بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم رحمه الله تعالى في رسالة العبودية. فصل اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس يتفاضلون في هذا الباب تفاضلا عظيما وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان. وهم ينقسمون فيه الى عام وخاص وضروب. ولهذا ودروب ها؟ اي نعم. كل النسخ فيها هذه الكلمة كلمة ودروب حقيقة هذه الكلمة اظنها مقحمة في هذه النسخة. اولا رجعت الى بعض اه نسخ العبودية ومنها النسخة المودعة في مجموع الفتاوى وفي غيرها ايضا هذه الكلمة غير موجودة ثانيا شيخ الاسلام رحمه الله تكلم بكلام قريب من هذا وهو انقسام الناس الى عموم وخصوص او عامة وخاصة في مقامات الايمان. ذكر هذا في التحفة العراقية ولم يشر الى قسم ثالث. وامر ثالث وهو ان هذه الكلمة لا افهم لها معنى ها هنا الاقرب والله اعلم انها مقحمة وان الناس ينقسمون في هذا الباب الى عام وخاص. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهم ينقسمون فيه الى عام وخاص ولهذا كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم وخصوص وظروب وايضا ما ما لها محل هذي؟ فيما يبدو والعلم عند الله. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم وخصوص. ولهذا كان الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل. احسنت. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد عقد رحمه الله هذا الفصل بعد الكلام عن مخالفات وقعت عند بعض المنحرفين عن الصراط المستقيم ومن ذلك انهم قسموا المقامات الايمانية الى مقامات تصلح للعامة ولا تصلح للخاصة. ومقامات تصلح للفئتين. ولعلكم تذكرون ما بين شيخ الاسلام رحمه الله من بطلان القول بان التوكل والدعاء من قامات العامة. واما الخاصة فانهم ارفع من ذلك. فليس مقام الدعاء او مقام التوكل من شأنهم وبينا ان هذا من ابطل الباطل بل الدعاء والتوكل وهكذا الشأن في جميع المقامات الايمانية. انما تجد في النصوص وصف اهل الدرجات العلى في الايمان بها. فكيف يقال انها من مقامات العامة لا من مقاماتي الخاصة. انما الحق وهو هو ما اراد شيخ الاسلام بيانه هو ان انه ليس ثمة تفريق وفي المقامات الايمانية فبعضها للعامة وبعضها للخاصة. انما جميع المقامات يطالب بها جميع المسلمين الا انهم ينقسمون في القيام بها الى عامة وخاصة. فهمنا هذه ليس الانقسام في المقامات. انما الانقسام في السالكين فيها فمن الناس من يقوم بحق هذه المقامات على الوجه الكامل او ما يقاربه وهؤلاء هم الصفوة وهؤلاء هم الكمل. وهؤلاء هم الخاصة. وهناك من هو دونهم وهؤلاء ناقصون. هؤلاء هم العامة. ومثل المؤلف رحمه الله في كتابه التحفة العراقية لهذا بمقام التوكل فان الذين يتوكلون على الله سبحانه وتعالى في امور الدنيا في المأكل والمشرب وما الى ذلك قال هؤلاء توكلهم توكل العامة. اما الخاصة فانهم يزيدون على هذا بتوكلهم على الله سبحانه وتعالى في القيام بعبوديته. وهذا ارفع ما يكون من التوكل. واهله هم الكمل هم اهل الدرجات العلى في هذا المقام. وقس على هذا بقية المقامات. اذا ليس الانقسام فيه المقامات. انما الانقسام في ماذا؟ في السالكين فيها. واضح؟ هذا هو الذي اراد شيخ الاسلام رحمه الله بعد الكلام الطويل الذي مر بنا اراد رحمه الله ان يبينه في هذه النبذة قال رحمه الله اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس يتفاضلون في هذا الباب تفاضلا عظيما وهو تفاضل في حقيقة الايمان هذا هو الحق. تفاضل الناس في القيام بالعبادات راجع الى انه في ايمانهم وانقسام الناس في الايمان حق لا شك فيه. خطأ واي خطأ. ان ظن ان الناس في ايمانهم سواء كاسنان المشط كما يقول بعض الناس هذا ليس بصحيح بل الناس متفاوتون في ايمانهم تفاوتا عظيما. متفاوتون في قيامهم بما امر الله عز وجل به وجوبا او استحبابا متفاوتون تفاوتا كبيرا في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه ان ناس يعرضون عليه قال عرضت عرض علي الناس وعليهم قمص جمع قميص منها ما يبلغ سبحان الله العظيم. ثوب في غاية القصر. يلبسه الانسان فلا يبلغ الا هذا قدر يبلغ ماذا؟ السودية يعني الى ثديه ومنها ما دون ذلك يعني اقصر وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه ثوب يجره. قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين قال الدين اذا الناس في اديانهم وايمانهم متفاوتون وهم في الجملة على ثلاثة اقسام جمعها قول الله تعالى في سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم تصل ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. اذا الناس منهم من حاز درجة اصل الايمان ومنهم من ارتقى الى درجة كمال الايمان الواجب ومنهم من ارتقى الى درجة كمال الايمان المستحب وبالتالي فهم منقسمون الى مسلمين ومؤمنين ومحسنين وكذلك الشأن في القيام بالتوحيد. فالناس متفاوتون في توحيدهم. في قيامهم بلا اله الا الله بحقوقها وشروطها وقيودها فمن الناس من اكتفى بتحقيق اصل التوحيد وعنده من التوحيد القدر الذي خرج به من الكفر الى الاسلام. ومن الناس من حقق كمال التوحيد الواجب فاتى اضافة الى هذا بالواجبات وكف عن المنهيات ومنهم اهل الدرجات العلا من حقق كمال التوحيد المستحب. فاتى بما سبق وزاد عليه فعل المستحبات والكف عن المكروهات والمشتبهات وفضول المباحات. اذا هذا التفاوت في القيام مقامات الايمانية والتكاليف الشرعية راجع الى انهم اصلا في الايمان ماذا؟ متفاضلون. قال وهم ينقسمون فيه الى عام وخاص ولهذا كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم وخصوص. الذي يبدو والله اعلم ان مراد المؤلف رحمه الله في الجملة الاخيرة في قوله ولهذا كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم وخصوص ما يكون من افعال الله من افعال الرب جل وعلا التي تتعلق بهم فيها تفاوت فان كل من كان الى الله عز وجل اقرب فان الله سبحانه يتولاه بفضله وجوده ونصرته ورعايته. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وهذا الحسب وهذه الكفاية بحسب قيام التوكل في قلوب المتوكلين. كلما كان الانسان اقوم بالتكاليف والواجبات كلما كان الله سبحانه وتعالى متوليا له برعايته وحفظه وتوفيقه وربما يكون مراد المؤلف رحمه الله ان قيام التوحيد توحيد الله عز وجل في الربوبية متفاوت في نفوس هؤلاء السالكين الى الله سبحانه وتعالى. قال ولهذا كان الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل. دبيب النمل من اخفى الاشياء. والشرك في هذه الامة اخفى من ذلك الشرك شعب كثيرة. كما ان الايمان شعب كثيرة. الشرك منه الجلي ومنه الخفي منه الواضح ومنه الدقيق فهو بحر لا ساحل له يتنوع الى شرك يكون في الواردات القلبية وشرك يكون بالافعال البدنية وشرك يكون بالاقوال اللسانية الموفق من وفقه الله والمعصوم من قسم الله اذا كان الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل فان الخاصة كمل المؤمنين يتجردون من هذا الشرك يوفقهم الله سبحانه وتعالى فينجون منه كلما كان الانسان اعظم ايمانا وتوحيدا كلما كان ابعد عن الشرك. فهذان ضدان كلما اعني التوحيد في اصله والشرك في اصله ضدان لا يجتمعان لا يجتمع التوحيد واصل الشرك. يعني لا يجتمع اصل التوحيد مع الشرك الاكبر. فمتى وجد احدهما فلا وجود للاخرين لكن فروع الشرك ولكن فروع الشرك قد توجد مع اصل التوحيد. لكنها لا توجد مع اله لا كماله الواجب ولا كماله المستحب. المقصود ان كمل المؤمنين الذين سماهم المؤلف رحمه الله بالخاصة هؤلاء يتجردون من هذا الشرك لتفريغهم الله سبحانه وتعالى بالتوحيد. قلوبهم قد جذبت الى المولى سبحانه وتعالى منجذبة الى الله سبحانه وتعالى ايراداتهم وقصودهم وحركاتهم وسكناتهم كلها متوجهة الى الباري سبحانه وتعالى. فان يكون مع هذا الشرك منهم. هؤلاء يسلمون وبتوفيق الله عز وجل يخلصهم الله تبارك وتعالى جزاء على قيامهم بعبوديته. نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش ان اعطي رضي وان منع سخط. فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة. وذكر ما فيه دعاء وخبرا وهو قوله صلى الله عليه وسلم تعس وانتكس واذا فلنتقش والنقش اخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج به الشوك. وهذه حال من اذا اصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس فلا نال المطلوب ولا خلاص من المكروه وهذه حال من عبد المال. وقد وقد وصف ذلك بانه اذا اعطي رضي واذا منع سخط كما قال تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطى منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. فرضاهم من غير الله نعم فرضاهم فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله احسنت هذا حديث وينبغي للمسلم ان يقف عنده مليا يقول النبي صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة القطيفة التي اجلس عليها قال تعبت عبد الخميصة. التي تلبس. تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش ان اعطي رضي وان منع سخط. النبي صلى الله عليه وسلم سمى هذا عبدا للدينار والدرهم عبدا لما يجلس عليه. ولما يلبسه في بدنه وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم تنبيه بالادنى على الاعلى لان هذه من اقل الاموال فاذا استعبد الانسان لها فلا ان يكون عبدا لما فوقها من باب باولى الاصل في هذا الباب ان القلب يغرق فيما يستولي عليه من محبوب او مخوف. انتبه لهذا. الاصل في هذا الباب وهو الذي ينبغي ان يعلم ان القلب يغرق فيما يستولي عليه. سواء اكان محبوبا او كان مخوفا ولذا فالله سبحانه وتعالى قال عن الكفار بل قلوبهم في غمرة من هذا. فذرهم في غمرتهم حتى حين. لان قلوبهم قد استولى اعليها غير الله قد استولى عليها غير حب الله سبحانه وتعالى والاخلاص له والخوف منه. اذا القاعدة في هذا الباب ان كل من حب كل من احب شيئا الهاه عن طاعة الله او اوجب له البخل بما امر الله. فانه يكون قد وقع في شعبة من الشرك وعبودية لغير الله. انتبه لهذه القاعدة. وتأملها مليا. واحفظها عن ظهر قلب فان المقام مقام عظيم. كل من استولى عليه شيء الهاه عن طاعة الله عز وجل وشغله عن الاستجابة لامره. او كان سببا في ان يبخل بما اوجب الله سبحانه وتعالى عليه فليعلم انه وقع في شعبة من الشرك. وذهبت شعبة من العبودية في قلبه لغير الله عز وجل وهذا الذي اراده النبي صلى الله عليه وسلم. هذا عبد للدرهم. واقع في ذاك البحر الذي تكلمت امنع عنه وهو الشرك الذي فيه اشياء كثيرة خفية وفيه اشياء كثيرة جلية حتى ان الانسان ربما يكون قد وقع في الشرك بسبب درهم. نقود يسيرة او بسبب ثوب يلبسه يكون عبدا له. يكون خادما له. لا ان يكون الثوب هو الذي خدمه. فهذه من انواع الشرك الاصغر التي يقع فيها كثير من الناس لم؟ لان هذه الامور الهته عن طاعة الله حبه لها واستغراقه فيها واستيلاؤها عليه ادى الى ان تزاحم محبتها محبة الله سبحانه وتعالى. والى ان يقعد بحسب حاله بسبب ذلك عن طاعة الله عز وجل. فكان هذا نوعا من الشرك بالله سبحانه وتعالى كان هناك كانت هناك مشاركة وكانت هناك مزاحمة الواجب والاصل ان يكون القلب سالما لله سبحانه وتعالى. وهذا حقيقة الاسلام. فالاسلام ان يسلم قلبك لله عز وجل ان يسلم لله ويسلم عما سوى الله فيكون كما يكون بالله. هذا هو المسلم حقا. لكن هذا الذي صار عبدا للدرهم والدينار ثمة مزاحمة في قلبه فوقع في شعبة من الشرك. ولذا كانت المعاصي ذات خطر عظيم. فان التعلق بها والاستمراء عليها. وآآ المداومة والاصرار ثم ما ادبت بالعبد والعياذ بالله الى ان يتعلق قلب قلبه بها تعلق شركيا وربما ارتقى والعياذ بالله الى ان يقع في الشرك الاكبر. واذا كان السلف رحمهم الله يقولون المعاصي بريد الشرك يعني قد توصل الى الشرك الاكبر والتعلق بها تعلقا يصرف عن طاعة الله سبحانه تعالى شرك اصغر اذا هذا المقام مقام عظيم. لا ينجو منه الا من حقق التوحيد. الا من عظم تعظيمه لله سبحانه وتعالى وكملت محبته له وكمل خوفه منه ورجاءه فيه تبارك وتعالى اذا هذا الحديث ينبغي ان يضعه المسلم نصب عينيه وان يفتش في نفسه ربما يكون واقعا في بحر من الشرك دون ان يشعر والله المستعان. والنبي صلى الله عليه وسلم لما حال هذا الانسان دعا عليه وما احقه بذلك قال تعس وانتكس اصابته التعاسة والشقاء وانتكس الانتكاس هو السقوط. كلما يقوم الانسان يسقط او يسقط على وجهه. هذا هو الانتكاس وهذا دعاء عليه بالهلاك وعدم الفلاح. قال واذا شيك فلا انتقش. اذا نزلت به المصيبة لا زالت عنه. فلا يزال يتخبط في المصائب. والمصائب كالرجل الذي تصيبه شوكة تؤلمه ولا يمكنه ان يزيلها لا يمكنه ان يستعمل المنقاش فيزيلها فلا لا يزال في المتاعب ولا يزال في المصاعب. اذا السعادة والتوفيق والهداية والنور مكفولة لمن سلم قلبه لربه فوحده واطاعه وانصرف عما يضاد ذلك. واذا زلت به القدم طخة اسرع بالتوبة واسرع بالاوبة. ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون هكذا اهل التوحيد والايمان. اما استمراء المعاصي واستيلاؤها على القلب. حتى تكون سمته انه لا يفكر الا فيها. ولا يرضيه الا هي. ولا يسخطه الا فقدها فليعلم انه ربما يكون عبدا لها. وعلامة ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اعطي رضي واذا منع ذلك فانه يسخط يسخط على الله سبحانه وتعالى في قدره وربما فاه بما فيه سوء ادب سوء ادب مع الله سبحانه وتعالى. فهذه علامة عبودية قلبه لهذه الامور والعياذ بالله وربما تكون عبوديته لما هو اعظم والبلية بهذا اكبر واكبر اذا كان من تعلق بثوب يلبسه ربما يكون عبدا له ربما يكون قد وقع في الشرك بسبب ذلك فما بالك بمن تعلقت نفسه صورة من الصور يعشق عشقا محرما او تعلقت نفسه وقلبه برئاسة ومنصب. وهذه امور تستولي على القلوب والعياذ بالله. ولذا من طالع التاريخ وجد ان دماء كثيرة قد سالت بسبب تعلق القلوب بماذا هذه المناصب وهذه الرئاسات وهذه الكراسي والعروش اذا ربما يكون الانسان عبدا لذلك والعياذ بالله قال رحمه الله فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله اذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم او وصف النبي صلى الله عليه وسلم من كانت هذه حاله بانه عبد لتلك الاشياء لانه لا يرضيه الا وجودها ولا يسخطه الا فقدها. اذا ما كان لا يرضيه الا حصوله ولا يسخطه الا فقده ما كان بهذه المثابة فان صاحبة تلك الحال عبد له والعياذ بالله. وما هذه الا امثلة والصور كثيرة والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة او بصورة ونحو ذلك من اهواء نفسه ان حصل ان حصل له ورضي وان لم يحصل له سخط فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له. اذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستبعده فهو عبده. فما استرق القلب فما استرق فما استرق القلب واستعبده فهو عبده. ولهذا يقال. احسنت ما احسن هذه الكلمة الرق والعبودية في الحقيقة رق القلب وعبوديته. وتفريعا على هذا فما استرق القلب اعبده فهو عبده هذا الذي استرق قلبه صار عبدا لهذا الشيء الحرية الحقيقية حرية القلب عما سوى الله سبحانه وتعالى وما سوى ذلك فانها اغلال ثقيلة واسر شديد. الناس اليوم يلهجون كثيرا بكلمة الحرية يذكرونها في كل مقام ويشيدون بها وهي كلمة حسنة تطرب لها الاسماع والنفوس لكن المشكلة حقا هو في توصيفها. ما كيفيتها؟ ما حقيقتها؟ وهذا مقام اخطأ فيه كثير من وربما اكثرهم الحق الذي لا شك فيه ان الحرية الحقة الحرية الصادقة لا الكاذبة هي حرية القلب عما سوى الله سبحانه وتعالى. هي ان يتجرد القلب عما سوى الله رضى الله بحبه وخوفه ورجائه. عبودية الله هي الحرية الصادقة وما سواها فحرية كاذبة. والانسان عبد شاء ام ابى. العبودية وصف ملازم له كما ذكرنا وعليه فهو ان لم يكن عبدا لله اختيارا اذا لم يكن عبدا لله عبودية الدين الايمان فانه سيكون عبدا لغير الله ولابد. والله لا ينفك من ذلك. وما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله هربوا من الرق الذي خلقوا له فبولوا برق فبولوا برق النفس والشيطان. ما احسن هذا البيت! حتى ان شيخنا ابن عثيمين رحمه الله كان يقول ان هذا البيت حقه ان يكتب بماء الذهب من احسن ما يكون ومن اجمل ما يكون من المعاني هؤلاء الذين يتشدقون بالحرية الواقع انهم ارتكسوا في غاية الرق والعبودية لكنها عبودية ساقطة عبودية خزي وتعاسة والعياذ بالله هربوا من الرق الذي خلقوا له وهو عبودية الله سبحانه وتعالى فالنتيجة انهم صاروا رقيقا للنفوس والاهواء والشياطين اذا الحرية الحقيقية حرية القلب. يتحرر عن الخرافة. يتحرر عن الشرك. يتحرر عن التعلق بغير الله عز وجل قلبه سليم. قلبه طاهر قلبه نظيف. ما فيه اوساخ ولا فيه ادران ولا فيه اوحال ولا فيه تلك النكات السوداء التي يظلم لها القلب قلب مضيء اضاء بالتوحيد والاستسلام لله سبحانه وتعالى. اذا الاستسلام لله سبحانه وتعالى هو الحرية الحقيقية ومن لم يكن كذلك فليعلم انه واقع في الرق شعر او لم يشعر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا يقال العبد حر ما قنع والحر عبد ما طمع نعم هذه كلمة حسنة والعلماء يذكرونها على انها نثر تارة وعلى انها شعر تارة وتصلح للامرين يمكن ان تكون نثرا مسجوعا ويمكن ان تكون بيت شعر ونسبت او نسب هذا البيت وبيت اخر الى الشافعي رحمه الله فبعده فاقنع ولا تطمع يجوز ان تقول قنع وقنع فاقنع ولا تطمع فلا شيء يشين سوى الطمع فلا شيء يشين سوى الطمع. المقصود المقصود ان من كان في الاحكام آآ الدنيوية عبدا رقيقا لكنه قنوع فالحق انه حر ومن كان حرا في الاحكام لكنه مصاب بداء الطمع فالحق ان هذا هو الرقيق هو العبد والطمع هو الرجاء في الشيء كما مر بنا في الكلام عن هذا في الاصول الثلاثة نزوع النفس الى الشيء وميلها اليه ربما تكون هناك رغبة جامحة اليه هذا الذي يسمى طمعا والطمع على ضربين طمع ممدوح وطمع مذموم اما الطمع الممدوح فهو الطمع فيما عند الله سبحانه وتعالى وهو بمعنى الرجاء ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا. اذا هذا ماذا طمع ممدوح فهناك طمع مذموم وهو الطمع فيما في ايدي الناس الذي عند الناس اذا تعلقت القلوب به ومالت اليه فان من كانت هذه حاله فانه يكون مذموما كما سيأتي الكلام عن هذا قريبا ان شاء الله احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال القائل اطعت مطامعي فاستعبدتني ولو اني قنعت لكنت حرا ما احسن هذا وهو يؤكد ما سبق ان من كان اسيرا لمطامعه فان الحق انه صار رقيقا ذليلا رأيت مخيلة فطمعت فيها وفي الطمع المذل وفي الطمع المذلة للرقاب. من كان طامعا فليبشر بالذلة والمهانة ان كان طمعه فيما عند الناس وميله الى ذلك فليبشر بالذلة والمهانة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويقال الطمع غل في العنق قيد في الرجل فاذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل. نعم قال بعضهم اخرج الطمع من فيك يحل القيد من رجليك اذا زال طمعك الذي يستولي على قلبك ويسري الى لسانك انه بالتالي ستكون حرا طليقا لا يستعبدك شيء. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ويروى عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال الطمع فقر واليأس غنى وان احدكم اذا يأس من شيء استغنى عنه. وهذا امر يجده الانسان من نفسه فان الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع فيه فلا يبقى قلبه فقيرا اليه ولا الى من يفعله. نعم. الطمع فيما عند الناس كما قال عمر رضي الله عنه فقر صاحبه لا يبوء الا بخيبة. ولذا قال بعض الادباء لو قيل للطمع من ابوك لقال الشك في المقدور فقال ماذا؟ الشك في المقدور عنده شك في ماذا؟ في القدر ايمانه بالقدر ايمان ضعيف ولو قيل له ما حرفتك لقال اكتساب المهانة لقال ماذا؟ اكتساب المهانة لانه اذا طمع تذلل للناس فكان مهينا غير عزيز ولو قيل له ما غايتك لقال الحرمان النتيجة انه سيكون ماذا؟ محروما. النتيجة انه سيكون محروما. علق قلبه بغير الله سبحانه وتعالى فكانت الخيبة وكان الحرمان. ولو علق قلبه بالله سبحانه وتعالى لجاءته السعادة والتوفيق من كل باب قال الطمع فقر واليأس غنى. اليأس في هذا المقام هو اليأس مما في ايدي الناس وهذا الذي يعبر عنه بغنى النفس او يعبر عنه بالقناعة القانع والقانع هو الذي لا يلتفت الى ما عند الناس. ويرضى بالمقسوم له. هذا هو القانع. ولذلك دائما تجده عزيزا ودائما تجده مترفعا ودائما تجده لا حاجة للناس اليه. وتجده موفقا ايضا ويأتيه رزقه من حيث لا يحتسب. ولذا قال بعضهم اذا كان الطمع هلاكا كان اليأس ادراكا اذا كان الطمع هلاكا يهلك صاحبه لانه يكون قد ذل لغير الله وظلم نفسه فاراق ماء وجهه ورضي باخس الحالتين ان تكون يده هي اليد السفلى لا اليد العليا فان اليأس مما في ايدي الناس في حقيقته هو الادراك. وسينال ما قسم له ما كتب الله عز وجل له فانه سيناله قال الطمع فقر واليأس غنى. وان احدكم اذا يأس من شيء استغنى عنه. والذي ييأس مما في ايدي الناس يستغني عنهم تدرك يدرك حاجته ويبقي مكانته ومهابته في نفوس الناس. والعكس بالعكس اعجبتني كلمة قالها بعض اهل العلم قالوا افضل الاعمال حلم عند غضب وقناعة عند طمع اذا استشرفت النفوس او اذا استشرفت النفس الى ما عند الناس فمن وفق فقمع هذا التطلع بالسيف اليأس والقناعة فانه يكون قد نال اعلى الدرجات والموفق من وفقه الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا امر يجده الانسان من نفسه فان الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع فيه فلا يبقى قلبه فقيرا اليه ولا الى من يفعله. انما يكون عزيزا قالوا عش قانعا تكن ملكا عش قنيعا تكن ملكا. ليس لاحد عليك منا. ولا احد ينالك منه مكروه او اهانة انما انت الرفيع. حاجة الناس اليك وليست حاجتك اليهم اي عز اعز من ذلك؟ وهل عز اعز من القناعة لا والله ما ما هناك شيء بعد عبودية الله سبحانه وتعالى والتقرب له. من الترفع عما في ايدي الناس. هذا اعظم العز. اذا هناك امور تدعو العبد الى ان يكون قنوعا مترفعا عما في ايدي الناس. لا يلتفت اليهم ولا الى ما في ايديهم. وبالتالي يكون له وتكون له الرفعة اولا تحقيق التوحيد. كل من كان اعظم توحيد اعظم تحقيقا للتوحيد. كلما كان انا ابعد عن الطمع وكلما كان اكثر قناعة وغنا. لانه اذا عظم تعظيمه لله لم يكبر في عينه احد بل صار ينظر الى الناس على حد قول الشاعر وكل الذي فوق التراب تراب وكذلك اذا كملت محبته لله عز وجل قلت المحبوبات في قلبه وبالتالي فانه لا يميل ذات لا يميل ذات اليمين ولا ذات الشمال انما قلبه معلق بمن في السماء سبحانه وتعالى الامر الثاني مما يورث القناعة والبعد عن الطمع وما ينتجه من المذلة والمهانة مما يورث ذلك التوكل على الله سبحانه وتعالى. كلما كان توكلك على الله اعظم ثقتك به اكبر واعتمادك عليه اشد كلما زال عن قلبك اي التفات للمخلوقين الامر الثالث مما يحقق هذا المقام مقام القناعة الترفع عن الطمع والاسفاف مما يحقق ذلك الايمان بالقدر. كلما كنت اشد تحقيقا للايمان بالقدر كلما كنت اكثر قناعة لانك تعلم ان رزقك بيد الله سبحانه وفي السماء رزقكم وما توعدون. وبالتالي لاي شيء يطلب الانسان ما عند الخلق. وما قدر له سيأتيه. اذا لا حاجة له الى ان يتذلل لهؤلاء الذين يطمع الى ما في ايديهم الامر الرابع مما يكسب القناعة ويزيل الطمع الزهد في الدنيا ومعرفة حقيقتها والزهد هو ترك كل ما لا يعين على امر الاخرة كل ما لا يكون سببا في القرب الى الله سبحانه وتعالى. والنجاة في الدار الاخرة فان تركه زهد مشروع. فان ترك اهو زهد مشروع. وهذا انما يصل اليه من استولى على قلبه الايمان بما الله سبحانه وتعالى للمؤمنين في الدار الاخرة وكذلك الذي يعرف حقيقة الدنيا وان الدنيا وسراب وانها دقائق معدودة هي في عمر الاخرة كثواني وبالتالي فان ما فيها انما هي زخارف عن قريب ستظمحل وما ثمة الا تمتع باشياء قليلة الفائدة ولذا الانسان يعيش بكسرة خبز وشربة ماء فالنتيجة من جهة الشبع بينه وبين من يأكل افخر المأكولات واحدة. طعام كطعام لكن هذا يلتد في هذه المسافة فقط هذه المسافة من دخوله الى وصوله الى هنا. ثم بعد ذلك الطعامان سواء ما في فرق هذا يحصل الشبع وهذا يحصل الشبع. انما السعيد من كانت نفسه تطمح الى الدار الاخرة الى دار البقاء الى النعيم المقيم. اذا هذه اسباب تدعو الى تحصيل القناعة وزوال الطمع وعدم الاستشراف الى ما عند الناس والموفق من وفقه الله. هذا المقام يا اخوتاه انما ينال بتوفيق من الله. فاطلب الله سبحانه وتعالى وسله ان ان يبلغك اياه الله سبحانه وتعالى شكور. والله سبحانه وتعالى كريم. جاهد نفسك ان تستغني ومن يستغني يغنه الله. جاهد نفسك على ان تتعفف ومن يتعفف يعفه الله سبحانه وتعالى وبذلك يرتقي الانسان وينال المراتب العلا اسأل الله عز وجل ان يعيننا على انفسنا وان يعيذنا من شرور انفسنا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واما اذا طمع في امر من الامور ورجاه فان قلبه يتعلق فيصير فقيرا الى حصوله والى من يظن انه سبب في حصوله. وهذا في المال والجاهي والصور وغير ذلك. قال الخليل صلى الله عليه وسلم. نعم. اذا طمع فالنتيجة انه سيذل يذل للشيء الذي يطمع فيه اذا كان يطمع في المال فسيذل له وسيذل لمن بيده المال كذلك اذا طمع في صورة مستحسنة طمع في معشوق عشقه محرم او عشقه مباح كزوجة لكنه يصرف عن طاعة الله ويلهي عن تحقيق العبودية له فانه سيكون ذليلا لهذا الذي قد عشقه وبالتالي سيكون خضوعه لغير الله سبحانه وتعالى من قل قنوعه كثر خضوعه من قل قنوعه قناعته قليلة فانه سيعظم خضوعه لغير الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال الخليل صلى الله عليه وسلم فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. فالعبد لابد له من رزق فهو يحتاج الى ذلك فاذا فاذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا اليه واذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا اليه ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الاصل وانما ابيحت للضرورة. نعم العبد لابد له من رزق فهو يحتاج الى ذلك ولكن من اين يطلبه هل يطلبه ممن في السماء سبحانه وتعالى بالتالي يكون فقيرا اليه غنيا عما عمن سواه او يطلبه ممن في الارض يطلبه من الناس وبالتالي يكون فقيرا لهم ذليلا لهم كلما طلبت من انسان شيئا خذه من حيث الاصل كلما طلبت من انسان شيئا فان شعبة من الذل ستصاحبك وبالتالي من استغنى بالله سبحانه وتعالى يأبى ان يكون ذليلا لغير الله سبحانه وتعالى فالرجاء ينبغي ان يكون في الله والرغبة يجب ان تكون اليه قال فابتغوا قال الخليل صلى الله عليه وسلم فابتغوا عند الله الرزق ما قال فابتغوا الرزق عند الله قلنا تقديم المعمول على العامل يفيد الحصر والتخصيص يعني ابتغوا الرزق عند الله ولا تبتغوه عند غيره قال ولد كانت مسألة المخلوق محرمة في الاصل الاصل ان السؤال يجب ان يتوجه لله وان يكون الطلب اليه. قال صلى الله عليه وسلم اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. قال الله جل وعلا فاذا فرغت فانصب والى ربك لا الى غيره تقديم المعمول على عامله والى ربك فارغب والى ربك فارغب وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. راغبون الى الله لا الى غيره سبحانه وتعالى. اذا الرغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى تكسب التعفف عما في ايدي الناس هذا العفيف فليبشر بالخير بغنى الدنيا والرفعة والعز والكرامة والجنة فان النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم لما ذكر اهل الجنة الثلاثة قال عليه الصلاة والسلام وعفيف متعفف ذو عيال رجل عنده عيال يعني فقير حالته ضعيفة ومع ذلك وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بانه ماذا؟ عفيف متعفف يعني يبالغ في مجاهدة نفسه على التعفف عما في ايدي الناس والاستغناء عنهم ونتيجة ذلك ان يكون في ماذا ان يكون في الجنة وان ينعم الله سبحانه وتعالى عليه بان يكون من اهلها اذا هذا هو الاصل ان تكون مسألة العبد لله سبحانه وتعالى اما مسألة غيره فان فيها فان فيها مفاسد ثلاثة مسألة غير الله سبحانه وتعالى. الاصل انها او انه يترتب عليها ثلاث مفاسد وقد افاض في بيانها ابن القيم رحمه الله في المدارج وكذلك شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد الاول من مجموع الفتاوى اولا ان افتقاره الى المخلوق وتذلله له فيه هضم لحق التوحيد فالتوحيد يقتضي ان يكون افتقارك الى الله سبحانه وتعالى وهذا الذي افتقر الى المخلوق ومد يده اليه فانه يكون قد ذهبت شعبة من الذل والخضوع والافتقار لغير الله عز وجل وهذا نقص في حق التوحيد ثانيا في الافتقار الى المخلوق الظلم للنفس فان هذا الذي افتقر لغير الله سبحانه وتعالى الحق انه قد ظلمها والظلم وضع الشيء في غير موضعه الاصل انك عبد لله فصارت فيك مذلة وعبودية لغير الله ظلمتها ارقت ما وجهك ورضيت لنفسك بالحالة الخسيسة المهينة وهي ان تكون يدك السفلى لا العليا والمؤمن مطالب ان تكون يده العليا لا السفلى العليا هي الدافعة المعطية والسفلى هي الاخذة ثالثا ان فيها ظلما للغير ظلم للمفتقر اليه فانك بسؤالك هذا المخلوق قد اوقعته او ربما تكون قد اوقعته في احد امرين اما مشقة البذل او لؤم المنع اما تكون قد اوقعته في ماذا؟ في مشقة البذل. فانه ربما اعطاك ما لا يحب وما يشق عليه ماذا اعطاؤه فاوقعته في حرج او استدعيته الى ان يمنعك وهذا فيه ما فيه من اللؤم وفيه ما فيه من ضعف المروءة وانت السبب في ان اوقعته في ذلك. اذا هذه مفاسد ثلاث للافتقار للمخلوق وسؤاله على ان هذا المقام فيه تفصيل نحن الذي قررناه من كلام شيخ الاسلام رحمه الله وهو الحق ان شاء الله في هذا الباب نتكلم عن ماذا؟ عن الاصل الاصل ان تكون المسألة لله والرغبة الى الله وثمة استثناء عن هذا سؤال المخلوق تعتريه احكام مختلفة اذا جئنا الى التفصيل واذا جئنا الى التدقيق واذا جئنا الى التحقيق قد يكون سؤال المخلوق شركا قد يكون سؤال المخلوق محرما قد يكون سؤال المخلوق مباحا قد يكون سؤال المخلوق مستحب وقد يكون سؤال المخلوق واجبا وهذا ما سنتكلم عنه ان شاء الله في الدرس القادم في الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى كنت اود ان ننهي الكلام عن هذه المسألة ولكن اخشى ان الوقت لا يسعفنا نكمل ولا نقف ما رأيكم نكمل طيب اذكرها على وجه الايجاز ونفصل ان شاء الله بعد ذكر كلام شيخ الاسلام والادلة التي استدل بها نتكلم عنها في الدرس القادم ان شاء الله. قلنا يا مشايخ ويا اخوتاه ويا ايها الاحباب ان سؤال المخلوق تعتوره احكام مختلفة. اولا ان يكون السؤال شركيا. وهذا تكلمنا عليه مرارا هذا القسم يرجع الى ثلاث احوال. اولا سؤال المخلوق الميت ثانيا سؤال الحي المخلوق الحي الغائب ثالثا سؤال المخلوق الحي الحاضر فيما لا يقدر عليه الا الله. اذا هذا سؤال ماذا؟ شركي ثانيا السؤال المحرم وهذا السؤال يرجع الى السؤال لغير حاجة او ضرورة او يعني هذه الحالة الثانية ان يكون مع القدرة على الاكتساب والاستغناء اذا السؤال المحرم يتفرع الى حالتين اولا ان يسأل الانسان من غير ضرورة او حاجة عنده ما يكفيه وليست به حاجة فضلا عن ضرورة ومع ذلك يتكفف الناس ومع ذلك يسأل ويطلب يمد ايديه اليهم يقف على الابواب يقوم بعد الصلوات ويسأل الناس وعنده ما يكفيه. السؤال في حق هذا محرم بالاجماع اجمع العلماء على ان سؤال المخلوقين مع الغنى محرم او ان يكون عنده قدرة على ان يحترف وان يتكسب فيستغني هو محتاج نعم محتاج فقير لكنه شاب قادر على العمل والابواب متاحة واذا اكتسب يستغني بتوفيق الله سبحانه وتعالى اذا هذا سؤاله ماذا في حقه محرم اذا السؤال المحرم يتفرع الى هاتين الحالتين ثالثا السؤال المباح وهذا له قيدان اولا ان يكون السؤال عن حاجة ثانيا ان يكون السؤال من غير قادر على الاستغناء انتبه ان يكون ثمة حاجة والحاجة حالة يكون صاحبها في مشقة وضيق. نعم لم يصل الى حد الهلاك لكنه في ضيق شديد وفي حرج وفي كربة هذا يختلف باختلاف الاحوال واختلاف الاشخاص واختلاف الازمان. من كانت حاله كذلك عنده فقر وعنده مسكنة وعنده عيال وعنده ديون ولا يجد ما يكفيه عنده اولاد وعنده مصاريف والامر الثاني انه غير قادر على الاكتساب او انه اذا اكتسب وعمل فانه لا يجد ما يكفيه السؤال في حق هذا مباح وعلى هذا ادلة تتكلم عنها فيما بعد ان شاء الله. هذه الحالة الاولى. الحالة الثانية ان يسأل الانسان ما له فيه حق ان يسأل شيئا له فيه حق هذا خارج عن ماذا عن المسألة الممنوعة هذا مباح ويتفرع هذا الى صور كثيرة منها ان يسأل صاحب المال دينه ثانيا ان يسأل صاحب الوديعة وديعته ثالثا ان يسأل من له حق في بيت المال حقه. رابعا ان يسأل الاجير اجرته. هذه سائل وما اليها من كان اه وجبت له على غيره نفقة كزوج او ولد كونه يسأل النفقة على اه من الاب او ما الى ذلك كل ذلك يرجع الى السؤال المباحة ولا يدخل في ولا يدخل في ادلة الذم التي سنتكلم عنها ان شاء الله. الحال الرابعة هي السؤال الواجب عجيب ايكون السؤال للمخلوق واجبا الجواب نعم في حال الضرورة الملجئة يعني في حال الاشراف على الهلاك لو لم يطلب كسرة الخبز فانه سيموت نقول ها هنا واجب عليه ان يسأل بقوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما في ادلة اخرى وهذا قول الجمهور من اهل العلم وهو والراجح ان شاء الله رواية عن احمد وذا ذهب اليها بعض اهل العلم انه لا يجب عليه حتى في هذه الحال لا يجب عليه ولو صبر واستعف فمات فانه غير اثم لكن الاقرب والله تعالى اعلم ان ذلك في حقه واجب ان ذلك في حقه واجب ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة. وهذا ان لم يكن في حكم الميتة فلا شك انه اهون منها. ومع ذلك فالاكل من الميتة عند المخمصة الشديدة واجب في حق الانسان اذا كان لا يحفظ مهجته وحياته الا بالاكل من الميتة فان الاكل من الميتة في تلك الحال واجبة عليه وهذا ان لم يكن مثلها فلا شك انه اهون لا شك انه اهون طيب الحال الخامسة ان يكون السؤال للمخلوق مستحبا وذلك ان يسأل المخلوق للغير لا للنفس ان تسأل لغيرك لا لنفسك هذا في حقك ماذا مستحب والنبي صلى الله عليه وسلم جاء جاء عنه هذا من قوله وفعله في غير ما حديث وبالتالي اذا كنت تعلم في اخيك فقرا او حاجة فذهبت تسأل له تقول يا اخوان اخونا فلان محتاج اعطوه تصدقوا عليه وما الى ذلك من هذا الكلام فهذا سؤال ها للغير لا للنفس كل ما سبق يتعلق بماذا سؤال النفس وهذا سؤال للغير والراجح من قولي اهل العلم وعليه اكثر العلماء انه مستحب فقال بعضهم انه مباح وقال بعضهم انه مكروه. وهي ثلاث روايات عن الامام احمد رحمه الله لكن الراجح والله تعالى اعلم هو القول الاول بقيت ها هنا رعاكم الله تنبيهات. اولا سؤال الشيء اليسير عادة الشيء اليسير الذي يتسامح فيه الناس عادة خارج عن حد السؤال المذموم. يعني سؤال الانسان شربة ماء استسقى ماء او سؤال الانسان شسع نعل او سؤاله سواكا او ما الى ذلك من هذه الامور اليسيرة. هذا الصحيح انه ماذا؟ مباح وغير داخل في السؤال المذموم وجاء عن الامام احمد رحمه الله انه سئل عن رجل يكاد ان يهلكه العطش ولا يستسقي تورعا فقال رحمه الله هذا احمق قال ماذا قال هذا احمق وعن احمد رحمه الله رواية اخرى في هذا. ايضا الاقتراض هل الاقتراض حينما اتيك يا اخي؟ فقل يا اخي اريد دينا ها ادمني اقرضني سلفني الى شهر الى سنة. هل داخل في السؤال المذموم الصحيح انه ليس داخلا في السؤال المذموم. وهذا الذي عليه جمهور اهل العلم وهو الصواب فالاقتراظ فيه شبه بالبيع من جهة ان فيه ماذا معاوضة انا ساخذ منك يا عبد الله ثم ثم ارجعه اليك فليس فيه ذل ولذا فان النبي صلى الله عليه وسلم اقترض ولذا اصحابه رضي الله عنهم اقترضوا. اذا ليس في هذا ذل وافتقار وليس داخلا في حد السؤال المذموم ايظا وهو امر ثالث طلب العارية الاستعارة اعرني يا ابا عمر كتابك هذه الليلة اقرأ فيه هل هذا سؤال مذموم؟ الجواب لا. ليس سؤالا مذموما وليس فيه فقر وافتقار وتذلل لان فيه ماذا؟ معاوظة. انا ساخذ ثم ارد ولد النبي صلى الله عليه وسلم استعار استعار ادرعا من من صفوان رضي الله عنه اليس كذلك؟ اذا الاستعارة ليست داخلة في ماذا في السؤال المذموم هذا التنبيه رقم ثلاثة التنبيه الرابع سؤال العلم ليس داخلا في السؤال المذموم بل مأمور به لقوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ولقوله صلى الله عليه وسلم هلا سألوا اذ لم اعلموا انما شفاء العي السؤال. سؤال العلم يتنوع بين كونه واجبا او مستحبا بحسب حال السؤال او حال السائل ايضا مما يتعلق بهذا المقام وهو الامر الخامس ان سؤال من لا تلحق من لا يلحق الذلة عفوا من لا تلحق السائل ذلة بسببه ليس داخلا في السؤال المذموم بمعنى اذا كان الذي تسأله ليس ثمة ذلة تقع عليك بسؤاله فان هذا ليس سؤالا مذموما كسؤال الاب لابنه او سؤال الابن لابيه او سؤال احد الزوجين للاخر او سؤال احد الاخوين او سؤال الصديق لصديقه مثل هذا السؤال لا حرج فيه مثل هذا السؤال لا حرج فيه. لان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فاذا كان الانسان العلاقة بينه وبين اخيه في في القمة ولو سأله شيئا فانه لا يعد ماذا والله قلمك يا عبد الله جميل اعطني اياه ومثل هذا جرت العادة وجرى العرف انه ان كان بين هذين الاثنين بهذه المثابة من الاخوة والصداقة او بين زوجين مثلا هذا ليس فيه ماذا ليس فيه اراقة مجد ماء وجهك لهذا الانسان فان هذا ماذا ليس داخلا في السؤال المذموم. ولاجل هذا جاز للانسان ان يطلب من من اهله من زوجه وجاز للزوجة ان تطلب ولا حرج في هذا. النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها ناوليني الخمرة. فالنبي صلى الله عليه وسلم سأل وطلب لان مثل هذا لا لا ذل فيه ولا ولا افتقار للمخلوق. اذا هذه تنبيهات خمسة ينبغي ان تلاحظ في مقام السؤال اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين