بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم رحمه الله تعالى في رسالة العبودية ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الاصل وانما ابيحت للضرورة. وقد ورد في النهي عنها احاديث ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد كانت المسألة التي وقفنا عندها في الدرس الاخير تتعلق بموضوع مسألة المخلوق وان الاصل في هذا الباب المنع الجواز استثناء من هذا الاصل. ولاحظ ان البحث ها هنا بحث في امر ممنوع وحالات تستثنى. اذا لابد من فقه هذا الباب على وجهه وقد فصل في الدرس الماظي في هذا الموضوع وتبين لنا ان المسألة للمخلوق تنقسم الى اقسام وهذا التقسيم راجع الى حكم المسألة فقد تكون المسألة للمخلوق شركا وقد تكون امرا محرما وقد تكون امرا جائزا وقد تكون امرا واجبا وقد تكون امرا مستحبا استثناءات وتنبيهات تتعلق بهذا الموضوع مضى الكلام فيها. وتبين لنا ايضا ان مسألة المخلوق تتضمن ثلاث مفاسد الاولى من جهة هضم حق توحيد فان سؤال المخلوق فيه افتقار لغير الله عز وجل وهذا طرف من الشرك والامر الثاني ان فيه اذية للمسئول وتعريضا له الى مشقة البذل او لؤم المنع. والامر الثالث ان في ذلك اذية للنفس وظلما لها. فان فيها اذلالا للنفس وليس للمسلم ان يذل نفسه ولا شك ان سؤال المخلوق فيه من اراقة ماء الوجه التذلل لمن هو مخلوق مثل السائل. فيه ما فيه من ذلك. فكان اجتناب ذلك من تحقيق التوحيد من تحقيق التوحيد ان يتجنب المسلم مسألة المخلوق ما امكن والله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد ورد في النهي عنها احاديث كثيرة في الصحاح والسنن والمسانيد كقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال المسألة باحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. هذا حديث في الصحيحين وفيه زجر عن سؤال المخلوقين والاكثار من ذلك وان هذا قد يورد صاحب هذه الحال يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. وجهه عظم جمجمة دون ان يكون فيها مزعة لحم ولا شك ان هذه حال لا ينبغي للمسلم ان يصل اليها ويعرض نفسه الى هذه الحال. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا او او خموسا او كدوسا في وجهه. الله المستعان. نعم. وقوله صلى الله عليه وسلم لا لا تحل المسألة الا لذي غرم تصنيع او دم موجع او فقر مدقع. وهذا المعنى في الصحيح. نعم. النبي صلى الله عليه وسلم بينها هنا ان المسألة وواضح من الحديث ان المسألة ها هنا للمال مسألة الاموال التي في ايدي الناس اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تحل الا لثلاثة اصناف الاول قال لذي غرم مفظع الغرم الدين يعني الرجل الذي تحمل ديونا شديدة وعجز عن السداد فان هذا ممن تحل له المسألة قال او دم موجع. هذا الذي يتحمل حمالة لاجل حقن والاصلاح بين الناس يتحمل الديات اذا وقعت مقتلة بين حيين او طائفتين او قبيلتين فان بعض اهل الخير يأتي لاجل تسكين هذه الثارات واصلاح ذات البين فيتحمل ديات المقتولين حتى تعود المياه الى مجاريها ثم يعجز بعد ذلك عن اداء هذا الذي تحمله فانه ممن تحل له المسألة. قال او فقر مدقع بلغ به الفقر الى الغاية. لا يجد شيئا. مما يحتاجه في نفسه او من يعول فهؤلاء الثلاثة النبي صلى الله عليه وسلم اباح لهم ان يسألوا ما في ايدي الناس دون ان يكون هناك الحاح. قال وهذا المعنى في الصحيح. يعني في حديث قبيصة ابن الهلالي رضي الله عنه وهو في صحيح مسلم فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان المسألة لا قل له الا الى ثلاثة. بين ان لا تحل الا الى الا لرجل تحمل حمالة حتى يؤديها كما سبق وكذلك رجل اجتاحت ما له جائحة فيسأل حتى يصيب آآ ما يكفيه. والثالث هو الرجل الذي اصابته فاقة فيقوم ثلاثة من الذين يعرفونه من اهل الحجا فيشهدون له. المقصود ان هذا المعنى ثابت ايضا في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وفيه ايضا لا ان يأخذ احدكم حبله فيذهب فيحتطب خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه. نعم. هذا فيه الحث على الاستغناء عما في ايدي الناس. بالكسب اعتراف والتسبب يذهب الانسان ويعمل وسيجد من الله سبحانه وتعالى ما سره فان من استغنى اغناه الله عز وجل الذي يستغني عن الناس بالله فان الله عز وجل يكرمه ويجود عليه وينعم ويتفضل سبحانه وتعالى نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال صلى الله عليه وسلم ما اتاك من هذا المال وانت غير سائل ولا مسرف فخذ وما لا فلا تتبع نفسك. نعم هذا خارج عن حد المسألة البحث ها هنا في المسألة. كون الانسان يسأل ويطلب ويمد يده الى الناس. اما شيء جاء او من غيره دون مسألة ودون استشراف. يعني دون ان تتطلع نفسه. وتطمع فيما في ايد ناس انما جاءه دون مسألة او استشراف فانه لا بأس له ان يأخذ هذا المال فان شاء ان ينتفع به وان شاء ان يتصدق نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فكره صلى الله عليه وسلم اخذه مع سؤال اللسان واستشراف القلب. وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيح من يستغني يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله وما يعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر ما احسن هذا الحديث هذا حديث صحيح متفق عليه فيه قوله صلى الله عليه وسلم من يستغني يغنه الله. المستغني هو الذي لا يستشرف بقلبه هو الذي لا يستشرف بقلبه ولا يلتفت الى ما في ايدي الناس. عنده استغناء في نفسه وهذا هو الغنى الحقيقي. قال صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض يعني المال الغنى الحقيقي الذي ينفع صاحبه والذي يحمد ويمدح صاحبه ليس هو هذا الذي عنده والعقارات والمزارع والمراكب كلا. انما انما الغنى قال صلى الله عليه وسلم غنى النفس فالذي يكون مستغنيا عما في ايدي الناس مترفعا عنه ثقة بالله سبحانه وتعالى وطمعا فيما عنده. فان هذا هو الغني حقا. فان الغنى العالي عن الشيء لا به فان الغنى العالي عن الشيء لا به الذي يكون ارفع في حاله من ان يتطلع وينزل وتكون يده هي السفلى لا شك ان هذا هو الغني حقا قال من يستغني يغنه الله هذه بشارة من لدن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق والله عز وجل لا يخلف الميعاد وعد سبحانه ان من استغنى وما استشرف بقلبه الى ما عند الناس استغنى عنهم فان الله سبحانه وتعالى سوف يغنيه. قال ومن يستعفف يعفه يعفه الله. المستعفف او المستعف او الذي هو عفيف او متعفف هو الذي لا يسأل الناس بلسانه. اذا عندنا استغني وعندنا مستعف مستغني ماذا؟ لا يستشرف بقلبه ومستعف لا يسأل بلسانه. هذا الثاني وعده النبي صلى الله عليه وسلم. بموعود لله عز وجل وهو ان الله سبحانه وتعالى يعفه ويرزقه الكفاف يرفعه عن ان تكون يده سفلى اخذة سائلة لكن ما هو الارفع المستغني ام المستعف لا شك ان المستغني ارفع من المستعف فقد يتعفف الانسان مع استشراف قلبه. هو يتلفت ويطمع ويتمنى ولكن قد يمنعه الحياء. اما المستغني فحاله شأن اخر مترفع عما في ايدي الناس قلبه معلق بما عند الله سبحانه وتعالى. فانه قد قال وفي السماء رزقكم وما توعدون فما باله يلتفت الى الارض قلبه معلق بالسماء وبمن على السماء. سبحانه وتعالى قال وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. قال ومن يتصبر يصبره الله. الذي يرغم نفسه على الصبر ويحبس نفسه عما لا يحل عند الجزع والمصيبة او عند دنو المعصية منه او عند اشرافه على طاعة الله سبحانه وتعالى من حيث الصبر على ادائها. فليبشر ان الله سبحانه وتعالى سيمن عليه ويمده بعونه وتوفيقه سوف يرزقه الصبر. الذي يتصبر الله عز وجل سيكرمه يرزقه هذا الذي يطلبه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. الله عز وجل كريم. والله عز وجل شكور اذا اجتهد العبد وطلب الخير وسأل الله من فضله ابلغه الله سبحانه ما يرجو وانا له ما يتمنى وما اعطي احد عطاء اخيرا واوسع من الصبر؟ مهما اعطي الانسان من خصال الخير فليعلم ان الصبر اعلاها وارفعها وخيرها واوسعها وذلك ان حصول الخيرات ودرء المكروهات منوطة بالصبر والصبر كما قد علمنا ثلاثة انواع صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة والاول ارفع الانواع ان تصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى. ان تصبر قبل الطاعة وان تصبر بعدها في تفصيل لعله مضى فيما مضى نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واوصى صلى الله عليه سلم خواص اصحابه الا يسألوا الناس شيئا. وفي المسند ان ابا بكر رضي الله عنه كان يسقط الصوت من يده فلا يقول لاحد ناولنيه ويقول ان خليلي صلى الله عليه وسلم امرني الا اسأل الناس شيئا. وفي صحيح مسلم وغيره انوف ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة واسر اليهم كلمة خفية الا تسألوا الناس شيئا. فكان بعض فكان بعض اولئك النفر اذا سقط السوط من احدهم ولا يقول لاحدهم لاحد ولا يقول لاحد ناولنيه. الله اكبر هذا الحديث حديث عظيم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يربي الامة على عزة النفس والترفع عن تحمل منن الخلق هذا الذي يكون ذلك كذلك هو الغني وهو الحر الذي عتق نفسه من رق الحاجة الى الناس ومشاهدة منتهم ربما اذيتهم النبي صلى الله عليه وسلم كان مع بعض اصحابه يقول ابو مسلم الخولاني حدثني عوف بن مالك الاشيعي رضي الله عنه الحبيب المؤتمن انه اخبر انه يحبه وانه ياتمنه فيما يحدث به. وهكذا كل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. كل واحد منهم رضي الله عنهم عندنا معشر المسلمين حبيب مؤتمن المقصود انه حدث رضي الله عنه انهم انهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعة او ثمانية او سبعة فقال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم الا تبايعون رسول الله قالوا قد بايعناك يا رسول الله فاعاد النبي صلى الله عليه وسلم قال الا تبايعون رسول الله قالوا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك فاعاد صلى الله عليه وسلم مرة ثالثة فقال الا تبايعون رسول الله فمدوا ايديهم وقالوا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك قال تبايعوني على الا تشركوا بالله شيئا. سبحان الله. موحدون. بل اعظم الناس توحيدا. ومع ذلك صلى الله عليه وسلم يقول لهم لا تشركوا بالله شيئا واليوم بعض الناس يقول اكثرتم على الناس في التوحيد فالناس موحدون لماذا تكلموهم عن التوحيد؟ ولماذا تحذرونهم من الشرك وفي تلك الحقبة المنيرة في عصر النبوة كانت الدنيا في عافية من الشرك في المجتمع المسلم في اوساط الصحابة رضي الله عنهم لم يكن هناك شيء من مظاهر الشرك او خباياه بحمد الله. في المجتمع المسلم بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانت العافية من الشرك كان التوحيد ومع ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم يطالبهم ان يبايعونه ان يبايعوه على ان لا يشركوا بالله شيئا قال وتقيم الصلاة وتؤتوا الزكاة. ثم اسر كلمة خفية اخبرهم بها وقد غض من صوته شيئا والا تسألوا الناس شيئا والا تسألوا الناس شيئا. قال بعض اهل العلم لعل النبي صلى الله عليه وسلم اسر بها شيئا لانها حال لا كل احد حال لا يبلغها كل احد انما يخبر بها وانما يؤمر بها الكمل الذين يرتقون الى هذه المشارف العالية الا يسألوا او الا تسألوا الناس شيئا يقول ابو مسلم الخولاني رضي الله عنه فكان بعض اولئك النفر او قال رأيت بعض اولئك النفر يسقط صوت الصوت من احدهم. الذي يحتاجه في تحريك الدابة وهو قد ركب دابته سواء كانت خيلا او ما هو اصعب في الركوب وهو الابل ومعلوم ما يحتاجه الانسان في ركوبه الجمل فالنزول منه بعد ركوبه فيه ما فيه واخوه بجواره ربما لو قال له ناولنيه فان ذلك لن يشق على صاحبه البتة ومع ذلك استغنوا بالله سبحانه وتعالى عن الحاجة الى المخلوقين فكان احدهم ينزل من دابته فيتناول صوته. وهذا روي عن او جاء عن ابي بكر كما سمعت وجاء ايضا عن ثوبان وجاء ايضا عن ابي ذر رضي الله عنه وعن جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعن جملة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. المقصود ان عزة النفس يا اخوتاه والترفع عن تحمل منن الخلق هذا مما ينبغي ان يعتني المسلم في ان يربي نفسه عليه فان العزة عزة النفس واستغنائها عن المخلوقين وعدم التذلل اليهم من تحقيق التوحيد ومن ثمرات التجريد والتفريط ومن كمال التوكل على الله سبحانه وتعالى هذه ثمرة من ثمرات التوحيد يا اهل التوحيد فدونك التطبيق تطبيق عملي للتوحيد اذا اردت ان تبلغ درجاته العلا فاعمل بهذه الوصية من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي ان تترفع من تترفع عن المخلوقين. والحاجة اليهم ما استطعت الى هذا سبيلا وهم وها هنا وقفة يا اخوة هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم كان احدهم اذا سقط صوته وهو على ظهر دابته لا يسأل اخاه الواقف ان يناوله اياه من كمال التوحيد فدعنا نقارن هذه الحال نقارن حال اهل التوحيد بحال الذين يسألون الاموات فيسألون عند المشاهد والعتبات الذين اذا نزلت بهم النازلة فانهم يصرخون يا سيدي فلان المدد المدد يا رسول الله اغثني انا في حسبك يا سيدة نفيسا يا ابن علوان يا سيدي الرفاعي يا سيدي عبد القادر يا سيدي احمد البدوي يا عمود الدين يلجأون الى غير الله سبحانه وتعالى فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه او يسألون امواتا لا يغنون عن انفسهم شيئا سبحان الله العظيم اهل التوحيد لا يسألون السؤال المباح لي كمال تعلقهم بالله سبحانه وتعالى فهؤلاء يسألون هؤلاء الاموات كل امورهم في امر الدين والدنيا حتى مغفرة الذنوب حتى يقول قائلهم يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم فاقلني عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما انا لله وانا اليه راجعون والله تعالى يقول ومن يغفر الذنوب الا الله او يقول الاخر ان ناب امر في البلاد نزيله. قل يا ولي الله اسماعيل ما عرف الله وكأن الله سبحانه وتعالى غير موجود او لا يسمع او لا يجيب او هو غير قدير لا يجيب لانه لا قدرة له او لا سمع او لا علم او لا بصر فانا لله وانا اليه راجعون تأمل الفرق الشاسع بين اهل التوحيد واهل الشرك وانظر لنفسك تريد ان تكون مع من تريد ان تكون مع الذين ساروا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وسلكوا المسلك الذي اختطه عليه الصلاة والسلام لامته او تريد ان تكون على المسلك الذي سار عليه ابو جهل وابو لهب وامية وابية وشيبة وعتبة احذاري يا اخوتاه هذان مسلكان كلاهما مسلوك لكن احد المسلكين يؤدي الى الجنة وهو التعلق بالله وحده ومسلك اخر يؤدي الى النار قطعا وذلك هو سؤال المخلوقين السؤال الشركي نسأل الله السلامة والعافية. يسأل الاموات مطلقا عند القبر او بعيدا عنه او يسأل الاحياء الغائبين الذين لا يسمعون ولا يدركون ولا يعلمون. او يسألوا الاحياء الحاضرين الشيء الذي لا عليه الا الخالق لا المخلوق والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع. كذلك الحث على الترفع عن المخلوقين كما سمعت يعني عندنا امر بسؤال الله اذا سألته فاسأل الله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصي ابن عمه الحبيب الى قلبه ما قال اذا سألت فاسألني اليس كذلك لو كان هذا مشروعا لبينه صلى الله عليه وسلم للحبيب القريب اليه ابن عباس رضي الله عنهما قال اذا سألت فاسأل الله وايضا ان نهي عن مسألة المخلوقين والا تسألوا الناس شيئا وايضا الحث التحضيض على ترك سؤال المخلوقين وترتيب الثمرات العظيمة على اجتناب ذلك ولعلكم قريب عهد بحديث السبعين الفا الذين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وذكر منهم النبي صلى الله عليه وسلم الذين لا يسترقون الذين لا يسترقون الاسترقاء طلب وسؤال يطلب احدا ان يرقيه فالنبي صلى الله عليه وسلم بشر الذي يترفع عن سؤال المخلوقين هذا السؤال بانه يكون ممن يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب مدار ذلك كله الى كمال التوحيد الذين كملوا التوحيد وحققوا التوحيد يدركون معنى هذا الكلام؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع. كقوله تعالى فاذا فرقت فان طب والى ربك فارغب. احسنت هذا الكلام من المؤلف رحمه الله هو ايراد هذه الاية في هذا الموضع من احسن ما يكون فان هذه الاية فيها تصريح بان الرغبة ينبغي ان تكون الى الله سبحانه وتعالى قال والى ربك فارغب قدم المعمول على عامله لارادتك الحصر والتخصيص كما تعلمون فارغب الى الله ولا ترغب الى غيره كانه قال هذا وهذا يدل على ان الطلب والرغبة والرجاء والارادة ينبغي ان يتوجه بها العبد الى مولاه سبحانه وتعالى والى ربك ترغب كمال التوكل على الله يا اخوتاه يقتضي ان لا يكون للمرء حاجة الى غير الله انتبه لهذا كمال التوكل على الله يقتضي ان لا يكون للمرء حاجة الى غير الله سبحانه وتعالى فلا يسأل غيره ولا يستشرف بقلبه لما سواه سبحانه وتعالى وهذه الاية فيها بحث طويل في قوله سبحانه وتعالى فاذا فرغت تنصب لاحظ ان الاية اغفلت عن بيان الامر المفروغ منه والامر الذي ينصب فيه اليس كذلك؟ اذا فرغت فانصب والنصب التعب واجهاد النفس فانت تفرغ من شيء هكذا مطلوب في الاية من النبي صلى الله عليه وسلم والامر له امر لامته ان تفرغ من شيء وان تجتهد في شيء اخر. هكذا الاية تقول فاذا فرغت فانصب فانصب فما هو الشيء الذي فما هو الشيء الذي تفرغ منه؟ فاذا فرغت اجتهدت في ماذا في اخر اختلف العلماء في هذه الاية الى اقوال متعددة بلغت ستة او سبعة واشهر الاقوال فيها اذا فرغت من اشغالك الدنيوية التي لا بد لك منها فانصب فانصب فاذا فرغت فانصب الى عبادة او في عبادة ربك انصب في عبادة ربك هذا هو الاقرب في تفسير هذه الاية وقيل اذا فرغت من الفرائض تنصب في قيام الليل وقيل اذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء وقيل اذا فرغت من العبادة تنصب في امور الدنيا لكن الاول اشهر المقصود ان هذه الاية على هذا التفسير فيها تنبيه على قاعدة وهي انه ينبغي على العبد ان يقبل على العبادة وقد فرغ قلبه لها بحيث لا تزاحمه الدنيا انتهي مما لابد لك منه من امور الدنيا اللازمة التي لا انفكاك للعبد عنها ولا يمكن للانسان ان يتفرغ عن اشغال الدنيا كلها بل لا بد من قدر من الاشتغال بها حتى يحصل قوام عيشه له ولمن يعول لكن اذا انتهيت حينئذ توجه الى العبادة بقلب خال بالك غير مشغول وهذا ما جاء التوجيه به في ادلة اخرى من ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يصلي الانسان وهو حاقن وهو يطلبه البول وذلك لانه لن يتفرغ حينئذ لصلاته كذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا اقيمت صلاة العشاء وقدم العشاء اذا اقيمت صلاة العشاء وقدم العشاء فليبدأ الانسان هذا توجيه النبي صلى الله عليه وسلم بالعشاء لاجل ان يدخل الى الصلاة وقد فرغ قلبه من شئون الدنيا بحيث يخشع وبحيث يكون مراقبا لربه سبحانه وتعالى في عبادته ليس شأن ان تعبد من تعبد وهو الله سبحانه انما الشأن كل الشأن ان تراقب من تعبد حين تعبد فمراقبة الله سبحانه وتعالى حضور القلب الخشوع لا تتأتى لمن كان مشغول اه لمن كان مشغولا ذهنه انما يكون ممن فرغ نفسه قال فاذا فرغت تنصب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما اذا سألتا فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله الله اكبر نعم ومنه قول كذلك في اه قوله تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ها انا الى من تلاحظ معي قالوا سيؤتينا الله ها هذي فيها نكتة في التوحيد سيؤتينا ها الله ورسوله ثم قالوا انا الى الله ها؟ قالوا ورسوله انا الى الله ورسوله ما قالوا. مع انهم قالوا قبل قليل ها؟ سيؤتينا الله ورسوله. لان الايتام ا يتأتى من المخلوق وما اتاكم الرسول فخذوه اذا لا حرج في ان يقولوا سيؤتينا الله من فضله ورسوله الرسول يؤتي ايضا من فضل الله المؤمنين اما الرغبة فلا تكونوا الا الى الله. انا تلاحظ ايضا ما قالوا راغبون الى الله ولو قالوا هذا لكان الكلام مستقيما لكن فاتت هذه النكتة العظيمة وهي ارادة الحصري والتخصيص. انا الى الله راغبون لا نرغب الى غيره لا نرغب الى غيره حتى ولو كان ذلك اشرف الخلق صلى الله عليه وسلم. حتى ولو كان احب الخلق الى الله واقربهم عنده ومع ذلك لا يرغبون الا الى الله اذا لاحظ الفرق بين الايتاء والرغبة سيؤتينا الله من فضله ورسوله ثم انا الى الله راغبون كذلك في قوله صلى الله عليه وسلم اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. يا لله العجب كيف يعمى الضالون في التوحيد ان هذه النصوص الساطعة الواضحة البينة والله ان الحجة بالغة والله ان كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قد تبين او قد تبين نعم فيه منا حقيقة التوحيد وتجليته وبيان ضده ما ينكشف به الامر وتزول الغشاوة عن الناظر ان اوتي قلبا سليما ان اقبل على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو يريد ان يكون متبعا منقادا مستسلما والله ان الحق واضح لا سيما في هذا المطلب العظيم هذا المطلب الشريف وهو باب التوحيد والله انه ابين ما يكون في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور هؤلاء عباد القبور يقرأون هذه الايات لكن اعينهم عمي ابصارهم في عمى وقلوبهم عليها غشاوة فلا يصل الحق اليها نسأل الله السلامة والعافية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنه قول الخليل عليه السلام فابتغوا عند الله الرزق ولم يقل فاتوا الرزق عند الله لان تقديم يشعر بالاختصاص والحصر. نعم كانه قال لا تبتغوا الرزق الا عند الله. وقد قال وقد قال تعالى واسألوا الله من فضله. نعم والانسان لابد له من حصول ما يحتاج اليه من الرزق ونحوه ومن دفع ما يضره. وفي كلا الامرين شرع له ان يكون دعاؤه لله فلا يسأل بل رزقه الا من الله ولا يشتكي الا اليه كما قال يعقوب عليه السلام انما اشكو بثي وحزني الى الله. الله اكبر انما اشكو بثي وحزني الى الله لا الى غيره هذا تحقيق التوحيد هذه ثمرة التجريد والتفريد. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والله تعالى ذكر في القرآن الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل. وقد ثلاث كلمات عظيمات قال ذكر الله سبحانه وتعالى والله تعالى ذكر في القرآن الهجر الجميل واصبر على ما يقولون واهجرهم. هجرا جميلا. قال والصفح الجميل وان الساعة لاتية فاصفح الصفح الجميل قال والصبر الجميل كما قال تعالى فصبر جميل. هذه ثلاث كلمات نافعات هنيئا لمن تخلق بها ان يكون اجره جميلا وان يكون صفحه جميلا وان يكون صبره جميلا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد قيل ان الهجر الجميل هو هجر بلا اذى والصفح الجميل قال الهجر الجميل هو هجر بلا اذى شيخ الاسلام رحمه الله فسر هذه الكلمات الثلاث في غير ما موضع من مؤلفاته وكذلك تلميذه ابن القيم نقل تفسير شيخه في مواضع متعددة من كتبه وكلامه فيها يدور على هذا المعنى بل يكاد ان يكون بهذا اللفظ الهجر الجميل هجر بلا اذى والصبر الجميل اه والصفح الجميل صفح بلا معاتبة والصبر الجميل صبر بغير شكوى الى المخلوق الاول الهجر الجميل قال هجر بلا اذى. لاحظ ان الاية في اولها قال واصبر على ما يقولون ثم قال واهجرهم هجرا جميلا. قال بعض اهل العلم هاتان الكلمتان جمعتا ما يحتاجه الانسان في معاملة الناس انتبه اية عظيمة لان حال الانسان عند معاملة الناس لا يخلو من امرين اما مخالطة واما هجر فانت في المخالطة بحاجة الى الصبر وانت في الهجر في حال عدم المخالطة بحاجة الى ان يكون هجرك هجرا جميلة الصبر عند مخالطة الناس لان من خالط الناس ناله الاذى ولابد لا يسلم الانسان من اذى الناس اذا خالطهم مهما فعل ليس يخلو المرء من ضد ولو حاول العزلة في رأس الجبل. لابد من مضادة ولابد من مخالفة ولابد من اذية. ولكنها تقل او تكثر اذا استعمل حال المخالطة ها الصبر اما اذا كانت المصلحة تقتضي ترك المخالطة مصارمة احد من الناس والبعد عن مخالطته ها هنا توجيه كريم وهو ان يكون هجرك هجرا جميلا وهذا من المروءة ومن مكارم الاخلاق والشيم انك اذا قطعت التواصل مع احد فليكن ذلك على اساس من المروءة والشهامة والخلق الكريم والترفع عن الاذية الاذى مع الهجر امر ممنوع اذا اقتضت المصلحة هذا الهجر يعني مثلا في قوله تعالى واهجروا واهجروا فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن. هذا نوع من الشرعي اذا نشزت الزوجة يحتاج الزوج الى ان يتخذ بعض التدابير حتى يحافظ على مركب الحياة الزوجية ولا يغرق فتأتي الموعظة والتذكير والتخويف بالله ما نفعت يرتقي الى الهجر في المضجع ولكنه هجر ينبغي ان يكون جميلا بحيث لا يكون هناك اذى انتبه هجر وانتهى يقف عند حد قطع المواصلة اما حصول الاذية بحيث يمتلئ القلب بالحقد لمن هجرته ثم تنبعث الجوارح والالسن بالاذى يصل الامر الى حد الضرب او السب والشتم واخراج الفظائح التي كان يعلمها وقت المواصلة لا شك ان هذا من سوء الخلق ومن دناءة النفوس التي يترفع عنها اهل الايمان. اذا اذا كان ثمة هجر ولابد فينبغي ان يكون هجرا جميلة لا يخالطه لا يخالطه اذى. قال رحمه الله والصبر قال عفوا والصفح الجميل صفح بلا معاتبة الصفح ترك المؤاخذة فهو قريب في المعنى من العفو وان كان بعض اهل العلم يرى ان الصفح ارفع درجة من العفو قد يعفو الانسان دون صفح. اما الصفح فهو ابلغ الصفح الجميل الذي لا يصاحبه معاتبة. لا يعاتب فيه الجاني المسألة ها هنا مطلوبة من شخص اراد العفو عن من اخطأ عليه او زل عليه او جنى عليه تريد ان تعفو اذا اعفوا العفو الذي ينبغي بالكرام وهو ان تجمع مع العفو هذا الخلق النبيل وهو ترك المعاذ وهو ترك المعاتبة في هذا الموضع فان هذا لا يليق ان تعفو ومع ذلك ماذا تعاتب تريد ان تعفو اعفوا دون معاتبة وهذا ما تلمسه في ما كان من نبي الله الكريم يوسف عليه السلام لما كان من اخوته في حقه ما كان ثم اتوا معتذرين ماذا فعل عليه الصلاة والسلام قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين هذا هو الصفح الجميل بعض الناس لا يلتزم هذا وهذا نقص في حقه يقول يا فلان انت اخطأت عليه وانا اقول سامحك الله وعفا الله عنك ولكن اعلم انك اذيتني وانك ضايقتني وانك اخطأت عليه وما ينبغي يكون من الانسان لاخوانه هكذا ليش تفعل هذا؟ ولماذا تترك هذا ويبدأ ماذا يعاتب مع انه يريد ماذا مع انه يريد العفو يا اخي يكفي للمعفو عنه حال الذل الذي هو عليه وفيه يكفيه عن معاتبتك يعني اذا سقط الانسان او سقط اخوك الى الارض لا تنزل عليه بقوتك هو قد سقط فلا حاجة الى ان تزيده المقصود ان هذا من الكرم ومن الشيم العالية التي ينبغي ان يحرص عليها الطامحون الى الكمالات وهو ان يصفحوا الصفح الجميل فلا يعاتبون ولاحظ اننا نبحث في ماذا في عفو بلا معاتبة. اما المعاتبة من حيث هي في غير هذه الحال فهذه قد تحسن فقدت ذم هل الانسان مطلوب منه ان يعاتب اخوانه او خلطائه في كل حال الاكثار من المعاتبة مذموم وخير من المعاتبة تركها اذا كنت في كل الامور معاتبا صديقك لم تلقى الذي لا تعاتبه فعش واحدا اوصي اخاك فانه مقارف ذنبا ذنب مرة ومجانبه اذا في كل مرة تعاتب وربما تشتد في العتاب اعلم انك بهذا آآ تنقص رصيدك عند اخوانك فربما تنقص رصيد اخوانك اصلا ينفضون من حولك لان هذا مما لا يصبر عليه انما على الانسان ان يتخلق بخلق كريم وهو الاغضاء عدم التتبع للعثرات ثم حملها في النفس انما غض الطرف وتجاوز ما احسن التغافل من الانسان كانك لم تسمع ولم يقله تغافل تعيش او تغافل تعش سعيدا تغافل تعي السعيدا قال والصبر الجميل وهذا هو موضع الشاهد وهو الذي لاجله فيما يبدو اورد المؤلف رحمه الله هذه الفائدة. قال والصبر الجميل صبر بغير شكوى الى المخلوق الصبر الجميل صبر لا شكوى فيه للمخلوق ولا شكوى معه للمخلوق. صبر مسلم من الجزع وها هنا يتمحض حال الانسان في ايمانه اذا امتحن بالبلايا والمصائب فكونه يصبر دون ان يشتكي للمخلوقين هذا من تحقيق الايمان لان الانسان اذا اشتكى للمخلوقين فلسان حاله شكوى الخالق للمخلوق اذا شكوت لابن ادم انما تشكو الرحيم الى الذي لا يرحمه سبحان الله الله ارحم بك من امك بك فتذهب تشكو الى الذي لا يرحمك هذا من ضعف العقل اذا اذا اردت ان تتمثل بهذا الخلق الكريم وهو ان يكون صبرك صبرا جميلا فعليك ان تكف عن الشكوى الى المخلوقين فانظر هذا الاثر اللطيف عن الامام احمد رحمه الله نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا قرأ على احمد بن حنبل رحمه الله في مرضه ان طاووسا كان يكره انين المريض ويقول انه شكوى. فما ان احمد حتى مات. الله اكبر. انظر الى حال الائمة انظر الى حال الاسلاف قوم طلبوا العلم للعمل طلبوا العلم للعمل ولذا اذا علموا طبقوا مباشرة الامام احمد رحمه الله له في اه حال مرضه و اللحظات التي سبقت موته له احوال عجيبة وله اثار اثرت عنه لطيفة جمعها المصنفون في مناقبه كابنه صالح وابن الجوزي غيرهم من اهل العلم مما اثر عنه في حال مرضه الذي مات فيه رحمة الله تعالى عليه انه كان من شدة الالم الذي يعانيه يئن يكون منه ماذا انين وانين المريض معلوم فحدث ان طاووسا رحمه الله كان يكره ذلك وفي رواية ذكرها آآ ابن الجوزي عن ابنه عبد الله انه طلب كتابا عنده اوراق فطلب ان يقرأ له فيها فورد هذا الاثر وهو ان طاووسا رحمه الله كان يكره انين المريض ويقول انه شكوى. يقول عبدالله فما ان رحمه الله في مرضه حتى مات المقصود ان السلف رحمهم الله كانوا يتجنبون الشكوى حتى في هذا الامر الدقيق جدا فكيف بما هو ابلغ منه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الشكوى الى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل فان يعقوب قال فصبر جميل وقال انما اشكو بثي وحزني من الله. اذا هناك فرق يا اخوتاه بين الشكوى لله وشكوى الله انتبه ينافي الصبر خذها قاعدة واحفظها ينافي الصبر شكوى الله لا الشكوى لله عرفت القاعدة الذي ينافي الصبر هو ماذا شكوى الله ان تشكو الله الى المخلوق سواء كان هذا بلسان حالك او بلسان مقاليك ولا ينافي التوحيد ولا ينافي الصبر ماذا الشكوى الى الله الشكوى الى الله تجامع الصبر وشكوى الله لا تجامعوا الصبر ولذا يقول رحمه الله في بيان ذلك ان يعقوب عليه السلام هو الذي حث على الصبر الجميل مع انه قال انما اشكو بثي وحزني الى الله وما كان الانبياء عليهم الصلاة والسلام يدعون الى شيء لا يعملون به يعني لما قال فصبر جميل يحث على الصبر ثم يأتي فيخالف ذلك هذا لا يكون من الانبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام. فدل هذا على انه امتثل الصبر الجميل مع كونه ماذا اشتكى الى الله سبحانه وتعالى فدل هذا على ان الشكوى الى الله والتضرع بين يديه وكون الانسان يبين حاله لربه في دعائه ان هذا لا يتنافى والصبر وهذا ايضا كان من ايوب عليه السلام فالله تعالى يقول عنه انا وجدناه صابرا نعم العبد مع انه عليه الصلاة والسلام قال مسني الضر وانت ارحم الراحمين فقوله مسني الضر وانت ارحم الراحمين ها شكوى لكنها الى الله فهذا لا ينافي الصبر وهذا تنبيه على خطأ من زعم ان الشكوى الى الله ماذا تنافي الصبر ويروون في هذا علمه بحال يغني عن سؤالي هذا ليس من كتاب الله ليس اية في القرآن ولا حديثا صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل الله عز وجل الا امر بسؤاله بل هذا افضل العبادات كما مر معنا الدعاء هو العبادة والدعاء هو السؤال وهو الطلب. فكيف يقال علمه بحالي يغني عن سؤالي هذا لا شك انه غلط. ولا يصح للانسان ان يقبل هذا الكلام بل هذا مخالف للنصوص. هؤلاء الانبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام مع يقينهم بعلم الله عز وجل بحالهم ما تركوا السؤال والشكوى له فلا يصح ان يقول قائل علمي بحالي علمه بحالي يغني عن سؤالي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في الفجر بسورة يوسف فمر بهذه الاية في قراءته فبكى حتى سمع نشيجه من اخر الصفوف. الله اكبر المقصود ان هذه اخلاق كريمة ينبغي على المسلم ان يعتني بها. ما هي اولا الهجر الجميل وثانيا الصبر الجميل وثالثا عفوا ثانيا الصفح الجميل وثالثا الصبر الجميل وجمع ابن القيم رحمه الله في النونية قال واصبر بغيري تسخط وشكاية واصفح بغير عتاب من هو جاني واهجرهم الهجر الجميل بلا اذى ان كان لابد من الهجران هذه جمعت لك الامور الثلاثة ان اردت حفظها يا طالب العلم ان تهجر الهجر الجميل بلا اذى وان تصبر الصبر الجميل بلا شكوى وان تصفح الصفحة الجميلة بلا معاتبة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن دعاء موسى عليه السلام اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث وعليك تكلان ولا حول ولا قوة الا بك نعم وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف وفعل به اهل الطائف ما فعلوا اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة وحيلتي وهواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين. وانت ربي اللهم الى من تكلني الى بعيد يتجهمني ام الى عدو ملكته امري ان لم يكن بك غض ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع لي. اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت به الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان ينزل بي سخطك او يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى فلا حول ولا قوة الا بالله وفي بعض الروايات ولا حول ولا قوة الا بك ما احسن واجمل هذا الدعاء على ظعف في اسناده انه كلام حسن جميل ولكن الاسناد فيه ضعف يسير فانه جاء من رواية محمد ابن اسحاق وهو مدلس وقد عنعن فيه والشاهد ان الشكوى فيه انصح كانت من النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه لم تكن الى المخلوقين قال اللهم اليك اشكو ضعف قوتي فالمقصود ان على العبد ان يحرص على ان تكون شكواه لله عز وجل اما ذاك الذي ضعف صبره وكثر جزعه لا هم له الا ان ينادي في الناس. انظروا ماذا اصابني هذه حالتي انا كذا وكذا لسان حاله لسان الذي يشتكي ربه الى الناس. سبحان الله مع ان الله ارحم به من الناس ومع ان الناس لا ينفعون ولا يضرون وان هذا الكلام لا فائدة منه اصلا هل يستطيع الناس ان يرفعوا شيئا انزله الله به او ان تنعكس المسألة الجواب لا قطعا الله سبحانه وتعالى اذا اراد باحد خيرا فلا يمكن لاحد ان يدفعه وكذلك اذا اراد باحد سوءا فلا مرد له ولا دافع له وبعض الناس يقع منه اشد من ذلك والعياذ بالله اذا نزلت به مصيبة فانه يقول ما يقتضي معارضة الله عز وجل في حكمه وقدره وسوء الادب معه يا رب ماذا فعلت ماذا فعلت حتى تصنع بي كذا وكذا اعوذ بالله هذه حال في غاية السوء يا اخوتاه يا رب ايش سويت؟ حتى تنزل بي هذه المصيبة انا لله وانا اليه راجعون والله يا عبد الله ان الله غير ظالم لك ان الله لا يظلم الناس شيئا وان ما اصابك فبما كسبت يداك واعلم ان الله يعفو عن كثير فاحفظ لسانك رب كلمة تقولها يا عبد الله لا تظن ان تبلغ ما بلغت تهوي بك عياذا بالله استجارة بالله تهوي بك في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب كلمة واحدة ربما تورد هذه الموارد حذاري في حال المصيبة من مثل هذه الكلمات انما تضرع الى الله وسل الله واجعل الى الله وانطرح بين يديه وابشر بالخير فالله عز وجل كريم جل في علاه وعز سلطانه وتبارك اسمه والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين