العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وبارك له واغفر للمسلمين اجمعين. امين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العبودية ومن ظن ان الخظر وغيره سقط عنهم الامر لمشاهدة الارادة ونحو ذلك كان قوله هذا من شر اقوال الكافرين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فمرت بنا في الدرس الماظي مسائل منها انه قد ذكر ان العبودية تنقسم الى قسمين فما هما عبودية عامة وعبودية خاصة من يعرف العبودية العامة لا احد ينظر الان ها ذكرنا تعريفا من يحفظه احسنت قلنا العبودية العامة هي الخضوع لامر الله الكوني طيب والشرعي العبودية الخاصة ها واضحة الان الخضوع لامر الله الشرعي طيب ما هو القول الصحيح في تفسير قوله تعالى اه يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين عاصم احسنت حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين طيب مر بنا ان المشركين كانوا في الجملة مقرين بربوبية الله سبحانه وتعالى وذكرنا على هذا شواهد من يذكر شيئا منها تعي يصير تصريحهم بهذا كما جاء في قوله تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ايضا احسنت كونهم في الشدائد يخلصون الدعاء لله عز وجل وما ذاك منهم الا لانهم يعتقدون ان الربوبية انما هي لله سبحانه وتعالى نعم منها ايضا واحد بس قلناها قال الشيخ نعم احسنت اننا ما وجدنا في نصوص القرآن والسنة امر هؤلاء المشركين بان يوحدوا الله في الخلق والرزق والتدبير لكننا وجدنا القرآن يأمرهم بتوحيد الله فيه العبادة وينهاهم عن الشرك في العبادة طيب يؤكد هذا اثر يبين المقام تماما جاء لابن عباس رضي الله عنهما فما هو وفي اي اية حياة العلم مذاكرته حضور الدروس يعني والمداومة على ذلك شيء حسن لكن اذا لم يكن هناك مراجعة المذاكرة فالفائدة ستكون قليلة تفضل اولا من الصحابة ابن عباس والاية وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وماذا قال فيها طيب احسنت اخبر رضي الله عنه ان من ايمانهم انهم اذا قيل لهم من خلق السماوات ومن خلق الارض ومن خلق الجبال قالوا الله وهم يشركون طيب وكان اخر ما وقفنا عنده الكلام عن الخضر عليه الصلاة والسلام وعلم ان العلماء اختلفوا فيه الى اربعة اقوال ما هي تفضل يا سعود قيل نبي وقيل رسول نعم وقيل ولي فقيل وقيل ملك والصحيح والله تعالى اعلم انه انه نبي طيب السؤال الاخير ما هو الجواب عن زعم الاباحية الملاحدة الذين قالوا ان الانسان اذا شهد الربوبية فانه تنحل عنه التكاليف بالتالي فلا يكون مأمورا بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم كما كان الخضر عليه الصلاة والسلام لما شاهد الربوبية لم يكن مأمورا باتباع موسى عليه السلام فما الجواب عن موضوع الخضر عليه الصلاة والسلام؟ ها نعم احسنت الخضر لم يكن من بني اسرائيل وبالتالي فان موسى عليه الصلاة والسلام لم يكن مبعوثا اليه والخضر لم يكن مأمورا باتباعه وذكرنا دليلا على هذا ها اتفضل نعم ان الخضر قال له لما قال انا موسى قال موسى بني اسرائيل ولو كان من بني اسرائيل ما قال هذا السؤال ما سأله هذا السؤال طيب قال المؤلف رحمه الله فمن ظن ان الخضر وغيره سقط عنه الامر لمشاهدة الارادة ونحو ذلك كان قوله هذا من اشر او من شر اقوال الكافرين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل اتفق العلماء على انه يجب ان يستتاب فان تاب والا قتل على الردة. نعم حتى يدخل قال رحمه الله حتى يدخل في النوع الثاني من معنى العبد وهو العبد بمعنى العابد فيكون عابدا لله لا يعبد الا اياه فيطيع امره وامر رسله ويوالي اولياءه المؤمنين المتقين ويعادي اعداءه وهذه العبادة متعلقة بالهيته تعالى ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده وهذه العبادة متعلقة بخلافه؟ بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده او يعبد معه الها اخر. نعم اذا لابد من التفريق بين نوعي العبودية ولابد من الجمع بينهما لابد اولا من ان يفرق الانسان بين هذين النوعين في علم ان هناك ربوبية هي خضوع لامر الله عز وجل الكوني وثمة نوع اخر وهو العبودية الخاصة التي هي الخضوع لامر الله الشرعي وان هذه ليست تلك وان اكتفاء الانسان باحدهما لا يكون الانسان معه ناجيا فلا بد من معرفة النوعين ولابد من الجمع بينهما فلا بد من الخضوع لامر الله الكوني ولابد من الخضوع لامر الله الشرعي لابد ان يكون عابدا معبدا لابد ان يكون عابدا معبدا عابدا يعني ان يكون خاضعا لامر الله الشرعي معبدا يعني انه يكون مسلما لله سبحانه وتعالى بامره الكوني والانسان معبد شاء ام ابى لكنه ان كان معبدا لله عز وجل عن رضا منه بذلك وتسليم لله سبحانه وتعالى فانه يكون قد قام بتحقيق توحيد الربوبية اما ان كان معبدا لله عز وجل وهو غير مسلم بذلك فانه لا يكون قد قام بهذا الواجب وهو توحيد الربوبية وان كان في حقيقة الامر هو خاضع لامر الله عز وجل وقدره وتدبيره وسلطانه التفريق بين هذين الامرين لابد منهما ثم نبه المؤلف رحمه الله الى ان العبادة الخاصة وهي الخضوع لامر الله الشرعي قال هذه العبادة متعلقة بالهيته تعالى والنوع الاول متعلق بربوبيته تعالى ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله لا اله الا الله هي التي ترجمة عن التوحيد فانها دلت بدلالة المطابقة على توحيد الالوهية ودلت بدلالة اللزوم على توحيد الربوبية فمفتاح التوحيد وترجمانه هذه الكلمة الطيبة لا اله الا الله قال بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده او يعبد معه غيره كلاهما ما قام به هذا التوحيد وهو توحيد الله عز وجل بالعبادة توحيد الله في الالوهية لا الذي لم يعبد الله عز وجل او عبد الله وعبد غيره كلاهما ناقض لهذا التوحيد الذي ما عبد الله البتة او الذي عبد الله وعبد غيره كلاهما مشتركان في آآ الشرك ونقضي هذا التوحيد ولا يسلم الانسان ولا ينجو حتى يعبد الله وتكون عبادته لله عبادة خالصة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالاله هو الذي يألهه القلب بكمال الحب والتعظيم والاجلال والاكرام والخوف والرجاء ونحو ذلك نعم وهذه العبادة هي التي يحبها الله ويرضاها. وبها وصف المصطفين من عباده وبها بعث رسله عليهم الصلاة والسلام واما العبد بمعنى المعبد سواء اقر بذلك او انكره فهذا المعنى يشترك فيه المؤمن والكافر. هذه هي العبودية العامة نعم وبالفرق وبالفرق بين هذين النوعين من العبودية يعرف الفرق بين الحقائق الدينية الداخلة في عبادة الله ودينه وامره الشرعي. التي يحبها ويرضاها ويوالي اهلها ويكرمهم وبين الحقائق الكونية التي يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر التي من اكتفى بها ولم يتبع الحقائق الدينية كان من اتباع ابليس اللعين والكافرين برب العالمين. ومن اكتفى بها في بعض الامور دون بعض. او في مقام دون مقام او حال دون حال نقص من ايمانه وولايته لله بحسب ما نقص من الحقائق الدينية وهذا مقام عظيم غلط فيه الغالطون وكثر فيه الاشتباه على السالكين حتى زلق فيه من اكابر الشيوخ المدعين للتحقيق والتوحيد والعرف فما لا يحصيهم الا الله عز وجل الذي يعلم السر والاعلان. نعم هذا موضع مهم لابد من تحقيق المقام فيه وهو التفريق بين مقامي العبودية لله سبحانه وتعالى والربوبية له جل وعلا وذلك ان يعلم ان الله سبحانه وتعالى قد يحب ما لا يكون وقد يكون ما لا يحب هذا امر لا بد من الانتباه له يا رعاك الله الله عز وجل قد يحب ما لا يكون وقد يكون ما لا يحب وله في هذا وذاك الحكمة البالغة في كونه احب ما لا يكون هذا له فيه جل وعلا حكمة وفي كونه كان ما لا يحب هذا ايضا له سبحانه وتعالى فيه حكمة هذا المقام غلط فيه طوائف من الناس وهم في هذا متفاوتون بين الخطأ وبين الانسلاخ من الشريعة بين هذين الطرفين مراتب متعددة شر الغالطين في هذا المقام هم الجبرية الاباحية فان مذهب هؤلاء التسوية بين المشيئة والارادة والمحبة هذه الكلمات الثلاث عند هؤلاء القوم بمعنى واحد وهذا من اسس الضلال التي انحرف بسببها المنحرفون في باب القدر الحق الذي لا شك فيه هو انه لابد من التمييز والتفريق بين هذه الكلمات فالمشيئة والمحبة كلمتان مختلفتان والارادة كلمة جامعة بينهما فمن الارادة ما يكون مرادفا للمشيئة ومن الارادة ما يكون مرادفا للمحبة اذا التفريق بين هذين المقامين من الاهمية بمكانه اما مذهب هؤلاء الجبرية الاباحية فانه مذهب مركب من مقدمتين ونتيجة المقدمة الاولى قالوا فيها ان كل ما في الكون مراد لله كل ما في الكون مراد لله المقدمة الثانية كل ما اراده الله فقد احبه اذا عندنا الان ماذا مقدمتان المقدمة الاولى كل ما في الكون مراد لله المقدمة الثانية كل ما اراده الله فقد احبه النتيجة احذف الحد الاوسط كما يقولون او المكرر في المقدمتين تكون النتيجة ها احسنت كل ما في الكون فالله عز وجل يحبه او فقد احبه الله وهذه نتيجة فرعوا عليها امرا اخر قاموا به واعلنوه صاحوا به وهو ان علينا ان نحب ما يحب علينا ان نحب ما يحب فكل ما على وجه الارض مما يكون من اعيان او من افعال فاننا لابد من ان نحبه لم لان الله تعالى في زعمهم يحبه ويندرج تحت ذلك كل شيء ويدخل في هذه الكلية المعاصي والذنوب وانواع الشرور كل ذلك محبوب لله سبحانه وتعالى. لم كان الاساس كله من هذا التأصيل الذي اصلوه ولا شك ان هذا ضلال وانحراف عظيم بل هذا انسلاخ من دين الله سبحانه وتعالى بالكلية حصل ان شيخ الاسلام رحمه الله نظر احد هؤلاء الجبرية الاباحية في هذا الموضوع كما حكى هذا تلميذه ابن القيم رحمه الله في المدارج وذكر هذا ايضا في غير المدارج وهو ان شيخ الاسلام التقى هذا الانسان وكان مقدما في اهل طريقته كلامه على قوله بانه يحب كل شيء قال هذا الرجل في محاجزة شيخ الاسلام رحمه الله ان المحبة نار تحرق من القلب كل ما سوى مراد المحبوب المحبة نار تحرق من القلب كل ما سوى مرادي المحبوب وكل شيء في الكون فهو مراده فاي شيء ابغض كل ما في الكون فهو مراده فاي شيء ابغض فقال له شيخ الاسلام رحمه الله ان كان المحبوب ابغض افعالا واقوالا واقواما وذمهم وطردهم ولعنهم فاحببتهم افتكون مواليا للمحبوب يقول ابن القيم رحمه الله فكأنما القمه حجرا وهذا كلام سديد من الشيخ رحمه الله به تعلم ان اساس الاشكال عند القوم انهم ما فرقوه بين المراد لله عز وجل كونا. والمراد لله شرعا هذا اساس البلاء القوم جعلوا الارادة مرادفة في كل حال للمحبة والمشيئة بمعنى الارادة. اذا كل ما شاءه الله فقد احبه وبالتالي اي شيء يقدر الله عز وجل وقوعه فالنتيجة ان الله عز وجل يحب ذلك فماذا كانت مآلات هذا القول كانت مآلات هذا القول ان القوم احبوا المعاصي وانغمسوا فيها وثانيا اسقطوا الامر والنهي وثالثا ابطل الوعد والوعيد لو تأملت يا رعاك الله الى هذا المذهب وطردته وجدت مآله الى ما ذكرت لك وبالتالي كانت النتيجة الانسلاخ من الدين من دين الله عز وجل بالكلية حتى يقول قائلهم اصبحت منفعلا لما يختاره مني ففعلي كله طاعات يقول كل ما يكون مني ولو كان شربا للخمر ولو كان سرقة ولو كان زنا فهذا في الحقيقة طاعة لانه موافقة لمشيئته والله عز وجل يحب كلما شاء وبالتالي اي كفر اعظم من هذا الكفر واي ضلال اعظم من هذا الضلال قال القوم ان العارفة يعني هذا من مقالاتهم المشتهرة فيما بينهم العارف اذا شاهد الحكم سقط عنه اللوم الشاهد العارف اذا شاهد الحكم سقط عنه اللوم والمقصود بالحكم ها هنا الحكم لا القدري الحكم القدري متى ما تحقق ان هذا حكم الله عز وجل الكوني النتيجة انه يكون قد سقط عنه اللوم وكل ما يكون منه فانه طاعة ويتبجحون يقول انا اذا خالفت الامر فانني اطعت المشيئة يقول اذا خالفت الامر فانني اطعت المشيئة وهذا كما اسلفت كله غلط وضلال وانحراف والحق الذي لا شك فيه انه لا بد من التفريق بين الارادتين ولابد من التفريق بين المرادين فالله عز وجل قد يحب ما لا يكون وقد يكون ما لا يحب الارادة من تأمل مواردها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجد انها تنقسم الى قسمين تنقسم الى ارادة كونية والى ارادة شرعية الارادة الكونية هي المرادفة للمشيئة المشيئة لا تنقسم المشيئة شيء واحد وهي الارادة الكونية وهي المتعلقة بالقدر وهي المرتبة كم من مراتب القدر فالمرتبة الثالثة من مراتب القدر فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذه الارادة هي التي جاءت في نحو قول الله عز وجل ان كان الله يريد ان يغويكم ان كان الله يريد ان يغويكم فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء بايات عدة في كتاب الله القسم الثاني الارادة الشرعية وهذه ترادف المحبة هذه الارادة هي التي يكون متعلقها اوامر الله عز وجل الشرعية هذه الارادة هي التي جاءت في نحو قول الله عز وجل ولكن يريد ليطهركم وجاءت في القول في نحو قول الله عز وجل يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وجاءت في نحو قوله تعالى والله يريد الله ان يخفف عنكم فهذه الارادة ارادة شرعية والتفريق بين الارادتين يظهر مما يأتي اولا ان متعلقة الارادة الكونية هو ما يقع سواء كان محبوبا لله عز وجل او مبغوضا او كان غير محبوب ولا مبغوض كل ما تعلق بالوقوع فانه قد تعلقت به ارادة الله عز وجل الكونية في مقابل هذا فالارادة الشرعية متعلقها محاب الله سبحانه وتعالى فما احبه الله عز وجل اراده شرعا وقد يقع وقد لا يقع وكل ذلك مرجعه الى حكمة الله سبحانه وتعالى اذا النتيجة ان الاحوال ها هنا ترجع الى اربع احوال فما بسط هذا شيخ الاسلام رحمه الله بالمجلد الثامن من مجموع الفتاوى الاحوال ها هنا في هذا المقام ترجع الى اربع اولا اجتماع الارادتين قد يجتمع في الشيء الارادتان الارادة الكونية والارادة الشرعية ذلك فيما وقع من الطاعات ما وقع من الطاعات مراد لله عز وجل كونا لم لانه وقع ما شاء الله كان كان ها هنا تامة بمعنى حصل وقع والمراد لله عز اه والطاعات مرادة لله سبحانه وتعالى شرعا لانها محبوبة له سبحانه وتعالى ثانيا ان تنفرد الارادة الكونية فحسب وهذا يكون في امرين في المعاصي التي وقعت وفي المباحات التي وقعت المباحات يعني من الافعال او الاعيان التي لا نعلم ان الله عز وجل يحبها ولا يبغضها هذه تعلقت بها ارادة الله عز وجل الكونية فقط ولم تتعلق بها ارادة الله الشرعية اذا حصلت سرقة فاننا نقول هذه السرقة التي حصلت ماذا ارادها الله كونا اذا تحرك انسان او مشى او او اتى او اشترى او باع فهذه امور مباحة نقول ان الله عز وجل ارادها كونا لما لانها وقعت اين الدليل على انها متعلق او ان الارادة الكونية تعلقت بها كونها وقعت ثالثا تنفرد الارادة الشرعية في الطاعات التي لم تقع فالطاعة التي امر الله سبحانه وتعالى ان لم تقع من شخص معين او في حال معينة او في وقت معين فاننا نقول ان هذه الطاعة ان هذه الطاعة مرادة لله سبحانه وتعالى شرعا فصلاة آآ الفجر هذه مثلا من اه او اقول صلاة العشاء التي مضت ان الوقت لا يزال يعني في صلاة الفجر باقية صلاة العشاء التي مضت من فلان الكافر مرادة لله عز وجل كونا نعم ها لماذا يا جماعة لماذا لا يصح ان اقول انها مرادة لله كونه لانها لانها وقعت فلان الكافر صلى العشاء يا شيخ فلان الكافر نصراني صلى العشاء ما صلى ها طيب نحن نبحث في شخص ما صلى طيب آآ اذا لا يصح ان اقول ان اقول انها مرادة لله ماذا كونا انما اقول انها مرادة لله ها شرعا ارادها الله شرعا منه اجيبوا يا جماعة قف هنا وقفة واسأل نفسك هل الله عز وجل امره بالصلاة نعم الله عز وجل يقول يا ايها الناس الناس الجميع كل الناس فان هذا الامر يتوجه اليهم وهذا الانسان من الناس اليس كذلك؟ اذا هو مأمور بماذا مأمور بالصلاة اذا عندنا قاعدة كل مأمور به شرعا فانه مراد لله شرعا اي امر من الاوامر الشرعية تجده في الكتاب والسنة فينبغي ان تفهم انه ماذا مراد لله شرعا. طيب بقينا في الحال الرابعة وهي ان تتخلف الارادتان لا يكون الشيء مرادا لله كونا ولا شرعا وذلك ها في المعاصي والمباحات التي لم تقع المعاصي والمباحات التي لم تقع لم تتعلق بها ارادة الله كونا والدليل الدليل عدم وقوعها ولم تتعلق بها ارادة الله شرعا. والدليل لانه لا يحبها ولانه لم يأمر بها ولانه لم يأمر بها شرعا اذا هذا المقام لابد من التنبه له يرعاكم الله طريق الضلال في باب القدر وهم الجبرية والقدرية انحرفوا في هذا الباب لعدم تفريقهم بين هاتين الارادتين فانهم جعلوا الارادة مرادفة للمحبة فقال الجبرية اذا كل ما في الكون فهو مراد لله وبالتالي يكون ماذا محبوبا لله وقالت القدرية كل ما هو مراد لله عز وجل فهو محبوب له والمعاصي لا يمكن ان تكون محبوبة له اذا لابد ان نخرجها ماذا عن كونها مرادة لله سبحانه وتعالى ولا يمكن ان ولا يمكن ان نخرج نوعا دون نوعه في المعاصي والطاعات كلاهما شيء واحد وهما افعال العباد لا يمكن ان نقول لا يمكن ان نفرق بين جنس واحد فنقول ان نوعا من هذا الجنس وهو المعاصي خارجة عن ارادة الله والطاعات داخلة. اذا ماذا نصنع نخرج كل افعال العباد عن ان تكون مندرجة تحت ارادة الله عز وجل. فالعبد يفعل بارادة مستقلة عن ارادة الله. هو الذي شاء فعل نفسه وبالتالي هو الذي خلق فعل نفسه انظر كيف ادى عدم التفريق بين الارادتين الى هذا الانحراف الكبير الذي كان من الجبرية او الذي كان من القدرية اذا هذا المقام لا بد من التنبه له. وشيخ الاسلام رحمه الله في هذا الموضع بسط هذا المقام بعض البسط نعم الاسئلة بعد الاسئلة بعد الدرس. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا مقام وهذا مقام عظيم غلط فيه الغالطون وكثر فيه الاشتباه على السالكين حتى زلق فيه من اكابر الشيوخ المدعين للتحقيق والتوحيد التوحيد والعرفان ما لا يحصيهم الا الله عز وجل الذي يعلم السر والاعلان. اذا الخطأ الذي حصل انما هو من جهة النظر الى المراد لله عز وجل كونا والمراد لله عز وجل شرعا وعدم التفريق بين هذين طيب هنا سؤال نعود الى الكلمة التي قالها ذاك الذي ناظره شيخ الاسلام رحمه الله الرجل يقول نار المحبة تحرق من القلب كل ما سوى مراد الله سبحانه وتعالى سؤالي هل يمكن ان تحمل هذه الكلمة على محمل صحيح الا نجد لها مسارا ومخرجا تعال يا ناصر كيف؟ ارفع صوتك احسنت لو كان مراد هذا القائل الارادة الشرعية او المراد شرعا فالكلام ها هنا اجيبوا يا جماعة مستقيم وابن القيم رحمه الله يذكر ان اصل هذه الكلمة حينما اطلقت اول مرة يعني اول من ذكر هذه الكلمة اراد هذا المعنى ثم حملت الكلمة على غير وجهها فهمنا يا جماعة لو كان القائل لهذه الجملة اراد المراد لله عز وجل شرعا فلا شك ان المحب لله عز وجل انما يحب ما يحب الصادق في حبه الصادق في حبه لله سبحانه وتعالى يحب ما يحب ويبغضه ما يبغض سبحانه وتعالى. وبالتالي متى ما حصل خلاف ذلك كان هذا دليلا على نقص المحبة او عدمها اذا كلما كملت المحبة كلما كانت الموافقة في المحبة لمراد الله عز وجل شرعا كلما عظمت محبة الله سبحانه وتعالى عظمت محبة المراد لله عز وجل شرعا واما ما يبغضه الله سبحانه وتعالى فان المحب لله يبغضه. اذا هذه الجملة يمكن توجيهها بهذا التوجيه ان كان المراد ماذا المراد شرعا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والى هذا اشار الشيخ عبد القادر رحمه الله فيما ذكر عنه فبين ان كثيرا من الرجال اذا وصلوا الى القضاء والقدر امسكوا الا انا فان انفتحت لي فيه روزنة فنازعت اقدار الحق بالحق للحق والرجل من يكون منازعا للقدر لا من يكون موافقا للقدر. نعم هذه كلمة للشيخ عبد القادر الجيلان ويقال ايضا الكيلاني رحمة الله تعالى عليه وهذا الشيخ اه من مشايخ السلوك الذين هم على نهج السنة والجماعة ومن علماء الحنابلة رحمه الله ان كان قد حصل منه اجتهاد في بعض اقواله اه لم يوافق عليها عند اهل السنة والجماعة الا انه في الجملة من اهل السنة وممن يحترمه اهل السنة هو والطبقة التي تماثله في المنهج آآ الفضيل ابن عياض وابي سليمان الداراني و امثال هؤلاء الائمة هؤلاء علماء اجلاء حصلت منهم اجتهادات كان فيها وقفة عند اهل السنة والجماعة لكنهم في الجملة من المعظمين للامر والنهي ومن المتبعين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم والشيخ عبد القادر كما لا يخفاكم اه حصل له بعد وفاته آآ او حصل من آآ الناس لتعظيم له وغلو له عظيم كما انهم نسجوا اه اقوالا نسبوها اليه لا تصح عنه رحمه الله المقصود ان من جملة هذه الكلمات التي قالها رحمه الله هذه الجملة التي ذكرها شيخ الاسلام في هذا الموضع وكررها في نحو ثلاثة مواضع او نحو ذلك في مجموع الفتاوى وكذلك نقلها تلميذه ابن القيم رحمه الله في غير ما كتاب من كتبه الا وهي قوله ان كثيرا من الرجال اذا وصلوا الى القضاء والقدر امسكوا الا انا فاني انفتحت لي فيه روزنة الروزنة كلمة معربة يعني ليست عربية اصيلة انما عربت وهي كما قالوا الفتحة او الخرق الذي يكون في السقف وبعضهم يقول هي القوة النافذة المقصود انها شيء مثل النافذة يقول انفتحت لي يعني انفتح له علم في باب القدر قال فنازعت اقدار الحق بالحق للحق مراده رحمه الله انه نازع اقدار الحق يعني اقدار الله سبحانه وتعالى ما يقدره عز وجل من الامور المؤلمة فانه لم يسلم له عند الامكان فقال نازعت اقدار الحق بالحق بالحق يعني بالاسباب التي اباحها الله سبحانه وتعالى فهذه من الحق الذي نازع به اقداره المؤلمة التي التي قدرها سبحانه وتعالى قال للحق لامر الله سبحانه وتعالى فالسبب ان الله تبارك وتعالى امر بمنازعة هذه الاقدار وعدم وعدم الاستسلام لها عند المؤلم ويقرب كلامه هذا واوضح منه واحسن ما قال عمر رضي الله عنه وارضاه كما في الصحيحين في حديث ابن عباس رضي الله عنهما بقصة طاعون الشام انما اقبل على الشام رضي الله عنه وجاءه اجناد الشام وقالوا ان الطاعون قد وقع في الشام فكان ما كان من استشارته اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم عزم رضي الله عنه على الرجوع الى المدينة هنا قال له ابو عبيدة رضي الله عنه افرارا من قدر الله فقال عمر لو غيرك قالها يا ابا عبيدة نعم نفر من قدر الله الى قدر الله هذه الكلمة توضح لك مراد الشيخ عبد القادر وما آآ وافقه عليه شيخ الاسلام رحمه الله احوال المقدر المؤلم ترجع الى حالتين الاولى ان يكون هناك مساغ لدفعها ان يكون هناك مكنة وقدرة واستطاعة لدفع ذلك فان المأمور به شرعا وعقلا هو مدافعة هذه الاقدار فالجوع قدر في دفع قدر الجوع بقدر الطعام ويدفع قدر العطش بقدر الماء ويدفع قدر البرد بقدر اللباس ويدفع قدر الحريق بقدر الماء ويدفع قدر العدو بقدر الجهاد ويدفع قدر الذنب بقدر التوبة والطاعة الى غير ذلك من هذه الامور فمتى ما كان عند الانسان قدرة واستطاعة آآ ان يدفع هذه المقدرات فانه يجب عليه ان يبذل ذلك ولا يجوز له ان يعجز فان ترك المدافعة من العجز المنهي عنه ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول استعن بالله ولا تعجز استعن بالله ولا تعجز اذا هذا عجز منهي عنه شرعا والعقل يقضي بذلك فلا يمكن قط ان تقوم مصالح الناس كل الناس في هذا الكون الا بذلك الا بدفع القدر بالقدر يدفع القدر بالقدر كل ذلك مما يعمله الناس جميعا ولا يمكن ان تستقيم حياة الا بهذا الامر. لا تستقيم حياة الناس قط الا بذلك ان تدفع الاقدار بالاقدار عند الامكان الحالة الثانية ان ليفرط الامر ولا يمكن التدارك ولا يمكن المدافعة حينئذ العبودية الواجبة هي الاستسلام وترك المنازعة فلو حصل الموت مثلا ما الذي يمكن ان ندافع به هذا القدر لو مات لنا حبيب او قريب هل بالامكان ان نصنع شيئا اجيبوا يا جماعة اذا ما العبودية المطلوبة منا هنا هو ان نستسلم وندع المنازعة اذا من المنازعة للقدر ما يحب الله ومن المنازعة للقدر ما يبغضه الله سبحانه وتعالى. المنازعة للقدر المؤلم محبوبة لله عز وجل متى عند الامكان عند الامكان اذا وجد مساغ اذا وجد سبب اذا وجدت قدرة والمنازعة للقدر المؤلم محرمة مبغوضة لله عز وجل عند عدم الامكان عند عدم الامكان على الانسان ان يسلم ويذعن ويرضى يقبل ما قدره الله سبحانه وتعالى. ثم بعد ذلك الناس على درجات في مشاهدة حكمة الله سبحانه وتعالى وكمال ربوبيته جل وعلا واتصافه بالعدل واتصافه سبحانه وتعالى باللطف حتى في هذا القدر المؤلم وهذا باب عظيم يتفاوت الناس في الولوج فيه اذا هذا المقام لابد ايضا من التفصيل فيه ولابد ايضا من التدقيق فيه والا فانه ايضا محل انحراف عن الجادة ايضا كل من خالف ما تقرر فانه طاعن في احد الامرين ولابد اما ان يكون طاعنا في شرع الله او يكون طاعنا في قدر الله كل من خالف هذا التقرير الذي سبق بيانه فانه لا يخرج عن كونه طاعنا في قدر الله او طاعنا في شرع الله سبحانه وتعالى تنبه يرعاك الله هنا الى ان قوله والرجل من يكون منازعا للقدر لا من يكون موافقا للقدر. هذا يحتاج منا الى لا تقييد ما هو الرجل من يكون منازعا للقدر ها عند الامكان ها عند القدرة عند الاستطاعة لا من يكون موافقا للقدر في هذه الحال لا من يكون موافقا للقدر في هذه الحال فهذا مخالف للشرع لان الشرع نهى عن العجز لان الشرع نهى عن العجز. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والذي ذكره الشيخ رحمه الله هو الذي امر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن كثير من الرجال غلطوا فيه فانهم قد يشهدون ما يقدر على احدهم من المعاصي والذنوب او ما يقدر على الناس من ذلك بل من الكفر ويشهدون ان هذا جار بمشيئة الله وقضائه وقدره داخل في حكم ربوبيته ومقتضى مشيئته فيظنون استسلام لذلك وموافقته والرضا به ونحو ذلك دينا وطريقا وعبادة فيضاهئون المشركين الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. وقالوا انطعم من لو يشاء الله واطعمه وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ولو هدوا هذه ثلاثة مواضع في كتاب الله عز وجل تدل على النهج الجبري الذي كان عليه هؤلاء المشركون وبقي موضع رابع في كتاب الله عز وجل اربعة مواضع في كتاب الله دلت على هذا النهج الذي كان عليه المشركون هذه المواضع الثلاث هذه المواضع الثلاثة وبقي الموضع الرابع وهو قوله تعالى وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدناه من دونه من شيء هذه المواضع تدل على هذا النهج وعلى ان هؤلاء الذين يزعمون انهم مستسلمون للقدر بكل حال موافقون للمشركين الاولين كل من سار على هذا النهج فانه معدود عند اهل العلم من القدرية المشركية فالقدرية الاصل ان هذا اللفظ ان هذا اللفظ ينطبق على كل من خاض في باب القدر بالباطل وهم قسمان مشركية ومجوسية مشركية ومجوسية المجوسية هم الذين اصطلحا المتأخرون على تسميتهم بالقدرية والمشركية هم الذين اصطلح المتأخرون على تسميتهم بالجبرية وان كانت التسميتان ايضا حاصلة عند بعض المتقدمين لكن عند اوائل اهل العلم كانوا يطلقون القدرية على كل حائض بالقدر بالباطل سواء كان ممن نحى نحو آآ المجوسية وهؤلاء هم القدرية النفاة او كان من القدرية المشركية وهم الجبرية الذين بالغوا في القدر حتى عطلوا مشيئة العبد وقدرته على ما اه مضى بيانه في اه دروس اه الواسطية في مسألة القدر المقصود ان هذا الذي كان من هؤلاء لا شك انه من ابطل الباطل بل هم كذبة فلا يمكن لاحد ان يلتزم انه يكون موافقا للقدر في كل حال من قال هذا فانه كاذب ولا بد لانك تجد انه اذا جاع يأكل وكان طرد مذهبه يقتضي ماذا ان يستسلم للقدر تجد انه اذا اصابه شيء من النار بادر مباشرة بالابتعاد او الاطفاء او استعمال الماء لم لاجل ان يذهب عنه ماذا هذا القدر الذي جاءه وطرد مذهبه كان يقتضي ماذا كان يقتضي ترك المنازعة والاستسلام وهذا له امثلة كثيرة في حال هؤلاء اذا كل من ادعى هذا المذهب فحقيقة الحال انه كاذب وهذا كاف في رده هذا كاف برده اذا الخلاصة يرعاكم الله ان ما كان من المشركين او ما كان من هؤلاء الجبرية لا شك انه ضلال مبين والحق المبين ان الطريق الى الله سبحانه وتعالى ان يوافق العبد او ان يرضى العبد بما يرضى الله وليس ان يرضى او دعني اعبر عنها بعبارة افظل الطريق الى الله عز وجل ان يرضى العبد بكل ما يرضى الله به وليس ان يرضى بكل ما يخلق الله لابد من التفريق بين الامرين الطريق الموصل الى الله ان يرضى العبد بما رضي الله ان يرضى بكل ما رضي الله وليس ان يرضى بكل ما خلق الله هذا الفرق الذي يوضح نهج اهل السنة والجماعة ونهج هؤلاء المخالفين للحق نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولو هدوا لعلموا ان القدر امرنا ان نرضى به ونصبر على موجبه في المصائب التي تصيبنا كالفقر والمرض والخوف قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال بعض السلف هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. نعم هذا علقم ابن قيس رضي الله عنه ورحمه وهذا الذي ذكره له حالة معينة ينبغي ان يفهم في ضوئها ما هي حالته ها عند عدم الامكان عند عدم امكان دفع هذا القدر المؤلم. نعم قال وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احتج ادم وموسى عليهم السلام فقال موسى انت ادم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء. فلماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال ادم عليه السلام ام انت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه فهل وجدت ذلك مكتوبا علي قبل ان اخلق؟ قال نعم قال فحج ادم موسى وادم عليه السلام لم يحتج على موسى بالقدر ظنا ان المذنب يحتج بالقدر. فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل. ولو كان هذا عذرا لكان عذرا لابليس وقوم نوح وقوم هود وكل كافر ولا موسى لام ادم ايضا لاجل الذنب. فان ادم قد تاب الى ربه فاجتباه وهدى. ولكن لامه لاجل المصيبة التي لحقتهم بالخطيئة ولهذا قال فلماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فاجابه ادم ان هذا كان مكتوبا علي قبل ان اخلق نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى الذي يجب على المسلم من الاحتجاج بالقدر وعدم الاحتجاج بالقدر القاعدة في هذا الباب ان القدر يحتج به في المصائب لا في المعائب القدر يحتج به في المصائب وعلمنا وجه ذلك وهو المصائب التي فرطت ولا يمكن منازعتها لا في المعايب والمعائب يعني الذنوب والمعاصي يعني اذا نزلت المصيبة بين على الانسان ها هنا ان يلحظ القدر فيقول اذا جاءت المصيبة هذا التي لا يمكن دفعها قدر الله وما شاء فعل فيستروح الى قدر الله سبحانه وتعالى وهذا يكسبه الطمأنينة والسكينة والتسليم اما في شأن الذنوب والمعاصي فلا يجوز الاحتجاج بالقدر ولو كان القدر حجة على فعل المعاصي لما كان هناك احد ملوم على معصية لا ابليس ولا فرعون ولا النمرود ولا قوم نوح ولا هود ولا مشركو العرب لان الكل انما كان منه ذلك بقدر الله سبحانه وتعالى. اليس كذلك اذا هذا الذي كان من هؤلاء انما هو بمشيئتهم وقدرتهم التي لم تخرج عن مشيئة الله عز وجل وخلقه وهذا القدر كاف في كونهم يتحملون مسؤولية ما كان ويجزون يوم القيامة بما كانوا يعملون والله عز وجل عدل لا يظلم فتنبه يا رعاك الله الى ان النصوص التي سبقت التي بين الله عز وجل فيها مقالات القوم وانهم قالوا لو شاء الله ما اشركنا انتبه يرعاك الله هنا الى وجه الانكار على هؤلاء وتكذيبهم لم يكن قولهم الذي سبق من باب التسليم للقدر ومن باب تقرير القدر كلا كان هذا منهم من باب معارضة الامر بالقدر وهذا هو الضلال المبين وهذا الذي لا يقول به مسلم لا يجوز ان يقول به مسلم والا لسقطت الاوامر والنواهي وبطل الوعد والوعيد بالكلية اذا مقالات المشركين التي سبقت انما كانت من باب ماذا معارضة الامر بالقدر معارضة الامر الشرعي بالقدر وهذا هو الباطل ولعله تأتي له مناسبة ان شاء الله نبسط فيها القول نأتي الان الى ما استدل به المؤلف رحمه الله في تقرير ان القدر لا يحتج به في المعائب وانما يحتج به في المصائب استدل على هذا بما خرج الشيخان من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم محاججة ادم وموسى عليهم الصلاة والسلام النبي صلى الله عليه وسلم بين في اخر الحديث ان الحجة كانت لمن لادم على موسى ولذا جاء في بعض الروايات الصحيح فحج ادم موسى فحج ادم موسى مرتين في رواية ان انه صلى الله عليه وسلم كرر هذا ثلاث مرات فما الذي كان من موسى؟ وما الذي كان من ادم؟ عليهما الصلاة والسلام. ما هو التوجيه؟ التوجيه الصحيح لهذا الحديث هذا الحديث اضطرب في فهمه جماعة من الناس فمنهم من كذبه طائفة من المعتزلة كابي علي الجبائي ومن سار على نهجه كذبوا هذا الحديث وقالوا لو صح هذا لطوي بساط الشرع ولما كان على هؤلاء العصاة والمشركين حجة لانه يمكن لكل احد ان يحتج على كفره ومعصيته بما احتج به ادم وبالتالي يطوى بساط الشرع ويبطل كل ما يتعلق الوعد والوعيد و من الناس من وافق او صدق بالحديث ولا شك انه حديث صحيح مخرج في اصح الكتب قد تلقاه اهل العلم بالقبول وحدثوا به جيلا عن جيل من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون نكير من الناس من صدق به ولكنهم حملوه على غير وجهه واتوا اجوبة ضعفها ظاهر والتحقيق ان هذا الحديث له محملان صحيح ان اولهما واقواهما ما ذكر المؤلف رحمه الله من ان لو ما موسى عليه السلام انما كان على المصيبة لا على الذنب واحتجاج ادم واحتجاج ادم عليه السلام بالقدر انما كان على المصيبة لا على الذنب موسى عليه السلام اعلم بالله من ان يلوم ادم على ذنب يعلم انه قد تاب منه هذا لا يكون ممن هو دون موسى عليه الصلاة والسلام فكيف بكليم الرحمن عليه الصلاة والسلام ايظن فيه ان يلوم ادم على ذنب تاب منه وهداه الله بعده واشتبه هذا لا يظن فيه البتة انما موسى عليه السلام لامه على المصيبة التي حصلت بسببه وبسبب ما وقع منه فنالت ذريته من بعده ولذلك جاءت الرواية في الصحيحين في احدى الرواية في احدى روايات الحديث قال خيبتنا واخرجتنا من الجنة اذا هو يتكلم عن ماذا عن مصيبة وقعت هو يلومه على الخروج لا على الذنب ينومه على الخروج من الجنة وليس على الذنب يعني يلومه على المصيبة التي حصلت وليس يلومه على الذنب الذي كان في مقابل هذا ادم عليه السلام اعلم بالله من ان يحتج بالقدر على الذنب الذي حصل انما احتج احتج عليه الصلاة والسلام بالقدر على المصيبة التي وقعت قال اتلومني على شيء قدره الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة كما جاء هذا في رواية في الصحيحين وهذا للفائدة احد التقديرات الجزئية التي تكلمنا عنها في درس الواسطية احد التقديرات الجزئية ليس هذا من التقدير العام الذي كان في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة انما هذا تقدير جزئي لم يخرج عن ذلك. انما كان منه رضي الله انما كان منه عليه الصلاة والسلام الاحتجاج بالقدر على المصيبة وليس على الذنب الذي حصل منه عليه الصلاة والسلام هذا هو الوجه الاول الوجه الثاني ان الاحتجاج بالقدر على المعصية جائز بعد الوقوع جائز بعد الوقوع. لا في الحال والمستقبل بمعنى ان الاحتجاز على ان الاحتجاج بالقدر على المعاصي له حالتان له حالة جائزة وسائغة وله حالة ممنوعة الحالة السائغة هي الاحتجاج بالقدر بعد وقوعه فاذا اذنب انسان فتاب الى الله عز وجل ثم جاء انسان فلامه على ذنبه وقال انت فعلت كذا وكذا فانه يسوغ له في هذه الحال ان يقول هذا امر قدره الله وهذا امر كتبه الله سبحانه وتعالى اما في الحال في حال المعصية او اذا نوى ان يعصي مستقبلا فليس له ان يحتج بالقدر ونكتة المسألة هنا في التفريق بينما يصح من الاحتجاج بالقدر على المعاصي وما لا وما لا يصح هو ان ينظر الى اللوم فاذا ارتفع اللوم صح الاحتجاج بالقدر واذا كان اللوم واقعا لم يصح الاحتجاج بالقدر اعيد اذا ارتفع اللوم ولم يكن هناك مجال للوم فالاحتجاج بالقدر ها هنا ماذا صحيح هذا الذي جاء هذا التائب الذي قد فرط منه الذنب سابقا فنامه على ذنبه الذي مضى هل لومه هذا صحيح نعم لومه غير صحيح هذا انسان اذنب وتاب الى الله عز وجل فلا مجال للومه بعد ذلك اما اذا كان اللوم واقعا وذلك ان يكون انسان يعاقر المعصية الان او او يكون يرتب لنفسه ان يقع فيها مستقبلا فان هذا مما لا يصح ان يحتج فيه بالقدر وقد بسط هذا الجواب العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل وقد عقد فصلا لدراسة هذا الحديث واتى فيه بكلام ماتع نافع حبذا لو يرجع اليه طالب العلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فكان العمل والمصيبة المترتبة عليه مقدرا. وما قدر من المصائب يجب الاستسلام له. فانه من تمام الرضا بالله ربا واما الذنوب فليس للعبد ان يذنب. واذا اذنب فعليه ان يستغفر ويتوب فيتوب من المعائب ويصبر على المصائب قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك. وقال تعالى وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. وقال وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور. وقال يوسف عليه السلام انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين نعم لعلنا نقف عند هذا القدر ونكمل ان شاء الله في درس غد والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين