بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم رحمه الله تعالى في رسالة العبودية والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الاسماء مقصودها واحد ولها اصلا احدهما الا يعبد الا الله. الثاني ان يعبد بما امر وشرع لا يعبده لا لا يعبده بغير ذلك من الاهواء والظنون والبدع قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال تعالى بلى من اسلم لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى على اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فكنا قد توقفنا في الدرس الماظي عند هذه القاعدة العظيمة التي قررها المؤلف رحمه الله وهي قوله في شأن العبادة ان لها اصلين اما الاول فالا يعبد الا الله. واما الثاني فان يعبد بما امر وشرع سبحانه وتعالى فالشأن في المسلم ان يعبد الله وان يعبد الله بما يحب لا بما يحب العبد. وهذان الاصلان جمعهما شهادة التوحيد اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية هذه الشهادة ترجمة هذا الاصل العظيم فلا اله الا الله تعني ان لا يعبد الا الله. ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعبد بما شرع وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. والنبي صلى الله عليه وسلم ما اتى بشيء من عند نفسه وما تقول على الله وحاشاه ان هو الا وحي يوحى وهذان الاصلان او الركنان او الشرطان يلخصهما قول العلماء الاخلاص والمتابعة. وعليهما مدار السعادة. فالله عز اجل لا يقبل عملا الا باجتماع هذين الشرطين. شرط قبول السعي ان يجتمعا فيه فيه اصابة واخلاص مع اصابة السنة مع الاخلاص لله عز وجل. ولا يكفي واحد من هذين عن الاخر بل لا بد من الامرين. واستدل المؤلف رحمه الله على هذا بالدليل الواضح من كتاب الله عز وجل. فقال قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ان ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فالعمل الصالح هو الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم والنهي عن الاشراك يستلزم الاخلاص لله سبحانه وتعالى. هذه حال من اراد ان يكون موفقا في ذلك اليوم. فمن كان يرجو لقاء ربه فيسعد ويفوز جات وقل مثل هذا في قوله تعالى فلا من اسلم وجهه لله وهو محسن. اسلام الوجه لله هو الاخلاص. تسلم وجهك لله. بان تخلص له عملك. قال وهو محسن لا يكفي ان تكون مخلصا ان لم تكن محسنا فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون الاحسان هو ان تأتي بالعبادة موافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. هذا هو الاحسان وما سواه فاساءة. اذا لابد من الامرين. لا يكفي احدهما عن الاخر. بعض الناس يقول المدار على النية والمهم ما في القلب. وهذا الكلام في اجمال جمع صوابا وخطأ نعم ما في القلب شيء مهم بل بالغ الاهمية لكنه غير كاف النية مطلوبة لكنها لا تكفي في القبول حتى يجمع مع هذا اتباع الشرع. والا فمن اخلص القصد وجرد النية واراد وجه الله لكنه سلك غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم فعمله مردود لا يقبل اسمع معي هذه القصة فان فيها عبرة يوم الاضحى خطب النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه فقال لهم ان من نسك ان من صلى صلاتنا ونسك نسيكته فتلك النسيكة التي يحب الله. والحديث في الصحيحين بمعنى فقام ابو بردة ابن نيار وهذا خال البراء ابن عازب رضي الله عنهما قاما فقال واسمع يا رعاك الله. قال يا رسول الله اني علمت ان هذا اليوم يوم اكل وشرب فتعجلت فذبحت نسيكتي. وطعمت يعني اكلت واطعمت وجيرانه. ثم صليت. انتبه. ما رأيكم في قصد ابي بردة رضي الله عنه اكان قصدا حسنا؟ اكان يريد الخير؟ اجيبوا يا جماعة. نعم كان يريد الخير. ولذا تعجل الخير واكل من هذا الخير واطعم اهله بل اهدى لجيرانه يريد يريد الخير ويقصد وجه الله لكن ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال العبرة بالنية والله غفور رحيم وافعل كما تشاء. المهم ان يكون قصدك قصدا حسنا. اهكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الجواب لا قال النبي صلى الله عليه وسلم شاتك شاة لحم هذا قدمته لاهلك اما العبادة التي يحبها الله عز وجل فان لها شرطا ما اتيت به وهو ان يكون الذبح متى بعد صلاة العيد انت ذبحت قبل صلاة العيد. اذا شاتك شاة لحم ان تؤدي العبادة؟ اذا النية وحدها لا تكفي. بل لابد من اصابة السنة لابد من متابعة من شهدت له بانه رسول الله صلى الله عليه وسلم. والا فاخبرني ما معنى ان تقول ليل نهار ان محمدا رسول الله وانا اشهد بهذا. ايعني هذا؟ ان تتعبد لله سبحانه وتعالى بما يحلو لك او كيفما اتفق او بما تراه في المنام. او بما يزعم انه كشوف ورؤى او بما يحدثه لك شيخك؟ الجواب لا شهادتك ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتضي ان تعبد الله بما بين وبما شرع. شهادة ان لا اله الا الله الا الله تقتضي. ان يطاع فيما يأمر وان ينتهى عما ينهى وان لا يعبد الله الا بما شرع صلى الله عليه وسلم اذا لابد من التنبه الى هذين الامرين ان يكون القصد لله عز وجل هذا هو الاخلاص. والله جل على لا يقبل عملا الا اذا كان مؤسسا على قاعدة الاخلاص. هذا الذي امر الله عز وجل قل اني امرت ان اعبد الله على اي حال مخلصا له الدين. هذا الذي امر الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم به ان يعبد الله وهو على حال الاخلاص. و ما لم يكن كذلك فانه غير مقبول. قال الله سبحانه في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه صلى الله عليه وسلم وضع لنا قاعدة محكمة لا لبس فيها ولا اشتباه. قال ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. ما لم يكن العمل متصفا لهذا فانه غير مقبول. لا تطمع ان يقبل الله عز وجل عملا مغشوشا. عملا مدخولا لابد ان تخلص القصد لله سبحانه وتعالى. ما هو ما هو الاخلاص؟ الاخلاص قصد المعبود سبحانه وحده بالتعبد. وعدم ملاحظة وتصفية العمل من الشرك الجلي والخفي. هذا هو الاخلاص. ان تقصد وجه الله ولا تلتفت البتة للمخلوقين. حتى انه يستوي عندك مادحك وذامك كلاهما سواء لانك لا تريدهم ولا تطلبهم ولا تراعيهم انما تطلب وجه الله سبحانه وتعالى عند العبد المخلص مادحه على عمله او ذامه عليه. وهذا الاخلاص يضاده امران. ما هو شرك اكبر؟ وما هو شرك اصغر؟ الشرك الاكبر عبادة غير الله مع الله. ان تعبد الله وتعبد معه غيره وعليه. فلم تكن مخلصا. والشرك يتفرع الى امرين. اولا الرياء. وهذا هو البحر الذي لا ساحل له والكل خائف فيه. الا من عصم الله سبحانه وتعالى. وهو الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك الاصغر وسماه بالشرك الخفي وسماه بشرك السرائر. وهو ملاحظة المخلوقين اثناء العبادة يعبد وهو يريد وجه الله ومع ذلك ثم طرف بملاحظة المخلوقين طلب لرؤيتهم لهذا العمل ومن ثم طلب مدحهم وثنائهم وان يعظم في عينهم هذا هو الرياء. والامر الثاني هو ارادة الانسان بعمله الدنيا ان يعمل العمل الصالح الذي يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى وهو لا يريد ان يراه الناس ولا يهمه ان يطلعوا عليه. لكنه يطلب بعمله مع الثواب الاخروي ثواب ابا دنيويا يطلب مع عمله الاخروي الذي يريد به وجه الله يريد ايضا ان يحصل والعلامات وان يحصل على مكافأة وان يحصل على مسكن وما الى ذلك ولا شك ان هذا ايضا مؤذي نون بحبوط هذا العمل. قال النبي صلى الله عليه وسلم بشر هذه الامة بالثناء والرفعة والنصر التمكين فمن عمل منهم عمل الاخرة للدنيا لم يكن له في الاخرة من نصيب. اذا الاخلاص اقتضي ان يتخلص الانسان من هذين الدائين ان يريد وجه الله فلا يلتفت الى رؤية المخلوقين وايضا ان لا يجعل العبادة وسيلة للتكسب ونيل المال او حطام الدنيا العبادة اشرف من ذلك وارفع فمن نزل بها الى هذا الحضيض فاته ثوابها ولم ينل من ذلك شيئا. الاقرب ان من كانت هذه حاله لم يكن له في الاخرة من نصيب. نسأل نسأل الله السلامة والعافية. من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها. وهم فيها لا يبخسون. اولئك كالذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. اما تابعت للنبي صلى الله عليه وسلم فالمقصود ان يفعل الانسان كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه المتابعة على درجات منها قدر واجب ومنها ما هو دون ذلك. والعلماء اذا قالوا ان شرط القبول متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فان مرادهم متابعته فيما لا يصح العمل الا به. والا فثمة متابعة ارفع وهذه شرط في تحصيل كمال الثواب. اذا عندنا متابعة هي شرط قبول العمل اصلا وعندنا متابعة لتحصيل كمال الثواب. متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في المستحبات والمسنونات هذه شرط في تحصيل ماذا؟ كمال الثواب. واما متابعته صلى الله عليه وسلم فيما لا يصح العمل الا به هذه ماذا؟ شرط للقبول. خذ مثلا متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في سنة من سنن الصلاة. او في سنة من سنن الحج نقول هذه المتابعة مسنونة ومستحبة وكمال وخير عظيم. وهي هي شرط في ماذا؟ شرط في نيل في نيل الثواب الكامل. اذا اردت ثواب العمل على الوجه الاكمل بتوفيق الله عز وجل ورحمته. اذا عليك ان توافق النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة في شروطها واركانها وواجباتها وايضا مستحباتها. واما اذا كانت المخالفة تتعلق بما لا يصح العمل الا به. بان فعل بان خالف النبي صلى الله عليه وسلم بفعل ما تبطل العبادة به. او ترك ما تبطل العبادة بتركه. فنقول العبادة ها هنا ماذا؟ غير مقبولة فين اصلا وما برئت بها الذمة ولا نال بها الانسان ثواب العبادة. فان من صلى مثلا صلاة الظهر خمس ركعات او صلى صلاة الظهر ثلاث ركعات او زاد فيها قصدا سجودا او ركوعا او انقص فيها قصدا ركوعا او سجودا. ما الجواب؟ ما حكم هذا؟ نقول ماذا؟ العمل من حج الى بيت الله الحرام وما طاف طواف الافاضة او ما وقف بعرفات فان الحج ماذا؟ اجيب غير صحيح من اتى الى مكة قصده وجه الله عز وجل ومجتهد في تلاوة القرآن ومجتهد بذكر الله سبحانه وتعالى. وجاء الى المسجد الحرام وقال هذا اشرف مكان واعظم مكان وانا اريد ان اتعبد لله عز وجل ها هنا فكان في يوم التاسع الذي هو يوم عرفة يعبد الله ويكثر من الطواف والركوع والسجود والبكاء من خشية الله حتى غربت شمس يوم عرفة ثم اكمل المناسك ما رأيكم في حجه؟ اجيبوا يا جماعة نعم سبحان الله الرجل يريد الخير الرجل نيته حسنة الرجل تعب وانفق المال الكثير حتى وصل الى ها هنا. ثم تقول بعد ذلك ان حجه غير صحيح؟ اجيبوا يا جماعة حجه صحيح؟ ما وقف بعرفة. ما وقف بعرفة. الى طلوع فجر يوم العيد الى طلوعه عدلت السؤال الى طلوع والشأن لا يعترض المثال على كل حال اذ قد كفى الفرض والاحتمال الى طلوع فجر يوم العيد. ما رأيك؟ ها؟ حجه صحيح؟ او غير صحيح غير صحيح باتفاق العلماء غير صحيح باتفاق العلماء وما شفع له قصده الحسن في قبول هذه العبادة. لان العبد لو كان امر ان يعبد الله كيفما اتفق. اذا نقول تأسيسا على هذا؟ نعم. حجك صحيح لكن اهكذا امر الله عز وجل؟ هل الطرق الى الله سبحانه وتعالى مشرعة ومفتوحة من كل باب او انها من باب واحد وطريق واحدة هي طريق محمد صلى الله عليه وسلم. اجيبوا يا جماعة ايكفي العبد احد احدى الشهادتين عن الاخرى يكفي ان تقول اشهد ان لا اله الا الله فاعبد الله واحدة لكن بما يظهر لي ويحلو لي وما استحسنه بعقلي دون ان تضم اليها اشهد ان محمدا رسول الله يكفي العبد يا جماعة والله لا يكفي مهما استحسنت بعقلك ومهما ازدانتي البدعة في نظرك ما تنفعك. قال يحيى ابن يحيى الليثي رحمه الله ليس في مخالفة السنة ثواب ليس في مخالفة السنة ثواب. اذا لم تكن موافقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فلا تطمع بالثواب. وهذه هي المعضلة الكبرى اليوم في عالم المسلمين مع الاسف الشديد. والله لو ان المسلمين ان التزموا بالا يخطوا خطوة في طريق العبادة الا وعلى هذه الخطوة طابع قوة وختم محمد صلى الله عليه وسلم لكانت الحال والله غير الحال. لكن دخلت والمحدثات وصار كثير من الناس يتعبدون لله عز وجل بما يحلو لهم وهنا الخطر هذا خط احمر على العبد ان يحذر. جاء رجل الى الامام ما لك رحمه الله. ولعله جاءه في هذا المسجد وكان الامام مالك رحمه الله امام هذه البلدة الطيبة امام المدينة. فقال يا ابا عبد الله اريد ان احرم فمن اين احرم؟ اريد الذهاب الى مكة لحج او عمرة من اين قال احرم من ذي الحليفة ميقات النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم حدد لنا مواقيت مواضع من تعظيم الله وتعظيم شعائره ان لا تتجاوزها وانت مريد الا وقد احرمت وهذا ما يتساهل فيه كثير من الناس اليوم مع الاسف الشديد بكل كما يقولون بساطة وسوء اولى يتجاوز الميقات بملابسه دون ان يتجرد من المخيط ويزعم انه وقد احرم مخالفا سنة النبي صلى الله عليه وسلم. او ربما يتجاوز دون احرام ثم بعد ذلك يحرم. اهكذا املوا مع الاحكام الشرعية النبي صلى الله عليه وسلم لما حدد هذه المواقيت لما حدد هذه المواقيت قال هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن ممن اراد الحج والعمرة. المقصود ان الامام مالكا رحمه الله قال احرم من ذو الحليفة ات النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل ولكني اريد ان احرم من المسجد يعني المسجد النبوي يا جماعة بالعقل المسجد النبوي افضل؟ ام ذو الحليفة؟ ها؟ اليس المسجد النبوي افضل بلا خلاف فالرجل قال لماذا لا احرم من المكان الافضل؟ الان المسألة اصبحت مسألة استحسان تعال مسألة ماذا؟ استحسان انا يحلو لي يحسن في عقلي ان احرم من هذا المسجد فقال الامام ما لك لا تفعل. فقال الرجل فاني اريد ان احرم من المسجد اصر الرجل على رأيه ما استمع النصيحة. وهذا يقع فيه بعض الناس ينصح يبين له الحق يعلم السنة ومع ذلك لا يبالي ولا يرفع رأسا بذلك. والمؤمن عليه اذا نصح ان ينتصح ان يكون لينا يحب الخير يكون قريبا من الخير متى ما دل عليه وارشد اليه لا تأخذه العزة انما عليه ان ينقاد. المقصود ان الرجل اصر. فقال النبي فقال الامام ما لك رحمه الله لا تفعل فاني اخشى عليك الفتنة. اني اخشى عليك الفتنة الفتنة يا اخوتاه تقلب القلب والرجوع من الهداية الى الغواية. انظر الامام الجليل ما لك بن انس رحمه الله ماذا رتب على هذه المخالفة؟ قال اني اخشى عليك الفتنة مصيبة واي مصيبة ان يفتن الانسان والعياذ بالله قال واي فتنة تلك؟ انما هي خطوات ازيدها. الاستحسان العقلي مرة اخرى. انما هي ماذا؟ خطوات ازيدها الان المسجد النبوي متأخر عند الحليفة في الطريق الى مكة وبالتالي انا زدت في العمل الصالح حيث امشي وانا ماذا؟ محرم. انما هي ماذا؟ خطوات ازيدها. فقال امام مالك رحمه الله واي فتنة اعظم؟ من ان تظن انك سبقت الى خير لم يسبق اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امرهم ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اذا يا اخوتاه الدين مبني على قاعدة الاتباع اذا اردت ان تكون مسلما اذا اردت ان تكون مؤمنا اذا اردت ان تكون ناجيا فلا تخطو خطوة الا وعندك نور وبرهان عليها بان النبي صلى الله عليه وسلم فعل لا تتساهل في هذه الامور الامام سعيد بن المسيب رحمه الله وهو ايضا امام من ائمة هذه المدينة الطيبة وتابعي جليل بل هو افقه التابعين رحمة الله تعالى عليه. كان في المسجد فرأى رجلا يصلي بعد بعد اذان الفجر فيكثر من الصلاة. بعد اذان الفجر ماذا يفعل؟ اجيب يكثر من الصلاة ركعتين يصلي ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين. النبي صلى الله عليه وسلم بعد اذان الفجر ما كان يزيد على ركعتين ما كان يزيد على ركعتين فلما رأى سعيد رحمه الله هذا الرجل يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن ذلك. قال لا تصلي ماذا فعل سعيد؟ نهى الرجل ها عن الصلاة؟ هل نهيه عن الصلاة لذات الصلاة ام لمخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم؟ طيب الرجل سأل سؤاله قال له يا ابا محمد اويعذبني الله على الصلاة اويعذبني الله على الصلاة؟ يعني انا الان اسرق ام اغتاب ام ام افجر؟ ام ماذا اصنع؟ انا ماذا انا اصلي وانت تقول لي لا تصلي هل الله سيعذبني وانا اصلي فقال سعيد رحمه الله لا ولكن يعذبك على ترك السنة. يعذبك على ترك السنة. كون تعلم ان سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي كذا فتزيد. هنا موطن الخطر هنا مظنة العذاب ماذا تريد؟ اتريد ان تكون اعبد لله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ام تريد ان تكون اعلم بدين الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم حاشى وكلا. فلا يمكن ان تكون اعلم بدين الله او اخشى له او قال عليه الصلاة والسلام. اذا يا اخوتاه هذان امران مطلوبان. احفظ هذه القاعدة. الا الا الله ولا نعبد الا الله الا بما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالعمل الصالح هو الاحسان وهو فعل الحسنات والحسنات هي ما احبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب. هذا تعريف حسن للحسنات استمسك به واحفظه. وهو ان الحسنة ان العمل الصالح ان القربة ان الطاعة هي ما احبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتفصيل ذلك انها ماء امر به امر ايجاب او استحباب. نعم. قال فالعمل الصالح هو الاحسان. وهو فعل الحسنات. والايات اشارت الى هذا اين؟ الاية الاولى اشارت الى هذا اين؟ في قوله ها احسان وهو محسن. كذلك في الاية الثانية وهو محسن. هذا الذي اراده المؤلف رحمه الله ان يبين ان هذا قد جاء في الايتين السابقتين الثانية والثالثة. وكذلك الامر في العمل الصالح. قال العمل الصالح هو الاحسان. لانه قال في الاولى في الاية الاولى ها فليعمل عملا صالحا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فما كان من البدع في الدين التي ليست في الكتاب ولا في صحيح السنة فانها وان قالها من قالها وعمل بها من عمل ليست مشروعة فان الله الا يحبها ولا رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فلا تكونوا من الحسنات ولا من العمل الصالح. احسنت. قال فما كان من البدع في الدين البدع مفردها بدعة والبدعة كل ما احدث في الدين من عقيدة او عمل. كل ما احدث في الدين من عقيدة او عمل هو ماذا؟ هو البدعة هو الامر المحدث هو الاحداث في دين الله سبحانه وتعالى. هذه البدعة قال فانها وان قالها وان قالها من قالها وعمل بها من عمل ليست مشروعة. هذه قاعدة مهمة. انتبه لها البدعة بدعة وان حسن قصد فاعلها. والبدعة وان شرف قدر فاعليها من يعيد القاعدة اعيدها انا. البدعة بدعة ها وان حسن قصد فاعليها. ولو فعلها الانسان وهو يريد الخير هذا لا يشفع في اخراجها عن وصف الابتداع. هي لا تزال ماذا؟ بدعة وان كنت تريد الخير وان كنت تريد الخير. كم من مريد للخير لم يبلغه؟ الانسان قد يطلب الخير لكن مع الاسف الشديد لا يسلك طريقه فلا ينفعه قصده الحسن لو سلك طريقا مخالفا اذا البدعة بدعة وان حسن فاعليها والبدعة بدعة ها وان شرف قدر فاعلها. ولذلك المؤلف رحمه الله الى هذا في قوله وان قالها من قالها وعمل بها من عمل بها. بعض الناس اليوم اذا قلت له يا عبد الله هذه بدعة كيف؟ هذه؟ قال بها فلان وعمل بها علان وذكرها الامام الفلاني يا عبد الله ما الميزان الذي نزن به الاعمال فنعرف المأثور ونعرف المحدث ما هو ها الكتاب والسنة قال الناظم والشرع ميزان الامور كلها وشاهد لفرعها واصلها. كل الامور توزن بهذا الميزان. وعليه ما وافقه مقبول لو جاء به بغيض الينا وما خالفه مردود ولو جاء به حبيب الينا كون الذي فعل امام وجليل احبه هذا لا يعني ان العمل اصبح ماذا؟ تلقائيا صحيح. انما يكون صحيحا اذا كان عليه النبوة اذا كان مختوما بختم محمد صلى الله عليه وسلم قاله او فعله او اقره وعليه الصلاة والسلام فانتبه رعاك الله الى هذا. البدعة بدعة وان حسن قصد فاعلها والبدعة بدعة وان وان شرف قدر فاعلها. هذه البدعة يقول المؤلف رحمه الله فان الله لا يحبها ولا رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تكونوا من الحسنات ولا من العمل الصالح. بل تكون مردودة. قال صلى الله عليه وسلم في كلام محكم بين واضح من عمل عملا ليس عليه امرنا ماذا؟ فهو رد رد مصدر بمعنى مردود مردود لا يقبله الله سبحانه وتعالى هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو والذي لا ينطق عن الهوى. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله كما ان من يعمل ما لا يجوز كالفواحش والظلم ليس من الحسنات ولا من العمل الصالح. نعم. يقول المؤلف رحمه الله ان الفاحشة لا تكون حسنة من اتى والعياذ بالله بفاحشة؟ هل هل يجرؤ احد على ان يقول ان هذه الفاحشة طاعة وخير وعمل صالح وهدى وتقوى. ايجرؤ احد على هذا؟ يقول ان الزنا عبادة اعوذ بالله. يقول المؤلف رحمه الله كما ان الفاحشة لا تكون حسنة فكذلك البدعة لا تكون حسنة هما امران متظادان لا يلتقيان ولا يجتمعان اما ان يكونا حسنة او يكون ماذا؟ او يكون بدعة. ما هي الحسنة الحسنة هي التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم هي التي امر بها النبي صلى الله عليه وسلم. اذا من تقرب الى الله عز وجل بشيء لم يفعله ولم يأمر به ولم يقره عليه الصلاة والسلام فالنتيجة انه ماذا؟ امر محدث كما ان الفاحشة لا تكون حسنة فالبدعة ايضا لا تكون حسنة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا وقوله اسلم وجهه لله هو اخلاص الدين لله وحده نعم هذا الذي قلناه انه الاخلاص قصد المعبود سبحانه وحده بالعبادة وتصفيتها عن ملاحظة مخلوقين تجريدها عن الشرك الجلي والخفي هذا من اتى به فانه يكون مخلص وبالتالي يكون قد اتى بما امر الله عز وجل به الله سبحانه وتعالى يقول فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص. ليس اي دين يكون مقبولا عند الله. بل الدين الخالص نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اللهم اجعل عملي كله صالحا اجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. ما اجمل هذا الدعاء وما احسنه! لانه تضمن الطلب والسؤال لله سبحانه وتعالى ان يمن على عبده بالتوفيق الى تحقيق الشرطين. الاخلاص والمتابعة والله لن تصل اليهما الا بتوفيق من الله. اما بجهد وقوة وعلم ونشاط منك لا والله اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده ان لم يمن الله عز وجل عليك بان جعلك من المخلصين المتبعين فانك والله لن تصل الى ذلك. وبالتالي تعمل وتعمل وتعمل والنتيجة الا نتيجة قال اللهم اجعل عملي كله صالحا هذا فيه طلب تحقيق شرط المتابعة وقوله واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا طلب لتحقيق شرطك الاخلاص. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال هو اصوبه قالوا يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. وان كان واذا كان ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على السنة. ما احسن هذا الكلام كلام عليه نور وبهاء كلام الفضيل هذا كلام عظيم ومنهاج بين للمسلم انه لابد في كل عمل يرجو به التقرب الى الله سبحانه وتعالى ان يكون جامعا بين الامرين وهما الاخلاص والمتابعة. الله جل وعلا يقول ليبلوكم ايكم اقال اكثر عملا ها ان تصلي لله الفا او الفين من الركعات في اليوم لا تصيبه فيها سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل هذا هو المطلوب؟ او ان تمد سبحة تشتمل على الف او عشرة الاف حبة وتأتي فتقول الله الله الله او هو هو هو الف وعشرة الاف وربما تمكث على هذا ثلاث ساعات وهذا فعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم اهذا هو المطلوب ان يفعل الانسان اي عمل المهم ان يكون كثيرا؟ الجواب لا. قال ليبلوكم ايكم وعمله والله لا يرضى بكثرة فعلنا لكن باخلصه مع الاحسان. هذا الذي يريده الله وتعالى ارادة شرعية من عباده ان يكون العمل قد اجتمع فيه الاخلاص والمتابعة وهذا هو العمل الاحسن ليبلوكم ايكم احسن عملا. قيل او قال الامام رحمه الله في تفسيره للاية احسن عملا يعني اخلصه واصوبه. لكن العبارة مجملة غير واضحة فسئل قالوا يا ابا علي ما اخلص وهو اصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا ها لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على السنة. وهذا المقام انقسم الناس فيه الى اربعة اقسام القسم الاول من اعماله على الاخلاص دون المتابعة مخلص ويريد وجه الله ولا يريد الا وجه الله. لكنه مسكين ما سلك الطريق الموصلة. انت اذا اردت مكة تمشي كيفما اتفق في الطرق وتقول يلا كل الطرق توصل الى مكة ها او تبحث وتفتش حتى تعرف ماذا؟ الطريق التي توصلك اليها هكذا الشأن في العبادة ابحث عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم والزمها. هؤلاء اعمالهم على الاخلاص لكنها على خلاف السنة فقدت شرط المتابعة وهذا يكفر وهذا يكثر في حال جهال مبتدعين اهل البدع والاهواء هذه او يكثر فيهم هذا ان يكون لا سيما في العامة والجهال عندهم خير ونية صالحة لكنهم ماذا؟ يتعبدون بغير مأثور. والصنف الثاني من اعماله ام على المتابعة بلا اخلاص يعرفون الخير ويعلمون السنة ويفعلون او يعملون في ضوئها لكنهم مراءون وهذا يكثر عند الذين نياتهم مغشوشة من العلماء بالسنة. عنده علم بالسنة ويعرفها ويعمل في ضوئها لكنه مراء او يطلب حظا من الدنيا بعمله يجعل العبادة وسيلة للتكسب ونيل حطام الدنيا. هذا ايضا عمله غير مقبول. عمله على المتابعة لكنه ماذا فاقد للاخلاص. والصنف الثالث من اعماله او من اعمالهم فاقدة للاخلاص والمتابعة وهؤلاء شر مكانا واضلوا عن سواء السبيل. هؤلاء لم يوفقوا لا ارادة وجه الله سبحانه وتعالى بالعمل ولا الى موافقة النبي صلى الله عليه وسلم فيه. فهؤلاء في شر المنازل. الصنف الرابع من اعمالهم على الاخلاص موافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء اهل التوفيق والسعادة. اسأل الله الكريم بمنه وفضله ان يجعلني واياكم منهم ان ربنا لسميع الدعاء الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين