بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالة العبودية ومن هؤلاء طائفة هم اعلاهم عندهم قدرا وهم مستمسكون بما اختاروا بهواهم من الدين في اداء الفرائض المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة شورى لكن يضلون بترك ما امروا به من الاسباب التي هي عبادة. ظانين ان العارف اذا شهد اذا شهد القدر اعرض عن ذلك مثل من يجعل التوكل منهم او الدعاء ونحو ذلك من مقامات العامة دون الخاص. بناء على ان من شهد القدر علم ان ما سيكون فلا حاجة الى ذلك. وهذا ضلال مبين وغلط عظيم. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد عرج المؤلف الامام تقي الدين ابو العباس احمد ابن تيمية عليه رحمة الله الى قول طائفة من هؤلاء المتأثرين بمذاهب الجبرية؟ هم طائفة ثالثة سبق ذكر طائفتين ثالثة وهذه اخف خطأ ممن قبلها و الامر فيهم على حد قول الشاعر حلانيك بعض الشر اهون من بعضه. هؤلاء لم يعطلوا التكاليف الشرعية بالكلية. وما عطلوا التكاليف الشرعية في حق الخاصة انما عطلوا بعض العبادات والتكاليف الشرعية. لا سيما ما كان مما يرجع الى معنى التوكل والاستعانة او الى معنى الدعاء والسؤال والطلب ذلك انهم يزعمون ان من فني في توحيد الربوبية او شهد الحقيقة الكونية فانه يكون مشاهدا للمقدور لا طالبا للمقدور. اما المتوكل والداعي فانه طالب للمقدور. واما من بلغ من المعرفة والفناء في توحيد الربوبية فانه ماذا؟ مشاهد للمقدور. فهذا لقد شهد ان كل شيء مقدر فما الحاجة اذا؟ الى السؤال والطلب وما سيأتي سأل السائل وطلب او لم يفعل و الطائف من هؤلاء هم اهون ممن قبلهم ايضا ولكن هذه الاقوال كلها من تفاريعه اه او من تفريعات هذا المذهب الباطل وهو مذهب الجبر. هؤلاء يزعمون ان الدعاء مشروع لكنه عبادة محضة وليس انه سبب لحصول المسؤول وحصول المدعو انما نحن ندعو لاننا نتعبد الله عز وجل بالدعاء. والا فالدعاء والا فان الدعاء لا اثر له. وهذا ما قبله خطأ محض. تنبه يا رعاك الله الى ان القوم استرسلوا فيما يتعلق بالحقيقة الكونية او في الفناء في توحيد الربوبية حتى فات تهم تعظيم الله عز وجل حق تعظيمه من جهة اثبات الحكمة له. فان من حكمة الله عز وجل انه ربط المسببات باسبابها. وبالتالي كان القدح في الاسباب قدحا في حكمة الله كما انه تعطيل لامر الله. تعطيل لشرعه. لان الله عز وجل امر بفعل الاسباب ومن اعظم الاسباب التوكل على الله وسؤاله ودعاؤه والاستغاثة به. القوم خطأهم فيما يتعلق بمسألة اه التوكل مسألتي الدعاء في كونهم لا يتوكلون ولا يدعون. لزعمهم انهم قد شهدوا الحقيقة كونية خطأهم جاء من جهة انكار الاسباب بالكلية. عندهم الله عز وجل يقدر اشياء وبالتالي فلا حاجة الى فعل الاسباب. وهذا كما قد علمنا فيما مضى خطأ محض وقدح في العقل كما انه قدح في الشرع. فالتوكل فيما يزعمون سبب لتحصيل ما يطلبه يقولون المتوكل يطلب حظا من الحظوظ ويناضل عن حظه والعارف لا يناضل عن حظه انما هو مستسلم لقدر الله عز وجل. يقولونه وكالميت بين يدي مغسله كذلك هو مع قدر الله عز وجل. يتوكل على الله اذا هو يبحث عن الاسباب التي ينال بها حظه وما هكذا يكون العارفون وهذا خطأ لا شك فيه اضف الى هذا انه انضاف الى انكارهم الاسباب خطأ اخر وهو ظنهم ان التوكل والدعاء انما يتعلقان الحظوظ الدنيوية المنافع والشهوات التي يحتاجها العبد في حياته. وهذا نقص في فهم هاتين العبادتين التوكل على الله عز وجل في حصول ما يحتاجه الانسان في حياته لا شك ان هذا من العبادة المأمور بها لكنه انقص التوكل. والتوكل الاكمل والاعظم والاحب الى الله عز وجل هو التوكل على الله سبحانه وتعالى في حقوقه جل وعلا. عندنا توكل في حظوظ العبد. وعندنا توكل في حقوق الرب. واحدهما ارفع من الاخر وهذا خطأ يقع فيه كثير من الناس حينما يستحضرون معاني التوكل والاستعانة بالله عز وجل ولكن الامر لا يعدو عندهم ان يتوكلوا على الله عز وجل فيما يتعلق بامور الرزق وحصول الغذاء. وتحصيل المال والنجاح في الدراسة والوظيفة وما الى ذلك وهذا حسن ولكن ثمة شيء اخر ارفع منه واقصاؤه وعدم استحضاره لا شك انه نقص لصاحبه التوكل الاكمل هو ان يجمع الانسان الى هذا. توكله على الله سبحانه وتعالى في عبادته ولذا تأمل معي اذا دعي العبد الى الصلاة اذا قيل له حي على الصلاة ماذا يقول؟ لا حول ولا قوة الا بالله. لانه يعلم انه لن تتيسر له العبادة. الا اذا يسرها الله عز وجل اذا هذا مقام توكل واستعانة واعتماد على الله سبحانه وتعالى في تحصيل العبادة التي يحبها الله. اذا شتان بين من يكون توكله على الله. لا يتجاوز تحصيل رغيف وبين من يكون توكله على الله في تحصيل الرزق وفي عبادة الله عز وجل في طلب العلم وفي اليمه وفي الدعوة الى الله وفي الجهاد في سبيل الله وفي القيام بعبودية الله سبحانه وتعالى في كل الاحوال اذا خطأ هؤلاء الذين عطلوا عبودية التوكل والدعاء خطأهم يرجع الى امرين. اولا من جهة انكار الاسباب. زعموا ان شهود القدر ينفي الاسباب. شهود القدر ملاحظة ان كل شيء مقدر ينفي ماذا؟ الاسباب وفعلها. والخطأ الثاني انهم ظنوا ان توكل والدعاء عبادتان يحصل بهما الانسان يحصل بهما الانسان ماذا؟ الحظوظ الدنيوية دون الحقوق الدينية وهذا كما اسلفت خطأ بل الثاني اكمل من الاول وارفع درجة من الاول واعظم ثوابا من الاول اما ما يتعلق اه ظنهم ان شهود القدر ينفي فعل الاسباب فهذا خطأ. بين خطأه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيما سنقرأ فيما يذكر المؤلف رحمه الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان الله قد الاشياء باسبابها كما قدر السعادة والشقاوة باسبابها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلا خلقها لهم وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل الجنة يعملون. وخلق للنار اهلا خلقها لهم وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل النار يعملون وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبرهم بان الله كتب المقادير فقالوا يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ فقال قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة. واما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة. نعم. بين المؤلف رحمه الله الخطأ الذي وقع فيه القوم اساس خطئهم ظنهم ان كون الامور مقدرة يمنع ان تتوقف على اسباب مقدرة. انتبه لهذا فانه نكتة المسألة. القوم اخطأوا حين ظنوا ان كون الامور والاشياء مقدرة يمنع كونها ماذا مقدرة باسبابها يمنع ان تكون متوقفة على اسباب مقدرة من حكمة الله عز وجل انه ربط الاشياء باسبابها مع مع غناه سبحانه وتعالى عن هذه الاسباب لكنها حكمة بالغة له جل وعلا. بمعنى الله عز وجل قدر الشبع قدر ان يكون الشبع بالاكل. اذا قدر الشيء بماذا؟ بسببه. الله عز وجل قدر السفر وقدر ان يكون السفر بالترحال. الله عز وجل قدر ان يحج فلان وقدر ان يكون حجه بماذا؟ بان يسافر ويرحل ويضرب في الارض حتى يصل الى البيت العتيق اذا الله عز وجل قدر الاشياء وقدر ان تكون بماذا؟ باسبابها. الله عز وجل يقدر ريا الانسان ويقدر ان يكون هذا الري بماذا؟ بالشرب. الله عز وجل يقدر الولد لفلان. ويقدر ان يكون الولد بماذا بالزواج وبالتالي فمن جلس ما تزوج وجلس وما وما سافر وجلس وما اكل هل يحصل له حج او ولد او شبع؟ الجواب ماذا؟ لا. الله يقدر الاشياء بماذا باسبابها يربط الاشياء باسبابها وكل ذلك مقدر له تبارك وتعالى. اذا لا بد من ملاحظة الامرين ملاحظة ان الله سبحانه وتعالى يقدر الاشياء وملاحظة ان الله عز وجل يربط الاشياء لاسبابها وعليه فيما يتعلق بالعمل والطاعة وما اكثر ما تزل الاقدام في هذا قام ان يقول القائل لم اعمل؟ ولم اصلي؟ ولم اصوم؟ ولم احج؟ والامر مفروغ منه الله كتب علي ما اصير اليه اما الى جنة واما الى نار فما قيمة العمل؟ الله سبحانه تعالى كما جاء معنا او كما سمعت في الحديث الله عز وجل يقدر الاشياء باسبابها ومن بل من اعظم الاسباب تحصيل العمل الصالح فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. اذا العبد ينال ما قدر له بالسبب الذي اقدر عليه. انتبه لهذه القاعدة. العبد ينال ما قدر له بالسبب الذي اقدر عليه. فاذا حصل السبب كان المقدور اليه دانيا. قرب من تحصيل المقدور ولذا في هذا الحديث الذي معنا وسمعته قبل قليل وهو حديث علي رضي الله عنه وقد خرجه الشيخان في صحيحيهما البخاري خرجه بروايات في مواضع مختلفة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مع اصحابه في جنازة في البقيع في هذا المكان الذي تراه فقعد وقعد حوله اصحابه رضي الله عنهم وكان في يده عود ينكت به الارض. ثم قال لاصحابه ما منكم من نفس الا وقد كتب مقعدها اما من الجنة واما من النار وفي رواية في البخاري الا وقد علم مقعدها اما من الجنة واما من النار. اذا في الحديث اثبات مرتبتي ها العلم والكتابة هنا سأل احد الصحابة رضي الله عنهم فقال يا رسول الله افلا نتكل وندع العمل اذا كان الامر مقدرا ومكتوبا رفعت الاقلام وجفت الصحف. لماذا لا نتكل على العمل؟ تأمل معي يا رعاك الله. ان الذي سئل ويجيب عليه الصلاة والسلام هو الرؤوف الرحيم بالمؤمنين. هو الذي حريص على هذه الامة وبالتالي فاسمع نصيحة الناصح الرحيم صلى الله عليه وسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا انتبه لا حرف نهي. اليس كذلك هذا نهي والمؤلف آآ اورد هذه الرواية قال لا قف عند كلمة لا اذا اولا استجب لوصية النبي صلى الله عليه وسلم ونهيه النبي صلى الله عليه وسلم قال لك ماذا؟ لا تدع العمل لا تتكل على الكتاب السابق ان كنت تلتزم طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فعليك ان تستجيب له في هذا التوجيه. اليس كذلك؟ اذا هذا امر اول. ثانيا قال صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر وفي رواية في الصحيح فكل ميسر لما خلق له هذه قاعدة مهمة لابد ان تعمل وعملك مكتوب كما ان الذي ستصير اليه مكتوب اما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فيسرون لعمل اهل هل الشقاوة؟ قال ثم تلا قول النبي ثم تلى النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. اذا هذا يؤكد القاعدة التي ذكرت لك وهي ان الانسان ينال ما قدر له بالسبب الذي اقدر عليه بالسبب الذي هيأ له ومكن منه فينال الشيء الذي قدر له ولذا في صحيح مسلم ان سراقة ابن جعشم رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بين لنا ديننا كأننا خلقنا الان فيما العمل؟ افيما جفت به المقادير او فيما يستقبل قال بل فيما يستقبل صلى الله عليه وسلم؟ قال ففيما العمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. هنا رواية اه لطيفة عند ابن حبان باسناد على شرط مسلم. تتمة لهذا الحديث. قال سراقة رضي الله عنه فما كنت اشد اجتهادا مني الان تأمل يا رعاك الله فقه الصحابة وكيف ان القدر السابق دافع للعمل وليس دافعا للكسل هذا الفرق بين فقه الصحابة ومن بعدهم بعض المتأخرين الذين قل فهمهم يظن ان الايمان بالقدر يدعو الى ماذا الى ان يكسل الانسان ويدع العمل لما اعمل فكل شيء مقدر. اما الصحابة رضي الله عنهم فالامر عندهم مختلف لما علموا ان الاقدار مرتبطة باسبابها اجتهدوا في تحصيل الاسباب حتى ينالوا ماذا ما قدر لهم من الخير لانه اذا علم الانسان انه اذا كان يعمل وكان قريبا من بر النجاة فانه سيسلم. هذه علامة جعلها الله لنا في الدنيا. اذا كنت قريبا من العمل الصالح فاعلم ان هذه على انه يراد لك الخير فاما من اعطى واتقى ماذا؟ وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى اه اذا العاقل يجتهد الى ان يقرب من هذا البر ومن هذا الطريق حتى ماذا حتى ينال السعادة عرفتم يا ايها الاخوة؟ يعني لو قدر ان امام الانسان طريقين احدهما يوصل الى المقصود بسلامة والاخر فيه معاطب واهوال وربما عدو متربص او سبع مفترس ولا يدري احدهما. لكن هناك علامات اذا كان في الطريق كذا وكذا اذا كان هناك اشجار اذا كان هناك علامات اذا كان هناك حراس فهذا علامة على ان هذا الطريق يوصلك الى مقصودك العاقل ماذا يصنع ايسلك الطريق الذي عليه العلامة التي تدل على انه الطريق الموصل فيسلم او يسلك الطريق الثاني ويقول ان قدر علي شيء سيكون ما الذي يفعله العاقل لا شك انه سيختار الطريق الذي قامت قام الدليل والبرهان على انه اقرب الى السلامة كذلك الامر ها هنا اذا علمت ان الجنة تنال بالعمل وانت لا تدري ما كتب لك لو كنت قد كشف لك المغيب لك عذر في ان تدع العمل. لكن لم يكشف لك وانت لا تدري هل انت من اهل السعادة او من اهل الشقاوة اذا ماذا تصنع الا تكون قريبا من طريق النجاة؟ كلما كنت اكثر تحصيلا للعمل الصالح كان دخول الجنة اليك اذا القدر السابق دافع الى العمل وليس ماذا وليس دافعا الى الكسل وهذا من الامور المهمة يا رعاك الله واذا اشكل عليك الامر فاني ادعوك الى ان تتأمل امرا ربما يزول معه الاشكال اذا اتاك الشيطان فوسوس فيما يتعلق بالعمل الصالح وكون الامر مكتوبا فذكر نفسك بالاكل كما ان المقدرة من الجنة او النار قد كتب فذلك الجوع او الشبع مقدر ومكتوب الامران ماذا مقدران مكتوبان اذا اذا قال لك الشيطان لا تعمل ولا تجتهد لانه ان كتب لك ان تكون من اهل الجنة فستدخلها فقل لنفسك اذا علي ايضا الا اكل لانه ان قدر علي ان اشبع فساشبع وهذا امر ينكره كل عاقل وغبي ومجنون ايضا. حتى المجانين. اليس كذلك؟ لا يقبلون هذا الكلام اذا جاء احدهم فانه يتناول الطعام. اذا لم كان القدر مرة دافعا للكسل ومرة لم يكن كما تقول في شأن الاكل قل في شأن في شأن العمل كما ان العمل ها هنا مطلوب يقول لك لماذا تأكل يا عبد الله الشبع مكتوب. ليش تأكل تقول لي لابد من ماذا لابد من العمل القدر مرتبط بماذا؟ بالسبب. فاقول وكذلك الامر في ماذا؟ فيما يتعلق بالعمل الصالح هو سبب لتحصيل الجنة اذا كنت تريد الجنة حصل السبب واوصيك بعدم الاسترسال فيما يتعلق بالقدر ها هنا ينبغي على الانسان ان يقف ويقطع طمع نفسه في ان يدرك القدر بحذافه القدر بين لنا منه شيء فعلينا ان نقف عنده ونؤمن به ولا نتجاوزه القدر سر الله عز وجل. فلا سبيل الى كشفه هذا القدر ويكفي. لا ارسل اكثر وانما عليك ان تجتهد في الحقيقة الشرعية عليك ان تجتهد في الحقيقة الشرعية وان تتوكل على الله سبحانه وتعالى وان تأمل الخير. ولذا النبي صلى الله عليه وسلم اوصانا بوصية ثمينة تقطع استرسال الانسان في هذا الامر الذي ربما الى ما لا تحمد عقباه. قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. لا تسترسل في مسألة القدر حتى يخرجك ذلك الى ان تقعد عن فعل الاسباب المطلوبة هذا الذي هو اعظم الناس ايمانا بالقدر واعظمهم توكلا على الله عز وجل يوصيك يا عبد الله بان تحرص على فعل كل سبب يوصل الى الخير في الدنيا والاخرة احرص على ما ينفعك احرص على ما ينفعك في الدنيا واحرص على ما ينفعك في الاخرة احرص على ما ينفعك من حظوظك الدنيوية واحرص على ما ينفعك من الحقوق الدينية احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. هذا سيف نبوي اضرب به وساوس الشيطان. اذا جاءك الشيطان فسول لك ترك العمل والركون الى ما قدر فذكرها بقوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فكل ما امر الله به عباده من الاسباب فهو عبادة والتوكل مقرون بالعبادة كما في قوله تعالى اعبده وتوكل عليه وفي قوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه ما تاب. وقول شعيب عليه السلام عليه توكلت واليه منيب. نعم هذا تنبيه من المؤلف رحمه الله على ان التوكل من اعظم العبادات وان زعم انه من مقامات العامة لا من مقامات الخاصة لا شك انه زعم باطل بل ضلال مبين. والمؤلف رحمه الله اشار الى بطلان هذا القول في هذه الاشارة اليسيرة و افاض في بيان بطلان ذلك في اه كتابه التحفة العراقية بكلام نفيس من كان من طلاب العلم الحريصين على الفائدة فاوصيه بالرجوع الى هذا الكتاب فانه قد توسع في نقض هذا القول الذي قاله هؤلاء من ان التوكل هو الدعاء من مقامات العامة لا الخاصة وكلا الرسالتين التحفة العراقية في الاعمال القلبية والعبودية كلاهما في الجزء العاشر من مجموع الفتاوى. يعني المئة والثلاثين صفحة تقريبا من الجزء العاشر في التحفة العراقية وبعدها بصفحات يسيرة بدأ اه تبدأ رسالة العبودية. كذلك تلميذه رحمه الله في كتاب ابيه مدارج السالكين فانه آآ نبه في آآ كلامه عن مقام التوكل على بطلان قول هؤلاء فان التوكل من مقامات العامة. اقول اي انحراف هذا واي زعم باطل هذا حينما يزعم ان المقام الذي قامه رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل الناس عبودية واعظمهم تعظيما لله عز وجل وقياما بحقه كيف يقال ان هذا المقام مقام عامة وقد قام به صلى الله عليه وسلم اتم القيام؟ اليس هو الذي امره الله عز وجل في قوله فاعبده وتوكل عليه كيف يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم ويقوم بمقام لا ينبغي القيام فيه لاهل التقوى والدرجات العلى من المعرفة لا يقول هذا الا من هو مدخول الا من في قلبه دغل لا شك ان هذا القول يورد صاحبه الموارد. من زعم ان النبي صلى الله عليه وسلم مقامه المقام الادنى وغيره له المقام الاعلى فانه قد وقع في العطب العظيم وضل الضلال المبين. كذلك الامر في قوله تعالى قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب. كذلك الامر في انبياء الله ورسله للاخرين. ومن ذلك قول شعيب رضي قول شعيب عليه الصلاة والسلام عليه توكلت واليه انيب. بل هذا المقام ما ذكر في النصوص وهو منسوب الى ارفع الناس درجة وهم اهل الايمان والاسلام ومن ذلك قوله تعالى وعلى الله فليتوكل المؤمنون وعلى الله فليتوكل المتوكلون. قال قال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين لاحظ الشرطية ها هنا فمن اراد ان يكون مؤمنا حقا ومسلما حقا فعليه ان يحقق مقام التوكل والتوكل هذه العبادة العظيمة ثمة اخطاء وعلل تقع من بعض الناس فيها يمكن ان ننبه على اهم ذلك وهي اربع علل العلة الاولى توكل من يزعم ان التوكل يكون بترك الاسباب التوكل حتى يكون توكلا صحيحا انما هو اعتماد وتفويض وثقة بالله عز وجل دون فعل شيء من الاسباب. ولا شك ان هذا خطأ مخالف للشرع النبي صلى الله عليه وسلم اكمل الناس توكلا ومع ذلك فانه لبس عليه الصلاة والسلام في حروبه المغفر بل لبس يوم احد درعين وكان يرصد لاهله قوت سنة ولما جاء الاحزاب اتخذ السبب عليه الصلاة والسلام فحفر الخندق حول المدينة وهو اعظم الناس توكلا واعتمادا على الله عز وجل اذا التوكل لابد فيه من فعل السبب التوكل ما احسن آآ قول من قال في تعريفه انه ترك الالتفات الى الاسباب بعد فعل الاسباب ترك الالتفات الى الاسباب بعد فعل الاسباب تفعل الاسباب ولكن بعد ان تفعلها يكون قلبك ماذا؟ متعلقا بالله عز وجل واحسن ما شاء الله ان يحسن من عرف التوكل ونقل هذا ابن القيم رحمه الله في المدارج عرف التوكل بانه اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب. اضطراب بلا سكوت وسكون بلا اضطراب. اضطراب بالجوارح بلا كسل ولا عجز. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. اذا ماذا؟ حركة وجد وعمل تفعل كل سبب ممكن شرعا بلا كسل اضطراب بلا سكون وفي مقابل هذا سكون بلا اضطراب. سكون في القلب بلا وجل ولا اضطراب ولا ضعف ثقة بل يكون عندك تسليم تام وثقة عظيمة ورجاء كبير بالله سبحانه وتعالى. اذا التوكل حقيقة مركبة من امرين. من فعل السبب بالجوارح وتفويض بالقلب. هذه علة اولى. علة ثانية وهي توكل من يحصر التوكل كما اسلفت في الحظوظ الدنيوية دون الحقائق الدينية. وهذا كما ذكرت لك توكل ناقص. والتوكل كامل ان تتوكل على الله سبحانه وتعالى في كل شيء من امور من امور دينك وامور وامور دنياك العلة الثالثة توكل من يلتفت قلبه الى الاسباب هذا بعكس الصنف الاول هو يفعل السبب ولكن قلبه يركن اليه وعنده نوع التفات اليه واعتماد عليه. وهذا لا شك انه امر مذموم وربما يكون محرما وربما يكون شركا اصغر. وهذا باب عظيم وبحر خضم والسالم من سلمه الله عز وجل. الحق الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم وان يلتزم هو ان يكون فاعلا للاسباب بجوارحه لكن قلبه معلق بالمسبب سبحانه وتعالى العلة الرابعة توكل من يرى نفسه في توكله ولا يرى منة الله عليه بعض الناس ربما يقول انا متوكل ويظن ان ان توكله منه وراجع اليه. ولا يشهد في هذا المقام ان التوكل فضل الله ومنته عليه ان التوكل فضل الله. ومنته عليه. وبالتالي فانه يرجع الى الله سبحانه وتعالى طالبا متضرعا في حصوله وان وقع فانه يحمد الله سبحانه وتعالى ان وفقه اليه وهذا امر ينبغي ان نلاحظ في مقام التوكل وفي غيره من المقامات الايمانية. حذاري اذا شممت طرفا او رائحة لمقام ان تشهد نفسك وان تغتر وان تقول هذا مني واليه. بل اشهد فضل الله سبحانه وتعالى ان وفقك. الى ان وصلت وارتقيت الى هذا المقام. اذا هذه علل اربع ينبغي ان يجتنبها المتوكل على الله سبحانه وتعالى حتى يصح توكله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنهم طائفة قد تترك المستحبات من الاعمال دون الواجبات فتنقص بقدر ذلك. هذه ايضا طائفة متفرقة عن ما سبق وهي اهون ممن سبق ايضا المؤلف يتدرج في ذكر هذه الطوائف المنحرفة في هذا الباب من اشدهم الى من هو اخف. هؤلاء رأوا انه لابد من فعل الواجب لكوني الامر الجازم قد جاء من قبل الشرع بفعلها وبالتالي لا ممدوحة ولا مجال لتركها. اما المستحبات فانها تترك بناء على ما سبق وهو انه اذا شهد الانسان مقام الربوبية او الحقيقة الكونية فانه لا حاجة له في ان يفعل العبادات وما امر الله سبحانه وتعالى به امرا غير جاز. اما الواجبات فانه لا مندوحة عن ذلك لوجود او لورود للوعيد على من لم يفعلها؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم من خرق عادة مثل مكاشفة او استجابة دعوة مخالفة للعادة العامة ونحو ذلك فيشتغل احدهم بهذه الامور عما امر به من العبادة والشكر ونحو ذلك. نعم. هذا هؤلاء ايضا اه صنف خامس استرسلوا مع الحقيقة الكونية دون الحقيقة الشرعية فانهم اذا جرى على ايديهم ما يكون مما يكون خارقا للعادة فانه يشتغل بذلك عن عبادة الله سبحانه وتعالى. ويظن في نفسه انه قد وصل الى المقصود وبالتالي فلا حاجة للتشاغل بالعبادات وهذا لا شك انه ضلال مبين. هذا الذي جرى على يديه ابتلاء وامتحان من الله سبحانه وتعالى العارفون حقا واهل الارادة حقا الذين يريدون وجهه سبحانه وتعالى اذا جرت على ايديهم خوارق للعادة فانهم يكونون في وجل عظيم وخوف كبير لانهم يعلمون ان ذلك ابتلاء من الله سبحانه وتعالى وهذا الابتلاء ينفصل عنه الانسان اما باكرام واما باهانة والناس في هذه الخوارق ينقسمون الى ثلاثة اقسام اذا جرت على ايديهم. هذه الخوارق للعادات فانهم يرجعون الى ثلاثة اقسام. قسم ترتفع درجته بهذا الخارق للعادة وذلك لانه يستعمله في طاعة الله سبحانه وتعالى وصنف يتعرض لعذاب الله بسبب هذا الخارق اما لانه يستعمله فيما حرم الله او لانه يكون سببا في القعود عن طاعة الله وصنف ثالث يكون في حقه من جنس المباحات اذا ينبغي ان يعلم ان حصول الخارق للعادة ليس من ضربة اللازم ان يكون علامة على الكرامة بل ربما يكون اهانة اذا لم يستعمل في طاعة الله او قصر صاحبه عن عن الوقوف عند حدود الله عز وجل انما الكرامة حقا لزوم طاعة الله عز وجل اعظم الكرامة لزوم الاستقامة هذا افضل واعظم واكرم ما يكرم ما يكرمه الانسان ان يكون ملازما طاعة الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فهذه الامور ونحوها كثيرا ما تعرض لاهل السلوك والتوجه وانما ينجو العبد منها بملازمة امر لله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم في كل وقت. كما قال الزهري رحمه الله كان من مضى من من سلفنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة ما احسن هذه الكلمة ويا ليتها ان تكون نصب عين كل مسلم ليته يعلقها بحيث يراها دائما فيستحضرها ويعمل بها الاعتصام بالسنة نجاة نجاة اولا من الضلال واتبعوه لعلكم تهتدون. وان تطيعوه تهتدوا والله لا هداية الا من طريق محمد صلى الله عليه وسلم. واتباع ما جاء به من عند ربه وان اهتديت ها فبما ماذا قال بما يكشف عليه بما اراه في المنامات بما يمليه علي عقلي هكذا تكون الهداية؟ لا والله. قال وان اهتديت فبما يوحي الي ربي اذا لا يمكن ان تنجو من الضلال وتوفق الى الهداية الا بلزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وثانيا نجاة في الاخرة من عذاب الله عز وجل. قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة جملة مختصرة تختصر لك الحقيقة من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. اذا هذه جملة تختصر كل شيء. من اطاع النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة. من الذي قال هذا؟ الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وذلك ان السنة كما قال مالك رحمه الله مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق كما ان السفينة التي صنعها نوح عليه الصلاة والسلام وركبها ومن معه من المؤمنين كانت سببا للنجاة فكذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم. من ركبها نجا لان هذه الدنيا غارقة في بحار ومحيطات وامواج من الضلالات والانحرافات والاهواء فلا حظ لما تقذف به النفوس من الاهواء اذا كيف يسلم الانسان في خضم هذه الامواج المتلاطمة من الاهواء والانحرافات؟ الجواب بان يركب سفينة السنة من ركبها نجا ومن تخلف عنها فهو من المغرقين ولذا كما ان نوحا عليه الصلاة والسلام نادى في ابنه اركب معنا ولا تكن مع الكافرين كذلك اهل السنة ينادون من سواهم اركبوا معنا في سفينة السنة ولا تكونوا مع الهالكين. فوالله لا عاصم من امر الله عز وجل الا من رحمه بلزوم هذه السنة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الاسماء مقصودها واحد ولها اصل نعم هذه الكلمات مترادفة فالعبادة الطاعة الاستقامة لزوم الصراط المستقيم وعلى نسقها العمل الصالح الصالح الصالحات البر المعروف الخير التقوى هذه كلها مؤداها ماذا؟ واحد ومن احسن ما يكون في تعريفها ما سيورده المؤلف رحمه الله بعد قليل هي ما احب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب. هذا احسن ضابط تضبط به الحسنة تنهى العمل الصالح الطاعة الخير هو هذا ما ذكر المؤلف رحمه الله. قال المؤلف رحمه الله ولها اصلان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله احدهما الا يعبد الله الا يعبد الا الله. الثاني ان يعبد بما امر وشرع لا يعبده بغير لا يعبد لا يعبده بغير ذلك من الاهواء والظنون والبدع. احسنت ما اهم هذين الاصلين وما اعظمهما وما اعظمهما وجمعهما شهادة التوحيد اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اشهد ان لا اله الا الله هي ان لا يعبد الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتضاها. الا يعبد الا بما شرع. اذا هما توحيدان لا نجاة للعبد الا بهما توحيد المرسل وتوحيد المرسل توحيد المرسل بالعبادة. وتوحيد المرسل بالاتباع الا نعبد الا الله ولا نعبد الله الا بما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما الدليل على هذا اسمع يا رعاك الله قال رحمه الله قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله هو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا فالعمل الصالح هو الاحسان وهو فعل الحسنات والحسنات هي ما احبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو ما امر به امر واستحباب. طيب الكلام عن اه هذه الايات وما بعدها نحتاج الى وقت طويل وارى ان الوقت قد داهمنا نؤجل ذلك ان شاء الله الى الدرس القادم. اسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح. والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين