بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه فبه يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات. كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة. وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا ما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن معتقد اهل السنة والجماعة في كرامات الاولياء وهذا مبحث من مباحث الاعتقاد يذكر غالبا عقيب الكلام عن باب النبوة لان الكرامة تابعة للمعجزة فلا كرامة الا باتباع النبوة فالمعجزة التي هي دليل النبوة متبوعة والكرامة تابعة فلولا ايمان الولي بالنبي ما كانت له كرامة فلاجل هذا يريدون الكلام عن الكرامة غالبا عقب الكلام عن باب النبوة او النبوات الاصل في هذا الباب ان الخوارق للعادة والمقصود بالعادة ما جرى عند الناس واعتادوه. هذا الخارق للعادة يرجع الى ثلاثة انواعه المعجزة والكرامة الاحوال الشيطانية. اما المعجزة فان المراد بها الايات الدالة على صدق الانبياء عليهم الصلاة والسلام ولفظ المعجزة الشأن فيه كالشأن في لفظ الكرامة. لم يرد في الكتاب والسنة. ولكن انه مستعمل مشهور عند علماء اهل السنة والجماعة وعند غيرهم فاذا قرأت عند اه او قرأت كتب اهل السنة فذكروا المعجزة فالمقصود المقصود هو هذا تلك الايات والبراهين الدالة على صدق نبوة النبي وهذه الايات والمعجزات منها ما يتعلق باثبات النبوة ومنها ما يتعلق بالتشريع. ومنها ما يتعلق بحاجة خاصة او عامة اذا نظرت في هذه المعجزات وجدتها ترجع الى ما ذكرت لك منها معجزة متعلقة بالنبوة يعني دليل وبرهان على صدق النبي فيتحدى الله سبحانه وتعالى الخلق بهذه المعجزة. وهذا كما كان في الامم السابقة وما اجرى الله عز وجل على ايدي انبيائها من الايات والبراهين التي اجراها الله عز وجل على يد موسى عليه السلام او عيسى او هود او صالح الى غير ذلك ومن ذلك ما كان لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. واعظم ذلك هذا القرآن العظيم الذي هو اعظم اية دلت على صدق النبي صلى الله عليه سلم بل هي كافية شافية. قال جل وعلا اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى فهو اعظم دليل وبرهان. على صدق النبي صلى الله عليه وسلم. هي اية فريدة ولاجل هذا تأثيرها اعظم من تأثير غيرها من الايات. ففي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا وقد اعطي من الايات ما على مثله امن البشر وان الذي اعطيته وحيا يتلى واني لارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة وقد يكون من المعجزات ما يرجع الى التشريع. كما كان من اية الاسراء والمعراج لنبينا صلى الله عليه وسلم وقد تكون المعجزة لا على سبيل التحدي للمشركين والاستدلال على صدق النبي ولا تتعلق بجانب تشريع انما تتعلق بحاجة والحاجة قد تكون عامة للمسلمين. وقد تكون خاصة للنبي. من ذلك اعني الحاجة العامة ما وقع كثيرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من معجزات وايات هي مما يزيد الايمان واليقين بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيها تفريج حاجة ماسة للمسلمين. من امثلة ذلك ما خرج الامام البخاري من حديث سلمة رضي الله عنه ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا معه في سفر فقل الطعام فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذبح كالابل فاذن لهم. ثم ان عمر رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بقاء الناس بعد ابلهم فنادى النبي صلى الله عليه وسلم بان يؤتى بما فضل من طعام القوم رأى النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى ان الناس جميعا قد اكلوا وملأوا انيتهم. عندها قال صلى الله عليه وسلم اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله. وقد تكون الحاجة خاصة للنبي من ذلك ما ثبت في صحيح مسلم في قصة جابر رضي الله عنه الطويلة وفيها ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يقضي حاجته نظر فلم يجد في الوادي ما يستتر به عمد عليه الصلاة والسلام الى شجرة فاخذ بغصن منها وقال انقادي علي باذن الله. فانقادت له كأن بعير مخشوش يصانع صاحبه ثم اتى الى شجرة اخرى وفعل بها كذلك حتى كان بالمنصف بينهما. قال التئما علي باذن الله فالتأما عليه ثم بعد ذلك عادت كل شجرة الى مكانها فهذه اية ومعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم فهذه الاية كانت لحاجة له عليه الصلاة والسلام وفيها ما يزيد الايمان واليقين بصدقه عليه الصلاة والسلام لم والفرق بين المعجزة والكرامة وهذا يستدعي منا ان نعرف الكرامة التي هي موضوع بحثنا الكرامة هي ما يجريه الله عز وجل من خارق للعادة على يد وليه المؤمن لحجة او حاجة. وسنتكلم عن هذا ان شاء الله بعد قليل. الفرق بين هذا الخارق والخارق الاول يظهر من وجوه اولا ان المعجزة مقرونة بدعوى النبوة واما الكرامة فليست كذلك. وهذا فارق بين المعجزة والكرامة تكلمونا ما عرفوا غيره وهو حق لكنه ليس الوحيد. المعجزة يقترن بها دعوى النبوة. بمعنى ان من تجري على يديه هذه الاية والمعجزة فانه يخبر انه رسول من عند الله جل وعلا. واما الكرامة فليس الامر فيها كذلك. و لو ان من جرت على يديه هذه التي تدعى انها كرامة فادعى النبوة ما اصبحت كرامة ولا كان هو وليا وهنا وقفة مع هذا الفرق فان بعض اهل البدع كالمعتزلة انكروا الكرامة لزعمهم ان اثباتها يؤدي الى ان تختلط الحجج على الخلق فلا تقوم على الناس حجة بمعجزة لان هذه خارقة وهذه خارقة. فكيف يميز الناس بين هذه وهذه؟ فانكروا لاجل هذا الكرامة ولا شك ان هذا الذي ذكره قول باطل يظهر بطلانه بادنى تأمل. وذلك انك كما قد علمت المعجزة مقترنة بماذا بدعوة النبوة والكرامة ليست كذلك والتفريق بين الصادق والكاذب امر متيسر لاجهل الناس فان النبوة لا يدعيها الا رجلا اصدقهم واكذبهم النبوة لا يدعيها الا اصدق الناس واكذب الناس اصلح الناس وافجر الناس والتفريق بين اصلح الناس وافسدهم هل هو بالامر العسير اجهل الناس يستطيع ان يميز بين الصالح والطالح والصادق والكاذب. وبالتالي فان هذا الاختلاط الذي ذكره او هذا الاشتباه الذي يزعم غير صحيح بل انه يتيسر بيسر وسهولة. التمييز بين كون هذه الدعوة دعوة صحيحة. او انها غير صحيحة. اذا هذا هو الفرق الاول بين المعجزة والكرامة. ان هذه مقرونة بدعوى النبوة. وهذه ليست كذلك الامر الثاني ان جنس المعجزة اعظم من جنس الكرامة وهذا مما لم يتبينه اهل الكلام فان اهل السنة والجماعة يقولون دعوة النبوة فرق لكنه ليس الوحيد فثمة فرق اخر وهو ان جنس المعجزة اعظم بكثير من جنس الكرامة فالاصل في معجزات الانبياء ان تكون معجزة للثقلين والاصل في الكرامة الا تكون كذلك اذا المعجزة شيء عظيم. لا يمكن ان يقارن بالكرامة فلا يمكن بحال ان تكون كرامة اخراج ناقة من صخرة معينة لا يمكن ان تكون كرامة بانشقاق قمر انشقاقا حقيقيا كما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم لا تكونوا كرامة بانقلاب عصا الى حية حقيقية تسعى اذا ثمة فرق بين جنسي الكرامة وجنس المعضلة. المعجزة ثمة فارق ثالث من جهة ما يترتب على كل المعجزة يترتب عليها وجوب التصديق والا فانه اذا كانت المعجزة والاية عن طلب معين من الكافرين فلم يؤمنوا نزل العذاب وحصل الهلاك وهذا ما دل عليه قوله سبحانه وتعالى في اخر المائدة في شأن المائدة التي طلبها بنو اسرائيل فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين وهذا ما بينه سبحانه وتعالى في قوله وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون ذلك ان الله عز وجل من رحمته ولطفه بهذه الامة استأنى بها فلم يعطي قريشا الايات المعينة التي طلبوها طلبوا كما جاء هذا في روايات مرسلة يشد بعضها بعضا انهم كانوا يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم الصفا ذهبا او ان يزيح عنهم الجبال حتى يزرعوا او ان تكون مكة او ان تكون مكة مروجا وانهارا هذه الايات الله سبحانه وتعالى لم يعطهم اياها لا لعدم قدرته قل ان الله قادر على ان ينزل اية الله قادر على ذلك لا شك في هذا ولا ريب. ولكن قد جرت سنته سبحانه وتعالى انه اذا طلب المشركون الكافرون اية معينة فاعطوها فلم يؤمنوا فانه يحصل يحصل الهلاك والعذاب والله عز وجل من رحمته اراد ان لا يحصل العذاب العام على هذه الامة لاجل ان هذه الشريعة وهذه الرسالة اخر الشرائع فاراد الله سبحانه وتعالى ان يبقى في الناس بقية لاجل ان يؤمن الناس او يتوب التائب فيستمر دين محمد صلى الله عليه وسلم والا فان المشركين قد كثر فيهم طلب الايات من النبي صلى الله عليه وسلم واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنون بها والله عز وجل انما لم يجبهم الى ذلك لاجل السبب الذي ذكرته لك. اذا هذا ما يترتب على المعجزة ولا يترتب على الكرامة الكرامة المعينة من لم يؤمن بها فانه لا يترتب عليه ما يترتب على المكذب بمعجزة النبي يمكن ان نضيف فرقا رابعا وهو من جهة السبب فسبب النبوة سبب المعجزة غير كسبي وسبب الكرامة كسبي لان سبب المعجزة النبوة والنبوة غير كسبية واما سبب الكرامة فالطاعة. والطاعة كسبية اذا هذه فروق يتميز بها او تتميز بها المعجزة عن الكرامة اما الخارق الثالث بعد الكرامة وسنؤخر الكرامة عن الكلام عن الكرامة الى ما بعد قليل ان شاء الله هو الاحوال الشيطانية وهي الخوارق التي تجري على على يد الفجار من الكهان والمشعوذين والسحرة وما اليهم. فهذه تسمى احوالا شيطانية لانها تكون باعانة الجن والشياطين والفرق بين بينها وبين الكرامة من عدة جهات اولا من جهة الخارق نفسه فان الاصل والغالب ان الاحوال الشيطانية ترجع الى جنس ما حرم الله عز وجل ولا يستعان بها على طاعة الله واما الكرامة فانها لا تكون معصية البتة وانما يستعان بها على طاعة الله سبحانه وتعالى. ويكون فيها مصلحة لدين الله ولعباده فهذا فرق من جهة الخارق نفسه وثمة فرق اخر يرجع الى هذا الجانب المتعلق بالخارق وهو ان الكرامة تعظم بذكر الله واما الحال الشيطانية فانها تضمحل عند ذكر الله الامر الثاني الفرق بينهما من جهة من تجري على يديه وهذا الفرق بين واضح. فان الذي تجري على يديه الحال الشيطانية هو فاجر فاسق او كافر مارد واما من تجري على يديه الكرامة الرحمانية فانها آآ فانه عبد لله ولي صالح والفرق بين ولي الشيطان وولي الرحمن لا يشتبه على احد اذا هذا فارق بين الكرامة وبين الحال الشيطانية. نصل الان الى الكلام عن الكرامة قد علمت تعريف الكرامة وانها الخارق للعادة الذي يجريه الله سبحانه وتعالى على يد وليه المؤمن لحجة او حاجة خارق للعادة يعني شيء لم تجري عادة الناس بوقوعه يجريه الله سبحانه وتعالى على يد وليه المؤمن. والولي تعريفه بين ظاهر في كتاب الله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون فالمؤمن التقي هو الذي يكون لله وليا. كل مؤمن تقي فانه لله ولي ليس ثمة شيء اخر لا رسوم ولا دعاوى ولا شيء من هذا القبيل انما كل من استقام على طاعة الله عز وجل توحد الله واتبع نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل ما امر واجتنب ما نهي فانه ولي لله سبحانه وتعالى هذه الكرامة تكون لحجة او حاجة لحجة تتعلق بالدين من جهة الدعوة اليه وبيان صحته آآ انه الحق من عند الله عز وجل او من جهة ارغام اعدائه وتحديهم هذا ما يتعلق بماذا؟ بالحجة او من جهة الحاجة والحاجة قد تكون حاجة عامة للمسلمين وقد تكون حاجة خاصة لمن تجري على يديه. وذكر المؤلف رحمه الله نوعين ترجع اليهما الكرامات وهما ما يرجع الى جنس العلوم والمكاشفات وما يرجع الى جنس القدرة والتأثيرات ما يرجع الى جنس العلوم والمكاشفات يعني مما يرجع الى العلم الذي يفتحه الله سبحانه وتعالى على من يشاء او انه يكشف له شيء مما لا يكشف بالعادة حتى من جهة البصر ومن ذلك ما كان في قصة سارية التي جرت لعمر رضي الله عنه وارضاه. وهذه قصة ثابتة حسنها الحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر وغيرهما من اهل العلم قد تكون من جهة القدرة والتأثيرات ما جرى لخالد ابن الوليد رضي الله عنه حينما شرب السم وهذه قصة ثابتة اخرجها الطبراني وابو يعلى والامام احمد في فضائل الصحابة وغيرهم باسانيد ثابتة صحيحة. فهذا ما يرجع الى جنس القدرة والتأثيرات وقد تكون كما ذكرت لك لحاجة الانسان في نفسه وقد تكون لحاجة المؤمنين. وهذه كثيرة وقعت في السابق كما اشار المؤلف رحمه الله وقعت في اه قصة الكهف وذلك ان هؤلاء الفتية مكثوا هذه المدة الطويلة بلا طعام ولا شراب وهذا نوع من الكرامة وهذا نوع ثالث للكرامة اشار اليه شيخ الاسلام رحمه الله في كتابه الصفدية في الجزء الاول فانه ذكر هناك ثلاثة انواع ما يرجع الى العلوم والمكاشفات ما يرجع الى القدرة والتأثيرات وما يرجع الى الغناء عن الحاجات البشرية ما يرجع الى الغناء يعني الاستغناء عن الحاجات البشرية كالاستغناء عن الطعام والشراب مدة من الزمن. ومن ذلك ما كان لاصحاب الكهف كذلك ما كان في الامم السابقة من آآ الذي جرى لمريم عليها السلام وذكر شيخ الاسلام رحمه الله انه وقع في صدر هذه الامة كما قد علمت وقع لعمر رضي الله عنه وقع لخالد بن الوليد ووقع لغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم في الصحيح قصة اسيد بن حضير رضي الله عنه حينما رأى تلك الانوار التي هي كالسرج وهم الان وهم الملائكة الذين تنزلوا لقراءته القرآن الى غير ذلك مما كان في الصدر الاول في عهد الصحابة وكذلك في عهد التابعين وفي عهد اتباعهم. وباق في هذه الامة وسيبقى الى قيام الساعة فانه قد ثبت في الصحيح ان الدجال حينما يقتل الشاب المؤمن ثم يحيى مرة اخرى فلا يقدر عليه. وهذه كرامة لهذا الشاب المؤمن الذي وقف في وجه هذا الدجال. اذا الكرامة كانت وتكون وستكون باقية في هذه الامة. آآ الى ما شاء الله سبحانه وتعالى باب الكرامة عند اهل السنة والجماعة منضبط بضوابط يتميز بمعرفتها منهج اهل السنة عن منهج مخالفيهم في هذا الباب من تلك الضوابط اولا ان الاعتماد في الدين من جهة الايمان او من جهة الدعوة اليه انما مرجعها الى الدليل والبرهان والسنة والقرآن لا الى الكرامة ولاجل هذا لا يتوقف شيء من الدين على ثبوت الكرامة ووقوعها فمتى ما وقعت الكرامة فان الانسان يثبت على الدين ومتى لا لم تقع فانه يرتاب او يرجع عنه هذا لا يكون وليس من ضوابط وليس من منهج اهل السنة والجماعة ان يبنى امر الدين على الكرامة كما قد سمعت الحجة في هذا الدين مرجعها الى نصوص الوحي كما سمعت في الحديث السابق ما من نبي الا وقد اعطي من الايات ما على مثله امن البشر وان الذي اعطيته وحيا يتلى. فالحجة عندنا والعمدة عندنا ليست الكرامة انما وحي الله سبحانه وتعالى الضابط الثاني ان الكرامة مرجعها الى مشيئة الله سبحانه وتعالى المقترنة بحكمته وبالتالي فالولي ليس منه شيء ليس هو الذي اخرج هذه الكرامة الى حيز الوجود ليس هو الذي استقل بايقاعها وايجادها حاشا وكلا. الامر في ذلك لله سبحانه وتعالى واذا كان ما يرجع الى ما هو اعظم منها وهي المعجزات ليست بيد الانبياء انما هي بيد من ارسل الانبياء سبحانه وتعالى. ولاجل هذا لما قال المشركون انهم لن يؤمنوا يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم حتى يفجر لهم من الارض ينبوعا الى اخر ما ذكروا. وبينه الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء ماذا كان الرد قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا فالايات مرجعها الى الله. قل ان الله قادر على ان ينزل اية. القدرة متعلقة في هذا الباب بالله سبحانه وتعالى فهو القادر على ذلك فاذا شاء انزل الاية انزلها واذا لم يشأ لم تنزل اذا لا تتعلق القلوب البتة بمن تجري على يديه كرامة لا تتعلق القلوب وبالتالي لا تصرف العبادة له لانه انما يرجع في ذلك الى الله سبحانه وتعالى. لا الى هذا الولي الكرامة توهب من الله جل وعلا وهذا يجرنا الى ضابط ثالث وهو ان الاصل في الكرامة عند عباد الله الصالحين ان توهب ولا تطلب توهب من الله جل وعلا ولا تطلب من عباد الله الصالحين. هذا هو الاصل في هذا الباب. وهذا الاصل له استثناء. لكن الاصل ان الاولياء حقا لا يطلبونها ولا يسألونها بل يخافون اذا وقعت بهم لانهم يخافون ان يقع شيء من العجب والغرور في قلوبهم فتكون الهلكة ولدا هم اشد ما يكونون حرصا على اخفائها وعدم اظهارها بخلاف اهل الدعاوى والتزييف الذين هجيراهم دعاوى عريضة من الكرامات التي تحصل لهم. ودونك كتب الكرامات المزعومة عند اهل الخرافة اقرأ واعجب من هذه التي يدعون انها احوال جرت على ايديهم وهي في الغالب بين ان تكون كذبا او ان تكون حالا شيطانية والحقيقة ان هذا الباب عند الخرافيين باب عجيب فقد اضحكوا العقلاء على عقولهم فانهم قد ادعوا دعاوى عريضة واتوا باشياء غريبة ما كان عليها الصدر الاول من هذه الامة بل انهم قد توسعوا في هذا المقام جدا حتى ادرجوا في الكرامات ما هو من جنس اللغو والعبث بل ربما كان من جنس المعصية و لذلك قد تقرأ عند بعضهم ان من كرامته رفع الله قدره ونور ضريحه وقدس سره انه خطب في الناس عريانا او انه قد اتى دابة فعل بها الفاحشة قد تجد هذا في هذه الكتب وهذا شيء وقفت عليه بنفسي في كتبهم شتان بين هذا وهذا شتان بين ما كان عليه حال الاولياء حقا وبين من اه يزعم انه منهم والواقع انه ابعد الناس عنهم. اذا هذا ايضا من ضوابط اهل السنة والجماعة في هذا الباب الضابط الرابع ذكرته قبل قليل وهو ان الكرامة لا تكون معصية وعليه فمتى من ادعى انسان كرامة والنظر الصحيح فيها يقتضي انها معصية لله عز وجل اما في الحال او المآل فاننا نقطع حينها انها ليست كرامة الله عز وجل لا يكرم وليه بما يهينه لا يكرمه بما يهينه ايضا من الضوابط عند اهل السنة وهو الضابط الخامس ان الاستقامة اعظم كرامة الاستقامة على دين الله عز وجل وشرعه اعظم كرامة يعطاها الانسان. ولذا يا عبد الله كن طالبا للاستقامة لا طالبا للكرامة فان هذه اعظم كرامة ولا سيما في زمان الغربة في اخر الزمان حينما تتلاطم امواج الشبهات والشهوات فثبات الانسان على هذا الدين في اعتقاده وفي عمله وفي اخلاقه ثباته على المعتقد الصحيح وعلى ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. بحيث لا يحيد عنه قيد شعرة. لا شك ان هذا كرامة واي كرامة من ثبت على هذا الدين واستقام على سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فليبشر انه قد اعطاه الله عز وجل اعظم كرامة. اذا هذا مجمل ما يرجع الى ضوابط الكرامة عند اهل السنة والجماعة وبها يتميز الفرق بين منهج اهل السنة والجماعة ومنهج مخالفيهم اهل السنة في هذا الباب كانوا وسطا بين اناس انكروها كبعض المعتزلة والمتكلمين واناس بالغوا فيها وادعوا فيها ما لا ينبغي كالصوفية وكذلك فارق اهل السنة والجماعة طرائق بعض المتكلمين الذين ما ميزوا وما كان عندهم فرقان صحيح بين الكرامة وغيرها كالمعجزة والحال الشيطانية توسط اهل السنة والجماعة وسلكوا المسلك الرشيد في هذا الباب لان انهم اتبعوا نصوص الكتاب والسنة ومضوا على ما كان عليه سلف هذه الامة فوفقوا للحق والصواب والله عز وجل اعلم. احسن الله اليكم قال رحمه الله. ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون امة وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. ثم من طريق اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس. ويقدمون محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد. ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة. وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها ترقى وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين. والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد. طيب كانت مسألة كرامات الاولياء اخر المسائل العقدية التي اوردها المؤلف رحمه الله في هذه النبذة النافعة في اعتقاد اهل السنة والجماعة ثم ختم المؤلف رحمه الله هذه العقيدة بامرين الاول بيان منهج التلقي والاستدلال عند اهل السنة والجماعة والامر الثاني مكملات الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة حيث ذكر رحمه الله ما يتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر واتباع صالح الاخلاق الى غير ذلك مما سنتكلم عنه ان شاء الله هذا الباب باب منهج اهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال باب مهم والكلام عنهم وفيه شيء مهم ولا سيما في هذا الزمان المتأخر فان الامور قد اختلطت كثيرا فالدندنة حول هذا الموضوع له من الاهمية ما لا يخفى على ذي لب فان الخلافة المنهجية قد وقع كثيرا في هذه الامة في الازمان المتأخرة وتوسع وسائل الاتصال بين الناس ادت الى كثير من الاشتباه على كثير من الناس فصبت تسمع من الشبه الشيء الكثير صار من السهل على بعض الناس ان يقدم المعقول على المنقول او ان يتقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فيضطرح الاية والحديث لاجل عادة او لاجل شهوة او لاجل ما يرى انه هو العقل الصحيح الى غير ذلك صرت تقرأ وتسمع وصار كثير من الاغمار يطعنون في سلف هذه الامة ولا يرفعون رأسهم ولا يرفعون رأسا بفقههم ولا تفسيرهم للنصوص في سلسلة طويلة من هذا الخلط وهذا التلبيس والله المستعان. اذا الكلام عن هذا الموضوع من الكلام المهم الذي حري بطالب العلم والداعية الى الله عز وجل ان يركز عليه كثيرا العامة بحاجة ماسة الى اعادة الى هذا الاصل الى تذكير به الى تكراره والقائه دوما على اسماعهم حتى تزول بتوفيق الله عز وجل كثير من تلك الشبه التي علقت باذهانهم فان مرجعها في الغالب انما هو الى خلل في التأصيل اهل السنة والجماعة اشار الشيخ رحمه الله الى هذه التسمية والى سببها وهذا موضوع لعله قد جرى الحديث عنه في اوائل الدروس وهو ان الاصل في التسميات انها ترجع الى ثلاثة انواع تسميات مشروعة وتسميات ممنوعة وتسميات مباحة اما التسميات المشروعة فهي التي فيها النسبة الى امر ممدوح شرعا النسبة الى الايمان الى الاسلام الى الهجرة الى النصرة فيقال مسلم او مؤمن او مهاجري او انصاري او ما شكل ذلك هذه تسميات مشروعة وثمة تسميات ممنوعة كالنسبة الى الفرق التي فرق اصحابها دينهم فكانوا شيعا او النسبة الى التسميات المشروعة لكن على وجه البغي والفخر كما ثبت في الصحيح لما قال احد احد المهاجرين يا للمهاجرين وقال الاخر يا للانصار قال النبي صلى الله عليه وسلم ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهريكم وثمة تسميات مباحة كالانتساب الى البلدان او الحرف او ما شاكل ذلك والاصل في هذا الجواز ما لم يترتب عليه ما لا يحل التسمية باهل السنة والجماعة الانتساب للسنة والجماعة من النوع الاول وهو التسميات المشروعة فان هذه التسميات تسميات كانت بامر محمود شرعا النسبة الى السنة واعظم بالسنة النسبة الى الجماعة واعظم بالجماعة فكيف والحاجة دعت الى هذه التسمية. اود ان تفهم ان نشوء هذا اللقب انما دعا اليه الحاجة اذا قيل لماذا يقال اهل السنة والجماعة ولا يكتفى بوصف الاسلام. لما لا نقول للمسلمين والحمد لله؟ ما الداعي الى ان نقول اهل السنة او اهل السنة والجماعة الجواب ان الحاجة هي التي دعت الى ذلك بيان هذا ان الامة قد افترقت وتشيعت الى شيع وتحزبت الى احزاب وكان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من ان هذه الامة ستفترق وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح لا تزال طائفة من هذه الامة على الحق ظاهرين اذا هناك ماذا طوائف اخرى وهذه الطوائف لا يمكن وصف كثير منها بالكفر هم اهل بدعة وهوى لكن لا يصح ان يكفروا لانهم ما فعلوا ما يقتضي تكفيرهم اذا هؤلاء ان وصفوا بالاسلام وكانوا مع الذين ثبتوا على الاسلام المحض كانوا مع هؤلاء على حد سواء فلم يتميز هذا عن هذا ادى ذلك الى لبس الحق بالباطل واعلم يا رعاك الله ان لبس الحق بالباطل يؤدي الى اطمحلال الحق لبس الحق بالباطل يؤدي الى ماذا؟ الى اضمحلال الحق الى ان يخبو نور الحق وربما انطفأ بسبب هذا اللبت بسبب هذا اللبس وبسبب هذا الاختلاط بين الحق والباطل وهذا ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه. ولا تلبسوا الحق بالباطل فدل هذا على ان لبس الحق بالباطل مذموم شرعا وبالتالي احتاج اهل الحق الى ان يتميزوا بحقهم. احتاج اهل الحق ان يتميزوا بحقهم. لابد ان يكون اهل الحق في ظاهرين حتى يحفظ الحق ويبقى صافيا وحتى يتميز اهله عن غيرهم فلا تدخل عليهم الدواخل وحتى تقوم الحجة على الناس فالحق بين وظاهر ومن اراده طلبه واصحابه ظاهرين لا يزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين اذا لابد ان يكون الحق ظاهرا ولابد ان يكون اهله ظاهرين. من اسباب ذلك ان يتميز اهل السنة والجماعة ان يتميز اهل الحق بوصف يتميز به اهل الاسلام الصافي عن الشوب عن غيرهم ممن ينتسبون الى الاسلام. فكانت هذه التسميات وكانت هذه الاوصاف اهل السنة والجماعة اهل الحديث اهل الاثر الى اخر ما هنالك. اذا هذه اوصاف محمودة في ذاتها ليست فيها نسبة الى مذموم. ليست فيها او ليس فيها تحزب الى شخص ليس فيها تحزب الى قوم معينين انما فيها انتساب الى ماذا الى امر محمود شرعه السنة والحديث والاجتماع على الحق الى اخر ما هنالك. ثم الحاجة هي التي دعت الى حصول ذلك ولاجل هذا اذا نظرت وجدت تاريخ هذا اللقب مصطلح اهل السنة قديما تجد انه ظهر ظهورا واظحا في عهد اوساط او اواسط آآ التابعين كابن سيرين رحمه الله كما اخرج الامام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه قال رحمه الله كانوا لا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر كلام اهل السنة فينظر الى اهل السنة فيؤخذ كلامهم وينظر الى اهل البدعة فلا يؤخذ كلامهم كذلك تجده في كلام الحسن البصري رحمه الله وكلاهما قد توفي في سنة عشر ومئة للهجرة ثم تجد ان الامر قد فشى اكثر في عهد صغار التابعين كايوب رحمه الله ثم تجد الامر قد فشى اكثر في عهد اتباع التابعين كما تجده في كلام سفيان الثوري اه رحمه الله وغيره من ائمة السلف ثم تجد امر قد فشى اكثر في الطبقة التي بعد ذلك كطبقة الامام الشافعي ثم تجد الامر قد فشافي الطبقة التي بعدهم اكثر واكثر كما تجده في كلام الامام احمد وابي عبيد القاسم ابن سلام وغيرهم ثم زاد الامر وفشى اكثر واكثر بعد بعد ذلك. اذا هذا من حيث تاريخ مصطلح اهل السنة. اما مصطلح اهل السنة والجماعة فهذا متأخر عن الاول جاء قليلا عند المتقدمين كما تجده في بعض كلام سفيان الثوري رحمه الله لكنه فشى وظهر اكثر في اخر القرن الثالث واوائل القرن الرابع كما تجده في كلام الطبري وفي كلام الطحاوي وفي كلام غيرهما من اهل العلم مصطلح اهل الجماعة او الجماعة نبه المؤلف رحمه الله الى ان كلمة الجماعة يراد بها احد امرين قد يراد بها الاجتماع وقد يراد بها المجتمعين قد يراد بها الاجتماع وقد يراد بها المجتمعين فاذا قلت اهل الجماعة او قلت اهل السنة والجماعة كلمة اهل بمعنى اصحاب فهذا من اهل السنة يعني من اصحاب السنة يعني من اتباع السنة. واذا قلت من اهل الجماعة يعني من اصحاب الاجتماع وما المقصود بالاجتماع؟ هو الاجتماع على الحق فان كان هذا الاجتماع على امام شرعي ذي شوكة فانه اجتماع واذا كان مع عدم وجود او في زمن ليس فيه هذا الامام ذي الشوكة فانه يكون ايضا نعم مجرد اجتماع اهل الحق على حقهم كاف بوصف كاف في وصفهم بانه اهل الاجتماع وذلك فتميز الفرق بين حالي اتباع السنة وحال اهل البدع وذلك ان البدعة والفرقة امران مقترنان والسنة والاجتماع امران مقترنان. البدعة يلازمها ويصحبها الفرقة والنزاع. ولذلك اهل البدع اهل انشطارات اهل تمزقات تبدأ الفرقة بجماعة ثم لم يزل هؤلاء الجماعة يتفرقون فينقسمون الى قسمين ثم تجد القسم الواحد منهما ينقسم الى قسمين وهكذا دواليك اهل البدع اذا قرأت في كتب المقالات والفرق تجد انهم ما اكثر ما يقع فيهم التنازع والاختلاف والتمزق بخلاف السنة فانه قد اقترن بها الاجتماع فتميز الحال اصبح في هذا الوصف زيادة في التمييز زيادة في ماذا؟ في التمييز. عندك هؤلاء يتبعون السنة. ان اشتبه عليك الامر فقيل حتى غيرهم يتبعوا السنة انظر الى حالهم حيث انهم ماذا؟ اجتمعوا على الحق ولذا تجدوا اهل السنة والجماعة على طريق واحدة في معتقدهم في مسلكهم في منهجهم في التلقي والاستدلال. خذ كتابا في الاعتقاد الف في هذا العصر وخذ كتابا الف قبل الف سنة. تجد ان الكتابين ينطقان بكلام واحد حتى كأن المؤلفة شخص واحد اليس كذلك؟ اذا هذا مما يوضح الامر اكثر ويزيد التمييز وضوحا ان يكون اهل السنة او ان يعلم ان اهل السنة اهل اجتماع ايضا. ولذا فانه يقال اهل الجماعة يعني اهل الاجتماع على الحق. وهذا قليل والاكثر ان تضاف هذه الكلمة الى السنة فيقال اهل السنة والجماعة اتباع السنة ها والمجتمعون على الحق او اهل الاجتماع على الحق وقد يراد بلفظ الجماعة المجتمعين انفسهم اذا قد نريد بالجماعة الاجتماع وقد نريد بالجماعة المجتمعين. فاذا استعملنا هذا الوصف لا نقول اهل. نقول ماذا الجماعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض روايات حديث الافتراق لما سئل عن الفرقة الناجية قال هي الجماعة ما المقصود بالجماعة هنا؟ يعني المجتمعون على الحق. اذا اذا قلنا اهل الجماعة او اهل السنة والجماعة فالمراد بكلمة الجماعة الاجتماع وما هو هذا الاجتماع اجتماع على الحق وما هو هذا الحق هو الوحي هو الكتاب والسنة ويستنبئونك احق هو قل اي وربي انه لحق وبالحق انزلناه وبالحق نزل. اجتمعوا على هذا الحق الذي هو وحي الله. كتاب الله والمبين لكتاب الله وهو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. اما اذا قلنا كلمة الجماعة فقط فقيل هؤلاء هم الجماعة فالمراد المجتمعون المراد المجتمعون على الحق. هذا ما يتعلق اطلاق هذا الوصف وهو مصطلح واهل السنة والجماعة وسيأتي كلام عنه قريب في اخر هذه الرسالة. احسن وصف وتعريف لهذا اللقب اهل السنة والجماعة ما ذكر المؤلف رحمه الله في اخر هذه الرسالة. اهل السنة والجماعة ليسوا الا المتمسكين بالاسلام المحض. الخالص عن الشوب هذا تفسير حسن وتعريف واضح لا لبس فيه. اهل السنة والجماعة المتمسكون بالاسلام المحض الخالص عن الشوب ما دخلته الدواخل ولا تطرقت اليه اه البدع والمحدثات والاهواء انما هو الاسلام الصافي الدين الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ومضى عليه اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم هذا المنهج الذي كان عليه اهل السنة والجماعة نبه المؤلف رحمه الله على اصوله عندهم واساس ذلك ورأسه ثلاثة امور اشار اليها المؤلف رحمه الله هذه الامور هي اسس ثلاثة مهمة في منهج التلقي والاستدلال عند اهل السنة والجماعة الاساس الاول ان اهل السنة والجماعة انما يريدون ويصدرون في امر دينهم عن الوحي عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لا يتجاوزون القرآن والحديث وذلك لانهم يعتقدون اولا ان القرآن والسنة الحق الذي لا شك فيه ويستنبئونك احق هو؟ قل اي وربي انه لحق ثانيا ان هذا الوحي الذي هو من عند الله سبحانه وتعالى. سبيل الهداية لا غير لا يمكن ان تحصل الهداية الا بسلوك طريق الكتاب والسنة. قال جل وعلا واتبعوه لعلكم تدوم وان تطيعوه تهتدوا. قال جل وعلا وان اهتديت فبما يوحي الي ربي فبما يوحي الي ربي اذا لا يمكن ان تكون هداية الا من طريق الكتاب والسنة. امر ثالث ان اتباع الكتاب والسنة ضده الهوى والهوى يهوي بصاحبه في الضلال ثم في النار قال جل وعلا فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعونه اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله لا يمكن ان يكون ثمة طريق ثالث ليس هناك طريق ثالثة ليس هناك طريق تعدو استجابة للنبي صلى الله عليه وسلم او اتباع الهوى اذا كل من لم يكن متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم فانه واقع في الهوى ولابد. اذا اهل السنة جماعة يعتقدون ان الحق كل الحق في اتباع الكتاب والسنة وان هذا محض الايمان وزبدة الايقان وانه الامتحان لايمان المؤمن. قال جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون. لاحظ ان القضية ترجع الى ماذا؟ الى الايمان ليست في المسألة مسألة سهلة فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت سلموا تسليما. قال جل وعلا انما كان قول المؤمنين. لاحظ لا يزال الامر يدور على على الايمان انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا. اذا الامتحان الحقيقي للايمان هو في اتباع الكتاب والسنة الاستجابة لامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن لم يلتزم ذلك فانه سيقع في الفتنة والعذاب فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اذا في صغير الامر وكبير لا يتجاوز اهل السنة والجماعة الكتابة والسنة ولذا كانوا اهل الكتاب والسنة. كانوا اهل السنة والجماعة الاساس الثاني الذي ذكره المؤلف رحمه الله هو اتباع سبيل سلف هذه الامة فيتكلم اهل السنة بما تكلم به السلف الصالح ويسكتون عما سكت عنه السلف الصالح. ويفهمون النصوص بفهم السلف الصالح. والسلف الصالح هم الذين حازوا الخيرية بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو القائل خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتابعوهم واتباع التابعين. هؤلاء الغرة من هذه الامة اهل السنة والجماعة يسلكون سبيلهم ورأس اولئك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ورأس الاصحاب الخلفاء الراشدون. هم الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وهذا ما بينه الله عز وجل في قوله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه هم اولى الناس بوصف الايمان ولاجل هذا قال جل وعلا ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى يتبع غير سبيل المؤمنين. نوله ما تولى. حثنا الله عز وجل على اتباع سبيل المنيبين الى الله. قال جل وعلا واتبع سبيله من اناب الي واولى الناس بهذا الوصف بعد الانبياء؟ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم بقية السلف الصالح. قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. قال الضحاك رحمه الله مع ابي بكر وعمر واصحابهما اذا هذا اصل اصيل عند اهل السنة والجماعة اتباع سبيل السلف الصالح الاساس الثالث هو الحذر من الابتداع في الدين ذلك ان اهل السنة والجماعة وزنوا البدعة بميزان الوحي فوجدوا انها ينبوع ضلال ودهليز شر وفي حشوها من السموم المضعفة للايمان والتوحيد الشيء الكثير لذا كانوا اشد الناس حذرا وتحذيرا منها فان البدعة لازمها امران خطيران كل مبتدع يلزمه هذان الامران. ولابد اولا الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم بانه خان الرسالة او اتهام الشريعة بالنقص هذا لازم لكل مبتدع فلسان حال المبتدع لسان مقاله او لسان حاله ان هذه الشريعة ناقصة ثمة شيء من الخير ما وجد فيها فانا اكملها او ان الدين كامل لكن النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغ البلاغ المبين قال الامام مالك رحمه الله من ابتدع بدعة يراها حسنة وقف وقفة عند قوله يراها حسنة. من ابتدع بدعة يراها حسنة. فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه ان لم خان الرسالة فان الله تعالى يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فما لم يكن بالامس دينا لا يكون اليوم دينا ايضا يتبع ذلك ان الابتداع في الدين مضاهاة للاسلام بمعنى ان المبتدع قد نزل نفسه منزلة المشرع فلسان حاله يقول كما ان النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا بشيء من الدين والحق فانا بمثابته انا افعل كما كما فعل هو. فاشرع كما شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبليغا عن ربه والله جل وعلا قد بين في كتابه ان هذا اثم عظيم. قال سبحانه ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله اضف الى هذا امرا ثالثا وهو ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الابتداع ظلم واي ظلم لانه افتراء على الله والله عز وجل يقول ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا وهذا المبتدع قد افترى على الله كذبا فنسب الى دينه في الاعتقاد او في العمل والعبادة شيئا لم يشرعه الله عز وجل فكان مفتريا على الله سبحانه وتعالى. اضف الى هذا امرا رابعا وهو ان البدعة كما اسلفت اتباع للهوى ولابد قال جل وعلا فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم البدعة خامسا ضلالة. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. امر سادس البدعة توصل الى النار. قال النبي صلى الله الله عليه وسلم وكل ضلالة في النار. اذا في ميزان اهل السنة والجماعة يتبين لنا ان الابتداع امر في غاية الخطورة. ولذا كانوا احذر الناس منها واشد الناس تحذيرا عنها يأخذون كما قال المؤلف رحمه الله بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فان شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة لعلنا نكتفي بهذا القدر ونكمل غدا ان شاء الله