بسم الله الرحمن الرحيم. قال المصنف رحمه الله ومثل هذا قد يصدر في حال سكر وغلبة وفناء يسقط فيها التمييز الانسان او يضعف حتى لا يدري ما قال. والسكر هو لذة مع عدم التمييز. ولهذا كان بين هؤلاء من اذا صحى استغفر من ذلك الكلام. والذين توسعوا من الشيوخ في سماع القصائد. سم. ان الحمد لله ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه. وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد كنا توقفنا في الدرس الماضي عند الكلام عما قالوا عن بعض الناس من اقوال فيها من الرعونة و قولي ما لا ينبغي وادعائي ما لا يحل بدعوى الوصول الى مرتبة المحبة. فهم قد احبوا الله والله قد احبهم وعليه فان ذلك يسوغ لهم ان يقولوا ما لا يحل للعبد ان يقوله واورد المؤلف رحمه الله امثلة على هذا ذكرنا ان هذه الاقوال تختلف من حيث ثبوتها وعدم ثبوتها وايضا من حيث كون هذه الاقوال لها محمل يمكن ان تحمل عليه يصح به المعنى او ان تلك الاقوال وردت عليهم في حال غيبة وسكر ذهب معه العقل. وهذا الذي ذكر المؤلف رحمه الله حينما قال ومثل هذا قد يصدر في حال سكر وغلبة وفناء يسقط فيها تمييز الانسان او يضعف حتى لا يدري ما قال عرف المؤلف رحمه الله السكر بانه لذة مع عدم تمييز وبعض اهل الاصطلاح يعرفون السكر الذي يذكره من يسمون انفسهم ارباب بانه غيبة مع وارد قوي. غيبة مع وارد قوي يحصل معها طرب والتذاذ. فمعنى السكر يدور على امرين الاول غيبة العقل. ذلك يكون باسباب. قد يكون بسبب كراب يشرب كالخمر وقد يكون بسبب اصوات تسمع وفعلها في النفس كفعل الخمر او اشد وقد يكون هذا بسبب وارد قوي يرد على النفس تضعف عن احتماله من شدة فزع او خوف او فرح كما قال جل وعلا في وصف يوم القيامة وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. اذا هذا الذي يقال فيه انه سكر وغلبة وفناء و يبقى النظر بعد ذلك اذا زعم هذا المتكلم انه انما تكلم بمثل هذه الكلمات المنكرة في حال سكر وغيبة ان ينظر بعد ذلك هل هو ملوم؟ او غير ملوم؟ فالنظر وفي هذا يرجع الى سبب هذا السكري وسبب هذه الغيبة. والقاعدة في الشريعة انه اذا كان السبب محظورا لم يكن السكران معذورا اذا كان السبب محظورا لم يكن السكران معذورا اذا كان هذا الذي يدعي انه قد ورد عليه جعله يفقد عقله. فقال ما لا يحل. اذا كان يدعي انه انما كان سكرانا فنقول ما الذي دعاك الى هذا؟ وماذا تعاطيت حتى وصلت الى ذلك؟ ان كان ذلك بسبب اتيته بنفسك من شراب شربته او سماع سمعته وانت تعلم تأثيره في نفس. فهذا الذي تكلم غير معذور. لانه اتى سببا محظورا. فالذي يشرب الخمر مثلا ثم يرتكب بعد ذلك ما يرتكب. من معاص ومنكرات او قتل او زنا. لا يقال في انه معذور لانه اتى هذا في حال السكر. بل يقال انه ملوب على هذا واثم به لانه قد تعاتى تعاطى السبب المحظور. ومعلوم في الشريعة ان ان الاشياء تحرم وتحرم اسبابها فاذا كان الشيء محرما فسببه كذلك كمحرم فالوسائل لها احكام المقاصد. وعليه فهؤلاء الذين يزعمون انهم ارباب الحقائق وانه تحصل لهم غيبة وفناء. وبالتالي ما صدر عنهم كان في تلك الحال. ان كان ذلك بسبب ما اتوا من هذه البدع لا سيما ما يسمى بالسماع الذي سيأتي الكلام عنه فيقال ان هذا الانسان ليس بمعذور واما ان كان ورد عليه شيء بغير اختياره فقد معه عقله فصدر منه في تلك الحال ما لا يحل قوله فانه معذور بذلك. سمي هذا سكرا او لم يسمى. فلا شاحة في الاصطلاح فهذا الذي عادت اليه ناقته بعد ان ايقن بالهلاك وهو في صحراء مدوية على ناقته طعامه وشرابه ثم انه لما استيقظ بعد نومه وجدها فوق رأسه فاخذ بزمامها وقال اللهم انت رب اللهم انت عبدي وانا ربك. قال النبي صلى الله عليه وسلم اخطأ من شدة في الفرح فهذا قد ورد عليه وارد بغير اختياره فهو معذور في هذا الذي قال هذا الوارد الذي جعله يفقد عقله فقال هذه الكلمة التي هي بالنظر اليها بغض النظر عما يحيط بها من قرينة الحال لا شك انها كفر بالله سبحانه وتعالى. لكن الرجل كان معذورا وبالتالي لم يؤاخذ على هذا اذا ينبغي ان يفرق في مثل هذه الحال بين حال كونه معذورا او غير معذور وغاية ما هنالك اذا كان الانسان معذورا ان يقال ان هذه الكلمة من كرة كون صاحبها معذورا لا يعني تسويغ ما قال بل الكلام منكر. قصده صاحبه او لم يقصده. كان صاحبه معذورا او غير معذور فالكلام المنكر يجب رده بكل حال. واما الحكم على صاحبه فان فيه التفصيل بحسب بما قد سمعت. قال رحمه الله ولهذا كان من هؤلاء من اذا صحى استغفر من مثل ذلك الكلام يجب عليه ان يستغفر ويجب عليه ان يتوب. اذا كان قد تعاطى السبب الذي اداه الى هذا او اداه الى هذه الحال المنكرة عياذا بالله من حالهم. نعم. قال رحمه الله والذين توسعوا من الشيوخ في سماء قصائدة في سماع القصائد المتضامنة للحب والشوق واللوم والعدل والغرام كان هذا اصل مقصدهم. ولهذا انزل الله محبة محنة يمتحن نعم بها. قال والذين توسعوا من الشيوخ في سماع القصائد المتضمنة للحب والشوق واللوم. والعدل كان هذا اصل مقصدهم. هو انهم يزعمون انهم يسمعون هذا السماع وانتبه الى هذه المسألة يكثر في كلام هؤلاء الذين يدعون انهم ارباب الحقائق كلمة السماع وهم اهل ولع شديد بهذه الكلمة. ويكثر الكلام عنها. في مصنفات اهل السنة الذين يردون عليهم ككتب ابي العباس وتلميذه وغيرهما من اهل العلم. السماع المقصود به سماع قائد الملحنة سماع القصائد الملحنة. وقد يلتحق بها او يقترن بها ما من المعازف من ضرب على قضيب او بدفوف او غير ذلك من انواع المعازف. وهم يسمعون هذا السماع بقصد التقرب الى الله عز وجل. يزعمون ان هذا السماع يثير ازمة الساكن ويهيج القلوب الى علام الغيوب. فهم يجعلونه طريقا الى الله سبحانه وتعالى والى مرضاته هذا السماع يهيج المحب على الحب ويذكره محبوبه وقد اخطأوا في هذا خطأ عظيما. وابتدعوا في دين الله عز وجل ما لم ينزل به سلطانه وسلكوا مسلكا ما سلكه النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه ولا بقية السلف الصالح. هذا السماع القوم قد بالغوا فيه مبالغة عظيمة. ولذا اذا فتشت وقرأت في بعض الكتب المشهورة كاحياء علوم الدين. تجد فيه التنصيص على هذه الجملة. يقول السماع اشد تهييجا على الوجد من القرآن من سبعة اوجه. الوجد الذي الكل منهم حريص عليه. الذي يريدون به تلك الحال. التي تعقب السماع الاصل في كلمة الوجد في اللغة ان تطلق على الحزن او على المحبة. وهي اصطلاح عندهم يبحثون عن هذا الوجد. هذه الاحوال قال او هذه الواردات التي ترد عليهم عقب سماعهم هذا السماع المبتدع. يقولون هذا القرآن لا يوصل الى هذه المنفعة اهل القلوب انما يوصل يوصل هذه المنفعة الى القلوب السماع للقرآن. فهو انفع قلبي من القرآن من هذه الجهة من وجوه سبعة. يا لله العجب! هذا السماع انفع لهذه القلوب من القرآن من حيث تهييجها للوجد الذي هو ارفع المطالب عند هؤلاء. ومن تلك الاوجه التي ذكرها ان القرآن يفقد تأثيره مع كثرة التردد. وبالتالي يصبح عديم التأثير في القلوب ربما لو سمع الانسان الاية اول مرة اداه ذلك الى ان يتأثر لكن المرة الثانية والثالثة والرابعة يفقد هذا القرآن تأثيره بخلاف السماع فكل يوم وكل مجلس وكل حلقة سماع يدار فيها قال ابيات جديدة وبالتالي القلوب ماذا؟ تتهيج ويزداد الايمان. انا لله وانا اليه راجعون هذا هو حظ القرآن عند هؤلاء ومكانته عندهم. هذا الكتاب العظيم الذي لا يخلق مع كثرة الرد. الذي لو صفت القلوب ما شبعت منه لو انزل على جبل لندك. هذا القرآن الذي هو السماع النافع حقا السماع يا اخوتاه نوعان. سواء سماع مشروع. وسماع مبتدع. سماع نافع وسماع ضار. السماع النافع هو سماع القرآن. لا سماع مزامير الشيطان انه سماع الايات لا سماع الابيات. انه سماع المراشد لا القصائد انه السماع الذي قال الله عز وجل فيه في حق مؤمن الجن انا سمعنا قرآنا عجبا سمعنا هذا السماع النافع السماع النافع الذي اخبر الله عز وجل عن حال المؤمنين حينما قال واذا تليت عليهم الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا قال اياته وليس الابيات ولا القصائد الملحنة بالاصوات المطربة. السماع النافع هو الذي وصف الله عز وجل اهل العلم من قبل انه انهم اذا تلي عليهم يخرون للاذقان سجدا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا. هذا هو القرآن عند اهل الايقان. وعند اهل الايمان الذين يسمعون السماع الحق. هذا السماع هو غذاء القلوب. وشفاؤها. ودواء وحياتها هذا الذي كان يقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه هذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لابن مسعود اقرأ علي فيقرأ عليه من سورة النساء حتى اذا بلغ فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا؟ واذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يبكي. هذا السماء الذي كان يحرص عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اهل الاستقامة واهل التوحيد واهل المحبة الحقة. كانوا يجتمعون فيأمرون احدهم ان يقرأ وهم ينصتون. يقول عمر رضي الله عنه كما عند ابن حبان وغيره كان اذا رأى ابا موسى الاشعري وهو جالس مع اصحابه يقول له ذكرنا ربنا فيتلو القرآن وقد اوتي مزمارا من امير داوود يتلو القرآن واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسمعون وينصتون ويخشعون هذا هو السماع النافع اما ذاك السماع فهو والله سماع ضار. من ضرره انه سبب للاعراض عن القرآن فان المدمن على ذاك السمع اثقل ما عليه سماع القرآن لان ذاك السماع الحق انه اتباع للهوى. ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى امران متنافران مختلفان الهوى والهدى وهذا المقبل على سماع المبتدع الحق انه مقبل على ما تهواه نفسه. هو باحث عن اللذة. باحث عن الاطراب. باحث عن هذا الصوت الملحن وعن هذه الابيات التي تدغدغ العواطف وربما وربما صاحبها ما صاحبها من هذه الالات التي تهواها النفوس وتلتذ بها. فهو باحث عن هواه ليس باحثا عن هداه. وبالتالي من ادمن ذلك واستغرق فيه ثقل عليه القرآن جدا. والواقع اكبر شاهد ذكر صاحب الاحياء حينما تكلم عن هذا السماع وشرفه عندهم ذكر قصة وهي ان طالب علم بحث عن شيخ كان يسمع عنه من اصحاب هذا المسلك فدخل عليه وهو في المسجد جالس في المحراب. ناشر القرآن. يتلو. فلما حادثه قال عندك شيء تسمعنا؟ يعني من هذا السماع؟ فاسمعه بيتين فما كان منه الا ان اطبق وجلس يبكي حتى اخضل لحيته. وقال انا منذ الغداة يعني منذ صلاة الفجر. اقرأ وما نزلت دمعة وبهذين البيتين قامت القيامة علي. انا لله وانا اليه راجعون هل الخلل في القرآن؟ او الخلل في هذه النفوس المريضة؟ التي ما تأثرت بكلام الله. سبحان الله العظيم واذا نظرت في حالهم وجدت العجب لا تشك يا ايها المنصف اذا نظرت في حالهم انهم والله يتبعون هواءهم فانك تجد مع السماع الذي يرد عليهم انواعا من البدع والمنكرات والامور للادب والمروءة كم تجد منهم الذي يضرب الارض برجله او يضرب رأسه بيده او يهز اكتافه ورأسه او يتمايل او يقوم فيرقص كرقص النساء او تجد انه يمزق ثيابه او تجد انه يصيح ويزعق او تجد انه ينفخ ويثور كثور كالثيران. او انه يتوجع بصياحه في احوال اقسم بالله ان عهد النبوة المضيء المشرق وعهد الصحابة كذلك انخرم وما عرفوا شيئا من ذلك. انما هذا كله امر مبتدع ما انزل الله عز وجل به من سلطان. ومن مفاسد هذا السماع المبتدع ايضا. انه ينبت افاقة في القلب وقد جاءت الاثار عن الصحابة في هذا ومن بعدهم كثيرة. واكبر شاهد على ذلك ارأيت حال هؤلاء المدمنين للسماع؟ كيف انهم يثقل عليهم الاتيان الى الصلاة ولا يذكرون الله الا قليلا. وهذه هي الحال التي وصف الله عز وجل المنافقين بها اذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. هذه هي حال هؤلاء ينبت فيهم النفاق والعياذ بالله. ايضا من المفاسد المترتبة على هذا السماع انه يزعمون انهم سلكوا طريقا يوصل الى الخير لم يكن قد عرفه الله صلى الله عليه وسلم ولا ابو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا بقية الصحب الكرام. ولا التابعون ولا اتباعهم اذا اذا من اخطر ما يترتب على هذا المسلك انهم يزعمون ان ثمة طريقا يوصل الى الخير والى الهدى والى رضوان الله عز وجل. ليس من طريق محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا امر في غاية الخطورة. ان يظن انسان ان الهدى يمكن ان ينال بغير طريق الوحي. الذي انزله الله عز وجل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم والله سبحانه يقول عن نبيه عليه الصلاة والسلام وان اهتديت باي شيء؟ فبما يوحي الي يا ربي هذا والله السبب الذي تحصل الهداية به. لا هذا الامر المبتدع الذي يدور عليه هؤلاء والله المستعان. والوصية لاهل التمسك والاستقامة لا سيما من الشباب ان يتنبهوا الى هذا المزلق وهو ان الهداية انما تطلب من القرآن انما تطلب من كتاب الله من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا الذي تنال الهداية به. فان بعض الشباب ربما ظن ان هذه القصائد الملحنة المنتشرة سبب لتهذيب النفوس سبب سبب لاصلاح القلوب. فتجد انه يدمن على سماعها بهذا القصد وبهذا الغرض. حتى كأن اصبحت لازمة للشباب المستقيمين علامة عليهم. وهذا امر لا شك انه خاطئ ليس بصواب ولو كان خيرا لسبقنا اليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فاننا نقطع وليس ثمة طريق الى الخير ما سلكه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لا يمكن ان يكون ذلك. لو كان خيرا لسبقونا اليه رضي الله عنهم وارضاهم نعم ولهذا انزل الله للمحبة محنة يمتحن بها المحب فقال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فلا يكون محبا لله الا من يتبع رسوله. وطاعة الرسول ومتابعته تحقق العبودية. وكثير ممن يدعي المحبة يخرج عن شريعته وسنته ويدعي من الخيالات ما لا يتسع هذا ويدعي من الحالات يبدو عندك الخيالات؟ نعم. طيب هذه نسخة اخرى سجلوها عندكم لكن الذي عندي الحالات نعم وربما تكون الخيالات اقرب نعم ويدعي من الخيالات ما لا يتسع هذا الموضع لذكره حتى قد يظن قد يظن احدهم سقوط الامر وتحليله الى الحرام له وغير ذلك مما فيه مخالفة شريعة الرسول وسنته وطاعته. بل قد جعل محبة الله ومحبة رسوله. بل قد جعل الله اساس محبته بل قد جعل الله اساس محبة محبته ومحبة رسوله الجهاد في سبيله. والجهاد يتضمن كمال محبة ما امر الله به وكمال بغض ما نهى الله عنه. ولهذا قال في صفة من يحبه ويحبونه اذلة على المؤمنين عزة على الكافرين. يجاهدون في سبيل الله ولهذا كان محبة هذه الامة لله اكمل من محبة. نعم يقول المؤلف رحمه الله فان هذا الجنس يعني من هذا السماع للقصائد مطربة الملحنة قال يحرك ما في القلب من الحب كائنا ما كان. هذا السماع لا خاصية فيه للهدى والخير وليس من سمات اهل الايمان لان هذا السماع يحرك الحب كما ذكر المؤلف رحمه الله من اي انسان كان؟ واي حب كان فليس شيئا مختصا بالخير والهدى والاسلام والايمان. ولذلك فهو قد يحيج قد يهيج محبة الرحمن وقد يهيج محبة الصلبان وقد يهيج محبة الاخوان وقد يهيج محبة النسوان الى غير ذلك هذا السماع ربما لو سمعه غير مسلم لاصبح يطرب ايضا. وربما صار يضحك وربما صار يبكي. لان هذا من من الامور التي تلتذ بها النفوس فيها اعطاء للنفوس هواها لكن المطلوب من المسلم شيء اخر ان يبحث عن الهدى وليس ان يبحث عن الهوى وبالتالي حينما يقولون اننا جربنا هذا السماع فوجدناه مؤثرا نقول نعم هذا السماع نفسه لو سمعه كافر بالله او فاجر او فاسق فانه سوف يتأثر كما تتأثر والسبب هذا الترنيم وهذا التنغيم وهذه الالات وهذه الابيات الموزونة وهذا الكلام عن الغزل وعن العشق وعن ذكر المحبوب وقده وعينه ولونه وما الى ذلك والناس مجبولة على حب مثل ذلك فهي تلتذ به لكن الشريعة جاءت بتهذيب ذلك. وبينت ما يحل منه وما يحرم. فهذا ليس طريقا للهدى. وليس سببا موصلا الى رضوان الله عز وجل. انما السبب هو سماع القرآن واتباعه وسماع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واتباعها. هذا الذي ينفع المسلم. قال رحمه الله ولهذا انزل الله محنة يمتحن بها المحب فقال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ثم ذكر سببا اخر يوصل الى محبة الله عز وجل. وهو ايضا دليل وبرهان عليها وهو الجهاد في سبيل الله فاسمع يا ايها المحب ثمة ثلاثة اصول تحقق محبة الله عز وجل اولا الاخلاص انتبه يا طالبة محبة الله اذا اردتها فدونك هذه الطرق الثلاث اولا تحقيق الاخلاص والدليل على هذا قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله محبة خالصة لله. فكان الاخلاص محققا لمحبة الله عز وجل والامر الثاني متابعة النبي صلى الله عليه وسلم تجريد المتابعة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو التحقيق لمحبة الله وبرهان هذا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله قاعدة واضحة لا غبار عليها فاتبعوني يحببكم الله طالب المحبة عليه ان يكون طالبا للاتباع الامر الثالث الجهاد في سبيل الله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ما سمتهم قال اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. اذا الجهاد في سبيل الله. وقد تكلمنا عن الجهاد وانواعه. والبحث ها هنا عن الجهاد الحق عن الجهاد لا الافساد وبينهما فرق كما بين الارض والسماء المقصود ان هذه الامور الثلاثة هي الاصول التي تقتضي محبة الله عز وجل للعبد. وليس الشأن ان تحب انما الشأن ان تحب والله عز وجل شكور اذا احبه عبده احبه هو سبحانه وتعالى. كما سيأتي الكلام عن هذا ان شاء الله. نعم ولهذا كانت محبة هذه الامة لله اكمل من محبة من قبلها. وعبوديتهم لله اكمل من عبودية من قبلهم. نعم. والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرج الامام احمد وغيره بسند حسن قال انتم توفون سبعين امة قبلنا تسعة قبلنا تسع وستون امة ونحن السبعون انتم توفون سبعين امة. انتم خيرها واكرمها على الله تبارك وتعالى اللهم لك الحمد امة محمد صلى الله عليه وسلم خير الامم واكرمها على الله عز وجل. ويا لله العجب ان تكون هذه الخيرية وهذه الكرامة عند الله ان لم تكن بتحقيق التوحيد والمحبة والاخلاص والعبودية الصادقة لله جل وعلا. اذا هذه الامة اعظم الامم عبودية لله واكثرها واشدها محبة لله. فاستحقت ان تكون خير الامم واكرمها الله نعم واكمل هذه الامة في ذلك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن كان بهم اشبه كان ذلك فيه اكمل. نعم. حينها اذا كانت الامة اعظم الامم تحقيقا لهذا الامر فان غرة هذه الامة وصفوة هذه الامة وهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا شك انهم اكملوا هذه الامة محبة لله وعبودية له ولا يرتاب في هذا مؤمن اليس النبي صلى الله عليه وسلم قد قال كما في الصحيحين خير الناس قرني. شهادة بالخيرية من لدن من لدن اعظم الشهداء من البشر وهو النبي صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق خير الناس قرني اذا لا شك ان هذه الخيرية ما كانت الا لانهم اعظم الناس محبة وعبودية لله تبارك وتعالى وكل من كان اليهم اقرب وبهم اشبه كان اكمل والدليل على هذا قول الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين والذين اتبعوهم باحسان لاحظ يا رعاك الله والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. اذا من كان اشبه باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والى هداهم اقرب لا شك ان انه اكمل نعم فاين هذا من قوم يدعون المحبة؟ وفي كلام بعض الشيوخ؟ نعم اين هذا من قوم يدعون المحبة؟ اين الصحابة وان واين حالهم واين مسلكهم؟ واين نهجهم عن هال عن حال هؤلاء الذين يدعون المحبة من ارباب ما يسمونه الحقائق والسلوك والله ما عرفوا شيئا من السكر ولا الغيبة ولا الفناء ولا الصعق ولا الجنون ولا السكر ولا شيء من هذه الامور ما كان عنده شيء من هذا وكانوا اعظم الناس عبودية لله ومحبة له واتباعا لرسوله عليه الصلاة والسلام هل انتم اهدى يا اصحاب هذا المسلك من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا كان ولا يكون. يستحيل ان يكون هناك منهج اهدى من منهج اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان كان ذلك صوابا فقد كانت هذه الكلمة كذبا خير الناس قرني غير صحيحة وحاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينطق عن الهوى. بل والله الخير كل الخير في نهج اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اذا كان المشركون يقولون لما رأوا هذا الخير واقبال الصحابة عليه لو كان خيرا ما سبقونا اليه هكذا قالوا اليس كذلك؟ حكى الله عز وجل عنهم ذلك قالوا لو كان خيرا الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ما سبقونا اليه هؤلاء الموالي وهؤلاء الضعفاء وهؤلاء السوق في نظرهم ونحن الاشراف والسادة وارباب الاموال والمكانة والزعامة ايكون خير يسبقنا اليه هؤلاء اما اهل السنة والجماعة فانهم قالوا عكس هذه المقالة قالوا كما ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاية واحسن ما شاء الله ان يحسن. قال واما اهل السنة والجماعة فقالوا في كل قول او فعل لم عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو كان خيرا لسبقونا اليه اي شيء يزعم من واردات من احوال من احتفالات من اذكار من هيئات جديدة في العبادة من انواع من الطاعات اهل السنة والجماعة يرفعون شعارا واضحا تقبل عليه كل فطرة سليمة. لو كان خيرا لسبقونا اليه اجعلها قاعدة عندك. سل عن كل امر جديد تسمعه او تدعى اليه. هل كان يتعبد من لدن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ثبت هذا فقل على الرأس وعلى العين حي هلا اقبل عليه دون تردد لكن ان كان هذا لم يعرفه الصحابة ولم يتعبد لله عز وجل به في عهدهم اعلم انه لا خير فيه. لانه لو كان خيرا لسبقونا اليه نعم. وفي كلام بعض الشيوخ المحبة نار تحرق ما في القلب. ما سوى تحرق في القلب. تحرق في القلب ما سوى مراد المحبوب. وارادوا ان الكون كله قد اراد الله وجوده. فظنوا ان كمال المحبة ان يحب العبد كل شيء. حتى الكفر والفسوق والعصيان. ولا يمكن لاحد ان يحب كل موجود. بل يحب ما يلائمه وينفعه ويبغض ما ينافيه ويضره ولكن استفادوا بهذا الضلال اتباع اهوائهم. فهم يحبون ما يهوونه كالصور والرئاسة وفضول المال والبدع المضلة. زاعمين ان هذا من محبة الله ومن محبة الله بغض ما يبغضه الله ورسوله وجهاد اهله بالنفس والمال. نعم. هذه الجملة اه اظن ان سبق ان تكلمنا عنها وهي التي يزعمها هؤلاء اه الجبرية حينما تكلمنا عن حالهم وانهم يقولون المحبة تحرق في القلب ما سوى مرادي المحبوب. وقلنا ان هذه الكلمة تحتمل وجهين وهم ارادوا الاسوأ منهما ارادوا المراد الكوني وهذا هو الاحتمال الاول وهذا هو الضلال بعينه والاحتمال الثاني انها تحرق في القلب ما سوى المراد ها؟ شرعا ما سوى المراد شرعا. فهذه الكلمة حق لكن القوم ارادوا المعنى الاول وما هو الا انهم ارادوا تسويغ ما تهواه انفسهم لا غير. والا فانهم لا يلتزمون هذا حينما يزعمون ان القلب يتلاشى منه كل شيء الا ما اراد الله كونه هم كذبة بل والله انهم يبغضون وينفرون من اشياء كثيرة قدر الله وجودها. ودليل هذا انك لو قربت اليهم شعلة من نار وقل قلت وجودها وقلت ان وجودها مراد لله. فينبغي عليك ان تحبه فدعني اقربه الى الى يدك ولا تنفر من ذلك لان نار المحبة تحرق في القلب ما سوى مراد المحبوب. هل يقبل او ينفر ويفزع ويهرب. اذا هذا دليل على انهم ما التزموا الا اهواءهم لا غير ناهيك عن ان هذه العبارة كفر بالله عز وجل. فان مما قدر الله كونه الكفر والفسوق والعصيان والرضا بذلك ومحبته لا شك انه كفر بالله سبحانه وتعالى. فان بغض ما يبغض الله جل وعلا امر واجب فمن احب الكفر ورضيه لا شك انه قد وقع في الكفر باجماع المسلمين نسأل الله السلامة والعافية. نعم واصل ضلالهم ان هذا القائل الذي قال ان المحبة ان المحبة المحبة نار تحرق ما سوى مراد المحبوب قصد بمراد الله تعالى الارادة الدينية الشرعية التي هي بمعنى محبته ورضاه. فكانه ان تقرأ اين يا شيخ؟ واصل ضلالهم واصل ضلالهم ان هذا القائل الذي قال احد عنده هذه النسخة؟ خليه يقرأ فيها. واصل ضلالهم ان هذا القائل الذي قال ان المحبة نار احرقوا تحرقوا ما في سوى مراد المحبوب تحرقوا ما سوى سوى مراد المحبوب قصد بمراد الله تعالى الارادة الكونية في كل الموجودات. اما لو قال مؤمن بالله وكتبه ورسله هذه المقالة فانه يقصد الارادة الدينية الشرعية هذا الاحتمال الثاني وهو وهو حق لكن هذه الجملة تبقى ماذا مجملة محتملة لحق وباطل ومثل هذه يعرض عنها اهل العلم. لا يأتون بمثل هذه الجمل الفضفاضة محتملة لحق وباطل لان اطلاقها يمكن ان يستعمله الزنديق والصديق ومثل ومثل هذا فيه لبس الحق بالباطل وهذا مما نبه القرآن على منعه ولا تلبسوا الحق بالباطل نعم فانه يقصد الارادة الدينية الشرعية التي هي بمعنى محبته ورضاه فكأنه قال تحرق من القلب ما سوى المحبوب لله. فيصبح لا يحب الا ما يحبه الله عز وجل. وهذا المعنى؟ صحيح حق. نعم وهذا معنى صحيح فان من تمام الحب لله ان لا تحب الا ما يحبه الله. فاذا احببت ما لا يحب كانت المحبة ناقصة. واما قضاؤه وقدره فهو يبغضه ويكرهه ويسبه. الضمير هنا يعود الى اي شيء؟ قال واما قضاؤه وقدره يعود الى ماذا؟ قضاء ماذا قضاء ما لا يحب هذا الذي لا يحبه قضاؤه وقدره فهو يبغضه ويكرهه. انتبه ضع هذه آآ الكلمة عنده يتضح اما قضاؤه يريد ما لا يحب ما لا يحب فانه ماذا؟ يبغضه ويكرهه ويكرهه. نعم. وما قضاؤه وقدره فهو يبغضه ويكرهه ويسخطه وينهى عنه. فان لم اوافقه في بغضه وكراهته وسخطه. لم اكن محبا له بل محبا لما يبغضه فاتباع هذه الشريعة والقيام بالجهاد بها من اعظم الفروق بين اهل محبة الله واوليائه الذين يحبهم ويحبونه. وبين من يدعي محبة الله ناظرا الى عموم ربوبيته او متبعا لبعض البدع المخالفة لشريعته. فان دعوى هذه المحبة لله من جنس دعوى اليهود والنصارى المحبة بل قد تكون دعوة هؤلاء شرا من دعوى اليهود والنصارى. لما فيه من النفاق الذي هم به. لما فيهم لما فيهم لما فيه من النفاق الذي الذين يهم به في الدرك الاسفل من النار. كما قد تكون دعوة اليهود والنصارى شرا من دعواهم اذا لم يصلوا الى مثل كفرهم نعم مر بنا الكلام عن هذا الامر وقلنا انها ان اليهود والنصارى يدعون انهم ابناء الله واحباؤه دعوة واماني آآ يكذبون على انفسهم بها ولا رصيد لها من الواقع ولا من الحقيقة. وهؤلاء لهم شبه بذلك كما مضى في كلام المؤلف رحمه الله وهم من وجه اسوأ من اليهود والنصارى اذا اوصلتهم هذه المفاهيم المغلوطة الى حد النفاق واليهود والنصارى اسوأ منهم من وجه اخر اذا كان هؤلاء الضالون المبتدعون ما وصلوا الى كفرهم درجة الكفر. نعم وفي التوراة والانجيل من الترغيب في محبة الله ما هو متفقون عليه. حتى ان ذلك عندهم اعظم وصايا الناموس ففي الانجيل ان المسيح قال اعظم وصايا المسيح ان تحب الله بكل قلبك وعقلك ونفسك. على كل حال اهل العلم في مقام استشهاد بما في الكتب السابقة الاصل انهم لا يريدون ذلك على سبيل الاعتماد ولا يبنون حكما على ذلك اطلاقا. هذه الكتب منسوخة بالقرآن الكريم باجماع المسلمين وهذا من المعلوم بالضرورة من هذا الدين. والقرآن مهيمن على تلك الكتب كيف اذا اضفت الى هذا كون هذه الكتب قد دخلها ما دخلها من التحريف والتغيير والتبديل ولذا اي كلمة تذكر في هذه الكتب فانه ينظر اليها من جهة كونها موافقة للحق او مخالفة للحق. لا من جهة انها كلام الله لانه لا دليل عندنا على انها كلام الله يحتمل ان تكون من الكلام غير المبدل ويحتمل ان تكون من المبدل وبالتالي لا جزمة عندنا انما يقال هذا الكلام حق ولماذا حكمنا عليه انه حق لانه موافق لشرعنا او يقال انه باطل لانه مخالف لشرعنا. اذا لماذا يورد من يورد من اهل العلم كالمؤلف بعض الجمل يقتبسونها من العهد القديم او العهد الجديد فيما يسمونه الكتاب المقدس؟ الجواب ان ذلك ارادوا به تحقيق مصلحة وليس اثبات حكم ولا عقيدة. انما يريدون ان يلزموا اليهود والنصارى بما هو موجود عندهم وما يؤمنون به او الزام غيرهم من اهل البدع والضلال او اثبات انهم موافقون لما عليه اليهود والنصارى الى غير ذلك من هذه المصالح اذا الاستدلال بمثل هذه اه المقاطع من هذه الكتب المتقدمة لا يجوز ان يكون على سبيل الاعتماد ولا على سبيل الاثبات اثبات حكم او اعتقاد او مسألة غيبية هذا لا يجوز بحال الاكتفاء يا اخوتاه حاصل بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولد النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ومع عمر رضي الله عنه وعمر عمر رأى معه اوراقا من التوراة يقرأ فيها يغضب النبي صلى الله عليه وسلم ويقول امتهوكون يا ابن الخطاب؟ التهوك الرجوع من الهدى الى الضلال والله لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. اذا الكفاية حاصلة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا حاجة بل ولا مساغ لان يلج الانسان الى هذا المسلك وان يذهب يتتبع كما يحصل من بعض النابتة التي نبتت في هذا العصر تتبعون ما في الكتب السابقة وربما وجدت انهم يكتبون في الشبكة او يغردون قال الله تعالى ويأتي بمقطع من الاصحاح الفلاني هذا ضلال مبين يا اخوة من كان كذلك فانه على شفا هلكة ينبغي ان يحذر من ذلك السؤال هل الله عز وجل اغنانا بالوحي الذي انزل على النبي صلى الله عليه وسلم ام لا ان كان الجواب لا فينبغي ان يعيد هذا الانسان النظر في ايمانه واسلامه وان كان الجواب نعم كان فعله هذا باطلا مخالفا للشرع كن مخالفا لما يعتقده هذا المتكلم نعم والنصارى يدعون قيامهم بهذه المحبة وان ما هم فيه من الزهد والعبادة هو من ذلك. وهم برآء من محبة الله اذ لم يتبعوا ما احبه بل بل اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم. وكانوا من الضالين. يا لله العجب ممن يتبع او ممن عفوا يزعم محبة النبي محبة الله سبحانه وتعالى. ثم يكفر به اعظم الكفر يسبه اعظم المسبة فيسب اليه الصاحبة والولد يا لله العجب اهذا اهذه حال المحب؟ لا والله. هذه حال المسخوط عليهم والعياذ بالله قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعه. نعم والله يبغض الكافرين ويمقته ويلعنهم وهو سبحانه يحب من يحبه ولا يمكن ان يكون العبد محبا لله والله تعالى غير محب له. لان الله شكور. انتبه ما احسن هذه الكلمة. احفظها لا يمكن ان يكون العبد محبا لله والله تعالى غير محب له الله شكور اذا عمل العبد الطاعة شكرها الله سبحانه وتعالى فان احبه اعاد الامر عليه بمحبة الله سبحانه وتعالى نعم بل بقدر محبة العبد لربه يكون حب حب الله له وان كان جزاء الله لعبده اعظم. كما في الحديث الصحيح الالهي عن الله تعالى انه قال من تقرب الي من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا. ومن اتاني يمشي اتيته هرولة وقد اخبر الله تعالى وقد اخبر الله سبحانه انه يحب المتقين والمحسنين والصابرين ويحب التوابين ويحب المتطهرين بل هو يحب من فعل ما امر به من واجب ومستحب. كما في الحديث الصحيح لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الحديث. ما معنى قوله؟ كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الحق الذي لا شك فيه ان معنى قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه كنت سمعه الذي يسمع به اي لا يسمع الا ما احب ولا يبصر الا ما احب ولا يبطش ولا يمشي الا الى ما احب هذا هو المعنى الحق بهذا الحديث دون ريب. نعم وكثير من المخطئين الذين ابتدأوا اشياء في الزهد والعبادة وقعوا في بعض ما وقع فيه النصارى من دعوى المحبة لله مع مخالفة شريعته وترك المجاهدة في سبيله ونحو ذلك. ويتمسكون في الدين الذي الذين يتقربون به ويتمسكون في الدين الذي يتقربون به الى الله بنحو ما تمسك به النصارى من الكلام المتشابه. ولحكايات التي لا يعرف صدق قائله قائلها بها ولو صدقة لم يكن قائلها معصوما فيجعلون متبوع متبوعيهم شارعين لهم دينا كما جعل النصارى قسيسيهم ورهبانهم لهم دينا. نعم. ولذلك قال العلماء ان جهال المبتدعة فيهم شبه من النصارى كما ان علماء المبتدعة فيهم شبه من اليهود. عماد هؤلاء في دينهم المخترع بدل المحدث ما ذكر المؤلف رحمه الله اما كلام متشابه او حكايات لا يعرف صدق قائلها ولو صدق لم يكن قائلها معصوما. تجد انهم في كتبهم ما ثمة الا اقوال وحكايات وزخارف من الكلام ليس هناك الكلام الذي تهتدي به النفوس الذي الذي يحصل به الغناء الذي تحصل به الكفاية من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وفق ما فهم اصحابه رضي الله عنهم والسالكون طريقهم من تابعينا واتباعهم انما تجد كلام وحكايات امور يزعمون انها كرامات واشياء من هذا قبيل يبنون عليها دينهم والتي لو تأمل العاقل بعضها لضحك على عقولهم اشياء من الترهات والشعوذات والخرافات والحكايات المناقضة للعقول والعجب انها تؤثر فيهم ربما يجتمعون ويقرأونها ويبكون وهي والله من وهي الى السخافة اقرب منها الى ما تقبله العقول ولكن ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا. نعم. ثم انهم ينتقصون العبودية ويدعون ان الخاصة يتعدونها كما يدعي النصارى في المسيح والقساوسة ويثبتون لخاصته من المشاركة في الله من جنس ما تثبته النصارى في المسيح وامه الى انواع اخرى يطول شرحها في هذا الموضع. نعم يعني كما مر بنا في حال اولئك الظالين الذين سبق الكلام فيهم. كيف انهم ينتقصون العبودية عبادة الله درجة دون اما الدرجة العليا هذه للواصلين. هذه لمن الواصلين الذين وصلوا وصلوا الى ماذا الى ما يزعمون انه اليقين ها واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وهذا ما مضى الكلام فيه بالتفصيل وقلنا نعم ان هؤلاء وصلوا ولكن كما قال السلف الى سقر عافاني الله واياكم؟ نعم وانما الدين الحق هو تحقيق العبودية لله بكل وجه. وهو تحقيق محبة الله بكل درجة. ولذلك في مقام المدح اي صفة وصف النبي صلى الله عليه وسلم بها من ربه مر بنا هذا في اوائل الكتاب اي وصف كان وصف العبودية سبحان الذي اسرى بعبده. فكلما كان المقام شريفا رفيع للنبي صلى الله عليه وسلم يأتي الوصف العبودية لله سبحانه وتعالى. فارفع ما يصل اليه الانسان ان يكون عبدا لله عز وجل وكلما كان اعظم تحقيقا للعبودية كان اقرب الى الله عز وجل واحب اليه. لكن عند هؤلاء العبودية شيء ماذا دون العبادة لكم انتم. انتم مساكين انتم مغيبون. ما نفذتم الى الحقائق. ما وصلتم الى الفناء. بالتالي تصلون وتصومون وتزكون العبادة لائقة بكم اما نحن هكذا يقولون نحن الواصلين شأننا شأن اخر خلاص ايش الحاجة ان ان نعبد وقد وصلنا الله المستعان. نعم وبقدر تكميل العبودية تكمل محبة العبد لربه وتكمل محبة الرب لعبده. وبقدر نقص هذا يكون نقص هذا. وكلما كان في القلب حب لغير الله كانت فيه عبودية لغير الله بحسب ذلك. اللهم الا محبة فيه او باذنه كما مر بنا محبة الله او المحبة فيه وله. وثالثا المحبة باذنه المحبة التي اذن الله عز وجل بها ما كان خارجا من ذلك هذا يضعف محبة الله. نعم وكلما كان فيه عبودية لغير الله كان فيه حب لغير الله بحسب ذلك. وكل محبة لا تكون لله فهي باطلة. وكل عمل لا يراد به وجهه الله فهو باطل فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ما كان لله. ولا يكون لله الا ما احبه الله ورسوله وهو المشروع فكل عمل اريد به غير الله لم يكن لله. وكل عمل لا يوافق شرع الله لم يكن لله. بل لا يكون لله الا ما جمع الوصفين. ان يكون لله وان يكون موافقا لمحبة الله ورسوله. وسلم وهذا هو الذي قلنا انه شرط قبول العمل الصالح الاخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم. هذا الذي يقبله الله شرط قبول للسعي ان يجتمعا فيه اصابة واخلاص مع لابد ان يجتمع الامران احدهما لا ينفع نعم وهو الواجب والمستحب كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فلا بد من العمل الصالح وهو الواجب والمستحب. وهذا الذي تحقق فيه ماذا شرط ها المتابعة شرط المتابعة نعم ولابد ان يكون خالصا لوجه الله تعالى كما قال تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون الاستدلال على الاخلاص بهذه الاية ووجه الشاهد فيها محسن ومحسن الاخلاص اسلم اسلم وجهه لله لا لغيره وقوله وهو محسن دليل على على الاتباع. نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه. نعم هذان الحديثان ميزان الاعمال. انما الاعمال بالنيات ميزان للاعمال الباطنة ومن احدث في امرنا هذا او من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ميزان للاعمال الظاهرة وبهما تحقيق شرطي الاخلاص والمتابعة الذين بهما قبول العمل من الله سبحانه وتعالى. نكتفي بهذا القدر. وموعدنا ان شاء الله في الدرس القادم يوم الجمعة باذن الله عز وجل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين يقول انا لما اقرأ القرآن بقصد تزكية النفس وزيادة الايمان فالذي يحصل به من زيادة الايمان اقل مما لو قرأت سير السلف لهذا القصد هذا الذي يظهر لي اذا ثمة خلل اذا كنت ترى من نفسك صلاح القلب بغير كلام الله عز وجل اكثر مما يكون بكلامه فهذا دليل على ان هناك خلل يحتاج الى علاج. والعلاج يحتاج الى مجاهدة يحتاج الامر ان تعيد النظر في هذا الذي تقرأ القراءة وحدها عمل صالح لكن المطلوب من المسلم شيء فوق ذلك وهو ان يقرأ متدبرا القرآن الواجب على العبد فيه ثلاثة اشياء ان يقرأ فيتدبر فيعمل سواء كان العمل قائما بالجوارح او كان قائما بالقلب. المهم انه لابد من استجابة. لابد من الانقياد لما جاء في القرآن من اوامر ونواهي وما الى ذلك اذا من وقف عند حد القراءة دون تدبر هذا لن يصل الى الدواء الناجع لقلبه لابد من التذكر والتفكر والتدبر لابد ان تفهم الشيء الذي تقرأ وتتأمل وتتمعن اذا كان الامر كذلك فابشر بالخير ستجد من صلاح قلبك ما تقر به عينك بتوفيق الله عز وجل ورحمته وحافظ على درس القرآن فانه يرقق قلبا قاسيا مثل جلمدي مثل الصخر والله انه ليرققه لكن بشرط ان يسلك الانسان المسلك الصحيح الدواء اي دواء يحتاج المستعمل له ان يستعمله بالطريقة الصحيحة. اليس كذلك؟ كذلك القرآن اذا اردت ان تداوي به قلبك استعمله طريقتي الصحيحة اقرأ قراءة المتدبر لا قراءة الذي يهد هذا وينثره ونثرا ولا يبالي ما قرأ المهم همه ما اين تنتهي السورة اين ينتهي الجزء؟ اين ينتهي وردي كأنه على جمر وهو يقرأ يريد ان يتخلص هذا انتفاعه انتفاع قليل بما يقرأ. هل صاحب الاحياء يقصد تقرير كلام المدعين ام ان ام اورده لينقضه؟ لا اراد تقريره هل يصح ان نقول ان مرحلة اليقين عند ارباب الحقائق الذين يزعمون انهم اربابها والا ارباب الحقائق حقا ليسوا هؤلاء انما هم الصالحون حقا قال هي في الحقيقة مرحلة الملل من العبادة والانغماس في الفجور. نعم. لا شك في ذلك ما هو اثبات الحسن والقبح عند اهل السنة والجماعة عقلي او او شرعي تكلمنا عن هذا في دروس مضت لكن باختصار الحق الذي عليه اهل السنة والجماعة ان العقل قد يدرك حسن الاشياء وقبحها وقد لا يدرك ذلك. قد يدرك ذلك وقد لا يدركه. اما ما يتعلق بالاثارة ما يتعلق بالتأثيم ما يتعلق بالجزاء هذا مرجعه الى الشرع والعقل لا يترتب عليه شيء من ذلك حسن او قبح لا يترتب على هذا شيء من الجزاء ولا من الاثابة ولا من التأثيم. انما هذا موقوف على ماذا؟ الشرع. انما العقل قد يدرك ان هذا الشيء حسن وهذا الشيء وان هذا الشيء قبيح. كل عاقل يدرك الا مكابر ان النكاح حسن وان الزنا قبيح ان التجارة حسنة وان السرقة قبيحة. المخالفون للحق من المتكلمين يقولون المرجع هذا المرجع في هذا الى الشرع فحسب. ولذا لو عكست القضية لو قدر ذهنا وعلى سبيل الفرض ان الشريعة شرعت السفاح وحرمت النكاح لكان لكان هذا هو الحسن وهذا هو هو القبيح واضح؟ وهذا قصور عظيم الحق الذي لا شك فيه ان الشرع جاء واثبت ما يدل العقل على انه ماذا؟ حسن. ومنع ما يدل العقل على انه على انه قد وهذا مما يزيد الايمان واليقين ولذا لما اسلم بعضهم قيل له لم اسلمت؟ قال ما امر الاسلام بشيء فقال العقل ليتهما امر به ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته ما نهى عنه والدليل على هذا في كتاب الله واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء ما تعلمون انه فاحشة اعلموا ان الله لا يأمر به والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين