بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ تقي الدين احمد بن عبد الحليم رحمه الله تعالى في رسالة العبودية. فحلاوة الايمان المتضمنة من اللذة به الفرح ما يجده المؤمن الواجد من حلاوة الايمان تتبع كمال محبة العبد لله. وذلك بثلاثة امور. تكميل هذه المحبة وتفريعها ودفع ضدها. نعم. ان الحمد لله. نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه سلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد ذكر المؤلف رحمه الله ان وجد حلاوة الايمان انما ينبني على كمال محبة الله عز وجل وكمال محبة الله انما يكون بثلاثة امور. يكون بما اورد المؤلف رحمه الله لابد من تكميل المحبة ولابد من تفريعها ولابد من دفع ضدها وهذا ما المؤلف رحمه الله نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فتكميلها ان يكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم احب اليهم ما سواهما فان محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يكتفى فيها باصل الحب بل لابد ان يكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم احب اليه مما سواهما كما تقدم. نعم. ينبغي ان يعلم ان الناس في حبهم لله جل وعلا متفاوتون تفاوتا عظيما لا ينضبط فالناس بين من هو اكمل الخلق محبة وعبودية وهو النبي الخليل محمد صلى الله عليه وسلم. والى اخر رجل في هذه الامة ليس في قلبه الا ادنى ادنى مثقال ذرة من ايمان. وفيما ذلك الناس متفاوتون تفاوتا عظيما اذا الناس في محبة الله عز عز وجل ليسوا على درجة واحدة بل التفاوت فيما بينهم حاصل بدليل النص والمشاهدة اذا من اراد ان يجد حلاوة الايمان فلابد ان يسعى في تكميل هذه المحبة. وتكميل المحبة يكون بامرين اولا توحيد المحبوب. وثانيا توحيد الحب. اما توحيد المحبوب فالا يتعدد ان يكون حبه العظيم لله سبحانه وتعالى يحب الله جل وعلا اعظم ما يكون من الحب. ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما محبة عظيمة تبلغ كل جوارح النفس وجوارحها فيها والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين. حتى اقرب الناس اليك او ولدك الذي هو ثمرة فؤادك يجب ان يكون الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم احب اليك من منهما ومعلوم ان محبة النبي صلى الله عليه وسلم انما هي محبة لله لولا انه رسول الله ولولا ان الله امر بحبه ولولا انه حبيب الى الله ما بلغ هذه الدرجة من المؤمنين؟ اذا عاد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حب الله وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بيد مر فقال له عمر والله يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا يا عمر لا يا عمر يعني الى الان ما بلغت منزلة الايمان الواجب. قال لا يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك فقال النبي صلى الله عليه وسلم فوالله يا رسول الله لانت احب الي من نفسي قال الان يا عمر اذا كان هذا في حق محبة المخلوق فكيف بمحبة الخالق؟ اذا يجب توحيد المحبوب يحب الله ولا يشرك معه في هذه المحبة احد ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. هؤلاء ما اتوا بتوحيد المحبوب ثم توحيد الحب بحيث لا يكون في القلب مزيد فضلة تبذل الا في حب الله سبحانه وتعالى. القلب كله قد امتلأ حبا لله جل وعلا. وانجذبت الروح الى بارئها تبارك وتعالى بالتعظيم والاجلال والخوف والرجاء. هذا هو القدر واجب على المؤمنين. لا يطالب المسلم ادنى حد من حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كلا والله هذا القدر ليس هو الذي امر الله عز وجل به ولا هو الذي يجب على المؤمنين بل الواجب على المؤمنين ان يكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم احب اليهما من كل شيء ان يكون احب ان يكون احب اليه من كل شيء. ان يكون حبهما اعظم في في قلبه من كل محبة حتى من نفسه ولذا انظر الى خليل الرحمن الذي كمل هذه المحبة استحق ان يكون خليل الله الا وهو ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. انظر كيف عظمت محبته لله عز حتى كان منه ذاك الامر العجيب. ابراهيم عليه السلام تاق للولد فسأل الله ان يرزقه اياه. ربي هب لي من الصالحين. فامتحنه الله عز وجل امتحانا عظيما حتى يتخلص هذا الحب العظيم الذي هو الخلة من كل شائبة. فامره الله عز وجل ان يذبح ابنه بيده. لا اله الا الله. ما اعجب هذا الامر. وما اثقله على النفوس. يأتي الامر من الله. الى خليله عليه الصلاة والسلام. اذبح ابنك بيدك. الابن هل هناك احب الى الاباء من الابناء اليسوا هم ثمرة الفؤاد؟ اليسوا هم المقدمين حتى على النفس؟ ومع ذلك يأمره الله جل وعلا ان يذبح ابنه بيده. فيستجيب ويستسلم. ويستجيب اسماعيل عليه الصلاة والسلام ايضا ويستسلم. يستجيبا لامر الله. ويقول الله فلما اسلما وتله للجبين. قرب السكين من عنق اسماعيل. ليذبحه لله جل وعلى لما استجاب ابراهيم لهذا الامر العظيم نسخ الله عز وجل هذا الحكم لانه لا مصلحة الان في ذبح اسماعيل. انما كانت المصلحة في هذه المحبة من الشائبة حتى يكون خليلا لله سبحانه وتعالى. فكان ما اراد الله عز وجل. فنسخ الله عز وجل هذا الحكم. وقال وفديناه بذبح عظيم. فلا اله الا الله اي محبة هذه يا اخوة ان يقدم وتسمح نفسه بان ليذبح ابنه لوجه الله. تالله ما كان هذا. الا من محبة عظيمة تعجز الالسن عن وصفها. فاستحق ابراهيم ان يكون خليلا لله وفى الحق الذي عليه وابراهيم الذي وفى. اذا الواجب على كل مؤمن ان يحب الله عز وجل محبة عظيمة تفوق كل محبة ثم ان يحب رسوله صلى الله عليه وسلم محبة تفوق كل محبة خلا محبة الله سبحانه وتعالى. من كان كذلك فليبشر انه اتى بالقدر الواجب عليه. وهو ان يحب محبة تفوق محبة النفس ولدي والوالد والناس اجمعين. اذا بلغ الانسان هذه المرتبة اعني ان يكمل المحبة فان من لازم ذلك امران. فان من لازم ذلك امرين. اولا ان يحب ما يحبه الله عز وجل. ومن ذلك الاوامر والواجبات يجب ان تحب الطاعات. يجب ان تحب الحسنات. لانك ان كنت صادقا في حبك لله فيجب ان تحب ما يحبه الله. ولذا تأمل في قوله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الى ان قال احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله تربصوا حتى يأتي الله بامره. اذا يجب ان يكون ايضا ثمة محبة عظيمة تفوق محبة بقية الامور لما اوجب الله ولما امر الله احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله يجب ان تحب الطاعات والصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد في سبيل الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واعفاء اللحية وحجاب المرأة كل ما امر الله عز وجل او امر رسوله صلى الله عليه وسلم او جاء في سنة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فان من دليل وبرهان محبتك لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ان تحب ذلك هذا قدر لا تعفى فيه حتى لو كان المطلوب مندوبا حتى لو كان المأمور قد امر به امرا غير جازم مستحب ان لم تفعله لا تأثم. نقول ها هنا قدر واجب تعلقوا بماذا؟ بالمحبة. اذا كل ما امر الله عز وجل به ولو كان امرا غير ولو كان امرا غير جازم. يعني ولو لم يكن واجبا بل مستحبا فان فيه قدرا واجبا ولابد وهو محبته وتعظيمه وان تنظر اليه بعين الكمال والاكبار. هذا قدر لا تسامح فيه. هذا امر عقدي واجب في كل مأمور ولو كان من الامور العملية الامر الثاني ان يكون هناك نشاط في طاعة الله ان صدق حبك لله ينبغي ان تنبعث جوارحك في طاعة الله. يا لله العجب ممن محبة الله وهو قاعد لا يستجيب لامر الله. ينال ينادى للطاعة امروا بالاوامر وينهى عن النواهي وهو لا يستجيب. هذا دليل على نقص المحبة او عدم لا يمكن ان تضعف طاعتك لله عز وجل ومحبتك لله كاملة مستحيل المحبة التامة تقتضي الطاعة الكاملة خذها قاعدة لان المحبة الكاملة تلازم الارادة التامة والارادة مع وجود القدرة وزوال المانع تقتضي وجود المراد. اذا ان كنت صادقا في حب الله ينبغي ان تكون مريدا لتنفيذ ما يحب. وعند عدم المانع ووجود المكنة والقدرة وكل ما امر الله عز وجل به فانه لا يخرج عن قدرة العبد بل قدرة العبد اوسع مما امر الله به ما امر الله عز وجل به داخل في حدود الممكن والقدرة. اذا لا بد ان تحصل الامور التي يحبها الله سبحانه وتعالى اذا المحبة الكاملة المحبة التامة تقتضي الطاعة الكاملة ان تقبل على ما يحبه الله وان تنتهي عما يكره الله سبحانه وتعالى. ان المحب لمن يحب مطيع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتفريعها ان يحب المرء لا يحبه الا لله. هذا الامر الثاني لا بد من تفريع هذه المحبة بمعنى ان يحب المرء لا يحبه الا لله هذا القدر الذي يتعلق بالتفريع من الحديث. وهذا يقتضي ان تكون محبة غيره تابعة لمحبة من اراد وجدان حلاوة الايمان فعليه ان يلحظ هذا الامر وهو انه اذا ثبت اصل المحبة في القلب فلا بد ان تكون له فروع بان تنضبط محابه لغير الله عز وجل حتى تكون ابيعة لمحبة الله. فلا يحب غير الله الا تبعا لمحبة الله. هذه هي المحبة لله وفي الله واهلها هم السعداء فان من احب لله وابغض الله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. وجبت محبتي للمتحابين في والمتآخين في والمتباذلين في والمتبادل والمتزاورين في. اذا لابد ان يكون ثمة تفريع لهذه المحبة بان يكون ما سواها تابعا لها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله هو دفع ضدها ان يكره ضد الايمان اعظم من كراهته الالقاء في النار. نعم. هذا هو البرهان على كمال المحبة ان يكون عنده بغض عظيم لضد هذه المحبة وقد مثلني هذا النبي صلى الله عليه وسلم بمثال واضح عجيب. لا شك ان كل النفوس تكره النار ولا شيء اشد عليها من ان تقذف فيها. فالصادق في محبة الله عز وجل. لو خير بين ضد الايمان وهو الكفر ان يتخلى عن ايمانه وان يذهب الى ضده او ان يلقى في النار لكان ان يقبل على النار فيرمي نفسه في حمأتها احب اليه من ان يترك الايمان احب اليه من ان يكفر بالله عز وجل. فهذا برهان صادق على ان محبته لله عز وجل كاملة كانت محبته لله ورسوله صلى الله عليه وسلم اعظم من محبة ما سواه هذا هو دفع الضد. من فاز بهذه الامور الثلاثة فاز بحلاوة الايمان. ووجدها ومن لم يشم لهذا رائحة فانه ربما لا يستوعب هذا الامر لكن من خاض وجرب ووصل الى هذا القدر فانه سوف يجد في قلبه من الحلاوة واللذة والسرور والبهجة ما لا يمكن ان يعبر عنه بالانسان. ومن لم يجرب ليس يعرف قدره فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا كانت محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من محبة الله فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب المؤمنين الذين يحبهم الله لانه اكمل الناس محبة لله واحقهم بما يحب واحقهم بان يحب ما يحب الله ويبغض ما ما يبغضه الله. والخل ليس لغير الله فيها نصيب. بل قال صلى الله عليه وسلم لو كنت اذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. علم مزيد مرتبة الخلة على مطلق المحبة. نعم. اذا كان الخليل خليلا بمعنى انه بلغ الى هذه الرتبة. وهي اعظم مرتبة في المحبة كمالها ونهايتها فان هذا لا يعني انه لا يحب شيئا سوى الله انما يراد اولا ان هذه المرتبة الرفيعة وهذه الدرجة العالية من المحبة لا يشارك الله عز وجل فيها هذا الامر الاول. الامر الثاني ان من وصل الى هذه الدرجة فان محابه الاخرى سوف تنقاد لمحبة الله عز وجل. بمعنى سوف تكون محبة لما سواه تابعة لمحبة الله عز وجل. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عائشة رضي الله عنها واباها وعمر ومعاذا وغيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلتعلم ان هذه المحبة اولا هي دون محبته لله. وثانيا هي محبة لله وفي الله. فلم يقدح هذا في توحيد المحبة لم يقدح هذا في ماذا؟ في توحيد المحبة. لما اقبل ابراهيم عليه الصلاة والسلام على ذبح ابنه واستسلم لامر الله واذعن لما اوجب الله هل هذا يعني انه قد تخلى قلبه عن محبة ابنه؟ الجواب لا. انما اولا كانت محبة الابن دون محبته لله. هذه مرتبا رفيعة من المحبة ما كان لله عز وجل في قلبه له مشارك. والامر الثاني ان محبته لاسماعيل ولغيره كانت لوجه الله عز وجل. مع كونها محبة طبيعية. ولا مانع من اجتماع المحبة الطبيعية مع المحبة احبتي الايمانية الدينية فحب النبي صلى الله عليه وسلم لزوجه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولغيرها من امهات المؤمنين اجتمع فيه ماذا؟ الامران المحبة الطبيعية والمحبة الدينية ولا اشكال في هذا. اذا اهل المراتب العليا في محبة الله سبحانه وتعالى تصبح جوارحهم لا تتحركوا الا فيما يحب الله سبحانه وتعالى. وهذا دليله حديث الاولياء. قال في الحديث القدسي فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها. اذا كان في ظاهره وباطنه مستقيما على ما يحب الله سبحانه وتعالى. فلا يسمع الا ما يحب الله. ولا يتكلم الا بما يحب الله. ولا يحب الا لله. وفيما اذن الله اذا هؤلاء هم كمل المؤمنين. هؤلاء هم الذين يستحقون وجدان حلاوة الايمان نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والمقصود هو ان الخلة والمحبة لله تحقيق عبوديته. وانما يغلط من يغلط في هذه من حيث يتوهمون ان العبودية ان العبودية مجرد ذل وخضوع فقط لا محبة معه او ان المحبة فيها انبساط في الاهواء او اذلال لا تحتمله الربوبية. ولهذا يذكر عن ذي النون انهم تكلموا عندهم في مسألة المحبة فقال امسكوا عن هذه المسألة لا تسمعها النفوس وصفت يدعيها وكره من كره من اهل المعرفة والعلم مجالسة اقوام يكثرون الكلام في المحبة بلا خشية. نعم. الناس في هذا المقام في باب محبة الله سبحانه وتعالى طرفان ووسط. ترف اعرض عن هذا بابي بالكلية فانكر محبة الله سبحانه وتعالى. ففاته لب العبودية وحرم من اعظم لذة في هذه الدنيا. ويغلب هذا على اهل الكلام وطرف اخر خاض في هذا الموضوع بالباطل. تكلم في باب محبة بكلام فيه من الرعونة وفيه مما لا يجوز ولا ينبغي ان يقال فكان خائب وانفيه بالباطل. والحق هو ما عليه اهل السنة والجماعة. السلف الصالح واتباعهم. وذلك ان يجمع الانسان بين محبته لله وبين خوفه ورجائه فيه. هذه الامور الثلاثة هي القلوب الى علام الغيوب سبحانه وتعالى. ولابد من اجتماعها لا يكون واحدا من هذه الثلاثة طاعة وحسنة وعبادة حتى ينضم اليه غيرها لابد ان ينضم الى كل واحد من هذه غيرها. فمحبة خالية من خوف ورجاء لا تنفع رجاء بلا محبة ولا خوف لا ينفع وخوف بلا محبة ورجاء لا ينفع. اذا لابد من امور ثلاثة تجتمع فالايمان مثله كمثل الطائر. رأسه المحبة. وجناحاه الخوف والرجاء متى ما فقد الرأس مات الطائر وانتهى. ومتى كسر احد الجناحين؟ ما كان منه طيران ولا حصل منه اتفاع. اذا لابد من هذه الامور الثلاثة ان يستوي الخوف والرجاء. وان تغلب عليهما والمؤلف رحمه الله سيتكلم عن اناس خاضوا في باب المحبة دون ان ان تنضبط المسألة عندهم. ما كان عندهم من خوف له وتعظيمه واجلاله. ما يردعه هم من النزول والانزلاق الى مزلق خطير. ولذلك نبه المؤلف الى ان من ائمة العلم والدين من كان ينهى عن مجالسة اقوام يتكلمون عن المحبة دون ان يصحب ذلك كلام عن خشية الله سبحانه وتعالى سبب ان هذا مزلق خطير. كما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال من قال من السلف من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجيء ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد. ما احسن هذا الكلام؟ فان مكحولا دمشقية رحمه الله احد ائمة السلف قد احسن في هذه الجملة ما شاء الله ان يحسن الحق انها منهاج وميزان ينبغي ان يزن المؤمن نفسه في ضوءه الا وهو انه لابد من اجتماع هذه الامور الثلاثة محبة ورجاء وخوف. وتكلمنا فيما مضى ان كنتم تذكرون. ان هذه العبوديات القلبية مختلفات تجتمع. وليست متضادات لا تجتمع. واضح؟ هي مختلفات تجتمع تقبل الاجتماع وليست من قبيل المتضادات التي لا يمكن اجتماعها. اذا لابد من وجود هذه الامور الثلاث التي هي اصول الاعمال القلبية. وما سواها فهو راجع اليها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا وجد في المستأخرين من انبسط في دعوى المحبة حتى اخرجه ذلك الى نوع من الرعونة والدعوة التي تنافي العبودية وتدخل العبد في نوع من الربوبية التي لا تصلح الا لله ويدعي احدهم دعاوى تتجاوز حدود الانبياء والمرسلين او يطلبون من الله ما لا يصلح بكل وجه الا لله لا يصلح للانبياء. وهذا باب وقع فيه كثير من الشيوخ وسبب ضعف تحقيق العبودية التي بينها الرسل. وجردها الامر اي الذي جاءوا به؟ بل ضعف العقل الذي به يعرف الذي به يعرف العبد حقيقته. واذا ضعف واذا ضعف العقل وقل بالدين وفي النفس محبة انبسطت النفس بحمقها في ذلك كما ينبسط الانسان في محبة الانسان مع حمقه وجهله ويقول انا محب لا اؤاخذ بما افعله من انواع يكون فيها عذر او جهل. نعم. يقول العلماء ان الانبساط في باب المحبة دون وازع الخشية انما هو انبساط في اهواء النفوس وهذا واد من الضلال سحيق. من كان يبحر في باب المحبة او ما يزعم انه محبة صادقة دون ان يردع نفسه بوازع الخشية والاجلال والتعظيم لله سبحانه وتعالى فانه سيكون منهما ذكر المؤلف رحمه الله من انه تحصل منه ودعاوى تتنافى وعبودية الله سبحانه وتعالى. الواقع ان من كانت هذه حالة فانه سوف تتوسع نفسه في اهوائها. لان الخوف من الله عز وجل الخشية والتعظيم انما هو صوت يهذب به النفس هذه والدعاوى فان من الناس من يتوهم انه قد صار حبيبا لله عز وجل وبالتالي فانه يفعل ما يشاء ويتكلم بما يشاء ويترك ما يشاء من التكاليف الشرعية وكل ذلك لا يضره والسبب صار حبيبا لله. والحبيب يفعل ما يشاء. ومحبه يقبل منه كل شيء. وهذه دعوة باطلة. وهذا خطأ عظيم. صاحبه على باب زندقة ان لم يكن قد اكلها قد اكلها وشربها. اصحاب هذا المسلك تجد منهم من يقول المحبوب لا تضره الذنوب. المحبوب لا تضره الذنوب. اذا عب منها كما تشاء. وافعل كل ما تمليه عليه عليك نفسك من الاهواء لا يضرك شيء من ذلك. يا لله العجب انظر الى اي حد اورث الجهل هؤلاء. كيف وصلوا الى هذا الدرك السحيق؟ حتى انهم ممن يدعون هذه الدعاوى صار منهم من يدع الواجبات فلا يصلي يدخل عليه في رمضان في نهاره هو يأكل وهو فرح جذلان يقول انا محبوب فلا تضرني الذنوب وربما واقع الفواحش والمنكرات وهو يركن الى هذه الدعوة وما علم المسكين انه مغرور وليس محبوبا لا والله ليس بمحبوب من كانت هذه حاله من كان صادقا في محبة الله سبحانه وتعالى فانه سوف تكون مطيعا لله مجتنبا ما نهى الله عز وجل عنه. بل ان الصادق في محبة الله ما كان منه هذه المحبة العظيمة الا لانه قد عرف من اسماء الله وصفاته ما اورثه ذلك وهذه المعرفة كما انها تقتضي المحبة فانها تقتضي الخشية. ان كانت المحبة تتبع المعرفة ومن وصل الى محبة عظيمة لله انما كانت محبته لله عن معرفة له فينبغي ان يعلم ان هذه المعرفة ستقتضيه الخوف من الله وخشيته ولذا. كان اعرف كان الناس بربه واحب الناس الى الله واعظمهم محبة لله هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك هل قال المحبوب لا تضره الذنوب لا الذي نفسي بيده بل قال كما قال الله قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم هكذا المحبون حقا. اما هؤلاء هؤلاء مغرورون. يعيشون في اوهام ويعيشون في اماني ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. تنبه يا عبد الله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. اذا هذا الباب من دخله بغير نور من الله سبحانه وتعالى فانه سيضل. وربما يتزندق فينسلخ من الشريعة بالكلية. فحذاري انما اهل التوسط اهل الايمان والمحبة والرجاء والخشية هم اهل السنة والجماعة الذين ما انبعثت قلوبهم وتوسعت اهواءهم حتى خرجوا الى هذا الحد. فصار منهم ما صار. من تعدي حدود الله بدعوى انهم محبوبون عند الله والعجب ان احد هؤلاء يدعي دعوة بلا دليل يكفي في رد دعواه ان صح وسلمنا جدلا وفرضا ان كلامه صحيح وان المحبوب لا تضره الذنوب على ما يفهمون من انه مهما فعل فانه لا يحاسب. السؤال ما يدريك انك محبوب لو قدر ان هذا كلام صحيح فهذا فرع عن ثبوت كونك ماذا؟ محبوبا لله. هل اوحي اليك انك محبوب عند الله. والله ان علامة خذلانه وعدم الله له كونه يقع في هذه الزندقة. فيزعم انه متى ما كان محبوبا عند الله فانه لا يضره الوقوع في هذه الذنوب والمنكرات والله المستعان. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فهذا عين الضلال وهو شبيه بقول اليهود اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. قال الله تعالى قل فلمن يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء. فان تعذيبه لهم بذنوبهم يقتضي انهم غير محبوبين له ولا منسوبين اليه بنسبة البنوة بل يقتضي انهم مربوغون مخلوقون. فمن دعوة هؤلاء من ان المحبة من الله عز وجل ان نالت عبدا فانه ترتفع عنه التكاليف ولا يضره ترك لواجب ولا ارتكاب لمحرم. هذا شبيه حال اليهود والنصارى الذين قالوا نحن ابناء الله واحباؤه. ولازم ذلك ان له من الحظوة والاذلال لهم الحظوظ عند الله والاذلال عليه بحيث انهم لا ينالون شيء من العذاب مهما فعلوا. نحن ابناء الله واحباؤه. لكن انظر الى ما رد الله سبحانه وتعالى عليهم قال الله عز وجل قل فلم يعذبكم بذنوبكم هذا من احسن ما يكون واعظم ما يكون. في باب الجدل لانه ملزم لهم الزاما لا محيد لهم عنه. لما يعذبكم بذنوبكم وانتم المون ان المحب لا يعذب حبيبه. والوالد لا يعذب ابنه لما يعذبكم بذنوبكم وانتم تقرون بحصول العذاب عليكم في والاخرة؟ اما في الدنيا فانتم تعلمون ما مسكم من عذاب الله وكيف انه نزلت بهم المصائب والعقوبات العظيمة حتى مسخ من من مسخ منهم فكان من القردة والخنازير كان احدهم اذا اذنب فانه يصبح وقد كتب على بابه ذنبه وعقوبته. ثم هم انفسهم يقرون بحصول العذاب في الاخرة على ذنوبهم ومعاصيهم. لكنهم يقولون انها فترة مؤقتة فقط. يزعمون انهم انه لن ان تمسهم النار الا اياما معدودة. قالوا اربعين يوما فقط نعذب على الذنوب والمعاصي وبعد ذلك تخلف انتم يا معشر المسلمين في النار. اما نحن فنعذب ماذا؟ اياما معدودة والسؤال لو كنتم احباب الله وابناءه كما تزعمون. اكان يكون هذا؟ الجواب بكل تأكيد لا ولذلك كان هذا جوابا ملزما لهم. وانهم انما يعيشون الاماني. التي لا حقيقة تحتها ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. بل انتم بشر ممن اذا تحاسبون واذا اذنبتم تعاقبون وتعذبون وليس كن مزية على بقية الخلق. انتم كغيركم من الخلق. كما ان جميع الخلق فانهم يحاسبون ويجازون هنا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره انتم لستم استثناء من هذا انتم تعيشون الوهم وتعيشون الاماني. وهذا الجواب قريب من الجواب الاخر. قل ان كانت لكم دار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس ماذا؟ فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ان كنتم صادقين بانكم اهل الحظوة والمكانة والنعيم والجنة عند الله اذا تمنوا الموت لان المحب يحب لقاء حبيبه. اليس كذلك؟ ان كنتم تزعمون ان الله يحبكم لانكم تحبونه اذا من احب لقاءه وهم من انفسهم في قرارة انفسهم يعلمون انهم كاذبون وانهم لن يتمنوا ابدا. لاحظ هذا التأبيد العجيب. وهذا والله من اعظم دلائل وبراهين صحة القرآن وصحة رسالتي رسول الرحمن صلى الله عليه وسلم. لان الله عز وجل قد اخبر بهذا في وان وامر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يحاجهم بهذه الحجة. والمقام مقام خصومة وجدال معهم فلو كان عندهم ما يكذب ذلك لبادروا اليه. اليس كذلك؟ وقالوا لا يا محمد نحن ماذا؟ نتمنى الموت كانوا يستطيعون ان يقولوا هذا ولو بماذا؟ بلسانهم وان كان في قلوبهم خلافه ومع ذلك والله ما تحرت قط ما تحركت السنتهم بذلك. اذا هذا دليل على ان هذا القرآن انزله من يعلم كل شيء. ومن بيده كل شيء وان قلوب هؤلاء والسنتهم انما يدبرها هذا الذي انزل القرآن وهذا الذي ارسل هذا الرسول صلى الله عليه وسلم اذا هؤلاء المدعون الدعاوى الكاذبة انهم احباب الله وبالتالي لا يضرهم شيء من الذنوب وهذا قال به من قال من الخرافيين حتى صنف احدهم مصنفا في هذا وهو سعد الدين ابن حموية كما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله صنف كتابا اسمه المحبوب وبناه على هذا الاصل وهو ان من احبه الله فانه لا تضره الذنوب فليفعل فليفعل ما يشاء. وهذا في الحقيقة انما هو مذهب الاباحية لا مذهب والمحبين الصادقين لله جل وعلا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فمن كان الله يحبه استعمله فيما يحبه محبوبه. لا يفعل ما يبغضه الحق ويسقطه من الكفر والفسوق والعصيان. ومن فعل الكبائر واصر عليها ولم لم يتب منها فان الله يبغض منه ذلك كما يحب منه ما يفعله من الخير. اذ حبه للعبد بحسب ايمانه وتقواه. نعم الذي يحبه الله امام الذنوب والمعاصي بين امرين انتبه لهما اما ان يعصم واما ان يوفق الى التوبة. بمعنى اما ان يعصم ابتداء واما ان يوفق الى التوبة انتهاء. اما ابتداء فانه اذا كانت المعصية بين يديه اشرف عليها وتمكن منها ولم يحل بينه وبينها شيء فان الله سبحانه وتعالى لا يحجزه عنها ويعصمه منها ويوفق الى تركها. ودليل هذا قوله تعالى ذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. من الذي صرفه؟ الله. كذلك لنصرف عنه السوء والفحش شاء ما السبب؟ انه من عبادنا المخلصين. انه من عبادنا المخلصين. قراءتان كلاهما حق. لما كان مخلصا اخلص. لما كان مخلصا صار من المخلصين. لما كان قد تحقق منه ما يقتضيه اسم الفاعل توج ذلك بان دخل في اسم المفعول. لما كان من المخلصين لما كان من المخلصين صار من المخلصين الله عز وجل يصرفه عن هذا الذنب ويبعده عنه. لان الله عز وجل يحبه. او اذا قلة قدمه فان الله عز وجل يهدي قلبه الى التوبة. يبادر مباشرة الى الاوبة. يقول الله عز وجل في وصف المتقين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ماذا؟ ذكروا الله فاستغفروا اول ذنوبهم ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون اذا الناس ثلاثة اما معصوم بتوفيق الله من الوقوع في المعصية المعينة واما تائب الى الله بعد الوقوع فيها واما مصر عليها محبوب الله من هؤلاء الثلاثة؟ ها؟ الاول والثاني. اما الثالث فليعلم ان انه ان حدثته نفسه وهو مصر على معصية الله انه من المقربين عند الله وممن من الله عز وجل عليهم بمحبته كمحبة المتقين صالحين فليعلم انه مغرور. انما يعيش في الاماني. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الله ومن ظن ان الذنوب لا تضره لكون الله يحبه مع اصراره عليها كان بمنزلة من زعم ان تناول السم لا يضره مع مداومته عليه وعدم تداويه منه لصحة مزاجه. ولو تدبر هذا كيف يظن ذلك؟ ان ارتكاب الذنوب والاصرار على لا يضر صاحبها والله ان هذا لضلال بدلالة الكتاب والسنة والاجماع اين هذا؟ عن قول الله جل وعلا؟ ام حسب الذين يجترحون ام حسب الذين يعملون السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا عملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. هذا حكم باطل. هذا حكم سيء ساء ما يحكمون ان يكون الذي هو قائم على طاعة الله دائب في فعل ما يحب هو والذي هو مصر على معصية الله. كلاهما سواء كما ان هذا لا يعذب هذا لا يعذب كما ان هذا لا يلام. هذا لا يلام هذا امر باطل. هذا مناف لحكمة الله. سبحانه وتعالى. ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولو تدبر هذا الاحمق ما قص الله في كتابه من قصص انبيائه وما جرى لهم من التوبة والاستغفار وما اصيبوا به من انواع البلاء الذي فيه تمحيص لهم وتطهير بحسب احوالهم علم بعض ضرر الذنوب باصحابها ولو كان ارفع الناس مقاما. فان المحب للمخلوق اذا لم يكن عارف بمصلحته ولا مريدا لها فليعمل بما اقتضى الحب. نعم. بل يعمل بمقتضى الحب وان كان وان كان جهلا او ظلما ان ذلك كسبب لبغض المحبوب له ونفوره عنه بل سببا لعقوبته له ايضا. ما قرأت المكتوب؟ صوبته ها ايش مكتوب انك؟ ان ذلك السبب اللي ان ذلك سببا ها بل سببا لعقوبته الكلمة مستقيمة لغة ان ذلك سببا ها سبب هو الحقيقة ان هذه الكلمة ان غلط الصحيح كان وعلى هذه آآ الجادة النسخة مجموع الفتاوى كان ذلك سببا سببا هنا كلمة سببا هنا اصبحت ماذا؟ خبر منصوب. كان ذلك سببا لبغض المحبوب ونفوره عنه بل سببا لعقوبته له ايضا. واذا كان هذا في حق المخلوق فهو في حق الخالق اولى. لان له من واجب الاجلال والتعظيم والعبودية ما ليس للمخلوق. فكيف فيزعم هذا انه يجترح ما حرم الله ويترك ما امر الله. ثم بعد ذلك يزعم ان هذا لا يضره وهنا مسألة تكلمنا قبل قليل عن حال هؤلاء وان الحجة عليهم انما تقوم اعني كلمة اليهود والنصارى او من ورث من ارثهم ان المحب لا يعذب محبه اليس كذلك؟ آآ ان المحب لا يعذب محبوبه لكن قد يقول قائل وماذا عن البلايا والمحن التي نالت من نقطع ونجزم انهم محبوبون عند الله عز وجل من الانبياء ومن الاولياء الصالحين. والجواب عن هذا ان يقال فرق بين التعذيب والتهذيب. فرق بين التعذيب يبقى والتهذيب ما نال هؤلاء الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام تهذيب لا تعذيب التهذيب فيه التطهير والتعذيب فيه العقوبة اذا يفرق بين هذا وهذا. ما نال من نال من اهل الكتاب من كونه قد اه عذبوا في الدنيا او مسخوا الى قردة وخنازير. اذا قارنته بما نال الانبياء والمرسلين حتى ان منهم من من قتل ومنهم من نالته ايدي الكفار بالعذاب يلحظ الفرق بين الامرين. هذا ها تعذيب وهذا وهذا تهذيب. هذا تعذيب وهذا تهذيب فيه تطهير وفيه رفعة للدرجات وذاك فيه عقوبة من الله عز وجل مستحقة على اولئك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكثير من السالكين سلكوا في دعوى حب الله انواعا من امور الجهل بالدين اما من اما من تعدي حدود الله واما من تضييع حقوق الله واما من ادعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها كقول بعضهم قلت لمريدي اي مريد لي في النار احدا فانا منه يبدو قلت لمريدي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كقول بعضهم قلت اي مريد لي ترك في النار احدا فانا منه بريء. فقال الاخر اي مريد لي ترك احدا من المؤمنين يدخل النار فانا منه بريء ما شاء الله تنافس تنافس بينهم احدهم يقول اي مريد لي ترك في النار احدا فانا منه بريء. يعني المريدون لي المريدون لي الذين اه سلكوا طريقتي فانه سيصبح عندهم من الادلال على الله سبحانه وتعالى ما يجعلهم يخرجون كل احد يريدون اخراجه من النار. فالاخر يقول لا انت انت فقط هكذا؟ انا المريدون لي المريدون لا يسمحون اصلا بدخول احد النار. مسألة ايش؟ مسألة تنافس. الاول جعل مريده يخرج كل من في النار. والثاني جعل مريده يمنع اهل الكبائر من دخول النار. يا لله العجب صدق اهل العلم حينما قالوا لا حد لما تقذف به النفوس من الاهواء. انظر بلغت الجرأة بهؤلاء الى هذا به الدرجة انهم يجعلون الاخراج من النار او المنع من دخولها انما هو اليهم يا لله العجب! ماذا ترك هؤلاء؟ من معاني الربوبية لله سبحانه وتعالى. اذا بلغوا والى هذا الحد اذا كانوا يقدرون ان يفعلوا هذا فغير ذلك من من معاني الربوبية ينبغي ان يكون ماذا؟ ممكنا يعني اذا كان في الاخرة في مسألة دخول النار او المنع من دخولها والاخراج منها بيدهم فلا ان يكون امور الربوبية في الدنيا او الامور المتعلقة بالربوبية في في الدنيا بايديهم من باب من باب اولى. فانظر الى هذا مال العظيم الذي سببه انهم ما راعوا حدود الله عز وجل في باب المحبة. ان كانوا صادقين اصلا في كونهم مؤمنين في الاصل الا انه قد جرهم الشيطان الى هذا القدر من الضلال والكفر. نسأل الله السلامة والعافية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومثل قول بعضهم اذا كان يوم القيامة نصبت خيمتي على جهنم حتى لا يدخلها احد. انا لله وانا اليه اليه راجعون هذه كلمة نقلها شيخ الاسلام عن احد شيوخ الاتحادية من اصحاب ابن عربي وابن سبعين امثالهم يسمى ابن هود يسمى ابن هود هو الذي نقل عنه شيخ الاسلام هذه الكلمة يقول اذا كان يوم القيامة اصبت خيمتي على جهنم حتى لا يدخلها احد. ما ادري يعني ماذا يقول الانسان في مثل هذه الامور التي حكايتها تغني عن اسقاطها. ومن لم يجعل الله له فما له من نور. ليس العجب من من زنديق يتكلم بمثل هذه الامور انما العجب من عقول يقبلها والله ان الانسان ليعجب ان يعد عند بعض الناس من يصل الى هذا الدرك من الزندقة والانحراف وادعاء ما هو من حقوق الربوبية ثم يدعى بعد ذلك كانه من اولياء الله الصالحين. انا لله وانا اليه راجعون. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وامثال ذلك من الاقوال التي تؤثر عن بعض المشايخ المشهورين وهي اما كذب عليهم واما غلط منهم. نعم. هذه الاقوال ينبغي ان يتنبه الى الى انها تنقسم الى اقسام. منها ما هو كذب على صاحبه ومنها ما فهم فهما خاطئا. يعني حمل على غير وجهه هو قاله لكنه حمل على غير وجهه فيه ومنها ما قاله صاحبه وهو مغلوب. يعني اصابته حال من اه سكرة او ما يدعونه سكرة بسبب وارد ورد عليه لشدة خوف او شدة محبة كما يزعمون فصار في حكم المجانين الذين لا يؤاخذون بما يتكلمون به. ومن هؤلاء من قال هذا الكلام واراد المعنى الباطل ولكنه صدر عن زنديق لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر كحال الاتحادية والحلولية الذين يقولون مثل هذا الكلام اذا ينبغي النظر الى هذا الموضوع ان يتنبه فبعض ذلك يؤخذ يؤثر عن بعض المشايخ المشهورين وهو كذب عليهم وهذا كثير يعني تجد بعض كتب الرقائق والخرافة قد شحنت باقوال نسبت الى قوم لهم قدم صدق في الامة وكلمات من كرة يريدون تمرير الباطل من خلالها لان النفوس عند اكثر الجهال تقبل على كل ما يضاف الى من له نباهة وشرف ومكانة بما انه قاله وفلان ما عند هؤلاء الا احسان الظن به. بالتالي ما عندهم ميزان يزنون القول كونه مقبولا بميزان الشرع او غير مقبول يكفي انه قد قاله ماذا؟ فلان الذي له مكانة اذا هو حق نسبته الى فلان تساوي ها انه حق. وبالتالي يقبلون ولذلك يتخذ اهل البدع والضلال هذه الاقوال الضالة منسوبة الى من له قدم صدق في الامة حتى يروج الباطل لذلك يكثر هذا تجد انه تنسب اقوابل ضالة الى جعفر الصادق احد ائمة ال البيت عليه رحمة الله وكثير منها كذب بل قال ابو العباس الشيخ تقي الدين رحمه الله انه ما كذب على احد ما كذب على جعفر الصادق تجد ان انهم ينسبون كلمات من كرة الى الجنيد الى الفضيل الى الشيخ عبد القادر الجيلاني مثلا من اهل القدر الرفيع عند المسلمين وهذه المقولات منكرة ومكذوبة اذكر ان اه السفاريني في تبصيري في كتابه التبصير ذكر ان الجاحظ تعرفون الجاحظ؟ ذاك الاديب المشهور وهو من ائمة المعتزلة. جاءه سبابة الصحابة وطلبوا منه ان يعينهم بكتابة شيء وهو صاحب قلم يعني في غاية الرقي قلمه جذاب. طلبوا منه ان يحتال لهم بكتابة شيء حتى يروج مذهبهم بين الناس يقول دعوني اتأمل فتأمل ثم قال والله ما وجدت لكم شيئا يمكن ان يقبل. مذهبهم في غاية السقوط في شيء يمكن ان يعتمد عليه ويروج قال ولكن اذا اردتم قول شيء فانسبوه الى جعفر الصادق. اذا فكرة او او عقيدة تمرر بين الجهال فانسبوها الى ماذا؟ الى جعفر الصادق. يقول هذا اقصى ما يمكن ان علوه فعلا كان منهم ذلك ومراجعة هذه العقائد الضالة بين بعض الجهال مع الاسف الشديد. المقصود ينبغي حين النظر في مثل هذه المقولات ان يتحقق من نسبة القول اذا كانت تضاف تلك المقولات الى آآ اناس لهم قدر ومنزلة وعقائد صحيحة ويجلهم اهل السنة والجماعة ينبغي التريث في الحكم على هذا الكلام او قد يكون محمولا على غير وجهه تكون الكلمة مجملة فيأتي هؤلاء الضالون يحملونها على المذهب الباطل مع امكان حملها على وجه صحيح واذا كان احسان الظن مطلوبا في حق احادي المسلمين فلا ان يكون في حق هؤلاء اه العلماء من باب اولى او ان تكون تلك الكلمات قد صدرت في حال اه ما يسمونه السكر او غياب العقل من هؤلاء وغاية الامر ان يكون اصحاب هؤلاء من المعذورين لا من لا من المشكورين ينبغي ان يفرق بين هذا وهذا فهذا من السعي الذي نسأل الله ان يعفو عن صاحبه وليس من السعي الذي يثاب صاحبه لانه قد صدرت عنه كلمات من كرة. وذكر شيخ الاسلام بعد قليل ان كثيرا من هؤلاء يستغفر الله عز وجل اذا صحى من ذلك اذا زال عنه تلك الحال فانه آآ يستغفر الله عز وجل مما صدر منه. على كل حال هذا له تتمة ان شاء الله تكون في درس الغد. اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح. والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين