بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر شيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالة العبودية ومنهم صنف يدعون التحقيق والمعرفة. فيزعمون ان ان الامر والنهي لازم لمن شهد لنفسه فعلا. واثبت له صنعا. اما من شهد ان افعاله مخلوقة او انه مجبور على ذلك ان الله هو المتصرف فيه كما يحرك سائر المتحركات فانه يرتفع عنه الامر والنهي. والوعد والوعيد. وقد يقولون من شهد الارادة سقط عنه التكليف ويزعم احدهم ان الخضر سقط عنه التكليف بشهوده الارادة. فهؤلاء لا يفرقون بين العامة والخالة الذين لحظة الصواب بارك الله فيك ان هؤلاء يفرقون بين العامة والخاصة لا ها هنا اثباتها خطأ. هؤلاء يفرقون بين العامة والخاصة. ثبوتها لا شك انه غير صحيح بل يخالف انا وان كان هذا في النسخة التي بين ايدينا وكذلك في مجموع الفتاوى كذلك في الطبعة المشهورة من الفتاوى الكبرى لكن في بعض طبعا العبودية حذفها وهذا هو الصواب. وشيخ الاسلام رحمه الله بسط هذه المسألة في غير هذا الموضع وكذلك ابن القيم رحمه الله وبين هذان الامامان ان مذهبهم اعني هذه الطائفة التفريق بين العامة والخاصة وليس انهم لا بين العامة والخاصة كما سيأتي بيانه ان شاء الله. نعم. فهؤلاء احسن الله اليكم قال رحمه الله فهؤلاء يفرقون بين العامة والخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية. فشهدوا ان الله خالق افعال العباد وانه يدبر جميع الكائنات. وقد يفرقون بين من يعلم ذلك علما وبين من يراه شهودا. فلا يسقطون التكليف عمن يؤمن بذلك ويعلمه فقط. ولكن يسقطونه عمن يشهده فلا يرى لنفسه فعلا اصلا. نعم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا. ومن اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد كلام المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة رسالة العبودية متصل بما سبق الكلام عنه. فان المؤلف الله كان في معرض بيان حال اهل الجبر الجبرية ولعلكم تذكرون ما سبق الكلام عنه من كلام المؤلف رحمه الله حينما قال وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية. وهي ربوبيته تعالى لكل شيء. ويجعلون ذلك مانعا من اتباع امره الديني الشرعي على مراتب في الظلال. وذكر الطائفة الاولى وهي شر الطوائف وهي طائفة الغلاة من الجبرية وبين قولهم حينما قال فغلاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة هؤلاء هم الجبرية الغلاة. وقلنا ان مذهبهم نتيجة لمقدمة فين؟ المقدمة الاولى ان كل ما وقع فهو مراد لله سبحانه. المقدمة الثانية ان كل مراد لله فهو محبوب له. النتيجة ان كل ما وقع فهو محبوب لله عز وجل مهما كان. حتى ولو كان الفجور والمعاصي. حتى ولو كان الكفر بالله عز وجل حتى ولو كان ابليس والطواغيت كل شيء واقع فانه محبوب لله لانه ها؟ مراد وقلنا ان كنتم تذكرون انهم لا يفرقون بين الكلمات الثلاث. التي هي الارادة والمشيئة والمحبة. عندهم هذه الكلمات الثلاث مترادفات فهذا من اعظم اسباب ضلال هؤلاء القوم وقلنا ان مذهبهم باطل عقلا وشرعا ان وحسا هم كاذبون على الشرع وكاذبون على انفسهم ايضا لا يمكن ان يطرد لاحد القول بالجبر مطلقا. بحيث انه يدعي انه قابل ومحب ومريد لكل ما قدر الله سبحانه وتعالى واذا اردت تكذيب هذا وفظحه فقل له اني اشعل النار فيك اني اشعل النار فيك. فهذا امر واقع بقدر الله فهو محبوب لله وعلينا ان نحب ما يحب اليس كذلك؟ فعليك ان تبقي هذه النار في جسدك ولا تبادر الى اطفائها حتى لا تكون عاصيا للارادة. هم يقولون يجب ان يطاع يجب ان يطاع الله عز وجل في ارادته والا يخالف في مراده. اذا دع النار تشتعل فيك ولا تبادر الى اطفائها وان اصبت بجوع او عطش فعليك ان تحب ذلك ولا تغيره لانه مراد محبوب لله علينا ان نحب ما يحب. اذا هم كاذبون. لا يمكن بحال ان اه يطرد لهم هذا المذهب انما ما حقيقة الامر انهم متبعون اهواءهم كما سيأتي بيانه ان شاء الله. انتقل المؤلف رحمه الله بعد ذلك الى صنف اخر دون الاولين. كلهم مشتركون في الضلال. الا ان بعضهم اضل من بعض. الاول اسقطوا الاوامر والنواهي. بدعوى ان الجبر او ان شهود او ان شهود الحقيقة الكونية مضاد للتكليف. يزعمون انه قد تعارض الامران لا يمكن ان يجتمع امر ونهي وبالتالي وعد ووعيد مع كون الانسان ماذا؟ مجبورا اسلوب الفعل ومسلوب الارادة ومسلوب القدرة وبالتالي فنحن نشهد الحقيقة الكونية واما ادلة الاوامر والنواهي فالامر سهل عندنا مركب ذلول نركبه فنتخطى هذه النصوص وهو مركب ها التأويل كما سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله واذا اعتاص عليهم ثمة ما هو اسهل واسهل وهو مركب التفويض المقصود ان هؤلاء يسقطون الامر والنهي بدعوى الجبر بدعوة الجبر. دون هؤلاء اخرى هؤلاء لا يسقطون الامر والنهي مطلقا عن كل احد. انما عندهم تفصيل. الناس عند هؤلاء على طبقتين. الاولون الجهمية. هؤلاء الجبرية الجهمية هؤلاء غلاة الجبرية. اما المذهب الثاني فهو المذهب الغالب على طائفة من المتصوفة. عند هؤلاء الناس قسمان قسم سالك وقسم واصل وان شئت فقل الناس تقسمان عامة وخاصة. التكليف ساقط عن الخاصة لا عن العامة. العامة الذين هم العوام هؤلاء طائفة آآ اذهانهم كثيفة ما استطاعوا ان ينفذوا الى وبالتالي هؤلاء لابد ان ينصاعوا للامر والنهي حتى تستقيم الاحوال وحتى اينضبط ناموس الشرع المصلحة تقتضي ان العوام الذين ما ارتقوا الى الدرجات العلى في المعرفة وما وصلوا درجة اليقين هؤلاء نقول لهم واجب عليكم ان تصلوا وان تصوموا وان تحجوا وان تكفوا عن الزنا والخمر والربا. اما الواصلون هؤلاء لا يلزمهم شيء من هذه التكاليف. هؤلاء سقطت عنهم سقطت عنهم التكاليف. هؤلاء على المذهب الاول. ولكن عندهم تفريق بالنظر الى ماذا؟ بالنظر الى الناس بالنظر الى الناس. الاولون جعلوا اسقاط التكليف ماذا؟ ها جعلوه مطلقا اما هؤلاء ففصلوا. قال المؤلف رحمه الله ومنهم صنف يدعون التحقيق والمعرفة يزعمون طبعا هم يدعون والا فوالله ان التحقيق والمعرفة عنهم بمنأى بل هو الجهل والهوى مركبة من جهل وهوى كما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله. قال فيزعمون ان الامر والنهي لازم لمن شهد فعلا واثبت له صنعا. هذا الذي يرى ان العبد فاعل حقيقة وله قدرة ومشيئة هذا ممكن هو الذي نقول انه يتعلق به الامر والنهي. قال اما من شهد ان افعاله مخلوقة واه قال او انه مجبور على ذلك وان الله هو المتصرف فيه كما يحرك سائر فانه يرتفع عنه الامر والنهي والوعد والوعيد. قلنا ان كنتم تذكرون الجبرية عندهم مفعول به لا فاعل. مفعول به لا فاعل. هو ما سرق. ان وقعت السرقة ليس هذا الانسان هو السارق هو مسروق به. ان وقع زنا لم يزني. انما هو مزني به ان حصل قتل لم يكن هو القاتل. هو مسكين. هو اله. حركت فتحركت قيل به مثله مثل البندقية او السكين. يقتل به اذا ليس منه شيء ولا اليه شيء. لا ينسب اليه فعل ليس له ليس له قدرة هذا هو مذهب الجبرية هذا يتعلق اعني هذا المذهب الذي ينبني عليه اسقاط التكليف يتعلق عند هؤلاء بالخاصة. الذين شهدوا الحقيقة الكونية. الحقيقة الكونية كما قد اخذنا فيما مضى هي الربوبية ربوبية الله سبحانه وتعالى من شهد ربوبية الله عند هؤلاء فانه يرتقي الى مرتبة تسقط عنه فيها التكاليف. قال وقد يقولون من شهد الارادة سقط عنه التكليف هذا الذي قلنا انه مذهبهم من شهد الارادة سقط عنه التكليف. كلمة شهد ترد كثيرا في كلام المؤلف رحمه الله وهو اصطلاح عند المتصوفة. ماذا يريدون به؟ الشهود عندهم مشاهدة القلب. مشاهدة القلب بحيث تستغرق النفس فيما تشاهد فتفنى به عن غيره الشهود الذي يريدونه هو للقلب بمثابة المشاهدة للبصر واضح؟ وبالتالي اذا انجلى للقلب وتجلى له ان الله سبحانه وتعالى هو الذي له الفعل وهو الذي له الارادة وهو الذي له الربوبية. من وصل الى هذه المرحلة قالوا ماذا؟ تسقط عنه التكاليف من شهد الربوبية او عفوا قالوا من شهد الارادة يعني ارادة الله التي يريدون بها المشيئة العامة قالوا من شهد الارادة عنه التكليف وقد يقولون العارف اذا شهد الحكم سقط عنه اللوم اذا شهد الحكم سقط عنه اللوم اذا شهد حكم الله الكوني فانه ماذا يفعل ما يشاء فان اللوم عنه فان اللوم عنه ساقط. اذا هذه هي قاعداتهم. شهود الارادة يسقط الامر شهود الارادة يسقط الامر الامر الشرعي شهود الارادة يسقط التكليف. قال ويزعم احدهم ان الخضر سقط عنه التكليف لشهوده الارادة. مضى في دروس سابقة في هذا الكتاب. الكلام ما يتعلق بالخضر عليه السلام وعرفنا كلام العلماء فيه هل هو ولي؟ او هو آآ نبي وقول ثالث هل هو ملك؟ والاقرب الله تعالى اعلم وهو الذي اختاره جماعة من المحققين انه نبي وليس بولي فحسب. وتكلمنا ايضا عن هذه المسألة وهي انهم يزعمون ان الخضر لما شهد الارادة لما وصل الى مرحلة الفناء سقط عنه التكليف وبالتالي ما اعتبر في حقه ما وقع منه محرما كونه يقتل صبيا او كونه يخرق سفينة هذا يعتبر في حقه ماذا؟ ليس معصية ما السبب ارتفعت عنه التكاليف. قلنا ان كنتم تذكرون ان هذا باطل. وبطلانه من وجهين. الوجه الاول ان موسى عليه السلام لم يكن مرسلا الى الخضر. وبالتالي فلم يكن واجبا على الخضر اتباعه ليس شأن موسى كشأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث الى جميع الثقلين الانس والجن انما كان النبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يبعث الى قومه خاصة. ولذا في الصحيح لما التقى موسى مع الخضر قال له الخضر لما قال انا موسى قال موسى بني اسرائيل اذا الخضر ليس من بني اسرائيل وموسى نبوء رسالته متوجهة الى من؟ الى بني اسرائيل والخضر ليس منهم. وبالتالي فلا يقال في حقه انه ماذا؟ ارتفعت عنه التكاليف هذا اولا ثانيا سلمنا جدلا انه ملزم بالتكاليف التي بعث بها موسى عليه السلام فيقال ان الذي وقع من الخضر ليس مخالفا لتلك التكاليف. بل الحقيقة ان ما وقع منه موافق لها انما جهل موسى عليه السلام جهل الاسباب التي وغت تلك الافعال فلما تبينت له ما خالفها. لما بين الخضر السبب الذي لاجله كان منه ما كان في الامور الثلاثة التي تعلمونها في سورة الكهف ما كان من موسى آآ معارضته انما كان ماذا؟ موافقا له انما كان هناك اشياء خفية ما كان موسى عليه السلام يعلمها. اذا ليس هناك ارتفاع اصلا للتكاليف على تسليم انه ماذا؟ انه كان مأمورا باتباع شريعة موسى عليه السلام. المقصود ان هذا القول غاية في الظلال والانحراف بل هو كفر بالله سبحانه وتعالى. فقد اجمع على ان من زعم ان احدا يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ولو في شيء من الاشياء ولو في امر من الامور. فانه كافر بالله عز وجل. وسيأتي الكلام عن هذا بزيادة تفصيل في كلام المؤلف رحمه الله. قال فهؤلاء يفرقون بين العامة والخاصة. والخاصة الذين شهدوا كلمة الذين شهدوا متعلقة بماذا؟ بالخاصة. هؤلاء الخاصة شهدوا الحقيقة الكونية بخلاف العوام الذين لا خبرة لهم ولا علم عندهم بها هذه المسائل هؤلاء نقول عليكم ان تلتزموا بالاوامر عليكم ان تلتزموا بالنواهي. اما اولئك الواصلون فانه لا يلزمهم شيء من ذلك فقال الخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان الله خالق افعال العباد وانه يدبر وجميع الكائنات القوم ظنوا ان ثبوت خلق الله عز وجل لافعال العباد منافق قل لاثبات افعال العباد. وقلنا ان هذا يجب ان يحلى حتى يزول الاشكال بالسنة والجماعة هم الفرقة الوحيدة التي وفقها الله عز وجل الى الجمع بين الامرين. ان كان الجبرية يقولون ان الله خالق وافعال العباد نقول نعم وهذا هو الحق. وعليه دلائل كثيرة. اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن من الف وجه او قريب الالف يحصيها الذي يعنى بهذا الشأن هذا حق لا شك فيه لكن الخلل عند القوم هو انهم نفوا او فعل العبد لظنهم ماذا؟ عدم امكان اجتماع الامرين. وقلنا يجب ان نلاحظ ها هنا الجمع بين امور اولا اثبات مشيئة الله عز وجل وان مشيئته متعلقة بكل شيء حتى افعال العباد وحتى مشيئاتهم فلا يمكن ان يقع شيء الا بمشيئة الله عز وجل كما قال سبحانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب رب العالمين هذا واحد. ثانيا اثبات خلق الله عز وجل لكل شيء. ويدخل في قولنا كل شيء افعال العباد فالعبد مخلوق ذاتا وصفات وافعالا. ثالثا اثبات مشيئة العباد وان لهم مشيئة وان لهم ارادة وانهم يفعلون بمشيئتهم كما قال جل وعلا لمن شاء منكم ان يستقيم كما قال جل وعلا فاتوا حرثكم انا شئتم وهذا امر مدرك بالشرع ومدرك بالعقل ومدرك بالحس كل انسان يعلم ان عنده ارادة يفعل بها وانه لو لم يشأ ان يفعل لم يفعل. اليس كذلك؟ لو لم ارد ان ارفع هذا الكأس فان هذا الكأس ماذا؟ لن ارفعه لكن متى ارتفع؟ لما شئت. اذا هذا هو الامر الثالث الامر الرابع اثبات افعال العباد وانهم هم القائمون بها حقيقة وانهم هم الفاعلون كما قال جل وعلا لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت جزاء بما كنتم تعملون. اذا العباد فاعلون العباد عاملون وبالتالي يجزون على ما كانوا يعملون جزاء عدلا فمن اساء فعوقب فانه يعاقب بعدل الله سبحانه وتعالى لا لابد من الايمان بهذه الامور الاربعة والا هو والا فانه يقع الانحراف اما الى مذهب القدرية واما الى مذهب الجبرية هذا كله سبق الحديث عنه. نعم. قال وقد يفرقون بين من يعلم ذلك علما وبين من يراه شهودا. وعلمنا معنى كلمة الشهود انه يشهده بقلبه ويتجلى له وينكشف بقلبه فيستغرق به عن كل شيء فعند هؤلاء يكون قد حصل له الفناء فلا يسقطون التكليف عمن يؤمن بذلك ويعلمه فقط. هذا لا يكاد ان يخرج عن اه الفقرة التي قبلها لكن لعله يريد ان يقول ان من ارتفع عن درجة العامة ايضا لا يسقط عنه فبعضهم يقسم الناس الى ثلاثة اقسام وليس الى قسمين هناك مبتدأ هؤلاء العامة ما عند لهم علم ولا فقه بشيء من هذه المسائل. وهناك سالك مجتهد اه يسلك طريق الزهد والرياضة وما الى ذلك. لكنه ما وصل الى مرحلة الشهود والفناء فهذا ايضا عليه ماذا؟ ان يلتزم بالتكاليف لا يرتفع التكليف الا عن من عن من التقى الى الى اعلى الحضيض ان صح التعبير كما سيأتي المعنى وصل ولكن الى سقر عياذا بالله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله لا يجعلون الجبر واثبات القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه الذي يظهر والله اعلم ان لا ها هنا ايضا زائدة يعني يمكن بضرب من التكلف ان نوجه الكلام مع ثبوتها لكن الذي يظهر والله اعلم انه اقرب واوضح حذفها لم؟ لاحظ ما ذكر المؤلف رحمه الله قبل ذلك قال فغلاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما آآ نعم لا قبلها قال وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية ويجعلون ذلك مانعا من اتباع امره الديني الشرعي ثم قال فغلاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما يعني تسقط التكاليف عن كل احد. هنا هؤلاء لا يجعلون اسقاط التكليف عاما انما يسقطونه من هذا الوجه ما هو هذا الوجه اسقاط التكليف عن طائفة خاصة وهم ها ها من وصل الى مرحلة اليقين لا يجعلون اسقاط الاولون يسقطون التكليف او يجعلون اسقاط التكليف ماذا عاما مطلقا عن كل احد لا تكليف هؤلاء قال يجعلون الجبر واثبات القدر مانعا من التكليف ها على هذا الوجه يعني على وجه الوجه الخاص الذي هو المتعلق الخاصة وليس وليس على كل احد. فلا يسقطون التكليف ماذا؟ مطلقا لا يسكتون التكليف مطلقا الذي يظهر والله اعلم ان اثباتها ايضا خطأ والاقرب انهم يجعلون الجبر القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه الذي بينه. يسقط التكليف عن الخاصة لا العامة. والاولون يجعلون اسقاط التكليف عن الكل عن العامة والخاصة. اذا هؤلاء يزعمون ان الوصول الى الحقيقة الحقيقة الكونية او ان شهود الربوبية يسقط معه التكليف. فيزعمون ان انهم يستغنون هكذا يقولون نحن نستغني بالحقيقة عن الشريعة نستغني بماذا؟ بالحقيقة عن الشريعة ما الحقيقة؟ هذا الشهود للحقيقة الكونية هذا الفناء في توحيد الربوبية الذي يزعمون انه هو الفناء والانكشاف والتجلي بحيث يرى الله عز وجل هو الفاعل لكل شيء فبالتالي يسقط عنه حين التكليف يزعمون ان من كان كذلك فانه قد وصل يقولون فلان وماذا وصل اخرج ابو نعيم في الحلية عن ابي علي الروذباري رحمه الله انه قيل له ان بعض الناس يستمع الملاهي فيزعم انه لا يؤثر فيه لانه وصل يعني يستمع الغناء والمعازف وكذا ويقول لا مشكلة انا ماذا؟ وصلت الى مرحلة بحيث لا يؤثر في هذا الامر فقال رحمه الله وصل ولكن الى سقر. قال نعم هو وصل ولكن ولكن الى سقر. ايضا يزعمون هنا فيما يزعمون ان هؤلاء الخاصة احدهم قد تجوهر يقولون ماذا؟ تجوهر يعني ايش تجوهر؟ يعني وصل الى الجوهر. واما انتم فلا تزالون في القشور. انتم لا تزالون في ماذا؟ في صلاة وزكاة وحج. هذه امور ماذا؟ قشور. اما انا وصلت الى الجوهر فيقولون دان تجوهر او يقولون فلانا وصل. واضح؟ فهذا هو الذي ارادوا بهذا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد وقع في هذا طوائف من المنتسبين الى التحقيق والمعرفة والتوحيد. وسبب ذلك انه ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر بما يقدر عليه خلافه. فما ضاق طاق المعتزلة ونحوهم من القدرية عن ذلك. ثم المعتزلة اثبتت الامر والنهي الشرعيين دون القضاء والقدر الذي هو ارادة الله العامة وخلقه لافعال العباد. وهؤلاء اثبتوا القضاء والقدر ونفوا الامر والنهي في حق من شهد القدر. اذا لم اذا لم يمكنهم اذا احسن الله اليك ان لم يمكنهم نفي ذلك مطلقا. فقول هؤلاء شر من قول المعتزلة. ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء اي احد نعم يقول هذا وقع فيه طوائف ينتسبون الى التحقيق والمعرفة والتوحيد ومع الاسف يظن كثير من العامة انهم اهل تحقيق وعلم ويوصفون بالامامة هؤلاء بين من هو ضال مضل وشيطان مريض؟ وبين من هو جاهل غاية امره ان يكون جاهلا ليس له من الامامة والتحقيق شيء. نحمد الله عز وجل ان هذا المذهب اب لم ينتسب اليه احد من المشهورين في الامة بالعلم والتحقيق والذين لهم في الامة لسان صدق وهذا ما اشار اليه المؤلف اخيرا يعني قال ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء احد القول بالقدر وهو القول المقابل لقول ها؟ للقول بالجبر القول بالقدر نسب اليه بعض المتقدمين لكن ما وجدنا احدا من السلف نسب اليه القول بالجبر لما لان القول بالجبر اوضح ضلالا واسقط شبهة. اما القائلون بمذهب القدرية الذين سبق الكلام عنهم. هؤلاء عندهم تعظيم للامر والنهي والوعد والوعيد هؤلاء ارادوا في زعمهم وظنهم الخاطئ ارادوا تنزيه الله عز وجل عن الظلم فبالتالي اخرجوا افعال ان تكون داخلا تحت مشيئة الله او ان تكون داخلة وان تكون داخلة تحت خلقه افعال العباد لا تتعلق بها عندهم او لا تتعلق اه مشيئة الله وخلقه بها عندهم. وهذا لا شك انه ضلال مبين اما هذا القول فهو اضل واشر. لانه طي لبساط الشرع. مضادة لدين الانبياء الصلاة والسلام محادة صريحة لله ورسله عليهم الصلاة والسلام. لا شك في ذلك ولا ريب احدهم ما حرم الله عز وجل وهو يضحك بل وهو يزعم انه مطيع لله عز وجل يشرب الخمر عياذا بالله وهو يدعي انه مطيع لله. يقول انا ان عصيت الامر فقد اطعت الارادة. اي تلاعب بدين عز وجل واي استهزاء بشرعه واي محادة لله ورسله اعظم من هذا. اذا هذا المذهب لا شك انه اضل ولا شك انه اخبث ولذا ما وجد في احد من السلف بحمد الله من نسب اليه هذا القول. قال المحل المؤلف رحمه الله وسبب ذلك انه ضاق نطاقهم يعني عجزوا ما حصل عندهم من العلم والفقه بحيث انه اتسعت اذهانهم حتى يستوعب الجمع بين الامرين بين الامر والنهي واثبات القدر. انما ضاق نطاقهم وضاق عطنهم عن اه الجمع بين الامرين قال انه ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر بما يقدر عليه خلافه. لان حقيقة الامر انه يعني لو اثبتنا الامر والنهي لو اثبتنا الامر والنهي فالعبد يؤمر بما يفعل به خلاف الامر والنهي. في زعمهم يؤمر بشيء. وينهى عن شيء. ينهى عن شرب الخمر لكنه يفعل به شرب الخمر. وهذا تضاد. كيف الله عز وجل يأمر بشيء ويفعل هو لان فعل العبد عندهم هو فعل الله يأمر بشيء ها فيفعل خلافه او ينهى عن شيء فيفعله هو. هذا عندهم ماذا؟ تناقض لا يجوز ان يثبت في حق الله عز وجل. لاننا قلنا ان فعل ابدي ماذا؟ غير ثابت عند هؤلاء العبد لا يفعل يتحرك والواقع انه ماذا ما تحرك انما حرك مجاز ينسب اليه الفعل ماذا؟ مجاز كما تنسب الى شجرة يقول تحركت والواقع انها حركت. هكذا يزعمون العبد ينسب اليه الفعل. قيام وقعود وصلاة وحج وذهاب واياب. هذا كله ينسب اليه مجازا والا العبد مفعول به وليس وليس فاعلا فبالتالي لا يتأتى مع هذا ان يؤمر وينهى؟ لا يتأتى مع هذا ان يؤمر وينهى. اثبات القدر عندهم. والواقع انه اثبات الجبر عندهم افا والامر والنهي يتنافى والامر والنهي. قال كما ضاق نطاق المعتزلة المعتزلة ونحوهم من القدرية عن ذلك ايضا القدرية حصل عندهم انحراف وذلك انهم اثبتوا الامر والنهي. فلو قالوا باثبات القدر يعني ان افعال العباد تعلقت ارادة الله وخلقه لكان في هذا ظلما له ظلما للعباد. والظلم عن الله عز وجل قطعا. اذا ماذا نصنع؟ كيف يأمرهم الله عز وجل بشيء ثم يقدر عليهم خلافه ثم يجازيهم بعد ذلك. يعني ينهاهم عن شرب الخمر ثم يقدر عليهم شربها ثم يحاسبهم على شربها مع ان اثبات القدر في زعمهم لو اثبت فان هذا يقتضي الجبر. فبالتالي نحن مضطرون والقدر ثابت قطعا. لكن نجعله متعلقا العلم ها والكتابة فقط اما المشيئة والخلق فنخرج افعال العباد عن ذلك ويستقيم لنا الامر والنهي. اثبتوا الامر والنهي ونفوا القدر. والاولون اثبتوا القدر ونفوا ها الامر والنهي. واهل الصراط المستقيم اهل السنة والجماعة. اثبتوا الامر والنهي واثبتوا القدر ولم يكن ثمة ولم يكن ثمة تعارض العبد فاعل حقيقة والعبد فاعل بارادته شيئته ولذا اذا اذنب وعصى فانه يتحمل مسؤولية فعله. واذا جوزي فانه يجازى بالعدل لا بالظلم. تعالى الله عن الظلم. قال ثم المعتزلة اثبتت الامر ما هي الشرعيين دون القضاء والقدر؟ لا مطلقا انما شيء معين من القضاء والقدر. قلنا القدر اربعة ها اربع مراتب ما هي؟ العلم الكتابة المشيئة الخلق اثبتوا المرتبتين العلم والكتابة. هذه عامة شاملة لكل شيء حتى ها حتى افعال العباد اما المشيئة والخلق اثبتوها ولكن نفوا عمومها. انتبه بعض الناس يقول هؤلاء نفوا المشيئة والخلق ليس بصحيح. هؤلاء نفوا ماذا؟ عموم المشيئة والخلق. بمعنى عندهم الله وشاء كل شيء ها الا افعال العباد. والله خلق كل شيء الا افعال العباد واضح؟ طيب قال والقضاء دون القضاء والقدر الذي هو ارادة ارادة الله العامة هذا الذي قلناه فالارادة عندهم ماذا؟ ليست عامة لما؟ لانه قد خص منها العموم فيها ليس يعني ليس عموما تاما بل دخله التخصيص وهو خصت افعال العباد. اذا ما اثبتوا ارادة الله عامة ليس عندهم الله يشاء كلما يقع لا افعال العباد خارجة عن هذا قال وخلقه لافعال العباد افعال بعد مخلوقة من قبلهم محدثة من عند انفسهم. ليس لخلق الله عز وجل بها تعلق. نعم قال وقول هؤلاء شر من قول المعتزلة ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء احد معه. احسن الله اليكم قال الله وهؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين الذين لم يشهدوا هذه الحقيقة الكونية ولهذا يجعلون من وصل الى شهود هذه الحقيقة فيسقط عنه الامر والنهي ويقولون انه صار من الخاصة وربما تأولوا على ذلك قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فاليقين عندهم هو معرفة هذه الحقيقة. نعم. قال رحمه الله هؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين العامة الذين ما ترقوا في مدارج المعرفة حتى وصلوا الى اليقين. هؤلاء محجوبون لانهم لم يشهدوا هذه الحقيقة الكونية والامر والنهي واجب عليهم لا لغيرهم اما الذين ارتقوا الى مرتبة اليقين والشهود والفناء والوصول الى الحقيقة فهؤلاء ارتفعت عنهم التكاليف. قال ولهذا من وصل الى شهود هذه الحقيقة يسقط عنه الامر والنهي. ويقولون انه صار من الخاصة. ويقولون انه وصل ويقولون انه ماذا؟ قد وصل. ولذا لما قيل لاحدهم قم الى الصلاة اذن للصلاة فقيل له وهو من الخاصة من الواصلين. قيل له قم الى الصلاة. قال يطالب بالاوراد من كان غافلا فكيف بقلب كل اوقاته ورد؟ انتم صلوا انتم محجوبون لانكم غافلون. ما وصلتم الى الحقيقة ولا الى التجلي ولا الى الكشف. ولا الى الفناء انتم تطالبون اما انا ما فائدة الصلاة بالنسبة لي وانا قد قد وصلت كل اوقاته ورده وقيل لاخر وقد رؤي في رمضان في نهاره يأكل قيل له يا فلان كيف تأكل؟ قال الا انا قد اعتقت او قال انا معتوق من الله فالاكل علي حلال. ولذا لو قرأت وقد قرأت في كتب تراجمهم من هذا ما يستحي الانسان من ذكره اي ورب السماء من كونهم يعلنون المعاصي والمنكرات بل الفواحش ربما يفعل احدهم من المنكرات ما والله انه يستحيا من ذكره والعجيب ان الناس من هؤلاء المريدين ينظرون فلا ينكرون. والسبب ماذا؟ هذه الشبهة. الناس ماذا؟ عامة وخاصة نحن علينا حرام وهو عليه حلال فليفعل ما يشاء يفعل ما يشاء اذا لا ربما تجد في ترجمة احدهم ان يقال من كراماته قدس الله روحه انه كان تأكل الحشيشة دائما. اكل الحشيشة والعياذ بالله الذي هو المخدر المعروف اصبح كرامة في حقه لما لان هذا علامة على انه ماذا؟ وصل. بالتالي هو في حقه ماذا؟ كرامة اذا فهمت هذه المسألة فهمت السر الذي لاجله تذكر عند هؤلاء دون حياء. المنكرات التي يضيفونها الى ائمتهم وشيوخهم ولا يعني يستحون ولا يستخفون. والسبب هو ظنهم ان هذا الولي الصالح ارتفت عنه التكاليف طيب ما الدليل؟ قالوا عندنا دليل من القرآن. وقد علمنا يا رعاكم الله سابقا انه لا يخلو مبطل من دليل. انظر الى هذا الكفر المستبين. المعلوم من الدين بالضرورة كيف يستدلون عليه بالقرآن الكريم؟ سبحان الله العظيم. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر ها وهو عليهم عمى. اذا نستفيد من هذا يرعاكم الله انه ليست العبرة بالاستدلال. العبرة بصحة الاستدلال. العبرة ان يكون عندك دليل وان يكون الاستدلال بالدليل صحيحا. والا فان الانسان والعياذ بالله قد ادى اذا ما رزق توفيقا وهداية ففهم القرآن على وجهه كما فهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فهمه السلف الصالح رضي الله عنهم فانه قد يضل والعياذ بالله. قالوا دليلنا قول الله عز وجل واعبد ربك حتى اليقين. قالوا حتى تدلوا على انتهاء الغاية. اذا للعبادة غاية ينتهي اليها وهي الوصول الى اليقين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. ماذا تريدون اكثر عندنا دليل من القرآن اية محكمة. اذا من جاهد نفسه فوصل الى مرحلة اليقين فانه تسقط عنه التكاليف فلا يكون مطالبا بالعبادة. لا يكون مطالبا بالعبادة. ما رأيكم هاي يا جماعة اية تقول واعبد ربك حتى يأتيك اليقين عن هذا ان يقال ان هذا ليس تأويلا بل هذا لعب بكتاب الله هذا لعب بكتاب الله عز وجل. ويل لهذا الذي يتلاعب بكتاب الله عز وجل. ان المعلومة من دين الله عز وجل بالضرورة انه لا يعفى احد من عبادة الله سبحانه وتعالى بل عبادة الله عز وجل لازمة على كل احد منذ ان يكلف وضع عليه القلم والى ان تخرج روحه من من هذه الدنيا. وهذا الذي كان عليه سادات المؤمنين منين؟ فضلا عن عن من دونهم. هذا عيسى عليه الصلاة والسلام ومن هو الذي هو احد اولي العزم من الرسل الذين هم اعظم الانبياء والمرسلين. يقول الله عز وجل عنه واوصاني بالصلاة والزكاة ها حلقان الى ان اصل الى اليقين واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا الى اخر نفس في الحياة فالعبد مطالب بعبودية الله سبحانه وتعالى. ملائكة الله المقربون يقول الله عز وجل عنهم يسبحون الليل والنهار يعني في كل وقت لا يفتر يقول الله عز وجل واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم في وقت معين او الى وقت معين ها او في كل وقت يدعون ربهم بالغداة والعشي في كل وقت. اذا هذا من الامر المعلوم بالضرورة ولذا كان اعظم المستيقنين وامام المتقين نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عابدا لله عز وجل في كل اوقاته. بل الى اللحظات الاخيرة من حياته عليه الصلاة سلام. حمل عليه الصلاة والسلام حملا حتى يقام في الصف. فيصلي لله سبحانه وتعالى. وما قال انني وصلت الى اليقين فلا عبادة علي. اما هذه الاية التي استدلوا بها فاستدلالهم ضلالة باتفاق المسلمين فاليقين ها هنا هو الموت. وهذا بالاجماع. نقل الاجماع على هذا جمع من اهل العلم ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كما قال في المجلد الحادي عشر ان المسلمين مجمعون على ان اليقين في الاية هو الموت وما بعده. وسمي يقينا لانه فعيل بمعنى مفعول. يعني مستيقن ها به مستيقن به ولذا اطلق على الموت بانه ماذا؟ بانه يقين. قلة قليلة من اهل العلم وهذا قول قد تجده في قلة من التفاسير لكن عامة التفاسير فيها القول ان اليقين هو الموت قلة قليلة قالت ان اليقين هنا هو نصر الله عز وجل على اعداء النبي صلى الله عليه وسلم. لان الله تعالى يقول قد نعلم انه لا يحزنك الذي يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الشاكرين ها واعبد ربك حتى يأتيك اليقين حتى يأتي نصر الله على هؤلاء الذين يؤذونك فضاق صدرك يا رسولنا بهم. المقصود انه بالاجماع لم يقل احد ان اليقين هنا هو المعرفة او الوصول الى الحقيقة كما يزعم هؤلاء وبالتالي فيكون الانسان مطالبا بالعبودية الى ان يصل الى هذا الامر. ويكفي في رد قولهم اية في كتاب الله عز وجل نقول لهم انتم تستدلون بالقرآن فما هو اعظم ما فسر به القرآن ها القرآن تأمل معي اليس الله عز وجل يقول ما سلككم في سقر قالوا لم نكن من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين ها حتى اتانا اليقين. يا قوم اين عقولكم؟ هذا يقولونه وهم في النم ما سلككم في سقر. افترى اليقين الذي اتاهم كان سببا في ماذا؟ يعني لما وصلوا الى اليقين والمعرفة والتحقيق ادخلهم الله عز وجل سقر يا لله العجب والا ما الفرق؟ حتى يأتيك اليقين حتى اتانا اليقين. هذه الكلمة هي هي هذه. وبالاجماع ان قوله حتى اتانا اليقين ان اليقين ها هنا ماذا؟ هو الموت. اذا هذه الاية تفهى التي معنى تفهم بما تفهم به تلك الاية وخذ على هذا ما يؤيد ذلك وهو ما خرج الامام البخاري رحمه الله في صحيحه في قصة ام العلاء رضي الله عنها ها الانصارية التي هي زوج عثمان ابن مظعون رضي الله عنه لما توفي قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اما هو فقد جاءه قيل اما هو فقد جاءه اليقين ما اليقين هنا؟ الموت فهو دليل صريح على ماذا؟ على ان اليقين يطلق آآ آآ ان الموت يطلق عليه ماذا؟ اليقين في هذه النصوص وامثالها. اذا لا دليل للقوم بهذا بل هذا دليل عليهم فانه اذا كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو اعظم الخلق عند الله واقربهم اليه يؤمر بعبادة الله عز وجل الى موته فكيف فكيف بمن دونه اذا لا يجوز لاحد ان يعتقد ان احدا يسعه الخروج عن عبودية الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقول هؤلاء كفر صريح وان وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر فانه قد علم بالاضطرار من دين الاسلام ان الامر والنهي لازم ان لكل عبد ما دام عقله حاضرا الى ان يموت لا يسقطان عنه لا بشهوده القدر ولا بغير ذلك فمن لم يعرف ذلك عرفه عرفه وبين له فان اصر على اعتقاد سقوط الامر والنهي فانه يقتل. لا شك في ذلك ولا ريب هذا القول ردة عن دين الله عز وجل. من ادعى الجهل فانه يبين له تقام عليه الحجة فان اصر فانه يقتل على الردة لقوله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه. هذا مرتد والعياذ بالله ولا شبهة له ولا حجة بعد ان يبين له بالادلة وباجماع المسلمين. لا لا حجة له بعد ذلك. فالله عز وجل كما يقول الحسن البصري رحمه الله لم يجعل لعبده آآ لم يجعل لعمل العبد اجلا دون الموت. لم يجعل لعمل العبد اجلا دون الموت هو مطالب الى اخر لحظة من حياته. وليس الامر كما يقول اولئك اولئك يقولون ان العبادة بمنزلة السفر فمن وصل الى مراده لا معنى لكونه ماذا؟ يسافر فيستمر في ماذا في المسير والترحال خلاص وصل. اذا ما الحاجة الى الى السفر انتهى سفره. يقولون كذلك العبادة تجتهد وتجتهد تصل الى اليقين وبالتالي لا معنى للعبادة بعد ذلك. انت نفذت من الاعمال الظاهرة الى الاعمال الباطنة فانتهى الامر لا حاجة بك الى هذه القشور الى صلاة وزكاة ووضوء الى غير ذلك. وهذا قياس مع الفارق. هذا الذي ذكره باطل لما؟ لان العبد يعبد الله عز وجل لانه متصف بالعبودية العبودية وصف لازم له. لا ينفك عنه بحال. وبالتالي ليس هناك مرحلة اذا وصلها انفصل لعن هذا الوصف كنتم معي؟ العبودية وصف لازم للعبد كما ان الالهية وصف لازم لله عز وجل وبالتالي فالعبد مطالب بان يستمر في المسير الى ان تنقطع انفاسه عن هذه الحياة ليس هناك مرحلة اذا وصلها يقال انتهى. ما اصبح الان عبدا. لم يصبح الان ماذا؟ عبدا. بل هو ماذا عبد لله عز وجل مأمور ومطالب بالعبادة. واضح؟ يقولون ما الفائدة ان يعبد الانسان والمقصود من العبادة التزكية. والوصول الى اليقين. ونحن قد وصلنا. نقول نعم. لا شك ان من ثمرات العبادة حصول التزكية والوصول الى اليقين الله عز وجل يقول آآ مثلا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر هذا حق وهذا من ثمرات العبادة ولكن ثمة امر اخر غفل عنه او تغافل هؤلاء وهو ان العبادة من حيث هي مقصود التعبد بها لله عز وجل يعني الله عز وجل يريد من عبده هذه العبادة بعينها. بغض النظر عن كونها ماذا؟ موصلة او مثمرة شيئا اخر. الصلاة من حيث هي مقصودة لذاتها. الله يحبها. فوجب على العبد ماذا؟ ان يؤديها. حتى ولو كان ذكيا النفس حتى ولو كان لا يعاقر منكرا. الصلاة من حيث هي يحبها الله الحج من حيث هو يحبه الله. اذا العبادة من حيث هي مقصودة. هم فهموا ان العبادة مجرد ماذا وسيلة فقط ولذا انتبه يا رعاك الله. يكثر في الطرح المعاصر اليوم من اناس يتكلمون اما بجهل او لانهم متأثرون ببعض الافكار الضالة المعاصرة يكادون ان يجعلوا انما هي فقط وسيلة الى تزكية النفس والاخلاق. وهذا كلام له حظ من الصحة ولكن يخشى ان يتذرع من هذا الى الوصول الى هذا القول. وهو دعوة ماذا؟ ان العبادة ليست مقصودة لذاتها. وانه ليس المهم ان تعبد المهم ان تصل الى ماذا؟ ان تصل الى التزكية والاخلاق ويتعامل الناس بالصدق والنظافة والنظام والى اخره لا الامر ليس كذلك هذا من ثمرات العبادة نعم ولكن شيئا اهم فيها وهي كونها ماذا؟ مقصودة وكون الله عز وجل يحبها فهي محل محبة الله هي محبوبة لله وهي مأمور الله وهي طاعة لا طاعة الله عز وجل التي امر بالتقرب اليه بها. فينبغي ان يتنبه الى مثل هذه المآخذ التي عليها هؤلاء القوم ولعل هذا القدر فيه كفاية ونكمل في درس الليلة القابلة ان شاء الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين