك انه قول مرجوح ومخالف الثابت من حال الصحابة والسلف الصالح. وذهب بعض اهل العلم الى تبديع قائله. والامام احمد رحمه الله جاءت عنه روايات عدة تدل على كراهته هذا القول جدا. لكنه ما جزم بتبديع القائل بذلك فقد سئل كما في السنة للخلال عمن قال علي ثم عثمان فقال هذا الان شديد هذا الان شديد. يعني ان الخلاف كان يعني ان الخلاف كان ماذا؟ متقدما. ثم استقر كلمة اهل السنة على تقديم عثمان. فلاي شيء يقول هذا بتقديم علي؟ وروي عنه كما في السنة الخلال ايضا انه سئل عن هذا القول فقال قول سوء لا يعجبني. وسئل عن هذا في رواية ثالثة فقال لا يعجبني فقيل ايبدع؟ قال ان البدعة شديدة وفي رواية رابعة قال انه اهل ان يبدع. قال انه اهل ان يبدع. لكنه رحمه الله ما جزم بذلك وهذا هو الاقرب والله اعلم. ان من قال ذلك يخطأ عليه لكنه لا يبدع كما بين ذلك شيخ الاسلام رحمه الله فيما قد سمعت قول الثالث هو القول تقديم الخلفاء الثلاثة ثم السكوت فلا يربعون بعلي رضي الله عنه. يقولون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم يسكتون ولا يفاضلون في بقية العشرة. وبالتالي فلا يرون ان الرابعة علي رضي الله عنه. وهذا قد ذهب اليه طائفة من اهل السنة ومنهم حماد بن زيد وجماعة من اهل العلم ولكنه قول مجانب للصواب وخطأ دون شك واصحاب هذا القول استدلوا باثر ابن عمر رضي الله عنهما كنا كنا نخير او نفاضل او نعد فنقول ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت. قالوا اذا علينا ان نسكت الحق ان هذا الاثر كما قال الحافظ رحمه الله في الفتح انه قد اتفق العلماء على وجوب توجيهه. لابد ان يوجه. لان الاجماع قد انعقد كما نقله غير واحد على افضلية علي رضي الله عنه بعد الثلاثة. وذكر الحافظ رحمه الله اقوالا في المسألة ولعل اقواها والعلم عند الله عز وجل ان قول ابن عمر رضي الله عنهما انما كان في وقتي الذي لم يتبين للصحابة فيه ان الرابعة علي. بدليل انه جاء عنه كما عند احمد وغيره انه اخبر بتفضيل الصحابة وانهم كانوا يفضلون فيقولون ابو بكر ثم عمر وما ذكره عثمان. اذا ابن عمر رضي الله عنهما انما كان يحكي اولا ما تبين لهم من حال الصحابة وان افضلهم ابو بكر ثم عمر ثم يسكت. ثم لما تبين ان عثمان هو الثالث نعم نص عليه يكون الامر قد تبين للصحابة بعد ذلك كان الرابع علي رضي الله عنه لاطباق الصحابة على مبايعته بعد مقتل عثمان رضي الله عنه هذا هو الحق الذي لا شك فيه. ونقل الاجماع عليه غير واحد. وانه بعد مقتل عثمان. لم يكن على وجه الارض افضل من علي رضي الله عنه. اذا هذا هو القول الثالث في المسألة. القول الرابع هو سكوت عن هذه المفاضلة بالكلية. انما يقال ابو بكر ثم عمر ثم يسكت. فلا يفاضل بين عثمان وعلي وهذا القول قد ذهبت اليه طائفة من اهل العلم. وممن قال به الامام ما لك رحمه الله كما تجده في المدونة عنهم. لكن الصواب انه رجع عن ذلك. فكان يفضل بعدهما عثمان ثم علي كما نص على هذا وبينه جماعة من المحققين من محققي المالكية كابن رشد الجد والقرطبي وغيرهما من اهل العلم. المقصود ان هذه اربعة اقوال للناس في المفاضلة بين عثمان وعلي والصواب والحق والذي استقر عليه امر اهل السنة ان الافضلية لعثمان على علي وكل فاضل وكل له المكانة العلية. هذا كله يتعلق بمسألة التفضيل لا التقديم. عندنا يرعاكم الله ها هنا امران. ما يتعلق بالافضلية ايهم افضل؟ وما يتعلق بالتقديم في الخلافة. هذه المسألة ليست تلك. هذه ما وقع فيها خلاف المسألة الثانية لم يحصل فيها خلاف قط بين اهل السنة والجماعة. فالجميع على ان المقدمة في الخلافة عثمان رضي الله عنه. وهذا هو الذي اجمع عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلموا رضي الله عنهم فمن خالف في هذه المسألة فلا شك في تبديعه وانه كما قال المؤلف اضل من حمار اهله ومن فعل ذلك فقد ازرى بالمهاجرين والانصار رضي الله عنهم. اذا تنبه يا رعاك الله الى الفرق بين المسألتين مسألة التفضيل ومسألة التقديم. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله يحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم. ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال حيث قال يوم غدير خم اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. غدير ماء بين مكة مدينة بالقرب من الجحفة. ولما نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه. خطب كما في صحيح مسلم من حديث زيد ابن ارقم رضي الله عنه فقال اني تارك فيكم الثقلين. والثقلان يعني الامران العظيمان اولهما كتاب الله فاوصى عليه الصلاة والسلام بالاخذ بكتاب الله. والامر الثاني قال اهل ال بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وصى باهل بيته وذكر المسلمين باهل بيته. وبين لهم ان لهم على هذه الامة حقا. يجب ان يعطوا وانتهى الامر عند هذا الحد. وقد زاد اهل البدع على هذا امورا وضخموا المقام واتوا باشياء لا لا اساس لها من الصحة. من انه صلى الله عليه وسلم وصى في ذلك المقام الوصي بعده وهو علي رضي الله عنه. وهذا باطل لا شك فيه. والحديث في صحيح مسلم ارجع اليه ان كنت في شك من الامر لم يزد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على الوصية بال بيته عليه الصلاة والسلام وليس فيها هذا شيء مستغرب فهذه الوصية كانت منه عليه الصلاة والسلام في احاديث اخرى. اذا ليس في حديث غدير الخم شيء تظرب او شيء يستعجب انما فيه الوصية بال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا حق لا شك فيه دلت عليه ادلة اخرى اذا حذاري من شبه اهل البدع والضلال التي ينفذون من خلال ما يزعمون انها قصة الغدير او قصة غدير خم فيزيدون على الثابت ما ليس بثابت. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال صلى الله عليه وسلم ايضا للعباس عمه وقد شكى اليه ان بعض قريش يشفوا بني هاشم قال والذي نفسي بيده لا لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي. وقال صلى الله عليه وسلم لا يؤمنون وبما ان نفي الايمان في النصوص اذا تعلق تهديد العصاة الذين يفعلون هذه الامور فان المراد ماذا؟ نفي الايمان الواجب. لا يؤمنون الايمان الواجب. من وقع في هذا فانه قد وقع في كبيرة. فنفي ايمان من شواهد وقرائن الكبيرة كما كما قد علمنا ان الكبيرة كل محرم ثبت فيه وعيد خاص. اذا من الامر الواجب القيام بحق ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم. كما دل على هذا حديث العباس هذا نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى بني اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم. ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين. ويقرون بانهن ازواجه في الاخرة. خصوصا خديجة انتقل المؤلف رحمه الله للكلام عن موضوع حق ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم على الامة. ال البيت اله اهل بيته صلى الله عليه وسلم الفاظ مترادفة على الصحيح ان قلت ال البيت او ال النبي صلى الله عليه وسلم او قلت اهل البيت كل ذلك مترادف على الصحيح كله يدل على شيء واحد اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم اله عليه الصلاة والسلام عند التحقيق وصف ينطبق على ثلاث طوائف. اولا ذريته صلى الله عليه وسلم وعقبه منهم. ذريته صلى الله عليه وسلم. وعقبه منه ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان له من الذرية سبعة. ثلاثة من الذكور القاسم عبد الله وابراهيم. واربعة من الاناث. رقية وزينب وام كلثوم وفاطمة رضي الله عنهم اجمعين وكلهم من خديجة الا ابراهيم فمن ماريا رضي الله عن الجميع. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له عقب من هذه الذرية المباركة الا من فاطمة ومن فاطمة من طريق الحسنين الحسن والحسين. ذرية النبي صلى الله عليه وسلم الباقية في هذه الامة كلها فرع عن الحسن والحسين رضي الله عنهما هذه الطائفة الاولى ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وعقبه منهم. ثانيا ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللائي هن امهات المؤمنين. وآآ الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج احدى عشرة زوجة. كلهن يصدق عليهن هذا الشريف كل واحدة منهن ام للمؤمنين. قال جل وعلا وازواجه امهاتهم وهؤلاء الاحدى عشرة توفي منهن اثنتان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. خديجة كما هو معلوم وزينب بنت خزيمة الحارثية المعروفة بام المساكين. لم يمكث النبي صلى صلى الله عليه وسلم معها الا شهرين او ثلاثة ثم توفيت رضي الله عنها. اما اللائي توفي عنهن النبي صلى الله عليه وسلم فتسع هن المجموعون في قول ناظم توفي رسول الله عن تسع نسوة صلى الله عليه وسلم. اليهن تعزى المكرمات وتنسب فعائشة ميمونة فصفية وحفصة تتلوهن هند وزينب. جويرية مع رملة ثم سودة ثلاث وست نظمهن مهذب. اذا هؤلاء كم؟ تسع من امهات المؤمنين اضف اليهن فتان توفيتا في حياته عليه الصلاة سلام فالمجموع احدى عشرة هؤلاء امهات المؤمنين من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم قطعا بنص كتاب الله. قال جل وعلا والسياق فيهن انما يريد الله ليذهب عنكم الرج اهل البيت. والسياق كان في نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالنص الصريح. اذا الفئة او الطائفة الثانية التي تندرج تحت وصف ها اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثالثا بنو هاشم قبيلته الادنون عليه والسلام. هذا الوصف ينطبق على ال العباس. وال علي وال عقيل وال جعفر وال الحارث بن عبدالمطلب. واختلفوا في امر سادس. وهم عقبوا وذرية ابي لهب. عم النبي صلى الله عليه عليه وسلم. والحق انهم داخلون في هذا الوصف فان اه عتبة ومعتب ابني ابي لهب قد اسلم في آآ يوم الفتح وفرح النبي صلى الله عليه وسلم باسلام باسلامهما ولهم عقب عند اهل النسب. اذا الصحيح ان هؤلاء او ان هذه الدوحة المتفرعة آآ او ان هذه الفروع المتفرعة عن هذه الدوحة الكريمة كلهم داخل في وصف ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم بنو هاشم اذا الخلاصة ان وصف ال البيت او اهل بيته عليه الصلاة والسلام ينطبق على ذريته وذريتهم و امهات المؤمنين بنو هاشم. هؤلاء لهم حق عظيم. اوصى وذكر عليه الصلاة والسلام به. في غير ما حديث. كما قد واهل السنة والجماعة يعتقدون ذلك ويعترفون به ويقومون به من احبتي والتكريم والتقديم والثناء والدعاء. وهذا بحمد الله ظاهر لا يخفى من جهة ما يقوم به من كان من اهل السنة والجماعة او ما يصنفه ويقرره علماء اهل السنة والجماعة اعظم الناس قياما بحق ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم اهل السنة جماعتي المحضة الذين يأتمرون بامر النبي صلى الله عليه وسلم احفظون وصيته فيهم وهذا فرع عن محبتهم له عليه الصلاة والسلام. ال البيت لهم مزيتان لهم المحبة في الاسلام. ولهم مزية ثانية. المحبة لاجل القرابة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان محبا له عليه الصلاة والسلام كيف لا يحب اهل بيته؟ ارأيت الواحد منا يكون له الصديق الحبيب المقرب. الا يحب ذريته واهل بيته فرعا عن محبته لصديقه وعزيزه فكيف باحب حبيب من البشر عليه الصلاة والسلام؟ لا شك ولا ريب ان لاهل البيت على المسلمين حقا واهل السنة والجماعة اعظم الناس يا من به. واما الذين يزعمون فيظلمون اهل السنة حين يقولون ان اهل السنة هضموا حق اهل البيت. وما رعوا حقهم حق رعايته. ولا اقاموا بذلك بل انهم مقصرون في هذا الحق فالجواب انه ان كان المقصود باعطائهم الحق الغلو فيهم. والزيادة على ما جاء في الكتاب والسنة فنعم. هم مقصرون وعن هذا التقصير لا يتورعون. ان كان المقصود هو رفعه فوق فوق مكانتهم اعطونا ما هو لله عز وجل من صفات الربوبية او الالوهية؟ فنعم. والله ان التقصير في ذلك هو الحق. اما ان كان المقصود من ذلك الحق هو الحق المنضبط بالضابط الشرعي دون افراط او تفريط دون غلو او جفاء فوالله انه لمن الظلم البين ان يتهم اهل السنة والجماعة التقصير في حق ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك. بل هم يدعون لهم ويصلون عليهم ويكرمونهم ويقدمونهم ويحبونهم ويجلونهم الاجلال الشرعي. واما ما زاد على ذلك من انهم يطأطئون الرؤوس او ربما يركعون او ربما يسجدون او يتمسحون او يتبركون او يعتقدون فيهم او في بعضهم ان لهم خاصية من جهة التدبير لهذا الكون او ان له الشفاعة بلا اذن من الله سبحانه وتعالى الى غير ذلك مما يقوله الغلاة قد حمى الله اهل السنة والجماعة عن هذه الامور الغالية ولله الحمد. اذا اهل السنة والجماعة يقومون بحق ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم دون افراط او تفريط. نعم. احسن الله اليكم. لو سئلنا ما العلاقة بين وصف ال البيت والصحابة؟ ما الجواب؟ نعم. نقول المسألة فيها تفصيل بالنسبة للمتقدمين يعني في عهد الصحابة فالعلاقة العموم والخصوص. فال بيت النبي صلى الله عليه لم بعض الصحابة بعض الصحابة. اما بالنسبة لمن بعد الصحابة فالعلاقة التباين العلاقة التباين الصحابة شيء وال بيت النبي صلى الله عليه وسلم شيء اخر. اذا نستفيد من هذا ان كل ما جاء في فضل الصحابة على جهة الاجمال او الاطلاق فانه يندرج تحت ذلك ايضا ها ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم من الصحابة فيكون لهم من هذه الجهة فضيلة زائدة فيكون لهم من هذه الجهة فضيلة زائدة. فلهم اذا علينا حق الاسلام وحق الصحبة. وحق القرابة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وامهات المؤمنين ويقرون انهن ازواجه في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر اولاده واول من امن به وعاضده على امره. بل بل هي ام كل اولاده الا الا ابراهيم. نعم. وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق التي قال فيها النبي صلى الله عليه فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. الثريد هو الخبز مع اللحم اذا ما الخبز تأدمه بلحم فذاك امانة الله الثريد. فذاك امانة الله ايده اشار المؤلف رحمه الله الى ان افضل امهات المؤمنين من خديجة وعائشة رضي الله عنهما. و خديجة عائشة رضي الله عنهما لهما من الفضائل شيء متقارب. فهما كفر سيرهان واختلف العلماء في المفاضلة بينهما. فمنهم من فضل خديجة ومنهم من فضل عائشة رضي الله عنهما وشيخ الاسلام المؤلف رحمه الله يرى انه للقرب الشديد في الفضيلة بينهما لا يطلق التفضيل. وانما يقال ان فضيلة خديجة اولا كانت اظهر. وفضيلة عائشة اخرا اظهر. بمعنى ان فضيلة خديجة رضي الله عنها كانت ظاهرة في اول عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ابان نزول الوحي عليه الصلاة والسلام وفي السنوات الاولى من البعثة حيث كان ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم من ضيق شدائد في سبيل تبليغ هذه الدعوة فكانت النبي فكانت عائشة عفوا فكانت خديجة رضي الله عنها نعم المعين له عليه الصلاة والسلام فضيلة عائشة رضي الله عنها اخرا كانت اظهر حيث انها كانت افقه نساء العالمين واعلمهن بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. حملت كثيرا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت من المكثرين من الرواية. وكانت من الفقهاء ولها استدراكات على جمع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اذا فظيلتها اخرا اظهر والله اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل بيتهم اهل البيت بقول او عمل. نعم. لما بين المؤلف رحمه الله الحق المبين في شأن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته هذا ما جمع بينه اهل السنة والجماعة انهم قد جمعوا بحمد الله في قلوبهم بين حب الصحابة والقرابة. وفقهم الله عز وجل فجمعوا الحق من اطرافه احبوا الصحابة واحبوا القرابة واعتقدوا فضل كل وآآ هذا الصراط المستقيم وهذا الحق المبين والوسط القصد الوسط اصبر قد جانبه طائفتان اشار اليهما المؤلف رحمه الله احداهما يقال لها الرافضة والثانية يقال لها الناصبة. اما الرفض فانه بغض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعداوتهم وهؤلاء من شر الخليقة ان الروافض شر من وطأ الحصى من كل طائفة ومن انسان عقيدتهم في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تتلخص في الاتي. اولا انهم ابغضوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بغضا شديدا. لا يدانيه بغض. واظن انهم لا يبغضون ابليس كبغضهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا لو تأملت كتبهم فانك لا تجد اللعنة والسبا والقدح في ابليس او فرعون او ابي لهب وابي جهل كما تجده في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا سيما سادتهم وغرتهم ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله انهو؟ خذلان نسأل الله السلامة والعافية. ثم انهم ايضا كفروهم اجمعين الا ثلاثة او اربعة او سبعة او تسعة او بضعة عشر كاقصى حد. واما بقية اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يزيدون على مئة الف صحابي. فانهم متفقون بالاجماع الضروري عندهم كفرهم وارتدادهم منهم من كان كافرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاهم ومنهم من ارتد فيما يزعمون ايضا امر ثالث انهم قدموا علي رضي الله عنه على بقية الصحابة بل غلوا فيه وفي ابنيه وزوجه رضي الله عنهم غلوا عظيما. حتى اعطوهم حق الالوهية بل صفات الربوبية وهذا ظاهر لمن قرأ كتبهم ايضا وهو امر رابع اتهموا الصحابة بانهم غاصبون. غصبوا علي رضي الله عنه الخلافة وفي سبأ وفي سبيل ذلك نسبوا اليهم انهم حرفوا القرآن وانقصوا منه لا سيما الايات التي يزعمون انها نصت على ان الوصية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عليه ومعلوم بالاجماع عند اهل السنة ان وصف القرآن بانه محفوظ وانما هو محرف زيد فيه وانقص ان هذا كفر بالله عز وجل. اذا هذه خلاصة عقيدة هذه الفرقة المخذولة في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قابل اولئك فرقة اخرى هم الناصبة وان شئت فقل النواصب ومذهبهم النصب وتعريف النصب بغض علي رضي الله عنه وعداوته. وقد يعاد ذريته تبعا له. انتبه النصب وصف يتعلق بشأن علي رضي الله عنه فقط. وليس في عموم ال البيت. انما هو وصف متعلق بمن لعلي رضي الله عنه وتبعا له قد يقدح او يبغض ذريته رضي الله عنه. وهؤلاء في الجملة طائفتان طائفة كانت تكفره وهم الخوارج الاوائل الذين كفروه كما كفروا عثمان رضي الله عنه وكما كفروا معاوية رضي الله عنه وكما كفروا جميعا اهل الجمل والصفين وهؤلاء هم المارقون الذين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانهم فرقة مارقة تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين. الطائفة الثانية الذين ما وصلوا الى هذه الدرجة لكنهم طعنوا فيه او فسقوه. وهؤلاء شرذمة كانت موجودة في عهد بني امية في الشام. ثم اضمحلت وتلاشت. نعوذ بالله من الاهواء. و كان ايضا لهم وجود في الاندلس آآ ابان حكم الامويين. لكن ذلك تلاشى بحمد الله اذا هؤلاء هم النواصب. هؤلاء هم الذين يستحقون هذا الوصف. وتنبه يا رعاك الله الله الى ان الاكثر استعمالا لهذا المصطلح انما هم الطائفة المقابلة لهم اعداء الصحابة سبابة الصحابة. اذ انهم يتهمون اهل السنة والجماعة بانهم نواصب ولذا شحنوا كتبهم بوصف اهل السنة والجماعة بهذا الوصف. والسبب انهم ما قالوا بقولهم في الغلو بعلي رضي الله عنه. ان لم تقل في علي رضي الله عنه ما قالوه فانت حينئذ قد قدحت فيه ماذا؟ فتكون ناصبيا. اذا تنبه الى هذا المصطلح وانزله منزلته اهل السنة والجماعة بحمد الله يعتقدون ضلال الطائفتين. الذين يبغضون علي رضي الله عنه او احدا من اهل لبيته لا شك انه على بدعة وضلالة وانحراف عظيم. والذين غلوا في علي رضي الله عنه. واعتقد فيه انه شريك مع الله عز وجل في الالوهية والربوبية لا شك انهم على ضلال عظيم وانحراف والحق وسط بين هاتين الضلالتين. اهل السنة والجماعة لسان حالهم ومقالهم على ما قال الشافعي رحمه الله ان كان رفضا حب ال محمد صلى الله عليه وسلم فليشهد الثقلان اني رافضي ولسان حالهم ومقالهم كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان كان نصبا حب صحب محمد صلى الله عليه وسلم فليشهد الثقلان اني ناصبي. نحن لا نتحاشى بحمد الله من اعتقاد محبة علي رضي الله عنه وجميع ال البيت وكذلك محبة اصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم كل اولئك نحبهم ونجلهم ونقدرهم ونعطيهم حقهم الشرعي دون افراط او تفريط نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ويمسكون اعد ما قبلها ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او كلمة شيخ الاسلام هنا يؤذون ماذا؟ اهل البيت. اهل البيت. وما نص على علي رضي الله عنه وتوجيه ذلك ان هذا يمكن ان يقال فيه انه من قبيل العام الذي اريد به الخصوص. والا فشيخ الاسلام من اكثر الناس بيانا ان مصطلح النصب يتعلق بماذا؟ بالطعن في علي رضي الله عنه على وجه الخصوص قد بسط هذا رحمه الله في مواضع من كتبه لا سيما في المجلد الرابع وكذلك في المجلد الخامس والعشرين من مجموع الفتاوى وكذلك في مواضع عدة في منهاج السنة بين فيها حقيقة النصب وانه متعلق بالطعن في علي رضي الله عنه على وجه الخصوص ولا يعم ذلك جميع اهل البيت. وقد يندرج او يثبت تبعا لبغضه. بغضه ذريته وليس هذا عاما لجميع اه ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم تفهم هذه الكلمة في ضوء ما ذكرت لك. والا فلو اننا قلنا ان كل من ابغض احدا من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم كان ناصبيا فبالتالي سنقول ان الرافضة ماذا؟ نواصب لانه يبغضون النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يقال لانهما فرقتان ماذا؟ متقابلتان فرقة غلت في علي وفرقة قدحت في علي رضي الله عنه وارضاه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار والمروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه. وعامة الصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. نعم ذكرنا في الدرس الماظي ان اهل السنة والجماعة يمسكون في حق الصحابة عن امرين. الاول الامساك عما شجر بينهم حصل بينهم ما حصل من فتنة وقتال. وكان هذا في معركتي الجمل وصفين واعلم ان الذين شاركوا في هاتين المعركتين التي شاء الله عز وجل اللتين شاء الله سبحانه وتعالى وقوعهما وكان امر والله قدرا مقدورا وله الحكمة البالغة جل وعلا. المشاركون من الصحابة في هذه الفتنة قلة قليلة عامة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واكثرهم تركوا الخوض في هذه الفتنة وما قاربوها وفيهم من هو من كبار الصحابة كسعد بن ابي وقاص. وعمران وابن عمر ومحمد بن مسلمة. وغيرهم من من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المعروفين. المقصود ان هذا الباب المطبق عليه عند اهل السنة فيه وماذا؟ الكف والامساك والاعراض وعدم الخوض. كما فصلنا ذلك وذكرنا اسبابه. اليس كذلك الامر الثاني غض الطرف والامساك وعدم الايغال. فيما قد يروى مما يشعر بماذا؟ بغير المضمون فيهم. مما قد يفهم منه القدح في احد منهم قلنا ان هذه مما ينبغي السكوت والامساك عنه. وتذكرون ام لا؟ ونبه المؤلف رحمه الله ايضا الى ما سبق الكلام فيه. وهو ان هذه الاثار المشعرة بشيء من القدح. فيهم منها ما هو كذب واعلم يا رعاك الله ان اكثرها كذلك. تجدها من رواية الكذابين كابي مخنا فلوط ابن يحيى او محمد آآ السائب او غيرهما من آآ المطعون فيهم او الضعفاء. وتجد هذا في كتب غير موثوقة. تجمع الغث والسمين من كتب التواريخ او كتب الادب او ان ذلك يكون قد روي في اثار مشتبهة وقد علمنا ان تاريخ الصحابة رضي الله عنهم ينقسم الى كم قسم؟ نعم الى ثلاثة اقسام. المروي في تاريخ الصحابة ينقسم ثلاثة اقسام. اولا محكم وثانيا كذب وثالثا متشابه. المحكم هو الاصل والغالب وهو الذي يفيد المعهود فيهم والمضمون بهم من الفضل والخير الكثير وكذب وهو كثير كما ذكرت لك في كتب التواريخ والادب متى شيء متشابه؟ اما لا يعلم حقيقته او لا يدرى سببه او يتردد الناظر فيه على اي شيء يحمل فمثل هذا ينبغي ان يحمل على احسن المحامل. ينبغي ان يظن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم احسن الظنون. كما قد تكلمنا عن هذا. واذا غلب الانسان في شيء فانه يحمله على انه قد صدر منهم اما باجتهاد خاطئ او سهو او غفلة. مهما يكن من شيء فاننا نعود فنقول اننا نعتقد في الصحابة الفضل للعصمة. نعتقد في الصحابة الفضل لا العصمة. وبالتالي فاننا لا نعتقد في احد منهم انه معصوم عن كبائر الذنوب فضلا عن صغائرها. وبالتالي فان كان وقوع ذلك شيء غير ممتنع عقلا. لكن ينبغي ايضا ان يعلم ان حالهم ومكانتهم الانصاف يقتضي ان يراعى في ذلك وان الذي يصدر منه ليس كالذي يصدر من غيرهم. وعلى كل حال فما صدر منهم وتحقق من انه ذنب لا لبس فيه ولا شك فانه يكتنفه خمسة امور. لا يخطئ الصحابي هذه الخمسة او بعضها على الاقل. وهي التي سيفصلها المؤلف رحمه الله. نعم قال رحمه الله وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. بل تجوز على الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم ان صدر. نعم لهم من الفضائل والمكانة ما يقتضي مغفرة ذنبهم. واذا الحبيب اتى بذنب واحد جاءت محاسنه بالف شفيع. هؤلاء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء احباؤه هؤلاء الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه لا شك ان ما يصدر منهم لا يعامل بما يعامل به غيرهم. فلهم من المكانة والمنزلة ما اقتضي ان يكون لهم شيء اختصوا به. كما سيبين المؤلف رحمه الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منه من صدر. حتى انه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم كما بين الله عز وجل ذلك في كتابه ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا. فالله عز وجل وعد بذلك في كتابه نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير قرون ان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم. ثم ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب من نعم هذا الامر الاول انه ان صدر ذنب من احد من الصحابة وكان ذنبا محققا فان ذلك قد يغفر بتوبة من من صدر عنه هذا الذنب. والتائب من ذنبي كمن لا ذنب له كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم والمعلوم من حالهم انهم كانوا اسرع ناسي الى التوبة. اذا هذا هو الامر الاول الذي يكتنف ذنب الصحابي. ان يكون قد تاب منه فيتوب الله عز وجل عليه وهم اسرع الناس الى التوبة وهم اقرب الناس الى قبول التوبة. نعم اليكم قال رحمه الله او اتى بحسنات تمحوه. استقرت الشريعة على ان الحسنات يذهبن السيئات. قال جل وعلا ان الحسنات يذهبن السيئات. قال صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة تمحها. اذا ان الحسنات لها اثر في تكفير السيئات. ونحن نعلم قطعا من حال الصحابة انهم الناس الى الخيرات واكثرهم اجتهادا في تحصيل الحسنات. فكيف اذا اضفت الى هذا ان حسنات الصحابة لها شأن واي شأن؟ قد علمنا انه لو كان المتأخر قد تصدق بمثل احد ذهبا بنص حديث الله صلى الله عليه وسلم وتصدق صحابي بملئ كفيه او بملئ كف واحدة بمد او نصفه فان ثواب هذه الحسنة اعظم عند الله من ثواب الذي تصدق بمثل احد ذهبا فكيف باجر الصيام؟ وكيف باجر الصلاة؟ وكيف باجر الجهاد؟ وكيف باجر ابلاغ سنة النبي صلى الله عليه وسلم اذا حسنات الصحابة لها شأن واي شأن. وبالتالي فان لها اثرا في ماذا؟ في تكفير السيئات نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله او غفر له بفضل سابقته. نعم. او غفر له بفضل سابقته. او بشفاعته او غفر له بفضل سابقته. وهذه حسنة خاصة. جدير ان يكفر بها ودل على هذا ما مر بنا قبل قليل من كلمة المؤلف رحمه الله حينما ذكر حديث اهل بدر في شأن حاطب بن ابي بلتعة رضي الله عنه قال وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فهذه حسنة سابقتهم الى الاسلام ودفاعهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملهم اية هذا الدين لا شك انها حسنة جليلة عظيمة مقتضية لماذا؟ لتكفير السيئات. نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الامر الرابع شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. ومر ما يتعلق بالشفاعة وقلنا ان النبي صلى الله عليه وسلم له منها الحظ العظيم يوم القيامة والسؤال من اولى الناس بالشفاعة؟ اليس اعظمهم توحيدا؟ تذكرون ما ذكرناه مما خرج الامام مسلم رحمه الله من قوله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وان اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي ها لا يشرك بالله شيئا اعظم الناس توحيدا وابعدهم عن الشرك من اليسوا الصحابة؟ اذا هم اقرب الناس الى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. فكيف اذا اضفت الى هذا انهم اصحاب واحبابه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم. اذا هم اهل لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي الذي هم احق الناس بشفاعته. نعم. او ببلاء في الدنيا كفر به عنه. هذا هو الامر الخامس. ان يكفر عن هذا الصحابي الذي قد اتى بشيء من بسبب بلاء يصاب به في الدنيا. وقد تظاهرت الادلة على ان المصائب مكفرات. ان المصائب مكفرات. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال لا يصيب المؤمن من هم ولا حزن ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله عنه بها من خطاياه. اذا المصائب مكفرات فاذا اصاب احدا من الصحابة شيء من هذه المصائب فانها تكون سببا للتكفير نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالامور التي كانوا فيها مجتهدين ان اصابوا فلهم نجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد. والخطأ مغفور لهم ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل النذر. مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم. اي والله. لا شك ان ما قد اه يسلم انه امر لا ينبغي ويكون قد صدر من احدهم فانه نزر قليل جدا هو كقطرة من بحر ارأيت قطرة نجاسة تنجس بحرا؟ اجيبوا يا جماعة. فضائلهم كالبحر وهذا الامر الذي يزعم استنكاره ان سلم وتحقق منه فما هو الا كقطرة من هذه النجاسة لا يؤثر في البحر شيئا واذا الحبيب اتى بذنب واحد جاءت محاسنه بالف شفيع. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله. ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل النزل مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح الله اكبر ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل. تأمل يرعاك الله في هذه الجملة فانها من محاسن هذه الرسالة. وما بالحفظ نعم ارفع صوتك. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وما من الله به عليهم من كلكم بعلم وعدل بعلم وبصيرة. في بعض النسخ عندكم شيء؟ كما ذكر الاخ بعلم وعدل وبصيرة. الاشهر من نسخ الواسطية فيما اعلم بعلم وبصيرة وفي بعضها زيادة بعدل نسختك فيها نقص. نعم. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة. وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء. الله اكبر. لا كان ولا يكون مثلهم. وانهم هم الصفوة من قرون هذه الامة. التي هي خير الامة واكرمها على الله لا شك في هذا ولا ريب. اقول لو لم يكن في هذه العقيدة بعد الايات الاحاديث الا هذه الجملة المميزة الطيبة والنافعة لا كفى بهذه الرسالة شرفا وحسن هذه الجملة لخصت لك يا رعاك الله مكانة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النظر في سيرة القوم السيرة الثابتة. لا التي نسجها اهل النفاق والكذب من نظر في سيرة القوم حقا لكن بشرط ان يكون ذلك بعدل علم وبصيرة قلبه ليس ممتلئا غلا على اولئك الاخيار رضي الله عنهم فانه يجزم ويقطع بانه سيصل الى نتيجة مفادها انهم خير الخلق بعد الانبياء. لا كان في الماضي ولا يكون في المستقبل مثلهم. هذا حق لا شك فيه ولا ريب. لكن لا يدركه الا اهل الانصاف انتهى. لعل هذا القدر فيه كفاية والله عز وجل اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين