بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته الاصول الثلاثة اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فالمؤلف رحمه الله قدم في المقدمة الثانية ب امري المسلم ان يعلم هذه المسائل الثلاث حق لهذه المسائل ان تعلم فانها من اصول الدين ومن عمده هذا قدر لابد ان يعلمه كل مسلم وكل مسلمة اما المسألة الاولى فهي ان الله تعالى خلقنا ورزقنا فهو الخالق وحده فهو الرازق وحده فلا احد يخلق او يرزق الا هو سبحانه وتعالى ولم يتركنا هملا لا نؤمر ولا ننهى فان هذا يتنافى وكمال الله سبحانه وتعالى قال جل وعلا ايحسب الانسان ان يترك سدى افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون بين سبحانه وتعالى ان هذا لا يليق بالله سبحانه فنزه نفسه عنه فقال فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم ولاحظوا يا رعاك الله كيف انه جيئها هنا باسميه الكريمين الملك والحق فان الله عز وجل هو الملك والملك هو الذي يتصرف بفعله وامره كونه يخلق هذا الخلق بلا سبب ولا حكمة ولا غاية شيء يتنافى وكمال ملك الله سبحانه وتعالى فكونه الملك الذي له كمال الملك وتمامه سبحانه وتعالى يقتضي ان يكون خلقه هذا الخلق له حكمة بالغة كذلك جيء باسمه تعالى الحق فالله عز وجل هو الحق ووعده حق وامره حق وخلقه حق وهذا الحق من لازمه ان تكون لافعاله سبحانه وتعالى حكمة بالغة فتعالى الله الملك الحق هذا يتنافى وكونه الحق سبحانه وتعالى كذلك في قوله تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى كيف يظن هذا الظن وقد خلقه الله سبحانه وتعالى هذا الخلق العجيب اكان كل ذلك بلا هدف ولا غاية ولاحظ كيف عقب سبحانه وتعالى على هذا بقوله الم يكن نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى افبعد هذا يظن ان الله عز وجل يخلق الخلق بلا غاية ولا حكمة الله الذي لطف بعبده سبحانه وتعالى رباه جل وعلا من طور الى طور حتى اكتمل خلقه فصار انسانا سويا ايليق بحكمته سبحانه وتعالى بعد ان يخرج الى هذه الحياة ان يتركه هكذا هملا لا يؤمر ولا ينهى ولا ولا يكون لخلقه حكمة افهذا يليق بالحكيم سبحانه وتعالى كلا ورب السماء من ظن هذا في الله سبحانه فقد ظن به غير الحق والله هو الحق والله جل وعلا بين انه خلق السماوات والارض بالحق قال سبحانه ما خلقناهما الا بالحق قال سبحانه وما خلقنا السماء والارض باطلا وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار هؤلاء الذين يعتقدون ان هذه الحياة ليس فيها الا ارحام تدفع وارض تبلع وليس شيء سوى ذلك هذا ظنوا السوء بالله جل وعلا يظنون بالله غير الحق وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء والله ما قدر الله حق قدره من ظن ان الله سبحانه يكون هذا الكون ويخلق هذه المخلوقات ويبدع هذا الابداع العظيم ويتقن صنعه سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك لا شيء يوجد الناس ثم يموتون وينتهي كل شيء هذا لا يليق بالحكيم سبحانه وتعالى اما اهل الايمان فانهم اذا تأملوا في انفسهم وفي هذا الكون ارشدهم ذلك الى الحكمة البالغة ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك هكذا ترشدهم اياته سبحانه المرئية في انفسهم وفي هذا الملكوت ان ثمة حكمة وثمة غاية هي الحق الذي لاجله خلق الله السماوات والارض وما بينهما وما فيهما فقد علمنا فيما مضى ان هذه الحكمة هي الحق وخلق الله السماوات والارض بالحق وهذا الحق يتضمن كما علمنا امرين يتضمن غاية مرادة من العباد وغاية مرادة بالعباد اما الغاية المرادة من العباد فمعرفته سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته ثم القيام بمقتضى هذه المعرفة من العبودية لله سبحانه وتعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا. ولاحظ ان اللام ها هنا تسمى عند اللغة لا ما التعليل لا ما الحكمة لام الغاية لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علمه اذا عرفوا الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته وما ذكره سبحانه وتعالى في هذه الاية لازمه ان يعرف الانسان بقية الاسماء والصفات لان صفات الله سبحانه وتعالى يدل بعضها بعضا بدلالة اللزوم كما قد علمتم اذا علم الانسان صفات الله سبحانه وتعالى وما هو عليه جل وعلا من الجلال والجمال والكمال تبارك ربنا وعز يتبع هذا ان يقوم العبد بالعبودية لله وحده لا شريك له وهذا ما بينه سبحانه وتعالى في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اذا القيام بالعبودية لله سبحانه هي الغاية من خلق هذا الخلق هذا المراد منهم وبعد ذلك تكون الغاية المرادة بهم وهي جزاؤهم بالفضل والعدل اما الفضل فهو جزاء المحسنين على احسانهم فيجازيهم الله سبحانه وتعالى بفضله واما جزاؤه بالعدل فهو جزاء الكافرين الذين صدفوا عن الحق واعرضوا عن الله وعارضوا دين الله هؤلاء يجازيهم الله سبحانه بعدله انه يبدأ الخلق ثم يعيده انه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون اذا الله سبحانه وتعالى خلق هذا الخلق وارسل اليهم الرسل ثم بعد ذلك يتولى الله عز وجل حسابهم لاجل هذا ولاجل تحقيقه ما اراد الله سبحانه وتعالى من هذا الذي احبه واراده ارادة شرعية سبحانه وتعالى وهو ان يعبد وان يعرف وان يقوم العباد بعبادته جل وعلا ارسل اليهم رسلا هؤلاء الرسل بشر من البشر لكنهم افضل البشر اختارهم الله عز وجل واصطفاهم على علم فالله سبحانه اختارهم وهو يعلم انهم اهل لحمل هذه الامانة ونيل هذه الرتبة المنيفة وهؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام وظيفتهم تتلخص في ثلاثة امور اولا ان يعرفوا العبادة بربهم والههم ومعبودهم سبحانه وتعالى ثم ان يعرفوا العباد بمحبوباته سبحانه وتعالى ومساخطه وهي الاوامر والنواهي كيف يصلون اعني العباد الى ربهم سبحانه وتعالى والى مرضاته لابد ان يفعلوا ما يحب وان يتركوا ما يبغض فيعرفونهم الاوامر والنواهي ثم ان يعرفوا العباد بالجزاء من اطاع ماذا ينال ومن عصى ماذا ينال يعرفون العباد بان جزاء المطيع النعيم وجنة الرحمن وان من عصى فله الغضب والعذاب والنيران هذا ما تتلخص فيه وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام الله عز وجل خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيأتي بنا او سيأتي معنا الكلام عنه صلى الله عليه وسلم حينما اتكلم عن اصل معرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما يأتي من هذه الرسالة قال فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار من اطاع النبي صلى الله عليه وسلم امن به واستجاب لامره وانقاد لحكمه ولم يعارضه صلى الله عليه وسلم انما كان ملتزما بشريعته عليه الصلاة والسلام منتهيا عما نهى الله عنه فهذا ليبشر برحمة الله ورضوانه وجنات النعيم واما ان كان العكس وهو ان عصى العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فان هذا له من الله عز وجل العذاب والخزي والنار ان اعرظ عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرفع بها رأسه ولم يستجب للنبي صلى الله عليه وسلم فهذا لا شك ان مآله الى النار والخسران قال والدليل لا يزال المؤلف رحمه الله يسلك بنا هذه الجادة الرشيدة وهي ان يتبع التقرير الدليل ان يتبع الحكم بالبرهان والسلطان وهو الاية او الحديث قال والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا وبيلا يعني شديدا هذه الاية فيها فوائد كثيرة منها ان نعلم قاعدة من قواعد القرآن وهي ان القرآن يستدل على الشيء المتأخر بالشيء المتقدم استدل القرآن على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ببعثة ورسالة الانبياء المتقدمين عليهم الصلاة والسلام انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده قل ما كنت بدعا من الرسل اذا النبي صلى الله عليه وسلم رسول كما ان الذين تقدموه من الانبياء عليهم الصلاة والسلام رسل. واذا كان امكن القدح في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فانه يمكن ان يقتح في نبوة كل الانبياء قبله من باب اولى متى ما طعن في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فالطعن في نبوة غيره من باب اولى فكل دليل يدل على نبوة احد من الانبياء عليهم الصلاة والسلام فلنبينا صلى الله عليه وسلم ما يضارعه او ما هو هو ابلغ منه خذ هذا قاعدة اذا النبي صلى الله عليه وسلم رسول من جنس الرسل الذين تقدموه. فلاي شيء تنكر نبوته ولاي شيء يكذب في رسالته يكذب في رسالته عليه الصلاة والسلام. وهكذا في امور كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى لو تأملتها لوجدت انه يستدل على المتأخر بالمتقدم تأمل مثلا في مسألة المعاد ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخرج حيا؟ اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا؟ اذا اي شيء يعجب من هذا الامر تأمل مثلا في انزال القرآن انزال هذا الوحي على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. كيف كذب به من كذب من المشركين؟ رد الله سبحانه وتعالى ذلك بان هذا كان قد حصل من قبل قال جل وعلا وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى اذا انتم كذبة استدلالكم استدلال غير صحيح دعواكم فارغة كل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى اذا تأمل هذا في نظائر كثيرة تجد ان القرآن يستدل على المتأخر بالمتقدم وهذا يرشدنا الى قاعدة القياس الشرعي اي وقد بسط هذا الوجه من الاستدلال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين من فوائد هذه الاية ايضا ان الله سبحانه وتعالى يقول انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم النبي عليه الصلاة والسلام شاهد على هذه الامة والامة شاهدة على الامم قبلها والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى فكيف اذا جئنا من كل امة برسول وجئنا بك على هؤلاء شهيدا و النبي صلى الله عليه وسلم شاهد على هذه الامة من حيث قيام الحجة عليهم ببلاغه عليه الصلاة والسلام. شاهد عليهم من حيث استجابتهم او امتناعهم عن الاستجابة فالنبي صلى الله عليه وسلم يشهد على هذه الامة من فوائد هذه الاية ان الله تعالى يقول كما ارسلنا الى فرعون رسولا لاحظ كيف انه لم يذكر لم يذكر الرسول عليه الصلاة والسلام باسمه اولا كما انه لم يذكر موسى عليه الصلاة والسلام باسمه ثانيا والسبب في هذا كما قال اهل التفسير ان المقصود ها هنا ليس النظر الى الشخص عين الرأي عين المرسل انما النظر الى كونه رسولا وظيفته ان يكون رسولا بين الله عز وجل وخلقه. وبالتالي تكذيب رجع الى هذا الامر الى هذا الذي وصف الله سبحانه وتعالى به هذا الانسان. فالعبرة انما هي بالنظر الى هذه الوظيفة وهي القيام بالرسالة كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلة. نعم اخذ الله عز وجل فرعون وقومه اخذا وبيلا وهذا الاخذ الويب كان في الدور الثلاث كان في الدور الثلاث في الدنيا فنبذناه في اليم واما في البرزخ النار يعرضون عليها غدوا وعشية واما في الاخرة فاشد العذاب ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب و من فوائد هذه الاية ايضا ان الله سبحانه وتعالى يحذر هذه الامة من ان تسلك سبيل الامم التي صدفت عن دعوات الانبياء عليهم الصلاة والسلام فيكون مآلها مآلهم متى ما اعرض الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم سواء اكانوا في حياته عليه الصلاة والسلام او بعد ذلك الى قيام الساعة فان الاجماع المعلوم بالضرورة من دين الله عز وجل ان النبي صلى الله عليه وسلم رسول الى جميع الثقلين الجن والانس منذ بعثته عليه الصلاة والسلام والى ان يرث الله الارض ومن عليها ليس ثمة رسول الا هذا النبي الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم اذا متى ما كان من المتأخرين ما كان من المتقدمين من عصيان الرسول عليه الصلاة والسلام وعدم الاقبال على دعوته وعدم الاستجابة لامره فان النتيجة ستكون النتيجة فالله عز وجل سيأخذ هؤلاء المتأخرين كما اخذ المتقدمين بالعذاب الوبيث فعليهم ان يحذروا من فوائد هذه السورة ايضا ان نعلم ان العصيان يأتي في القرآن والسنة على دربين ثمة عصيان جزئي وثمة عصيان كلي وهذا يرجع الى القاعدة التي قد علمناها وتكررت معنا في دروس ماظية ثمة مطلق العصيان وثمة العصيان المطلق العصيان الجزئي هو عصيان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض اوامره بمعنى ان يستجيب المسلم للنبي صلى الله عليه وسلم في بعض الاوامر ويعصيه في بعض هذه معصية وصاحبها متوعد بعذاب الله عز وجل. بمعنى انه بالنظر الى كل فرد فرد من هؤلاء العصاة الذين هم داخل الملة الاسلامية عصيانهم من عصيان اهل الكبائر وليس عصيان الكافرين فهؤلاء تحت مشيئة الله عز وجل ان شاء عفا عنهم من اول وهلة فدخلوا الجنة وان شاء عذبهم في النار مدة يشاءها الله سبحانه وتعالى ثم كان مآلهم الى الجنة اما العصيان المطلق فهو عصيان الكافرين عصيان مطلق للنبي صلى الله عليه وسلم فلا يطاع النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من اوامره البتة فهذا عصيان كلي مآله العذاب المؤبد ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا ما المراد بهذا العصيان في هذه الاية العصيان الكلي العصيان المطلق عصيانه الكافرين. اذا في النظر الى نصوص الوعيد لا بد من التفريق بين الامرين لا بد من التفريق بين النصوص التي تعلقت بعصيان الكافرين وهو العصيان الكلي او العصيان مطلق فهذا له احكامه وثمة ما هو دون ذلك وهو عصيان العصاة او اهل الكبائر وهو مطلق العصيان وهو عصيانه في اوامر دون اوامر وهذا له احكامه. ومن خلط بين الامرين ولم يكن له فرقان يميز به بين هذا وهذا فانه سوف يقع في خطأ عظيم اذا هذا امر اول لابد ان يستقر في نفس كل انسان وهو ان الله عز وجل خلقك لهذا الابتلاء والامتحان الحياة كما ذكرنا في الدرس الماظي انما خلقها الله عز وجل واوجدها وما فيها ومن فيها لاجل هذا الابتلاء والامتحان انما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم انما بعثتك لابتليك وابتلي بك النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله عز وجل ليكون امتحانا للناس. فمن استجاب له عليه الصلاة والسلام فليبشر بالسعادة فانها قد حيزت له من اطرافها ومن اعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم وصدف عن دعوته و لم يقبل على ما امر به عليه الصلاة والسلام فهو وشأنه سوف ينال ما ناله من قبله فرعون وقومه واخوانهم من الكفار والضالين فاخذناه اخذا وبيلا. والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله اي فلا تدعو مع الله احدا هذا او هذه هي المسألة الثانية هي مسألة مهمة حرية من كل مسلم ومسلمة ان يرخي سمعا لها وان يفتح لها قلبها فما اعظمها من مسألة وما اشد الحاجة وما اشد الحاجة الى التذكير بها الا وهي ان الله سبحانه وتعالى لا لا يرضى ان يشرك به احد البتة لا نبي مقرب لا نبي مرسل ولا ملك مقرب فكيف بمن دونهما الله عز وجل لا يرضى ان يشرك به احد البتة بل هذا من اسباب سخط الله عز وجل وغضبه على عبده ان يشرك مع الله عز وجل غيره الشرك اكبر جريمة على وجه الارض اي جريمة تتخيلها في ذهنك فالشرك اعظم منها اكبر معصية على الاطلاق ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء وتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق الشرك هو الذنب الذي لا شهوة تدعو اليه ولذا كان اعظم من غيره اي معصية اخرى فلها دافع يدفع اليها الذي يسرق عنده شهوة لتملك المال الذي يزني الذي آآ يفعل اي معصية من المعاصي يشرب او يتعاطى ما حرم الله سبحانه وتعالى من مأكل او مشرب او ملبس الى غير ذلك عنده شهوة تدعوه الى ذلك الا الشرك فالشرك لا شهوة تدعو اليه انما هو مرض محض فساد خالص في قلب من قام به هذا الشرك فصدر عنه الشرك كيف وفوق ذلك هو معارض ومخالف بل مناقض للفطرة التي فطر الله الخلق عليها الله عز وجل خلق الخلق وقد فطرهم على التوحيد على معرفة الله عز وجل وعلى توحيده بالعبادة سبحانه وتعالى لكن هؤلاء المشركين تغيرت عندهم الفطرة وفسدت والعياذ بالله فكان منهم الشرك نسأل الله السلامة والعافية. الشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله لمن مات عليه نعوذ بالله من هذه الحال اي ذنب على الاطلاق سوى الشرك فهو قابل للمغفرة اما الشرك فلا حكم الله وهو الذي لا يبدل القول لديه بان هذا الشرك لا يغفر لصاحبه ان مات عليه ان الله لا يغفر ان يشرك به يغفر فقط اذا تاب منه صاحبه قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف قال الله عز وجل في خطابه النصارى المشركين افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه؟ والله غفور رحيم. اما ان مات صاحبه عليه فهذا يائس من رحمة الله لا امل له في المغفرة البتة الشرك هو الذنب الوحيد الذي يخلد صاحبه في النار عياذا بالله وهذا مما ترتعد منه فرائس المؤمن اذا علم ان اشراكه بالله عز وجل الاشراك الذي ربما لا يستغرق من الوقت الا شيئا قليلا عقباه نار تلظى الى ما لا نهاية نسأل الله السلامة والعافية من اشرك مع الله عز وجل فامآله الى النار خالدا مخلدا فيها عياذا بالله. في صحيح البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار قال ابن مسعود وقلت من مات وهو لا يدعو من دون الله ندا دخل الجنة هذا الدخول دخول مؤبد نسأل الله السلامة والعافية الشرك الذنب الوحيد الذي يحبط جميع الاعمال كل ذنب كل حسنة فرطت وتقدمت من هذا الانسان ان كان في اخر امره قد اشرك مع الله عز وجل فكلما تقدمه صار هباء منثورا. وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا والذين كفروا بربهم مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء اعمالهم لا شيء النتيجة يوم القيامة صفر ليس هناك اي عمل قال الله العجب لو لو قدرنا ان انسانا عاش في هذه الحياة سبعين او ثمانين او تسعين سنة امضى عامتها في طاعة الله بذكر وتسبيح وتهليل وصدقة وصيام وصلاة وقيام وتلاوة قرآن كل اوقاته يسعى في ان يستغرقها في طاعة الله عز وجل لكنه في اخر دقيقة من حياته اشرك بالله دعا غير الله دعا الاموات فقال يا سيدي فلان المدد المدد يا سيدي فلان المدد المدد هذا اشرك مع الله اجيبوا يا جماعة اشرك مع الله لم لان الشرك كما سنتكلم عنه بعد قليل ان شاء الله تعالى هو ان يجعل مع الله شريك فيما يختص به ومما اختص به العبادة فهناك امران متقابلان عبادة لله يعني توحيد وشرك. قال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. اذا القاعدة وهذه قاعدة مسلمة عند العلماء كل ما ثبت انه عبادة فصرفه لغير الله شرك هذه قاعدة مسلمة كل ما ثبت انه عبادة ماذا فصرفه لغير الله شرك. السؤال هل الدعاء عبادة اجابنا وكفانا المؤنة نبينا صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى حيث قال في الحديث الصحيح باللفظ الصريح الدعاء هو العبادة اذا هذا الانسان اشرك ما النتيجة؟ لو انه مات على ذلك وما تاب الى الله ما مآل وما مصير ثمانين تسعين سنة من الاعمال الصالحة يا جماعة اين مآلها بين الله عز وجل ذلك فقال وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لا اله الا الله الان تأملوا معي كم استغرقت من وقت وانا اقول هذه الجملة يا سيدي فلان المدد المدد كم ثانية هذا ها ثلاث ثواني اربع ثواني احبطت اعمال ثمانين عاما اذا الشرك الاكبر القطرة منه تفسد بحار الاعمال الصالحة ارأيت ذنبا كهذا الذنب قطرة منه ما استغرقت شيئا من الوقت لكن نتيجتها والعياذ بالله انها تفسد بحارا ومحيطات من الاعمال الصالحة هذا كتاب الله ينطق يا اخواني بيننا اذا الشرك له شأن ليس كغيره فهو حري ان يخافه الانسان وان يكون في وجل عظيم منه وخذها قاعدة كلما قوي الايمان عظم الخوف من الشرك كلما قوي الايمان عظم الخوف من الشرك اذا كان الانسان ايمانه بالله عظيما فثق ان خوفه من الشرك عظيم ولذا تأمم اماء تأمل حال امام الموحدين ابي الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهو ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ومن ابراهيم يا قوم افضل البشر على الاطلاق بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اتخذه الله خليلا كما اتخذ محمدا صلى الله عليه سلم خليلا هذا الذي هو امام الحنفاء الموحدين لما عظم توحيده لله سبحانه وتعالى انظر كيف كان خوفه من الشرك دعا الله عز وجل بدعاء صادق فقال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام وسبحان الله هذا وهو معصوم من الشرك ومع ذلك يخافه فكيف بنا نحن يا اخوتاه قال ابراهيم التيمي رحمه الله فمن يأمن البلاء بعد ابراهيم اذا كلما عظم التوحيد في قلبك ينبغي ان يكون الخوف من الشرك في قلبك اعظم. وهذا الخوف دافع الى التعلم والتحرز ان تعرف ما هو هذا الشرك بتفاصيله ودقائقه وذرائعه وان تتحرز ترابط على ثغور لسانك وجوارحك وقلبك بحيث لا تميل الى شيء من الشرك ولا تحوم حوله اصلا هذا من ثمرات الخوف من الشرك اذا ما هو هذا الشرك الشرك كما قدمت ان يجعل مع الله عز وجل شريك فيما يختص به سبحانه وتعالى وما الذي يختص به يختص الله عز وجل بثلاثة امور عظيمة اولا الربوبية الخلق والرزق والتدبير وما الى هذه المعاني هذا امر مختص بالله سبحانه وتعالى فمن قال ان غير الله عز وجل يخلق او يرزق او يحيي او يميت؟ فانه يكون قد وقع في الشرك ثانيا مما يختص الله عز وجل به اسماؤه وصفاته سبحانه وتعالى فمن اشرك مع الله عز وجل فيها فانه يكون قد وقع وقد وقع في الشرك عياذا بالله الذي يقول ان غير الله يعلم كعلم الله او ان احدا يتسمى باسماء الله بالقدر الذي يتسمى به الله سبحانه وتعالى. فالمعنى الذي في الاسم وكل اسم يتضمن معنى ويتضمن صفة من تسمى بها من المخلوقين فهو يوازي ويضارع ويناظر الله سبحانه وتعالى في التسمية. فيقوم به ما قام بالله سبحانه وتعالى من معنى هذا الاسم فهذا قد وقع في الشرك ثالثا مما اختص الله عز وجل به العبادة فالعبادة حق خالص لله تبارك وتعالى فمن عبد غير الله مع الله توجه بالعبادة لغير الله في اي عبادة من العبادات فانه يكون قد وقع في حمأة الشرك عياذا بالله هذا هو الشرك ان يجعل مع الله عز وجل شريك فيما يختص به سبحانه وتعالى فلا في فلا شركة ولا يجوز ان يكون شرك مع الله عز وجل لا في الربوبية ولا في الاسماء والصفات ولا في العبادة حتى هذه العبادة التي يظن بعض الناس انها منفصلة عن الشرك وما يرجع اليه. الشرك عند بعض الناس هو ان تقول ان غير الله يخلق. وان غير الله يدبر. وان غير الله يشرك وان ان غير الله يرزق. اما اذا توجهت باي عبادة اخرى الى غير الله عز وجل فانك لا تكون مشركا في ذلك وهذا يا اخوتاه خطأ عظيم وضلال مبين بل الشرك في العبادة اكثر ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم لانه في الحقيقة كان محور الخلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار العرب ما كان الاشكال وما كان محل الخلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم هو في كون الله عز وجل خالقا او كونه رازقا ولا خرج النبي صلى الله عليه وسلم عليهم في نواديهم فقال وحدوا الله في الخلق والرزق والتدبير والله ما كان لو قال هذا النبي صلى الله عليه وسلم لهم لقالوا نحن نؤمن بهذا قبل قبل ان قبل ان تقول الذي قلت لكن النبي صلى الله عليه وسلم انما دعاهم الى توحيد الله عز وجل في العبادة. هذا موطن الخلل عندهم يا قوم قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا والقوم كانوا عربا يفهمون ان الها كلمة اله يعني معبود يعني من تتوجه العبادة له فلا يعبد غيره هنا اعرضوا ونقصوا ورفضوا وقالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب كيف تترك عبادة اللات ومنات وهبل لا يمكن نحن لا بد ان نعبدها كما نعبد الله يعبدون الله يحجون ويذكرون ويذبحون لله لكنهم مع ذلك يضيفون الى هذا عبادتهم لالهتهم فما نفعهم شيء مما تقربوا به الى الله اذا هذا هو الشرك وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على ان يعلم امته التوحيد وعلى ان يحذرهم من الشرك وان يحذرهم من كل سبب يوصل اليه حتى ان رجلا قال له يا رسول الله ما شاء الله وشئت فقط التعبير فيه عطف بالواو والعطف بالواو يقتضي في اللغة ماذا يقتضي في المساواة في الرتبة ونحن نقطع ان هذا الصحابي ما وقع في قلبه ان مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم كمرتبة الله الا انه اخطأ في ماذا اخطأ في اللفظ ماذا كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم قال اجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده ماذا تظنون لو ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع شيئا مما كان ويكون في اخر هذه الامة مع الاسف الشديد كيف لو سمع النبي صلى الله عليه وسلم من يناديه عند قبره او بعيدا عنه فيقول يا رسول الله اغثني يا رسول الله المدد المدد يا رسول الله انا في حسبك ماذا تظنون انه يقول لمن يقول هذه علتي وانت طبيبي ليس يخفى عليك في القلب داؤه بالله ماذا تظنون ان يقول عليه الصلاة والسلام لمن قال فاجرني او قال فاقلني عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما ماذا تظنون انه يقول لمن قال ما سامني الدهر ضيما واستجرت به الا ونلت جوارا منه لم يضم اين هذه الكلمات من قول ما شاء الله وشئت والنبي صلى الله عليه وسلم يغضب ويحذر وينبه فيقول اجعلتني لله ندا اذا يا اخوتاه الله عز وجل لا يرضى ان يشرك به احد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل بل هاء من كان دون ذلك والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. وقف وقفة تأمل فيها قوله احدا فان كلمة احداها هنا نكرة في سياق النهي والمتقرر في علم الاصول ان النكرة في سياق النهي تعم اذا لا يجوز ان يشرك مع الله سبحانه وتعالى احد البتة لا نبي ولا ملك ولا جني ولا ولي صالح ولا ولي طالح ولا اي احد على الاطلاق فلا تدعو مع الله احد هكذا بهذا العموم كل احد لا يجوز ان يشرك مع الله عز وجل به. حتى سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم. الذي هو اكرم الخلق على الله واقرب الخلق الى الله واحب الخلق الى الله والله لا يجوز ان يعبد مع الله عز وجل ولا ان يتوجه اليه العبد بشيء من العبادة البتة يا عبد الله تنبه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع لله حق ولرسوله صلى الله عليه وسلم حق فلا لا تخلط بين الحقين الرب رب والرسول فعبده حقا وليس لنا اله ثاني لله حق لا يكون لغيره ولعبده حق هما حقان لا تجعلوا الحقين حقا واحدا من غير تمييز ولا فرقان هنا اشكال كبير في ان بعض الناس خلطوا بين حق الله وحق عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم فاحذر يا عبد الله فان مغبة الامر عظيمة عظيمة جدا الله لا يرضى ان يشرك معه احد البتة دائما تأمل قول الله جل وعلا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا هذه الاية اية عظيمة واصل من اصول التوحيد يقول الله عز وجل وان المساجد لله اختلف المفسرون في هذه الكلمة وهي المساجد الى اقوال منهم من قال ان المساجد هي المواضع المخصوصة بالصلاة. يعني هذه المساجد كهذا المسجد وان المساجد لله هذه انما بنيت لله سبحانه وتعالى حتى يعبد الله وحده فيها وهذا ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه وجماعة من اهل التفسير قال قتادة رحمه الله كان اليهود والنصارى اذا دخلوا بيعهم وكنائسهم اشركوا مع الله يدخلون كنائسهم وبيعهم فيدعون غير الله. يدعون المسيح او يدعون عزيرا او يدعون يدعون مريم. فنهاهم الله عز وجل عن ذلك اذا دخلتم المساجد فلتكن مواضع عبادة لله وحده القول الثاني ان المساجد هي كل الارض لقوله صلى الله عليه وسلم وجعلت لي الارض ماذا مسجدا وطهورا وبالتالي يكون معنى الاية لا تشركوا بالله في اي موضع كل مكان من الامكنة فلا يجوز ان يشرك فيه مع الله القول الثالث ان المساجد ان المساجد اعضاء السجود المساجد اعضاء السجود التي تسجد عليها آآ وبالتالي فيكون معنى الاية توجهوا باعضائكم واركانكم بالعبادة لله سبحانه وتعالى فلا تسجدوا لغيره لا تعبدوا غيره القول الرابع ان المساجد بمعنى السجود يقال صدق سجد يسجد سجودا ومسجدا كما يقول ضرب يضرب ضربا ومضربا وابن قتيبة رحمه الله يقول الفتح اولى مسجدا سجد يسجد سجودا مسجدا والجمع مساجد اذا يكون معنى الاية ان السجود كله يجب ان يكون لله ولا يجوز صرف شيء منه لغير الله سبحانه وتعالى. والاقوال على كل حال متقاربة المقصود ان السجود وهو عبادة من العبادات وبقية العبادات في حكم هذه العبادة لا يجوز ان يصرف لغير الله سبحانه وتعالى. قال وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا نهى الله عز وجل عن دعاء غير الله عز وجل والدعاء يا رعاك الله كما قرر العلماء نوعان دعاء عبادة ودعاء مسألة دعاء العبادة هو كل العبادات لان لسان حال صاحبها انه يسأل الله بها ويصلي ويصوم ويحج ولسان حاله انه يسأل الله ان يعفو عنه ويغفر له ويدخله الجنة بسبب عبادته فسمي سميت كل العبادات ماذا دعاءه عبادة فيكون معنى الاية وان المساجد لله فلا تعبدوا مع الله غيره. والعبادة كما مر بنا في رسالة العبودية كما عرف الشيخ تقي الدين رحمه الله اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. اذا اذا علمت في اي عمل او قول انه محبوب لله رضيه يعني شرعه لعباده فانه ينطبق عليه وصف العبادة فتكون هذه العبادة حقا خالصا لله عز وجل لا يجوز ان اشرك مع الله فيه النوع الثاني دعاء المسألة وهو السؤال والطلب نداء الله عز وجل وهو الذي ينصرف اليه الذهن في لفظ او من سماع لفظ الدعاء غالبا فالدعاء يجب ان يصرف لله عز وجل لا غير واما من دعا غير الله عز وجل فانه يكون قد اشرك مع الله لانه صرف نوعا من انواع العبادة لغير الله وضابط الدعاء الشركي يرجعوا الى ثلاث صور انتبه لها يرعاك الله اولا دعاء الميت مطلقا سواء عند قبره او بعيدا عنه اي سؤال للميت فانه شرك اكبر ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم اذا دعاء غير الله عز وجل من الاموات هذا شرك اكبر. ثانيا دعاء الحي الغائب الذي بعيد عنك الذي هو بعيد عنك. فدعاؤه شرك اكبر النوع الثالث او السورة الثالثة دعاء الحي الحاضر فيما لا يقدر عليه الا الله ان يأتي انسان الى شيخ اولي فيقول يا سيدي اغفر ذنبي انزل المطر ارزقني الولد انبت الزرع وامثال هذه الامور التي تفرد الله سبحانه وتعالى بايجادها هذا يعتبر ماذا شركا اكبر وسيأتي ان شاء الله في ثنايا هذه الرسالة تفصيل لهذا الموضع اكثر. اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع الصالح والاخلاص في القول والعمل. ان ربنا لسميع الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله ابه واتباعه باحسان