بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام احمد ابن عبدالحليم رحمه الله تعالى في رسالة العبودية. والجهاد هو بذل الوسع وهو القدرة في حصول محبوب بالحق ودفع ما يكرهه الحق. نعم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد عرف المؤلف رحمه الله الجهاد بقوله هو بذل الوسع وهو القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق. قوله وهو القدرة يعني اذا هو بذل الوسع وان شئت فقل بذل القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق. وقد عرف المؤلف رحمه الله قبل صفحتين ان كنتم تذكرون الجهاد قوله انه الاجتهاد في حصول ما يحبه الله. ودفع ما يبغضه الله والتعريفان بمعنى واحد والجهاد ذروة سنام الاسلام كما بين هذا النبي صلى الله عليه وسلم والجهاد في الاسلام ينقسم الى قسمين جهاد داخلي وجهاد خارجي. اما الجهاد الداخلي ان هذا الجهاد هو جهاد النفس والشيطان. وقد دل على هذا ما خرجه الامام احمد وغيره بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله. فهذا هو الجهاد الداخلي ان يجاهد الانسان نفسه وشيطانه لله سبحانه وتعالى وجهاد النفس يكون باربعة امور. اولا جهادها بتعلم العلم النافع الذي لا صلاح ولا فلاح لها الا به. وهذا الامر ليس بالامر الهين يحتاج الى صبر ومجاهدة. وثانيا جهاد النفس العمل بما علم الانسان فهذا الامر يحتاج الى الى صبر ومجاهدة الامر الثالث جهاد النفس بالدعوة الى العلم بالحق والعمل بالحق. وهذا ايضا ليس بالامر الهين. يحتاج الى مجاهدة امر الرابع مجاهدة النفس على احتمال المشاق فيما سبق وهو الصبر فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه احلى من العسل ترويض النفس على الصبر لا شك انه يحتاج الى مجاهدة عظيمة اذا هذه الامور الاربعة بها يكون جهاد النفس. اما جهاد الشيطان اما جهاد الشيطان فانه يكون بامرين. اولا بدفع واردات الشبهات التي يبثها في النفوس والقلوب. هذا الامر يحتاج الى مجاهدة عظيمة فان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم. وقد سماه الله جل وعلا بالوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس فهو يورد الواردات ويبث الخاطرات السيئة المتعلقة بالشبهات التي تقدح في الايمان. والامر الثاني جهاد الشيطان بدفع الواردات المتعلقة بالشهوات. وهذه تنافي العمل الصالح والمؤمن مطالب بالايمان والعمل الصالح. والشيطان يقعد على طريقهما ببث الشبهات وبث الشهوات. والذي يوفق هو الذي يجاهد نفسه وشيطانه. وهذا ما امر الله جل وعلا به. فقال وجاهدوا في الله حق جهاده اما الجهاد الخارجي فانه جهاد الكفار والمنافقين ومن دونهم من اهل البدع والمنكرات. فهذا جهاد للعدو الخارجي. كما كان الذي قبله جهاد للعدو الداخلي وهذا الجهاد ينقسم الى اربعة اقسام. ينقسم الى جهاد بالنفس والى جهاد بالمال والى جهاد باللسان و يتبع ان يجاهد الانسان في الله سبحانه وتعالى بقلبه وذلك في حال العجز وقد دل على هذا جملة من النصوص من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرجه وابو داود وغيره. كذلك هو عند الامام احمد من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين باموالكم والسنتكم وايديكم وفي رواية وانفسكم كذلك الجهاد بالقلب. كما دل على هذا ما خرج الامام مسلم في صحيحه حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله قبلي الا كان له حواريون واصحاب. يقتدون به. ويهتدون به ثم انه يخلف من بعدهم خلوف. يقولون ما لا يفعلون. ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. ومن جاهدهم قلبه فهو مؤمن. اذا هذه هي مراتب الجهاد. التي عليها مداره ومن لم يغزو او يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق. كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اذا هذا تعريف وجيز جامع للجهاد في سبيل الله وهو بذل الوسع في حصول في حصول محبوب الحق. والحق هو الله سبحانه وتعالى فيبذل المؤمن طاقته ووسعه في سبيل تحصيل ما يحبه الله سبحانه وتعالى. ولذا فسر ابن عباس رضي الله عنهما قول الله جل وعلا وجاهدوا وفي الله حق جهاده قال هو استفراغ الطاقة فيه. ليس المطلوب ان يجاهد الانسان في الله عز عز وجل ادنى جهاد انما الواجب الذي ينبغي القيام به ان يجاهد المرء في الله حق الجهاد وذلك بان يستفرغ وسعه وطاقته ويبذل غاية جهده في سبيل لله جل وعلا في تحصيل ما يحب الله ودفع ما يكرهه الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في قلبه لا شك كل العقلاء يعلمون ان المحبة تقتضي الدنو من المحبوب وما يحب والبعد عما يكرهه هذا امر معلوم بالعقل والفطرة عند جميع الناس المحبة تقتضي هذا الامر اذا احب انسان شيئا احب الدنو اليه والى ما يحبه كذلك نفر عن عصيانه ومخالفته والا فمن ادعى المحبة مع العصيان كان فعله يناقض قوله تعصي الاله وانت تزعم حبه. هذا لعمري في القياس بديع. لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيعه. اذا كلما قصر الانسان في الجهاد في سبيل الله كالجهاد في جميع هذه المراتب فانما كان ذلك لضعف محبته لله سبحانه على والا فلو كملت لو كملت هذه المحبة فان الجهاد سيكون كاملا ولابد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومعلوم ان المحبوبات لا تنال غالبا الا باحتمال المكروهات سواء كانت محبة صالحة او فاسدة. فالمحبون للمال والرئاسة والصور لا ينالون مطالبهم الا بضرر يلحقهم في الدنيا. مع ما يصيبهم من الضرر في الدنيا والاخرة لا شك ما من انسان يطلب شيئا يحبه لا سيما اذا كان ذا شرف وغلبة فانه لا بد ان يبذل في سبيل ذلك شيئا من الصبر على المكروه واحتمال المشاق وقد نقل ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة عن الامام ابراهيم رحمه الله انه قال اجمع عقلاء كل امة اجمع عقلاء كل امة على ان النعيم لا يدرك بالنعيم. وان اللذة لا تحصل باللذة. ان لا يدرك بالنعيم. من اراد تحصيل شيء يحبه ويلتذ به ويتنعم وبه لم يقعد ولم يكسل ولم يتوانى ولم يخلد الى الراحة وانما سعى وبذل واجتهد حتى يصل الى ما يحب. وفي هذا يقول ابو تمام بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها تنال الا على جسر من التعب. من اراد تحصيل ما يحب فانه في الغالب لا بد ان يبذل جهدا ويحتمل مشاقا حتى يصل الى هذا المحبوب. وينفرد به ولا سيما اذا كان هذا المحبوب مطلوبا ذا شرف. ان هذا لا يتيسر لكل احد. الجود يفقر والاقدام قتال. لولا شقة سادة الناس كلهم الجود يفقر والاقدام قتال. اذا اذا كان هذا المطلوب ذا شرف ومكانة ازدادت الحاجة الى احتمال المشقة في سبيل تحصيله. اذا اي محبة كانت وتعلقت بشيء رفيع سواء كانت صالحة او فاسدة فلا بد معها من احتمال المشقة. وهذا امر يدركه العقلاء جميعا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالمحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم اذا لم يحتمل ما يرى ذو الرأي من المحبين لغير الله مما يحتملون في سبيل حصول محبوبهم دل ذلك على ضعف محبتهم لله اذا كان ما سلكه اولئك في نظرهم هو الطريق الذي يشير به العقل. نعم. مراده رحمه الله بهذه الجملة. انه اذا كان المحبون لغير الله لا يحبون ما يحبه الله انما يحبون ما يحبون لغيره اذا كانوا يحتملون في في سبيل محبوباتهم المشاقة. فالمحبون لله اولى ان يحتملوا المشقة فهمنا؟ اذا كان من يحب لغير الله عز وجل يحتمل في سبيل محبوبه ما يحتمل من مشقة وتعب وعناء شديد. اذا كان يطلب رئاسة او يطلب نيل محبوب له من صورة من امرأة ونحو ذلك او كان طالبا للمال فانه سوف فيكدح وينصب ويتعب حتى يحصل ما يريد. فاذا كان هذا في محبة هي دون وربما تكون مفسدة وموصلة الى العطب. فما بال من كانوا يحبون لله سبحانه ويحبونه هو سبحانه لا يبذلون في سبيله جل وعلا لا يبذلون ما يبذلون في سبيل تحصيل ما يحبه الله عز وجل. لا شك انهم اولى في احتمال المتاعب في سبيل تحصيل ما يحبه الله ومتى ما نقص ذلك فيهم دل هذا على نقص محبتهم لله سبحانه وتعالى فالامران متلازمان كلما كملت محبة الله كلما كان البذل في سبيله اعظم وكلما محبة الله نقص البذل في سبيل الله. وضعف احتمال المشاق في سبيل تحصيل ما يحب. هذا امر قطعي معلوم بالشرع ومعلوم بالمشاهدة. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله. ومن المعلوم ان المؤمن اشد حبا لله كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. نعم قد يسلك المحب لضعف عقله وفساده تصوره طريقا لا يحصل بها المطلوب. فمثل هذه الطريق لا تحمد اذا كانت المحبة صالحة محمودا. فكيف اذا كانت المحبة فاسدة والطريق غير موصل. كما يفعله المتهورون في طلب المال والرئاسة والصور في حب امور توجب لهم ضررا. ولا تحصل لهم كن مطلوبا وانما المقصود الطرق التي يسلكها العقل السليم لحصول مطلوبه. هو يريد ان يعقب على ما ذكر انفا من ان اصحاب العقول والرأي يبذلون في سبيل تحصيل محبوباتهم ما يبذلون وما يحتملون من مشاق. يقول هذه محبة لغير الله عز وجل وان كانت الطريق معقولة وان كانت الطريق الموصلة الى هذا مما يسلكه هؤلاء المحبون مما يدرك العقل السليم انه موصل للمراد. والا فمن الناس من تكون محبته فاسدة ومع ذلك فانه يسلك طريقا لا يوصله الى الى ما يريد لكن كلامنا في من يبذل جهده في طريق يوصله الى ما يحب ينبغي على من كان محبا لله سبحانه وتعالى ان يكون اجتهاده ونشاطه واحتماله للمشقة اعظم واعظم من الاول. لان الله تعالى يقول والذين امنوا اشد حبا لله. وذلك ان المؤمنين لما كان المحبوب في قلبهم واحدا اجتمعت الهمة وتوحدت الارادة على مطلوب مراد محبوب واحد وهو الله سبحانه وتعالى خلافي الذين اشركوا مع الله عز وجل في المحبة. فانه لما توزعت محبتهم بين اكثر من محبوب ضعفت لاجل ذلك هذه المحبة. اما اهل الايمان فشأنهم شأن اخر. توافرت محبته على محبوب مراد مطلوب واحد. وهو الله سبحانه وتعالى فكانت محبتهم لله عز وجل اشد نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله. واذا تبين هذا فكلما ازداد القلب حبا لله ازداد له عبودية عما سواه وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبا وحرية عما سواه والقلب فقير هذان امران متلازمان لا شك شك فيهما كلما كان الانسان اكثر حبا لله كلما انبعثت جوارحه وقلبه في طاعة الله والعكس صحيح. كلا الامرين مؤثر في الاخر. كلما ازداد نشاطا واجتهادا وعملا صالحا ازدادت محبته لله جل وعلا. فصار كل واحد من هذين يغذي الاخر. ان عظمت محبته لله نشط في العمل الصالح وكلما نشط في العمل الصالح زادت محبته لله عز وجل. فالامران اذا متلازمان ازداد طاعة لله وعبودية له كما انه ازداد حرية عما سواه. زال عن قلبه كل رق لغير الله عز وجل. وقد ذكرنا فيما سبق قاعدة وهي انه كلما عظمت محبة الله في القلب قلت المحبوبات سواه. وكلما ضعفت محبة الله في القلب كلما كثرت محبوبات في القلب وهذا ميزان لا يمكن ان يختل كلما كان الانسان اعظم حبا لله عز وجل كلما اصبحت المحبوبات في قلبه قليلة. اللهم الا محبة تكون لله فهذه تابعة لمحبة الله. وما خرجت عن ذلك. اما ان تكون محبة ليست له او فيه. فانها تصغر وتقل جدا كلما نمت وعظمت واشتدت محبته لله. والعكس صحيح. وها هنا يدرك انه لما ظعفت محبته لله سبحانه فكثرت المحبوبات في قلبه ادى هذا الى اسر القلب ورقه لغير الله. لان هذه المحبة تأخذ شيئا من شعب القلب لغير الله سبحانه وتعالى فيكون اسيرا لما يحب. وقد يعظم ذلك حتى يتحقق ما اخبر به النبي وصلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميلة تعس عبد الخميصة اذا قاعدة قطعية لا شك فيها. عظمة محبة الله عز وجل في القلب تعظم معها عبودية الله وتعظم معها حرية القلب عن اسر ما سواه. وعن الرق لغيره وعن التعبد لغيره جل وعلا. والعكس صحيح. اذا ضعفت محبة الله عز وجل في القلب كان الانسان اسيرا لغير الله عز وجل بحسب حاله فمقل ومكثر والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والقلب فقير بالذات الى الله من وجهين اعد فكلما احسن الله اليكم قال رحمه الله فكلما ازداد القلب حبا لله ازداد له عبودية وحرية عما سواه وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبا وحرية عما سواه. هذه مهمة وينبغي لطالب العلم بل والمسلم ان يحسن تأملها كثيرا. لاننا قد علمنا ان المحبة اصل التأله والتعبد. وان العبادة هي غاية الحب مع غاية موضوع فمن احب الله كان الله عز وجل في قلبه اعظم محبوب وكان خضوعه له اتم خضوع وبالتالي يتضح لنا ما صحة يتضح لنا صحة ما ذكر المؤلف رحمه الله من التلازم التام بين المحبة والعبادة. فالعبادة ذل وخضوع وانقياد للمحبوب سبحانه وتعالى فلما كملت المحبة لله كملت عبودية الله سبحانه وتعالى والعكس بالعكس نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والقلب فقير بالذات الى الله من وجهين من جهة العبادة وهي العلة الغائية ومن جهة والتوكل وهي العلة الفاعلية. نعم. المؤلف رحمه الله استعمل ها هنا مصطلحات يدركها طلاب ابو العلم قال ان القلب فقير بالذات الى الله. الله عز وجل هو الغني الذات هو المستغني عما سواه وهو الذي يفتقر اليه كل ما عداه. والعبد فقير بالذات لا غناء له ولا آآ ترفع منه عن الحاجة الى الغني بالذات وهو الله سبحانه وتعالى. هو فقير مفتقر اليه من كل وجه. والله عز وجل هو الغني عما سواه عن جميع المخلوقات. من جميع الوجوه سبحانه وتعالى. يقول المؤلف هذا الفقر من الفقير بالذات الى الغني بالذات يظهر من خلال امرين من خلال كونه مفتقرا الى الله سبحانه وتعالى من حيث كونه المحبوب المراد المناب اليه وجوة وهو الله سبحانه وتعالى. قال وهذه هي العلة الغائية. والوجه الثاني من جهة المستعان والمتوكل عليه وهذه هي العلة الفاعلية. العلة الغائية هي الحكمة والعلة الفاعلية هي السبب بعبارة اخرى. العلة هي هي التي لاجلها فعل الفاعل. ما هي العلة الغائية؟ لاجلها فعل اعش العلة الفاعلية بها فعل الفاعل اذا ما لاي اجله كان الفعل هو العلة ها الغائية. وما به كان الفعل فاعلية. هو العلة الفاعلية. تأمل معي. هذا الكرسي الذي اجلس عليه النجار بالنسبة له علة فاعلية او غائية. ها علة فاعلية. لانه به كان. به كان كان. كان هو السبب والجلوس ها؟ علة غائية. لاي سبب صنع النجار هذا الكرسي لحكمة. اليس كذلك؟ هي الجلوس. فالجلوس ها؟ علة طائية ها؟ للكرسي. والنجار. علة فاعلية بالكرسي طيب المؤلف يقول ان العبادة هي العلة الغائية لوجود للعبد فالله سبحانه وتعالى ما خلق الخلق الا لاجل ان يتعبدوا له سبحانه وتعالى ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. قلنا العلة الغائية هي الحكمة. اذا الحكمة هي عبادة الله سبحانه وتعالى فالعبد مفتقر الى الله سبحانه وتعالى من حيث كونه المتعبد له من حيث كونه المتألق لها له سبحانه وتعالى فهو المعبود وهو المحبوب وهو المرجو وهو المطلوب وهو المسؤول سبحانه الله! فكان افتقاره اليه من هذه الجهة من حيث انه يطلب معبودا له. ومن حيث كونه اطلبوا محبوبا له. قلنا فيما مضى يا اخوتاه ان القلب خلقه الله سبحانه ذا افتقار وذا حاجة خلقه الله طلابا يطلب ولذلك اصدق الاسماء حارث وهمام. العبد خلق وقلبه يطلب ويريد ما يسكن به وما يحصل به الطمأنينة وما يزول به الافتقار وهذا ليس الا اذا كان الله سبحانه وتعالى هو المحبوب لا يحصل له سكون وطمأنينة لا يلم شعثه ولا تزول وحشته ولا يندفع قلقه الا ان يكون الله عز وجل محبوبا. والا ان يكون الله عز وجل مطلوبه جوة ومعبودة سبحانه وتعالى. اذا العبد مفتقر الى الله عز وجل من هذه الجهة من جهة انه يطلب ما يسكن اليه وما يطمئن به وما يلتذ به وهذا لا يكون والا في طاعة الله سبحانه وتعالى. فالله معبوده والله عز وجل هو المطاع سبحانه وتعالى له. اذا هو مفتقر الى الله عز وجل من هذه الجهة. ومتى ما انعدم ذلك في القلب فحدث ولا حرج عما يصيبه من وحشة وما ينتابه من ظلام. وان كان يظحك وان كان يدعي انه سعيد فانه والله في غاية المرض لكنه يعيش سكرة. ارأيت انسانا مصابا بمرض عضال وورم ينهش في جسده ثم يعطى مسكرا او مخدرا فتجده يضحك. ويبتسم ويذكر الطرائف والواقع ان جسده يعيش في حالة حرجة جدا. هل هذا دليل على انه سعيد؟ لا هو يعيش في ظل هذا الفرح او هذا السرور سرور ظاهري ليس حقيقي. لانه انما كان بسبب وجود هذا المسكر المخدر والا فلو زال لادرك الالم وادرك المشقة التي هو فيها. كذلك قلوب الذين ما عرفوا الله ولا تعبدوا لله. وما ذاقوا طعم محبته والتأله له سبحانه وتعالى. لو زال السكرة عن نفوسهم لادركوا انهم في عذاب عظيم. وفي الم مقيم. لكنهم يألمون ولا يشعرون بالالم وهذه غاية الفتنة وسبحان الله العظيم كون الانسان يشعر بالالم نعمة. اليس كذلك؟ لانه سيسعى في دفع المؤلم. لكن حدثني كيف سيدفع الضرر عن نفسه اذا كان لا يشعر بالالم سيستمر وسيتفاقم البلاء والمرض فيه لانه في سكرة لا يشعر هكذا قلوب الذين ما عرفوا الله ولا وحدوه نسأل الله السلامة والعافية. قال والعبد محتاج وفقير الى الله عز وجل. من جهة الاستعانة والتوكل وهي العلة الفاعلية. وذلك ان الله سبحانه لا يمكن ان يطاع الا باعانته. ولذا اذا دعيت يا عبد الله الى الاستجابة لله. اذا قيل لك حي على الصلاة حي على الفلاح. ماذا انت قائل؟ لا حول ولا القوة الا بالله. انت مفتقر الى الله من جهة كونه المعين. ومن جهة كونه مستعان سبحانه وتعالى. فلولا اعانته ما كانت طاعته. لولا اعانته ما كانت طاعته سبحانه وتعالى. اذا العبد محتاج الى الله سبحانه من حيث كونه يطلب من يتوكل عليه ويعينه ويمده بتوفيقه سبحانه وتعالى. والا فلولا ذلك فانه لا يمكن ان يكون منه شيء ولا اليه شيء. اذا المؤمن لله وبالله المؤمن لله وبالله. ما معنى لله؟ انه يعمل لله وهذه العلة الغائية. والمؤمن بالله. فليس منه شيء ولا اليه شيء انما هو يعمل بتوفيق الله. وباعانته وبتسديده وامداده سبحانه وتعالى فالعبد ليس لنفسه ولا بنفسه انما هو لله وبالله. ولا يصل الى هذا الا اهل تحقيق التوحيد. هم فقط الذين كانوا لله وكانوا بالله. ومن هم فعندهم خلل اما في الاول واما في الثاني واما في كليهما. نعم. احسن الله قال رحمه الله فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يسر ولا يلتذ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن الا بعبادة ربه تعالى به له والانابة اليه ولو حصل له كل ما يلتذ فيه من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن. اذ فيه فقر ذاتي الى ربه عز وجل. من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه. وبذلك يحصل له الفرح والسرور والحبور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة. وهذا لا يحصل له الا باعانة الله له. لا يقدر على تحصيل ذلك الا له الا الله تعالى. فهو دائم مفتقر الى حقيقة اياك نعبد واياك نستعين. نعم هذا هو الحق الذي لا ريب فيه. كل ما سبق يتلخص في كلمتين يتلوهما العبد كل وقت يتلوهما في اليوم على الاقل سبع عشرة مرة. يذكر نفسه بهذه الحقيقة. التي لا يجوز ان تغيب عنه اياك نعبد واياك نستعين. اياك نعبد ان يكون العبد لله حبه ورغبته وانابته وقصده ونيته وعبادته وجهاده وصلاته وكل اموره لله جل وعلا واياك نستعين فهو بالله سبحانه وتعالى به يعتصم وعليه يتوكل ومنه يستمد. فاذا اختل واحد من هذين اختل حاله وفسدت اموره والناس في هذا على درجات متفاوتة اعظمهم واكرمهم عند الله معظمهم تحقيقا اياك نعبد واياك نستعين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فانه لاعين على حصون ما يحبه ويطلبه ويشتهيه ويريده ولم يحصل له عبادة لله فلن يحصل فلن يحصل الا على الالم والحسرة والعذاب ولن يخلص من الام دنيا ونكد عيشها الا باخلاص الحب لله بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصوده وهو المحبوب له بالقصد الاول وكل ما انما يحبه لاجله لا يحب شيئا لذاته الا الله. الله اكبر. نعم. الله عز وجل هو الذي اليه المنتهى وان الى ربك المنتهى. كما ان ابتداء الخلق منه سبحانه وتعالى الا فهو ابتداء من واحد ويستحيل ان يكون ابتداء من اثنين بل هو من واحد وهو الواحد الاحد سبحانه وتعالى. فكذلك انتهاء الخلق اليه. وان الى بك المنتهى منتهى القصد والارادة والمحبة والخوف والرجاء والانابة الى الله العظيم الواحد الاحد سبحانه وتعالى. فالله جل وعلا هو المحبوب لذاته. ولا ايجوز بل يستحيل ان يكون ثمة محبوب لذاته سواه. فالعبد يحب الله سبحانه وتعالى لا لذاته وذلك يظهر من وجوه فهو محبوب لذاته الله محبوب لذاته بالنسبة العبد من جهة انه مفتقر اليه فلا يسكن ولا يطمئن ولا يسعد ولا يفرح الا اذا كان الله عز وجل معبوده والهه. اذا هو المحبوب لذاته. كذلك هو المحبوب لذاته سبحانه. لان له الكمال المطلق من جميع وجوه لما كان له الكمال المطلق كان المحبوب لذاته. وهذا يدركه جميع العقلاء النفوس يا ايها الاحبة مفطورة على محبة الكمال. والله عز وجل له اقصى غايات الكمال. هو الذي له الكمال المطلق جل في علاه. فكيف لا يكون محبوبا بعد هذا والله عز وجل هو الجميل. والنفوس مفطورة على حب الجمال فكيف لا يكون الله عز وجل محبوبا لذاته بعد هذا؟ اذا الله سبحانه هو المحبوب لذاته تبارك وتعالى. كما قال المؤلف رحمه الله وكل ما سواه انما يحبه لاجله ولا يحب شيئا لذاته الا الله. وذلك للوجهين المذكورين واضف اليهما ثالثا الا وهو من جهة انه ما خلق هذا القلب الا لمحبته. الله عز وجل ما خلق قلبك يا عبد الله. الا ليكون معمورا محبة الله والتأله له والخضوع والرجاء له سبحانه وتعالى. فكيف لا يكون بعد هذا؟ محبوب سبحانه لذاته. والمحبوبات كما ذكرنا تنقسم الى اقسام. منها المحبوب بذاته وهذا لا يكون الا الله جل في علاه. وثانيا ما يحب لاجله وفيه وهذه المحبة تابعة لمحبته سبحانه وتعالى. وامر ثالث ما كان محبوبا باذنه اذن الله عز وجل في محبته. وهذه محبة معفو عنها. ولا تخرج او لا تضاد الله المصيبة كل مصيبة في النوع الرابع وهو ان يكون محبوب مع اهو فالمحبة معه هي السم الزعاف. هي الظلام والتعاسة والخسارة. ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. هذه حال المشركين الذين احبوا مع الله ما الله عز وجل في قلوبهم المحبوبة لذاته. المحبوب لذاته لا ينقسم ولا يتعدد لابد ان يكون واحدا لا يمكن ان يحب اثنان فاكثر لذاتهما او لذواتها او لذواتهم انما محبوب لذاته يجب ان يكون واحدا فمتى ما توجهت هذه المحبة لله عز وجل كان العبد موحدا ومتى لم يكن الامر كذلك كان الانسان مشركا او مستكبرا والله المستعان. نعم. احسن الله اليك ثم قال رحمه الله فمتى من لم فمتى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق حقيقة لا اله الا الله ولا حقق التوحيد والعبودية المحبة لله وكان فيه من نقص التوحيد والايمان بل من الالم والحسرة والعذاب بحسب ذلك. ولو سعى في هذا المطلوب ولم يكن مستعينا بالله متوكلا عليه مفتقرا اليه في حصوله لم يحصل له. فانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. هو مفتقر الى الله من حيث هو المطلوب المحبوب المراد المعبود ومن حيث هو المسؤول المستعان به المتوكل عليه فهو اله لا اله له غيره وهو ربه لا رب له سواه. نعم يجب ان يكون الله عز وجل الاله يتأله العبد ويجب ان يكون ربه فهو الرب الذي يعتمد عليه ويتوكل عليه ويفوض الامور اليه ويستعينوا به وهو الله سبحانه وتعالى. الله اله الناس. والله رب الناس قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس. فالربوبية هي التي يرجع اليها في باب الاستعانة. والالوهية هي التي يرجع اليها في باب التأله والعبادة والاله والرب ليس الا الله جل في علاه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا تتم عبوديته لله الا بهذين. ما هما؟ ان يكون الله عز وجل المحبوب لذاته. وثانيا ان يكون المستعان المتوكل عليه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا تتم عبوديته لله الا بهذان. فمتى كان يحب غير الله بذاته او التفت الى غير الله انه يعينه كان عبدا لما احبه وعبدا لما رجاه بحسب حبه له ورجائه اياه. واذا لم يحب احدا لذاته الا الله واي شيء احبه سواه فانما احبه له ولم يرج قط شيئا الا الله. واذا فعل ما فعل من الاسباب او حصل ما حصل منها كان شاهدا ان الله هو الذي خلقها وقدرها وسخرها له. وان كل ما في السماوات والارض فالله ربه ومليكه وخالقه ومسخره وهو مفتقر اليه كان قد حصل له من تمام عبوديته لله بحسب ما قسم له من ذلك. نعم. هذا هو العبد لله حقا وهذا المؤمن امنوا صدقا الذي يحب الله عز وجل لذاته ويعبده وحده لا شريك له. وكذلك هو الذي يستعين بالله ويعتقد ان كل شيء مدبر لله ومرجعه اليه ما من ذرة في السماوات ولا في الارض الا وامرها بيد الله جل وعلا. حتى هذه الاسباب التي يحصل بها المقصود. ثمة اسباب يحصل بها ما يطلبه الانسان في امور دينه او دنياه. هذا لا يقدح في كون الله عز وجل هو الرب. وهو المستعان وهو المتوكل وهو عليه وذلك ان المؤمن يشهد ان هذه انما هي وسائط واسباب الله عز عز وجل يقدر بها وليس منها شيء ولا اليها شيء. الله عز وجل لحكمته على الامور تجري على سنن ارادها وشاءها جل وعلا. وذلك ان جعل كثيرا من الاشياء او اكثرها انما تحصل بتوسط اسباب مع استغنائه جل على عن هذا التوسط وعن هذه الاسباب. لكنها حكمة بالغة له جل وعلا. فالمؤمن ينفذ من الاسباب الى مسببها. ولا يقف عند هذه الاسباب. ولا يتعلق قلبه به. ولا يتعلق ولا يتعلق قلب بها انه وان كان يفعلها وانه وان كان يحصلها الا ان ذلك امر خارجي قائم بجوارحه فحسب اما باطنه وقلبه فهو متعلق بمن بيده ملكوت كل شيء. هذه الاسباب وغيرها. ولذا فانه لا اليها ولا يعتمد عليها ولا يتوكل عليها يفعلها لانها سبب وقلبه معلق مسبب سبحانه وتعالى. من كان كذلك كان محققا لاياك نستعين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والناس في هذا على درجات متفاوتة لا يحصي طرقها الا الله. فاكمل الخلق وافضلهم واعلاهم واقربهم الى الله اقواهم واهداهم اتمهم عبودية لله من هذا الوجه. ما هو هذا الوجه؟ ان يكون لله وان يكون بالله. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وهذا هو حقيقة دين الاسلام الذي ارسل الله به رسله وانزل به كتبه هو ان يستسلم العبد لله لا لغيره فالمستسلم له ولغيره مشرك والممتنع عن الاستسلام له مستكبر نعم هذا هو والاستسلام لله الاستسلام لله يجمع الخضوع والافتقار والتعبد والتأله والمحبة. من جمع بين الامرين كان مستسلما لله. ما هما خضوع وافتقار وذل وخضوع. وثانيا تأله وتعبد ومحبة لله جل لو على بهذا يكون الانسان مستسلما لله. وبهذا يكون مسلما لله. قال جل وعلا فالهكم اله واحد فلا والهكم اله واحد فله اسلموا. وبشر المخبتين هذا هو الاستسلام المطلوب من العبد. ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن. فقد استمسك بالعروة الوثقى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. اذا هذه هي حقيقة الاسلام ان يكون العبد خاضعا مفتقرا لله وان يكون متعبدا متألها محبا لله من كان كذلك فقد حيزت له السعادة. وكان من اهل النجاح والفلاح. والناس في هذا المقام على ثلاثة اضرب ذكرها المؤلف رحمه الله القسم الاول الذين اسلموا لله فكان ضوعهم تذللهم له وحده. وتعبدهم وتألههم ومحبتهم له وحده ما اشرك مع الله شيئا في ذلك فله اسلموا. اي له لا لغيره. تقديم المعمول على العامل. تفيد الحصر والتخصيص اذا لله يكون اسلام الوجه لا لغيره. القسم الثاني من اسلم لله ولغيره. نعم كان منه خضوع وافتقار لله. لكنه مع الاسف كان منه خضوع وافتقار ايضا الى غيره كان منه تعبد لله وكان ايضا منه تعبد لغيره هذا هو المشرك التعيس هذا الذي لا يغفر الله عز وجل ذنبه انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. القسم الثالث المستكبر. وهذا يتفرع الى قسمين الى ممتنع والى منازع. الممتنع ذكره المؤلف رحمه الله. الذي يمتنع عن الاسلامي لله لا يستسلم لله البتة. كحال الملاحدة واللادينيين واضرابهم الذين لا يخضعون لله ولا يتعبدون لله. وهؤلاء حالهم بئس الحال حالهم شر من حال المشركين. اذا كان المشركون مخلدون في النار لا يغفر الله عز وجل ذنبهم مع كونهم تعبدوا لله المشركون يا اخوتاه كانوا يعبدون الله كانوا يتوجهون لله عز وجل بدعائهم بحجهم بصدقاتهم ليس من تعرف من المشركين كابي جهل وابي لهب وامية وابي واضرابهم لم يكن هؤلاء معرضين عن عبادة الله سبحانه وتعالى كلا كانوا يعبدون الله اذا من اين كان الخلل في شأنهم؟ الجواب انهم ما اخلصوا العبادة لله. عبدوا الله وعبدوا غيره. تألهوا له وتأله غيره فما نفعهم ذلك؟ لا فرق من حيث النتيجة بين من عبد الله وعبد غيره ومن لم يعبد الله كلاهما كافر وكلاهما خالد في النار. لكن عذاب الثاني اشد من عذاب الاول هذا هو الفرق والا فمن اشرك مع الله حاله من حيث الحكم كحال من لم يعبد الله كلاهما كافر بالله كلاهما يائس من رحمة الله. انا اغنى الشركاء عن الشرك. هكذا يقول الله جل وعلا من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. اذا المستكبر قد يكون ممتنعا وقد يكون منازعا وذلك هو الذي ينازع الله عز وجل اما في حكمه الشرعي واما في حكمه القدري واما في كليهما. هؤلاء الذين ينازعون الله عز وجل في حكمه الشرعي فيزعمون انه مناف للحكمة والمصلحة. هؤلاء ما اسلموا لله. هؤلاء ما استسلموا لله. هؤلاء فاتهم الانقياد لله سبحانه وتعالى. وهو شرط في الايمان وبالتالي فلا حظ لهم في هذه الملة والدين. او ينازع الله عز وجل في حكمه الكوني من حيث انه يزعم انه مناف للعدل. هؤلاء الذين يقولون الله عز وجل يقدر اشياء تنافي العدل هناك ظلم في هذا الكون لم؟ الله عز وجل يقدر ما يقدر. هناك ضعفاء هناك مظلومون هناك من هم متألمون من الانس والحيوانات وهذا مناف للعدل. هؤلاء نازعون لله عز وجل في حكمه الكوني. والله عز وجل متصف بالعدل منزه عن الظلم جل في علاه ولكن هذا قدر لا يدركه الا اهل الايمان الذين سلمت قلوبهم لله عز وجل اسلموا وجوههم وقلوبهم لله سبحانه. المقصود ان الاقسام ثلاثة مسلم لله ومشرك ومستكبر والمستكبر ممتنع ومنازع وكلهم اهل شقاء وخسارة الا القسم الاول وهم الذين اسلموا لله وحده. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الجنة لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من كبر. كما ان النار يخلد فيها من في قلبه مثقال ذرة من ايمان. فجعل الكبر مقابلا للايمان فان الكبر ينافي حقيقة العبودية. نعم. الامران بلاد الكبر والايمان. الكبر قليله ينافي كمال الايمان الواجب وكثيره ينافي اصل الايمان ومرادنا بقوله كثير الكبر هو الكبر الذي يكون صاحبه مستكبرا. غير من كان كذلك من كان قد وقع في قلبه هذا الكبر الكثير الذي فقد معه الانقياد لله. وكان معه مستكبرا هذا يتنافى اصل الايمان. لا اجتمع لا يجتمع هذا الكبر واصل الايمان. صاحبه كافر عياذا بالله. اما يسيره وقليله فانه يجامع اصل الايمان. لكنه لا يجامع كماله الواجب. وهذا القدر يحتاج الى شيء من التفصيل نرجئه ان شاء الله الى الدرس القادم في الليلة القابلة ان شاء الله اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل نسأله جل وعلا ان يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب العمل الذي يقربنا الى حبه. نسأله جل وعلا ان يوفقنا الى ان يستعملنا في مراضيه وان يشغل السنتنا بذكره تبارك وتعالى انه خير مسؤول والله تعالى اعلم صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين