بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في الاصول الثلاثة بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد نستعين بالله تبارك وتعالى ونسأله التيسير والقبول في مدارسة هذه الرسالة القيمة النفيسة الا وهي رسالة الاصول الثلاثة هذه الرسالة الفها الامام المجدد الشيخ محمد ابن عبدالوهاب التميمي المتوفى سنة ست ومئتين بعد الالف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرسالة رسالة وجيزة في كلماتها واسطرها لكنها نفيسة في معانيها وفي العلوم التي احتوت عليها هذه الرسالة كان اهل العلم ولا يزالون يوصون بها غاية الوصية لان ما تضمنته هذه الرسالة من العلم الواجب الذي لا يعذر الانسان في تكاسله عن التعلم لهذه الرسالة وما فيها من العلوم فالعلم الذي فيها من القدر الواجب لا بد من تعلمه كان الناس الى وقت قريب يحتفون بهذه الرسالة احتفاء كبيرا بل ويحفظونها ويتدارسونها في كل وقت الصغار والكبار والرجال والنساء واثمر هذا بتوفيق الله رسوخا في التوحيد وبعدا عن اسباب القدح فيه وذلك ان هذه الرسالة تعلم اصل التوحيد بالدليل فشتان بين من يبني اعتقاده على العلم والدليل ومن يكون ايمانه ودينه انما هو دين المربى والمنشأ والعادة شتان بين هذا وهذا المعتقد المبني على ادلة راسخة من الكتاب والسنة ليس كاعتقاد انما بني على تقليد الناس يقول ما سمع الناس يقولونه شتان بين هذا وهذا العلم الاول علم يؤدي الى الثبات بتوفيق الله اذا هبت رياح الشبه المزعزعة للايمان اما الثاني فما اسرع سقوطه امام هذه العواصف والله المستعان فالوصية لك يا طالب العلم بل الوصية لك يا ايها المسلم ويا ايتها المسلمة هي العناية بهذه الرسالة اقرأها وتأملها وان استطعت فاحفظها احاول ان تتفهم ما رمت اليه وما دلت عليه بدأ المؤلف رحمه الله هذه الرسالة بالبسملة وهذا قد جرى فيه المؤلف رحمه الله على ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى فانه مفتتح بالبسملة واذا قال بسم الله الرحمن الرحيم فانه يكون مستعينا بالله متبركا بذكر اسمه جل وعلا وبذكر اسمائه سبحانه وتعالى تتنزل البركات والرحمات والخيرات كذلك الشأن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانه كان يفتتح رسائله بالبسملة كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الكتاب الذي ارسله النبي صلى الله عليه وسلم الى هرقل وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في فتح الباري ان عمل المصنفين قد استقر على افتتاح الكتب بالبسملة فالمؤلف رحمه الله جرى ها هنا على سنن اهل العلم هذه الرسالة قلت ان اسمها الاصول الثلاثة وتسمى ايضا ثلاثة الاصول والمؤلف رحمه الله سماها تارة بهذه التسمية وتارة بهذه التسمية فالامر في التسمية على كل حال يسير هذه الرسالة اشتملت على مقدمة وعلى صلب الموضوع وعلى خاتمة اما المقدمة فاشتملت على ثلاثة امور اولا الامر بالعلم باربع مسائل ثم وهو الامر الثاني الامر بالعلم بثلاث مسائل ثم ذكر خاتمة تبين بايجاز ما الحنيفية؟ التي هي ملة ابراهيم؟ عليه الصلاة والسلام ثم بعد ذلك شرع في شرح وبيان الاصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها وهذه الاصول الثلاثة هي معرفة الله ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة. ثم بعد ذلك ختم هذه الرسالة بخاتمة تكلم فيها عن شيء مما يتعلق بالبعث وامور الاخرة كذلك اشار اشارة تتعلق بالكفر بالطاغوت هذه هي الرسالة على وجه الاجمال ونستعين بالله سبحانه وتعالى في مدارستها حسب ما يفتح الله سبحانه وتعالى بدأ رحمه الله بقوله اعلم رحمك الله والعلماء يذكرون هذه الكلمة اعلم للتنبيه يريدون ان تتنبه يا طالب العلم ويا ايها القارئ والمتعلم هذه الرسالة ان تتنبه الى ان ما سيأتي امر مهم ينبغي ان تتنبه له اعلم رحمك الله دعا المؤلف رحمه الله لقارئ هذه الرسالة ومتعلميها بالرحمة وهذا فيه من الطلب من التلطف بطالب العلم الشيء الذي لا يخفى و فيه ايضا بيان اهمية الرحمة في العلم. وان العلم مبناه على الرحمة وعلى ان العلاقة بين العالم والمتعلم قائمة على اساس الرحمة و هذه الامور التي ذكرها المؤلف رحمه الله هي امور اربعة يجب على كل مسلم ان يتعلمها احسن الله اليكم قال رحمه الله الاولى العلم اعد قال رحمه الله اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى العلم هو معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة. نعم. قال المؤلف رحمه الله هذه الامور الاربعة اولها العلم يعني يجب ان تعلم وجوب العلم يجب ان تعلم وجوب العلم. فالعلم مما يجب ان تقوم به لابد من ان تجتهد في تحصيله. هذا قدر لا بد منه وما هو هذا القدر الذي يجب علينا ان نحصله من العلم بينه المؤلف رحمه الله بقوله وهو معرفة الله ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام الا وهذه الامور الثلاثة التي بين المؤلف رحمه الله وجوب العلم بها هي الاصول الثلاثة التي سيشرحها على وجه التفصيل فيما سيأتي ان شاء الله من هذه الرسالة قال العلم وهو معرفة الله ها هنا يبحث اهل العلم مسألة الفرق بين العلم والمعرفة من العلماء من يرى ان هاتين الكلمتين مترادفتان فالعلم هو المعرفة والمعرفة هي العلم والمؤلف رحمه الله عبر عن او فسر العلم بالمعرفة وقد يفهم من هذا انه يرى الترادف بين هاتين الكلمتين وذهب كثير من اهل العلم الى التفريق بين العلم والمعرفة واختلفوا اختلافا طويلا في هذا الفرق بين هاتين الكلمتين العسكري في فروقه ذهب الى ان المعرفة اخص من العلم فالمعرفة علم بتفاصيل الشيء المعرفة علم بتفاصيل الشيء واما العلم فاعم من ذلك هي العلم بالشيء جملة وتفصيلا وهذا قد اه تعقبه فيه ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين وقد بسط هذه المسألة وذكر جملة من الفروق مما ذكره رحمه الله ان المعرفة هي العلم بالذات واما العلم فانه العلم بالاحوال ولذا تقول عرفت زيدا وعلمته صادقا فالمعرفة تعلقت بماذا بالذات والعلم تعلق تعلق بالحال و مما ذكر ايضا ان المعرفة تقابل الانكار والعلم يقابل الجهلة في فروق عدة ذكرها رحمه الله المقصود آآ هو على كل وجه وعلى اي حال ان القدر الواجبة الذي يجب علينا جميعا تعلمه من العلم هو ما اشار اليه المؤلف رحمه الله معرفة الله ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة المؤلف رحمه الله بدأ اولا بالعلم قبل اي شيء اخر وذا لان العلم هو الاساس الذي يبنى عليه كل شيء والعلم فيه بقى ابحاث شتى ومسائل عدة لكن يهمنا هنا ان نقف عند مسألتين من جملة هذه المسائل اولا ما هو العلم الذي جاء الثناء عليه والامر به ومدح اهله في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ما فضيلة هذا العلم وما هي الاجور المترتبة على تحصيله اولا اعلم يرعاك الله ان العلم اذا اطلق في مقام الثناء او الحث او مدح اهله فانما هو العلم الشرعي وهذا يجرنا الى القول بان العلم ينقسم الى قسمين العلم من حيث موضوعه ينقسم الى قسمين الى علم شرعي والى علم دنيوي والعلم الشرعي ينقسم الى قسمين الى علم شرعي واجب والى علم شرعي مستحب اما العلم الشرعي الواجب فضابطه هو كل ما قام به الدين الواجب فالعلم به واجب الضابط كل ما قام به الدين الواجب فالعلم به واجب. لم؟ لان القاعدة الشرعية المقررة ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب اذا اذا كان الله عز وجل اوجب عليك امورا ان تعتقدها فالعلم بها واجب لما؟ لانك لا يمكن ان تحصل هذا الاعتقاد الا بالعلم. اذا كان الله عز وجل قد اوجب عليك امورا للعمل بها فان العلم بها اضحى واجبا لانك لا يمكن ان تعمل بما تجهل اذا امرك الله عز وجل بالصلاة اذا امرك الله عز وجل بالصيام بالزكاة بالحج الى غير ذلك اذا هذا القدر الذي اوجبه الله عز وجل لا بد من العلم به حتى تتمكن من القيام بما امر الله سبحانه وتعالى به. ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب اما العلم المستحب او القسم الثاني وهو العلم المستحب فهو ما قام به الدين المستحب فالعلم به مستحب ثمة امور دون الواجبات من دين الله عز وجل وشرعه. هذه العلم بها مستحب ولكن انتبه. العلم بها مستحب في حق الافراد في حق الافراد واما في حق مجموع الامة فان ذلك فرض كفاية هذا ماذا فرض كفاية بمعنى يجب ان يكون في الامة من تحصل بهم الكفاية في الحفاظ على هذا العلم. لما لان هذا سبب للحفاظ على الدين الدين يجب ان يبقى كما هو بواجبه ومستحبه واجب على اهل هذه الملة ان يحافظوا على هذا الدين. وبالتالي كان الحفاظ على علمي المستحب من القدر الذي حكمه الوجوب الكفائي وبالتالي وجب ان يكون في الامة من تحصل بهم الكفاية في في تحصيل هذا العلم وبالتالي يبقى في الامة ولا يندثر لا يجوز ان يندثر شيء من هذا الدين لا يجوز ان يضمحل شيء من هذا الدين ولو كان ولو كان قدرا مستحبا وهذا مما لا خلاف فيه بين اهل العلم اذا نحن نقول العلم المستحب في حقي وحقك وحق كل فرد من حيث هو فرد لكن في مجموع الامة يجب ماذا ان يكون فيهم من من يعلم ذلك فاذا حصلت الكفاية بهم كان العلم بالنسبة لغيرهم قدرا مستحبا القسم الثاني هو العلم الدنيوي وهذا يشمل كل العلوم الاخرى المتعلقة بالصناعات وبمعايش الناس وباسباب تحصيل تلك المعايش وهي علوم كثيرة تند عن الحصر وهذه العلوم تنقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول هو العلم الدنيوي الواجب وهذا هو العلم الذي تعلقت به مصلحة هذه الامة من حيث معاشها او سلامتها من حيث معاشها او سلامتها فالعلم الذي يحصل به معاش الناس من حيث صحته في ابدانهم من حيث توفر اسباب الحياة وعمارة الارض بالنسبة لامة الاسلام هذا قدر واجب لم؟ حتى تستقر احوال الناس في دنياهم. فلا يمكن قيام الدين الا استقرار الدنيا. اما لو كان حال الدنيا مضطربا فان ذلك لا شك انه سيعود بالاضطراب على امر الدين والله عز وجل خلقنا لاقامة هذا الدين. فكان تحصيل هذه العلوم التي يحتاجها الناس فيما يتعلق ابدانهم في كالطب كتحصيل اسباب آآ الاقتصادي الشرعي او آآ العلوم العسكرية او ما شاكل ذلك مما به صلاحهم في معاشهم او ما به سلامتهم وقوتهم وهيبتهم امام اعدائهم هذا القدر لا شك انه امر واجب حتى تستقر واحوال الناس في دينهم ولكن تنبه يا رعاك الله ان الوجوب الذي يذكره العلماء ها هنا هو من الوجوب الكفائي بمعنى لابد ان يكون في الامة من يكون محصلا لهذه الصناعات وهذه العلوم تحصل بهم الكفاية ثم بعد ذلك القدر الذي يزيد على ذلك يرجع الى حكم الاباحة وهو القسم الثاني. القسم الثاني هو العلوم التي هي في اصلها نافعة مباحة لا محظور فيها و كان تعلمها قدرا زائدا على حد الوجوب الذي ذكرناه قبل قليل يعني الذي تشتد حاجة الامة اليه هذا القدر هو من العلوم المباحة واذا اقترن مع ذلك نية صالحة بالنسبة للمتعلم فانه مثاب على ذلك. اذا نوى في تعلمه هذه العلوم سواء كان ذلك متعلقا بطب او نجارة او عسكرية او اقتصاد او ما الى ذلك نوى بذلك نفع المسلمين وتحصيل الخير اهل الاسلام ودفع اذى اعدائه فان الانسان مأجور على ذلك بلا ريب القسم الثالث العلوم المحرمة وهذه العلوم اما ان تكون محرمة في موضوعها او انها وسيلة للوقوع في المحرم اذا كان موضوع العلم محرما كالسحر والكهانة والموسيقى وما الى ذلك فلا شك ان العلم بذلك محرم لان الشريعة كما تحرم الشيء فانها تحرم اسبابه ووسائله. وادلة هذا كثيرة في الشريعة او ان يكون العلم في اصله مباحا لكنه ذريعة ووسيلة للوصول الى ما حرم الله سبحانه وتعالى وبالتالي فيكون ها هنا تعلما محرما. اذا هذا هو تأصيل المسألة من حيث العلم. نعود الان الى ما ابتدأ الحديث به ما العلم الذي جاء الحث عليه والثناء على اهله آآ الامر بتحصيله لا شك انه العلم الشرعي العلم ربنا سبحانه وتعالى من حيث اسماؤه وصفاته ونعوت جلاله وافعاله او من حيث حقوقه على عباده وحق الله عز وجل ان يعبد وحده لا شريك له ومن حيث العلم بحدود ما انزل على رسله عليهم الصلاة والسلام. هذا هو العلم الشرعي. فاذا نظرت في كتاب الله عز وجل فوجدت المدح والثناء والحث على العلم فاعلم انه هذا العلم هو الذي اراد الله سبحانه وتعالى في قوله انما يخشى الله من عباده العلماء هو العلم الذي جاء في قوله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون هو العلم الذي مدح الله عز وجل اهله في قوله شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم اذا هذه النصوص وما ماثلها انما انما يراد بها العلم الشرعي وليس ما سواه والدليل على هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما خرج الترمذي في جامعه باسناد حسن من حديث ابي الدرداء رضي الله عنه في حديث معلوم مشهور عندكم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة الشاهد من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذ به فقد اخذ بحظ وافر. لاحظ يا رعاك الله ان في قوله صلى الله عليه وسلم العلم العهدية التي يراد بها العلم المعهود في النصوص في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وذاك ولا شك انما هو العلم الشرعي. فالانبياء عليهم الصلاة والسلام ما ورثوا في الامة الصناعات اليس كذلك؟ ما ورثوا في الامة العلوم الدنيوية انما ورثوا العلم الشرعي ورثوا العلم بالله عز وجل وورثوا العلم بدين الله عز وجل من جهة الامر والنهي والعلم بامور المعاني والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان علم باوصاف الاله وفعله وكذلك الاسماء للرحمن والامر والنهي هذا الثاني والامر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني والكل في والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان صلى الله عليه وسلم والله ما قال امرؤ متحرق بسواهما الا من الهذيان هذا هو العلم الشرعي الذي جاء المدعو وجاء الثناء وجاء الحث على تحصيله. هل هذا يعني هل هذا التقرير يعني التزهيد في العلوم الدنيوية والامر بانصراف الناس عنها الجواب لا قد قدمنا قبل قليل ان هذه العلوم نافعة ومباحة وقد تكون واجبة انما طيب انما المراد وضع الامور في نصابها وتفسير النصوص دون غلو ودون جفاء فحينما نتكلم بالعلم هكذا بالاطلاق في مقام المدح والثناء والامر فلا ينبغي للانسان ان آآ يتخطى الحدود الشرعية في هذا المقام فالعلم ها هنا انما يراد به انما يراد به العلم الشرعي والعلوم الدنيوية النافعة يستدل عليها بادلة اخرى تدل على نفعها تدل على فضلها والى اخره. قال رحمه الله في بيان ما هو هذا العلم الواجب قال معرفة الله هذا الامر الاول وهو الامر الاهم وهو الامر الاعظم. معرفة الله عز وجل لا شك انها اهم العلوم على الاطلاق ولا شك انها يرحمك الله اوجب العلوم على الاطلاق ولا شك انها اشرف العلوم على الاطلاق العلم كما قالوا بشرف المعلوم والله عز وجل اشرف معلوم فالعلم به اشرف العلوم العلم بالله عز وجل هو الاهم فمن عرف الله عز وجل عرف كل شيء ومن جهل الله عز وجل فهو لما سواه اجهل اي شيء يستفيده الانسان في حياته ويحصله اذا كان جاهلا بربه وخالقه ومدبره والهه ومعبوده ومحبوبه سبحانه وتعالى اذا هذا العلم اشرف العلوم على الاطلاق واوجب العلوم على الاطلاق واهمها على الاطلاق وصاحبه قد حيزت له السعادة من اطرافها كيف لا وكل ابواب الخير انما تفتح لصاحب هذه المعرفة من وفقه الله عز وجل الى العلم بالله سبحانه وتعالى الى العلم باسمائه. الى العلم بصفاته. الى العلم بحقه على عباده. الى العلم حدود ما انزل على رسله عليهم الصلاة والسلام فهذا لا شك انه قد حاز خير الامور على الاطلاق وافضل الامور على الاطلاق و هذا هو الانسان الموفق السعيد هذا القدر لا شك انه قدر واجب يجب ان يحصله الانسان ويجب ان يسعى في ان يصف نفسه به ان يصف نفسه بالعلم بالله سبحانه وتعالى بل ان تكون الحياة كل هذه الحياة ينبغي ان تكون ساحة للجد والاجتهاد في تحصيل هذه المعرفة. فالله عز وجل خلقك لتعرفه ثم ان تقوم بمقتضى هذه المعرفة من عبادته سبحانه وتعالى قال معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم. هذا هو الامر الثاني هذا قدر واجب ان تعلم من يجب عليك العلم به بعد الله سبحانه وتعالى وهو نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الذي هدانا الله عز وجل به من الضلالة الى الهداية من الغواية الى نور الحق والايمان انه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو احق من وجب علينا محبته من البشر هو اولى واحق واوجب من يتعين علينا القيام بحقه من البشر انه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يجب على كل مسلم ان يعرفه عليه الصلاة والسلام من حيث اسمه ونسبه عليه الصلاة والسلام ومن حيث سيرته وشمائله ومن حيث دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام. واذا كان هذا امرا لابد منه في كل عصر ووقت فان هذا في هذا العصر المتأخر الذي نعيشه الذي تلاطمت فيه امواج الفتن والشبهات اقول ان هذا قدر متعين لا عذر فيه لاحد وذلك لكثرة الشبهات التي تثار على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم من قبل اعداء الله عز وجل وهي تنتشر انتشارا واسعا مع وجود هذه الوسائل الكثيرة للتواصل فان هذه الشبه اصبحت قريبة جدا من الناس اذا لابد من التسلح بالعلم الذي يدرأ به في صدور هذه الشبه التي تطال نبوة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم اما القدر آآ القسم الثالث من هذا العلم فهو معرفة دين الاسلام بالادلة والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا ان هذا علامة الخير بالانسان تحصيل هذا العلم علامة خير علامة تدل تدل على ان الله عز وجل اراد بمن حصل هذا العلم الخير اليس النبي صلى الله عليه وسلم هو القائل من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اذا لا بد من تعلم هذا الدين وقد علمت ان القدر الواجب منه هو ما يستقيم به وما يستقيم به عملك هذا القدر لابد ويجب من العلم يجب العلم به. ولاحظ هذا التنبيه من المؤلف رحمه الله الى ان العلم بهذا الدين ينبغي ان يكون بالادلة بمعنى ان تكون معرفتك لاحكام الشرع مقرونة بادلتها الشرعية. والمؤلف رحمه الله شديد العناية بتأصيل هذا الامر فهو يذكره ويكرره ويطبقه لاجل اهميته حتى يبني الانسان علمه وعمله على اساس صحيح بحيث لا ينطق ولا يخطو الا بدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لان السلامة كل السلامة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذا تلحظ معي ان المؤلف رحمه الله اذا اورد مسألة في هذه الرسالة وقس عليها كلامه في غير هذه الرسالة تجد انه يقرر المسألة ثم يقول والدليل قوله تعالى والدليل قوله صلى الله عليه وسلم لم؟ حتى يكون العلم علما صحيحا مبنية على ادلة الكتاب والسنة. هذا الذي يجب على كل مسلم ان يبني دينه عليه ان يكون متبعا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون وسيأتي الكلام مفصلا عن هذه الامور الثلاثة. هذا هو العلم وهذا هو المراد بالقدر الذي يجب تعلمه على كل مسلم ومسلمة ولا شك ان فضيلة هذا العلم فضيلة عظيمة وما احسن ما قال الامام الشافعي رحمه الله لا اعلم شيئا بعد اداء الفرائض افضل من العلم بل قال ابن المبارك رحمه الله لا اعلم شيئا بعد النبوة افضل من العلم اي شيء يفوق فضيلة العلم بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبدينه العلم باسمائه من صفاته سبحانه وتعالى ب الحلال والحرام الذي شرعه سبحانه وتعالى لعباده او المعاد الذي ينتظر كل انسان منا اي شيء من العلوم تكون له فضيلة توازي هذا الامر ولذا تكاثر في النصوص الحث على القيام بتحصيل هذا العلم وتكاثر في النصوص بيان الادلة على هذا الامر ولو لم يكن من فضيلة تدل على هذا اه لو لم يكن من فضيلة لهذا العلم ترشدك الى اهميته الا الاحاديث التي جاء فيها اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بثواب طلب العلم وحظ طالب العلم والله يكفي هذا القدر اليس النبي صلى الله عليه وسلم هو القائل؟ من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة اليست الجنة هي الغاية التي يسعى لها كل انسان اذا دونك العلم فانه طريق موصل الى الجنة اليس النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقول وان العالم ليستغفر له كل من في السماوات والارض حتى الحيتان في البحر اي فضيلة كهذه الفضيلة وانت قائم او وانت نائم تستغفر لك الاشياء حتى الحيتان في وسط البحر قال هذا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. الا يكفي في فضيلة العلم قول النبي صلى الله عليه وسلم وان كما ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم. فمن اخذه اخذ بحظ وافر. صدق من قال العلم اعلى واحلى ما له استمعت اذن واعرب عنه ناطق بفمه. العلم غايته القصوى ورتبته العلياء فاسعوا اليه يا ذوي الهمم العلم والله يستغفر لي العلم يا صاحي يستغفر لصاحبه اهل السماوات والاراضين من لمم كذاك تستغفر الحيتان في لجج من البحار له في الضوء والظلم العلم اعلى حياة للعباد كما اهل الجهالة اموات بجهلهم العلم والله ميراث النبوة لا شيء يشبهه طوبى لمقتسم وخارج في طلاب العلم محتسبا مجاهد في سبيل الله اي كم يا طالب العلم لا تبغي به بدلا فقد ظفرت ورب اللوح والقلم العلم الشرعي هذا النور المبين الذي يسير الانسان في ضوءه في هذه الحياة بطمأنينة وسكينة وطريق واسعة رحبة سعيدة تقود صاحبها الى جنة الخلد اي شيء من هذه الحياة ومغرياتها يصرف الانسان عن هذا الفضل الكبير و يعجب الانسان اشد العجب ان هذا الفضل الكبير وهذا الثناء العظيم زهد فيه كثير من الناس مع الاسف الشديد حتى ان آآ القدر الذي لا بد منه ضعف جدا العناية بتحصيله ولذا تجد كثيرا من الناس يصلون لكنهم لا يعتنون بتعلم الصلاة يصلون كيف ما اتفق كما رأى الناس يصلون يصلي وليس كما امر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله صلوا كما رأيتموني اصلي تجد من يحرص على ان يصوم لكنه لا يحرص على تعلم احكام الشرع في الصيام تجد انه يعطي من وقته ولو الشيء القليل حتى يتعلم فيصوم على هدى ونور تجد ان القليل يقوم بذلك يحج لكنه يقع في اخطاء كثيرة والسبب انه ما تعلم كيف يحج لم يحج كما حج النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال خذوا عني مناسككم بل اعظم من اعظم من ذلك واشد انك تجد من الناس من يقع من يقع في اخطاء فادحة تمس جناب التوحيد والسبب انه ما تعلم. عنده استعداد ان يقرأ كل شيء الا العلم الشرعي يمكن ان يجلس الساعات فهو يقلب وسائل التواصل الاجتماعي او يكون في يده آآ جهاز التحكم في قلب القنوات ليل نهار عنده استعداد وعنده جلد وعنده صبر على ذلك لكن ان يقرأ في كتاب يفقهه في دينه او ان يأخذ شيئا من تفسير كتاب الله عز وجل فيتأمل فيتدبر في شيء ربما يتلوه من عشرات السنوات لكنه ما عرف معناه يقرأ ليل نهار قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ما معنى فلق وغاسق ووقب ربما يكررها عشرات السنوات لكن ما تحرك في نفسه دافع ولو مرة ان يبحث ويعرف ما معنى هذه الكلمات مع ان هذا من القدر الواجب واجب علينا ان نتدبر كتاب الله وهذا من الحكمة في انزال كتاب الله كتاب انزلناه اليك مبارك لم ليدبروا اياته هذا قدر واجب ان تتأمل كلام الله عز وجل لكن الامر كما اسلفت كما اسلفت فيه تزهيد مع الاسف الشديد ناس اناس يزهدون في ذلك يقرأ ويتعلم ويستمع عنده استعداد يستمع لمقاطع لكن ان آآ يستمع لاحد العلماء ليبين له الاعتقاد الصحيح يبين له صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم يبين له احكام البيع التي يحتاج الى تعلمها الى غير ذلك هذا مع الاسف الشديد فيه تقصير كبير. اذا هذا من الامر المهم الذي ينبغي ان نتواصى به وان نحرص عليه وهو القيام بهذا الواجب وهو العلم معرفة الله ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثانية العمل به يتبع العلم العمل وهذان امران مقترنان لا ينفع احدهما دون صاحبه علم بلا عمل لا ينفع وعمل بلا علم لا ينفع ولذا لما كان عند اليهودي علم بلا عمل كانوا من المغضوب عليهم ولما كان عند النصارى عمل بلا علم كانوا من الضالين اذا من المهتدون الذين جمعوا بين العلم والعمل اذا علمك الله عز وجل الخير بقي عليك ان تقوم بزكات هذا الخير وهو العمل به هذا من الامر الذي لا بد منه وهو ان تعمل بما علمك الله سبحانه وتعالى اياه العلم على فضله وقدره واهميته الا انه ليس مقصودا لذاته العلم مقصود لغيره. العلم مقصود للعمل تعلم ولا يكفيك هذا القدر لاجل انك انما امرت بالعلم لاجل ان تعمل بعد ان تعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالثة الدعوة اليه. الدعوة اليه الاسلام دين الرحمة دين محبة دين خير الاسلام يعلم اهله ان يحرصوا على ان ينجوا وعلى ان يكونوا سببا في نجاة الاخرين وها هنا تظهر لك اهمية الدعوة الى الله سبحانه وتعالى. الدعوة الى دينه والى شرعه و هذا الامر لا شك انه واجب على كل احد واجب على كل مسلم ليس مخصوصا باهل وظيفة معينة او اهل صفة مخصوصة او حملة شهادات معينة؟ كلا الواجب الدعوة الى الله سبحانه وتعالى من كل احد من الطائع ومن العاصي حتى العاصي يجب ان يدعو الى الله عز وجل. قال العلماء لو اجتمع اثنان على معصية فانه يجب على كل واحد منهما ان يدعو الاخر فيأمره وينهاه ولو ترك ذلك لكان اثما من جهتين من جهة المعصية ومن جهة ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا الدعوة الى الله سبحانه وتعالى هذا قدر واجب لا بد منه لا بد ان تدعو الى ما علمت من الحق نعم يجب ان تدعو بشرط ان تكون تعلم الذي تدعو اليه. وهذا الموضع فيه تفصيل. بعض الناس يقول العلم شرط في الدعوة وانا لا ازال في بدايات الطلب افتجب علي الدعوة الجواب ان ارتباط العلم بالدعوة فيه تفصيل فرق بين المتصدر للدعوة وبين من لم يكن كذلك المتصدر للدعوة هذا ينبغي ان يحوز قدرا من العلم الشرعي يؤهله لهذا المنصب لانه في منصب التوجيه وربما يكون في موطن في موطن الافتاء ايضا. اذا لابد من تحصيل قدر من العلم. اما ما كانوا دون ذلك فهو ان يدعو الانسان الى علم الى ما علم من شرع الله عز وجل. علم معنى لا اله الا الله. اذا لا بد ان يعلم ذلك من يجهله تعلم الصلاة الصحيحة يعلم ذلك. علم اخطاء يقع فيها الناس في اعتقادهم او في سلوكهم يجب عليه ان يعلم ذلك من يجهله. اذا لابد من التفريق في هذا الموضع لان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال بلغوا عني ولو اية. الاية التي علمتها والحديث الذي فهمته عليك ان تبلغه. فنفرق بين المقامين في هذه في هذه الجهة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابعة الصبر على الاذى فيه. الصبر على الاذى فيه يعني في جنب الله سبحانه وتعالى لاجله تبارك وتعالى. وذلك لان من يدعو الى الله سبحانه وتعالى من يأمر وينصح فان الامر في الغالب يحصل معه اذية والطريق طريق الدعوة طريق فيه مشقة او كما يقولون ليس مفروشا بالورود. ولذلك ربما يحصل ما يحصل من اذى. وها هنا يحتاج المسلم الذي يدعو الى الله عز وجل ان يوطن نفسه على الصبر على هذا الاذى حتى يفوز بالاجر العظيم. والصبر فضله عظيم والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه ما اعطي احد عطاء خيرا ولا افضل من الصبر. اذا لا بد ان توطن نفسك على ان تصبر عند الدعوة الى الله عز وجل. بل اقول انه ينبغي ان توطن نفسك على الصبر في العلم والعمل كما توطن نفسك على الصبر في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وهذا من الامر المهم الذي يحتاج آآ بيانه الى تفصيل لعلنا نرجئه الى الدرس القادم غدا ان شاء الله. اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع العمل الصالح نسأله تبارك وتعالى ان يوجهني واياكم الوجهة الصالحة وان يرزقنا العلم الذي ينفع ونعوذ به من علم لا ينفع كما اسأله تبارك وتعالى ان يرزقنا العمل بما علمنا وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم وان يعيننا على الدعوة والصبر ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان