بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات. كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة. من الصحابة والتابعين وسائر قرون امة وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد كنا قد تكلمنا في درس البارحة عن ضوابط اهل السنة والجماعة في باب كرامات الاولياء. وذكرنا من الضوابط ما رجع احد ذكرناه خمسة ضوابط واضف اليها ضابطا. سادسا مهما وهو انه لا تلازم بين اه الولاية والكرامة. بمعنى ليس من الشيء الضروري ان يكون للولي كرامة بمعنى اية خارقة للعادة. ليس ذلك ضربة لازب. بل قد يكون من اولياء الله من هو في اعلى درجات الولاية؟ ولا تجري عليه الكرامة؟ وآآ بالتالي فلا يظن في نفسه السوء ولا يظن فيه من غيره السوء ان لم تكن له اية ان لم تكن له كرامة انما الولاية تنال بتحصيل شرطها وهو الايمان والتقوى. وليس الكرامة من شرطها. ليس من شرط تحصيل رتبة الولاية ان يكون الانسان من اصحاب الكرامات. فان خيار اولياء الله جل وعلا كثير منهم من الصحابة والتابعين واتباع التابعين ما عرفت لهم كرامات خارقة للعادة وبالتالي ينبغي ان ينبه الى هذا الامر وهو عدم التلازم بين الولاية والكرامة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم من طريق اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا اتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين مهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير قال هادي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس قوم والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين. وهم يزنون بهذه الاصول بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال او ظاهرة مما له تعلق بالدين. والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. سبق الكلام عما سمعت اللهم الا ما يتعلق بمسألة الاجماع فقد استطرد المؤلف رحمه الله فذكر الاصول الثلاثة التي هي الاصول المعصومة وهي الميزان الذي يوزن به كل اقوال الناس وكل اعمالهم فما وافق الكتاب والسنة والاجماع فانه الحق وما خالف ذلك فانه مردود. وهذه الاصول الثلاثة لم يأخذ بها من جميع اطرافها الا اهل السنة والجماعة. واما من عداهم فانهم يأخذون ويدعون. يوافقون ويخالفون وشيخ الاسلام المؤلف رحمه الله ذكر في المجلد الثالث على متى اهل البدع والافتراق وهو مفارقة الكتاب والسنة والاجماع ثم قال فمن اخذ بالكتاب والسنة والاجماع فهو من اهل السنة والجماعة. هذه سمة لاهل السنة والجماعة لم يحققها سواهم من فرق هذه الامة وذلك انهم يأخذون بالكتاب وبالسنة وبالاجماع والاجماع البحث فيه منثور في كتب اصول الفقه وتعريفه عند اهل الفن اتفاق امة محمد صلى الله عليه وسلم في عصر من العصور على امر شرعي متى ما كان ذلك كذلك فان هذا اجماع يجب الاخذ به. فان الاجماع معصوم كما ان الكتاب والسنة الكتاب معصوم والسنة معصومة. كذلك الاجماع معصوم. لان يا جماعة لا يكون الا عن دليل عن كتاب او سنة. ومباحث الاجماع كثيرة وثمة تفاصيل واختلافات في بعض جزئيات باب الاجماع لكن المقصود هنا ان نعلم ان اهل السنة والجماعة يزنون بهذا الميزان المعصوم وهو الكتاب والسنة والاجماع كل قول وكل فعل واشار المؤلف رحمه الله وها هنا الى مسألة دقيقة وهي ان الاجماع من حيث كونه حجة ومن حيث كونه متصور الوقوع حاصل في كل حقبة من حقب هذه الامة. ويمكن ان يقع في كل عصر من عصورها. الا انه من حيث الواقع وتحقق انطباق الوصف وصف الاجماع على اتفاق الامة فان الاجماع الذي ينضبط هو ما كان في عهد السلف الصالح الذين هم القرون الثلاثة المفضلة وشيخ الاسلام في مواضع يعبر بالسلف وفي مواضع يعبر بالصحابة رضي الله عنهم ولا شك ان الاجماع متصور آآ ان الاجماع متحقق الوقوع في عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بلا اشكال وكذلك الامر ولكنه بصورة اقل في عهد التابعين. وكذلك في عهد اتباع التابعين. ثم انه بعد ذلك كثر الخلاف وتفرقت الامة. وانتشرت في الافاق وبالتالي فانه ليس من الامر المتعذر لكنه من الامر العسير. التحقق من اقوال جميع علماء هذه الامة. بحيث يحكم بانهم قالوا بقول واحد في مسألة معينة. هذا امر ليس بالامر المستحيل. لكنه امر اه قد يكون عسيرا في مسائل كثيرة فالذي ذكره المؤلف رحمه الله كلام متجه وهو ان الاجماع المنضبط هو ما كان في عصر السلف الصالح ولا سيما ما كان في عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وان تحقق من ان الاجماع قد انعقد بعد ذلك على شرطه عند اهل العلم فلا شك انه معتبر به ويحتج به. انما اكثر الاجماعات التي تحكى بعد عهد السلف الصالح لا تخلو اما ان تكون من الاجماع السكوت او ان الذي نقل انما هو قول اكثر اهل العلم. وليس انه اجماع على طريقة او على ضابط اهل السنة الذي يذكرونه في كتب الاصول. وعلى كل حال محل البحث في هذه المسائل يرجع الى علم اصول الفقه وانما ذكر الشيخ رحمه الله هذه المسألة استطرادا والله اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء بابرارا كانوا او فجارا ويحافظون على الجماعات ويدينون بالنصيحة للامة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. نعم انتقل المؤلف رحمه الله للكلام عن نبذة مهمة تتعلق بمباحث التزكية والاخلاق والسلوك و هذه الطريق التي سلكها المؤلف رحمه الله وهي انه يطعم كتب الاعتقاد بالتنويه على مثل هذه المسائل هذه جادة مسلوكة عند اهل العلم من اهل السنة تجد شيخ الاسلام رحمه الله في هذا المتن اشار في خاتمتها هذه العقيدة الى هذه المباحث وكذلك سبقه الى هذا وتبعه وتبعه على هذا جمع من اهل العلم كما تلاحظه عند ابي عثمان الصابوني رحمه الله في اعتقاد السلف واهل الحديث وكما تجده عند المزن في شرح السنة كما تجده عند ابي بكر الاسماعيلي في اعتقاد ائمة الحديث. وكما تجده ايضا عند ابن بطة في الابانة الصغرى التي هي الشرح والابانة. الى غير ذلك مما في كتب اعتقاد اهل السنة والجماعة تجد انهم يعرجون على هذه المسائل. ينبهون على مسائل الاخلاق والسلوك. وما ينبغي ان يكون عليه المسلم مع اخوانه من مكارم الاخلاق ومحاسن الاداب والقيام بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى اخر ما هنالك وها هنا سؤال لما يدرج اهل السنة مثل هذه المسائل ضمن كتب الاعتقاد الجواب ان هذا فيما يبدو والعلم عند الله تعالى راجع الى امور اولا ان التعريج على هذه المسائل بيان لثمرة الاعتقاد الصحيح وترجمة للحق الذي نطقت به ايات الكتاب واحاديث السنة وسار عليه السلف الصالح من ان الايمان قول وعمل. وان الاعتقاد الصحيح يورث الاعمال الصالحة فمن نبت في قلبه ايمان صادق فلا بد ان تتفرع عنه اعمال واقوال زاكية هذا واضح دون شك فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالاعتقاد مثمر ولابد الاعتقاد الصحيح المبني على ادلة الكتاب والسنة مثمر اخلاق الحسنة وامر ثان وهو ان القيامة بما دلت عليه ادلة الكتاب والسنة من محاسن الاخلاق ومن مكارم الاداب به تتحقق الالفة وتحصل المحبة ويكون الاجتماع بين المسلمين ولا شك ان هذا من اسباب ظهور السنة واهلها وقد علمنا ان اهل السنة على الحق ظاهرين. لا تزال طائفة من امتي على لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ومن اسباب الظهور الاجتماع والائتلاف وهذا انما يتحقق بسلوك هذا المسلك الرشيد وهذا اه المنحى الزاكي وهو ان يتخلق اهل السنة بهذه الاخلاق الحسنة. فيقوى جانبهم وتظهر حجتهم لان الضد بالضد ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ومعلوم ان بالقيام بواجب النصيحة والامر بالمعروف والتخلق بحسن الاداب ان ذلك يحقق الولاء بين المؤمنين والولاء مع البراء مبحث اصيل عند اهل السنة والجماعة يذكرونه في مقتضيات شهادة ان لا اله الا الله. فان مما يتبع محبة الله عز وجل وهي شرط يرحمك الله من شروط الانتفاع بلا اله الا الله ان يحب الانسان ما يحبه الله جل وعلا. ومن ذلك المؤمنين فان الله عز وجل يحبهم كما انهم يحبونه ايضا ثمة امر ثالث وهو حتى يتميز مسلك اهل السنة والجماعة في هذه المسائل عن مسلك غيرهم. فان منهج اهل السنة في مباحث السلوك والاخلاق منهج منضبط بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة بخلاف غيرهم من اهل البدعة والخرافة فانهم ولجوا الى هذا الباب لكنهم ما انضبطوا فيه بضوابط الكتاب والسنة فكانوا مخالفين للحق ومعلوم عندكم ان تقصد مخالفة اهل البدع من مقاصد اهل السنة والجماعة ولذا تجد انهم قد ينصون في كتب الاعتقاد على مسائل ليست من مباحث الاعتقاد لكن بها يظهر مخالفة اهل السنة لغيرهم تجد مثلا انهم ينصون على مسألة المسح على الخفين او الجمع بين الصلاتين كل ذلك من باب تقصد اظهار مخالفة اهل السنة لغيرهم. فيحصل التمايز والتمايز مطلوب شرعا حتى يظهر الحق ويسلم من الاضمحلال وخذ امرا رابعا ايظا وهو ان الالتزام بالاخلاق والاداب والسلوك الحسنة لا شك انه سبب قوي لاقبال الناس على منهج اهل السنة والجماعة والتزام اعتقادهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. اهل السنة دعاة الى الحق. لا يحتكرون الحق ولا يقفون عند حد ان ينجو في انفسهم فحسب ولا يهمهم غيرهم كلا اهل السنة دعاة الى الحق. يحبون ان يفشوا الخير وان ينتشر الصواب وان يضمحل الضلال ولذا فانهم ساعون حريصون على هداية الخلق. يدعون قدر الاستطاعة الى توحيد الله وطاعته واتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ومن اسباب الاقبال على دعوتهم ان اتباع هذا المنهج الرشيد على ادب جم واخلاق حسنة حتى يقبل الناس عليهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك اضف الى هذا امرا خامسا وهو ان حصول التزكية والتزام معالي الاخلاق سد منيع بتوفيق الله عز وجل من الوقوع في اوحال الضلال فان اهل الشر والبدع والضلال والكفر قد يصلون او يتسللون الى الناس من خلال الشهوات التي تسهل الوقوع في الشبهات وبالتالي يحصل الانحراف عن الحق العلماء يقولون الشهوة صابون الشبهة الشهوة صابون الشبهة. بمعنى انها تسل انها تسهل وقوعها في القلوب فتجد ان من اهل الكفر والضلال او من اهل البدعة والانحراف عن جادة السنة. من قد يسلكون بين اهل السنة والجماعة في نشر الشهوات ومعاصي الله عز وجل لاجل ان يركنوا اليهم ثم بعد ذلك يجرونهم الى الضلال والانحراف وعليه فحصول التزكية وصلاح القلب والارتفاع عن السفاسف وعن دنيء الاخلاق لا شك انه حام باذن الله عز وجل صاحبه من الوقوع في اوحال الضلال والانحراف ايضا يمكن ان يضاف امر سادس وهو ان تنبيه اهل السنة في كتب الاعتقاد على مثل هذه المسائل فيه رد على دعايات المضللين الذين يزعمون ان اهل السنة اهل غلظة وتنطع وشدة انهم لا يتحلون الاخلاق الحسنة. انما دائما عندهم التغليظ والتنفير ولا شك ان هذا باطل من القول. فان اهل السنة والجماعة هم اتباع محمد صلى الله عليه وسلم. والنبي صلى الله عليه وسلم كان احسن الناس خلقا كان خلقه القرآن لم يكن عليه الصلاة والسلام فظا ولا غليظا ولا فاحشا ولا متفحشا فاولى الناس باخلاقه واتبعهم في ذلك انما هم اهل السنة والجماعة حقا وصدقا واضف الى هذا امرا سابعا وهو ان اثارة هذه المسألة والتنبيه عليها فيها تقويم لما قد يقع من اعوجاج عند بعض الناس فمن اخذته الحماسة فظن ان سلوك نهج السنة يقتضي الغلظة وانه كلما كان الانسان قويا في السنة صلبا فيها فانه لابد ان يكون شديدا على الخلق فان هذا ليس بصحيح شيخ الاسلام وائمة السنة قبله وبعده ينبهون على مثل هذه الاخطاء التي قد تقع من بعض الافراد. حاشى ان عامة اهل السنة كذلك او ان يكون ائمتهم كذلك. انما الخطأ وارد وقد يقع فيه من يقع. فمثل هذا التنبيه فيه تصحيح لهذا الخطأ اهل السنة اعلم بالحق وارحم بالخلق هم اولى الناس بهدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم. حتى لو اقتضت المصلحة وحتى لو كانت الحكمة في حصول شيء من التشديد من هجر او نهر او ما شاكل ذلك فان هذا لا يفقد الانسان معه اخلاقه ومبادئه المثلى التي يسير عليها. بل هو في ذلك يلتزم الاخلاق. التزموا الشيم ومكارم الاداب. حتى لو زجر وحتى لو هجر وحتى لو رد على مخالف فانه لا يزال متمسكا بمبادئه الاخلاقية العالية التي دلت عليها سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا عدا كونهم يحبون الخير للناس. ويرحمونه هم اهل السنة كما نبه شيخ الاسلام رحمه الله في اواخر الحموية ينظرون الى المخالفين للحق بنظريه ينظرون اليهم بالنظر الشرعي وينظرون اليهم بالنظر القدري. ينظرون اليهم بالنظر الشرعي يفعلون ما يتوجب عليهم شرعا فعله وربما اقتضى هذا النصح او التشديد او الهجر او الرد الى غير ذلك. لكنهم اذا نظروا اليهم بالنظر القدر فانهم يرحمونه. لانهم يعلمون الحق ويعلمون خلافة ويعلمون مآله. ولذا فانهم يرحمونهم. حينما يرونهم يتخبطون في اوحال الضلال وهم يحسبون انه هم يحسنون صنعه يريدون ان الناس كلهم مهتدون لان عندهم حب لله عز وجل. ولان عندهم تعظيم لله عز وجل. هم يعتقدون ان حق الله عز وجل ان ان يعبد فلا يعصى وان يشكر فلا يكفر. وان يذكر فلا ينسى. لذا اصحاب هذه القلوب العامرة بتقوى الله عز وجل بتوحيده وتعظيمه واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يودون لو انهم افتدوا بانفسهم واموالهم وابنائهم وان الناس لا يعصون الله يتألمون ان يعصى الله. فضلا عن ان يشرك به سبحانه وتعالى. ولذا فانهم يحرصون اشد الحرص على ان يكون الناس ان يكون الناس جميعا مهتدين. وان يكونوا جميعا موحدين لله معظمين له. لان هذا هو الذي الله عز وجل اهل له والله عز وجل حقه على العباد ذلك. فهم يحبون ان يكون الخير فاشيا في هذه الارض لذا فانهم ابعد ما يكونون عن الموانع التي تمنع من اقبال الناس على الحق فينبهون مثل هذه التنبيهات حتى يعتدل المسار وحتى يتجنب اه من من يقع في مثل هذه الاخطاء هذا المسلك اذا من طريقة اهل السنة والجماعة انهم يقفون وقفة مالية عند مثل هذه المسائل لابد من اعتقاد الحق ولابد من تزكية النفس حتى يستقيم المسار حتى يكون الاتباع صادق حتى يكون الاتباع صادقا للنبي صلى الله عليه وسلم. ثم لما كان عليه السلف الصالح بدأ المؤلف رحمه الله بالتنبيه على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاخبر انهم يقومون بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ميزة تميزت به بها هذه الامة وعلامة من علامات خيريتها كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وهذا مما تتحقق به الولاية بين المؤمنين والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر اذا كان المؤمنون قائمين حقا بالايمان فلابد ان يكونوا اولياء بعضهم ومن اهم ذلك ان يقوموا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والادلة على فضل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ادلة كثيرة لكن المؤلف رحمه الله ها هنا ذكر قيدا مهما والحق انه من محاسن هذه العقيدة المهم هو ان يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر على ما توجبه الشريعة وهذا حد فاصل بين مسلك اهل السنة ومسلك مخالفيهم في هذا الباب هناك اناس يزعمون انهم قائمون بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهناك اناس تاركون له بالكلية اهل السنة وسط بين هاتين الضلالتين بين الغلاة وبين الجفاة. الوعيدية يزعمون انهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وتعلمون ان من اصول المعتزلة الخمسة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن هل كان هذا على ما توجبه الشريعة او على ما يخالف الشريعة؟ لا شك انه على ما يخالف الشريعة هؤلاء ما اتبعوا العلم ولاجل هذا ضلوا وانحرفوا. فجلبوا على انفسهم وعلى غيرهم شرا وبيلا ولذا انظر الى حالهم في القديم والحديث كيف انهم لما لم ينضبطوا بضوابط الشرع في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقعوا في طوام عظيمة بل كان مسلكهم من اعظم الاسباب التي ادت للصد عن سبيل الله عز وجل هؤلاء خنجر مضروب في خاصرة هذه الامة من قديم والى هذا اليوم. واليوم بالذات انتم تشاهدون وتسمعون هذه التصرفات التي تقع من هؤلاء الغلاة الاغلاظ الذين لا تمت افعالهم ولا اخلاقهم للاسلام بصلة انظر الى افعالهم التي كانت وتقع ونسمعها في الوقت القريب كيف انهم يأتون الى اناس بيننا وبينهم عهد وامان وهو قائم بينهم بعهد وامان ثم يفجر بنفسه بينهم او يزرع قنابل بينهم حتى تفجرهم ابالله هذا خلق الاسلام اهذا اهذه شيمة الاسلام هذه مروءة الاسلام الاسلام اعظم والله من ذلك واشرف هذه اخلاق اظن ان الخوارج الاوائل كانوا يتنزهون عنها كانوا يقاتلون قتالا واضحا بالسيف وجها لوجه اما هذه الطعنات الغادرة ما عرفت في التاريخ الا من مسلك القرامطة والحشاشين وامثالهم من الباطنية اما اهل الاسلام اهل اخلاقه لا يسلكون هذا المسلك وذكرت لكم قصة سابقة في آآ بعض الدروس الماضية وهي ما كان من خبيب ابن عدي رضي الله عنه وقصته تدلك على ما عليه هذا الدين العظيم من خلق عظيم وادب شريف والتزام بالشهامة والمروءة وهذا شيء لا يعرفه هؤلاء في صحيح البخاري في قصة غزوة الرجيع لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فكان ما كان ولا اريد ان اطيل في ذكر تفاصيل القصة المقصود انه حصل اسر من المشركين لبعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان منهم خبيب اه ابن عدي الانصاري الاوسي رضي الله عنه وارضاه ثم انهم جعلوه في بيت شخص منهم مأسورا فلما جاء وقت الوقت الذي حددوه لقتله واعلموه بذلك استعار من احدى النساء اللائي يقمن على اه هذا البيت الذي هو مأسور فيه حديدة حتى يستحد بها ويتنظف ويستعد للقاء الله عز وجل اعطي هذه الحديدة التي هي مثل الموسى ثمان طفلا صغيرا دب اليه فاخذه باخلاق الاسلام ورحمة الاسلام. فوضعه على فخذه فهو ها هنا والموسى بيده فدخلت هذه المرأة والقصة في صحيح البخاري فلما رأت ذلك فزعت فزعت فزعا شديدا حتى عرف هذا في وجهها. وقال لها اتظنوني اتظنين اني اقتله لا افعل ذلك ان شاء الله لا افعل ذلك ان شاء الله هذه اخلاق الاسلام. ما ذنب هذا الطفل الصغير؟ ان يقتل بدون سبب هذا وهم قد اخذوه ظلما واسروه ظلما وسيقتلونه ظلما. هم مجرمون ظالمون مشركون لكن اخلاق الاسلام تقتضي الا يتجاوز الامر الى حد الظلم فيعتدي على هذا الطفل الصغير الذي لا ذنب له المقصود يا ايها الاخوة ان مسلك هؤلاء مسلك بين الضلال ظاهر الانحراف فلا هم للاسلام نصره ولا لاعدائه كسروا بل والله ان الدعاية السيئة التي نتجت عن افعالهم المنحرفة لهي من اعظم الاسباب في الصد عن سبيل الله عز وجل. لا اظن ان الة اعلامية لاعداء الله وما اكثرهم وما اكثرها لا اظن ان شيئا منها بلغ من التأثير على سمعة الاسلام وحد من آآ سبل الدعوة اليه كمثل فعل هؤلاء. ووالله ان هذا لمما طرق سمعي من بعض الكفار الذين دعوا الى الله سبحانه وتعالى فكان الجواب منهم؟ لا لا نحن لا ندخل في هذا الدين الذي اهله يفجرون الناس ويقتلونهم بدون وجه حق تنظر الى هذا الاثر الذي كان نهك عن التظييق الذي ينتج من افعالهم على المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. من كان للدعوة هم في نفسه وكان يعرف احوالها يدرك الاثر السيء الذي ترتب على هؤلاء. هذا بالنظر الى حالهم مع الكفار اما بالنظر الى حالهم مع المسلمين فحدث ولا حرج هؤلاء سلوا السيف على امة محمد صلى الله عليه وسلم. فلم يتحاشوا برا ولا فاجرا والله المستعان وما احسن ما قال الامام ما لك رحمه الله ان قوم ان قوما تركوا العلم واتبعوا الجهل فخرجوا على امة محمد صلى الله عليه وسلم بالسيف. ولو اتبعوا العلم لحجزهم عن ذلك. والله المستعان. هؤلاء قابلهم جفات وهؤلاء هم الجبرية الذين لا يرفعون رأسهم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل ينهون عنه لم لانهم جبرية لا تفريق عندهم بين الارادة الكونية والارادة الشرعية. فكل ما يقع فهو عندهم محبوب لله عز وجل اذا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مضادة لارادة الله عز وجل. بل ينبغي الرضا والفرح بكل ما يقع ولو كان معصية لله ولو كان محادة لامر الله عز وجل ولا شك ان هذا مسلك باطل ثمة ارادة شرعية هذه التي يجب ان تتبع يجب ان يتبع الانسان فعل ما يريده الله عز وجل شرعا وان يترك ما نهى الله عز وجل شرعا فاهل السنة والجماعة وسط بين هؤلاء وهؤلاء هذا هو الصراط المستقيم هذا هو القصد الوسط بين هذين الانحراف. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة وكلمة ما توجبه الشريعة مرجعها الى تحقيق الفقه الشرعي في مسائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ترجع التي ترجع الى اربع مسائل. الاولى الانكار والثانية المنكر والثالثة المنكر عليه والرابعة المنكر فيه اما ما يتعلق بالانكار ما توجبه الشريعة في باب الانكار فانه يتلخص في امرين الاول مراعاة الحكمة وما تقتضيه المصلحة فان هذا الباب باب موزون بميزان الشريعة وذلك ان الشريعة جاءت بجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها. جاءت بتقديم المصلحتين وجاءت بدرء اشد المفسدتين ولو كان ذلك باحتمال ادناهما. اذا المقام ها هنا النظر الصحيح فيه يقتضي ان للامر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب اربع المرتبة الاولى هي ان ينكر المنكر فيزول وينتهي المرتبة الثانية ان ينكر المنكر فيخف المرتبة الثالثة ان يزول ويخلفه مثل المرتبة الرابعة ان يزول ويخلفه منكر اعظم اما المرتبة الاولى والثانية فالانكار ثمة مشروع واما المرتبة الثالثة فمحل اجتهاد واما المرتبة الرابعة فان فان الانكار فيها ممنوع اذا كان يترتب على انكار المنكر منكر اعظم كان الانكار منكرا اذا ترتب على انكار المنكر منكر اعظم كان الانكار منكرا فالقاعدة قاعدة اصيلة في الشريعة وهي درء اشد المفسدتين باحتمال ادناهما وهذا الباب له تفاصيل عند اهل العلم تطلب في محلها. المسألة الثانية ما يرجع الى المنكر فلا بد من فقه في هذا الباب وفرق واضح بين احوال المنكرين. لا بد من حصول التمييز فالمنكرون ليسوا على درجة واحدة ثمة قادر واخر غير قادر ثمة من هو مولى محتسب وثمة من ليس مولى وبالتالي فكل حالة من هذه الاحوال آآ لها حكمها ولها مرتبتها من جهة الانكار باليد او الانكار باللسان او الانكار بالقلب على تفاصيل عند اهل العلم الامر الثالث ما يرجع الى مسألة المنكر. وهذا ايضا ما توجبه الشريعة فيه ان يكون فيه فقه منضبط بضوابط الشرع فان ما ينكر قد يكون محرما بالنص والاجماع وقد يكون هذا المنكر مما فيه خلاف بين اهل العلم لان المسألة اجتهادية وضابط المسألة الاجتهادية كل مسألة ليس فيها دليل صريح صحيح او تعارضت فيها الادلة في فهذه المسائل ليست من مسائل الانكار انما من مسائل المناصحة والمباحثة وعندنا امر رابع يرجع الى المنكر عليه هذا الذي يتوجه اليه الانكار لابد من فقه في حاله هذا ما توجبه الشريعة فيفرق بين احوال هؤلاء الناس ثمة عالم وثمة جاهل ثمة من كانت قرينة الحال تدل على انه يريد الحق وقرينة الحال قد تدل في اخر على انه متبع لهواه ربما يكون الذي ينكر عليه ذا سلطان ربما لا يكون كذلك. فكل حالة من هذه الاحوال لها احكامها ضوابطها الشرعية. اذا الامر بالمعروف والنهي عن والنهي عن المنكر عند اهل السنة والجماعة ليس مطلقا انما هو مقيد بهذا القيد المهم وهو على ما توجبه الشريعة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا او فجارا ويحافظون على الجماعات ويدنون بالنصيحة للامة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له خسائر الجسد بالحمى والسهر ويأمرون بالصبر. نعم عرج المؤلف رحمه الله الا ان اهل السنة والجماعة يقومون بالحقوق الواجبة الخاصة والعامة اما الحقوق الخاصة فهي حقوق ولاة الامر فحقهم على رعيتهم من كان له ولاية شرعية على المسلمين فان له عليهم حقا عظيما وهو طاعته في غير معصية الله عز وجل والتعاون معه على البر والتقوى واعانته على اقامة شعائر الاسلام فيرون ان الحج والجهاد والجمعة والجماعة والاعياد تقام مع هؤلاء الائمة ولو كانوا فجارا بشرط ان يكونوا داخل الملة الاسلامية. لابد ان يكونوا مسلمين. ليس محكوما بكفرهم. فمن كان منهم كذلك فانه يعان ويتعاون معه على ما تقتضيه الشريعة من اقامة هذه الشعائر مع طاعته في غير معصية الله وعدم نزع اليد من الطاعة. فلا تنزع اه اليد من طاعة هؤلاء وفي السنة لابن ابي عاصم من حديث عدي ابن حاتم رضي الله عنه باسناد صحيح انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لا نسألك عن طاعة من اتقى لا نسألك عن طاعة من اتقى. ولكن من فعل وفعل وذكر الشر فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واسمعوا واطيعوا وتأمل معي مليا في قوله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله بدأ بهذا الامر لان المقام يحتاج الى قدر كبير من تقوى الله ليس سهلا على النفوس ان تذعن بهذه الطاعة لمن كان ليس مستقيما على طاعة الله عز وجل فذكر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وعودا على بدء قاعدة الشريعة انها جاءت بجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها. والخروج على ولاة الامر المسلمين بالسيف لم يجر على الامة قديما او حديثا الا الشر. والواقع اكبر شاهد. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويحافظون على الجماعات ويدينون بالنصيحة للامة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن بنيان يشد بعضه بعضا تشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم صلي على محمد الدين والنصيحة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وخلاصة معنى النصيحة التي تكون للمؤمنين لخاصتهم وائمتهم ولعامتهم حب الخير لهم محبة الخير للغير هي النصيحة له ويتفرع عن هذا امور منها ما يرجع الى القلب ومنها ما يرجع الى اللسان ومنها ما يرجع الى الجوارح. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو دعا له سائر الجسد بالحمى والسهر ويأمرون بالصبر عند البلاء. مثل هذا الحديث وما جرى مجراه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لابد ان يقف المسلم معه وينظر في تحقيقه له هذا كلام حق وصدق واجب الاتباع لابد ان يكون الامر كذلك بين المؤمنين. فتنبه يا رعاك الله هذه نصوص محكمة هذه اصول عظيمة لا بد من رعايتها ليتنبه الذين لا يرفعون رأسا بهذا الامر العظيم وهو انه لا بد ان يكون المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا وليس انه يهدم بعضه بعضا والله المستعان احسن الله اليكم قال رحمه الله ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء. ويدعون الى مكارم الاخلاق. نعم هذه وصية ثمينة وذلك ان الانسان في حياته تتقلب به الاحوال فتارة يكون في سراء والواجب عليه حينها شكر الله عز وجل وهذا فرض لازم للمؤمنين. شكر لله عز وجل بالقلب وشكر لله عز وجل باللسان وشكر لله عز وجل بالجوارح وتارة تكون الضراء والواجب على المسلم حينها الصبر لله عز وجل والصبر قد مر معنى الكلام فيه و مضى تفصيل ما يتعلق بالصبر على الواجبات والصبر عن المنهيات وهذا المقام يتعلق بالنوع الثالث وهو الصبر على الاقدار المؤلمة. الصبر على مر القضاء والنبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا بقوله عجبا لامر المؤمن ان امره له كله خير فان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن وثمة درجة ارفع من الصبر وهي درجة الرضا ومقام الرضا فيه تفصيل ذلكم ان الرضا ينقسم الى قسمين رضا بالقضاء ورضا بالمقضي رضا بالقضاء ورضا بالمقضي اما القضاء فانه ما يرجع لله سبحانه وتعالى وذلك ان القضاء في صفات الله عز وجل نوعان قضاء كوني وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين وقضاء شرعي وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. فهو بمعنى الامر بمعنى الامر امر الله شرعا بعبادة الله عز وجل فلابد فمن التفريق بين القضائين فان بعض الناس ضلوا في هذا الباب لما يحملوا اذا حمل قوله تعالى وقضى ربك الا الا تعبدوا الا اياه على الكوني حصل خلل كبير في الفهم واضطربت مسائل الاعتقاد كثيرة. لكن القضاء ها هنا قضاء شرعي الواجب على المؤمن ان يرضى بقضاء الله عز وجل كونيا كان او شرعيا فالله سبحانه وتعالى لا يكون منه الا الخير والشر ليس اليه ومضى تفصيل ذلك القسم الثاني المقضي والمقضي ينقسم الى اقسام الاول ان يكون المقضي ومرادنا بالمقضي ما قام بالعبد ما قام بالعبد. هذا المقضي قد يكونوا طاعة والرضا بها واجب واجب على الانسان ان يرضى بشرع الله سبحانه وتعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ثانيا ان يكون المقضي معصية تقوم بالانسان معصية قدرها الله عز وجل. وسبق الكلام عن هذه المسألة. وهذه لا يجوز والرضا بها بل يجب بغضها لله سبحانه وتعالى يجب ان تكره يجب ان يوافق العبد ربه سبحانه وتعالى. جزاك الله خير في قضائه الشرعي وفي ارادته الشرعية. الله عز وجل يحب هذه المعاصي او يبغضها نعم يبغضها. اذا ايجوز ان يحب الانسان ما يبغضه الله؟ او يجب عليه ان يوافق الله عز وجل في محابه. اذا يحب ما يحبه سبحانه وتعالى ويبغض ما يبغضه سبحانه وتعالى نأتي الان الى امري الثالث وهو محل الكلام ها هنا قد يكون المقضي قدرا مؤلما وهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله الرضا بمر القضاء اذا نزلت بالانسان مصيبة والمصائب لا يخلو منها انسان وقد تكون شيئا كبيرا وقد تكون دون ذلك. ها هنا علمنا ان قدرا واجبا فيها وهو الصبر وثمة درجة ارفع وهي الرضا هذه الدرجة لاهل العلم فيها خلاف على قولين هل الرضا واجب او مستحب؟ قولان عند اهل العلم. والصحيح ان شاء الله ان الرضا مستحب لا واجب ولعل هذا من رحمة الله عز وجل بالامة فان هذا امر لا يقدر عليه الا الافراد من الناس ذلك ان الصبر فيه حبس للسان عمن لا يحل وحبس للجوارح عما لا يحل ولكن تبقى في القلب مرارة وحسرة تبقى في القلب مرارة وحسرة. هذه درجة ها الصبر هذه درجة الصبر هناك درجة اعلى وهي درجة الرضا فيها سكون وطمأنينة وانشراح وعجيب حال هؤلاء الا يشعرون بالمرارة هل انقلبت حالتهم الانسانية الجواب بلى هم يشعرون بذلك ولكن حلاوة الاجر غلبت عندهم مرارة الحسرة تنبه الى هذا هم يقع في انفسهم ماذا؟ حسرهم ما انسلخوا من طبيعتهم الانسانية. انما حلاوة الاجر اصبحت ماذا هي الغالبة فكان حكم القلب لها. صارت تحت او صار حكم القلب تحتها فصار عندهم ماذا طمأنينة وسكينة وانشراح. هذه درجة الرضا وهذه اهلها محمودون ممدوحون لكن لم يأتي دليل صحيح صريح على وجوب هذا القدر انما جاء المدح والثناء على ذلك ومن يؤمن بالله يهد قلبه. قال على القلمة رحمه الله هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم وانها من الله فيرضى ويسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلق ويندمون؟ نرجع الى ما قبلها قال رحمه الله ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء. نعم هذا هو الرضا بمر القضاء. وعلمنا في خلاصة الكلام الماضي ان الرضا بالقضاء ها واجب الرضا بالقضاء الشرعي والكوني القضاء الذي هو صفة لله عز وجل ماذا واجب والمقضي تارة يكون واجبا الرضا به اذا كان المقضي طاعة وتارة يكون الرضا محرما اذا كان المقضي معصية وتارة يكون وتارة يكون مستحبا. وليس واجب على العبد الرضا. بكل مقضي ولكن بالقضاء لانه من فعله تعالى وذاك فعل الذي تقال. وذاك من فعل الذي تقال يعني تباعد هذا الذي من فعل الله عز وجل هو ماذا القضاء وليس واجبا على العبد الرضا بكل مقضي على التفصيل الذي ذكرنا ولكن بالقضاء الذي هو فعل الله عز وجل لانه من فعله تعالى فوجب الرضا به وذاك من فعل الذي تقال يعني الذي حصل منه ما حصل فتباعد عن الحق كما يقول السفاريني رحمه الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك. ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك. وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق. ويأمرون معاني الاخلاق وينهون عن سفسافها. نعم هذه طريقة اهل السنة والجماعة وما احسن الالتزام بهذه الاخلاق والاداب التي اوردها المؤلف رحمه الله. والمقام يا اخوة ليس فقط كون الانسان آآ يلتزم بهذه الاخلاق فيحيا سعيدا ويكون سببا لسعادة غيره. ليس الامر كذلك فحسب بل ان ثمة ما هو اعظم الالتزام بهذه الاداب والاخلاق سبب لدخول الجنة سبب لتكميل الايمان. اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. قال صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم قال صلى الله عليه وسلم ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا من ذا الذي لا يريد ان يكون قريب المجلس؟ حبيبا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبا منه حبيبا اليه اذا هذا من الامر المهم الذي ينبغي ان يعتني به المسلم الاداب والاخلاق مادة ينبغي على طالب العلم ان يدرسها ان يجعلها بابا من ابواب العلم التي يعكف عليها كما انه يعكف على فنون العلم الاخرى عليه ان يجعل لنفسه حظ ولوقته نصيب. يتعلق بدراسة هذه المسائل ثم ان يجاهد نفسه على الاخذ بها. فان الله عز عز وجل يحب ذلك كما اشار المؤلف رحمه الله واصل هذا حديث عند الطبراني وغيره وصححه الشيخ ناصر رحمه الله ان الله يحب معالي الاخلاق واشرافها ويكره سفسافها سفساف الاخلاق هو الرديء الحقير انما الله عز وجل يحب من عبده ان يكون مرتفعا عالي الهمة مع معالي الاخلاق ومع اشراف الامور. هكذا ينبغي ان يكون المسلم اذا كان يريد ان يكون ملتزما حقا بنهج اهل السنة والجماعة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم. لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي هي الجماعة وفي حديث عنه انه قال صلى الله عليه وسلم هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي صار المتمسكون بالاسلام المحمي الخالص عن الشوب هم اهل السنة والجماعة وفيهم ان لم تحفظ شيئا من هذه العقيدة فاحفظ هذه الجملة الاخيرة من اهل السنة والجماعة المتمسكون بالاسلام المحض الخالص عن الشوب ما احسن هذه الجملة وما ابدعها وما اخسرها مع جميل المعنى الذي دلت عليه الامة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها ستفترق وكان ما اخبر به صلى الله عليه وسلم عافية هذه الامة كان في اولها واخبر صلى الله عليه وسلم انه سيصب البلاء على اخرها صبا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم قال انا امنة النجوم امنة للسماء فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد وانا امنة لاصحابه فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون واصحابي امنة لامتي. فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما توعد وكان ما اخبر به صلى الله عليه وسلم لما انخرم ذلك القرن الشريف قرن اصحاب النبي صلى الله عليه عليه وسلم دبت نوازع الفتنة والخلاف في هذه الامة ثم لم يزل الامر يكبر شيئا فشيئا الى ان وصلنا الى هذا الزمان الذي هو هذا الزمان المتأخر الذي تفرقت فيه الامة شذر مذر الى عقائد والى احزاب والى آآ فرق متناحرة كل يدعي انه على الحق وان الاخر على الباطل. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان هذه الامة ستفترق وهذا حديث صحيح صريح منه صلى الله عليه وسلم. افترقت اليهود على احدى وسبعين فرق وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على كم على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة هذا حديث عزيز شريف واصل من الاصول رواه نحو خمسة عشر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. تلقوه بالقبول خلفا عن سلف لا يعرف عن احد من المتقدمين قط انه طعن في هذا الحديث الا ابن حزم وابن حزم ليس من اهل هذا الشأن حتى يقبل قوله اذا خالف فيه الائمة المحققين في علم الحديث وبعض المتأخرين نزع في ثبوت لفظة كلها في النار الا واحدة وهذه منازعة شاذة والصحيح الذي لا شك ففيه ان هذا الحديث صحيح ثابت تلقاه اهل العلم بالقبول وصححوه او حسنوه صححوا بعض طرقه وحسنوا المقصود انهم اعتمدوا هذا الحديث ودونوه في مصنفاتهم في كتب الحديث وفي كتب الاعتقاد ولو لم يكن الا الواقع دليلا وقرينة على صحته لكفى بهذا قرينا. المقصود ان الامة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها ستفترق وهذا من اعاجيب الامور اعظم دين دعا الى الوحدة والائتلاف هو الاسلام واكثر الناس تفرقا اهله عجيب والله الامر غلب اهل هذا الدين اليهود والنصارى في في الفرق افتراق هذه الامة بلغ ثلاثا وسبعين فرقة اكثر من اليهود والنصارى ولم ار كالاسلام ادعى لوحدة ولا مثل اهليه هوى وتفرقا المقصود ان الناجي من هذه الفرق فرقة واحدة هي التي سارت على نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابه وليس هذا الوصف جزما يعتبر لفرقة الا على اهل الاثر هم اهل السنة والجماعة اهل الاثر واهل الحديث واذا قلنا اهل الحديث والاثر ليس المقصود بذلك كما نبه شيخ الاسلام رحمه الله انهم المشتغلون بعلم الحديث انما المراد الذين يتبعون السنة والكتاب ويأخذون بهما ويقدمونهما على غيرهما. وان كان ولله الحمد علماء الحديث الغالب عليهم اتباع هذا النهج بحمد الله المقصود انه افترقت الامة وتشعبت وكان ما كان مما قدره الله سبحانه وتعالى وله في ذلك الحكمة البالغة لكن الخير باق ولكن طائفة من هذه الامة ظاهرة على الحق. كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين من رواية عدة من اصحاب صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك رواية ثوبان عند مسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق. لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم كذلك. اذا هناك طائفة مستمسكة بالحق ثابتة عليه ظاهرة منصورة نصرتها بالحجة والبرهان في كل وقت ونصرتها بالسيف والسنان في وقت دون وقت اهل السنة والحق والاتباع منصورون ولا بد اما بالحجة والبرهان ففي كل وقت لانهم انما يتكلمون بالكتاب والسنة ويحتجون بالكتاب والسنة. فمن الذي ينصر عليهم وفي مقابل ذلك هم منصورون بالسيف والسنان في وقت دون وقت حتى يحصل لهم اجر الابتلاء والصبر عليه فيفوزون بعظيم الاجر من الله سبحانه وتعالى يغلبون ويغلبون لكن العاقبة الحميدة لهم. العاقبة للمتقين فالمقصود ان الحق المحض الذي تفرق في بقية الفرق كل فرقة من هذه الفرق لابد ان يكون عندها شيء من الحق. الباطل المحض لا تقبل عليه النفوس. لا يمكن ان يكون هناك فرقة عليها جماعة من الناس وهي باطل محض لابد ان يكون فيها نسبة من ماذا من الحق هذا الجزء اليسير هو الذي جذب هؤلاء الاغمار الى هذه الفرقة. هذا الحق الذي تفرق في هذه الفرق اجتمع في اهل السنة والجماعة فلا يوجد حق عند غيرهم الا وهو عندهم والا كانوا هم فيه مستفيدين من اهل السنة والجماعة او يوافقونهم عليه. لا يمكن ان ينفرد احد من اهل الفرق المخالفة لاهل السنة والجماعة بحق ليس عليه اهل السنة والجماعة هذا فرض غير وارد اذا المتمسكون بالاسلام المحض الخالص عن الشوب هم اهل السنة والجماعة. من هم؟ انهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم تابعوهم ثم اتباعهم. ثم من تبعهم على ذلك باحسان. الى يوم القيامة هؤلاء هم حجة آآ الحجة على الناس لان حقهم ظاهر فمن اراده امكنه الوصول اليه بقي الخير في هذه الامة لان هؤلاء ظاهرين ينصرون هذا الحق فوفقهم الله عز وجل بان كانوا الفرقة كالناجية والطائفة المنصورة نجوا من الضلال فنجوا من النار لان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلها في النار الا واحدة ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم و في مقابل ذلك هم المنصورون. لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين نصروا كما ذكرنا بالحجة والبرهان او بالسيف والسنان. هؤلاء هم اهل السنة والجماعة. فمن اراد ان يكون اجيا موفقا منصورا فعليه ان يسلك سبيلهم انهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون واتباعهم ومن سار على هذا النهج الرشيد. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو المناقب المأثورة والفضائل المذكورة فيهم الابدال ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة. فنسأل الله هذا وصف هذه الطائفة الميمونة الناجية المنصورة الذين التزموا نهج الكتاب والسنة وساروا على ما سار عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون واتباعهم وهذه الاوصاف التي سمعت اوصاف حسنة محمودة فان من فضل الله عز وجل على اهل هذه الفرقة الناجية ان اهل الخير منهم وفيهم لا يستغرب شيء من هذه الالفاظ الا لفظ واحد وهو لفظ الابدال فقال المؤلف رحمه الله ان فيهم الابدال هذا الوصف وقع في كلام بعض السلف وان كانت الشهرة في استعماله لبعض الفرق المخالفة ليس وصفا مشهورا استعماله عند اهل السنة والجماعة. انما اشتهر استعماله عند بعض اهل البدع والخرافة ويرون في هذا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم او احاديث وكل هذا الباب ليس فيه حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خذها قاعدة اي حديث يمر بك فيه ذكر الابدال فانه لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا من الابواب التي لا يصح فيها حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اذا استعمل احد من المتقدمين هذه الكلمة فما الذي اراد بها اذا قال الابدال ماذا يريد الجواب انه يريد الصالحين القائمين بالعلم والعمل الصحيح يريد ماذا الصالحين القائمين بالعلم والعمل الصحيح ولماذا سموا بهذا لاهل العلم في هذا اقوال من ذلك ان هؤلاء صالحون يدعون الى الله ويعلمون الناس الخير وكلما فقد واحد منهم ابدل الله سبحانه هذه الامة غيره فلا يزال الخير ماذا موجودة فيها لا يزال لله قائم بحجة في خلقه فيبذل او يبدل الله عز وجل بعضهم بماذا؟ ببعض. فلذا سموا ماذا فلذا سموا ابدالا هكذا قيل فهناك قول ثان قالوا ان هؤلاء سموا ابدالا لانهم بدلوا سيئاتهم حسنات فتابوا الى الله واستقاموا على طاعة الله عز وجل فسموا ابدالا لذلك وقيل انهم سموا ابدالا لانهم سبب لان يتوب الناس فيبدلوا سيئاتهم حسنات. فيستقيمون على طاعة الله. لانهم يدعون الى الله. فيتوب الناس ويبدلون سيئاتهم ماذا حسنات يستقيمون على طاعة الله بعد ان كانوا قائمين على معصيته وقيل انه يتحقق فيهم وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ان العلماء ورثة الانبياء وعليه فهؤلاء علماء علماء فهؤلاء علماء دعاة عاملون يقومون بدل مقام الانبياء يقومون ماذا بدل مقام الانبياء لانهم حصلوا وراثتهم فسموا ماذا ابدالا لاجل ذلك. هذه اربعة اقوال قيلت والاشهر فيها الاول والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة فنسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمد لله رب وصلواته على خير خلقه محمد واله وصحبه وسلم. اللهم صلي على محمد ختم المؤلف رحمه الله هذه العقيدة العظيمة النافعة بهذا الدعاء سأل الله عز وجل ان يثبتنا على هذا الحق وان لا تنصرف بنا الصوارف وننحرف عن هذا الحق سأل الله عز وجل ان لا يصرف قلوبنا عن هذا الحق ان يهب لنا من لدنه رحمة فانه الوهاب سبحانه وتعالى ليس الشأن ان تكون من اهل الحق انما الشأن ان تثبت على الحق والا فكم الذين كانوا على هذا الحق فانقلبت قلوبهم وضلوا بعد اذ هداهم الله عز وجل الشأن كل الشأن في الثبات وان تلقى الله عز وجل على هذا الهدى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ما احسن التذكير بهذا الدعاء بعد هذه الجولة النافعة الطيبة في ادلة الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة في هذه الرسالة العظيمة لا يظنن الظان ان العلم وحده مقتض للنجاة العلم لا يستقل بالنجاة لولا توفيق الله ولولا رحمته ولولا تثبيته فان هذا العلم لا ينفع صاحبه فربما يكون وبالا عليه انما الشأن كل الشأن ان يوفقك الله وان يثبتك وان يلطف بك و ان يهدي قلبك الى اللحظة الاخيرة في هذه الحياة الحياة كلها امتحان وكلها ابتلاء ولا يدري الانسان ما الذي يختم له به وما شيء اقض مضاجع الصالحين مثل هذا الامر شأن الخاتمة فينبغي ينبغي على كل مسلم ان يكون في الجيران وان يكون اللازمة له سؤال الله سبحانه وتعالى التثبيت اللطف به والرحمة والا يقلب قلبه والا يصرفه عن الحق حتى يلقاه سبحانه وتعالى ان خرجت روحك يا عبد الله من هذه الحياة وانت ثابت على التوحيد مطيع لله متبع رسوله صلى الله عليه وسلم ان اتتك هذه اللحظة الحاسمة وانت على ذلك فابشر والله بالنجاة حيزت لك السعادة ورب السماء المصيبة كل مصيبة ان حصل الزيغ والانحراف عن هذا التوحيد وعن هذه العقيدة وعن اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم فما اعظم الخسارة حينها نسأل الله عز وجل ان يعافينا من هذه الخسارة وان يثبتنا على دينه حتى نلقاه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب والى هنا ننتهي بحمد الله عز وجل وتوفيقه واعانته وتيسيره من مدارسة هذه العقيدة العقيدة الواسطية هذه الرسالة النفيسة التي يسر الله عز وجل لنا دراستها في مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم نسأل الله عز وجل ان ينفعنا بهذا العلم وان يثبتنا على هذا الاعتقاد وان كان من وصية يا اخوتاه فهي العكوف والمداومة وتكرار المدارسة لكتب العقيدة والتوحيد. ان هذا من اسباب النجاة ينبغي ان يديم الانسان النظر ويكثر القراءة والدرس ليه اه العقيدة ولا يمل من ذلك ولا يستكبر عن ذلك انما يديم ذلك يديم النظر والدراسة والحفظ والتأمل فان هذا من اعظم الاسباب للنجاة ومهما اشتغلت بشيء فلا تنشغل عن هذه العقيدة ثم بعد ذلك ان تنطلق داعية الى الله عز وجل ان تبين الحق للناس ان تحرص على هدايتهم فتح الله عز وجل لك بابا من ابواب الخير فاحرص على ان يذوق غيرك حلاوة هذا الخير الذي اعطاك الله عز وجل اياه انه لمن الحرمان والخذلان والخسران ان يعتزل طالب العلم جانبا وهو يرى ان الحق والباطل يعتلجان وان الاقران تتصارع وان اعداء الله يريشون سهامهم على التوحيد والسنة وهو ساكن لا يحرك شيئا ولا آآ تكون منه غيرة على حرمات الله عز وجل قل ينبغي يا عبد الله ان تري الله من نفسك خيرا كن من انصار الله كن من انصار دين الله وهذا والله انت احوج ما تكون اليه حذاري ان تظن ان الدعوة بحاجة اليك او ان الدين محتاج اليك. لا والله ان كنت ستدعو الى الله لانك ترى ان الدعوة بحاجة اليك فاجلس خير لك انما ادعو الى الله لانك انت بحاجة الى الدعوة. انت بحاجة الى فضل الله عز وجل. انت بحاجة الى ان يسلكك الله عز وجل في سلك العابدين الصالحين المصلحين فالله الله يا اخوة بالجد والاجتهاد والنشاط لاسيما والزمن الذي نعيشه زمن غربة الخير فيه قليل والشر فيه كثير واهل الحق