بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم رحمه الله تعالى في رسالة العبودية ولهذا يكون قبل ان يذوق حلاوة العبودية نعم لو بدأت قال تعالى في حق يوسف احسن الله اليك الكلام قال رحمه الله قال تعالى في حق يوسف عليه السلام كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فالله يصرف عن عبده ما يسوءه من الميل الى الصور والتعلق بها ويصرف عنه الفحشاء باخلاصه لله. ولهذا يكون ولهذا يكون قبل ان يذوق حلاوة العبودية لله والاخلاص له تغلبه نفسه على اتباع هواها. فاذا ذاق طعم الاخلاص وقوي في قلبه انقهر له هو اه بلا علاج. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما فكان الكلام في الدرس الماظي قد توقف عند قوله تعالى كذلك عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين على قراءة جمع من اهل القراءات وبين الشيخ رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى يجازي على الاخلاص بصرف السوء والفحشاء. كلما كان الانسان اكثر قربا الى الله عز وجل وتعظيما واخلاصا ومحبة. كلما كان ابعد عن السوء والفحشاء وجميع المعاصي وهذا لا يكون الا بتوفيق من الله والا اصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين. فالله سبحانه وتعالى هو الذي العبد ويوفقه الى هداه. والا فلو خلي بينه وبين نفسه ما كان منه الا كل شر وسوء يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم اذا من جزاء التوحيد والاخلاص والمحبة والانابة الى الله عصمة العبد من الذنوب المعاصي لا سيما ما فحش وغلظ منها كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء شاء انه من عبادنا المخلصين. الله سبحانه وتعالى يتولى عبده. اذا اذا كان مواليا له ومن اهله وبالتالي يترحل عنه الشيطان. ولا يؤزه الى مساخط الله. بعكس اذا كان معرضا عن الله. من كان مواليا للشيطان قريبا منهم بعيدا عن الله فان الشيطان يدعوه الى ما حرم الله ويقربه الى مساخط الله. كما قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانا فهو له انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون. انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. اذا هما طريقان يسلكهما العبد اما ان يقرب الى الله سبحانه وبالتالي فان الله سبحانه يصرف عن منه السوء والفحشاء ويحميه ويعصمه من الشيطان. فان الانسان لا يحرز نفسه من الشيطان الا اذا وفقه الله او يكون من اولياء الشيطان. قريبا منهم. فهذا يؤز الى المعاصي ازا ويدفع اليها منهم دفعا. والله سبحانه يخلي بينه وبين وهواه. ولا يمده بعونه وتوفيقه. فيبعده عن هذه المعاصي اذا اذا كنت تريد التوفيق والبعد عن مساخط الله راعي هذا الامر راعي التوحيد والاخلاص ومحبة الله في نفسك والاقبال على طاعته وابشر بالخير فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. قال رحمه الله ولهذا يكون قبل ان يذوق حلاوة العبودية لله والاخلاص له تغلبه نفسه على اتباع هواها. فاذا ذاق طعم الاخلاص وقوي في قلبه انقهر له هواه بلا علاج نعم اذا سكن الايمان والتوحيد والاخلاص في القلب فانه يذوق حلاوة للايمان. تتقاصر عندها كل حلاوة ولذة ماذا يريد؟ وقد فاز باعظم لزة باعظم لذة وبهجة وسرور حلاوة ايمانه بالله وقربه منه تنسيه ان يتشوف الى لذة اخرى لا تدانيها في البهجة والحبور وسرور النفس. فكيف وفيها من ما هو اضعاف اضعاف ذلك؟ اذا اذا ضاق الانسان حلاوة الايمان و شدى طرفا من طعمه فانه سوف يجد ويجتهد في اكمال طريق العبودية لله وتحصيل الحسنات. وهذه لفتة من المؤلف حسنة. قال فاذا ضاقت فاذا ذاق طعم الاخلاص وقوي في قلبه انقهر له هواه بلا علاج. متى ما وصل الى درجة ان يذوق هذه الحلاوة فانه لا يصبر عنها. وبالتالي سوف يسعى الى تحصيلها الناس من ذاق منهم طعاما حسنا فانه سيكون احرص وعلى تحصيله ممن لم يذقه. اليس كذلك؟ الذي سمع ان الاكلة الفلانية جيدة الطعم هذا ربما يكون عنده استشراف وتشوف الى ان يذوقها. لكن الذي سبق له ان ذاقها فعلا اشد على ان يحصلها مرة اخرى. اذا هذه المعاني انما يدركها من يذوقها ومن لم يجرب ليس يعرف قدره فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه لكن هذا دونه عقبة ومرتفع يحتاج الى مجاهدة في الصعود. لكن من الى ذلك فليبشر بالخير. لا شك ان مصارعة داعي الهوى تحتاج الى مجاهدة شديدة في ابتداء الامر. لكن ان روض نفسه وآآ كبح جماح نفسه مرة بعد اخرى فانه حينئذ تسهل عليه نفسه. تنقاد عليه بسهولة وبالتالي فانه ينصرف عن الهوى دون مشقة. ولذلك قال بعض الحكماء من عود نفسه مخالفة الهوى فانه يغالبه متى ما اراد الان اذا نظرت في حال من يعمل اعمالا شاقة كالحمالين مثلا تجد انه مع كثرة ما يعاني حمل الامور الثقيلة يصبح الامر عليه هين ارتاظت نفسه ذلك مع انه يحمل الشيء الشاق الثقيل. لكن الممارسة عادت عليه بتهوين الامر كثرة المران كما يقول العقلاء تحيل العاجز ذا قدرة بخلاف لمن كانت اعماله لا تحتاج الى جهد ومشقة ورفعانة اثقال كان يكون خياطا مثلا تجد انه لا يعاني الاحمال الثقيلة وبذلك اذا اضطر الى حمل فانه يجد مشقة كبيرة اذا لابد للعبد ان يجاهد نفسه والمشقة في ابتدائها ثم بعد كذلك يسهل عليه الامر يعود نفسه مخالفة الهوى وبالتالي فانه سيغالبه متى ما اراد. بتوفيق الله سبحانه وتعالى الامر يرجع الى ان الناس في الجملة عاجز وكيس. وآآ المسلكان هما العجز والكيس. فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني. اتبع نفسه هواها. بمعنى صار الهوى وعن وصارت النفس تابعة كأن الهوى معه حبل يعلقه في عنق النفس وبالتالي يجرها حيثما شاء. يكون متبعا لهواه. هذا هو العاجز. الذي اخلد الى الارض واتبع هواه. نعوذ بالله من هذه الحال. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر. فان الصلاة دفعا للمكروه وهو الفحشاء والمنكر وفيها للممدوح وهو ذكر الله وحصول هذا المحبوب اكبر من دفع ذلك المكروه فان ذكر الله عبادة لله وعبادة القلب لله مقصودة واما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره على سبيل التبع. نلاحظ في كلام المؤلف رحمه الله ها هنا انه يريد التنبيه على ان الصلاة وهي ارفع الحسنات ثمرتها ترجع الى امرين ترجع الى تحصيل العبودية وترجع الى كف النفس عن الفحشاء والمنكر يقول الشيخ الامران حاصلان اذا فعلت الحسنة فانك تقرب الى الله سبحانه وتعالى تكون محققا للعبودية ومع ذلك فانه يندفع عنك من الشر والسوء مقابل ذلك ايضا لكن ايهما اشرف واعظم؟ لا شك ان تحقيق العبودية هو الاشرف والاكمل. واما دفع السوء انه في المرتبة الثانية ولذا قال ولذكر الله اكبر. لان ذكر الله مقصود لذاته. اما دفع السوء والفحشاء فليس مقصودا بذاته انما هو لتكميل العبودية لله سبحانه وتعالى. ولذا كان في هذا الباب ان تحصيل جنس المأمورات اكمل من جنس ترك السيئات يعني ايهما افضل؟ وايهما اوجب؟ ان يفعل المأمور او ان يكف عن المحظور. هذه مسألة فيها بحث طويل عند اهل العلم. والتحقيق فيها ان شاء الله ان جنس فعل المأمور ولاحظ اننا نتكلم عن الجنس لا عن الافراد والا فالبحث في الافراد له نظر خاص اذا نظرنا الى كل مأمور او كل منهي على جهة التفصيل فها هنا بحث اخر فينظر في كل الى مرتبته في الشريعة. لكننا نتكلم عن جنس فعل المأمور. يعني في الجملة فعل المأمور اقوى واوجب في الشريعة من ترك المحظور. وهذا له اوجه كثيرة واسباب عديدة اوصلها الاسلام رحمه الله في بعض الرسائل المودعة في مجموع الفتاوى الى ما يقرب من عشرين وجها منها هذا الوجه الذي اشار اليه هذه الاشارة وهي ان فعل المأمور مقصود لذاته وترك المحظور مقصود بغيره ما هو هذا الغير؟ تكميل حصول المأمور. فانه لا يمكن ان يحصل المأمور الا لا بالفراغ من المحظور. لا يمكن ان يستتم لانسان فعل ما يحبه الله على الوجه الاكمل الا اذا كان خليا عن عن مباشرة المحظور. وهذا مما يرجح ما ذكرت لك من ان جنس المأمور اشرف من جنس ترك المنهي. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والقلب خلق يحب الحق يريده ويطلبه فلما عرضت له ارادة الشر طلب دفع ذلك لانه يفسد القلب كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من الدغل فيحتاج مراعاة هذا الزرع الى ان تلاحظ هذه الحشائش الضارة وهذا الدغل لابد من نزعه لابد من متابعته حتى يسلم نبات هذا الزرع نباتا صحيحا اما اذا تناوشت هذا الزرع هذه الحشائش الضارة فان هذا يضعف هذه الشجرة وبالتالي يضعف ثمرتها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا قال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها وقال قال قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى وقال قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم. وقال تعالى الا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. فجعل سبحانه غض البصر وحفظ الفرج هو ازكى للنفس. وبين ان ترك الفواحش من زكاة النفوس وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش والظلم والشرك والكذب وغير ذلك. وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الارض قلبه رقيق لمن يعينه عليها ولو كان في الظاهر ان قدمهم والمطاع فيهم. فهو في الحقيقة يرجوه ويخافه فيبذل لهم الاموال والولايات ويعفو عما يستريحونه ليطيعوه ويعينوه. فهو في الظاهر رئيس مطاع وفي الحقيقة عبد لهم والتحقيق ان كلاهما فيه عبودية للاخر وكلاهما تارك لحقيقة عبادة الله. واذا كان تعاونهما على العلو في الارض بغير الحق كانا بمنزلة المتعاونين على الفاحشة او قطع الطريق. فكل واحد من الشخصين لهواهم فكل واحد فكل واحد من الشخصين لهواه الذي هواه الذي استعبده واسترقه احسن الله اليك. فكل واحد من الشخصين لهواه الذي استعبده واسترقه مستعبد للاخر وهكذا ايضا طالب المال فان ذلك يستعبده ويسترقه. احسنت. نبه المؤلف رحمه الله بعد ان تكلم بكلام طويل عن عشق الصور واثاره السيئة. تكلم الان عن عشق السلطان والملك وارادة العلو في الارض. ثم اشار اشارة الى اه ما يتعلق بعشق المال وتعلق القلب به. وهذه الانواع الثلاثة هي الشرور الكبرى فان اعظم ما يكون من الشرور يرجع الى هذه الامور الثلاثة الى تعلق القلب بالصور وما اليها من الفاحشة والشهوة او الى ارادة العلو في الارض وتحصيل الملك والسلطة وما اليه من الظلم والعتو والتجبر والتعدي على حقوق الناس. او الى تعلق القلب بالمال عشق المال اللهث عليه بحيث يجر الى ما لا يحل من انواع المعاملات المحرمة. هذه اصول كبرى للشرور وهي المصيبة كل المصيبة عشق الصور وعشق العلو في الارض وعشق المال. والمؤلف رحمه الله فيما قبل ذلك نبه على ان من عشق وطلب الرئاسة و ان يكون عال على الناس ان هذا ستكون ثمرته ان يحصل عليه نقيض ما طلب. وهذا جزاء من الله عز وجل وفاق. فانه اذا اراد ان يكون ملكا وذلك بسلوك ما حرم الله عز وجل من الظلم والعتو وسفك الدماء بغير الحق. فان ذلك ان يعود رقيقا او كان كالرقيق. وذلك انه كما انه يستعبد الاخرين فانه مستعبد للاخرين. هؤلاء الذين لا يتم له امره الا بهم فانه سيكون منقادا لهم رقيقا في ايديهم مأسورا تحت سطوتهم ولذا فانه يقبل منهم ويتجاوز عن مسيئهم حتى يستتم له الامر. والا فلو انفض الناس جميعا عنه. وما دام له بالولاء والطاعة كيف يتم له ملكه؟ اذا هذا الذي يريد التجبر في الارض والعلو على الناس غير الحق يعود فيكون اسيرا شعر او لم يشعر. وهذه مسألة عجيبة. ان الله سبحانه وتعالى يعاقب بنقيض المقصود الفاسد يريد ان يسترق الاخرين ويستعبدهم واذا به يعود عبدا لهم. فيكون رقيقا سيد في نفس الوقت هو مستعبد للاخرين ومستعبد لهم. وحاشيته مستعبدة له ومستعبدة له. وهذا من عجيب حكمة الله سبحانه وتعالى وعدله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه الامور نوعان منها ما يحتاج العبد اليه كما يحتاج اليه من طعامه وشرابه ومسكنه ومنكحه نحو ذلك فهذا يطلبه من الله ويرغب اليه فيه فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس بل بمنزلة الكنيف الذي يقضي فيه حاجته من غير ان يستعبده فيكون هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا ومنها ما لا يحتاج العبد اليه. هذا لا ينبغي له ان يعلق قلبه بها. نعم هذا الجزء من هذه الرسالة في غاية الاهمية وفيه تصحيح لما قد يتوهم خطأ من كلام المؤلف رحمه الله. حينما يتحدث العلماء عن هذه المسألة وهي ضرورة ان يفرغ العبد قلبه لله عز وجل. وان يكسوه بالعبودية والخضوع والمحبة له ليس المقصود من ذلك ان ينخلع عن الدنيا بالكلية. ليس هذا مقصودا وليس هذا مطلوبا بل ليس هذا ممكنا الانسان خلقه الله عز وجل في هذه الدنيا ليعيش فيها وليكون لتكون حياته فيها والارض وضعها للانام هو لا انفكاك له عن هذه الدنيا بما فيها من مال وشهوات مباحة وما الى ذلك. اذا ما المطلوب؟ الشريعة تقول هذه الامور ان كان لا بد منها في حياتك ومعاشك واستقامة احوالك فلتكن في يدك لا في قلبك. هذه خلاصة الامر. المطلوب ان تكون الامور الدنيوية ان كان محتاجا اليها وهذا هو القسم الاول. ما تحتاج اليه من نقود قال من مساكن من مراكب من انواع رغد العيش انت تحتاجه حتى يستقيم حالك وحتى ان تعيش حياة طيبة كريمة هذا امر لابد منه. الشريعة لا تحول بينك وبينه. وعبودية الله سبحانه وتعالى المطلوبة منك لا يعوقها ذلك بشرط ان تكون في يدك لا في قلبك قلبك لله سبحانه. فرق قلبك لعبادته والدنيا خذ منها ما شئت مما الله سبحانه وتعالى لك. والمثال الذي ذكره المؤلف رحمه الله مثال لطيف جدير ان يقف الانسان عنده قولوا رحمه الله فهذا يطلبه من الله يطلب تحصيل ما يحتاجه في معاشه من الله لان الرزق بيده فليطلب من الله واسألوا الله من فضله. وفي السماء رزقكم وما توعدون. فهذا يطلب من الله. قال ويرغب اليه فيه لكن يكون المال عنده يستعمله في حاجته لا اقل ولا اكثر. هو الة يستعملها في حاجته. فاذا انقضت حاجته فان هذا الامر لا يصبح له قيمة عنده. لا يقعد في قلبه فيتمكن ويسلب لبه ويستولي على نفسه. فها هنا مكمن الخطر. هنا تكون المنازعة لحق الله عز وجل هذا الذي اراد المؤلف رحمه الله بيانه منذ صفحات مضت قال بمنزلة حماره بالذي يركبه يحتاجه لكن قلبه ليس متعلقا بحمار. قال وبساطه الذي يجلس عليه يحتاج الى البساط لكن قلبه ليس متعلقا به. قال بل بمنزلة الكنيف الذي يقضي فيه حاجته كنيف امير على وزن امير. هذا هو المرحاض او بيت الخلاء الاصل ان الكنيف المكان المستور. لكن قيل للمرحاض كنيف لانه يكون مستورا انت تحتاج الى الى المرحاض الى دورة المياه اليس كذلك اجيبه بلى هل يستغني احد عن ذلك؟ لا احد يستغني عن هذا هو بحاجة الى ذلك ولا يمكن ان يستغني عنه ولكن ما موقعه من نفسه ارأيت انسانا يذهب الى الخلاء اجلكم الله وهو فرح مسرور متهلل الوجه لانه يذهب الى مكان يحبه وبالتالي يكون سعيدا اذا دخل ويتظايق اذا خرج منه. اهكذا يفعل عاقل؟ الجواب لا. انما يذهب اليه مع عدم وجود مثقال ذرة لهذا المكان في قلبه. ولذا اذا جلس فيه يجلس الحد الادنى من الوقت وقت ويسارع الى القيام عنه. لانه ليس مطلوبا وليس مرادا. انما هو محتاج اليه قط هذا مثال للدنيا وملذاتها وشهواتها وحوائج الانسان منها. خذ منها حاجتك واطلب منها ما تريد من حله ولكن ليكن ذلك ماذا في اليد لا في القلب. هنا طرفان غاليا ووسط قصد صحيح طرف يدعو الى ان يتخلى الانسان عن الدنيا بكل ما فيها. وهذا كما ذكرت غلط وخطأ وما جاءت الشريعة به. فلا هو مطلوب بل ولا هو ممكن. وكاذب من يزعم ان انه يجرؤ على ذلك او يقدر عليه كاذب من ذا الذي يتخلى عن هذه الدنيا بكل ما فيها هذا امر مستحيل. يقابل ذلك مسلك غال في الشق الاخر. وهو الذي الدنيا واموالها وشهواتها تربعت في قلبه فالهته عن طاعة الله وتقاعس بسببها عن تحصيل ما امر الله او الانتهاء عما نهى الله عنه وزجر الوسط هو الحق وهو الصواب وهو الخير وهو ان تأخذ من هذه الامور الدنيوية ما تاج لكنها تكون في متناول يدك مركوب تركبه لتصل به الى مبتغاك. وهو ان تصل الى رضا الله سبحانه وتعالى ورحمته وجنته. اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهل ذلك. نعم. قال فيكون هلو من غير ان يستعبده فيكون هلوعا. لا تستعبده هذه الامور. ولا تستعبدك الا اذا تربعت واستولت على قلبك حينئذ يكون الانسان وصفه الهلع يوصف بانه هلوع كما قال سبحانه ان الانسان خلق هلوعا اه اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا لكن هناك استثناء وهم العباد الصادقون الا المصلين. اختلف العلماء في كلمة هلوع ها هنا ان الانسان خلق هلوعا. ما المراد بكونه هلوعا؟ قيل ان الهلوعة هو الشحيح. الشحيح كلمة قريبة من بخيل وقيل ان الهلوع هو الضجور. من الضجر الانسان دائما متضجر لا يعرف الطمأنينة ولا تعرف السكينة الى قلبه مسلكا وقيل ان الضجور هو الشرح الذي مبتلى ومصاب بالشره لا يمكن ان يقنع ولا يمكن ان يستغني. انما هو دائم يطلب ويتطلع فيه شراهة او فيه شره وهذا فاقد لغنى النفس وللقناعة التي هي الغنى الحقيقي ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس. وقيل انه الهلوع هو الجزوع. من الجزع. يعني قلة الصبر دائما في جزع ودائما في هلع ودائما في في خوف ونصب وقيل ان تفسير هذه الكلمة ما بعدها. معنى كونه هلوعا انه ها؟ اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا وهذا لا لا يتنافى مع ما سبق فانك ان تأملت وجدت قوله اذا مسه الشر جزوعا فهذا يرجع اليه ما يتعلق بقلة الصبر سواء كان من جهة الجزع او كان من جهة الضجر. كل ذلك مسبب عن قلة الصبر. قال واذا مسه الخير منوعا. وهذا يرجع اليه الشح والبخل ويرجع اليه ايضا الشره وكل ذلك مسبب من قلة اليقين. اذا الهلع الذي بينه الله سبحانه وتعالى ما كان راجعا الى قلة الصبر وقلة اليقين. اما من عافاه الله من ذلك فكان من اهل الصبر واليقين نال الايمان نال الامامة في الدين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. نعم. اذا الامور الدنيوية تنقسم الى قسمين ما يحتاج اليه وما لا يحتاج اليه. ما يحتاج اليه المسلك الصحيح هو ان يطلب الانسان من ذلك ما يحتاج ويرغب فيه الى الله لا الى غيره ثم ان يكون ذلك في يده لا في قلبه. اما القسم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنها ما لا يحتاج العبد اليه فهذا لا ينبغي له ان يعلق قلبه بها فاذا تعلق قلبه صار صار مستعبدا لها وربما صار معتمدا على غير الله فيها. فلا يبقى معه حقيقة العبادة لله ولا حقيقة التوكل عليه بل يبقى فيه شعبة من العبادة لغير الله وشعبة من التوكل على غير الله وهذا من احق الناس بقوله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدرهم تعيس عبد الدينار تعيس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة وهذا هو عبد هذه الامور فلو طلبها من الله فان الله اذا اعطاه فان الله اذا اعطاه اياها رضي واذا منعه اياها سخط. احسنت. ما لا يحتاج العبد اليه هو الفضول والفضول تركها هذه الامور الموصوفة بانها فضول تركها من تمام صحة المسير الى الله سبحانه وتعالى والهجرة اليه وهذه الفضول ضابطها هي كل ما لا يحتاج اليه. في الدار الاخرة كل ما لا تحتاج اليه في الدار الاخرة فانه من الفضول التي الاستغناء عنها اولى بالعبد واجدر بالعبد. هذه من تطلع اليها واستولت على نفسه واستغرق فيها فانه يكون مستعبدا لها كما سبق الكلام عن ذلك ونتيجة ذلك ان يقع في طرف من الشرك وان دق لابد ان يؤثر الاستعباد لها شيئا من التوكل على غير الله او المحبة لغيره غير الله او او لما يبغض الله. او الخوف من غير الله سبحانه وتعالى. لابد ان يؤثر الاستعباد لهذه امور شيئا من هذا وبالتالي يكون الانسان قد نقص توحيده وهذا يؤكد ما بين السلف رحمهم الله من ان الطاعات جميعا من فروع الايمان. وان المعاصي جميعا من فروع الشرك ولذا المعصية فيها طاعة للشيطان تزاحم طاعة الرحمن وهذا طرف من الشرك ونوع عبودية له قال الله جل وعلا الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا ماذا؟ الشيطان قال الله كما ذكرنا قبل انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. اذا هذه الذنوب والمعاصي لابد ان تورث طرفا من الشرك لكن هذا الشرك ينقص التوحيد ولا ينقض التوحيد. انتبه! هذا الذي ذكرنا انه من فروع هذا ينقص التوحيد ولا ينقض التوحيد لان اصل التوحيد ثابت اصل التوحيد ماذا؟ ثابت. انما ينقض التوحيد والايمان اصول الشرك لا فروعه انما ينقض اصل التوحيد اصول الشرك وليس وليس فروعه قال وهذا من احق الناس بقوله تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة وهذا الحديث تكلمنا عنه سابقا عرفنا كيف ان الهوى والشيطان قد يستوليان على الانسان حتى انه يكون عبدا لثوبه الذي يلبسه بثوبه الذي يلبسه سبحان الله بدل ان يخدمك صرت خادما له انسان يصبح خادما لثوب يلبسه يصبح خادما بساط يجلس عليه وهذا من من العجب هذا نزول وانحدار وسقوط وكان ينبغي للانسان ان يكون اعلى من ذلك واشرف يكون عبدا لله سبحانه لا لغيره قال وهذا هو عبد هذه الامور فلو طلبها من الله لو طلبها من الله فانه مع ذلك اذا اعطاه الله اياها يرضاه واذا منعه الله ذلك فانه يسخط. يسخط على ربه. ويسخط على اقداره. ان اعطي هذه الامور رضي عن الله وان لم يعطاها سخط عن الله. فيكون بالتالي صار رقيقا لهذه الامور هذا لو طلبها من الله فكيف لو طلبها من غيره؟ فهذه هي البلية التي لا يداني لاحد فيها. الله المستعان. نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله وانما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله ويسخطه ما يسخط الله ويحب ما احبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويبغض ما ابغضه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ويوالي اولياء الله ويعادي اعداء الله تعالى. وهذا هو الذي استكمل الايمان كما في حديث من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. وقال صلى الله عليه وسلم اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله. ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان. من كان الله ورسوله احب مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله. ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار فهذا وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه فكان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم احب اليه مما سواهما. واحب المخلوق لله اهلا لغرض اخر فكان هذا من تمام حبه لله. فان محبة الله فان محبة محبوب فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة محبوب. فاذا احب انبياء الله واولياء الله لاجل قيامهم بمحبوبات الحق لا لشيء اخر. فقد احبهم لله لا لغيره. فقد قال تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. احسنت هذا الكلام الحسن النفيس. من شيخ الاسلام رحمه الله حري ان يعقد عليه بالخناصر عبد الله من هو؟ الذي يستحق هذا الوصف على وجه الحقيقة. قال هو الذي يرضيه ما يرضي الله. ويسخطه ما يسخط الله ويحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه الله هذه حقيقة التوحيد. هذا لازم الايمان اذا احببت الله تحب ما يحب ومن يحب وتبغض ما يحب ومن يبغض وتبغض ما يبغض ومن يبغض. فان من تمام محبة المحبوب ان تحب من يحب وان تبغض من يبغض. وهذا يعرفه الناس في احوالهم. حتى في المحبة الدونية التي لا مقارنة بينها وبين المحبة العالية السامية الشريفة وهي محبة الله. الناس هذا اذا كنت تحب انسانا فانك تحب احبابه اذا كنت اذا كنت تصادق انسانا فانك تصادق اصدقاءه. اليس كذلك؟ يقول الشاعر احب من حبها احب من اجلها؟ نعم احب من حبها من كان يشبهها حتى لقد صرت اهوى الشمس والقمر وآآ يقول الاخر احب بني العوام من اجل حبها ومن حبها احببت اخوالها كلبا اذا كانت هي تحب جماعتها وقرابتها فانا اصبحت ماذا؟ لحبها احبهم. احب بني العوام من اجل حبها ومن حبها احببت اخوالها كلبة. اذا هذا امر مدرك بالعقل والفطرة والشرع انك اذا كنت محبا لله عز وجل فلازم ذلك ومقتضاه ان تكون محبا لما يحب الله. والله عز وجل يحب حسنات والله عز وجل يحب اولياءه. اذا عليك ان تكون محبا لذلك. وكذلك الله يبغض السيئات ويبغض اهلها ويبغض الكافرين المعرضين عنه. فمن لازم ومقتضى محبتك لله ان تبغض ذلك او تبغض اولئك هذا هذا هذه لوازم للايمان لابد منها ضرورية ان تحب لحب الله وان تبغض لبغض الله. وان توالي لله وان تعادي لله. قال الشيخ ابن سحمان رحمه الله الدين الا الحب والبغض والولا كذاك البرا من كل غاو ومعتدي. ما هو الدين؟ الا ان تكون له هذه الثمرة وان تكون محبا لله ومن يحب مبغضا لما يبغض الله ومن يبغضه الله اما ان تكون محبا اعداء الله ان تكون فرحا سعيدا بما يسخطه الله فان هذا نقص عظيم في محبتك لله. وهذا ايضا يعرفه الناس في احوالهم. امر معروف بالفطرة. اذا صافى صديقك من تعادي فقد عاداك وانقطع الكلام اذا كان صديقك القريب يوالي من تعادي فهذا نقص في محبته لك اذا من لوازم محبة الله سبحانه وتعالى ان تحب ما يحب ومن يحب وان تبغض ما يبغض ومن يبغض والادلة على هذا كثيرة قال رحمه الله قال صلى الله عليه وسلم من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. وفي الحديث الاخر اوثق عور الايمان الحب في الله والبغض في الله. وقل مثل هذا في حديث الصحيحين قال في الصحيح يعني في جنس الصحيح وهو ثابت في البخاري ومسلم. ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان. من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ثم ثمرة ذلك اسمع ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله يحب المرأة لله لا لشيء اخر فان هذا من تمام محبتك لله. وذكرها هنا قاعدة حسنة. قال فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب شيخ الاسلام في هذه الرسالة اه زينها وحشاها بقواعد وضوابط نافعة جدا فيها فقه نفيس حبذا لو يتتبعها طالب العلم يستخلصها ويستخرجها ويتأمل فيها ويحفظها ان في هذا نفعا له كبيرة من ذلك قوله فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب. فاذا احببت الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام واحببت الصالحين والتوابين والمتطهرين ما كان ذلك الا لان الله يحبهم. فعاد الامر الى انك احببت الله محبتك لما احب ترجع الى اصل محبتك لله سبحانه وتعالى. قال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين عزة على الكافرين ولهذا قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ولهذا قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بما يحبه الله وينهى عما يبغضه الله فعلوا ما يحبه الله ويخبر بما يحب الله ويخبر بما يحب الله التصديق به. فمن كان محبا لله لزم ان يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فيصدقه فيما اخبر ويطيعه فيما امر ويتأسى به فيما فعل. ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله. نعم هذا هو وهذا هو الابتلاء. حينما يدعي المدعي محبة الله فان هذا من من الدعوة التي تحتاج الى دليل وبرهان من كان يزعم انه محبا لله عليه ان يقدم الدليل والبرهان على ذلك وقد بينه الله الا وهو اتباع حبيبه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني لابد حتى تكون صادقا في حبك لله. من اتباعك لرسوله صلى الله عليه وسلم فان كان كذلك الامر فزت باعظم جائزة وهي ان يحبك الله اذا اتباعك لرسول الله صلى الله عليه وسلم دليل على محبتك لله وسبب لمحبة الله له اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ينظر اليه من هاتين الجهتين. اولا من كونه دليلا على محبة الله وثانيا من كونه ماذا سببا لنيل محبة الله. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. هذا الامر الاول. والامر الثاني تبعوني يحببكم الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فجعل الله فجعل الله لاهل محبته علامتين اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيله وكلاهما ما في ما سمعنا قبل قليل الله عز وجل جعل لمحبته علامتين جعل لمحبته برهانين ودليلين الاول اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ودليله فيما سمعت قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. واما الجهاد في سبيل الله فما مر مظى قبل قليل. فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على مؤمنين اعزة على الكافرين ماذا؟ يجاهدون يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. اذا هاتان علامتان صادقتان على محبة الله جل وعلا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وذلك لان الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الايمان والعمل الصالح. ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر الفسوق والعصيان وقد قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره. فتوعد من كان اهله وماله احب اليه من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيله بهذا الوعيد. بل قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح انه قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. وفي الصحيح ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال له يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي. فقال صلى الله عليه وسلم لا يا عمر حتى اكون احب اليك من من نفسك فقال فوالله لانت احب الي من نفسي فقال صلى الله عليه وسلم الان يا عمر فحقيقة المحبة لا تتم الا بموالاة المحبوب. وهي موافقته في حب ما يحبه وبغض ما يبغضه. والله يحب الايمان والتقوى ويبغض الكفر الفسوق والعصيان. ومعلوم ان الحب يحرك ارادة القلب. فكلما قويت المحبة في القلب طلب القلب فعل المحبوبات. فاذا كانت المحبة كاملة استلزمت ارادة جازمة في حصول المحبوبات. فاذا كان العبد قادرا عليها حصلها وان اذا كان عاجزا عنها ففعل ما يقدر عليه من ذلك كان له كاجر الفاعل كم احسنت كلام المؤلف رحمه الله خلاصته ما ذكره في الجزء الاخير الذي سمعته وهي ان اصل العبودية راجعة الى محبة الله سبحانه وتعالى. كيف ذلك؟ الحسنة بل اي فعل يكون من الانسان؟ لا يكون كذلك الا باجتماع امرين. لا بد من قدرة تامة ولابد من ارادة جازمة لابد من ماذا؟ قدرة تامة ولابد من ارادة جازمة الارادة احد الشرطين لحصول الفعل او لحصول المحبة لحصول الحسنة. انما هي ثمرة ونتيجة للمحبة هذا الذي يريد المؤلف ان يبينه لنا لا يمكن ان تفعل الحسنة الا اثرت الا اذا اردتها الحسنة التي يحبها الله وقلنا انك لابد ان توافق الله في محبوباته اليس كذلك؟ لابد ان تكون مواليا لله سبحانه وذلك يقتضي ان تفعل ما يحب. لن تفعل ما يحب الا اذا اردته. هل يمكن للانسان ان يفعل فعلا اختيارية بدون ارادة انما الاعمال بالنيات لابد من ماذا؟ من ارادة والسؤال. ما الذي يدفع الانسان لارادة ما يحبه الله؟ الجواب محبة الله. اذا محبة الله هي المحركة للقلوب التي تدفعها الى طلب محاب الله سبحانه وهي الطاعات. وبذلك يكون الانسان لله بهذا يحقق الغاية التي لاجلها خلقه الله. اذا لا بد ان تفعل الحسنات. كيف افعل الحسنات اريدها ولماذا تريدها ها؟ لاجل محبة الله سبحانه وتعالى. لانك تحب الله فمحبة الله دفعتك لارادة ما يحب هذا الذي يريد المؤلف رحمه الله ان يصل اليه فعاد اصل العبودية الى ماذا الى محبة الله سبحانه وتعالى. نعم. اقرأ حفظك الله فاذا كانت المحبة كانت السطر الثاني ومعلوم ان الحب احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا كانت المحبة كاملة استلزمت ارادة جازمة في حصول المحبوبات فاذا اذا كان العبد قادرا عليها حصلها. واذا كان عاجزا عنها ففعل ما يقدر عليه من ذلك كان له كاجر الفاعل. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الى كان له من الاجر مثل اجور من من اتبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيء. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الوزر مثل مثل اوزار من تبعه من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. وقال صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم. قالوا وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر. احسنت. هذه مسألة لطيفة ومهمة وهي مسألة الاثابة على الهم بالحسنة وهذا يتجلى به عظيم رحمة الله سبحانه وانه المحسن الكريم الرحيم سبحانه جل في علاه. تأصيلا لهذه المسألة يقال ما يرد من واردات القلوب درجات لكن يمكن ان نحصرها في في ثلاث درجات لاجل ضبط المسألة والا فالعلماء يجعلون هذه الواردات خمسا او ستا او اكثر من هذا لكن لضبط المسألة يقال ما يرد على القلب قد يكون خاطرا وقد يكون هما وقد يكون عزما. ماذا؟ خاطر هم؟ عزم خاطر يعني وارد يرد يسنح بالبال ثم يذهب سريعا ولا يستقر هذا يسمى ايش؟ خاطر يعني يرى انسانا يصلي يقع في نفسه انه يريد ان يكون مثله لكن ذلك يتلاشى سريعا. مجرد مرور سريع بالنفس كما يقولون دون وقوف. هذا ماذا؟ خاطر. هذا لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب حتى لو رأى مثلا امرأة فورد في نفسه وارد سريع وتلاشى سريعا بان يوقعها والعياذ بالله فان هذا يسمى ماذا لا يؤثر شيئا يعني لا يؤثر كتابة لا لحسنة ولا لسيئة. وعندنا الدرجة العليا العزم ماذا العزم والعزم ارادة مصممة بمعنى يعقد القلب على امضاء الفعل العزم عقد للقلب على امضاء الفعل فيه ماذا؟ تصميم وقطع وجزم هذا يسمى ايش هذا يسمى عزما انا عازم جازم ان شاء الله بدون تردد. ان اذهب الليلة الى الى فلان هذا يسمى ايش عزم فيه جزم وقطع الهم بينهما الهم بينهما. الهم ارادة وحرص او كما يقولون ترجيح لقصد الفعل. ماذا يقولون؟ ترجيح لقصد الفعل. فلا هو خاطر ولا هو ماذا ولا هو عزم الهم سبب من اسباب تحصيل الحسنات وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى دليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا ثابت في الصحيحين من حديث ابي رجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا الحديث حديث قدسي قال الله عز وجل من ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم ضعف خطا عند قوله هم من هم بحسد بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده ها حسنة كاملة ليست حسنة ناقصة بل حسنة كاملة فان هو عملها كتبها الله عنده عشر حسنات مات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة اذا الذي يهم بحسنة يعني يقول في نفسه الليلة ان شاء الله ساقوم الليل. الليلة ان شاء الله ماذا؟ ساقوم الليل هذا يسمى هما ما قام ما النتيجة من رحمة الله سبحانه وجزيل فضله انه يعطيه على ذلك ماذا حسنة طيب ما الفرق بينه وبين الفاعل؟ ما الفرق بين الهام والفاعل ان حسنة الفاعل مضاعفة وحسنة الهام ها غير مضاعفة. هنا قال الله ماذا؟ كتبها الله عنده حسنة كاملة لكن فعلها قام الليل بالفعل ها؟ عشر حسنات فاكثر اقل درجات المضاعفة للعمل عشر حسنات اقل درجات المضاعفة وفوق ذلك درجات والفضل من الله سبحانه وتعالى. اذا هذا ما يسمى يا اخوتاه ماذا الهم هذا يسمى الهم. طيب. نأتي الان الى درجة العزم وقلنا العزم اكثر وارفع واجزم من من من الهم من مجرد الهم العزم لا يكون عزما الا بفعل المقدور. انتبه هذه هي النكتة التي تحل عنك الاشكالات في هذا الباب. ويعود كلام اهل العلم الى آآ الامر الواضح المرجح التي تأتلف به النصوص لابد من التفريق بين هم وعزم. العزم تصميم وجزم وقطع وعقد للقلب على امضاء الفعل وهذا لابد ان يقترن به فعل المقدور لا بد ان يقترن به فعل المقدور. فانه اذا كانت الارادة جازمة وكانت القدرة تامة فلا بد من حصول الفعل او حصول الممكن منه. انتبه الى هذه القاعدة. اذا كانت الارادة ها جازمة وهو ما اسميناه العزم وكانت القدرة ماذا تامة او موجودة فلا بد من حصول الفعل او الممكن منه قد يوجد مانع يمنع من كماله لكن هذا يسمى عزما نتيجته ان يكون لك ثواب الفعل نتيجته ماذا؟ ان يكون لك ثواب الفعل. اذا قاعدة الشريعة تنزيل العازم منزلة الفاعل من يعيدها ها قاعدة الشريعة تنزيل العازم منزلة الفاعل في الثواب والعقاب اما الثواب فدل عليه ما سمعت وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم لكن وهم بالمدينة وهم معنا يشاركوننا الاجر لاحظ ان هذا اجر الفعل المباشر؟ قال نعم ولكن ايش حبسهم العذر يدل على هذا ايضا ما ثبت في البخاري وغيره من قوله صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما. تلاحظ معي ان هذا عنده ارادة جازمة. وقدرة ولكن ما حصل الفعل لوجودي المانع لولا هذا المانع وهو السفر او المرض فالنتيجة انه كان سيفعل هنا جعله الله سبحانه وتعالى ماذا جعله الله عز وجل مثابا ثواب الفعل وليس حسنة وليس حسنة واحدة ايضا عند ابن ماجة واحمد وغيرهما النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الرجل الاول وهو الذي اتاه الله وعلما فهو ينفق ماله بما علمه الله. واخر اتاه الله علما وما اتاه مالا. ماذا يقول؟ قال لو وكان لي مثل مثل مال فلان لعملت مثل ما عمل النبي صلى الله عليه وسلم هنا قال فهما ايش؟ اجيبوا في الاجر ايش؟ سواء هذا كلام الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. والله انهما لفي الاجر سواء تصديقا لكلام النبي صلى الله عليه وسلم. اذا الجازم كالفاعل حتى في باب السيئات. قال صلى الله عليه وسلم اذا التقى المسلمان بسيفيهما ماذا قاتل والمقتول في النار. طيب المقتول ليش في النار؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم فانه كان حريصا على لصاحبه فنزل العازم منزلة الفاعل في الاثم. قد يقول قائل لكن ماذا نجيب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها؟ ها ما لم تتكلم او تعمل. نقول هذا الحديث في الهم وحديث اذا التقى المسلم ان في العزم. الهم لا يترتب عليه اثم. والعزم يترتب عليه اثم وهذا يتبين به الفرق بين الامرين. ولكن العزم لا بد فيه من فعل الممكن وهذا هو الحد الفاصل بين الهم والعزم كيف نفرق بين الهم والعزم ها ان العازم سيفعل ما يمكنه لا بد ان يصدر منه شيء قال شيخ الاسلام ولو حركة رأس ولو نظرة ولو كلمة لابد ان يفعل شيئا يدل على انه ماذا؟ جازم في ارادته. اما الهام فلا مجرد هم يعني شخص عياذا بالله هم بمعصية هم بمواقعة امرأة لا تحل له اراد ذلك وهم فيه وفكر وخطط في نفسه ولكنه ما فعل شيئا وانتهى الامر نقول هذا ايش قال صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها. طيب وهناك شخص اخر هم هذا الهم وفعل مقدوره تحرك وذهب ووصل الى الباب لكن وجد الباب مغلقا او وجد حارسا فرجع هل وقع ها وقع في في الزنا؟ لا ولكنه عازم فعل مقدوره وهذا كالذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الذي انفق المال فيما حرم الله عز وجل والاخر يقول مجرد قول بلسان لو كان لي مثل مال فلان لفعلت مثل ما فعل. قال فهما في الاثم سواء واضح يا اخوتاه؟ اذا من فضل الله عز وجل ورحمته ان الهم يترتب عليه الثواب ولا يترتب عليه الاثم. لا يترتب عليه عقاب لان رحمة الله سبقت غضبه اللهم لك الحمد واما في باب العزم فلا العازم الجازم كالفاعل في ها في باب الاثابة او في باب او في باب العقاب والاثم. طيب اذا نستطيع ان نقول في باب الهم في باب الاثابة على الهم. الانسان مثاب سواء ترك العمل لمانع او لغيره حتى لو ترك ما هم به بدون مانع نقول ماذا هو مثاب ولو كان لمانع فهو ابلغ في الاثابة. واضح لكن بالنسبة للعزم ما رأيكم لابد ان يكون الترك ماذا لمانع والا لن يكون اصلا عزما. اما قلنا هذا؟ العازم لابد ايش؟ ان يفعل اذا اجتمعت الارادة الجازمة والقدرة التامة فلا بد من حصول الفعل الا لمانع. واضح؟ اذا لا تتأتى معنا هنا مسألة ان يترك لغير مانع فيأثم هو لابد ان اما ان يحصل الفعل او يكون هناك ماذا؟ او يكون هناك مانع. وفي الحالتين هو ماذا في باب الاثم في الحالتين هو هو معاقب في الحالتين هما معاقب. بقي ان اشير فقط الى مسألة وهي ان الهم بالسيئات قلنا ان بالسيئات ماذا النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن ربه انه اذا هم بسيئة فلم يعملها ها؟ لم تكتب عليه سيئة لكن يستثنى من هذا هاء يستثنى من هذا حالة واحدة وهي الهم بالسيئة في حرم مكة داخل حدود الحرم الهم بالسيئة له شأن اخر. لقوله تعالى ومن يرد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم رتب الله العذاب الاليم على مجرد ماذا؟ الارادة. اذا الصحيح من كلام اهل العلم في مسألة المكي ان له شأنا خاصا فالله عز وجل يعاقب على مجرد الهم فيه بالسيئة بخلاف الاماكن الاخرى ولعلها هذا القدر فيه كفاية اسأل الله عز وجل لي ولكم العمل الصالح والاخلاص في القول والعمل والتوفيق لما يحب ويرضى ان انا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين