بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفع توفى به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم رحمه الله تعالى في رسالة العبودية فان قيل فاذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة. فلماذا عطف عليها غيرها كقوله في فاتحة الكتاب؟ اياك نعبد واياك نستعين وقوله لنبيه صلى الله عليه وسلم فاعبده وتوكل عليه وقول نوح عليه السلام اعبدوا الله واتقوه واطيعوه وكذلك قول غيره من الرسل قيل هذا له نظائر. نعم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد المؤلف رحمه الله استطرد ها هنا لبيان ما قد يستشكل وهو كونه قد جاء في النصوص عطف بعض افراد العبادة عليها. فازالة هذا الذي قد يستشكل من ان هذا النوع ليس عبادة لان بعظ الناس يظن ان العطف يقتضي المغايرة مطلقا. وهذا ليس بصحيح. كما سيأتي ان شاء الله الكلام عن ذلك اذا لما قعد المؤلف رحمه الله القاعدة الصحيحة وهي ان كل ما احبه الله وامر به امر ايجاب او استحباب فهو عبادة. خشي ان يلحظ احد ان عطف بعض ان عطف بعض الافراد افراد العبادة عليها قد يدل على ان هذا الذي عطف ليس داخلا في حد العبادة. فمثلا في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين الاستعانة محبوبة لله وقد امر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بها خشي ان يظن ظان ان الاستعانة ماذا؟ ها ليست عبادة لانه عطف الاستعانة على العبادة. وبعض الناس يظن ان العطف مطلقا يقتضي المغايرة. فهذا وجه ايراده رحمه الله هذه المسألة هنا. في نحو قوله اياك نعبد واياك نستعين وفي نحو قوله اه فاعبده وتوكل عليه وفي نحو قوله تعالى اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. المؤلف الان يبين لنا وجه هذا العطف. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله قيل هذا له نظائر كما في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والفحشاء من المنكر وكذلك قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وايتاء ذي القربى هو من العدل والاحسان. كما ان الفحشاء والبغي من المنكر. وكذلك قوله والذين يمسكون كتابي واقاموا الصلاة واقامة الصلاة من اعظم التمسك بالكتاب. وكذلك قوله عن انبيائه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا هباء ودعاؤهم رغبا ورهبا من الخيرات وامثال ذلك في القرآن كثير. وهذا الباب يكون وهذا الباب يكون تارة مع كون احد هذهما بعض الاخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام والمعنى الخاص. طيب تأصيل المسألة في عطف بعض الكلمات او الجمل على بعض. يرجع الى ما يأتي. هذا جاء في النصوص وفي لغة العرب على انواع اولا عطف المتغايرين الشيء على غيره هذا عطف المتغايرين وهذا الذي يتنزل عليه قولهم العطف يقتضي المغايرة. فمثلا في نحو قوله خلق السماوات ارض عطف الارض على السماوات وهذا عطف متغايرين يقتضي ان السماوات شيء وان الارض شيء ثانيا عطف الشيء على نفسه لاختلاف الصفات عطف الشيء على نفسه لاختلاف الصفات. تأمل مثلا في قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى. الذي خلق فسوى والذي قدر هدى والذي اخرج المرأة تأمل الذي خلق فسوى هو الذي قدر فهدى وهو الواحد سبحانه وتعالى انما كان العطف ها هنا عطفا للشيء على نفسه لاختلاف لاختلاف كما تقول مثلا محمد شاعر واديب وشجاع الى اخره. انت لم تصف اشخاصا انت وصفت ماذا؟ شخصا واحدا فعطفت الشيء على نفسه لاختلاف ماذا؟ لاختلاف الصفة. النوع الثالث هو عطف العام على الخاص. وهذا انكره بعض اهل اللغة والصحيح انه واقع لكنه اقل من عطف الخاص على العام. فمثلا في قوله تعالى يوم يقوم الروح والملائكة يوم يقوم الروح والملائكة. تلاحظ ان الملائكة ماذا؟ عام. وعطف على وهو الروح جبريل عليه الصلاة والسلام. تأمل مثلا في قوله تعالى رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات تلاحظ ان المؤمنين والمؤمنات عام وقد ذكر بعد وقد ذكر بعد خاص امثلة هذا في النصوص عديدة. اذا هذا من باب عطف العام على الخاص ومن ذلك ما اورد المؤلف رحمه الله تأمل مثلا في قوله ان الصلاة كما في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. قال رحمه الله والفحشاء من المنكر هذا من باب عطف العام على الخاص وليس من باب عطف الخاص على العام. ذلك ان المنكر يدخل تحته افراد كثيرة. ومن ذلك الفحشاء فحشاء بعض المنكر وهي المنكر الذي بلغ الغاية في الفحش يقال في حقه ماذا؟ فحشاء. اذا هذا من باب عطف العامي على الخاص. وتأمل مثلا في الاية التي بعدها. قال وكذلك قوله ان الله نأمر بالعدل والاحسان وهذا كما سيأتي هذا من باب عطف آآ آآ العامي آآ في قوله وايتاء ذي القربى هذا من باب عطف الخاص على العام. ثم قال وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. لاحظ معي ان هذه الاية اجتمع فيها الامران اجتمع فيها عطف الخاص على العام واجتمع فيها عطف عطف العام على فمثلا من عطف العام على الخاص قوله والفحشاء وينهى عن الفحشاء والمنكر فالمنكر معطوف على الفحشاء. عام عطف على خاص. ثم قال ها والبغي والبغي خاص عطف على عام وهو المنكر هذا مثال يجمع لك النوعين. قال البلاغيون عطف العامي على الخاص لارادة بيان عموم العام مع التنويه بالخاص يعني النكتة البلاغية ها هنا من جهتين من جهة بيان العموم والشمول في العام. مع التنويه على الخاص. فذكره خصوصا في لتنويهم به واهتمام بشأنه مع ارادة بيان ان الامر ليس متعلقا بهذا الخاص بل الحكم ماذا؟ عام فمثلا في قوله يوم يقوم الروح والملائكة هذه الاية فيها بيان ان الملائكة جميعا لان الاله ها هنا يعني جمع محلى بال فيفيد فيفيد العموم كما اخذنا في درس الاصول. تلاحظ ان الله سبحانه وتعالى اراد ان يبين لنا ان هذا الحكم وهو القيام يوم القيامة يعم جميع الملائكة وانما ذكر جبريل عليه الصلاة والسلام قبل ذلك لارادة ماذا؟ لارادة التنويه باهميته فلا بد ان تكون هناك ميزة في هذا الخاص المذكور. وقس على هذا بقية الامثلة. النوع الرابع هو عطف الخاص على العام. وهذا الذي يريد المؤلف رحمه الله ان يتكلم عنه وهو الذي اورد عليه جملة من الادلة ومن ذلك قوله اياك نعبد واياك نستعين فالاستعانة خاص عطف على على عام فاعبده وتوكل عليه. مثلا في قوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات العمل بالصالحات بعض الايمان فهذا من باب عطف الخاص على العام وهذا من المواضع التي اخطأ في فهمها المرجئة انهم ظنوا ان العطف ها هنا يقتضي المغايرة وهذا ليس بصحيح هذا ليس بصحيح العطف يقتضي المغايرة متى كان بين متغايرين بينما اذا كان بين مختلفين. اما اذا كان عطفا آآ عطفا لبعض عليه فهذا من باب عطف الخاص على العام وليس من باب عطف العام على الخاص. والمؤلف رحمه الله سيشير بعد قليل الى الاسباب والنكات البلاغية التي لاجلها خص آآ او ذكر الخاص على وجه التفصيل بعد آآ ان يكون قد ذكر العام الذي يشمله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا الباب يكون مع كون احدهما بعض الاخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام والمعنى الخاص وتارة دلالة الاسم بحال الانفراد والاقتران فاذا افرد عم واذا قرن بغيره خص كاسم الفقير واذا قرن بغيره خص ماشي. قسم الفقير والمسكين لما افرد احدهما في مثل قوله تعالى للفقراء الذين احصروا في سبيل الله اطعام عشرة مساكين دخل فيه الاخر. ولما قرن بينهما في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين صارا نوعين. طيب هذا نوع خامس للعطف ذكرنا قبل قليل اربعة انواع اولا عطف المتغايرين ثانيا عطف الشيء على نفسه لاختلاف الصفة. ثالثا عطف العام على الخاص. رابعا عطف الخاص عطف الخاص على العام خامسا عطف ما تختلف دلالته بحسب الافراد والقران بحسب الافراد هو القران. وهذا الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله وها هنا. ومنه قوله تعالى انما الصدقات للفقهاء فقراء والمساكين. تلحظ يرعاك الله ها هنا ان هذا النوع ليس عطفا بين متغايرين من كل وجه ليس عطفا بين متغايرين من كل وجه يعني ليس فيه تغاير محض انما فيه شيء من التغاير وفيه شيء من عطف الشيء على نفسه من عطف الشيء على نفسه فهو في منزلة بينا المنزلتين. بيان ذلك ان الفقير والمسكين مثلا كلمتان يصدق عليهما القاعدة اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا اذا اجتمعا يعني في السياق في الذكر افترقا في المعنى. واذا افترقا في الذكر والسياق فذكر كل في موضع اجتمع في المعنى. فالفقير اذا ذكر وحده فانه يدل عليه وعلى المسكين ايضا يدل على ما يدل عليه معنى كلمة الفقير وما يدل عليه او ما تدل عليه كلمة المسكين. والعكس صحيح فقد جاء في النصوص ذكر هذا وحده وذكر هذا وحده عليه. فاذا ذكر الفقير فلنعلم ان الحكم يشمله ويشمله المسكينة ايضا وقل مثل هذا اذا ذكر المسكين وحده لكن اذا ذكرا معا ها هنا اصبح للفقير وللمسكين معنى وان كان بين المعنيين تقارب لكن بينهما فارق دقيق لكن بينهما فارق دقيق وقل مثل هذا في كلمات اخرى. الشأن في هذا كالشأن في مسألة لعلها مرت بنا في دروس العقيدة الماضية. الاسلام والايمان فانهما كلمتان اذا اجتمعتا افترقتا من الكلمات التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت في قوله تعالى للفقراء الذين احصروا هذا الحكم يشمل الفقراء والمساكين. كذلك في قوله اطعام عشرة مساكين هذا يشمل المسكين ويشمل الفقير. لكنهما اجتمعا في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين. فما هو الفرق بين الفقر والمسكنة؟ هذه مسألة آآ اختلف العلماء فيها اختلافا طويلا والاقوال تبلغ الى نحو تسعة اقوال. من العلماء من يقول ان الفقير هو محتاج الذي لا يسأل. والمسكين هو المحتاج الذي يسأل. من العلماء من قال ان المسكين اشد حاجة من الفقير. ومن العلماء من قال ان الفقير اشد حاجة من المسكين وهذا هو الاقرب وعليه اكثر العلماء ان الفقر اشد من المسكنة. الفقر يقال فقير بمعنى مفقور يعني مصاب في فقرات ظهره اصيب اصابة بالغة بسبب الحاجة فقير يعني مفقور كما تقول طبيخ ومطبوخ كذلك فقير ومفقور من فقار الظهر الانسان اذا اصيب في ظهره فانه يصبح مشلولا يصبح في غاية العجز كذلك الشأن في ماذا في الفقير. اما المسكين فمن المسكنة. يعني الذلة والسكون. وهذا اخف من من الفقير الذي صار مفقورا الفقر فيما يبدو والله تعالى اعلم اخف اه عفوا اشد من المسكنة وعليه فالفقير اشد من المسكين. المسكين يجد شيئا لكنه لا يبلغ حاجته. لا يكفيه لحاجة اذا قدر مثلا ان انسانا حاجته في الشهر الفا ريال حتى يكتفي بيكتفي من او في شأن حاجته آآ التي يحتاجها في نفسه وفي عياله وما الى ذلك ولكن دخله الشهري الف ريال. هذا عنده شيء ام لا؟ عنده ولكن لا يكفي. نقول هذا ماذا هذا مسكين. اما الذي ليس عنده شيء او يكاد ان يكون ليس عنده شيء دخله صفر. او دخله عشر ريالات او دخله مئة ريال نقول هذا ماذا؟ هذا فقير هذا؟ فقير وعليه فقوله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين فالحكم يشمل الامرين. وقدم الفقير لانه اشد حاجة. فمتى ما كان عندك فقير ومسكين وما امكنك ان تعطي هذا وهذا لا شك ان الفقير اولى لانه اشد لانه اشد حاجة والبقاء القاعدة في باب الزكوات والصدقات انه ينبغي تقديم الاحوج فالاحوج انه ينبغي تقديم الاحوج فالاحوج اذا قد يكون بعض ما جاء في النصوص في شأن هذه العبادات يرجع الى لا هذا المعنى ومن ذلك النصوص التي جاء فيها ذكر الايمان والاسلام الايمان والاسلام وهذه مسألة عنها فيما مضى فانه يتنزل عليها العطف من هذا الباب من هذا الباب الذي هو العطف بين شيئين يختلفان اسى بماذا؟ او يختلف الحكم بحسب الافراد والاقتران والله عز وجل اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الله فقد قيل ان الخاص المعطوف على العام لا يدخل في العام حال الاقتران بل يكون من هذا الباب. والتحقيق ان هذا ليس لازما قال تعالى فمن كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال وقال تعالى واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك من نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم. وذكر الخاص مع العام. طيب. هنا مسألة على كل حال مسألة عطف الخاص على العام اه مسألة الكلام فيها كثير وتبحث في علوم متنوعة يبحثها البلاغيون في علم البلاغة ضمن مباحث علم المعاني من علوم البلاغة وذلك تحت مبحث الاطناب غالبا تحت مبحث الاطناب يذكرون عطف على الخاص وعطف الخاص على العام فهذا نوع من الاطناب المفيد. هذا نوع من الاطناب المفيد. ايضا يبحث وهذه المسألة علماء التفسير وعلى الاخص في فن علوم القرآن يبحثون ايضا هذه المسألة في كتب اصول الفقه ويتناولونها هنا مسألة وهي انه اذا عطف الخاص على العام هل يكون مخصصا له ام لا؟ والصحيح انه لا يكون مخصصا له. قد يبحثون هذه المسألة ايضا في ابواب الفقه فلو اوصى فقال مثلا اوصيت الفقراء في اوصيت للفقراء بثلاثة الاف. ولزيد بالف. اوصيت لفقراء قريتي بثلاثة الاف ولزيد بالف. واذا كان زيد فقيرا. فهل نشركه في الثلاثة؟ اضافة الى ما نعطيه اه من الالف هذه تدخل معنا. اذا مباحث هذا الموضوع متشعبة في علوم شتى اشار المؤلف رحمه الله وها هنا الى مسألة تتعلق بهذا الموضوع ويبحثها الاصوليون ويبحثها البلاغيون وهي انه اذا عطف الخاص على العام فهل العام قد تناوله ام لا؟ اذا عطف الخاص على العام هل دخل ها هنا في الخاص او ان عطفه على العام عطف الخاص على العام قرينة على ان المتكلم ما اراده اولا وانما ما اراده ثانيا فهمنا يا جماعة؟ مثلا اذا قلت جاء الطلاب وزيد انا اريد ان انبه على يعني شيء يتعلق بزيد انا احتاجه في امر او لاي سبب من الاسباب فنصصت عليه فهل قولي الطلاب اولا دخل فيه زيد وبالتالي اكون قد ذكرته مرتين او ان ايراده بعد العموم قرينة على اني ما اردت زيدا في الطلاب فهمنا؟ اختلف العلماء في هذه المسألة وينبني عليها او بعض العلماء خرج عليها المسألة التي ذكرتها لكم قبل قليل وهي هل يعطى في الوصية اذا خص بعد عموم؟ وانطبق عليه شرط اه العموم ام لا؟ هذه ترجع قال بعض اهل العلم انه اذا عطف الخاص على العام فان العام يتناوله و بالتالي تكون الفائدة ها هنا التأكيد فانه يكون بمنزلة ذكره مرتين يفيد ماذا؟ يفيد التأكيد وهذا ظاهر الكلام وليس لنا الخروج عن الظاهر الا الا بدليل. اليس هذا الزيد طالبا؟ اذا ما الذي يخرجه عن وصف الطلاب؟ حتى نقول انه المتكلم ما اراده اولا ظاهر الكلام انه داخل فيه. وقال بعض العلماء لا انه اذا ذكر الخاص بعد العام فان العام وها هنا لم يتناول الخاص. العام وها هنا صار مخصوصا. لم قالوا لان ذكره بعده قرينة على انه ما اراده اولا. دفعا بتكرار الكلام والتكرار عند العرب مذموم. الاصل فيه. الاصل ان العرب كلامهم مبني على ارادة الايجاز. العرب لا يكررون الكلام ولا يعيدونه دون ان يكون هناك فائدة او نكتة. اذا لم ما ذكر على وجه الخصوص دل هذا على انه لم يكن مرادا ماذا؟ لم يكن مرادا في اه ما ذكر اولا الاول اقرب وما زعم من ان هذا تكر من ان هذا تكرار ممقوت يقال ان الامر ليس كذلك بل هذا التكرار تكرار مفيد وفائدته التوكيد. فائدته التوكيد هذا هو الاقرب وهذا الذي اليه ميل المؤلف رحمه الله حينما قال والتحقيق ان هذا ليس لازما. واورد على هذا دليلا. قال قال تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال. ولا احد يخالف ان جبريل وميكال من من الملائكة بالتالي ليس لنا ان نقول ان الخاص لم يدخل في العام الذي ذكر اولا بل هو داخل فيه وداخل بعده بل يمكن ان اقول ان جبريل ها هنا عليه الصلاة والسلام ذكر ثلاث مرات كيف ها اولا انه داخل في ماذا؟ في الملائكة. وثانيا داخل في الرسل فان جبريل عليه السلام رسول كما جاء في بعض النصوص. وثالثا ذكر تنصيصا ذكر تنصيصا ذكر باسمه فيقال انه ذكر ها هنا آآ ثلاث مرات كذلك الامر في قوله تعالى واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومن هل يقول قائل او يجرؤ احد على ان يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم غير داخل في قوله النبيين اذا النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا من بعده من اولي العزم من من اولي العزم داخلون في قوله النبيين انما لان هناك ميزة خاصة. فهؤلاء لهم شأن خاص. هؤلاء المذكورون الخمسة هم اولوا العزم من الرسل الصلاة والسلام وهم المقدمون هم سادة الانبياء عليهم الصلاة والسلام عليه فان ذكرهم فيه تنويه بشأنهم في ببيان ميزة وخاصية لهم فكيف يقال ان هذا لا فائدة من ورائه والتكرار ممتنع في اللغة بل ذكر هؤلاء الانبياء خمسة مرتين تنصيصا والاندراجهم في عموم قوله النبيين والله تعالى اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وذكر الخاص مع العام يكون لاسباب متنوعة تارة لكونه له خاصية ليست لسائر افراد العام كما في نوح وابراهيم وموسى وعيسى كونهم المقدمين من الانبياء والمرسلين فهم اولو العزم من الرسل نعم احسن الله اليكم قال وهذا له على كل حال يعني فوائد ان يكون ذكر الخاص بعد العام تنبيها الى خاصية فيه مثلا قوله تعالى في سورة يوسف انه من يتق ويصبر ان الله لا يضيع اجر المحسنين. تلاحظ يرعاك الله ان ذكر الصبر ها هنا. وان كان مندرجا تحت التقوى فكل آآ افراد العبادة مندرجة تحت التقوى. لكن الصبر ها هنا له شأن واي شأن قبره له اثر عظيم في تفريج الكرب. وبالتالي نيل الثواب العظيم. الله لا يضيع اجر المحسنين. اذا الصبر ها هنا له خاصية وله فائدة وله نكتة ينبغي ان يحرص ينبغي ان يحرص عليها كذلك مثلا في قوله تنزل الملائكة والروح فيها. تنزل الملائكة يعني في ليلة القدر والروح فيها اي في ليلة القدر فيه تنبيه على ان جبريل عليه السلام هو مقدم الملائكة واعظمهم واشرفهم وان هذا مما ينبغي بان يعتقد وان هذا مما ينبغي ان يعتقد ما ذكر الله عز وجل هذا عبثا وحاشاه سبحانه وتعالى انما ذكر هذا لاجل التنبيه على هذه الفائدة وعلى هذه النكتة وهي ان للخاص ميزة ينبغي ان تلاحظ الخاص ميزة ينبغي ان تلاحظ اذا ذكر الخاص يكون لان فيه خاصية والغالب ان يكون هذا لاجل شرفه وتنويها بمكانته لكنه ليس لازما. قد يخص لاجل تحقيره وذمه. فكما تقول مثلا اضرب الكاذبين وعمرا اضرب الكاذبين وعمرا. وعمر من الكاذبين لكن خصه بشيء تأكيد في الضرب. اذا هذا ماذا؟ لارادتي التحقير والذم. فهذا قد يكون لذا نقول القاعدة في هذا للتنبيه على خاصية في ماذا؟ او ميزة في في الخاص. نعم. احسن الله قال رحمه الله وتارة لكون العام فيه اطلاق قد لا يفهم منه العموم كما في قوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون ان الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك. ففي قوله يؤمنون بالغيب يتناول الغيب الذي يجب به لكن فيه اجمال فليس فيه دلالة على ان من الغيب ما انزل اليك وما انزل من قبلك. طيب هذه نكتة ثانية لذكري الخاص بعد العام وهي لايضاح العموم. يذكر الخاص بعد العام لايضاح الامور. لايضاح العموم او لازالة لبس فقد يخشى ان الحكم لم يتناول فردا معينا الحكم في ذكر العام لما ذكر العام يخشى ان يفهم ان الخاص ماذا؟ لم يدخل في هذا العموم فازالة لهذا اللبس وبيانا حكم الشمول وايظاحا لجميع الافراد فاننا قد ننص على ماذا؟ على الخاص بعد العام ومثل هذا او مثل لهذا المؤلف رحمه الله في قوله الذين يؤمنون بالغيب ثم عطف عليه قوله والذين يؤمنون بما انزل اليك مع ان ما انزل اه وما انزل من قبلك ما انزل قبل النبي صلى الله الله عليه وسلم هو بالنسبة لنا غيب. الغيب ما غاب عنك. سواء كان من الامور المستقبلة او الامور الماظية ما الذي يدرينا ان هناك كتابا اسمه التوراة قد انزل على موسى عليه الصلاة ما يدرينا؟ اجيبوا يا جماعة كيف علمنا؟ عن طريق الوحي اوحى الله بهذا الى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فكان الايمان بما انزل الى النبي صلى الله عليه وسلم وما انزل من قبله داخلا في قوله الذين يؤمنون بالغيب لكن هذا المعنى قد لا يتنبه اليه كل احد وهو ان الغيب يتناول هذا الامر وهو الايمان بما انزل قبل النبي صلى الله عليه وسلم فلارادة ايضاح العموم او ازالة لبس فيخشى انه لم يفهم او لا يفهم ان الخاصة داخل تحت العام هنا ينص على ماذا؟ ينص على الخاص والاية تحتمل هذا وتحتمل شيئا اخر اشار اليه المؤلف رحمه الله على الوجه الاول يتبين لنا وجه ايراد هذه الاية آآ في هذا المقام وعلى الوجه الثاني هذا ليس له علاقة بما نحن فيه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد يكون المقصود انهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالاخبار بالغيب وهو ما انزل اليك وما انزل من قبلك. وعليه فليس من هذا الباب يعني يريد المؤلف ان يقول ان الاية على الوجه الثاني فيها انهم يؤمنون بالغيب اخبر بالغيب لان الاخبار بالغيب كان من خلال ما اوحى الله سبحانه وتعالى في هذه الكتب فصار المؤمنون يؤمنون بالغيب ويؤمنون ها بما اخبر بالغيب وهو وهو كتب وبالتالي صار هذا عطفا بين متغايرين ليس من باب عطف الخاص على العام. المهم ان المؤلف رحمه الله اه اراد ان ينبه على ما في هذه الاية وانه هذه وان هذه الاية فيها وجهان والوجه الاول هو المناسب للتمثيل الذي تراه المؤلف رحمه الله. المقصود ان المؤلف رحمه الله اورد لنا نكتتين بلاغيتين. تتعلقان بمسألة عطف الخاص على العام الاولى انه يعطف الخاص على العام لبيان ميزة في الخاص وهذا يسميه بعض علماء اللغة التجريد يسمونه بماذا؟ يسمونه بالتجريد لانه وجرد ذكر الخاص بعد العام تنويها عليه حتى كأنه شيء اخر. وهذا فيه تفخيم لهو وفيه تعظيم له فهمنا؟ هذا الذي لاجله يسمونه ماذا؟ يسمونه التجريد. اذا هذا فيه تنبيه وفيه تنويم وبشأني هذا الخاص ولذلك يقولون انه كانه ليس من جنسه يعني كانه لما نص على الصفة الخاصة في هذا الخاص نزل منزلة الشيء الاخر الذي يضارع الاصل وهذا فيه ماذا؟ تفخيم وتعظيم اما الفائدة الثانية فكما ذكرنا لزيادة ايضاح العموم لزيادة ايضاح العموم. وقد يكون هناك فائدة ثالثة المجال مجال رحب للتأمل. يمكن ان يضاف ايضا ان عطف الخاص على العام قد يكون فيه فائدة من جهة اه تفخيم وتعظيم لمذكور في السياق. وان لم يكن اموال الخاصة مثلا تأمل معي في قوله تعالى انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها. قال العلماء عطف الجبال على الارض من باب عطف قاسي على العام لان الجبال بعض بعض الارض فلماذا افردت؟ قالوا لتعظيم الامانة قالوا ماذا؟ لتعظيم الامانة. فخم شأنها اكثر مما لو قيل انا عرضنا الالمانة على السماوات والارض. لكن لما قال انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال. اذا هذا فيه ان الامانة شيء عظيم. لان الجبال شيء عظيم راسخ صلد كبير اذا كانت على غلظها وشدتها تخاف من الامالة وتأبى ان ان تحملها لشفقتها وخوفها. هذا دليل على ان الامانة امرها ليس بالهين. تلاحظ ان ذكر الخاص بعد عام كان فيه تنويه بماذا؟ تنويه بمذكور في السياق تنويه بمذكور في السياق وعلى كل حال العلماء لهم في هذا يعني مباحث بلاغية كثيرة المقصود انه لا بد ان تكون هناك فائدة بلاغية في عطف الخاص على العام او في عطف العامي على الخاص وينبغي ان تلاحظ ان هذين النوعين من العطف كلاهما فيه التنويم بالخاص العام على الخاص فيه تنويه بماذا؟ بالخاص والخاص على العام ايضا فيه تنويه بالخاص لكن في في العام على الخاص فائدة زائدة وهي بيان التعميم بيان التعميم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن هذا الباب قوله تعالى اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة وقوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة وتلاوة الكتاب هي اتباعه والعمل به كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته يحلون حلالا ويحرمون حراما قال قال يحلون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه. نعم هذا مثال ايضا ما سبق وهو ما جاء من النصوص في الحث على التمسك بالكتاب وما اوحى الله ثم يعطف على هذا اقام الصلاة مثلا ففي نحو قوله تعالى اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ايراد المؤلف رحمه الله لهذه الاية هو على احد وجهي اهل التفسير في تفسيرها. فهل المراد في قوله مثلما اوحي اليك من الكتاب. التلاوة التي هي بمعنى القراءة او التلاوة بمعنى الاتباع. فانه يأتي في اللغة التلاوة او تأتي هذه الكلمة في اللغة على هذين المعنيين التلاوة بمعنى القراءة لا وبمعنى الاتباع يقال هذا تلو هذا هذا تلو هذا ومنه قوله تعالى والقمر اذا تلاها اذا تبعها فالمؤلف رحمه الله يميل الى تفسير هذه الاية بان قوله اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب يعني اتبع الكتاب واعمل به واستمسك به. ثم قال واقم الصلاة مع ان اقامة الصلاة داخلة في اتباع الكتاب لكن ذكرت للتنبيه على اهمية الصلاة. كذلك في قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا والصلاة يمسكون بالكتاب. الجمهور قرأوا يمسكون وشعبة عن عاصم قرأ يمسكون والذين يمسكون والذين يمسكون يعني بالتخفيف. اذا عاصم عنه ماذا؟ روايتان. رواية موافقة وهذه التي عليها حرص ورواية بالتخفيف انفرد بها عن عاصم شعبة. المقصود ان هذه وهذه كلها تدل على معنى واحد يمسكون بالكتاب يعني يتمسكون به يعتصمون به يعملون به ومن كان فانه سيكون مقيما للصلاة. لكن اقامة الصلاة ذكرت لاجل ماذا؟ التنبيه على اهمية الصلاة فانها عماد الدين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها. لكن خصها الذكر لمزيتها وكذلك قوله لموسى عليه السلام انني انا الله لا اله الا انا فاعوذني واقم الصلاة لذكري واقامة الصلاة ذكره من اجل عبادته وكذلك قوله تعالى اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. والقول السديد من تقوى من تقوى الله. نعم وقوله اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وابتغاء الوسيلة الى الله بمعنى ابتغاء القربة الى الله داخلة في ماذا بالتقوى نعم وقوله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. والكون مع الصادقين والاتصاف بالصدق مثلهم داخل في ماذا؟ في نعم فان هذه الامور هي ايضا من تمام تقوى الله. وكذلك قوله فاعبده وتوكل عليه. عاد المؤلف الى ما بدأ كل هذا التطواف انما هو فقط لمجلي بيان ان عطف بعض انواع او افراد للعبادة على العبادة لا يخرجها من كونها ماذا؟ عبادة انما المراد فقط التنبيه على اهمية هذا النوع ليس الا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك قوله فاعبدوا وتوكل عليه. فان التوكل والاستعانة هي من عبادة الله لكن خصت بالذكر ليقصدها ليقصدها المتعبد بخصوصها. فانه فانها هي العون على سائر انواع العبادة. اذ هو انه لا يعبد الا بمعونته. الله اكبر. نعم. لا يعبد الله عز وجل الا اذا اعان. واذا لم يعن لم يعبد العبد ولم يتقرب وبالمتقرب فلا حول ولا قوة الا به جل في علاه. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله وكلما وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته. لا شك ليس ثمة كمال للعبد الا ان يكون متحققا بالعبادة ومحققا لها. ولذا كان اكمل العباد نبينا صلى الله عليه وسلم لانه اكمل العباد عبودية له جل وعلا اما اني اخشاكم لله واعلمكم به هكذا قال صلى الله عليه وسلم اذا اذا اراد العبد تحصيل الكمال فليعلم انه ليس في شيء الا في العبودية. والعبودية درجات. كلما ارتقى الانسان فيها ارتقى في الكمال ومنزلته في الكمال بحسب ما يصل اليه من العبادة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه او ان الخروج عنها اكمل فهو من اجهل الخلق بل من اضلهم. بل هو كافر بالله سبحانه وتعالى من ظن انه يستغني عن عبادة الله لحال وصل اليها او منزلة ارتقى في زعمه اليها كما مر معناه لا شك ان هذا كفر باتفاق المسلمين. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله قال تعالى وقالوا اتقوا قال الرحمان ولدا سبحانه بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. الملائكة من ارفع خلق الله عز وجل مقاما ومنزلة ومع ذلك ما استغنوا عن عبادة الله. وما ابوا طاعته. ما قالوا نحن ارتقينا ووصلنا وبالتالي فنحن الواصلون فلا حاجة بنا الى عبادة الله كلا. بل قال الله سبحانه وتعالى عنهم وهم بامره عملون. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاه وعدهم عدا. وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. كذلك الشاهد فيه هذا السياق قوله ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا. هو عبد لله عز وجل شاء ام ابى اما بعبودية القهر فحسب. وهذه هي العبودية العامة. او بها وبلعبودية الاختيارية يعني العبودية الخاصة فالعبد لا فالمخلوق لا يخلو من العبودية بحال ولا ينفك عنها ولا ينفك عنها بحال فكيف يقال ان الانسان يمكن اذا ارتقى في الاحوال واليقين فانه بالتالي يخرج عن كونه عبدا لله يستغني عن عبادة الله ويترفع عن عبوديته لا شك ان هذا من اضل الكلام نعم احسن الله قال رحمه الله وقال تعالى في المسيح عليه السلام ان هو الا عبدا انعمنا عليه وجعلناه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. ومن المسيح عليه عليه الصلاة والسلام اليس من افضل الخلق؟ اليس احد اولي العزم الذين هم افظل البشر عليهم الصلاة والسلام؟ ومع ذلك يقول الله عز وجل عنه ان هو الا عبد ومعلوم عند جميع الناس ان العبودية لازمها طاعة السيد. لا يكون العبد عبدا الا وهو طائع لماذا؟ لسيده وملزوم بذلك وملزم بهذا الامر هؤلاء الذين يزعمون انهم صاروا صاروا اولياء واصلين. اين هم عن منزلة عليه الصلاة والسلام فانه مع ما وصل اليه من عبادة الله عز وجل وبلوغ مرتبة الرسالة ومع ذلك لم يخرج عن كونه عبدا لله نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عباده ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون. الله اكبر. انظر الى حال الملائكة. مع ما هم عليه من الايمان واليقين والمعرفة بالله سبحانه وتعالى هما ذلك ومع ذلك لا يزدادون الا طاعة لله عز وجل دون كلل ودون انقطاع في قوله تعالى ولا يستحسرون. فسرت هذه الكلمة بانهم لا ينقطعون ولا ايرجعون لا يرجعون عن هذه العبادة لله سبحانه وتعالى ولا ينقطعون عنها. وفسرت الكلمة بانهم لا يسأمون ولا اللون لا تصيبهم سآمة ولا كلل ولا ملل من عبادة الله سبحانه وتعالى. وهم ملائكة الذين وصفهم الله عز وجل بانهم عباد مكرمون. فكيف بمن دونهم؟ نعم. احسن اليكم قال رحمه الله وقال تعالى لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته فسيحشرهم اليه جميعا. فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله. واما الذين استنكفوا واستكبروا يعذبهم عذابا اليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا. وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وقال تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا القمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. فان استكبروا كالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون وقال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر ودون الجهر من القول بالغدو والاعصار ولا تكن من غافلين ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون. وهذا ونحوه مما فيه وصف اكابر الخلق بالعبادة وذم وذم وذم من خرج عن ذلك متعدد في القرآن. وقد اخبر انه ارسل جميع الرسل بذلك. هل تلاحظ ان المؤلف رحمه الله في هذا المقام فيما فيما اورد او ما سيورد تلاحظ انه ذكر اوجها متنوعة في الدلالة على بيان بطلان او الدلالة على بطلان ما قال به اولئك الضالون ان العبد يستغني عن عبادة الله ولا يكون مطالبا بالتكاليف الشرعية اذا اذا وصل الى مرحلة عالية من اه واليقين والمعرفة وما الى ذلك من هذه الترهات. تلاحظ انه اورد ادلة فيها اوصف اكابر عباد الله وساداتهم بالعبادة. وثانيا ادلة فيها ذم من خرج عن عبادة لا هو استكبر عنه وسيرد ثالثا ادلة فيها الامر بالعبادة. والدعوة اليها وان هذا عام لم يخرج عنه احد. فهذه انواع من الاستدلالات وغيرها ايضا جاء في النصوص. كلها تتوارد على بيان بطلان هذا القول الذي ذهب اليه اولئك المنحرفون. نعم. احسن الله اليكم قال الله وقد اخبر انه ارسل جميع الرسل بذلك فقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى لبني اسرائيل يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون واياي فاتقون. وقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وقال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وامرت لان اكون اول المسلمين قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه. وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء الى عبادة الله كقول نوح ومن بعده عليهم السلام في قوله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وفي المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي في وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعلت الذلة والصغار على من خالف امري. وقد بين ان عباده هم الذين ينجون ينجون من السيئات. قال الشيطان بما اغويتني قال الشيطان بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاويين وقال قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم مخلصين. وقال في حق يوسف عليه في حق يوسف عليه السلام كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. وقال سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين فقال انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون. انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. وبها وبها نعت كل من اصطفى من خلقه كقوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار انا اخلصناه بخالصة ذكرى الدار وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار وقوله واذكر عبادنا داوود ذا الايد واذكر عبدنا داوود ذا الايد انه وقال عن سليمان نعم العبد انه اواب. وعن ايوب نعم العبد وقال واذكر عبدنا ايوب اذ نادى ربه. وقال عن نوح عليه السلام ذرية ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا. وقال عن خاتم رسله سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وقال وانه لما قام عبد الله يدعوه وقال وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبد وقال فاوحى الى عبده ما اوحى وقال اين يشرب بها عباد الله؟ وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ومثل هذا كثير متعدد في القرآن. احسنت. هناك جملة من هذه الادلة ووجه الاستدلال بها قد مر بنا في اوائل هذا الكتاب لما بينا ان لما بين عفوا المؤلف رحمه الله وان عبادة الله سبحانه وتعالى اعظم مقام يتشرف به الانسان واشار الى ان الله سبحانه وتعالى وصف نبيه الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبادة في اشرف مقاماته عليه الصلاة والسلام ترجع الى تلك المواضع اه التذكر ما ذكر المؤلف رحمه الله والخلاصة منها هذا الفصل ان العبودية وصف لازم للمخلوق. وان ربوبية والالوهية وصف لازم للخالق سبحانه وتعالى. اما كون العبودية وصفا لازما للمخلوق فان العبودية لازمة لجميع المخلوقين وقوعا في العبودية العامة التي تكلمنا عنها وهي عبودية القهر. فالله عز وجل لا كل الخلق عبد له بهذه العبودية شاؤوا ام ابوا هذه هي العبودية الواقعة. كل الناس عبد لله عز وجل وقوعا هذا هو الواقع الذي لا يجحد ان جميع الخلق كل من سوى الله سبحانه وتعالى فهو عبد لله عز وجل بهذه العبودية العامة العبودية الكونية عبودية القهر. ووجوبا في العبودية الخاصة وهي العبودية الاختيارية وهي العبودية الشرعية. كل الناس عبد لله عز وجل لوجوبا ان يكون عبد ان يكونوا عبادا لله عز وجل بهذه العبودية يعني انه يجب على جميع الخلق ان يعبدوا الله سبحانه وتعالى بهذه العبودية. ومن امده الله بعونه وتوفيقه. فانه سيعبد الله عز وجل سيقع منه ذلك. ومن كان ممن حقت عليه كلمة العذاب فان الله سبحانه وتعالى سيمنعه من فضله عقوبة عدلة عقوبة من الله سبحانه وتعالى وهذا منه عدل تبارك وتعالى اما وصف الربوبية والالهية فان ذلك وصف لازم لله سبحانه وتعالى لا ينفك عنه لا ينفك عن ذاته العلية بحال. وهذا ما جمعه ربنا سبحانه وتعالى في قوله قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس. اسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد والهداية والرشاد كما اسأله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين