بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم رحمه الله تعالى في رسالة العبودية. وكلما قوي طمع العبد في بفضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه. فكما ان طمعه في المخلوق عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه كما قيل استغني عمن شئت تكن نظيره وافضل على من شئت تكن اميره واحتج من شئت تكن اسيرا فكذلك طمع العبد في ربه ورجاؤه له يوجب عبوديته له. واعراض قلبه عن لحظة اقرأ في هامش عند قوله طمع العبد في ربه سطرة فكذلك طمع العبد في ربه شل حاشي رقم اثنين يقول طمع العبد في غير ربه في غير ربه والذي يبدو لي والله اعلم ان هذا اقرب لان هذا الكلام يقابل الكلام الذي ذكره المؤلف اولا. وهو في الصفحة الماضية كلما قوي طبع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له. يقابل هذا ان طمع العبد في غير ربه ورجاءه له ماذا يفعل؟ يوجب عبوديته لهذا غير يصح ان تكون كما اثبت المحقق لكن الاقرب لمقابلة الكلام هو ان يكون الصواب ما في النسخة المخطوطة وهو ان طمع العبد في غير ربه اقول الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد على اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فعطفا على ما ذكر المؤلف رحمه الله وسابقا اضافها هنا ما ينبغي على العبد ان يلحظه وهو ان ثمة تناسبا بين حقيقة العبودية واظهار الحاجة والافتقار والذل لله سبحانه وتعالى. كلما كان الانسان اكثر ذلا لله وخضوعا له وافتقارا اليه وطلبا وسؤالا له كلما كان اكثر عبودية كلما كان اكثر عبودية له تبارك وتعالى. فالله عز وجل يحب ان يسأله عبده وان يرجع اليه و ان يدعوه في حاجاته وهذا ما امر به سبحانه فقال واسألوا الله من فضله فكلما كنت اكثر خضوعا وحاجة الى ربك كلما كنت اكثر ارتقاء في في سلم العبودية الموصل الى الله عز وجل ورحمته. وذكر ذكر المؤلف رحمه الله كما ان طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه من اراد ان يسلم من عبودية الخلق ومن اسرهم ومن تقييد حريته باستعباد الخلق له. الذين هم نظراؤه. واشكاله وامثاله كيف يكون عبدا لهم؟ من اراد ان يسلم من هذا فليوطن نفسه على اليأس منهم ومما في ايديهم فان من يأس من شيء استغنى عنه من لم يكن قلبه معلقا بشيء فانه لا يستعبد او لا يستعبد لهذا الشيء. فهذه قاعدة مهمة تنفع العبد في سلوكه في طريق العبودية وذلك كما قيل استغني عمن شئت تكن نظيره كلما كنت اكثر استغناء عن احد كلما كنت بمثابته فلا فرق بينك وبينه ولا فضل له عليك. اما اذا مددت يدك اليه وارقت ماء وجهك عنده فانك تكون قد ذللت له. استغني عمن شئت تكن حظيرة حتى ولو كان ذا جاه ومال حتى ولو كان ذا ابهة وسلطان فانك اذا استغنيت عنه رفعت عن طلبه وسؤاله كنت ملكا مثله. وكنت ذا جاه وكنت محافظا على كرامتك مكانتك فاستغني عمن شيء عمن شئت تكن نظيره وافضل على من شئت تكن اميره ايضا اذا تفضلت على غيرك تكون لك الدرجة العالية عليه. واحتج الى من شئت. تكن اسيرة وهذا واظح لا شك فيه. ولذا انظر الى من تكون عليه حقوق للناس وهو عاجز عن ادائها. كيف انه يهرب من هؤلاء؟ واذا لم بقيهم فانه يخضع ويتملق لهم ويكون في حال من المسكنة والذل لهم بحيث انه يرأف عليه حاله اشبه بحال الاسير عند من اسره. لذا حازم هو الذي يسعى قدر الامكان في ان لا يكون لاحد عليه منة لا يمد يده الى احد يستغني عن الخلق بالخالق سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واعراض قلبه عن الطلب من الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله. لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه ومماليكه. واما على اهله واصدقائه واما على امواله وذخائره واما على ساداته وكبراءه كمالكه وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم ممن هو قد مات او يموت. قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. وكل من علق قلبه بالمخلوقين ان ينصروه او او يرزقوه او يهدوه. خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك. وان كان في الظاهر اميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم. فالعاقل ينظر الى الحقائق قيل الى الظواهر ما احسن هذا الكلام؟ فان الذين يعتمدون على غير الله يرجون حصول مطلوبهم من سواه. ويتذللون للمخلوقين. هؤلاء بقدر تعلقهم بالمخلوق يستغنون عن الخالق. ليسوا من اهل السؤال والدعاء. والطلب والخضوع لله سبحانه وتعالى. هذه العبودية للمخلوق زاحمت العبودية لله سبحانه وتعالى فاضعفتها وربما الغتها وهؤلاء قد يكونون معتمدين على جاه وسلطان وقد يكونون معتمدين على جند واولياء وقد يكونون معتمدين على اهل واصدقاء اه وقد يكونون معتمدين على سادة ومشايخ امثالهم وهذا كله لا ينفع العبد شيئا عجيب شأن ابن ادم ما اظلمه وما اكثره يقول بعض الحكماء قبيح بالعبد المريد. ان يسأل حاجته العبيد ويعرض عن طلب من بيده كل ما يريد. الله سبحانه وتعالى هو القوي وهو الغني وهو الكريم. فلاي شيء يتوجه المخلوق الى مخلوق مثله ويعرض عن الغني الكريم سبحانه وتعالى الذي مقاليد كل شيء بيده والذي خزائن كل خير وفضل ورحمة عنده. يعرض عن هذا الخالق العظيم. الغني القدير المنعم المتفضل سبحانه وتعالى ويتوجه الى مخلوق فقير مثله. فالله المستعان قال رحمه الله وكل من علق قلبه بالمخلوقين ان ينصروه او يرزقوه او يهدوه. خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك. وان كان في الظاهر اميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم. فالعاقل ينظر الى عائقي لا الى الظواهر صدق حتى الكبراء وحتى اهل الجاه والسلطان فانهم يخضعون لمن تحت ايديهم. كما ان من تحت ايديهم يخضعون لهم. فالامران متلازمان لانه بحاجة اليهم. قال بعض الحكماء لولا الملك لولا نفاط اتون الملك ما طاب عيشه. يعني لولا وجود هذا الشخص الذي يمارس هذه الوظيفة الحقيرة وهو انه يطلي حمير الملك بالنفط فانه لا يطيب عيشه لا يطيب عيش هذا الملك فهو محتاج الى هؤلاء الذين يخدمونه و بالتالي عنده قدر من الخضوع لهم بحسب حاله. فتجده يخضع لوزرائه ويخضع لامرائه ويخضع قادة جنده حتى يكسب ولائهم حتى يحصل مقصوده من خلالهم. اذا العبد اذا لم يستغني بالله سبحانه وتعالى فانه سيكون عبدا لغيره. العبودية وصف لازم انسان اما ان يكون عبدا لله او يكون عبدا لغيره. فمن صار عبدا لله سبحانه استغنى عن الخلق. وصار قلبه في عافية من اسرهم. واما اذا احتاج اليهم حتى ولو كان رفيع الدرجة فان حاله قد الت الى ان يكون عنده عبودية وخضوع لهم هذا في الحقيقة والا في الظاهر قد يكون الامر على خلاف ذلك لكن الحقيقة هي هذه ان كلا من الطرفين قد صار فيه من العبودية للاخر و العكس صحيح من تحت يد يد ذي السلطان خاضع ومتعبد له وكذلك عكس حتى السلطان تجد انه يخضع لمن تحت يده حتى يستقيم ملكه وسلطانه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالرجل الذي قد تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه واسيرا لها تحكم فيه وتتصرف فيه بما تريد. وهو في الظاهر سيدها لانه زوجها او مالكها. وفي الحقيقة هو اسيرها ومملوكها ولا سيما اذا دارت بفقره اليها وعشقه له وعشقه لها. وانه لا يحفظ عنها بغيرها فانه حينئذ تتحكم فيه تحكم القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه بل اعظم. فان فان اسر فان اسر قلبي احسن الله اليكم فان اسر القلب اعظم من اسر البدن واستعباد القلب اعظم من استعباد البدن. احسنت. بدأ المؤلف رحمه الله ويتكلم عن باب من ابواب العبودية للمخلوق. الذي قد يوقع صاحبه في المحرم وربما ترقى الى الشرك الاصغر وربما ترقى الى الشرك الاكبر. ذلكم هو باب المحبة لا سيما من جهة محبة احد الجنسين للاخر محبة الرجل للمرأة ومحبة المرأة للرجل. نبه المؤلف رحمه الله الى ان محبة الانسان ان لم تنضبط بالضوابط الشرعية محبته ولو كانت لمن في الاصل تباح محبته كزوجه التي هو سيدها وهو ذو الدرجة العالية عليها فانه ان افرط في هذه المحبة ولم يراعي الضوابط الشرعية فانه يعود مستعبدا لها. لا سيما ان كان عندها من المكر استعلاء وسوء الطوية فانه حينئذ يستحكم البلاء. لكن ينبغي ان يقدم يدي ما سيذكره المؤلف رحمه الله ان المحبة ليست شيئا واحدا وانما هي على احكام وعلى احوال وبالتالي فكلام المؤلف رحمه الله ليس كلاما مطلقا في سيأتي من الكلام عن المحبة والعشق انما كلام له محله فهو يتحدث عن شيء معين لكن اصلوا قبل ذلك لهذا الباب. المحبة تنقسم الى قسمين. محبة نافعة ومحبة اما المحبة النافعة فانها منقسمة الى ثلاثة اقسام. اولا محبة الله سبحانه وتعالى وهذه اصل المحاب النافعة. هذه اصل المحبات النافعة والله عز وجل هو المحبوب لذاته لا غير. لا يوجد شيء يحب لذاته الا الله سبحانه وتعالى. وهذا اصل العبادة. فمتى ما ترحل حب الله عن القلب العبادة بالكلية ومتى ما شارك حب غير الله حب الله صار بمثابتها او ابلغ فان هذا هو الشرك الذي لا يغفره الله. ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. فاعظم ما يحب هو الله سبحانه وتعالى. واكبر من يحب هو الله سبحانه وتعالى. هذا الذي يجب على كل مسلم ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومحبة الله عز وجل هي الاعظم ولا شك. ثم تأتي محبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وهذه المحبة هي الاصل للنوعين الاتيين. النوع الثاني او القسم الثاني في هذا النوع المحبة في الله التي يدعو اليها امر الله سبحانه وتعالى. هذه محبة في الله ومحبة لله جاء الحث عليها وجاء الامر بها وجاء الثناء على اهلها وهي ان يحب الانسان ما يحب الله فاذا كان الله عز وجل يحب الحسنات ويحب اهلها فان محبة ذلك محبة في الله ولله. ويجب على الانسان اذا كان صادقا في محبة من يحب ان يوافقه في محبوباته ان كان العبد صادقا في حب الله فان عليه ان يحب ما يحبه الله. فالصالحون يحبهم الله والانبياء يحبهم الله والتوابون والمتطهرون والمتقون يحبهم الله. فهذه المحبة لا شك انها محبة نافعة متفرعة عن محبة الله جل جلاله. القسم الثالث المحبة التي تعين على طاعة الله. الاصل في هذه المحبوبات انها غير محبوبة لله هي من الامور المباحة مستوية الطرفين لكنها معينة على طاعة الله ومحبته. ولذا يمكن ان نعبر عن هذا القسم فنقول المحبة التي اذن الله عز وجل بها ورخص فيها والله لا يأذن ولا يرخص الا في محبة ما يعين على طاعة الله سبحانه وتعالى. ومن ذلك المحبة الطبيعية التي يجبل العبد عليها. فهذه لا جناح فيها هذه لا مانع منها كمحبة الانسان ولده. ومحبة الانسان طعاما وشرابا. وكما هبة الانسان النعم والملذات التي تعود عليه بالبهجة والسرور. هذا قدر مأذون وفيه وانما اذن فيه في الاصل لاجل ان يستعين الانسان بهذا على طاعة الله. فان نوى هذه النية اثيب وان لم ينوي فلا ثواب ولا عقاب. ومن هذا القسم محبة الزوجات وهذا امر مرخص فيه بل هو من كمال الانسان. ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم محبا للنساء اللائي يحل له محبتهن. وهذا امر قد دل عليه دلائل الكتاب والسنة. اما من حيث كون هذه المحبة طبيعية. ولا يكلف الانسان بمنعها ان الله عز وجل جبل الخلق عليها. ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها. وجعل بينكم مودة ورحمة ولا شك ان هذه المحبة اذا قويت ولم تخرج عن الحدود الشرعية فانها هذا اكمل بالعبد وهذا فيه انصراف له عن الوقوع فيما حرم الله سبحانه وتعالى. ولذا لا تجد من يقع في الفاحشة وهو يحب اهله محبة صادقة اذا كان كلفا بزوجه محبا لها مقبلا عليها فانه في الاصل لا ينصرف الى غيرها ولا يقع في الفاحشة مع من سواها انما اذا كان هناك نقص في هذه المحبة طلبت نفسه غيرها وهذا القدر كما اسلفت من كمال الانسان. ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو الناس بعبودية ربه ومحبتهم له كان النبي صلى الله عليه وسلم متصفا بذلك. قال صلى الله عليه وسلم حبب الي من دنياكم الطيب والنساء. وفي الصحيحين ان عمرو بن العاصي رضي الله عنه ما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم اميرا في غزوة ذي السلاسل لما رجع يقول سألت النبي صلى الله الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله من احب الناس اليك؟ فقال صلى الله عليه وسلم عائشة. قلت فمن الرجال قال ابوها قال فعد رجالا ثم سكت خشيت ان اكون اخرهم المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل احب الناس اليه من زوجه عائشة الحبيبة الى قلبه صلى الله عليه وسلم. وقل مثل هذا فيما خرج الامام مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها عن ام المؤمنين خديجة قال اني رزقت حبها قال اني رزقت حبها. دل هذا على ان هذه المحبة لزوجه الكريمة ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها رزق ساقه الله الى نبيه صلى الله عليه وسلم وخصلة كريمة شريفة. حبى الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بها. اذا هذا القدر لا حرج فيه ولا مانع منه. بل انه معين على طاعة الله سبحانه وتعالى. كلما كان الانسان اكثر استقرارا في بيته وكلما كان هذا البيت مغمورا بالمحبة وممتلئا بالسعادة كلما اكان ذلك اكثر اعانة على طاعة الله. والعكس بالعكس. اذا هذا القدر من المحبة المأذون فيها الجائزة ولا ينسحب عليه كلام شيخ الاسلام الذي قرأناه او الذي سنقرأه ان شاء الله الثاني المحبة الضارة. هذه تقابل المحبة النافعة. وهذه المحبة ايضا تنقسم الى ثلاثة اقسام اولا المحبة مع الله وهذه هي المحبة الشركية ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. وهذه المحبة شرك بالله سبحانه وتعالى. القسم الثاني محبة ما يبغض الله. وهذه معصية. ووسيلة الى الوقوع في المحبة التي قبلها. فاذا احب الانسان ما ابغضه الله عز وجل كان عاصيا لله وكان هذا نقصا في محبته لله. اذا كان يحب الخمر والفواحش والظلم والعدوان واهل ذلك فان هذا لا شك انه معصية لله سبحانه وتعالى. الصنف او عفوا القسم الثالث المحبة التي تؤدي الى الاعراض عن طاعة الله سبحانه وتعالى المحبة التي تقطع الطريق الى طاعة الله. وان كانت في الاصل مباحة. فانها تنقلب بذلك الى محبة محرمة. وربما تكون وسيلة الى الوقوع في المحبة مع الله وذلك كمحبة الانسان ولده والاصل في ذلك انه ماذا؟ مباح او محبته هو اهله والاصل في ذلك انه مباح. لا هي لكن ان الهى ذلك عن طاعة الله او صد عن الاستجابة لامر الله كان هذا مما حرم الله. قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا. اذا قد يختل ميزان المحبة عند الانسان. فيطغى حبه لما الاصل جواز حبه كولد وزوج وما الى ذلك فيلهيه ويشغله عن طاعة الله سبحانه وتعالى او الاقبال على امره او الانتهاء عن نهيه وهذا لا شك انه من المحبة الممنوعة الضارة. اذا هذا من حيث الاصل ما ترجع اليه المحبة. هذه الاقسام الستة عليها تدور محبة الخلق لا تجد محبة عند الخلق الا وهي دائرة على هذه الانواع الستة. المقصود ان المؤلف رحمه الله ينبه ها هنا الى ان المحبة التي لم ينضبط بالضابط الشرعي فانها تكون وبالا على صاحبها. ومن ذلك ما الاصل فيه الجواز كمحبة الزوجة فان محبة الزوجة جائزة بشرط الا تبلغ الى الحد الذي يؤدي الى الوقوع في معصية الله او ترك ما اوجب. هذا هو الشرط فيها. وفي كل الانواع التي ذكرناها في القسم الثالث من المحبة النافعة. ما الشر ان تحب من تحب على الا تؤدي هذه المحبة الى ماذا؟ الى من الوقوع في معصية الله او التقصير في امر الله. فهذا الذي يحكيه المؤلف رحمه الله من هذه الحال ارجعوا الى محبة الاصل فيها الاباحة. لكن الشرط الشرعي قد اختل فيها. فان اجتمع مع هذا كون هذه المرأة ذات مكر وكيد وتسلط وفيها حب الاستعلاء فان حينئذ تكون مالكة ويكون هو الاسير. وان كان الاصل ان الرجال على النساء درجة لكن الامر ينعكس في هذه الحال. قال ولا سيما ان درت بفقره اليها وعشقه لها وانه لا يعتاد عنها بغيرها. فانها حينئذ تتحكم فيه تحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور والاصل في هذا ان اسر القلب اعظم من اسر البدن. اذا كان القلب مأسورا عند احد فان هذا الاسر اشد واعظم واكثر ايلاما واشد ضررا من اسر البدن. الانسان اذا اسر بدنه من عدو. كان يؤسر مسلم في ادن من قبل الكفار. فانه وان كان في ايديهم وان كان مقهورا تحت سلطتهم فان قلبه اذا كان معمورا بطاعة الله اذا كان محتسبا الاجر عند الله فانه يكون في طمأنينة وسكينة لكن البلية كل البلية ان يكون القلب مأسورا عند احد من المخلوقين العبودية في اصلها عبودية القلب. والحرية حرية القلب. وعن ذلك عبودية الجوارح وتكون حرية الجوارح. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فان من استعبد واسترق واسر لا يبالي اذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا بل يمكنه الاحتيال في الخلاص. واما اذا كان القلب الذي هو ملك الجسم رقيقا مستعبدا متيما لغير الله فهذا هو الذل والاسر المحض والعبودية الذليلة لما استعبد القلب. وعبودية القلب واسره هي التي رتبوا عليها الثواب والعقاب فان المسلم لو اسره كافر او استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك اذا كان قائما بما يقدر عليه من الواجبات ومن استعبد بحق اذا ادى حق الله وحق مواليه كان له اجران. ولو اكره على التكلم بالكفؤ وتكلم به وقلبه مطمئن بالايمان لم يضر ذلك. واما من استعبد قلبه فصار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس. فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما ان الغنى غنى القلب. قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرب وانما الغنى غنى النفس ما احسن هذا الكلام! لو لم يكن في هذه الرسالة الا هذه الكلمات لكفى بهذا بيانا قدر هذه الرسالة العظيمة وحاجة العبد الصادق اليها فان هذا من الفقه النفيس. الذي العبد احوج ما يكون اليه. هذا اهم ما يكون من الفقه ان يعرف الانسان هذه الدقائق وهذه التفاصيل في شأن العبودية وفي شأن محالها من الانسان مما يرجع الى القلب او وهذا كلام من فقيه بهذا الباب. عليه رحمة الله. وجزاه الله عنا خيرا. الحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب والغنى غنى القلب. وكل انسان حجيج نفسه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا العمري اذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة فاما من استعبد قلبه محرمة امرأة او صبي فهذا هو العذاب الذي لا ثواب فيه. حاشية؟ قال وفقه الله في نسخة لا يدان فيه لا يدان فيه. يعني لا قدرة لاحد فيه وفي المطبوعات وفي المطبوعات لا يدانيه عذاب هذا الاقرب. هذا المتسق مع السياق. يعني اذا كان الانسان قد استعبد قلبه بصورة مباحة. كلام المؤلف رحمه الله عن الصورة وهذا اكرر في كلامه هنا يريد به صورة المستحسنة لمرأة او ما هو اشد من عليك كمحبة الصور المستحسنة من المردان والصبيان كما يبتلى به مرضى القلوب كالذي كان من حال قوم لوط. حيث انهم قد اه كان منهم عشق الصور برا صور الرجال او من كان جميلا من الرجال. وهكذا حال من كان له شيء من ارثهم عافاني الله واياكم من ذلك. اذا هذه هي محبة الصور. محبة النساء او محبة هذه البلايا والمحن التي يقع فيها من يقع من مرضى القلوب محبة الصبيان والمردان او الرجال الحسان هذا الذي اراده المؤلف رحمه الله في قوله سورة مباحة او سورة محرمة. يقول اذا كان الذي يقع في صورة مباحة قد استعبد قلبه. اما اذا استعبد قلبه اما اذا وقع في فيما محبة صورة محرمة فهذا البلاء الذي ليس بعده بلاء. هذه المصيبة الكبرى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهؤلاء من اعظم الناس عذابا واقلهم ثوابا فان العاشق لصورة اذا بقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لها اجتمع له من انواع الشر والفساد ما لا يحصيه الا رب العباد. نعم. هذا اوان كلامها رحمه الله عن موضوع العشق وقد استرسل فيه عدة صفحات العشق هو الافراط في المحبة بحيث يستولي المعشوق على قلب عاشقه هذا ما يسمى بماذا؟ بالعشق. والاصل ان العشق ينقسم الى ثلاثة اقسام الاول عشق معفون عنه. هذا القدر البالغ من المحبة. ونحن تكلمنا في اوائل الرسالة عند درجات المحبة وذكرنا منها درجة العشق وذكرنا درجة التتيم وذكرنا درجة الصبابة الى اخر ما يذكرون المقصود ان هذا العشق ينقسم الى هذه الاقسام الثلاثة اولا العشق المعفو عنه. وهذا يرجع الى حال اولا ما كان في ما كان الاصل في عشقه الاباحة كما المحبة التي تصل الى درجة العشق بالنسبة للزوجة فهذه معفو عنها كرط الا تبلغ الى الاخلال بالشرط المذكور انفا اذا بلغت اه هذه المحبة او بلغ هذا العشق الى الدرجة التي تشغل عن طاعة الله وتجعل العبد معرضا عن الاستجابة بامره او الانتهاء عن نهيه حينئذ تخرج عن كونها ماذا؟ معفوا عنها. الحالة الثانية المحبة او العشق الذي يقع فيه الانسان بلا ارادة منه او قصد. وهذا نوع من المرض ونوع من البلاء قد يقع فيه من يقع والقصص والشواهد على هذا كثيرة كأن يبتلى الانسان بغير قصد برؤية امرأة تعجبه فيكلف بها ويعشقها. فهذا القدر ان لم يصل الى الشيء الذي حرمه الله سبحانه وتعالى فهذا امر معفو عنه. لكن ان وصل الى ما حرم الله سبحانه كما سيأتي الكلام عن ذلك فلا شك انه خارج عن الحد المعفو عنه. القسم الثاني العشق المحرم وهو العشق الذي يصل بصاحبه الى الوقوع فيما حرم الله او ترك ما اوجب الله وهذا هو الغالب على حال العاشقين. الغالب على حال العاشقين ان يصلوا الى هذا القدر انهم يفقدون التحكم في انفسهم. يتردى حالهم الى هذه الحال. نسأل الله السلامة والعافية. القسم الثالث العشق الشركي. ان يبلغ العشق الى درجة وقوع فيما ذكرناه انفا وهو المحبة مع الله. قد يعشق الانسان امرأة تحل له او قد لا تحل له لكن في الغالب هذا القدر انما يقع في المحبة المحرمة قد يعشق معشوقة له فيبلغ به الحال الى ان يقع في الشرك بالله عز وجل. وقد سمع وآآ استفاضت الاخبار عن احوال هؤلاء في وصولهم الى هذا العطب الى هذه المقاتل التي لا رجعتا عنها الا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى. ربما وصل العاشق الى حد ان يسجد لمعشوقته نسأل الله السلامة السلامة والعافية. ربما يصل الحال به الى انه يكره ان ينادى الا بعبدها انه عبد فلانة ربما يصل الحال الى درجة ان قلبه قد فرغ تماما لها فالامر امرها والنهي نهيها ولا يزاحمها في قلبه شيء البتة حتى لو كان امر الله او محبته هذا القدر لا شك انه شرك بالله سبحانه وتعالى. المقصود ان آآ هذا الذي شق هذه الصورة فيتعلق قلبه بها ويكون مستعبدا لها قال اجتمع له من انواع الشر فساد ما لا يحصيه الا رب العباد. ربما اوصله ذلك الى ان يضيع حق ربه سبحانه وتعالى وهذا اعظم ما يكون من المفاسد ولذلك انظر الى حال المشركين الذين ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه كحال عاشقي الصور المحرمة من قوم لوط كيف انه قد ارداهم ذلك؟ وابن القيم رحمه الله يذكر ان هذا العشق ما حكاه الله عز وجل في كتابه الا عن المشركين. فالتلازم يقع غالبا. بين هذا الافراط في العشق والشرك بالله سبحانه وتعالى. انظر مثلا الى حال امرئ القيس. هذا الذي بلغ في الشعر كما يقولون الغاية. انظر كيف ان قلبه لما لم يكن مستعبدا لله ما عنده وحيد ما عنده ايمان بالله عز وجل. صار قلبه معبدا لغير الله. ولذا يقول مثلا في معلقته المشهورة افاطم مهلا بعض هذا التدلل وان كنت قد ازمعت صرمي فاجملي. اغرك مني ان حبك قاتلي وان مهما تأمري القلب افعلي. مهما تأمري القلب فانه يفعل. وهذا دليل على انه قد اضاع حق ربه من قلبه محبته ورجائه وخوفه ما تعلق بالله سبحانه وتعالى. انما تعلق بهذه المحبوبة التي عشقها التي عشقها. فاضاعها حق الله سبحانه وتعالى على نفسه نسأل الله السلامة والعافية. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولو من فعل الفاحشة الكبرى فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة اشد ضررا عليه مما يفعل ذنبا ثم يتوب منه ويزول اثره من قلبه وهؤلاء يشبهون السكائش وهؤلاء يشبهون بالسكارى والمجانين كما قيل سكران سكر هوى وسكر مدامة ومتى افاقة من سكراني وقيل قالوا قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق اعظم مما بالمجانين العشق لا يستفيق الدهر صاحبه وانما يصرع المجنون في الحين. نعم. لا شك ان هذا العشق وهذه المحبة المحرمة او الشركية لا شك انه يترتب عليها كثير من المفاسد. اول ذلك اشتغال القلب عن محبة الله سبحانه وعن ذكره وعن عبادته. القلب خلق فيه حاجة وفيه فقر وفيه طلب فهو لا يزال يبحث عن مما يؤدي الى سكونه وطمأنينته وانسه. فان وفق الى ان يحب الله يحب الله الله سبحانه وتعالى فانه يكون قد وصل الى الغاية المقصودة الذي التي خلق الله الخلق اليها وفاز حينئذ بالسعادة بجميع حذافيرها. فان لم يوفق الى هذا ما تداركه الله عز وجل بلطفه ورحمته وهذا لا يكون الا عقوبة على العبد بما كسبت يداه ثم انصرفوا صرف الله والله اركسهم بما كسبوا في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. المقصود ان القلب اذا لم يجد سكونه وطمأنينته وراحته في محبة الله فانه سيطلبها في غيره وهذه حال العاشقين. الذين بلغ عشقهم حد الافراط. فتعدوا حدود ما بين الله وانزل هؤلاء يطلبون السكن والراحة والطمأنينة لقلوبهم هذا العشق لمعشوقهم لكنهم مع الاسف الشديد لا يفوزون بما يريدون بل قلبهم لا يزال يزداد تشتتا وشعثا. ابى الله عز وجل ان يعذب كل من طلب حبة غير محبته من احب غير الله عذبه الله بهذا المحبوب. فصار هذا الانسان حينما يطلب وسكن نفسه وزوال شعثه وشتاته صار كالذي يتداوى بالداء يطلب الشفاء من السم كالذي يأكل ولا يشبع بل يزداد بل يزداد جوعا كالذي يشرب ولا يروى بل يزداد عطشا كذلك حال الذي يطلب هذا الطلب. اذا اعظم مفسدة لهذا العشق انه يشغل عن ذكر الله سبحانه وعن محبته. فهذه المزاحمة تضعف محبة الله. وتضعف الاقبال عليه. وبالتالي فان ذلك ينقص عبادة الله عز وجل وقد يؤدي الى ذهابها بالكلية الامر الثاني ان هذا الافراط في العشق او ان هذا العشق الذي حرمه الله سبحانه وتعالى يؤدي الى افساد دين الانسان ودنياه. اما دينه فلما سبق اذا كان القلب مريضا وترحلت عنه محبة الله او كمالها فان الجوارح بالتالي سوف تضعف ان القلب امير الجوارح وبالتالي فانه اذا ضعفت محبة الله عز وجل فيه لم لم تنبعث الجوارح لعبودية الله سبحانه وتعالى. وبالتالي تضعف او تسوء حاله حتى في مصالح دنياه. تجده مشتت الفكر تجده غائبا ناسيا مصالحه فاقدا للشعور فيصاب بالمشاكل المتعلقة في امور حياته وتزداد عليه الامور تعقيدا هذا ايضا من مفاسد العشق والشاهد اكبر دليل على هذا كم من الناس من وصل به الحال في العشق الى ان ترك وظيفته اه فسدت تجارته وما الى ذلك وكل هذا عقوبة على الوقوع فيما حرم الله سبحانه وتعالى. اضف الى هذا مفسدة ثالثة وهي عذاب القلب الذي ذكرته لك قبل قليل فان القلب يزداد شتاتا وشعثا ويزداد تفرقا وقلقا لانه طلب السكن فيما لا سكن فيه. طلب الراحة في الشيء الذي لا راحة فيه وهذا لا يكون الا اذا لجأ الانسان الى الله سبحانه وتعالى تعبد له صارت محبته وخوفه رجاءه رغبته وانابته له سبحانه وتعالى. هنا يسكن ويطمئن والا فانه لا يزداد الا تعبا. ولا يزداد والا شقاءك ولذلك اقرأ في شعر هؤلاء العاشقين لا تجد الا البكاء ولا تجد الا الدموع ولا الا الحزن اليس كذلك؟ في كل احوالهم. عند اللقاء يبكي. وعند الوداع يبكي. في هم وغم مستمر نسأل الله السلامة والعافية. الامر الرابع افساد العقل كما يذكر المؤلف رحمه الله فان هذا العشق اذا اه بلغ الحد المفرط فان انه يفسد عقل صاحبه. وما مجنون ليلى عنا ببعيد؟ ما الذي اصابه بهذا؟ الا هذا العشق المفرط وهذا مثال والامثلة كثيرة. ولذا يقول بعض الحكماء العشق في اوله حلاوة. وفي وسطه اي سقم وفي اخره عطب وربما وصل الحال الى ان يفسد على الانسان بدنه وتفسد ذاته. وربما يموت ويقتل والعياذ بالله. رفع شاب الى ابن رضي الله عنهما وقد صار في غاية السقم. حتى كان جلدا على عظم. فسأل عن الذي اصابه فقالوا العشق. فصار ابن عباس رضي الله عنهما يومه ذلك كله يتعوذ بالله من من العشق والقصص في هذا كثير مشهور من تتبعه وجده نسأل الله السلامة والعافية من هذه الحال الذي ينبغي على الحازم ان يتنبه لنفسه وان يرابط على ثغر قلبه فان وجد شيئا من مبادئ ذلك فليكن حازما وليسد على نفسه ابواب الشر والفساد والا فان العاقبة قد لا تكون حميدة. بعض الناس يتساهل في هذا الامر يتساهل في محادثة. يتساهل في مشاهدة نتساهل في ما هو اشد من ذلك كلقاء لكن النهاية ربما تكون عاقبتها وخيمة تولع بالعشق حتى عشق فلما استقل به لم يطق. رأى لجة يعني بحرا ظنه موجة. فلما تمكن منها غرق. انسان قد في البداية لكن قلبه ربما يفقد التحكم فيه. فيكون العطب ان السلامة من سلمى وجارتها الا تحل على حال بواديها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اعظم اسباب هذا البلاء اعراض القلب عن الله فان القلب اذا ذاق طعم عبادة الله والاخلاص له لم يكن عنده شيء قط احلى من ذلك ولا الذ ولا اطير. والانسان لا يترك محبوبا الا لمحبوب اخر يكون احب اليه منه او خوفا من مكروه فالحب الفاسد انما ينصرف عن القلب عنه بالحب انما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح او بالخوف من الظرر. نعم. هذا لا شك ففيه ولا ريب فان من اعظم اسباب هذا البلاء الذي يقع فيه بعض الناس اعراض القلب عن الله سبحانه وتعالى في الاصل تكون النتيجة ان يزداد بهذا البلاء بعدا عن الله سبحانه وتعالى. والامر كما قد يصل الى حد الشرك بالله عز وجل الى ان تزاحم محبة معشوقه محبة الله حتى تساويها او تكون لغى منها ولذا هؤلاء الذين وقعوا في هذا الامر اذا بلغ بهم الحد الى الافراط تجد ان ذكر محبوبه على لسانه اعظم من ذكر الله على لسانه وشوقه الى لقاء معشوقه احب اليه من شوقه الى لقاء ربه والوقت الذي يصرفه في طاعة معشوقه اكثر من الوقت الذي يصرفه في طاعة الله. والمال الذي ينفقه او على معشوقه اكثر من المال الذي ينفقه في سبيل الله. وقس على هذا وهذا دليل على اه ان الانسان قد يكون عبدا لهواه بعض الناس يستشكل كيف يكون الانسان عبدا لهواه؟ نعم قد يكون الانسان عبدا لهواه. افرأيت من اتخذ الهه هواه نسأل الله السلامة والعافية. اذا المقام ليس بالامر السهل. المسألة مسألة عبودية يترتب عليها جنة ونار فليحذر العاقل وليطلب لنفسه نجاة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال تعالى في حق يوسف عليه السلام كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل الى الصور والتعلق بها ويصرف عنه الفحشاء باخلاصه لله. نعم. صدق رحمه الله كلما انا الانسان اكثر اخلاصا لله وتعلقا به كلما صرف عنه التعلق بغيره وانا اظن ان المؤلف الله استشهد باية يوسف على غير القراءة التي قرأ بها اخونا وهي قراءة الاكثر انما اراد انه من عبادنا المخلصين ليتناسب ما ذكره بعد الاية معها. فهذه قراءة متواترة قرأ بها ابن كثير وابو عمرو وابن عامر ويعقوب انه من عبادنا المخلصين على زنة اسم الفاعل وقرأ الاكثر انه من عبادنا المخلصين على زنة اسم المفعول. على ان الامرين متلازمان فان الله عز وجل لا يجعل احدا مخلصا له الا اذا كان من المخلصين صين فمن كان من المخلصين كان من المخلصين. الشاهد ان المؤلف رحمه الله الله يقول لك انظر الى الفرق بين حالتين بين قلب معمور بمحبة الله وتوحيده وبين قلب قد اشرك مع الله غيره. انظر الى حال امرأة العزيز. كيف انها وقعت في العشق الممنوع وطلبت ما حرم الله سبحانه وتعالى من الفاحشة. وقالت هيت لك وذلك لانها كانت من قوم مشركين. كانت كقومها مشركين لكن انظر الى حال يوسف عليه السلام لما كان من المخلصين صرف الله عز وجل عنه السوء والفحشاء قال اهل العلم السوء العشق والفحشاء الزنا والاول مرقاة ومدرجة للثاني الاول مرقاة ومدرجة للثاني. اذا اخلص لله سبحانه وتعالى وراقب قلبك واجعل مولاك اعظم محبوب لك ان كنت كذلك صرف الله عز وجل عنك السوء والفحشاء. خذها قاعدة كلما عظمت محبتك لله قلت محبوبات في قلبك والعكس بالعكس من كان غير الله عز وجل حبه عظيما في القلب. وكثرت المحبوبات في قلبه. زاحم ذلك محبة الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله. ولهذا يكون قبل ان يذوق حلاوة العبودية لله والاخلاص تغلبه نفسه على اتباع هواها فاذا ذاق طعم الاخلاص وقوي في قلبه انقهر له هو اه بلا علاج. قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر. احسنت. لعل هذا القدر فيه كفاية. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين