الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا واجزه عنا خير الجزاء قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته المسماة بالعبودية بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فقد سئل شيخ الاسلام وعلم الاعلام ناصر السنة وقامع البدعة احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله عن قوله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم فما العبادة وما فروعها وهل مجموع الدين داخل فيها ام لا وما حقيقة العبودية؟ وهل هي اعلى المقامات في الدنيا والاخرة؟ ام فوقها شيء من المقامات؟ وليبسط لنا القول في ذلك؟ فاجاب رحمه الله العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فنستعين بالله عز وجل في هذا اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك سنة ثمان وثلاثين واربع مئة بعد الالف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي هذا المسجد النبوي المبارك نتذاكر ونتدارس رسالة قيمة عظيمة تتعلق بموضوع هو من اعظم الموضوعات واهمها الا وهو العبودية لله سبحانه وتعالى هذه الرسالة رقمها وكتبها شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية الحراني وهو امام علم غني عند طلبة العلم عن التعريف هذه الرسالة يحق لها ان تسمى بفقه العبودية. فانها قد تضمنت من الفقه النفيس في هذا الباب ما لا تكاد تجده يا طالب العلم في غيرها فجلالة قدر هذه الرسالة تظهر من موضوعها ومن مباحثها ناهيك عن جلالة قدر مؤلفها هذه الرسالة كتبها شيخ الاسلام رحمه الله كعادته في جل رسائله ومؤلفاته كتبها جوابا عن سؤال وجه اليه كما قد سمعته قبل قليل سؤال يتضمن البحث في معنى العبودية وحقيقتها وفي مراتبها وفي قدرها كان ان وفق الله سبحانه وتعالى ابا العباس تقي الدين رحمه الله لتأليف هذه الرسالة النافعة القيمة ولا شك ان هذا الموضوع موضوع العبادة اهم الموضوعات التي ينبغي ان يعتني المسلم بها كيف لا يكون الامر كذلك والعبادة هي الغاية التي خلقك الله يا عبد الله من اجلها انت ما خلقت الا لكي تكون عبدا لله لتقوم بهذه العبادة وتؤديها على الوجه الذي يحبه الله سبحانه وتعالى اي علم يفوق العلم بهذا الموضوع لا شك ان هذا من اهم ما ينبغي وهذا الفقه من اعظم الفقه الذي ينبغي ان تحرص عليه و قبل ان نبدأ في مدارسة هذه الرسالة احب ان اقدم بمقدمة تتضمن قواعد مهمة تتضمن قواعد مهمة في العبادة هذه عشر قواعد تحتاج ان تكون منك على ذكر حتى تفهم كلام شيخ الاسلام رحمه الله بل حتى تفهم موضوع العبادة على الوجه الذي ينبغي وهذه القواعد سأذكرها على رسم الايجاز تفصيل هذه القواعد سيأتي في ثنايا هذه الرسالة ان شاء الله هذه القواعد اولا ان العبادة لها قيدان العبادة لها قيدان وقد ذكر هذين القيدين شيخ الاسلام رحمه الله فيما سمعت في التعريف الذي ذكره قبل قليل حينما عرف العبادة بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه اذا العبادة لا تكون عبادة الا باجتماع هذين القيدين ان يكون هذا الشيء مما يحبه الله وان يكون مما شرعه لعباده فاذا اردت ان تعرف هل هذا القول او الفعل عبادة ام ليس كذلك فانظر اهو مما يحبه الله وشرعه لعباده ان كان ذلك كذلك فهذا الامر عبادة فهذا الامر عبادة القاعدة الثانية العبادة لها ركنان العبادة لها ركنان الركن الاول غاية المحبة والركن الثاني غاية الذل وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبانه وعليهما فلك العبادة قائم ما قام حتى قامت القطبان وسيفصل المؤلف رحمه الله الكلام عن هذين الركنين قريبا ان شاء الله القاعدة الثالثة العبادة لها شرطان هما الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الاخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم فلا تكون العبادة مقبولة الا باجتماع هذين الشرطين هذان شرطان لقبول العبادة وسيأتي ان شاء الله تفصيل الكلام عن هذين الشرطين في اثناء شرح هذه الرسالة القاعدة الرابعة تنقسم العبادة الى اقسام بحسب بعض الاعتبارات تنقسم العبادة الى اقسام بحسب بعض الاعتبارات ونذكر ها هنا اهم تقسيم للعبادة وهو تقسيمها من ثلاثة اوجه باعتبارات ثلاثة اولا تقسيم العبادة باعتبار ذاتها فالعبادة باعتبار ذاتها تنقسم الى قسمين تنقسم الى عبادة فعلية والى عبادة تركية وها هنا ينبغي ان يتنبه المسلم الى ان العبادة ليست هي الامور الفعلية فحسب بل ثمة شطر اخر للعبادة وهو التركية العبادة التركية وذلك انه كما امر الله عز وجل ان نفعل اشياء فقد امر سبحانه ان نترك اشياء فمن اتى هذه الافعال فقد اتى ببعض العبودية ومن ترك تلك الاشياء فقد استكمل العبودية المقصود بالترك ها هنا هو الترك الوجودي للترك العدمي وهذا مبحث يطرقه اهل العلم في هذا الموضع هل الترك امر وجودي ام هو امر عدمي والتحقيق ان الترك منه ما هو وجودي ومنه ما هو عدمي اما الترك العدمي فهو ترك الذهول ذهول الانسان عن الشيء فينتج عن ذلك ان يتركه هذا ترك عدمي وهذا ليس بعبادة ولا يترتب عليه ثواب الثواب في الشريعة انما يترتب على الترك الوجودي الشريعة انما تثيب على الموجود لا على المعدوم القسم الثاني الترك الوجودي وحقيقة هذا الترك انه فعل وهو كف وحجز وحبس للنفس عن فعل ما نهى الله عز وجل عنه واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرج ابو داوود باسناد حسن قال عليه الصلاة والسلام انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا لاحظ ان الثواب ها هنا ترتب على ماذا ترتب على ترك ترك ماذا ترك المراء وان كان هذا الانسان محقا في رأيه قال وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحا ترتب الثواب ها هنا على ماذا على ترك وهذه قرينة تدل على ان هذه عبادة قال وببيت في اعلى الجنة لمن حسن خلقه والادلة في هذا الباب كثيرة لا يخفاك حديث السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله قال ومنهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله فهذا لا شك انه منه عبادة وهو كونه ترك الفاحشة والسؤال ها هنا متى يكون الترك وجوديا متى يكون هذا الترك عملا صالحا يثاب الانسان عليه الجواب ان هذا الترك لا يكون كذلك الا اذا كان تركا احتسابيا متى يكون تركا احتسابيا ومرادنا بقولنا الترك الاحتساب هو الترك الذي اجتمع فيه امران القصد والاخلاص اجتمع فيه ماذا القصد والاخلاص اما القصد فهو ان يقصد الى الترك الى الكف الى الاجتناب لا ان يترك الشيء لانه غافل عنه فهذا كما اسلفت لا يكون ترك عبادة لانه امر عدمي انما بحثنا في ترك كان عن قصد ان يقصد الى حجز نفسه عن فعل ما وذلك بان يشرف على الشيء او تتيسر له اسباب فعله او يقوما فيه الباعث الى القيام به ثم انه يحجز نفسه عن ذلك ففي المثال القريب الرجل الذي دعته امرأة ذات منصب وجمال هذا الكف كان عن ماذا كان عن قصد مع انه ان نظرت الى الترك ترك الفاحشة فانه قد ترك الفاحشة بنساء كثر بل بكل النساء الاجنبيات عنه في تلك اللحظة صح ولا لا لكن هل عد هذا في حقه حسنة اثيب عليها بهذا الثواب نعم الجواب لا انما على ترك هذه المرأة على وجه التعيين. لم لان الترك كان عن عن قصد طيب الشرط الثاني ان يكون الشرط الثاني لكون الترك احتسابيا ان يكون الترك قد اه كان صاحبه مخلصا لله قلنا قصد اخلاص اذا لابد ان يترك لوجه الله اما لو ترك لغير وجه الله عز وجل فبالتأكيد لا يكون تركه ماذا عبادة وهذا الترك الذي يكون لغير الله عز وجل قد يكون معصية لله عز وجل وقد لا يكون معصية اما كونه معصية فهو ان يترك تركا يرائي فيه الناس بمعنى انه يظهر انه ترك المعصية حتى ماذا يمدح على ذلك فهذا رياء والرياء شرك وقد يكون ذلك غير معصية وان كان ايضا ليس ليس عبادة كأن يترك لغير رياء وايضا لغير وجه الله فمن ترك الفاحشة لاجل خوفي اه هذا الانسان على نفسه من المرض لا يريد ان ينتقل اليه هذه الامراض المنتشرة عافاني الله واياكم من ذلك نقول هذا ليس عبادة وليس امرا محرما فلم يقم به السبب الذي يقتضي الثواب ولا السبب الذي يقتضي العقاب اذا مثل هذا الترك لا يكون في حق صاحبه لا طاعة ولا معصية اذا السؤال الان متى يكون الترك عبادة لله عز وجل الجواب ترك المعصية ها احتسابا وما معنى قولنا احتسابا ما اجتمع فيه القصد والاخلاص اذا هذا تقسيم اول للعبادة تقسيم اول للعبادة وهو تقسيم العبادة من حيث ذاتها ثانيا تقسيم العبادة من حيث متعلقها ومرادنا بقولنا متعلقها يعني من حيث متعلقها من الانسان من العابد فالعبادة بهذا الاعتبار تنقسم الى قسمين عبادة ظاهرة وعبادة باطنة اما العبادة الظاهرة فانها الاعمال الصالحة التي تقوم بالجوارح الجوارح الظاهرة ان يقوم بالعبادة ببدنه كصلاة وزكاة وحج وجهاد واذان واقامة الى غير ذلك هذه عبادة ماذا ظاهرة وثمة عبادة باطنة وهي الاعمال الصالحة التي تقوم بالقلب كمحبة الله وخشيته والانابة اليه والتوكل عليه وما الى ذلك فهذان نوعان للعبادة والاصل ان ان جنس العبادة الباطنة افضل من العبادة الظاهرة هذا هو الاصل في هذا الباب بل العبادة الظاهرة اذا خلت من العبادة الباطنة فانها تكون قليلة الاثر او عديمة الاثر طيب القسم الثالث او عفوا التقسيم الثالث هو تقسيم العبادة باعتبار حكمها فتنقسم العبادة باعتبار حكمها الى قسمين الى عبادة واجبة والى عبادة مستحبة الاصل ان العبادة لا تخرج عن هذين القسمين ان تكون ماذا واجبة او ان تكون مستحبة اذا هذه بعض تقسيمات العبادة القاعدة الخامسة العبادة هي الغاية من خلق الخلق العبادة هي الغاية من خلق الخلق الله جل وعلا انما خلق هذا الخلق لغاية يحبها ويريدها سبحانه وتعالى وهي عبادته وحده لا شريك له وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وهذا ما سيتحدث عنه مؤلفوا قريبا ان شاء الله القاعدة السادسة نفع العبادة للعباد لا لخالقهم نفع العبادة للعباد لا لخالقهم لما امر الله عز وجل العباد بعبادته ما كان هذا لنفع يعود اليه بل الله عز وجل غني عن العباد وعبادتهم بل لو ان اولهم واخرهم وانسهم وجنهم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد ذلك في ملك الله شيئا انما العبادة نفعها راجع الى العباد قال سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ثم قال ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون فالعبادة نفعها لك يا عبد الله قال العلماء كل يريدك له الا الله فانما يريدك لك القاعدة السابعة العبادة توقيفية بمعنى ان الذي يشرعها انما هو الله سبحانه وتعالى فهو الذي يشرع الدين وهو الذي يشرع الطاعة وهو الذي يشرع العبادة فلا احد يملك هذا الحق الا الله سبحانه وتعالى ولاجل هذا شدد الله سبحانه نكيرا على الذين شرعوا عبادة لم يأمر الله عز وجل بها بل جعل هذا شركا في حقه سبحانه قال جل وعلا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله فلا احد يملك ان يجعل الشيء عبادة الا الخالق البارئ سبحانه وتعالى وعليه فكل من احدث عبادة لم يشرعها الله سبحانه وتعالى فانه يكون قد اشرك مع الله سبحانه وتعالى اشرك مع الله عز وجل غيره اذا كان هو الذي احدث واعتقد ان له حق الاحداث في الدين وشرع العبادة فانه اشرك نفسه مع الله سبحانه وتعالى وان اعتقد ان غيره له حق التشريع فلا شك انه يكون قد اشرك هذا الغير مع الله عز وجل بل حتى النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم ليس مشرعا من تلقاء نفسه حاشا وكلا انما النبي صلى الله عليه وسلم مبلغ لتشريع الله ولا ولا يمكن بحال ان يشرع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من تلقاء نفسه او ان يبدل شيئا من التشريع من تلقاء نفسه انما كل ذلك وحي من الله سبحانه وتعالى حظ النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الباب انما هو البلاغ لا التشريع القاعدة الثامنة الهداية الى العبادة من نعمة الله سبحانه وتعالى فالله عز وجل هو الذي انعم بعبادة العابدين وطاعة الطائعين والا فليس منهم شيء ولا اليهم شيء والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقن ولا صلينا الله عز وجل هو الذي هدى الى العبادة هو الذي هدى هداية الارشاد وهو الذي هدى بداية التوفيق وقد جمع الله سبحانه وتعالى بينهما في قوله والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم هو الذي شاء ان تشاء الطاعة وهو الذي خلقها لما قمت بها فالامر منه واليه والنعمة كلها منه سبحانه وتعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين قال جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة فالامر من الله سبحانه وتعالى هو الذي تفضل به جل وعلا ولذا يقول اهل الجنة اذا حلوا فيها وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله فالامر من الله عز وجل القاعدة التاسعة الاثابة على العبادة بفضل الله سبحانه وتعالى العباد لا يستحقون على الله شيئا من تلقاء انفسهم حاشا وكلا العباد لا يوجبون على الله العباد لا يستحقون شيئا من ذواتهم على الله انما الاثابة على العبادة محض فضل الله سبحانه وتعالى وقاعدة اهل السنة والجماعة في هذا الباب تتلخص في امرين اولا ان الاثابة على الطاعة محض فضل الله عز وجل الذي اوجبه على نفسه ثانيا ان الطاعات والعبادات سبب حصول الثواب العبادة ما شأنها هل قيام العبد بها موجب حقا للعبد على الله من ذات العبد الجواب كلا قطعك انما الثواب فضل محض من الله سبحانه وتعالى والعبادة ماذا سبب حصوله العبادة سبب حصوله ليس الامر كما يزعم اهل البدع شأنه شأن الاجارة كأن الشأن في هذا المقام ان مستأجرا استأجر اجيرا ثم انه لما انتهى من عمله استحق الاجر اليس كذلك فحينما يأتي صاحب العمل الى هذا الاجير فيعطيه المال ايقول تفضل هذا تفضل مني لك الجواب لا انما هذا ماذا حقه الذي استحقه بعمله وبجهده ولا يقبل هذا الاجير ان يكون هذا الاجر على سبيله التفضل اهل البدع طائفة منهم يقولون العبادة شأنها كشأن الاجارة واستحقاق الثواب كاستحقاق اجر الاجارة لا فرق واما التفضل والمنة بالثواب فهذا لا محل له في هذا المقام انما المقام ها هنا استحقاق للثواب وجوبا لذات العمل العبد هو الذي استحق هذا على الله عز وجل لعمله وليس بسبب عمله فرق بين الامرين اهل السنة يقولون الثواب استحق بماذا بسبب العمل وليس ان العمل هو الذي اوجب الثواب على الله عز وجل بحيث لو لم يكن ثمة ثواب من الله عز وجل كان هذا ظلما منه تعالى الله عن ذلك الامر ليس كذلك انما الله عز وجل منه كان الامداد والاعداد كان منه الهداية وكان منه الخلق فالامر ابتداء وانتهاء انما كان من الله سبحانه وتعالى ولكن مع ذلك فاثابة المطيعين حق على الله عز وجل وانتبه ها هنا الى الفرقان العظيم بين اهل السنة ومخالفيهم ذلك ان اهل السنة يقولون هذا الحق كان حقا على الله عز وجل باحقاقه على نفسه لا باستحقاق العبد له على الله كيف كان هذا الثواب حقا على الله الجواب باحقاقه على نفسه هو الذي احق على نفسه وهو الذي وعد وهو الذي لا يخلف الميعاد ان يثيب الطائعين فكان خلاف ذلك خلاف ما تقتضيه اسماؤه الحسنى وصفاته العلى فكان ظلما لان الظلم وضع الشيء في غير موضعه فهمنا يا جماعة عدم الاثابة بعد ان احق الله هذا الحق على نفسه ووعد بانه سيعطي واخبر بانه سيعطي اخلاف هذا ظلم من اي وجه لانه وضع للشيء في غير موضعه فالذي تقتضيه اسماؤه وصفاته سبحانه وتعالى هو ان يكون الشيء الذي وعد به وان يكون الشيء الذي احقه على نفسه ولذا في حديث معاذ رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا متى كان هذا حقا على الله عز وجل نعم لما احقه على نفسه سبحانه وتعالى. اذا تنبه في هذا الامر او في هذا المقام الى هذه الامور الثلاثة اولا الاثابة فضل الله ثانيا الاثابة حق على الله ولكن بقيد وهو باحقاقه على نفسه ثالثا ان العبادة ها سبب حصول الثواب ولذلك تجد ان آآ الله سبحانه وتعالى رتب في ايات كثيرة الاثابة على فعل العبادات على فعل الحسنات والطاعات على اي وجه نعم على وجه السببية ان هذا كان سبب هذا الثواب التنعيم في الجنة كان سببه ماذا قيام العبد بالعمل الصالح وهذا له امثلة كثيرة وسنتكلم عنها اثناء الشرح ان شاء الله القاعدة العاشرة العبادة متفاوتة فبعض افرادها افضل من بعض العبادة تتفاضل افرادها عليه بعض انواع او افراد العبادة افضل من بعض وهذا التفاوت مرجعه الى واحد من ثلاثة امور ما الضابط في كون هذه العبادة افضل من تلك الجواب واحد من ثلاثة امور الاول محبة الله سبحانه وتعالى فبعض العبادات احب الى الله من بعض انتبه لقاعدة هذا الباب كل العبادات محبوبة الى الله وبعضها احب اليه من بعض كل العبادات محبوبة الى الله عز وجل ولكن بعضها احب اليه من بعض و لاجل هذا نجد مثلا ان الشيخين رحمهما الله اخرج في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احب الصلاة الى الله عز وجل صلاة داوود واحب الصيام الى الله صيام داوود اذا هناك ما هو حبيب الى الله وهناك ما هو احب الى الله وهناك ما هو احب الى الله تجد النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة ايضا في الصحيحين قالت احب العمل او احب العبادة الى الله ادومها وان قل فاذا العبادة في نفسها او قد يقترن بها وصف يجعلها احب الى الله عز وجل من غيرها. نفس العبادة قد تكون احب الى الله من غيرها وقد يقترن بها وصف كما هنا في هذا الحديث ادومها. اذا المداومة وصف متى ما اقترن بين متى ما اقترن بالعبادة جعلها الوصف ماذا احب الى الله سبحانه وتعالى ثانيا الامر والطلب والقاعدة في هذا انه كلما انه كلما تأكد الامر بالعبادة فهي احب الى الله سبحانه وتعالى ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا وما تقرب عبدي الي بشيء احب الي مما افترضته عليه اذا الواجبات وهي التي تأكد الامر بها تأكدت طلبها من الله عز وجل هي ماذا احب الى الله سبحانه وتعالى فكانت فكانت افضل فالقاعدة انه كلما تأكد الامر والطلب للعبادة فهي ماذا فهي افضل من غيرها الضابط او الامر الثالث الثواب كلما ترتب او كلما كان الثواب المترتب على العبادة اعظم فهذا دليل على انها افضل هذا دليل على انها افضل اذا التفضيل او التفاضل بين افراد العبادات مرجعه اما الى محبة الله عز وجل او الى الامر والطلب او الى الثواب الى الثواب. كلما كانت العبادة ذات ثواب اكثر. وعد الله عز وجل بثواب اعظم عليها هذا دليل على انها ماذا افضل من غيرها. اذا هذه قواعد عشر كاملة تمهد لك فهم ما يتعلق بموضوع العبادة وهذه انما هي جمل وتفصيلها وتفسيرها سيأتي في ثنايا كلام المؤلف رحمه الله اعد جزاك الله خير قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة. اذا هذا هو تعريف العبادة بل لعله من احسن تعريفاتها العبادة اعلم يا رعاك الله ان العبادة لها مرادفات في الادلة الشرعية العبادة لها مرادفات يعني كلمات اخرى تقوم مقامها وتؤدي معناها عندنا ها هنا العبادة وعندنا ايضا الحسنة وعندنا ايضا الطاعة وعندنا ايضا العمل الصالح وعندنا ايضا الصالحات وعندنا ايضا الدين وعندنا ايضا البر وعندنا ايضا التقوى في مرادفات كثيرة جاءت في النصوص اعلم يا رعاك الله ان هذه الالفاظ انما هي الفاظ ماذا مترادفة يقوم بعضها مقام بعض يقوم بعضها مقام بعض مؤداها واحد فمتى ما استعملت كلمة العبادة واو استعمل بدلا عنها كلمة الطاعة فالمراد واحد اذا استعملنا كلمة العمل الصالح او استعملنا كلمة حسنة المؤدى في كل حال واحد قال رحمه الله يسم جامع المقصود بانها اسم جامع ان العبادة لها افراد كثيرة مرجعها الى هذا الضابط مرجعها الى هذا الضابط. فهي اسم جامع لافراد كثيرة لكن كل هذه الافراد الكثيرة انما تنضبط بهذا القيد الذي ذكره المؤلف رحمه الله اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه فالقاعدة اذا ان انه متى ما توفر هذان الامران محبة الله ورضاه لها والمقصود برضاه لها يعني انه رضي هذه العبادة لنا بمعنى شرعها لنا فانها حينئذ تكون ماذا عبادة ثم اشار رحمه الله الى انها تنقسم الى اقوال واعمال وكل من هذين ينقسم الى كونه باطنا ظاهرة اذا العبادة من حيث متعلقها كما قد علمنا قلنا هي ظاهرة وباطنة وكل واحد من هذين ينقسم الى اقوال وافعال تذكرون الذي مر بنا في تعريف الايمان؟ وقلنا الايمان قول وعمل. والقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب والجوارح. ذاك هو هذا اذا هذه العبادة الظاهرة قد تكون من الاقوال كالذي يكون على اللسان او كالذي يكون من اللسان من الاعمال الصالحة كتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل والاذان وخطبة الجمعة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما الى ذلك وقد يكون هذا الظاهر فعلا كصلاة وزكاة وحج اه جهاد في سبيل الله وما الى ذلك كذلك الذي في الباطن قد يكون قولا وقلنا ان قول القلب هو ما هو تصديقه وايقانه. قول القلب تصديقه وايقانه وعمل القلب الاعمال الصالحة التي تقوم بالقلب كالمحبة والخشية والرجاء والثقة بالله عز وجل والتوكل عليه وما الى ذلك اذا المؤلف رحمه الله بين لنا في هذا التعريف قيد العبادة واقسامها فكان تعريفه جامعا مانعا رحمه الله ثم بعد ذلك سرد المؤلف جملة من افرادها. نعم قال رحمه الله فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة الارحام والوفاء بالعهود والامر بالمعروف والنهي عن المنكر نهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين. والاحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الادميين والبهائم دعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العبادة. لو لاحظت يا رعاك الله وجدت ان الامثلة التي سمعتها اقوال واعمال ظاهرة والان يذكر الباطنة نعم قال وكذلك حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وخشية الله والانابة اليه واخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه. وامثال ذلك هي من العبادة لله عز وجل. نعم وذلك ان العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له. والتي خلق الخلق لها كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وبها ارسل جميع الرسل يقول المؤلف رحمه الله رحمك الله وذلك ان العبادة لله هي الغاية المحمودة المحبوبة والمرضية له والتي خلق الخلق لها استدل على هذا باية الذاريات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اذا نستفيد من هذا ان العبادة محبوبة لله سبحانه وتعالى ومحبته لها كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله فرع عن محبته لنفسه محبته للعبادات فرع عن محبته لنفسه سبحانه وتعالى وتأمل شيئا اخر في هذا المقام العبادات محبوبة لله وهي في الوقت نفسه اسباب موصلة للمحبوب الى الله وهو احسانه لعباده اذا العبادات محبوبة واسباب للشيء المحبوب له وهو احسانه لعباده سبحانه وتعالى قد علمت يا رعاك الله انه وان كانت العبادات جميعا محبوبة لله فان بعضها احب الى الله عز وجل من بعض والمتأمل في النصوص يجد التنصيص على اثبات محبتي هذه العبادات لله عز وجل ومن امثلة بمحبة الله عز وجل لهذه العبادات ومن امثلة ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كلمتان حبيبتان للرحمن فهذه العبادة محبوبة لله عز وجل. هذا الذكر محبوب لله عز وجل تجد التنصيص على محبة الله عز وجل للعبادة وقد تجد التنصيص على محبة الله عز وجل للعابدين لاي سبب لقيامهم بالعبادة ان الله يحب المتقين ان الله يحب المحسنين. ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص. اذا محبته عابد كانت بسبب بسبب عبادته. اذا العبادة محبوبة لله سبحانه وتعالى قال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون هذه الاية فيها اثبات الحكمة والتعليل في افعال الله عز وجل كما هي قاعدة اهل السنة والجماعة التي قامت على ادلة كثيرة بلغت المئات بل الالاف كلها تدل على ان لله عز وجل حكمة بالغة في كل ما يقدر وفي كل ما يشرع وفي كل ما يفعل وفي كل ما يخلق سبحانه وتعالى وقد نهى الله او نفى الله سبحانه وتعالى العبث في خلق الخلق افحسبتم انما خلقناكم عبثا ايحسب الانسان ان يترك سدى اذا هذا مما يجب ان ينزه الله سبحانه وتعالى عنه الله جل وعلا ما خلق الخلق لي عبث او لغير حكمة يحبها ويرضاها سبحانه وتعالى كلا بل الله عز وجل خلق الخلق لحكمة يحبها هذه الحكمة هي كما يقول المناطق العلة الغائية العلة الغائية للشيء يعني الشيء الذي لاجله فعل لاجله كان هذا الامر. فالله عز وجل خلق الخلق لعبادته واعلم يا رعاك الله ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لغاية هي الحق الحق الذي ليس بباطل وخلق الله السماوات والارض بالحق وهذا الحق كما يقول العلماء غاية مرادة من العباد وغاية مرادة بالعباد الحق الذي لاجله خلق الله الخلق يتضمن امرين يتضمن غاية مرادة من العباد وهي معرفة الله عز وجل وعبادته الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن تتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما اذا ان يعرف الله عز وجل ثم ان يقام بواجب هذه المعرفة من العبودية له جل وعلا. فقال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون هي الغاية المرادة من العباد واما الغاية المرادة بالعباد فهي اثابتهم وجزاءهم بالقصد بالقسط والفضل سبحانه وتعالى فهو يجازي المطيعين بفضله جل وعلا ويجازي العاصين والصادفين عنه بعدله سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت اذا الله عز وجل خلق الخلق لهذه الغاية المرادة بهم وهو ان يجازي العبادة على اعمالهم هذان الامران هما الحق الذي ذكرت لك انه انما خلق الله السماوات والارض وما بينهما وما فيهما لاجله غاية مرادة منهم ثم غاية مرادة بهم وهذا الموضوع سيأتي له في ثنايا كلام المؤلف رحمه الله اشارات وزيادة توضيح ناتي عليها بعون الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وبها ارسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه واعبدوا الله ما لكم من اله غيره وكذلك قال هود وصالح وشعيب عليهم السلام وغيرهم لقومهم وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال تعالى ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون. نعم يقول المؤلف رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى انما ارسل الرسل لاجل هذا الامر تستطيع ان نلخص رسالة الرسل في انها دعوة الى عبادة الله عز وجل والى ترك ضد ذلك. هذه كل رسالات الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام كل دعوة تتلخص في هذا انهم يدعون الى القيام بعبادة الله وينهون عن ضد ذلك كل الرسالة مرجعها الى هذين الحرفين مثل المؤلف رحمه الله لهذا بما جاء في سورة الاعراف منا بيان ما دعا اليه نوح عليه السلام واخوانه من الانبياء هود وشعيب وصالح كل اولئك بين الله عز وجل انهم صاحوا في اقوامهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وهذا كثير في القرآن تأمل كل نبي قص الله عز وجل علينا خبره تجد ان محور الدعوة انما كان او انما قام على هذا الامر ولذلك تجد مثلا امام الحنفاء ابراهيم عليه السلام يخبر الله عز وجل عنه انه قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم تجد ان عيسى عليه السلام يقول اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة تجد نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم النبيين وسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام يقول الله جل وعلا امرا له قل يا ايها الكافرون امره ان يقول قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم الى اخر الايات اذا دعوات الانبياء عليهم الصلاة والسلام انما دارت على هذه الرحى رحى العبودية امر بالعبادة باسبابها بيان كيفيتها بيان ثمرتها ثم النهي عن ضد ذلك سواء كان هذا نهيا عن ما ينقض هذه العبادة او ما يقدح فيها وذلك اما ان يكون شركا بالله عز وجل او يكون معصية دون الشرك. نعم كما قال في الاية الاخرى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم. وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون. في ايات كثيرة فاوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين فهم عابدون لله امرون بعبادة الله. نعم قال وجعل ذلك لازما لرسوله صلى الله عليه وسلم الى الموت كما قال واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وبذلك وصف ملائكته وانبياؤه فقال تعالى ولهما من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه ولهم يسجدون المستكبرين عنها بقوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ونعت صفوت خلقه بالعبودية له فقال تعالى يفجرونها تفجيرا. وقال الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. ولما قال الشيطان قال ربي بما اغويتني لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين. الا عبادك منهم المخلصين. قال الله تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا فمن اتبعك من الغاوين ورأس اولئك الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهم الذين قال الله عز وجل عنهم وكانوا لنا عابدين اذا العبودية اشرف وصف يوصفه المخلوق العبودية لله اعظم واشرف وصف يوصفه المخلوق. نعم احسن الله اليكم قال وقال في وصف الملائكة بذلك وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون. لا يسبق بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال الجمال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. وقال تعالى عن المسيح الذي ادعي فيه الالهية والنبوة ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد نعته الله بالعبودية في اكمل احواله. فقال في الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا. وقال في الايحاء. نعم. هذا نعته الله يعني نعت نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم. نعم وقال في الايحاء فاوحى الى عبده ما اوحى. وقال في الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا قال في التحدي وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله. اذا في اشرف المقامات وصف النبي صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية في مقام الاسراء في مقام الايحاء في مقام الدعوة في مقام التحدي للكافرين كل ذلك يصف الله عز وجل حبيبه وخليله ومصطفاه محمدا صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية. اذا اشرف وصف يناله العبد ان يكون عبدا لله عز وجل وشرفه بحسب قيامه بهذه العبودية ولذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم لانه اعظم من كمل مرتبة العبودية لله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالدين كله داخل في العبادة. وقد ثبت في الصحيح ان جبريل عليه السلام لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة اعرابي وسأله عن الاسلام قال صلى الله عليه وسلم ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال فما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال فما الاحسان؟ قال ان تعبد الله كانك تراه ان لم تكن تراه فانه يراك. ثم قال صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم. فجعل هذا كله من الدين وتفاصيل ذلك هي عبودية الله سبحانه وتعالى سواء ما قام منها بالقلب ووصول ذلك اركان الايمان او كان هذا في جوارح واصول ذلك ما كان في آآ اركان الاسلام او كمال الامرين وذلك هو مرتبة الاحسان حقيقة مرتبة الاحسان تكميل مرتبتي الايمان والاسلام هذه هي حقيقة مرتبة الاحسان فعاد الدين كله بمراتبه الثلاث الى تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى. لعلنا نكتفي بهذا القدر ونكمل في اه درس غد ان شاء الله. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين