بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم رحمه الله تعالى في رسالة العبودية وهذا الاصل هو اصل الدين. وبحسب تحقيقه يكون تحقيق الدين. وبه ارسل الله الرسل وانزل الكتب. واليه دعا الرسول صلى الله عليه عليه وسلم وعليه جاهد وبه امر وفيه رغب وهو قطب الدين الذي تدور عليه رحاه. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد هذا الاصل الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله هو ما مضى الكلام عنه وهو الا يعبد الا الله. والا يعبد الله الا بما الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. هذا هو اصل الدين. هذا هو قطب وراح السعادة من فاز بهذا الاصل فاز بخير الدنيا وخير الاخرة والا فانه هالك يجب ان يعبد الله وحده لا شريك له. واجب ان يعبد الله كما يحب الله وكما بين سبحانه وبين رسوله صلى الله عليه وسلم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والشرك غالب على النفوس وهو كما جاء في حديث هو في هذه هو في هذه الامة اخفى من دبيب النمل. وفي حديث اخر قال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله كيف ننجو منه وهو من دبيب النمل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر الا اعلمك كلمة اذا قلتها نجوت من دقه وجله؟ قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم. وكان عمر رضي الله عنه يقول في دعائه اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله وجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. نعم. ينبه المؤلف رحمه الله الى ان الشرك كغالب على النفوس وهذا ما بين الله سبحانه فقال وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. شأن الشرك عظيم. وذرائعه كثيرة وشبهه غالبة. تستجلب النفوس الضعيفة واكثر الناس كذلك الا من رحم الله جل وعلا وهذا بين واضح لمن عرف الشرك بقسميه الاكبر والاصغر فالشرك الاكبر له صور كثيرة وله افراد متنوعة منها ما يرجع الى القلب وهذا له ابواب كثيرة يدخل منها الى الشرك الاكبر نسأل الله العافية والسلامة. ومنهم ما يرجع الى الجوارح ومنه ما يرجع الى اللسان فهو بحر لا ساحل له واما الشرك الاصغر فان ابوابه اكثر واغمض ولذلك كثير من الناس لا ينجوا من هذا الامر لا يكاد ينجو من هذا الشرك الاصغر الا السعداء ولذا كان اكثر ما خشيه النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة الذين هم اعظم الناس ايمانا وتوحيدا بل ان خشيته من هذا الشرك عليهم كانت اعظم من خشيته عليهم فتنة الدجال الذي هو اعظم فتنة منذ خلق ادم والى انتهاء هذه الدنيا ليس هناك فتنة اعظم من الدجال ومع ذلك فان هذا الشرك الخفي. وان هذا الشرك الاصغر. وان شرك السرائر اشد فتنة واعظم عند النبي صلى الله عليه وسلم خوفا على الصحابة وذلك ان الدوافع التي تدفع الى هذا الشرك كثيرة والله سبحانه تعالى انما امر بعمل يكون له خالصا لا يشرك فيه غيره فالله اغنى الشركاء عن شرك فمن عمل عملا اشرك فيه معه غيره تركه وشركه ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه لابد ان يكون خالصا. تقول لبن خالص اذا كان مصفى ليس فيه اي شائبة كذلك العمل الذي يتقرب به اليه يجب ان يكون عملا مصفى ليس فيه ادنى شائبة ولا ارادة قصد ولا طلب لغير الله. وهذا امر يحتاج الى مجاهدة عظيمة. ولذا فدواخل ونوازع الشرك كثيرة. هذا العمل الذي يقوم به العبد للنفس والهوى فيه نصيب. وللشيطان نصيب. وللخلق نصيب ثم يكون هناك نصيب لربه ارأيت كيف يكون الامر صعبا ويحتاج الى مجاهدة عظيمة وما عالج الصالحون شيئا اشد عليهم من نياتهم لانها تنوع وتتلون في الساعة الواحدة. اذا الشرك شأنه عظيم. وهو غالب على النفوس وادراك هذه الحقيقة من الاهمية بمكان. كلما كنت مستوعبا هذه الحقيقة كما ينبغي كلما كنت اكثر اجتهادا في سعيك للخلاص من هذا البلاء العظيم ومن هذا الظلام الحالك الذي ليس وراءه الا الشر والفساد وربما ترقى بابن ادم حتى وصل الى الشرك الاكبر وهذا هو الهلاك الذي ليس بعده هلاك. نسأل الله السلامة والعافية. اذا الشرك شأنه عظيم. حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه في هذه الامة اخفى من دبيب النمل يا الله العجب! اتعلمون شيئا في الخفاء كهذا الشيء. نملة تدب. النملة من حيث هي لا شك انها في غاية الصغر ولا يكاد الانسان ان يلتفت الى وجودها ان لم يدقق فكيف بدبيبها اذا مشت اذا الشرك في هذه الامة يدب اليها والى نفوس اهلها دبيبا خفيا ربما تشعر به. وربما لا تشعر به. وهذه مصيبة. ان يكون الانسان واقعا في المرض وهو لا يشعر به. هذا من اخطر ما يكون. ان يمرض الانسان ولا يشعر بمرضه ولا يدري انه مريض. واذا به يتفشى ويزداد ويصل الانسان الى العطب لكنه لا يشعر اذا على الانسان ان يتابع نفسه وان يجاهد نفسه ويراقب نفسه ويدقق مع نفسه ويحاسب نفسه. ولما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخفاء هذا الشرك الى هذا القدر. حتى انه النمل سأل ابو بكر رضي الله عنه عن كيفية الخلاص من شيء هذا كيف نتفطن اليه وهو في هذا القدر من الخفاء؟ فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصديق اعظم الناس توحيدا على الاطلاق بعد الانبياء. ومع ذلك يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء علمه عليه الصلاة والسلام ان يقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم ثم نقل عن عمر رضي الله عنه هذان نقلان يتعلقان باعظم هذه الامة توحيدا وهما العمران ابو بكر وعمر رضي الله عنهما. اما ما يتعلق بابي بكر فما سمعت واما عمر فانه كان يقول في دعائه وما احسن هذا الدعاء؟ اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. حتى عمر رضي الله عنه يخاف على نفسه فيسأل الله هذا السؤال وهو دعاء عظيم لانه يجمع اصل الدين الذي سبقه الكلام عنه وهو ان يعبد الله وان يعبد الله بما شرع وبين رسوله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اجعل اللهم اجعل عملي كله صالحا والعمل الصالح هو الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم قال واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. وهذا هو الاخلاص لله جل وعلا والسعيد الذي يوفق الى هذين الى الاخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم. نعم الله اليكم قال رحمه الله وكثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله وعبوديتها له واخلاص تدينها واخلاص دينها له كما قال شداد ابن اوس يا نعايا العرب يا نعايا العرب ان اخوف ما اخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية نعم هذا شداد بن اوس رضي الله عنه يبين خطر الشهوة قفية التي ترد على النفوس. يحذر منها ومن الرياء. والرياء ايضا شهوة خفية فالانسان لا يرائي بعمله الصالح لا يري غيره عمله الصالح الا ليصل الى لذة ونشوة يطلب شيئا اه يبتهج به ويسعد به وهو ان يكون له ومكانة ورفعة وثناء من الناس مع ان هذا في حقيقته مجرد وهم لا فائدة منه ولا ثمرة من ورائه. فلو ارتفعت مكانتك بسبب هذا العمل عند الناس. فكان ماذا؟ ايحصل لك نفع من منهم دون ان يشاء الله لو اجتمعوا كلهم على ان ينفعوك بشيء والله لا ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك اذا ما فائدة ان يرائي الانسان بعمله الخلق الذين لا يقدمون ولا يؤخرون ولا ينفع ولا يضرون انما على الانسان ان يطلب بعمله وجه الذي بيده كل خير. فالنفع من عنده والضر من عنده ايه؟ ولا يأتي بالحسنات الا هو ولا يدفع السيئات الا هو. هذا الذي يدعو اليه العقل. المقصود ان شدادا رضي الله عنه يحذر المسلمين من ذلك فيقول يا نعاي العرب يا نعاي العرب هذه الكلمة يريد بها ان يبين ان هناك خطرا على العرب الذين هم مادة الاسلام وهم الذين حملوا الاسلام في اول امره يقول يا هلاكهم يا هلاك العرب كانه يقول ذهب العرب كانه يقول هناك هلاك عظيم على العرب او كأنه يقول يا يا هؤلاء الذين تسمعون عليكم ان تنعوا العرب لان الخطر وعظيم قال ان اخوف ما اخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية وهذه الشهوة الخفية فسرها ابو داوود السجستاني صاحب السنن بانها حب الرئاسة كما بين المؤلف رحمه الله هذا يدل على ان ذلك من اخوف ما يخاف. الرياء وحب الرئاسة. وهذا الاثر روي مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وحسنه بعض اهل العلم ومنهم الشيخ ناصر رحمه الله في السلسلة الصحيحة وان كان في هذا التحسين وقفة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقيل لابي داوود السجستاني وما الشهوة الخفية؟ قال حب الرئاسة. وعن كعب بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما ذئبان جائعان ارسلا في زريبة لغنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه. قال الترمذي حديث حسن صحيح. هذا حديث عظيم. و ما احرى المسلم ان يتأمله مليا حديث صحيح رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم كعب ابن ابن مالك وجاء معناه عن جمع من الصحابة وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ما ذئبان ما ذئبان جائعان ما اداة نفي؟ يعني ليس هناك شيء اشد فتكا وهذا يعلمه الناس. اي شيء اشد فتكا على الغنم؟ من ذئب جائع يهجم عليها في زريبتها. هل ترى انه يبقي منها شيئا؟ لا يكاد يسلم من هذه الشياه شيء فكيف اذا كان الذي يهجم ذئبان لا ذئب واحد يقول ما ذئباني جائعان ارسلا في زريبة غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه يريد ان يبين النبي صلى الله عليه وسلم ان افساد حرص المرء على المال والشرف افساد ذلك لدينه مثل او اشد من افساد ذئبان من افساد الذئبين الجائعين للغنم اذا دخل عليها في زريبتها. كما ان الذئبان لن يبقي ولن يذر كذلك هذان الذئبان المعنويان اللذان يهجمان على الانسان حب المال وحب الشرف. فان ذلك يذهب بدين الانسان الواجب او يكاد فالامر في غاية الخطورة ما ذئبان جائعان ارسلا في زريبة غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه لدينه هذه الكلمة متعلقة بافسد يعني افسد لدينه او ان اللام ها هنا للبيان يقول العلماء انها للبيان يعني كانه قيل بافسد لاي شيء؟ فقال بافسد لديني. وهذا لا شك فيه ولا لا ريب فالحرص على المال والشرف فرع عن محبة الدنيا ومحبة الدنيا فرع عن اتباع الهوى. والهوى كاسمه. يهوي بصاحبه فيما لا يحب. وذلك ان الحرص على المال والشرف ولاحظ ان الحديث جاء فيه كلمة الحرص. يعني الطلب الشديد. كون حب المال والشرف يستولي على الانسان ويستغرق فيه الانسان حتى لا يجد ولا يجتهد ولا يطلب الا ذلك هذا في غاية الخطورة على دين المرء. وذلك ان هذا الحرص والطلب الشديد اولا قد يزاحم حب الله عز وجل في القلب. فالانسان لا يحرص هذا الحرص الا على شيء يحب وهو والله خلق القلوب لاجل محبة الله. وهذه المحبة للمال والشرف قد طغى حتى تكون ثمة مزاحمة واشراك في هذه المحبة لغير الله عز وجل. وهذا في غاية الخطورة على ابن ادم وامر اخر وهو ان الحرص على المال والشرف يستدعي طلبا وجهدا في تحصيلهما. يريد تحصيل المال ويريد تحصيل الشرف. الشرف ها هنا الرئاسة المكانة يريد ان يكون له مكانة يريد ان يكون له رئاسة يريد ان يكون امرا ناهيا في الناس. وهذه شهوة في لا لا تعدلها شهوة الا لذة الايمان في النفوس المطمئنة. المقصود ان هذا الطلب يضيع عمر الانسان. ويستنفذ جهده. وذلك يكون على بالشيء الذي خلق له. الانسان اذا اوقف عمره وساعاته وتفكيره وهمته ومراده على طلب هذين ولهما في النفس شهوة فانه بالتالي سوف يستغرق هذه الحياة الثمينة في هذا الشيء الذي اضعف الايمان انه لا ينفع فكيف اذا كان يضر؟ الله عز وجل اعطاك هذه الحياة التي هي غالية ثمينة فيبيعها الانسان في شيء تافه حقير. في مقابل انه كان يمكن ان يدفعها ثمنا لشيء طيب ارأيت يا عبد الله لو كان عندك جوهرة ثمينة تشترى بغالي الاثمان فجاءت كشخص فساومك عليها في مقابل بعرة. فبعتها. اهذا تصرف رجل عاقل ام سفيه؟ جوهرة ثمينة. ما هي اثمن الجواهر عند الناس اليوم؟ ها الالماس تخيل قطعة من الالماس غالية وثمينة. ثم بكل سهولة اتي فتشتري بها بعرة. اهذا تصرف رجل عاقل؟ لا والله انه في غاية السفه. وان قدر هذه الحياة وهذا الوقت ونفاسته اعظم من هذه الجواهر. فالجواهر يمكن ان تستدرك لكن العمر لا يمكن ان يستدرك. والعمر يطلب به الانسان شيئا عظيما اغلى من هذه الدنيا وما فيها. النبي صلى الله عليه وسلم يقول وموضع سوط احدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها. المسافة او المساحة التي اه يأخذها السوط او العصا من الارض كم هي؟ كم هذه المساحة للعصا؟ شيء لا يذكر يعني بضعة سنتيمترات مربعة اليس كذلك؟ هذا القدر لو انه يعني قورن بمثله في الجنة لكان الذي في الجنة هذا القدر يسير خير من ماذا؟ من الدنيا وما فيها. فيضيع عمر الانسان في شيء اما ان يكون قليل الى الفائدة واما ان يكون عديم الفائدة واما ان يكون مضرا لصاحبه. امر ثالث وهو ان هذا الحرص وهذا الطلب وهذا السعي لتحصيل المال والشرف كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قد يستدعي ان يفعل الانسان شيئا مما حرم الله عز وجل حتى يحصل ما يطلب وهذا يقع كثيرا بل غالبا. لا يحصل هذا الذي يحرص عليه من المال ومن الشرف والرئاسة الا بارتكاب ما حرم الله عز وجل غالبا بالتالي فيكون الانسان قد وقع في ما ما يغضب الله سبحانه وتعالى. ناهيك عن الامر الرابع وهو ما يحصل عقيب ذلك بعد ان يحصل الانسان المال او بعد ان يحصل الرئاسة والشرف عما يقع غالبا مما حرم الله من ظلم او كذب او تكبر او ارتكاب وما الى ذلك اذا شأن الحرص على المال والشرف تأن عظيم. ينبغي على الانسان ان يحسن تأمله. وان يراه رؤية صحيحة. وتنبه فهي رعاك الله. حب المال والشرف من حيث هو. لا يذم ولا يمدح. انما يمدح من ذلك ما كان مقربا الى الله سبحانه وتعالى والى الدار الاخرة. ويذم من ذلك ما كان مبعدا عن الله سبحانه وتعالى وعن رحمته وجنته. ولكن الحديث يتعلق بالحرص لا بالحب فحب المال وحب المكانة وحب ثناء الناس على امر الانسان في في في دنياه كونه يحب ان يحمد على او ان يراه الناس في ثوب حسن او ملبس حسن ويكون له مكانة عند الناس هذا امر فطري. لكن ذلك من حيث هو ليس بمحمود ولا مذموم. انما بحسب ما يكون قبله او يكون بعده مما يحب الله عز وجل او يبغض والا لو ان اتاه الله عز وجل المال فانفقه على هلكته بالحق لكان هذا والله من خير الاعمال وكان صاحبه محبوبا عند الله. كما كان المال في يد ابن عوف او الزبير او عبدالله بن المبارك او غيرهم من السلف الصالح رحمة الله تعالى عليهم ورضي الله عنهم. كيف كان المال في يدهم كثيرا؟ ومع ذلك ما ابعدهم عن الله بل قربهم الى الله. كذلك الرئاسة كانت الرئاسة وكان السلطان عند الخلفاء الراشدين الذين هم خير البشر بعد الانبياء. ومع ذلك كان هذا مقربا لهم الى الله سبحانه وتعالى ولم يكن مبعدا لهم عن الله عز انما الشأن في هذا الحديث شأن اخر. الشأن في حرص وطلب يكون على حساب بطلب الاخرة وهذا هو مكمن الخطر في هذا الحرص. الحرص على المال والحرص على الرئاسة اما لو ان الانسان قصد بهذا آآ الطلب للمال تحصيل ما يحبه الله وكفاية نفسه عن الطلب للناس لكان هذا محبوبا الى الله. كذلك الرئاسة ان جاءت او الولاية ان عرضت عليه دون طلب منه فقبلها لاجل انه يريد تنفيذ حكم الله ونصرة دين الله فان ذلك ليس بمذموم. قال بعض السلف توليت القضاء لاجل ان استعين به على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لانه قاض فان امره بالمعروف يقبل ونهي عن المنكر يقبل فهذا اراد الخير من وراء ذلك لكن الغالب على الناس انه ان يكون حرصهم على هذين حرصا مؤديا بصاحبه الى ما لا حل وتأمل يا رعاك الله كيف ان الذي يستعبده المال او تستعبده الرئاسة سوف يندم ندما عظيما جدا لكنه لا ينفع لا ينفعه الندم. ولذا اخبر الله عز وجل عن من يندم في الاخرة فيقول ما اغنى عني ماليا هلك عني سلطانية والنتيجة خذوه فغلوه. اللهم عافنا من ذلك يا ارحم الراحمين. امين. كذلك تأمل في سورة القصص كيف ان الله عز وجل بين في مبدأها حال انسان كان من ابرز الناس واكثرهم حرصا على طلب الرئاسة وهو فرعون. وانه كان يحب العلو وفي الارض لانه كان ميالا شديد الميل الى طلب الشرف طلب الشرف والرئاسة علا في الارض وجعل اهلها شيعة يستعبد يستعبد طائفة منهم يستضعف طائفة منهم ويستعبدهم ويجعلهم عبيدا له لما في نفسه من الكبر العظيم. ذكر الله عز وجل في السورة ايضا في اخرها حالة انسان كان من ابرز الذين يطلبون المال وهو قارون. وما ادى اليه حرصه عليه من استكباره لانه رأى عنده كنوزا عظيمة صرفه هذا الحرص عن الله وما خلق له. وهناك صنف ثالث. سوى هذين بينهما الله عز وجل بعد فقال تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. هؤلاء هم الناجون المفلحون السعداء. الناس في هذا المقام ينقسمون الى اربعة اقسام القسم الاول من يريد علوا في الارض وفسادا يطلب المال والشرف لتحصيل العلو ولتحصيل الفساد كما كان من فرعون ومن قارون ومن اشباههما. وهؤلاء في اسفل وفي افتح افتح الحال والمآل. نسأل الله السلامة والعافية الثانية من يريد الفساد دون العلو. وهذه كحال الذين يسرقون من سفلة الناس من المجرمين الذين همهم تحصيله المال وليس تحصيل الفساد. وحال ثالثة وهي حال الذين يريدون العلو ولا يريدون الفساد. وهذه كحال اناس من اهل الدين من الذين يلبسون او قد يلبسون لباس العلم والزهد والورع ولكن ان والبواطن فيها ما فيها. انما يريدون العلو. انما يريدون تحصيل المكانة ولا يريدون الفساد في الارض لكن البلية من شهوة الشرف والرئاسة وهذه والله شأن وصعب عظيم فما خرج كما يقول بعض السلف من رؤوس الصالحين او قال اخر ما يخرج من رؤوس الصالحين حب الرئاسة تجد انه يطلب العلم يجاري به العلماء وليماري به السفهاء اه وليصرف به وجوه الناس ليقال له انه عالم وليقال له انه قارئ يشار اليه بالبنان اذا دخل المجالس يجل ويحترم ويصدر ويقال له تكلم واذا مشى فان الناس تقف تسلم عليه هذا مع الاسف الشديد ليس له حظ من هذا العلم الذي اتاه الله او اياه او هذا القرآن الذي جعله الله عز وجل في صدره الا هذا القدر وويل لمن كان حظه من الله الدنيا. انتبه. يقول بعض السلف ويل لمن كان حظه من الله الدنيا بمعنى ان الله عز وجل يقول من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم في فيها ليس في الاخرة. نوفي اليهم اعمالهم اين؟ في هذه التي كان يطلب وهي الدنيا. ولكن في الاخرة ليس له شيء ومع ذلك الامر معلق بمشيئة الله. من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد حتى ربما يطلب الدنيا ولا ينالها اصلا اذا لم يشأ الله عز وجل اعطاؤه اعطاءه اياها اذا هذا المقام مقام عظيم ربما يطلب الانسان العلم ويسلك الى اشرف المراتب وتكون النتيجة انه يهبط الى اسفلها. ولذا كان من اول من تسعر بهم النار يوم القيامة ذاك العالم وذاك القارئ الذي ما اخلص لوجه الله سبحانه وتعالى. من كان شأنه كذلك فقد العلم فيه اثره بل اصبح العلم لا قيمة له بالنسبة له. يقول الثوري رحمه الله لم يطلب العلم الا لوجه الله. فاذا لم يكن لوجه الله كان كسائر الاشياء. يعني كان مثله مثل غيره لم يكن شيئا لم يكن شيئا شريفا لم يكن شيئا رفيعا لا يكون كذلك الا اذا طلب لوجه الله سبحانه وتعالى. اذا هذه الاحوال الثلاثة كلها خاسرة وتبقى الحال الرابعة. القسم الرابع اهل السعادة وهم الذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. اسأل الله ان يجعلني واياكم منهم نعم. امين الله خيرا قال رحمه الله فبين صلى الله عليه وسلم ان الحرص على المال والشرف في افساد الدين لا ينقص عن افساد بين الجائعين لزريبة غنم وذلك بين فان الدين السليم لا يكون فيه هذا الحرص وذلك ان القلب اذا ذاق حلاوة عبوديته لله ومحبته له لم يكن شيء احب اليه من ذلك حتى يقدمه عليه. وبذلك يصرف عن اهل الاخلاص لله السوء والفحشاء كما قال تعالى. كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فان يقع في نفسه ان المؤلف رحمه الله انما استشهد بهذه الاية على قراءة المخلصين لان هذا هو المناسب للسياق فهو يقول بعد ذلك فان المخلص لله وعلى كل حال قلت فيما سبق الامران متلازمان كونه مخلصا ثمرة كونه مخلصا فما اصطفاه الله عز وجل الا لانه كان الا لانه كان تقليصا ما جعله الله من المخلصين المصطفين الا لاخلاصه لله سبحانه وتعالى. وعلى كل حال هذا مقام ليت ان من طلبة العلم من يحققه فانه لم يتحرر لي بعد وهو ما القراءة التي كان بها غالبا ابو العباس تقي الدين رحمه الله. وهذا يحتاج الى صبر واستقراء في كتبه. لنعرف مثل هذا الاستدلال وقد مرت بي مواضع في كتب المؤلف لا يكون يريد آآ او يظهر انه لا يريد استدلال في موضع او اخر بالاية على هذه الرواية التي اصبحت الان غالبا ما تطبع الايات عليها وهي رواية حفص عن عاصم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فان المخلص لله ذاق من حلاوة لله ما يمنع عن عبوديته لغيره ومن حلاوة محبته لله ما يمنعه عن محبة غيره. اذ ليس عند القلب السليم لا احلى ولا الذ ولا اطيب ولا اسر ولا الين ولا انعم من حلاوة الايمان المتضمن عبوديته لله ومحبته له واخلاصه الدين له. ما احسن هذا اعد حفظك الله اذ ليس قال رحمه الله اذ ليس عند القلب السليم لا احلى ولا الذ ولا اطيب ولا اسر ولا الين ولا نعم من حلاوة الايمان المتضمن عبوديته لله ومحبته له واخلاصه الدين له. وذلك يقتضي انجذاب القلب الى الله يصير القلب منيبا الى الله خائفا منه راغبا راهبا كما قال تعالى من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. اذ محب يخاف من زوال مطلوبه او عدم حصول مرغوبه فلا يكون فلا يكون عبد الله ومحبه الا بين خوف ورجاء كما قال قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محذورا هذا الكلام يدلك على ان هذه العبوديات الثلاث متلازمة المحبة والخوف والرجاء الاصل في ذلك هو المحبة والفرع الخوف والرجاء. لانه يحب خاف خاف من فوات محبوبه. ولانه يحب رجا. يرجو حصول محبوب وهذا ما جمعته هذه الاية اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. وهذا يدل بدلالة اللزوم على عبودية المحبة. فهذا الطلب والابتغاء ما كان الا لما يحب كانت عبودية المحبة. ثم اثمر ذلك ماذا؟ الخوف. الخوف والرجاء ويرجون رحمته ويخافون عذابه. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله واذا كان العبد مخلصا لله اجتباه ربه فاحيا قلبه واجتذبه اليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء. ويخاف من حصوله ضد ذلك. بخلاف القلب الذي لم يخلص لله. فان فيه طلبا وارادة وحبا مطلقا. فيهوى ما يسمح له ويتشبث بما يهواه كالقسط. اي نسيم مر به عطفه واماله تجتذبه الصور المحرمة وغير المحرمة. فيبقى اسيرا عبدا لمن لو اتخذه لمن لا فيبقى اسيرا عبدا لمن لو اتخذ خذه هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وذما. نعم. مر بنا ان الله عز وجل خلق القلوب ذات فاقة. وذات احتياج وذات فقر. ولذا كان الانسان دائما ان يطلب سد هذه الخلة وحصول الغنى من هذه الحاجة لذا كان حارثا هماما كان حارثا هماماما دائما يطلب هذا الشيء الذي يحصل به سكون القلب وطمأنينته وعليه. فاذا لم يصل الى الله سبحانه وتعالى فانه سيكون مشرك كان لا محالة هذا امر لا حيلة فيه. اما ان يكون القلب عبدا خالصا لله سبحانه وتعالى او يكون مشركا بالله جل وعلا ولذلك هذا الذي لم يهتدي الى الحق لم يطلب الاخلاص لله والانابة اليه. كان مهيئا الى ان يصل الى ارفع المراتب. واذا به يرتكس الى اسفل المراتب كان مهيأ الى ان يعبد الله واذا به صار يعبد اخس الاشياء حتى انه ربما يعبد ثوبه اليس كذلك؟ تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة يا الله العجب شيء شيء يلبسه واذا به يصبح ماذا؟ عبدا له. شيء يجلس عليه ومع ذلك يكون ماذا؟ عبدا له. اي ارتكاس هذا؟ واي سفول هذا؟ نسأل الله السلامة والعافية. يقول ان هذا الانسان يبقى اسيرا عبدا لمن لم اتخذه هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وذما اذا قلبه باحد من الناس من ذوي الصور الحسنة من نسائنا وغيرهم يقول ربما يتخذ من لو جعله هو عبدا له يعني اصبح هو السيد وذاك عبدا لكان هذا نقصا في حقه فكيف اذا كان هو ليس سيدا بل بل صار هو عبدا اليس هذا انقص واشد فداحة؟ اذا هذا الامر بالنسبة لابن ادم اما ان يرتقي الى ارفع المراتب. واما ان ينزل الى اسفل المراتب حتى يكون كالانعام ام بل هو اشد. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وتارة يجتنب الشرف والرئاسة فترضيه فترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل. ويعادي من يذمه ولو بالحق. نعم كما مر بنا سابقا اصحاب الرئاسة والسلطة المكانة بين الناس والسلطان يظن الناس ان الرئاسة لهم على غيرهم وانهم يستعبدون غيرهم فقط وتبين لنا فيما ذكر المؤلف رحمه الله سابقا ان هذا واقع ووقع ضده ويقع ضده ايضا ايضا كما انه سيد لمن يستعبده من الخدم ومن الرعية اذا كان جبارا ظالما كذلك هو اصلا يصبح عبدا لحاشيته وعبدا لرعيته. كما ذكر المؤلف رحمه الله يصبح مضطرا الى ان يوافقهم حتى لا ينفضوا عنه. يصبحوا لا يسر الا بمدحهم. ويغضب اذا ذم منهم رهين احسانهم فصار سيدا عبدا في نفس الوقت العكس بالنسبة لهم ايضا اولئك عبيد له وخدم له ومع ذلك هم هم سادة عليه ايضا اذا هذا الذي له في الظاهر الرئاسة هو ايضا في الباطن ماذا؟ هو في الباطن ايضا عبد كان عبدا لله عز وجل فصار عبدا لمن هو تحت يده. والله المستعان نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تارة يستعبده الدرهم والدينار وامثال ذلك من الامور التي تستعبد القلوب والقلوب تهواها فيتخذ الهه هواه ويتبع هواه بغير هدى من الله ومن لم يكن خالصا لله عبدا له قد صار قلبه معبدا لربه وحده لا شريك له بحيث يكون الله احب اليه من كل ما سواه بحيث يكون الله احب اليه من كل ما سواه ويكون ذليلا له خاضعا والا استعبدته الكائنات واستولت على قلبه الشياطين وكان من وكان من الغاويين اخواني الشياطين فصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه الا الله. وهذا امر ضروري لا حيلة فيه. اي والله هذا امر ضروري لا حيلة فيه. اما ان يكون الانسان عبدا لله او يكون عبدا للكائنات. استولت عليه الشياطين وصار من من اخوانهم ومن الغاويين هذا كلام في غاية الحسن وهو خلاصة مهمة يحتاجها المسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالقلب ان لم يكن حنيفا مقبلا على الله معرضا عما سواه كان مشركا. قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفة فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. منيبين اليه واتقوه اقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. فقد جعل الله سبحانه ابراهيم وال إبراهيم ائمة لهؤلاء الحنفاء المخلصين اهل محبة الله وعبادته واخلاص الدين له. كما جعل فرعون وال فرعون ائمة المشركين المتبعين اهواءهم. قال تعالى في ابراهيم ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة. وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم ائمة بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين. وقال في فرعون وقومه وجعلناهم ائمة الى النار ويوم القيامة لا ينصرون واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين. اذا الطريق اصبحت كشف امام الانسان امامه متبوعان اما ان يكون هو تابعا للمتبوع الاول او يكون متبوعا للثاني. متبوعه الاول ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وابناؤه من الانبياء والمرسلين. واخوانه من الانبياء والمرسلين. الذين جعلهم الله عز وجل ائمة دون بامره وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا. ويقابل هذا المتبوع الاخر الذي هو على الصراط الذي يوصل الى جهنم والعياذ بالله فرعون واشكاله واشباهه وازواجه الذي جعله الله سبحانه هو وهم ائمة يدعون الى النار فالانسان اما ان يأتم ويقتفي اثر ابراهيم او يكون مكتفيا اثر فرعون. اما ان يكون حنيفا مائلا عن الشرك الى التوحيد. منيبا الى الله سبحانه وتعالى مسلما له كما كان ابراهيم. اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت لرب العالمين. سلم لله وسلم لله فهو متم بابراهيم عليه الصلاة والسلام. فهدي الى الحق وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا او يكون مؤتما بفرعون. الذي يقود اتباعه الى جهنم والعياذ بالله. ذلك الذي علا في الارض ذلك الذي كان طلبه للشرف والرئاسة موردا له الموارد نسأل نسأل الله السلامة والعافية. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا يصير اتباع فرعون اولى الى ان لا ولهذا يصير اتباع فرعون اولا؟ اولا ولهذا يصير اتباع فرعون اولا الى ان لا يميز بينما يحبه الله وبينما قدر الله وقضاه بل ينظرون الى المشيئة المطلقة الشاملة ثم في اخر الامر لا يميزون بين الخالق والمخلوق بل يجعلون وجود هذا وجود هذا ويقول محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها معصية بلا طاعة والتحقيق ليس فيها طاعة ولا معصية؟ ليس والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية. وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين انكروا تكليمه لعبده موسى ارسله به من الامر والنهي. نعم. ينبه المؤلف رحمه الله وها هنا الى حال سبق الكلام عنها وعن اهلها وهي التي كان عليها الضالون المنحرفون من اه الجبرية او مدعي في الاحوال وارباب الحقائق او هكذا يسمون انفسهم. هذه الكلمة انتبه فان فيها خطأ في هذا الكتاب ويقول محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية تكلمنا عن هذا سابقا وقلت ان هؤلاء الضالين يرون ان الشريعة شيء دون انما هي بداية للسالك اذا سلك فانه يسلك في الشريعة التي فيها طاعة ومعصية في ابتداء الامر نعم هناك طاعة وهناك معصية وهناك واجب وهناك محرم لكنه اذا ارتقى ووصل الى الحقيقة فها هنا يكون الامر بالنسبة له كله طاعات. وهذا هو الخطأ الذي وقع ها هنا. والحقيقة هذه المرتبة الثانية فيها معصية بلا طاعة الصواب فيها طاعة بلا معصية بلا معصية. كما مر بنا سابقا يدعون ان كل فعل يقوم به الانسان فانه طاعة. يقول قائلهم انا ان كنت خالفت الامر فقد اطعت القدر. ويقول قائلهم اصبحت منفعلا لما يختاره مني ففعلي كله طاعات هذا الذي يزعمون ان كل ما يقع في الكون فهو محبوب لله سبحانه وتعالى. ولو كان شركا ولو كان معصية وتكلمنا عن هذا على وجه التفصيل. اذا هذا الذي بين ايدينا وهو ايضا في نسخ اخرى في مجموع الفتاوى وفي الفتاوى والكبرى وبعض النسخ الاخرى المفردة كله في هذا الخطأ والله اعلم اهو سبق قلم من المؤلف او خطأ من الناسخ والمؤلف ذكر هذه الجملة وذكر هذا التقسيم الثلاثي في مواضع من كتبه في مجموع الفتاوى في الجزء السابع وكذلك في الجزء الحادي عشر وكذلك في كتابه النبوات وكذلك في كتابه المنهاج وكذلك في كتابه الرد على الشاذلي كل ذلك كتب او ذكر فيه ان اهل الحقيقة يزعمون ان افعالهم ماذا؟ انه ليس هناك الا طاعة بلا بلا معصية. ايظا ابن القيم تلميذه ذكر هذا المعنى في بعظ المواظع في طريق الهجرتين في السالكين وقفت له على موضعين تكلم فيه عن ذلك طاعة بلا معصية وليس معصية بلا طاعة فصحح ذلك و الموضع او القسم الثالث قال والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية هذا اذا ارتقى الى اعلى درجات الضلال. عنده المبتدئون السالكون عندهم ايش ها عندهم شريعة فيها طاعة ومعصية. يرتقي الانسان حتى يصل الى مرتبة الحقيقة وهذه ليس في فيها الا طاعة وليس ثمة معصية. كل ما يقع سواء صلى او زنى كله ماذا؟ كله طاعة المرتبة الثالثة وهي اسفل الدركات هي مرتبة التحقيق هكذا يزعمون نعم هو تحقيق في الظلال والكفر وهو وصول الانسان الى حال اهل وحدة الوجود الذين يزعمون انه ليس هناك طاعة ولا معصية بل ليس هناك مطاع ولا طائع. انما هو شيء واحد انما هو ماذا؟ شيء واحد كما تكلمنا عن هذا في ما مضى وبينا مذهب اهل الاتحاد او اهل وحدة الوجود فهؤلاء ليس هناك اصلا ماذا؟ طاعة ولا معصية لان كل شيء عندهم هو هو الله هذا ليس طاعة هو هو الله ففعل الانسان انما هو ماذا؟ فعل الله وهذا لا يوصف بكونه لا طاعة ولا ولا معصية وهذا يعني اشنع ما يكون من الكفر. نسأل الله السلامة والعافية. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل واما ابراهيم وال الحنفاء من الانبياء والمؤمنين بهم فهم يعلمون انه لا بد من الفرق بين الخالق والمخلوق ولابد من الفرق بين الطاعة والمعصية وان العبد كلما زاد تحقيقا لهذا الفرق ازدادت محبته لله وعبوديته له وطاعته له واعراضه عن عبادة غيره ومحبة غيره وطاعة غيره. نعم وهذا تكلمنا عليه غير مرة في هذه الرسالة وقلنا ان هذا الفرقان لابد منه ومن لم يتنبه له فانه يقع في الضلال وهو التفريق بين الطاعة والمعصية او التفريق بين الارادة ها الشرعية والارادة والارادة الكونية لا بد من التفريق بين هذا وهذا بينما يحبه الله وما يبغضه الله سبحانه وتعالى الا من لم يكن متنبها لهذا الفرق فضلا عن ان يكون متنبها الى الفرق بين الخالق والمخلوق. وان الخالق ليس هو المخلوق ان المخلوق ليس هو الخالق هذا من ابين ما يكون واوضح ما يكون. فالله عز وجل بائن من خلقه وعلى هذا اكثر من عشرة الاف دليل. ناهيك عن دليل العقل والفطرة. ثم بعد ذلك يزعمون انهما شيء واحد. فالله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين الله وبين خلقه والخليل يقول افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين. ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى. نعم من اكثر اودية الضلال المؤدية اليه. التمسك بالمتشابه من كلام العلماء. ان يقول عالم كلمة محتملة الى محتملة لحق وباطل. فيأتي الضالون فيأخذونها ويتكئون عليها ويوجهوها ويوجهونها الى مذهبهم. ويجعلونها وسيلة لترويجه. وتقويته يقولون انظر هذا الامام الذي له قدم صدق في الامة يقول كذا وكذا مما يوافق كلامنا مع ان الكلام ماذا فيه اشتباه واجمال يحتمل هذا ولا يحتمله لكنهم يوظفونه على على ما يهوون واكثر الناس كما قد علمنا ليس عندهم الا فاحسان الظن بالعالم؟ احسان الظن بالعالم دون البحث في دليله ومعرفة اصاب او اخطأ اكثر الناس اكثر الناس اذا سألتهم وقلت هذا خطأ يقول كيف خطأ وقد افتى به الشيخ الفلاني وقال به العالم الفلاني ليس عنده الا ماذا دليله هو احسان الظن بماذا؟ بهذا العالم. فاذا جاءت المسائل الكبرى كالمسائل التي نحن فيها تقع بعض الكلمات المشتبهة كما سنتكلم عن هذا ان شاء الله. فيأتي اصحاب مذهب الاتحاد والحلول فيزعمون ان العالم الفلاني معنا ويقول بقولنا فيؤدي هذا الى ترويج هذا الضلال في قلوب ضعفاء العلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله مثال ذلك اسم الفناء فان الفناء فان الفناء ثلاثة انواع نوع للكاملين من الانبياء والاولياء ونوع للقاصدين من الاولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين. نعم. هذا مثال لكلمة مجملة تحتمل حقا وتحتمل باطلا ويتذرع اهل الضلال اهل الاتحاد ببعض الكلمات التي جاء فيها لفظ الفناء او ما يقرب منه كالاصطلام وكالغيبة والسكري وما الى ذلك فيأتون يوجهون بعض الكلمات المشتبهة لتوافق ما هم عليه. يقول انظر العلماء يقولون بذلك المحققون من اهل العلم فيبينون الحق من ذلك. ويقولون ان الفناء قد يراد به معنى الحق بل هو حقيقة التوحيد الذي بعث الله المرسلين وقد يراد به معنى اخر. قال به كما قال المؤلف القاصدون وانا اقول قال به الناقصون وهناك نوع ثالث قال به الضالون الملحدون ذلكم والفناء عن الفناء عن ارادة السوى. والفناء عن شهود السوى. والفناء عن وجود السواء عندنا كم نوع من الفناء؟ ثلاثة انواع. واهل العلم اذا تكلموا عن النوع الاول انما يريدون تنزل مع الخصم والا فهذه الكلمة ليست واردة في الكتاب ولا في السنة ولا معروفة في لسان السلف لكنهم يتنزلون مع الخصم في استعمالها ان كنتم تريدون ثناء فهذا فهذا فناء حق. خذوا به وقولوا به وهذا الذي اراده من اراده من الصالحين لما اطلقوا هذه الكلمة فهمتم هذا؟ يعني هذا الاصطلاح كما يشير المؤلف الى هذا اشارة انما يستعمله اهل العلم للضرورة لانه صار مستعملا فهم يتنزلون مع الناس في حدود ما يفهمون ويقولون هناك فناء حق وهناك فناء باطل والعالم الفلاني انما اراد الحق. المعنى الحق. هذا المعنى الحق مقبول. سميتوه فناء او لم تسموه وان كان الاولى كما قد علمنا استعمال الالفاظ الشرعية التي لا لبس فيها. لكن ما الحيلة في حال كون الامور قد اختلطت واصبح هذا اللفظ مستعملا ومشتهرا ومعروفا عند كثير من الناس تحقيقا للمصلحة تجد من اهل العلم المحققين كشيخ الاسلام وابن القيم رحمهم الله يستعملون هذه الكلمة ويوجهونها الى التوجيه الصحيح ويخلصون عن المعنى الباطل الذي يستعمله او يقوله الضالون. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاما اول هو الفناء عن ارادة ما سوى الله. هذا الذي يقولون عنه انه الفناء عن ها؟ ارادة السواء. ارادة سوى سوى يعني سوى الله ان يريد غير ما يريد الله. وهذا هو حقيقة التوحيد. حقيقة هذا النوع ان يفنى بعبادة الله عن عبادة غيره وان يفنى بمحبته عن محبة غيره. وان يفنى بالتوكل عليه عن التوكل كلي على غيره وهذا هو لب التوحيد. هذا هو دين ابراهيم الخليل ومحمد صلى الله ومحمد صلى الله عليه وسلم. واخوانه من الانبياء واخوانهما من الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. هذا هو حقيقة التوحيد. ان يحب الانسان ما يحبه الله وان يعبد الله دون غيره وان يتوكل عليه دون ما سواه وان ينيب اليه ولا ينيب الى غيره. الى غير ذلك من انواع العبودية هذا ماذا؟ عن ارادة السواء. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله فاما الاول فهو فهو الفناء عن ارادة ما سوى الله. بحيث لا يحب الا الله ولا يعبد الا اياه ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب من غيره. نعم. هذا هو النوع الاول وهذا كما ذكرنا هو حقيقة التوحيد و لعلنا نقف عند هذا القدر ونكمل ان شاء الله في درس الليلة القابلة بعون الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه به اجمعين