ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا في درسي امس كنا تكلمنا عن مذهب الجبرية الاباحية وذكر في الدرس ان مذهبهم يتلخص في مقدمتين ونتيجة فما وجه ذلك ارفع صوتك واسمع من خلفك كل ما في الكون فهو مراد لله. طيب كل ما اراده الله فهو يحبه النتيجة احسنت كل ما في الكون فهو محبوب لله وقلنا انهم عطفوا على هذا امرا فقالوا ها يا عبد الرحمن نعم لابد ان نحب ما يحب الله عز وجل ذكرنا ايضا مآلات قولهم قولهم اثمر ثمرات مرة مثل ماذا نعم ابطلوا الامر والنهي ايضا ابطلوا الوعد والوعيد احب المعاصي وانغمسوا فيها طيب اه قلنا يا مشايخ ان الحق الذي لا ريب فيه هو ان الارادة تنقسم الى قسمين وذكرنا ان الاحوال بهذا المقام ترجع الى اربع احوال اليس كذلك وقلنا اننا يمكن ان نضبط الفرق بين هاتين الارادتين من خلال ماذا ها لا دعنا من الاحوال اريد الضابط الذي نفرق به بين هذا وهذا قلنا الارادة الكونية نعرفها من خلال نعم بالنظر الى مسألة الوقوع كل ما وقع نعم فقد اراده الله كونا وقد يكون محبوبا لله وقد لا يكون ولله عز وجل الحكمة في ارادته مع كونه ماذا غير محبوب واعلم يا رعاك الله ان الله عز وجل اذا اراد ما لا يحب فلانه يفضي الى ما يحب هنا قد يستشكل هذا المقام يقال ولم اراده وهو يبغضه ولا يحبه فالجواب انه وان كان غير محبوب لله عز وجل الا انه يفضي الى ما يحب فصارت ارادته لغيره لا لذاته صارت ارادته لغيره لا لذاته طيب واما الارادة الشرعية فقلنا الضابط الذي نميز الارادة الشرعية من خلاله ان ننظر الى مسألة نعم المحبة فكلما احبه الله عز وجل فانه مراد لله شرعا وقد يقع وقد لا يقع قد يقع وقد لا يقع وذكرنا ايضا هنا قاعدة او ضابطا مهما تتعلق بمسألة الامر بحيث ها كل ما امر الله به شرعا فقد اراده شرعا كل ما امر الله عز وجل به شرعا فقد اراده شرعا واضح طيب ثم ذكرنا حديث احتجاج ادم وموسى عليهما الصلاة والسلام وقلنا ان اصح ما يقال جوابان اما قد يستشكل من الاحتجاج بالمعاصي آآ هذا الحديث يعني بالاستدلال بهذا الحديث وقلنا ان اولهما هو الاقوى والاجود طيب ما الجواب الاول احسنت ان احتجاج ادم عليه الصلاة والسلام بالقدر انما كان عن انما كان على المصيبة وليس على الذنب على الخروج من الجنة وليس على اكل الشجرة وبناء على هذا استفدنا قاعدة وهي ان القدر يحتج به في المصائب لا في المعائب وذكرنا جوابا اخر ذكره ها من الذي ذكره من الذي ذكره ابن القيم جزما لا على شياهة الاستفهام في اي كتاب قلت ان عقد انه عقد فصلا لهذا الحديث وبسط فيه القول وهو شفاء عليه ما هو هذا الجواب طيب هاتي ايها العروس القدر اه على المعصية جاءت بعد الوضوح. نعم يجوز يجوز الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد الوقوع. لا في الحال او الاستقبال لا في الحال او الاستقبال وهنا لابد من التنبيه ايعني هذا ان موسى عليه السلام بناء على هذا الجواب هل موسى عليه السلام قد لام ادم عليه السلام على الذنب الذي قد تاب منه الجواب وانتبهي هنا لا هذا الجواب يتعلق بقول ادم اما ما تعلق بموسى عليه السلام فهو في الجوابين قد احتج ماذا عفوا قد لام على لام على المصيبة انما ادم عليه السلام كما قرر ابن القيم رحمه الله ذكر السبب الذي كانت لاجله المصيبة ذكر السبب الذي لاجله كانت المصيبة فكأنه قال له اتلومني على مصيبة سببها الذنب الذي كتبه الله عليه فانا يا جماعة اذا يبقى ان ادم ان عفوا موسى عليه السلام لم يلم موسى لم يلم ادم على على الذنب موسى ارفع من ان يلوم على ذنب قد تاب منه ادم عليه السلام طيب ذكرت هنا ايضا بناء على هذا الجواب الثاني ذكرت ان نكتة المسألة يتعلق بشيء وهو ايوة او العكس اذا ارتفع اللوم متى ما ارتفع اللوم وما امكن ان نلوم صح الاحتجاج بالقدر و العكس متى ما ها لم يرتفع اللوم لم يصح الاحتجاج بالقدر وهذه آآ قائدة ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل. نعم استعن بالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم بارك في شيخنا وانفع بعلمه وازده عنا خير الجزاء قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فصل وكذلك ذنوب العباد يجب على العبد فيها ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب قدرته ويجاهد في سبيل الله الكفار والمنافقين. ويوالي اولياء الله ويعادي اعداء الله. ويحب ويحب في الله ويبغض في الله كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة. وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون اليهم بالمودة وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل ان يثقفوا يكون لكم اعداء ويبسطوا اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون. لن تنفعكم ارحامكم ولا يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير. قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقوم انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده وقال تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم هم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. وقال افنجعل المسلمين كالمجرمين فقال ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض؟ ام نجعل المتقين كالفجار؟ وقال تعالى ام حسب الذين اجترحوا سيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم داء ما يحكمون. وقال تعالى وما يستوي الاعمى والبصير. ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور. وما يستوي الاحياء الاموات وقال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا؟ وقال تعالى ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا. هل يستوون؟ الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون. وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم؟ وقال تعالى لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب هم الفائزون ونظائر ذلك مما يفرق الله عز وجل فيه بين اهل الحق والباطل واهل الطاعة واهل المعصية واهل البر واهل نور واهل الهدى والضلال واهل الغي والرشاد واهل الصدق والكذب. نعم هذه نبذة مهمة تبين لك ان دين الله سبحانه وتعالى قائم على اساس التفريق بين الارادة الشرعية والارادة الكونية وان من شهد الفرق بين الامرين بين الارادة الكونية والارادة الشرعية وبين القضاء الكوني والقضاء الشرعي وبين الامر الكوني والامر الشرعي فانه يكون قد حقق الالتزام بشرع الله عز وجل وهو الذي قد سمعت به امر بمعروف ونهي عن عن منكر اذا ثمة ما هو معروف ثمة ما هو منكر ثمة ما هو توحيد وثمة ما هو شرك وثمة ما هو هدى وثمة ما هو ضلال اما الذي لم يشهد الا الحقيقة الكونية فان الامور عنده كلها كلها متساوية لا يشهد فرقا بين هذا وهذا ولذا فان اصحاب المذهب الجبري الاباحي هؤلاء الغلاة في مذهب الجبر ليس عندهم شيء من هذا الفرقان وبالتالي فانهم لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ولا يجاهدون في سبيل الله عز وجل اي شيء ينكر ولماذا ينكر والله عز وجل اراده فاحبه اننكر ما يحبه الله وكيف نجاهد في سبيل الله عز وجل فندفع شيئا احبه الله عز وجل فاي بلاء كهذا البلاء ولعلكم تذكرون في دروس ماظية ذكرت ان اهل السنة والجماعة بباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وسط بين ضلالتين بين ضلالة الجبرية الذين تركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للحجة التي قد علمت وبين الذين غلوا فكانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بزعمهم بغير الضابط الشرعي فخرجوا على امة محمد صلى الله عليه وسلم بالسيف فكفروهم استحلوا دماءهم اما اهل السنة والجماعة فقالوا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة ضابط شرعيا محكم يكون فيه الجمع بين الحزم والرحمة تحصيل المصلحة ودفع المفسدة بضوابط سبق سبق الكلام فيها في درس الواسطية المؤلف رحمه الله ساق هذا الكلام الذي قد سمعت الدليل عليه ليبين بطلان مذهب هؤلاء الجبرية الذين ما فرقوا بين الحقيقتين الحقيقة الكونية والحقيقة الشرعية فلا قيام للدين ولا للدنيا الا التفريق بين هاتين الحقيقتين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فمن شهد الحقيقة الكونية دون الحقيقة الدينية سوى بين هذه الاجناس المختلفة التي فرق الله عز وجل بينها غاية التفريق حتى تؤول به هذه التسوية الى ان يسوي بين الله عز وجل وبين الاصنام. كما قال تعالى عنهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين ان اذ نسويكم برب العالمين. انظر الى اثر هذا المذهب الذي هو غاية في الخطورة كيف انه قد يؤول باصحابه الى التسوية بين المعبود بحق فهو الله جل جلاله وبين المعبود بباطل فان الامر كما قد علمت كل ما وقع فانه محبوب لله وبالتالي فالعبادة قبل ومنات ولاة والمسيح آآ بقية الاصنام في قديم الدهر وحديثه هل هذه قد وقعت او لم تقع وقعت اذا هي محبوبة لله عز وجل وتجد انهم يتشبثون بادلة يستدلون بها وانت خبير يا رعاك الله بانه لا يوجد لا يكاد يوجد مبطل الا وهو يستدل على باطله ولذا ليست العبرة بالدليل العبرة بصحة الاستدلال كل يدعي ان عنده دليلا حتى هؤلاء الذين وقعوا بعين الكفر بالله سبحانه وتعالى تجد انهم يستدلون على كفرهم بالقرآن فيقولون وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه فهذا القضاء ها هنا هو القضاء الكوني وبالتالي فكل ما عبد فهو الله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه فلو عبدت الشمس او عبدت الاصنام والاشجار الواقع ان ذلك كله يرجع الى عبادة الله سبحانه وتعالى ان قلت ان القائل بهذا هم اهل الجبر فان ذلك راجع عندهم الى ان هذا القضاء راجع الى قضائه الكوني وبالتالي كل ما عبد قد كان بامر الله واذا قلت بمذهب ان الذي يستدل بهذا هم اهل مذهب الاتحاد ووحدة الوجود كلامهم اظهر في البطلان فان القوم ليس عندهم تعدد الكل شيء واحد فالذي عبد الاصنام عبد الله والذي عبد عيسى عبد الله والذي عبد المسيح عبد الله نتيجة وحقيقة قولهم هو انهم يجعلون الكتاب الذي انزله الله عز وجل هدى ونورا مبينا دليلا على كفر والعياذ بالله كل يحمل القرآن على مذهبه فعند الجبرية القرآن جبري وعند القدرية القرآن قدري وعند الجهمية القرآن جهمي وعند المشبهة القرآن مشبه وما كانوا اولياءه ان اولياؤه الا المتقون الذين قاموا حقه وانزلوه مواضعه الحق الذي لا شك فيه ولا ريب ان القضاء ها هنا هو القضاء الشرعي وليس القضاء الكوني قضى الا تعبدوا الا اياه بمعنى امر سبحانه وتعالى امرا شرعيا الا يعبد الا هو جل وعلا ارأيت كيف ان عدم التفريق بين الحقيقتين الكونية والشرعية يؤدي الى هذا الكفر المستبين نسأل الله السلامة والعافية؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله بل قد ال الامر بهؤلاء الى ان سووا الله عز وجل بكل موجود. وجعلوا ما يستحقه من العبادة والطاعة حقا لكل موجود. اذ جعلوه هو وجود المخلوقات. وهذا من اعظم الكفر والالحاد برب العباد انتقل المؤلف رحمه الله الى مذهب اهل الاتحاد ووحدة الوجود المذهبان مذهبان اه مجتمعان في هؤلاء مذهب غلاة الجبرية ومذهب الوحدة والاتحاد كلاهما اجتمع بهؤلاء الضالين. نسأل الله السلامة والعافية فعند هؤلاء كل ما عبد فهو الله عز وجل فلا تعددية اصلا انما هو شيء واحد لا غير الاختلاف فقط بالصور والحقيقة واحدة الشأن في ذلك كالشأن في البحر له امواج وهو شيء واحد فكل ما عبد عند هؤلاء فانه آآ رب العباد سبحانه وتعالى انما هناك مجلى لظهور الوهيته فهو يظهر في هذه الصورة او تلك والحقيقة واحدة ولذا هؤلاء اه كما يقول امامهم المقدم ابن عربي كما سيأتي كلام المؤلف رحمه الله بعد قليل يقول ان اصحاب العجل اصابوا واخطأ من انكر عليهم لاي شيء ينكر عليهم وقد عبدوا الله لان كل شيء هو الله فالعجل هو الله والمشركون عباد الاصنام حقيقة امرهم انهم عبدوا الله تعالى الله عن قولهم علوا كبير فعند هؤلاء لا حقيقة الا حقيقة واحدة هي كل شيء وهي الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وابن عربي ايضا يقرر ان احسن مجلى تظهر فيه الالهية هو المرأة هكذا يقرر في فصوصه قبحه الله لان المرأة فيها من الجمال فيتجلى الله عز وجل في هذه الصورة قبحه الله ولذا يقول الالتذاذ الذي يحصل بجماع المرأة انما هو التذاذ مواصلة الحقيقة حتى قال في هذا ما لا اه يتجاسر على النطق به الانسان الا بصعوبة كبيرة فقد وصف رب العباد سبحانه وتعالى في هذا وصفا في غاية الشناعة قبحه الله ويقول في موضع اخر في فصوص الحكم وهو فصوص الكفر والضلال يقرر في هذا الكتاب ان اعلى مجلى ظهرت فيه الوهيته هو الهوى بدليل قوله ارأيت من اتخذ الهه هواه قل هذه في سياق المدح فالهوى اعظم ما ظهرت فيه الوهية الله عز وجل وينشد في هذا يقول وحق الهوى ايش يقول؟ يقول وحق الهوى لولا الهوى ما عبد الهوى او يعني نحو هذا في ابيات يعني في غاية السقوط المقصود ان هذا الرجل قبحه الله ومن على شاكلته ممن سيذكر المؤلف رحمه الله هؤلاء اه حقيقة امرهم تعطيل الله عز وجل بالكلية فهم في الحقيقة ملاحدة ملاحدة المعنى المتعارف عليه بهذا العصر هو انكار وجود الله عز وجل اه سيظهر لك حقيقة مذاهبهم بعد قليل فيما سيذكر المؤلف رحمه الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهؤلاء يصل بهم الكفر الى انهم لا يشهدون انهم عباد لا بمعنى انهم معبدون ولا بمعنى انهم عابدون اذ يشهدون انفسهم هي الحق كما صرح بذلك طواغيتهم كابن عربي صاحب الفصوص وامثاله الملحدين المفترين كابن سبعين وامثاله. ويشهدون انهم هم العابدون والمعبودون نعم يقول ابن العربي وحق الهوى آآ ان الهوى سبب الهوى ولولا الهوى في القلب ما عبد الهوى انظر الى هذا الكفر العظيم قبحه الله يذكر المؤلف رحمه الله ان هؤلاء لا يشهدون انهم عباد قائمون بالعبودية الخاصة لله سبحانه وتعالى ولا انهم معبدون يعني قائمون بالعبودية العامة بمعنى انه خاضعون لامر الله عز وجل الكوني اذ يشهدون انفسهم هي الحق كما صرح بذلك طواغيتهم كابن عربي وهذا اساس البلاء والشر ابن عربي الطائي متوفى سنة ثمان وثلاثين وست مئة قبحه الله قد احسن الشيخ حافظ رحمه الله في جوهرته اذ وصفه بقوله مؤسس الزيغ والالحاد حيث يرى كل الخلائق بالباري قد اتحدوا معبوده كل شيء في الوجود بدا. الكلب والقرد والخنزير والاسد كل شيء عند هذا الانسان هو الله سبحانه وتعالى فالحقيقة حقيقة واحدة وعلى شاكلته ايضا قال وامثاله الملحدين المفترين كابن سبعين قبحه الله عبد الحق ابن ابراهيم المتوفى سنة تسع وستين وست مئة وكلاهما قريب او كان شيخ الاسلام رحمه الله قريبا منهم فانه ولد في ست مئة وواحد وستين كما تعلمون فهو قريب من وقتهم وعانى معاناة عظيمة مع اصحاب هؤلاء حتى انه لما هجم التتار على بلاد المسلمين ابى هؤلاء جهادهم وقالوا لا يمكن ان نجاهد الله هكذا قالوا قبحهم الله وصارت بينهم او وصار بينه وبينهم مناظرة في هذا المقام رحمة الله تعالى عليه عندنا في هذا المقام ثلاثة مصطلحات يحسن ان نعرفها والفرق بينها عندنا مصطلح الحلول وعندنا مصطلح الاتحاد وعندنا مصطلح وحدة الوجود اما الحلول فان معنى الحلول هو ان يحل شيء في شيء حتى تكون الاشارة لاحدهما اشارة للاخر اما الاتحاد فهو ان يتحد الشيئان حتى يكونا بمثابة الشيء الواحد والفرق كما قالوا بين الحلول والاتحاد ان الاول يقبل الانفصال والثاني لا يقبل الانفصال مثال ذلك اناء فيه ماء وضعت فيه حجرا هذا ماذا نسميه حلول لماذا لامكانه الانفصال يمكن ان ينفصل هذا عن هذا يمكن ان تخرج الحجر فينفصلان واما الاتحاد فذلك ان نضع عصيرا في هذا الماء فيصبح الماء والعصير ماذا ممتزجا شيئا واحدا يتحد بحيث لا يمكن لا يمكن الانفصال وكلا هذين ينقسم الى عام وخاصة ثمة حلول عام وثمة حلول خاصة وثمة اتحاد عام وثمة اتحاد خاص اما الحلول العام فكما زعمت النصارى ان الله تبارك وتعالى تعالى عن قولهم علوا كبيرا قد حل في عيسى عليه السلام النصارى في هذا الموضع مضطربون تارة يذكرون المذهب الذي هم عليه ب اه لفظ الحلول وتارة بلفظ الاتحاد ولذا لا تستغرب تارة تكون حكاية مذهبهم هي ماذا الحلول وتارة الاتحاد كذلك ما يقوله طوائف من اهل الضلال والكفر من ان الله تبارك وتعالى قد حل في بعض الاولياء كما يقوله الغلاة في علي رضي الله عنه من ان الله حل في شخصي عليه كما يقوله بعضهم في ان الله عز وجل حل في بعض الاولياء وهناك حلول عامة كما يقوله اهل الحلول من ان الله عز وجل حال في كل مكان كما تقوله الجهمية الحلولية الذين يزعمون ان الله عز وجل حال في كل مكان والاتحاد الخاص كما ذكرت لك كما هو احد التفسيرين عند النصارى من ان الله تعالى اتحد بعيسى اتحد اللاهوت بالناسوت وكما يقوله بعض الضالين من اتباع الحلاج من انه حصل الاتحاد بين الباري تعالى عن قولهم علوا كبيرا والحلاج وهناك اتحاد عام عند هؤلاء بحيث ان الله سبحانه وتعالى يكون قديم اتحد بجميع المخلوقات فصار شيئا واحدا اما مذهب وحدة الوجود فهو الاخبث وكلها خبائث وهؤلاء يزعمون انه لا تعدد في الاصل اصل الاصلي لا يوجد اثنان انا اقول اتحد خالق بمخلوق او حل خالق في مخلوق لا هو من الاصل ماذا شيء واحد في الاصل هؤلاء لا يعرفون شيئا اسمه اثنان او ثلاثة او اكثر كل الاشياء في حقيقتها ماذا شيء واحد وهو الله تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا واودها هنا ان انبهك الى امور اولا ان الخلافة حاصل بين العلماء في تفسير هذه المصطلحات فربما تجد تعريفات مختلفة ولكني ذكرت لك ما ارى انه اقرب هذه التفسيرات بعضهم يعني تجد انه لا يفرق بين مذهب الاتحاد ومذهب وحدة الوجود والاقرب والله اعلم انه ثمة فرق كما بينت لك ثانيا ان اصحاب هذه المذاهب انفسهم مختلفون او بالاحرى مضطربون تارة يقررون مذهبهم على طريقة الحلول وتارة يقررون مذهبهم على طريقة الاتحاد او وحدة الوجود من اولهم الى اخرهم. الاضطراب حاصل في قولهم وهذا ليس بشيء مستغرب لان هذا باطل والباطل لا ثبات له فغير مستغرب ان يتناقض اصحابه. ولذا اذا قرأت في كلام ابن عربي مثلا فانك تجده احيانا يقرر مذهب الحلول وتارة يقرر مذهب وحدة الوجود فهو كثير الاضطراب في هذا المقام. اذا لابد من التنبه الى هذا الامر اعود فاقول هؤلاء لا شك في ان مذهبهم غاية الكفر بالله سبحانه وتعالى واذا كان الله عز وجل قد كفر النصارى لقولهم بحلول الله عز وجل او اتحاده في عيسى فكيف بالذين قالوا بان الله عز وجل حل في كل شيء بل اتحد في كل شيء حتى في الحشوش واماكن قضاء الحاجات وحتى اتحد بالخنازير والكلاب تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فكيف بالذين قالوا ان هذه الاشياء كلها هي في الاصل الله تعالى عن قولهم علوا كبيرا انما الاختلاف فقط اختلاف في الصور والحقيقة واحدة وهؤلاء كما ذكرت لك حقيقة مذهبهم انه لا توحيد ولا شرك ولا خالق ولا مخلوق فاي شرك واي كفر واي ضلال اعظم من هذا الضلال؟ حقيقة مذهب هؤلاء انهم معطلة واذا كان مذهبهم ليس كفرا فليس على وجه الارض كفر وهؤلاء في حقيقتهم ايضا اباحية لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا البتة وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد الثالث عشر آآ المناظرة او قصة حصلت مع آآ واحد من اخبثهم بل هو اخبثهم واكثرهم كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله واسمه العفيف التلمساني والحقيقة انه الفاجر التلمساني كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله هذا الرجل نظره يقول شيخ الاسلام حدثني الثقة انه ناظره نظر التلميسان قال له انه على مذهبكم لا فرق بين الام والبنت والزوجة كل اولئك ينبغي ان يكون نكاحهم او نكاحهن جائزة قال نعم نحن نقول بهذا والمحجوبون يقولون حرام فقلنا حرام عليكم يقول المحجوبون قالوا ايش حرام فقلنا حرام عليكم يقول شيخ الاسلام فقيل لهم من هؤلاء المحجوبون اهم غيركم ام انتم الان هو المذهب عنده ماذا وحدة الوجود فلا يوجد اصلا شيئان لا يوجد تعددية لا يوجد تثنية يقول من المحجوبون؟ لانك تقول والمحجوبون قالوا حرام عليكم. قلنا؟ قالوا حرام. قلنا حرام عليكم قال فان كنت فان كانوا انتم فقد حرمتموه عليكم وان كانوا غيركم فقد اثبتم فقد اثبتم التعددية فانقطع هذا المجرم الاثيم كذلك شيخ الاسلام رحمه الله كان منه مناظرات لهؤلاء هي مواضع من مجموع الفتاوى و اه يقرر فيها مثل ذلك فانه قد حصلت مناظرات مع بعضهم في هذه القضية وانهم يقولون نحن شهدنا الله عز وجل بكل شيء والمحجوبون خالفوا في ذلك فاثبتوا شيئين فاكثر فشيخ الاسلام رحمه الله يقول من الحاجب ومن المحجوب وما هو الحجاب آآ كيف كان هذا كله؟ والامر عندكم ماذا شيء واحد وانتم ماذا؟ لا تزالون تكررون ان هناك حجاب وحاجب ومحجوب وقوم ليسوا محجوبين مع انكم تقررون ان الحقيقة ماذا حقيقة واحدة فعلى كل حال هذا الذي عليه القوم اظهروا ضلال واعظم كفر والعياذ بالله ومآل القوم في حقيقته راجع الى هدم اصول الايمان الثلاثة اذا تأملت ادنى تأمل بمذهب هؤلاء وجدت ان حقيقة وجماع مذهبهم هدم اصول الايمان الثلاثة الايمان بالله والايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم والايمان باليوم الاخر اما الايمان بالله فكما رأيت القوم في غاية الالحاد والتعطيل حقيقة مذهبهم تعطيل وجود الله عز وجل بالكلية لان مادة القوم وموردهم انما هو المزج والجمع بين زندقة الفلاسفة وبين ضلال الجهمية فخرج هذا الهجين المشوه الذي هو مذهب اهل وحدة الوجود او مذهب الاتحادية اما هدمهم اصل الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم فان القوم زعموا ان لا حاجة الى الرسول صلى الله عليه وسلم لانهم اولا اعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول صلى الله عليه وسلم اثبت شيئين اثبت خالقا ومخلوقا فهو على قاعدتهم محجوب وهم غير محجوبين وثانيا انهم يزعمون انهم يأخذون عن الله عز وجل مباشرة كما نقل عنهم هذا القول شيخ الاسلام رحمه الله يزعمون انهم يأخذون من الله عز وجل مباشرة. وبالتالي فلا حاجة الى الرسالة ولا حاجة الى الرسول. لا حاجة الى الرسالة ولا حاجة الى الرسول واما هدمهم اصل الايمان باليوم الاخر فالقوم ابطلوا الوعد والوعيد فعندهم ان دار الشقاء جهنم عافاني الله واياكم منها هذه دار تلذذ واستمتاع لا دار عذاب لان طبيعة من يدخلها على زعمهم ستكون طبيعة نارية ستكون طبيعة نارية. ولذا فانهم اذا دخلوا النار سوف ماذا يلتذون ويستمتعون فاي شيء من الدين قد بقي بعد هذا فاذا انهدم اصل الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وباليوم الاخر فماذا بقي هل سيبقى بعد ذلك شيء؟ حتى الدين والشريعة والامر والنهي هل له بقاء عند هؤلاء او ان القوم في غاية الاباحية كما قد سمعت من امامهم المقدم التلمساني قبحه الله الذي يقول لا فرق بين ان يأتي الانسان زوجته او يأتي امه او ابنته لان الحقيقة واحدة وانما هذه فقط صور ومجلى لشيء واحد والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا ليس بشهود لحقيقة لا كونية ولا دينية بل هو ضلال وعمى عن شهود الحقيقة الكونية جعلوا وجود الخالق هو وجود المخلوق. وجعلوا كل وصف مذموم وممدوح نعتا للخالق والمخلوق. اذ وجود هذا هو وجود هذا عندهم نعم ولذلك في الصفحة الاولى من الفتوحات المكية لابن عربي في اول صفحة يقول الرب حق والعبد حق فليت شعري من المكلف ان قلت عبد فذاك ميت وفي رواية عنه اخرى يقول فذاك رب او قلت رب انى يكلف حقيقة امرهم اسقاط الفرق بين العبد والمعبود وبالتالي يسقط الامر والتكليف كتابه هذا قبحه الله هو يعني مجموع الضلال والكفر يعني جمع فيه من انواع الضلال والخبث الشيء العجيب في الحقيقة ثم بعد ذلك مع الاسف نسمع من يقول انه الشيخ او الامام الاكبر فاصبح هذا كأنه يعني اه لقب مختص به الشيخ الاكبر او الامام الاكبر نعم هو شيخ وامام اكبر في الضلال و امام يهدي الى النار والعياذ بالله مذهبه لا شك انه اخبث من مذهب اليهود والنصارى بمراحل وان دين اليهود والنصارى خير منه بكثير فلا مقارنة اقول لا مقارنة في الحقيقة بين حقيقة دين ومذهب هذا الرجل ومن على شاكلته وبين دين اليهود والنصارى الله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما المؤمنون بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم عوامهم وخواصهم الذين هم اهل الكتاب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله اهلين من الناس قيل من هم يا رسول الله؟ قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته. قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته. نعم هذا حديث كما سمعت يبين ان اهل القرآن هم اهل الله عز وجل والقرآن جاء بالحق والحق هو ما تشهد به الفطر وتشهد به العقول وتشهد به ايات الكتاب واحاديث السنة من الفرق بين الخالق والمخلوق وحقيقة الخالق والمخلوق اما القوم فاساس البلاء عندهم انهم زعموا ان الوجود شيء واحد لا يقبل التفريق ولا يقبل التعددية فلا فرق بين وجود الواجب ووجود الممكن الوجود ماذا شيء واحد ولذلك قالوا اننا لا يمكن ان نجعل وجودا ووجودا فالوجود ما هو الا الا شيء واحد وهذا اساس الظلال آآ ابينه وكل عاقل يدرك الفرق بين وجود الواجب يعني الذي يستحيل عليه عدم الوجود يستحيل عليه الا يكون غير ان لا يكون الا موجودا وهو الله سبحانه وتعالى وبين وجود الممكنات المخلوقات التي كانت معدومة ثم وجدت كانت معدومة ثم وجدت ثم انها ماذا تعدم بعد ذلك فبالتالي التفريق بين هذا وهذا من اظهر الامور واجلاها وليس يصح في الاذان شيء اذا احتاج النهار الى دليله مشكل ان تتكلم في هذا الامر وان تقول ان الوجود يختلف وانه هناك وجود يختص بالله سبحانه وتعالى ووجود يختص بالمخلوق كما قد اه علمنا قاعدة القدر المشترك والقدر المميز القوم اخذوا هذا القدر المشترك فعمموه اخذوا قدر المشترك وهو الوجود فعمموه جعلوه متعلقا بالله سبحانه وتعالى وبالمخلوقين على حد سواء والحق الذي لا شك فيه ان هناك قدرا مشتركا وهناك ايضا قدر مميز فوجود الله عز وجل يختص به ووجود المخلوق يختص به نعم احسن الله اليكم قال فهؤلاء يعلمون ان الله عز وجل رب كل شيء ومليكه وخالقه وان الخالق سبحانه مباين للمخلوق. ليس هو حالا فيه ولا متحدا به ولا وجوده وجوده والنصارى انما لاحظ هذه الكلمات الثلاث تدلك على هذه المذاهب الثلاثة ليس حالا فيه يشير الى مذهب الحلول ولا متحدا به هذا مذهب الاتحاد ولا وجوده وجوده مذهب اهل وحدة الوجود نعم قال والنصارى انما كفرهم الله عز وجل بان قالوا بالحلول واتحاد الرب بالمسيح خاصة شيخ الاسلام يذكر القولين عن النصارى الحلول والاتحاد نعم فكيف من جعل ذلك عاما في كل مخلوق ويعلمون مع ذلك ان الله عز وجل امر بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. ونهى عن معصيته ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم وانه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر. وان على الخلق ان يعبدوه فيطيعوا امره. ويستعينوا به على كل ذلك كما قال في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين ومن عبادته وطاعته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الامكان. والجهاد في سبيله لاهل الكفر والنفاق. فيجتهدون في اقامة دينه مستعينين به دافعين مزيلين بذلك ما قدر من السيئات. دافعين بذلك ما قد يخاف من ذلك. كما يزيل الانسان الجوع الحاضر اكل ويدفع به الجوع المستقبل. وكذلك اذا ان اوان البرد دفعه باللباس. وكذلك كل مطلوب يدفع به مكروه كما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت ادوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقاتل نتقي بها هل ترد من قدر الله شيئا فقال صلى الله عليه وسلم هي من قدر الله. اللهم صلي على محمد هذا الحديث فحسن المعنى وان كان في ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم نظر والمقصود ان المؤلف رحمه الله قرر ها هنا ما سبق الكلام عنه وهو ان دفع القدر بالقدر امر ثابت لا شك فيه بل لا يمكن لانسان ان يتخلى عن ذلك وان ادعى خلافه فحاله تكذب قوله اله تكذب قوله وكنا وقلنا ان منازعة القدر او مدافعة القدر او دفع القدر بالقدر كما قال عمر رضي الله عنه انما نفر من قدر الله الى قدر الله وذلك عند الامكان وذلك عند الامكان كما بين المؤلف رحمه الله كما ان قدر الجوع ندفعه بقدر الاكل كما ان قدر العطش ندفعه بقدر الشرب كما ان قدر البرد ندفعه بقدر اللباس كما ان قدر المرض تدفعه بقدر التداوي الى غير ذلك مما لا يمكن ان يدعي الانسان خلافه ومهما ادعى خلافه فلا شك في انه قد تناقض وكذب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي الحديث ان الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعترجان بين السماء والارض فهذا حال المؤمنين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم العابدين لله. وكل ذلك من العبادة حتى هذا الحديث يعني في ثبوته نظر في ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم نظر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية وهي ربوبيته تعالى لكل شيء. ويجعلون ذلك مانعا من من اتباع امره الديني الشرعي على مراتب في الضلال فولاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة بل يزعمون ان كل ما يكون منهم فهو محبوب لله عز وجل هؤلاء الجبرية الاباحية كما ذكرت لك يقول قائلهم اصبحت منفعلا لما يختاره مني ففعلي كله طاعات كل شيء يصدر منه حتى لو كان غاية الذنوب والفواحش فانه في الحقيقة ماذا طاعة يقول انا ان عصيت الامر فقد اطعت المشيئة وهذا كافي وهذا غاية الضلال وبه يسقط كل فما جاء في دعوات الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وتكون حجة لكل كافر ومعاند وكل ضال مضل هؤلاء الذين يشركون مع الله سبحانه وتعالى فيسجدون للشمس والقمر والاصنام او الذين يرفعون السيف على رسل الله عز وجل وانبيائه او الذين يهدمون بيوت الله او الذين يعاقرون الفواحش كلها كل هؤلاء عند هؤلاء في حقيقة امرهم طائعون بل في غاية التقوى والصلاح والطاعة لانهم موافقون لماذا بمشيئة الله والمشيئة مرادفة عندهم للمحبة مرادفة للمحبة قلت القوم يسوون بين هذه الكلمات الثلاث لا فرق بينها البتة الارادة المشيئة المحبة نعم احسن الله اليكم قال وقول هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى وهو من جنس قول المشركين الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا ولا حرمنا منه شيء. وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم. وهؤلاء من اعظم اهل الارض تناقضا. بل كل من احتج بالقدر فانه متناقض فانه لا يمكن ان يقر كل ادمي على ما فعل. فلا بد اذا ظلمه ظالم او ظلم الناس ظالم وسعى في الارض بالفساد واخذ اسفكوا دماء الناس ويستحلوا الفروج ويهلكوا الحرث والنسل ونحو ذلك من انواع الضرر التي لا قوام للناس بها. ان يدفع هذا القدر وان يعاقب الظالم بما يكف عدوانه وعدوان امثاله. فيقال له ان كان القدر حجة فدع كل احد يفعل ما يشاء بك وبغيرك. وان لم يكن حجة بطل اصل قولك ان القدر حجة. نعم. يمكن ان نأخذ ونتسلط على ماله وعلى ممتلكاته ونقول هذا قدر انا مالي علاقة هذا هذا قدر انا قدر علي ان اخذ والقدر حجة وبالتالي عليك اذا جعت ان لا تأكل وعليك اذا مرضت ان لا تتداوى وعليك اذا اصبت بحريق ان تجعل النار تمشي في جسدك. لان هذا قدر الله والقدر حجة وهذا ما يحبه الله وعلينا ان نحبه ما يحبه الله اليس هذا هو المذهب الذي انت عليه اذا كل من يقول بذلك هو في حقيقة امره متناقض وحاله تكذب مقالة نعم احسن الله اليكم قال واصحاب هذا القول الذين يحتجون بالحقيقة الكونية لا يطردون هذا القول ولا يلتزمونه وانما هم يتبعون ارائهم كما قال فيهم بعض العلماء انت عند الطاعة انت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري. اي مذهب وافق هواك تمذهبت به؟ نعم اولاد في حقيقة امرهم انما هم متبعون للاهواء مستكبرون عن الحق ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر هذه حقيقة امره اتباع للاهواء وتكبر على الحق والا فاي شيء اوضح واجلى في العقول وفي المنقول من هذا الامر وهو التفريق بين الحقيقة الكونية والحقيقة الشرعية الشيء لا يمكن للانسان ان يدفعه لكن القوم متبعون لاهوائهم يقول كما قال بعض العلماء انت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبريل عند الطاعة قدري القدرية يرون ان افعال العباد منهم تنشأ من جهة المشيئة ومن جهة الخلق والاحداث فهي منهم ولذلك احدهم اذا عمل طاعة فانه يرى نفسه ولا يشهد منة الله عليه ولا يلحظ ان الله عز وجل هو الذي وفقه بل تجده يفخر بما فعل ويقول هذا مني والي واما اهل الايمان فانهم يلحظون ان الهداية انما كانت من الله عز وجل وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله فعند الطاعة اذا فعل احدهم طاعة فانه يفخر بذلك ويستكبر به ويعيد الامر الى نفسه ولا يشهدوا منة الله وفضله اما عند المعصية فانه ماذا جبري يقول هذا ماذا قدر انا افعله ما قدر علي هؤلاء الجبرية عندهم ان الانسان ليس بفاعل بل هو مفعول به فليس له ذنب هو ما زنى زني به وما سرق سرق به هو ما قتل قتل به هو ماذا مجبور ليس له شيء لا ارادة ولا قدرة ولا فعل وبالتالي يحتجون بالقدر على المعاصي وهذا كما علمت في غاية البطلان اذا القوم اصحاب اهواء وهذه هي الخلاصة ولعل هذا القدر فيه كفاية والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين