بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته ثلاثة الاصول بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة. الثانية اعمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره قل اعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فكنا قد توقفنا في درس امس عند الامر الرابع الذي حث المؤلف رحمه الله على وجوب تعلمه وهو الصبر وقلنا ان عطف الصبر على الدعوة يبين لنا ان الدعوة الى الله عز وجل القيام بواجب النصح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد ما ان يكون معه صبر هذا من الادب المهم ل هذا الواجب العظيم ان يكون قد صاحب القائمة بهذا الواجب صبر على ادائه فان واجب الدعوة والامر بالمعروف ان واجب الدعوة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يستلزم علما قبل ورفقا معه وصبرا بعده لا يمكن ان يقوم الانسان بهذا الواجب كما ينبغي الا اذا جمع هذه الامور الثلاثة فشاهدوا القول انما تعلق الان في موضوع الصبر الدعاة الى الله عز وجل احوج الناس الى التسلح بهذا الخلق العظيم ولذا امر الله عز وجل سيد الدعاة نبينا الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الامر فقال فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل اولو العزم ما كانوا اولي العزم الا لانهم صبروا على شدائد الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وهكذا ينبغي ان يسير الدعاة الى الله سبحانه وتعالى فهم يدعون صابرين على ما يلاقون من شدائد الامر والنهي النصح وابلاغ دين الله عز وجل فان من اشق الاشياء على النفوس ان تترك مألوفاتها لا سيما ما تعلق منها بجانب الاعتقاد ولذا لربما صاحب هذه الدعوة شيء من الملاسنة او المخاشنة او ربما الاذى ها هنا ينبغي على الدعاة الى الله سبحانه وتعالى ان يتحلوا بالصبر وقد قلت في خاتمة الدرس الفائت انه وان كان الصبر يتجلى بوضوح في مرتبة الدعوة الى الله عز وجل الا انه شيء ضروري لازم كذلك بمرتبة العلم ولمرتبة العمل فلا يمكن ان يقوم الانسان بهاتين المرتبتين حتى حتى يكون متسلحا بالصبر فالعلم وتحصيله كيف يتأتى ما لم يكن الانسان صابرا مصابرا ولولا ان طلب العلم طريق شاق لكان الناس جميعا علماء لولا المشقة ساد الناس كلهم اذا العلم يحتاج الى صبر لان طريق تحصيله طريق طويل وطريق فيه من الصعوبة ما فيه لكن العجيبة في ذلك انها صعوبة مع حلاوة صعوبة تحتاج الى صبر وحلاوة تسهل هذه الشدة فلو قد ذقت من حلواه طعما لاثرت التعلم واجتهدت اذا طريق الطلب نعم طريق شاق وطويل ويحتاج الى ثبات ومصادرة الا انه مع ذلك يسهله الله سبحانه وتعالى على من كان صادقا في التحصيل فكلما قطع شوطا في الطلب وجد من اللذة والحلاوة ما يدفعه الى مزيد من الاستمرار ما يدفعه الى ان يتقدم الى الامام في طريق طلب العلم حتى يحصل مبتغاه يا طالب العلم لا تبغي به بدلا فقد ظفرت ورب اللوح والقلم وقدس العلم واعرف قدر حرمته في القول والفعل والاداب فالتزمي واجهد بعزم قوي لا انثناء له لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم لم يعلم المرء قدر العلم لم ينم اذا الصبر كما انه يحتاج اليه في الدعوة الى الله عز وجل فكذلك يحتاج اليه في العلم ان يصبر الانسان لله سبحانه وتعالى الامر الثاني الصبر على العمل لا يمكن ان يتأتى العمل على الوجه المطلوب الا اذا تسلح العامل بالصبر والعمل يحتاج الى صبر قبله وصبري اثناءه وصبر بعده والصبر اساس في تحصيل هذا الواجب وهو العمل لابد من صبر قبل العمل على تعلم ما يريد ان يعمل حتى لا يعبد الله على جهل حتى لا يعبد الله بالخرافة والبدعة عليه ان يصبر حتى يتعلم كيف يؤدي العبادة على الوجه المطلوب مشكلة كثير من الناس اليوم هي انهم اصيبوا بداء العجلة يريدون ان يؤدوا العبادة كيف ما اتفق ولذا قل منهم من يصبر على ان يتعلم العبادة التي يريد ان يؤديها على الوجه المطلوب بحيث يفهمها بتفاصيلها يعرف يعرف اركانها يعرف شروطها يعرف واجباتها يعرف سننها يعرف القوادح التي تقدح فيها وربما ابطلتها هذه امور تحتاج الى صبر. اذا لابد في العمل من صبر قبله وهو ان يصبر على تعلم كيف يؤدي العمل الذي امر الله سبحانه وتعالى به اذا كان يريد الصلاة اذا كان يريد طهارة اذا كان يريد الصيام او الزكاة او الحج او غير ذلك من الامور عليه ان يصبر حتى يتعلم هذا الذي يريد ان يؤديه وبالتالي يكون قد اداه على الوجه المطلوب يا اخوتاه اذا تأملنا باوامر الشريعة تجد انه لم يكن قط المطلوبة من العبد ان يؤدي عبادة فحسب انما المطلوب ان يؤديها وفق ما شرع الله عز وجل. انظر الى الصلاة ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم صلوا اقال كما رأيتم الناس يصلون صلوا كما تعودتم صلوا كيف ما تيسر اهكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا. النبي صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما رأيتموني اصلي في الحج النبي صلى الله عليه وسلم قال خذوا عني مناسككم اذا لا بد ان نؤدي هذه الانساك وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقس على هذا جميع الاوامر التي امر الله سبحانه وتعالى بالقيام بها ثمة صبر اثناء العمل وذلك يرجع الى امرين اولا ان يصبر على اداء العبادة على الوجه الذي يحبه الله عز وجل على الوجه الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يعيدنا الى ما ذكرته قبل قليل وهو انه لا ينبغي ان يؤدي الانسان العمل المأمور به شرعا كيف ما اتفق يشعر كانه هم على ظهره يريد ان يزيحه عنه ولذا يؤدي ولذا تجد بعض الناس يؤدي هذه العبادات هذه المأمورات كما اسلفت كيفما اتفق لا يصبر على ان يعطي العمل حقه المطلوب شرعا ثم امر ثان عليه ايضا ان يصبر على ان يحضر قلبه ليكون مراقبا لله سبحانه وتعالى في العبادة متى خلت من هذا الامر فانها تكون قليلة الاثر او عديمة الاثر ليس الشأن ان تعبد الشأن ان تراقب من تعبد حين تعبد لابد ان تكون محضرا قلبك ولذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل يصلي وما يكتب له من صلاته الا نصفها الا ثلثها الا ربعها حتى قال الا عشرها ما السبب السبب ان هؤلاء الذين يصلون ربما لا يكونون مستحضرين قلبهم يراقبون الله سبحانه وتعالى اثناء عبادتهم. انما يصلي الانسان جسده يؤدي عبادة لكن قلبه قائم في اودية اخرى بعيدة عن ما هو فيه وهذا امر يحتاج معه الى صبر ومصابرة يحتاج الانسان الى قدر كبير من ان يضبط خلجات نفسه قلبه بحيث لا ينصرف عن المقام الذي قام فيه عابدا لله سبحانه وتعالى اذا هذا من الصبر اثناء العمل ثمة صبر بعد العمل كيف يصبر الانسان على شيء قد مضى وانقضى والجواب عن هذا ان هذا الصبر يكون عن شيئين يتعلقان بالعمل الذي سلف اولا ان يصبر نفسه عنان يأتي بما يبطل ثواب العمل او يضعفه فان المتقرر شرعا ان السيئات المتأخرة قد تحبط ثواب الصالحات المتقدمة لذا ينبغي ان نعي ان التأثير حاصل من الطرفين كما ان السيئات كما ان الحسنات يبطلن السيئات كذلك السيئات يحبطن الحسنات وهذا له ادلة كثيرة كما ان الله سبحانه وتعالى قال ان الحسنات يذهبن السيئات كذلك قال جل وعلا ولا تبطلوا اعمالكم. قال السلف رحمهم الله بالمعاصي فان للذنب المتأخر او قد يكون للذنب المتأخر تأثيرا على حسنة متقدمة وهذا موضوع له ادلته وله اثار تشهد له المقصود ان العامل ينبغي عليه ان يجعل هذا العمل الذي حصل منه ووقع منه انه كرأس مال هو بحاجة على هو بحاجة الى ان يحافظ عليه حتى لا يذهب عنه ويضيع وما اقل من يتنبه الى هذا الامر قليل من العاملين مع الاسف الشديد من يتنبه الى هذا الامر الامر الثاني من الصبر الذي يكون بعد العمل هو ان يصبر عن التسميع بعمله وهذا ايضا شيء شاق على النفوس الا التي قد طوعت لله سبحانه وتعالى فان النفوس تتشوف الى مدح الناس وثنائهم الى ان اه يكرم ويحمد على ما كان منه ولذا ربما يكون من اشق الاشياء على نفسه ان يسكت وان يصمت عن شيء سبق منه من العمل بل تجد نفسه تنازعه تجد ان نفسه تنازعه على ان يفصح باعماله بعباداته بصالحاته التي كانت ولذا تجده وربما تحدث باحاديث يريد من خلالها ان يصل الى انه البارحة قد صلى في الليل او امس يقول كنت صائما او تصدقت بما تيسر الله عز بما يسر الله عز وجل هذا امر يحتاج فيه الى صبر شتان يا اخوة بين ديوان العلن وديوان السر كلما كنت كاتما عملك كان هذا احفظ لاجرك الا ما جاءت الشريعة باعلانه كصلاة الجماعة او الحج او ما شاكل ذلك والا فالاصل هو انك كما تكون حريصا على ان تكتم سيئاتك وتستر نفسك فكن ايضا حريصا على ان تكتم حسناتك بحيث لو انك تصدقت بيمينك تتمنى لو ان شمالك لم تكن تعلم بذلك كل ذلك دليل على اخلاصك لله سبحانه وتعالى. وانك انما ترجو بعملك وجه الله عز وجل. حذاري يا اخوتاه من التسميع فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من سمع سمع الله عز وجل به اذا هذا امر يحتاج معه الى صبر بحيث يكتم ولا يفصح ما فرط منه وما كان منه من حسنات قدر امكانه الا لوجود مصلحة شرعية وهذا موضوع ينبغي ان يوغل الانسان فيه برفق اذا تجلى لنا ان الصبر وهو الامر الثالث لا بد منه اه عفوا وهو الامر الرابع لا بد منه في الامور التي سبقت جميعا اذا كان يجب علينا ان نتعلم انه لابد من العلم والعمل والدعوة اذا لابد ان نعرف ان الصبر امر مصاحب لهذه الامور الثلاثة وبذا يكون الانسان قائما بها على الوجه الذي يحبه الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق تواصوا بالصبر استدل المؤلف رحمه الله على هذه الامور التي مضت بصورة عظيمة وهي سورة العصر ولاحظ يا رعاك الله كيف يسعى المؤلف رحمه الله على ان يربي طلاب العلم على طلب الدليل فهو حينما يقرر تجد انه يتبع ذلك بقوله والدليل قوله تعالى اذا لا يمكن ان نقبل شيئا في دين الله عز وجل ما لم يكن عليه ختم النبوة ما لم يكن عليه اثارة من علم اية من كتاب الله او حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما اتاك الاتون مهما قدم لك المقدمون شيئا من الدين يعتقد او يقال او يفعل ولم يكن عليه دليل من الكتاب والسنة فقل لا حاجة لي به لم؟ لان دين الله عز وجل كامل ليس بحاجة الى زيادة ليس بحاجة الى ان يكمل اليوم اكملت لكم دينكم. اذا في كل صغير وفي كل كبير ينبغي ان تكون حريصا على ان تعمل وفق الدليل حتى قال بعض السلف لو استطعت ان لا تحك رأسك الا باثر فافعل حتى حكوا الرأس وهذا كان منه على سبيل المبالغة يقول ان استطعت ان لا تفعل هذا الفعل الا وعندك اثر عليه فافعله اذا هكذا ينبغي ان ان نعود انفسنا يا اخوة ان نقيد انفسنا بقيد الدليل فلا نقبل شيئا يتعلق بمسألة شرعية الا وعليه برهان. وعليه سلطان وعليه دليل والدليل اية من كتاب الله او حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤلف رحمه الله الدليل على وجوب تعلم الامور الاربعة العلم والعمل والدعوة والصبر اية سورة العصر قال الله عز وجل والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق تواصوا بالصبر لاحظ يرعاك الله انه قد جاء في سورة العصر هذه الامور الاربعة فهي تقابل الامور الاربعة التي ذكرها المؤلف رحمه الله فذكر اولا هو العلم وقابلها في هذه السور وقابل هذه المرتبة في هذه السورة قوله الذين امنوا فما وجه ذلك قال العلماء قوله تعالى الا الذين امنوا يدل على مرتبة العلم بدلالة اللزوم بدلالة اللزوم ذلك ان لازم العلم الايمان لازم العلم الايمان والايمان مستلزم للعلم والايمان مستلزم للعلم وهذا وهذا كلام صحيح متجه. وذلك انه لا يمكن ان يحصل الايمان الا بعلم ايمكن ان يعقد الانسان قلبه على شيء ان يصدق ويقر يعني يؤمن بشيء يجهله اذا لابد في الايمان من ماذا من العلم فكانت مرتبة العلم هي التي يقابلها قوله تعالى الا الذين امنوا وذلك كما اسلفت لان الايمان لازم للعلم لان الايمان مستلزم للعلم والعلم لازمه الايمان العلم لازمه الايمان المرتبة الثانية عند المؤلف رحمه الله قال العمل ويقابلها من السورة قوله تعالى الا الذين امنوا عملوا الصالحات وهذا بين ظاهر والمرتبة الثالثة الدعوة الى الله سبحانه وتعالى يقابلها في الاية قوله تعالى تواصوا بالحق والصبر يقابله وتواصوا بالصبر. اذا الاية دلت عفوا السورة دلت على هذه المراتب اربع العلم والعمل والدعوة والصبر هذه السورة سورة عظيمة فوائدها كثيرة لكن المقام لا يسمح ببسط الكلام فيها لكن اشير ها هنا الى ما لا بد من التنبيه عليه اولا قوله تعالى والعصر والواو ها هنا واو القسم اذا اقسم الله عز وجل بالعصر واختلف المفسرون في العصر ما هو اهو الزمان يعني الدهر او هو وقت العصر او هو صلاة العصر ثلاثة اقوال لاهل التفسير والاول قول الاكثر وهو الارجح والله سبحانه وتعالى اعلم فالله عز وجل اقسم ها هنا بالعصر وتنبه يا رعاك الله الى ان الله عز وجل قد اقسم ها هنا بشيء من مخلوقاته وهذا مما يختص به سبحانه وتعالى الله جل وعلا يقسم بما شاء اما المخلوق فليس له ان يقسم الا بالله عز وجل الحلف القسم تعظيم لذا لا يكون الا بالعظيم سبحانه وتعالى الحلف والقسم تعظيم وذلك لا يكون الا بالعظيم سبحانه وتعالى وعليه فان من حلف بغير الله عز وجل قد وقع قد وضع التعظيم بغير محله فيكون قد اخطأ خطأ فادحا. ولذا جاءت الشريعة بالحد الواضح بهذا المقام وهو اما ان تحلف بالله او تسكت فلا تحلف اما ان تحلف بالله او تسكت فلا تحلف قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من كان حالفا فليحلف وقوله فليحلف صيغة امر والامر يقتضي الوجوب هذا قاله الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم قال من كان حالفا فليحلف بايش بما شاء باي شيء يخطر على باله لا قال صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت ليس هناك خيار ثالث امامك امران اما ان تحلف بالله او تسكت فلا تحلف اما ان تحلف بغير الله ولو كان حبيبا الى قلبك ولو كان عظيما عندك وفي حقيقة الحال سوى الله عز وجل؟ فالجواب والله ان هذا لا يجوز هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مروي في اصح الكتب فان كنت مؤمنا بنبيك صلى الله عليه وسلم يا عبد الله اذا عليك ان تلتزم بامره عليه الصلاة والسلام فلا يجوز لك ان تحلف الا بالله لا يجوز لك ان تحلف بحياة احد فلا تقولوا حياتك لا يجوز لك ان تحلف بالكعبة فتقول والكعبة لا يجوز لك ان تحلف بالامانة فتقول بالامانة بل لا يجوز ان تحلف حتى بالنبي صلى الله عليه وسلم. فتقول والنبي ووالله ثم والله اني لاعتقد وانتم تشاركوني في هذا الاعتقاد ان النبي صلى الله عليه وسلم لو سمع احدا يحلف به لغضب عليه الصلاة والسلام من ذلك كيف لا يكون ذلك وهذا الحالف قد خالف امره عليه الصلاة والسلام فهو الذي قد قال كما سمعت من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت بل قال عليه الصلاة والسلام كما عند احمد في المسند باسناد صحيح من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك اذا المقام ليس سهلا ليست المسألة ترجع الى تراه تنزيهية بل حتى الى معصية كلا المقام وصل الى ما هو اشد من ذلك وهو الكفر والشرك من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم قد امر وحث على الحلف بالله عز وجل فحسب ونهى عن الحلف بغيره. فمن كان صادقا في اتباعه عليه الصلاة والسلام فليلزم نهجه وامره وسنته عليه الصلاة والسلام يقول الله عز وجل والعصر ان الانسان لفي خسر الانسان ها هنا اسم جنس كانه قال الناس اذا هذا اللفظ يدل على العموم كل انسان بدليل الاستثناء الذي جاء بعده قال الاصوليون الاستثناء معيار العموم الاستثناء معيار العموم. اذا حكم الله عز وجل بان جميع الناس في خسارة ان الانسان لفي قصر ثم استثنى الله عز وجل استثنى من اتصف بهذه الصفات الاربع التي سبقت الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ولاحظ يا رعاك الله ان الوارد في هذه السورة عموم بعده خصوص الوارد ماذا عموم بعده خصوص قال الله عز وجل الا الذين امنوا ثم عطف وعملوا الصالحات اليس عمل الصالحات من الايمان الجواب بلى لان قاعدة اهل السنة المبنية على عشرات الادلة وربما مئات الادلة ان الايمان شرعا حقيقة مركبة من ثلاثة اشياء ما هي ها قول اللسان اعتقاد القلب عمل الجوارح اذا وعملوا الصالحات داخل في قوله الا الذين امنوا فهل هذه الاية تخالف او تناقض ما تقرر في معتقد اهل السنة من ان العمل داخل في الايمان قد يقول بعض الناس نعم هذه الاية دليل على ان الاعمال الصالحة ليست ليست ايمانا لم؟ لانه قد جاء العطف بالواو والعطف يقتضي المغايرة اذا العمل شيء والايمان شيء اخر وهذا التقرير غير صحيح هذا التقرير غير صحيح ولا يسلم بان كل عطف يقتضي المغايرة العطف قد يقتضي المغايرة كما قال جل وعلا خلق السماوات والارض والسماوات شيء والارض شيء اخر ثمة مغايرة لكن قد يكون العطف من باب عطف البعض على الكل او عطف الخاص على العام ما رأيك في قول الله عز وجل حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ايقول قائل ان الصلاة الوسطى ليست من الصلوات لا تدخلوا في قوله حافظوا على الصلوات الجواب لا يقول بهذا احد. اذا الصلاة الوسطى من الصلاة فلم يكن العطف ها هنا من باب عطف المغايرة انما هذا من باب عطف الخاص على على العام كذلك الشأن في قوله تعالى الا الذين امنوا وعملوا الصالحات قال وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر اذا هذه السورة وهذه هي الخلاصة انها قد دلت على ان النجاة معلقة بتحقيق المراتب الاربع التي اشار اليها المؤلف رحمه الله فالنجاة من الخسارة في الدنيا والاخرة ليست الا لهؤلاء الذين حققوا الامور الاربعة ولد من فقدها جميعا فلا شك انه قد حصل له الخسارة مطلقا واما من حصل منه تقصير فيها فانه قد يكون له بعض خسارة او مطلق الخسارة. اما الخسارة المطلقة فانها للذين فقدوها عياذا بالله وهذا حال الكفار نسأل الله السلامة والعافية. اما اهل الكبائر الذين كان منهم تقصير في شيء منها فان ذلك الانسان الذي يكون منه شيء من هذا التقصير هو بين عفو الله سبحانه وتعالى فيسلم من الخسارة او ان يعاقب فيكون له شيء من الخسارة لكنها ليست الخسارة المطلقة والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هذه السورة لكفتهم الامام الشافعي محمد بن ادريس احد ائمة الاسلام الاعلام احد الائمة الاربعة واقربهم نسبا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه مطلبي قرشي ولد سنة خمسين ومئة وتوفي سنة اربع ومئتين عليه رحمة الله الواسعة هذا الامام الجليل قال كلمة مهمة تتعلق بهذه السورة العظيمة قال لو ما انزل الله حجة على عباده الا هذه السورة لكفتهم قد تتبعت بعض كلام اهل العلم وكتبهم حول هذا او في هذا الاثر عن الامام الشافعي رحمه الله فوجدت الفاظا متقاربة منها ما ذكر المؤلف رحمه الله لو ما انزل الله حجة على عباده الا هذه السورة لكفتهم وبعض العلماء يذكرون هذا الاثر بلفظ اخر كما فعل ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم. ارجع الى تفسير ابن كثير عند تفسيره سورة العصر وثمة لفظ ثالث وهو ما نقله شيخ الاسلام رحمه الله في الاستقامة وكذلك تلميذه في غير واحد من كتبه التبيان مفتاح دار السعادة وكذلك في اغاثة اللهفان قال لو فكر الناس في هذه السورة في هذه السورة لكفتهم لو فكر الناس في هذه السورة لكفتهم وجدت كلمة لطيفة ايضا عن الشافعي تتعلق بهذه السورة ذكرها النووي رحمه الله في مقدمة المجموع قال الناس في غفلة عن هذه السورة قال الناس في غفلة عن هذه السورة مهما يكن من شيء فهذه كلمة لطيفة آآ مفيدة ترشدك الى اهمية العناية بالتدبر والتفكر في هذه السورة العظيمة قد يقول قائل كيف تكون هذه السورة التي هي قليلة الايات والكلمات كافية للناس بحيث تكون الحجة قائمة عليهم بها تكفيهم عما سواها والجواب ان كلام الامام الشافعي رحمه الله كلام دقيق كلام الائمة السابقين يا اخوتاه كلام يتميز بالقلة والدقة فيحتاج الى اي شيء من التريث في التعامل مع كلماتهم الامام الشافعي رحمه الله يريد ان يبين لنا ان هذه السورة على وجازتها تدل على جميع حقائق الدين اما بدلالة المطابقة او دلالة التضمن او دلالة اللزوم من انعم النظر بهذه السورة وتأملها حق التأمل واعطاها ما تستحق من التدبر فانه سيصل الى فهم حقائق الدين لا من دلالة المطابقة فحسب وانما ايضا بماذا بدلالة التضمن ودلالة اللزوم فهذه السورة تعطي قارئها والمتأمل فيها قدرا عظيما من العلم لكن الشأن من الذي يغوص بحار العلم فيها من الذي يعطى من التوفيق والهداية والنور بحيث يمكنه ان يتأملها ويتدبرها كثير من الناس مع الاسف الشديد على ما قال رحمه الله الناس في غفلة عن هذه السورة مع ان والله ان قدرها لعظيم حتى ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم كانوا يعطون هذه الصورة قدرها لانهم فهموا عظيم العلم والوصية الموجودة فيها ولذا اخرج الطبراني في الاوسط والبيهقي في الشعب وغيرهما عن ابي مدينة الدارمي رضي الله عنه وهو احد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسمه عبدالله بن حفص له صحبة يقول كان الرجلان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ حتى يقرأ احدهما على صاحبه والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا طالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ثم يسلم احدهما على الاخر هذا السلام سلام الختام ليس سلام اللقاء سلام انقضاء اللقاء الذي اكثر الناس في غفلة عنه يسلمون اذا التقوا ولا يسلمون اذا افترقوا وهذا مخالف للسنة فليس السلام الاول باولى من من الاخر المقصود ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يصف ذلك اه ابو مدينة رضي الله عنه وهذا الاثر اثر صحيح كان اذا التقى احدهما اخاه لم يتفرقا حتى يذكر احدهما الاخر بهذه السورة تذكرك يا عبد الله هذه السورة بان هناك خسارة وان هناك نجاة فعليك ان تتنبه اين تضع قدمك الى اي طريق تسير كل يوم وكل ساعة انت فيها بحاجة الى ان تتذكر ذلك لان الله سبحانه وتعالى قلقنا ابتلاء وامتحانا ليبلوكم. ايكم احسن عملا ما خلقنا الله عز وجل لطعام ولا خلقنا الله لشراب ولا خلقنا الله لشهادات ولا خلقنا الله لوظائف ولا خلقنا الله لزواج ولا الله لتجارة ولا خلقنا الله لشيء من هذه الدنيا كل تلك امور ثانوية تبعية ان لم تكن معينة لتحقيق الاصل الذي لاجله خلقنا الله والا فانه وبال على على صاحبها خلقنا الله عز وجل لطاعته واداء حقه علينا. هذه السورة تذكرك بهذه الحقيقة التي ربما مشاغل الدنيا وشهواتها وازدحامها وصخبها ربما ينسي الانسان ربما ينسي الانسان ذلك اذا هو بحاجة الى ان يتذكر هذا الامر وهذا ما يكون من الاخ الصادق اخوك الصادق الذي تنفعك صداقتك صداقته تنفعك اخوته هو الذي لا يزال يذكرك بهذه الحقيقة ثمة خسارة وثمة نجاة الى اي طرف تريد ان تكون هل انت من الخاسرين الذين هم الغالب على الناس وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ام انت من الثلة الذين يصطفيهم الله سبحانه وتعالى فينالون كرامته يكونون من الناجين اذا هذا يدلك يرعاك الله على انها سورة عظيمة. اذا قف عندها ولا تعجل اذا قرأتها في صلاتك اذا قرأتها خارج صلاتك اعطي نفسك حظها من التأمل والتدبر لهذه السورة لعل الله سبحانه وتعالى ان ينفعك بها؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل استشهد المؤلف رحمه الله بعد كلام الشافعي بكلام البخاري رحمة الله عليهما والامام البخاري هو الامام محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم الجوع في مولاهم البخاري المولود سنة اربع وتسعين ومئة والمتوفى سنة ست وخمسين ومائتين عليه رحمة الله وهو الامام العلم المشهور صاحب كتابي الصحيح صحيح البخاري الذي هو اشهر من نار على علم والذي هو اصح كتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاطلاق يقول هذا الامام الجليل باب وهذا مصطلح يستعمله رحمه الله بكتابه للفصل بين مباحثه قال باب العلم قبل القول والعمل والدليل لا يزال الامام الجليل البخاري والامام محمد ابن عبد الوهاب واخوانهما من العلماء يذكروننا دائما بالمنهج الرشيد وهو طلب الدليل عدم قبول شيء عار عدم قبول شيء عار عنه الدليل قال والدليل قوله تعالى ماذا فاعلم انه لا اله الا الله بدأ بالعلم ثم اتبع ذلك بالعمل بمقتضى العلم فقال واستغفر لذنبك اذا لابد ان يكون العلم قبل العمل وهذا ينبغي ان يكون من القواعد التي يضعها الانسان نصب عينيه لو استطاع ان يعلق هذه بحيث ان يعلق هذه الكلمة بحيث يراها دائما ويتذكرها باستمرار لم يكن هذا شيئا كثيرا دائما يذكر نفسه ان العلم قبل القول والعمل لا بد ان تتعلم العلم الصحيح العلم المبني على دلالات الكتاب والسنة. قبل ان تقول او تعمل. العلم قبل القول والعمل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. بل ارسل الينا رسولا. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار انتهت اه او انتهى الامر الاول من المقدمة وهو التنبيه على اربع مسائل ثم عطف المؤلف رحمه الله على ذلك بالتنبيه على ثلاث مسائل فكان المجموع ها سبعة مسائل هذه يقول لنا المؤلف انه يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتعلمها عندنا سبع مسائل لابد ان نتعلمها مظى منها اربع وبقي عندنا الان ثلاث مسائل هذه المسائل الثلاث تختلف عن سابقتها من جهة انها اخص من السابق الكلام السابق او المسائل السابقة مسائل عامة اما هذه فهي اخص فانتقل المؤلف رحمه الله من الكلام العام الى الكلام الاخص هذه الامور الثلاثة يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتعلمها وان يعمل بها وصدق رحمه الله لانك اذا تأملتها يا رعاك الله وجدت انها اصل الدين اصل الدين وحقيقة الايمان ترجع الى هذه الامور التي ذكرها المؤلف رحمه الله ولو ان المسلمين وضعوها نصب اعينهم لكان الحال غير الحال لاختفت كثير من مظاهر الشرك والابتداع والمخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم من حياتهم والله المستعان اولى تلك المسائل ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا الله عز وجل هو الخالق وحده الله خالق كل شيء. قال تعالى وخلق كل شيء لا موجود الا اثنان خالق ومخلوق والله عز وجل وحده الخالق فكل ما سواه فهو مخلوق خلقه الله عز وجل بعد ان لم يكن وهو الرازق سبحانه وتعالى وهو الرزاق سبحانه وتعالى والرزق وصفه سبحانه الرزق بالفتح صفته. والرزق بالكسر المرزوق المفعول الرزق فعله والرزق مفعوله فالرزق منه سبحانه وتعالى. هو الذي يرزق جل وعلا اذا شاء ولا احد يرزق في هذا الملكوت في هذا الوجود الا هو سبحانه وتعالى هذا الخالق العظيم خلق الخلق قلقنا احيانا رزقنا دبر امورنا كل ذلك لم يكن سدى لم يجعلنا الله عز وجل هملا في هذه الحياة ايحسب الانسان ان يترك سودة افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله يتنزه الله عن هذا الامر هذا عبث ينزه الله سبحانه وتعالى عنه اذا هذا دليل على ان لله عز وجل حكمة بالغة من خلق الخلق وهكذا الشأن في كل ما يكون منه سبحانه وتعالى من فعل او تقدير او شرع كل ذلك راجع الى حكمة يحبها سبحانه وتعالى ولاجلها قلق ولاجلها احيا ولاجلها امر ولاجلها قدر سبحانه وتعالى هذه الحكمة حكمة بالغة هي الحق الذي لاجله سبحانه خلق الخلق وهذا الحق ان كنتم تذكرون وقد تكلمنا عنه في درس اه مضى يرجع الى غاية مرادة من العباد وغاية مرادة بالعباد وهذا القدر سنكمله بعون الله سبحانه وتعالى في درس السبت ان يسر الله واعان ومد في العمر اسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان