ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد تبين لنا في درس البارحة ان الاسلام له ضدان. الاول الشرك. والثاني الاستكبار وعليه فالناس على ثلاثة اضرب مسلم ومشرك ومستكبر والمستكبر ممتنع ومنازع هذه الجملة قد مضى مضى الكلام فيها في الدرس الماضي كما قد علمنا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الجنة لا يدخلها من في قلبه مثقال قالوا ذرة من كبر كما ان النار لا يخلد لا يخلد فيها من في قلبه مثقال ذرة من ايمان. فجعل الكبر مقابلا للايمان فان الكبر رأينا في حقيقة العبودية. نعم. مر بنا ايضا الكلام عن هذا الحديث وعلمنا ان قليل الكبر ينافي كمال الايمان الواجب. وان كثير الكبر ينافي اصل الايمان والله سبحانه وتعالى وصف الكفار بانهم مستكبرون كما قال جل وعلا عن قومه نوح واصروا واستكبروا استكبارا. وكذلك رأس الكافرين ابليس. اخبر الله جل وعلا عنه انه ابى واستكبر الى غير ذلك مما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله والمؤلف ساق في هذا جملة من الادلة سيأتي الكلام عنها ان شاء الله. ويبقى البحث بعد ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. وقد علمنا ان القليل من الكبر يجامع اصل الايمان. ومن المعلوم ضرورة من من الادلة الشرعية ان من مات ومعه اصل الايمان فان مآله الى جنات النعيم والحديث ها هنا يقول ان مثقال ذرة من ان مثقال ذرة من كبر تمنع من دخول الجنة. والجواب عن هذا يعلم بقاعدة اهل السنة والجماعة وهي انهم يجمعون بين النصوص ويؤلفون بينها. ولا يضربون بعضها ببعض فان هذا القرآن وهذه السنة انما هما وحي من الله جل وعلا ووحي الله لا يتناقض. اذا الجمع بين النصوص التي دلت على ان من مات وفي قلبه مثقال ذرة من ان مآله الى الجنة اما ابتداء واما بعد ان يعذب ما شاء الله ان يعذب مع قوله في هذا الحديث لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر الجواب ان يقال ان قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر المنفي هنا الدخول المطلق لا مطلق الدخول. وهذا من القواعد مهمة التي ينبغي ان يعلمها طالب العلم وهي جارية على سنن كلام العرب حيث انهم قد ينفون الشيء ولا يريدون نفي اصله. وانما يريدون نفي في كماله وهذا له امثلة كثيرة في الشعر والنثر. اذا قوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر الدخول المطلق. يعني الدخول مع اول وهلة مع اول الدخول من اول وهلة مع اول الداخلين. وهذا لا ينافي ان يكون اله الى الجنة بعد دخوله النار. هذا امر وامر اخر. وهو ان هذا الحديث فيه بيان وعيد المتكبر. ولكن كل نصوص وعيد العصاة هي من قبيل مطلق الذي قيدته اية في كتاب الله وهي قوله تعالى ان الله لا يغفر يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اذا نصوص الوعيد المنهج الصحيح فيها ينبني على امرين الاول ان تفهم فهما صحيحا. فهما مضى عليه السلف الصالح فهما قائما على الجمع بين دلالات النصوص وبالتالي يوضع النص في موضعه دون غلو او جفاء. فتفهم ما معنى لا يدخل الجنة وتفهم ما معنى اه وسيصلون سعيرا وتفهموا معنى اه الكفر اذا جاء في وصف بعض بانهم قد كفروا الى غير ذلك مما يأتي في النصوص. فالذي جاء في حق من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر وهي المسألة التي نتكلم فيها الان المنفي ها هنا الدخول المطلق لا مطلق الدخول. ليس المراد انه لا يدخل ابدا لكنه اذا انفذ الله وعيده فيه ولم يغفر له فانه لن يدخل الجنة الدخول المطلق مع اول الداخلين هذا امر والامر الثاني ان يعلم ان كل وعيد جاء في حق العصاة فانه مقيد بقوله تعالى الا ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اذا هذا وعيد للمستكبر واذا شاء الله عز وجل ان يعفو عنه ويدخله الجنة فالامر له ولا احد يعارض الله في حكمه ولا معقب لحكمه جل في اذا هذا مثال ينبغي ان يحتذى حذوه في التعامل وفي الفهم لنصوص الوعيد التي جاءت في حق العصاة. المقصود ان الكبر من الاخلاق المرذولة التي جاءت الادلة في الكتاب والسنة التحذير منها والحث على التخلق ضدها وهو التواضع فانه قد ثبت في صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان ان الله قد اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احد احد على احد. ولا يفخر احد على احد. في ادلة كثيرة. وسيأتي كلام او ما اورد المؤلف رحمه الله منها وهو ما ثبت في الصحيح. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله كما ثبت في الصحيح ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله تعالى العظمة ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته المؤلف رحمه الله وها هنا في الصحيح فيه شيء من التجوز وذلك ان هذا الحديث جاء في في صحيح مسلم بنحو ما اورد المؤلف. المؤلف قال يقول الله العزة العظمة ازاري رياء ردائي. انما الذي في صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم العز ازاره يعني كان الكلام على صيغة غير المتكلم لم يقل ردائي او لم يقل ازاري وانما قال العز ازاره. وذكر العز ولم يذكر العظمة هذا الذي في صحيح مسلم. قال العز ازاره والكبرياء رداؤه. فمن نازعني فيه ما عذبته. في الحديث التفات بداية الكلام على صيغة وكان تمام الحديث على صيغة المقصود ان هذا اللفظ الذي اورده المؤلف لفظ صحيح جاء عند ابي داود احمد في المسند وغيرهما لكن في اخر اختلاف عما بين ايدينا. فانه قال فمن نازعني واحدا منهما عذبته. والذي عند ابي داوود واحمد وغيرهما فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار. ومهما يكن من شيء فيبدو ان المؤلفة رحمه الله قد كتب هذا الكتاب من حفظه وبالتالي فان بعض الادلة التي اوردها من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كانت مروية بالمعنى والمقصود ان الحديث دال على ثبوت صفتي العظمة والكبرياء لله جل وعلا. وهما صفتان ذاتيتان لا تنفكان عنه جل في علاه بالتالي من نازع الله سبحانه وتعالى في هاتين صفتين فانه قد عرض نفسه للعقوبة العظيمة. توعد الله عز وجل من ادعى لنفسه مشاركة الله سبحانه في هاتين الصفتين ان يعذب او ان يقذف في النار. وان ان اردنا التدقيق فهما ثلاث صفات العز او العزة والعظمة والكبرياء وهذا يجرنا الى البحث في مسألة عقدية وهي الاتصاف بمقتضيات صفات الله سبحانه وتعالى. فان من الناس من اخطأ الصواب في هذا المقام. فزعم انه ينبغي التشبه بالخالق او التخلق باخلاق الله. كما يزعمه من يزعم من الفلاسفة او من المتكلمين الذين نحو هذا النحو. وهؤلاء طردوا الباب فزعموا انه يتخلق بكل صفة ثبتت عن الله سبحانه ثبتت في كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم له جل في علاه. وممن اخطأ في هذا ابو حامد الغزالي في شرحه لاسماء الله الحسنى انه طرد هذا الباب وذكر انه يتخلق او يتشبه بكل صفة ثابتة عن الله سبحانه تعالى وضرب في بعض تلك الصفات نحوا آآ ضرب فيها بالتأويل على نحو لم يسبق اليه والحق في هذا المقام انه ينبغي تجنب لفظي التخلق والتشبه وانما يستعمل التعبد فالمسلم مطالب بان يتعبد باسماء الله سبحانه وصفاته. ومن مقتضى ذلك ان يتصف بما يحب الله سبحانه وتعالى من مقتضيات صفاته. وهذا المقام فيه تفصيل فان الصفات تنقسم الى قسمين في هذا المقام تنقسم الصفات الالهية الى قسمين من الصفات ما يصح او يندب الاتصاف بمقتضاه ومنها ما ليس كذلك وهذا ثابت لا شك فيه باجماع المسلمين. من صفات الله سبحانه ما لا لاحد ان يتصف باصل الوصف او بالقدر المشترك. من ذلك الالهية. ومن ذلك الصمدية ومن ذلك صفة الخلق ومن ذلك صفة الكبرياء ومن ذلك صفة الجبروت والجبرياء في صفات كثيرة. في مقابل هذا ثمة صفات اثنى الله او سبحانه وتعالى على من اتصف بها والله جل وعلا قد اتصف بهذه الصفات على ما يليق به جل وعلا. ومن ذلك صفة الرحمة فالله الرحيم الرحمن. وقد قال صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن. ومن ذلك الاحسان. فالله محسن يحب الاحسان. ومن العفو فالله عفو يحب العفو ومن ذلك الجمال فالله جميل يحب الجمال في كثيرة اذا ما الضابط؟ لمعرفة ما يصح في هذا الباب وما لا يصح. الجواب ان الضابط في هذا هو النظر في الصفة نفسها. والتأمل في معناها ومعرفة ما ان يتصف المخلوق به ام لا؟ فاذا كان الاسم او كانت الصفة مما دل الدليل على انه قد اختص الله سبحانه وتعالى به فمثل هذا لا يصح الاتصاف به ولا التسمي به وما لم يكن كذلك فانه يصح ذلك. والعلم عند الله سبحانه وتعالى. الشاهد ان العظمة والكبرياء انما هي لله سبحانه وتعالى. فمن تعاظم او تكبر بر فانه يكون قد اخطأ لانه نازع الله سبحانه وتعالى في شيء يليق به التكبر والاستكبار يذكر اكثر اهل يذكر اكثر اهل اللغة انهما بمعنى واحد ومن اهل العلم من يفرق بينهما فالتكبر هو التعاظم. واما الكبرياء انه الملك السلطان والعظمة وممن نحى الى هذا الفرق ابو هلال العسكري في كتابه الفروق واستروح في هذا الى قول الله سبحانه وتعالى وتكون لكم الكبرياء في الارض. قال يعني الملك ولم يرد هنا التكبر. المقصود ان التكبر والكبرياء على قول اكثر اهل العلم بمعنى واحد وذلك ان يتعاظم الانسان في نفسه ويرى انه اكبر من غيره ومخالف لغيره. وهذا في حق المخلوق مذموم. بيان ذلك ان من وصف نفسه بانه اكبر من غيره واعظم من غيره. وانه ليس كغيره فان كان هذا الوصف مطابقا للواقع كان تكبره بحق وكان هذا امر محمودا واما ان لم يكن كذلك كان هذا خلقا مردولا وصفة مذمومة كون الله سبحانه وتعالى قد وصف نفسه بانه ليس كمثله شيء وانه اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء. هل هذا مطابق للواقع ام لا؟ الجواب بالتأكيد مطابق للواقع لا شك ان الله سبحانه اعظم من كل شيء واكبر من كل شيء وليس كمثله شيء هل تعلم له سم يا لم يكن له كفوا احد. اذا التكبر والكبرياء في حق الله سبحانه وتعالى صحيح لان ذلك لائق به تبارك وتعالى. اما المخلوق فان تكبره واعتقاده في نفسه انه اكبر من غيره واعظم من غيره وليس احد مثله لا شك ان هذا انما هو من قبيل الفخر والخيلاء. بل هذا من قبيل الخيال. لا حقيقة له. ما ميزتك على غيرك؟ وانت انسان كغيرك ليس لك في ذاتك ما يميزك عن غيرك. الناس من جهة التمثيل اكفاؤه. ابوه وادم والام حواء فان يكن نسب يفاخرون به من بعد ذا فالطين والماء. فالناس من جهة كونهم اه في ذواتهم شيئا واحدا هذا امر مسلم. الناس كلهم لادم وادم من تراب. فلاي كي ان يعتقد الانسان في نفسه انه عظيم بحيث لا يماثل. وبحيث لا يدان. ثم يتبع هذا انه يكون منه احتقار الخلق. وبطر الحق. وهذا ما فسر به النبي صلى الله عليه وسلم كبر بانه بطر الحق وغمط الناس. وهذا تفسير باللازم. فان من استكبر كان لازم ذلك انه لا ينقاد للحق ولا ينقاد للصواب. وبالتالي فهو يحتقر الاخرين ذريهم ويتعالى عليهم. وهذا لا شك انه امر ليس بمناسب ولا بلائق للمخلوق فكان التكبر في حق المخلوق مذموما. الخلاصة. الكبرياء في حق الخالق صفة محمودة ممدوحة. لانها وصف لائق بالله جل وعلا. واما الكبرياء في حق المخلوق فصفة مذمومة لانها لا تليق به لانها لا تليق به و بالتالي يميز ها هنا بين الصواب والخطأ في هذا المقام فان بعض الناس قد يستشكل فيقول هل يوصف والله سبحانه وتعالى بالكبر والكبرياء؟ الجواب نعم. وهذا حق. فالله اعظم من كل شيء واكبر من كل شيء. وليس له اسامي تبارك وتعالى فكيف لا يكون له الكبرياء جل في علاه؟ ومن اهل العلم من فسر الكبرياء بانه عدم الانقياد للغير. من اهل العلم ذلك ما نحى اليه الراغب اصبهاني في مفردات القرآن ذهب الى ان الكبرياء انما هو عدم الانقياد للغير لا شك ان هذا حق في حق الله سبحانه وتعالى. فالله سبحانه وتعالى هو الذي يجب ان يطاع ولا يجوز ان يقال انه يطيع غيره او ينقاد له. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل كل من في السماوات والارض ات الرحمن عبدا كل من في السماوات والارض اسلم لله طوعا او كرها طوعا او كرها. اذا على هذا المعنى يتضح لنا ايظا ان الكبرياء في حق الله عز وجل حق وصفة مدح. واما في المخلوق فلا شك ان هذا صفة ذم فان الواجب ان ينقاد الانسان لامر الله سبحانه وتعالى وحكمه. ومن تكبر عن ذلك فلا شك انه قد اوقع نفسه في هوة سحيقة من الضلال وعرض نفسه لوعيد الله. فمن نازع الله عز وجل في هذه الصفة فان الله عز وجل قد توعده بالعذاب وان يقذفه في النار. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء على من العظمة ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل ومتى بمنزلة الازار؟ الكبرياء العظمة العلو هذه الفاظ متقاربة المعنى وان كان بينها فروق دقيقة. والمؤلف رحمه الله قد بين لنا هنا ان الكبرياء ارفع من العظمة ولاجل هذا وصف الكبرياء بانه رداء لله جل وعلا. ووصفت العظمة لانها ازار له جل في علاه. ومعلوم ان الرداء اشرف من الازار. وهذا ظاهر من جهة تفاصيل احكام الشريعة فان لفظ التكبير الذي فيه وصف الله عز وجل بانه الكبير والاكبر لا شك انه اكثر بكثير. من وصف الله سبحانه وتعالى بانه او انه اعظم ولذا تجد ان كثيرا من العبادات كما سيأتي معنا في كلام المؤلف رحمه الله انما ارتبطت تكبير لا بالتعظيم بل لو بدل انسان لفظ التكبير بالتعظيم فانه يكون مبدلا لشرع الله عز وجل قد اتى بغير ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو ان الانسان كبر في صلاته فقال الله اعظم لم تنعقد صلاته عند جمهور علماء المسلمين. كذلك لو قام انسان يؤذن فقال الله اعظم كان هذا تبديلا لشريعة الاسلام التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا من الاسلام العام الذي لا يجهله احد من المسلمين. وقل مثل هذا في غير ذلك من انواع العبادات التي سيذكرها المؤلف رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا كان شعار الصلوات والاذان والاعياد هو التكبير وكان مستحبا في الامكنة العالية كالصفا والمروة واذا علا الانسان شرفا معه. قال قال ولهذا كان شعار الصلوات لهذا كان شعار الصلوات هو التكبير فان المسلم يكبر تكبيرة الاحرام ثم تكبيرات الانتقال بهذا اللفظ يقول الله اكبر كذلك الاذان انما يكون بالتكبير يقول المسلم الله اكبر كذلك الاعياد ففي عيدي الفطر والاضحى يكبر المسلمون لان الله سبحانه وتعالى يقول ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم و المسلمون في هذه الايام حديث عهد بالتكبير التكبير المطلق في العشر كبير المقيد في ايام التشريق سواء كان ذلك للحاج او لغير الحاج. كما ثبت هذا عن عدد من اصحاب النبي صلى الله عليه اذا انما يستعمل في هذا المقام لفظ ماذا؟ الله اكبر. التكبير وليس لفظ التعظيم قال وكان مستحبا في الامكنة العالية كالصفا والمروة. النظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجد انه قد شرع ان يكبر في كل علو في كل ارتفاع كل ارتفع الانسان على شيء فانه يكبر. وها هنا نكتة لطيفة. وهي ان الانسانة اذا ارتفع او وصل الى مكان عال كبير فانه يذكر ان الله سبحانه وتعالى اكبر وذلك حتى تستولي كبرياؤه جل وعلا على القلوب. وتزول امام كبريائه سبحانه وتعالى كل ما يزعم انه كبير فلا كبر امام كبر الله سبحانه وتعالى فهو الكبير المتعال سبحانه جل في علاه. المقصود ان من ذلك انه يشرع للمسلم ان يكبر على الصفا او المروة كما فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم. ففي حديث جابر في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم الا ثم انه دنى الى او دنى من الصفا وقال ان الصفا والمروة من شعائر الله ثم صعد الصفا عليه الصلاة والسلام وكان منه كما يقول جابر رضي الله عنه ان هلل وكبر وقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده. وهزم الاحزاب وحده الشاهد من الحديث ان جابر رضي الله عنه ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم كبر على الصفا وفعل على المروة مثل ذلك. قال واذا علا الانسان شرفا الشرف يعني المكان المرتفع. وهذا ايضا كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة اصحابه فا في صحيح البخاري من حديث جابر رضي الله عنه قال كنا اذا اعلونا كبرنا واذا صببنا سبحناه. يعني اذا انصبوا او نزلوا فانهم اه او قال اذا تصوبنا سبحنا يعني اذا نزلوا فانهم يسبحون. هكذا كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قفل من غزوة او حج او سفر فارتفع على شرف فانه كان يكبر ثلاث صلى الله عليه وسلم ثم يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير تائبون ايبون عابدون وفي لفظ عند البخاري ايظا ساجدون لربنا حامدون ثم يحمد الله سبحانه وتعالى قائلا لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده هكذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم كلما ارتفع على شرف او مكان مرتفع في سفره عليه الصلاة والسلام. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله او ركب دابة ونحو ذلك. او ركب دابة. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا ركب دابة كبر يدل على هذا ما خرج ابو داوود في سننه عن علي رضي الله عنه انه لما قربت اليه دابته فوضع فوضع رجله في الغرز قال بسم الله ثم لما على الدابة قال الحمد لله. ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وانا الى ربنا قريبون ثم كبر ثلاثا وحمد ثلاثا. الشاهد انه عند ركوب الدابة ايضا يشرع ماذا يشرع التكبير كذلك عند السفر ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا استوى على دابته يريد السفر يكبر ثلاثا ثم يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وانا الى ربنا لمنقلبون. اللهم انا نسألك في سفر سفرنا هذا البر والتقوى الى اخر ما تحفظون. المقصود ان هذا كله من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو انه يكبر اذا ارتفع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وبه يطفئ الحريق وان عظم. جاء في هذا بعض الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو انه يكبر على الحريق وان هذا يطفئه ولكن لا اعلم في هذا حديثا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وعند الاذان يهرو الشيطان. قالت نعم كذلك ثبت في الصحيحين ان الشيطان يفر اذا اذن وشعار الاذان التكبير. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. اذا الناس اما اكبر او عابد اما العابد فمآله الى رحمة الله. واما المستكبر فمآله الى دخول الى دخول جهنم عافاني الله واياكم منها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل من استكبر عن عبادة الله لابد ان يعبد غير الله فان الانسان حساس متحرك بالارادة. نعم. لا يظن اذا قيل ان من الناس من يكون مستكبرا انه يخلو من العبادة البتة. هذا الامر ليس بصحيح. بل انه اذا سلام. بل انه اذا استكبر عن عبادة الله عز وجل فانه سيبتلى بعبادة غيره ولابد. لا انسان من كونه عبدا العبودية وصف ذاتي كل انسان فانه ان لم يكن عبدا لله كان عبدا لغيره هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا فبلوا برق النفس والشيطان لابد للانسان الذي يستكبر عن عبادة الله عز وجل ان يعبد غيره. ولو لم يكن الا ان يعبد هواه ويعبد شيطانه. فالعبودية شيء لازم له ولابد. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اصدق الاسماء حارث وهمام. لعل المؤلف يريد صحيح يعني في الحديث الصحيح والا فليس هذا الحديث في الصحيحين ولا في احدهما انما الذي في صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم احب اسمائكم الى الله عبد الله وعبدالرحمن لكن هذا الحديث الذي بين ايدينا عند ابي داوود واحمد وغيرهما بسند صحيح. احب الاسماء الى الله عبدالله وعبدالرحمن حارث وهمام. وهذا هو الشاهد. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله. فالحارث الكاسب الفاعل والهمام فعال من الهم. والهم اول الارادة. فالانسان له ارادة دائمة وكل ارادة فلابد لها من مراد تنتهي اليه فلابد لكل عبد من مراد محبوب هو منتهى حبه وارادته. فمن لم يكن الله معبوده فهو منتهى حبه وارادته. بل استكبر عن ذلك فلابد ان يكون له مراد محبوب يستعبده غير الله. فيكون فيكون عبدا لذلك المراد المحبوب. اما المال واما الجاه واما الصور اما ما يتخذ ويله واما ما يتخذه الها من صور. نعم. احسن الله اليك. واما الصور واما ما الها من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والاوثان وقبور الانبياء والصالحين او من الملائكة والانبياء الذين الذين يتخذون ارباب او غير ذلك مما عبد من دون الله. نعم. كل انسان لابد ان يكون حارثا وهما هذا وصف لازم. حارث يعني فاعل. وهمام يعني يكثر منه الهم. يعني دائما يريد ودائما ينوي ودائما ترد عليه الخواطر ولا لا شك انه لا يوجد انسان لا ينفك عن هذين ان يكون حارثا وان يكون هما. وبالتالي فانه اذا كان كذلك فلا بد ان كون هناك مراد مطلوب ينتهي اليه. واذا وفق العبد كان مراده ومنتهى قصده وطلبه الى الله جل وعلا وها هنا يكون من السعداء وان الى ربك المنتهى. ومن الناس من يكون منتهى طلبه وارادته وقصده لغير الله جل وعلا. وهذه حال المشركين. نعم. احسن الله اريكم قال رحمه الله واذا كان عبدا لغير الله يكون مشركا. وكل مستكبر فهو مشرك. ولهذا نعم نحن قلنا ان كنتم تذكرون ان الناس اما مسلم واما مستكبر واما مشرك. وقلنا ان الاسلام يقابله ضدان ما هما؟ الشرك والاستكبار. لكن ينبغي ان تعلم ان هذا التقسيم اغلبي. يعني اقلبوا على هذا الشرك ويغلب على هذا الاستكبار. فسمي بما غلب عليه والا فعند التحقيق كل مستكبر فهو مشرك. وكل مشرك فهو مستكبر. المؤلف رحمه الله تكلم عن الامر الاول وهو انه وان كان مستكبرا فانه لا يخلو من ماذا؟ من الشرك فهو مستكبر ومشرك ايضا والعكس اقول انه صحيح. كل مشرك فهو مستكبر. وذلك انه مستكبر عن اخلاص قصده وعبادته لله. فكان ماذا فكان مستكبرا ولذا يقول الله عز وجل عن المشركين انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون اذا هم مشركون ولهم الهة اليس كذلك ومع ذلك وصفهم الله سبحانه وتعالى بانهم ماذا؟ بانهم مستكبرون. استكبروا عن الاخلاص لله عز وجل. اذا صح لنا ان التلازم حاصل بين الامرين بين الشرك والاستكبار من الجهتين. كل مشرك فهو ايضا مستكبر وكل مستكبر فهو ايضا فهو مشرك وان كان مع هذا هذا يغلب وعليه الشرك وهذا يغلب عليه الاستكبار. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل مستكبر فهو مشرك. ولهذا كان فرعون ومن اعظم الخلق استكبارا عن عبادة الله وكان مشركا. قال الله تعالى ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين الى فرعون وهامان فقالوا ساحر كذاب الى قوله وقال موسى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب الى قوله كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار. وقال تعالى وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الارض وما كانوا سابقين وقال تعالى ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحي نسائهم الى قوله فانظر كيف كان الظالمين وقال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. وانظر كيف كان عاقبة المفسدين. ومثل هذا في القرآن كثير وقد وصف فرعون بالشرك في قوله وقال الملأ من قوم فرعون اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويا دارك والهتك؟ نعم الموضع يحتاج الى شيء من التوضيح. يقول المؤلف رحمه الله ان الله تعالى وصف فرعون الذي هو اعظم المستكبرين. بل لا بل لا يكاد يعرف من هو واعظم استكبارا من فرعون. حتى ان الله جل وعلا ذكر عنه انه جحد وجوده جل وعلا بالكلية. فقال وما رب العالمين؟ اذا هو من اعظم المستكبرين بل هو اعظمهم والمؤلف رحمه الله يقول انه مستكبر وهذا له ادلة كثيرة وايضا يقول انه كان ماذا؟ مشركا. قال مثلا هنا وقد وصف او وصف فرعون بالشرك. هذه الكلمة فيها نوع تجوز فانه لم يأتي في النصوص وصفه بماذا؟ بالشرك. انما جاء وصفه بان له الهة وهي بركة والهتك. والمؤلف نفسه في المجلد السابع في اخر المجلد السابع من مجموع الفتاوى نص على ان الله عز وجل ما وصف فرعون بالشرك انما وصفه بالاستكبار. ويمكن الجمع وبين كلامي المؤلف بان شرك فرعون لا من جهة انه كان يعبد الله ويعبد غيره وانما من جهة انه كان يشرك بين الهته في العبادة. فهمنا؟ بمعنى ما هو الشرك؟ مر بنا مرات. ما هو الشرك؟ عبادة الله. وعبادة غيره معه. وهذا الرجل ما عبد الله البتة. هذا الرجل فرعون ما عبد الله. وبالتالي فانه لا يصدق وعليه انه ماذا؟ اشرك مع الله غيره في العبادة. ومع هذا ايصح ان يقال انه مشرك؟ الجواب نعم لكن لوجه اخر وهو انه اشرك بين الهته في العبادة سوى الله عز وجل لان ان الله عز وجل بين انه قد كانت له اله او الهة كانت له الهة فكان ماذا ويشرك بينها بالعبادة. فهذا هو الذي يحمل عليه قول المؤلف رحمه الله انه موصوف بالشرك من جهة لانه كان يعبد ماذا؟ كان يعبد الهة ويشرك بينها لا انه كان يعبد الله ويعبد غيره ويعبد غيره فالرجل لم يكن يثبت وجود الله اصلا فانه قال وما رب العالمين؟ فهو جاحد لوجود الله عز وجل في الظاهر وان كان في الباطن يقر بذلك. قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. وهنا مسألة ثانية وهي ان الله عز وجل قد اثبت له الهة فقال ويذرك والهتك والمعلوم ان فرعون امر بان يعبد وحده فقال انا ربكم الاعلى. وقال ما علمت لكم من اله غيري. وهذا موضع انفصل عنه اهل العلم الى قولين. القول الاول ان فرعون شرع لقومه ان يعبدوا الهة هو منها فيكون اكبرها وعلى هذا فقوله انا ربكم الاعلى بالنسبة للبقية لبقية الالهة كلها تعبد لكن انا انا الاعلى انا رقم واحد ولكن هذا يقدح فيه قول الله عز وجل عنه انه قال ما علمت لكم من اله من اله غيره فهذا يشكل على هذا التوجيه. والقول الاخر فيما يبدو انه هو الاقرب والعلم عند الله وذلك ان فرعون شرع لقومه ان يعبدوه وهو كان يعبد الهة. فهمنا هذا فرعون قومه يعبدونه وهو يعبد الهة وهذا الذي بين الله سبحانه وتعالى في قوله ويذرك والهتك. واختلف المفسرون ها هنا ما هي الهته؟ قيل انه كان يعبد البقر وقيل يا لله العجب ينكر وجود الله فيرتكس الى ان يعبد الى ان يعبد البقر سبحان الله ومن يضلل الله فما له من هاد. وقيل انه كان يعبد النجوم. وقيل انه كان يعبد الشمس والقمر وقيل انه كان يعبد احجارا واصناما منها شيء يعلقه ومنها شيء يسجد له في اقوال شتى ذكرها اهل التفسير لكن المقصود ان فرعون لم يكن له اله واحد بل كانت له الهة يعني يعني معبودات ان كان قومه لا يعبدون غيره الا انه هو ماذا؟ هو يعبد وهذا اؤكد لك ما سبق من ان الانسان حارث همام لابد ان يكون له مطلوب مراد مقصود فهذا الرجل تخلى عن عبادة الله فابتلي بان عبد غير الله فكان منتهى قصده وارادته لغير الله سبحانه وتعالى قال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله بل بل الاستقراء يدل على انه كلما كان الرجل اعظم اكبارا كان عن عبادة الله؟ نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله بل الاستقراء يدل على ان على انه كلما كان الرجل اعظم استكبارا عبادة الله كان اعظم اشراكا بالله. هذه قاعدة ينبغي ان يتنبه لها. كلما كان الانسان اكثر استكبارا عن عبادة الله كلما كان اعظم شركا بالله. نعم. لانه كلما استكبر عن عبادة الله ازداد فقره وحاجته الى المراد محبوب الذي هو المقصود مقصود القلب بالقصد الاول مشركا بما استعبده من ذلك. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات الا بان يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد الا اياه ولا يستعين الا به ولا يتوكل الا عليه ولا يفرح الا بما يحبه ويرضاه ولا يكره الا ما يبغضه الرب ويكرهه ولا يوالي الا ما الا من الا من والاه ولا يعادي الا من عاداه الله ولا يحب الا لله ولا يبغض شيئا الا لله ولا يعطي الا لله ولا يمنع الا لله. فكلما قوي اخلاص دينه لله كل كم فكلما قوي اخلاص دينه لله كملت عبوديته واستغناؤه عن المخلوقات وبكمال عبوديته لله تكمن تبرئته من الكبر والشرك والشرك غالب على النصارى والكبر غالب على اليهود. قال تعالى في النصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا اله واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. فقال في اليهود افكلما جاءكم رسول بما لا انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون. وقال تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان كل ايات لا يؤمن بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا. ذلك ولما كان الكبر مستزلف مستلزما للشرك والشرك ضد الاسلام وهو الذنب الذي لا يغفره الله. قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما فقال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا مبينا كان الانبياء جميعهم مبعوثين نعم ومن يشرك بالله؟ ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا احسن الله اليكم. كان الانبياء جميعا مبعوثين بدين الاسلام فهو الدين الذي لا يقبل الله غيره. لا من الاولين ولا من الاخرين. نعم. اطلاق الاسلام في النصوص مر معنا انه جاء على ثلاثة انحاء الاول اسلام العام وهو الدين المشترك بين الانبياء عليهم الصلاة والسلام. وهو توحيد الله وهو الانقياد لله بغض النظر عن اختلاف شرائع الانبياء. فالكل كان موحدا لله. منقادا خاضعا مؤتمرا بامر الله. وهذا الذي سيذكر له المؤلف رحمه الله جملة من الادلة. فنوح السلام وابراهيم ويوسف وغيرهم كبلقيس والحواريين كلهم وصفوا نفسهم بالاسلام مراد ماذا؟ المعنى الاول وهو الاسلام العام. وهو الدين المشترك بين الانبياء وهو التوحيد التوحيد وطاعة الله عز وجل في الجملة. المعنى الثاني الاسلام الخاص. وهو الدين والذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. وهذا الذي جاء في ادلة كثيرة. من نحو قول الله جل وعلا للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم؟ فان اسلموا فقد اهتدوا. هذا هو الاسلام الخاص هذا هو دينكم ومحمد صلى الله عليه وسلم. هذا هو الدين الناسخ لجميع الاديان السابقة. هذا الذي لا يقبل الله من احد دينا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سواه وهذا هو الذي النبي صلى الله عليه وسلم راسل في شأنه هرقل فانه في صحيح البخاري من حديث ابن عباس عن ابي سفيان رضي الله تعالى عنهم ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل كتابا الى هرقل وفيه انه قال ادعوك ادعوك بدعاية الاسلام اسلم تسلم يؤتيك الله اجرك مرتين. اذا هذا هو الاسلام الخاص وهذا المراد عند الاطلاق. اذا قيل او الواجب الدخول في الاسلام فالمراد ماذا؟ هذا الدين الخاص الذي من الله عز وجل علينا باعتناق والذي يتبع فيه اهله رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسأل الله الثبات على ذلك. وهناك معنى اخص وهو المعنى الثالث وهو الاسلام الذي يقابل الايمان والاحسان وهو الذي جاء في ادلة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك آآ ما جاء في حديث جبريل رضي الله عنه فان النبي صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث مراتب الدين الثلاث وهي الاسلام والايمان والاحسان. فاذا اطلق الاسلام ولم يورد معه او لم يذكر معه الايمان عاد الامر الى الاطلاق ماذا؟ الخاص الثاني لانه يشمل الدين كله ظاهره وباطنه. لكنه اذا ذكر مع الايمان ذكر معا قيل اسلاما وايمان فها هنا يفسر الاسلام بما هو اخص من التفسير السابق وهو الدين الظاهر ويفسر الايمان بماذا؟ بالدين الباطن. فالنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الاسلام والايمان في سياق واحد بين النبي عليه الصلاة والسلام ان الاسلام هو الاعمال الظاهرة فسره بشهادة ان لا اله الا الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة الى اخره في مقابل انه فسر الايمان بالدين الباطن وهو ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله الى اخره. اذا الاسلام جاء في النصوص على هذه الانحاء الثلاثة فينبغي ان يعلم ذلك. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله قال نوح عليه سلام فان توليتم فما سألتكم من اجر ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين. هل المراد انه من المسلمين؟ الاسلام الخاص الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم الجواب لا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال في حق ابراهيم عليه السلام ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له واذ قال له ربه اسلمت قال اسلمت لرب العالمين الى قوله فلا تموتن الا وانتم مسلمون. وقال يوسف عليه السلام توفني مسلما والحقني بالصالحين وقال موسى عليه السلام يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين فقالوا على الله توكلنا. وقال تعالى انا انزلنا التوراة وفيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. وقالت بلقيس ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. وقال تعالى واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون. فقال ان الدين عند الله الاسلام وقال من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وقال في هاتين الايتين ان الدين عند الله الاسلام. وفي قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا. هل المراد الاسلام العام او الاسلام الخاص؟ يقال ان كانت الاية عامة في جميع الامم فالدين عند الله الاسلام ها العام الذي هو التوحيد لا يقبل الله عز وجل دينا سواه. وان كان المقصود هم امة الدعوة من لدن مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم والى انتهاء هذه الدنيا فان الدين المقبول عند الله هو ماذا الذي هو شريعة محمد صلى الله عليه وسلم. وقل مثل هذا في قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من قاصرين ان كان المقصود لجميع الثقلين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده فهذا هو الاسلام العام وان اريد من هذه الاية امة الدعوة الذين هم من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فما بعد فان هذا الاسلام الذي لا يقبل الله عز وجل من احد سواه ومن ابتغى غيره فهو من الخاسرين فهذا هو دين الاسلام الخاص دين بعثه الله عز وجل به نبيه وحبيبه محمدا صلى الله عليه وسلم. لعل هذا القدر فيه كفاية والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان