بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في رسالته ثلاثة الاصول اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا ثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. والدليل قوله تعالى وان المساجد فلا تدعوا مع الله احدا الثالثة ان من اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم ووحد الله عز وجل لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوم يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او وبناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار نار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد انتهى الكلام عن المسألة الاولى والثانية من المسائل الثلاث التي بين المؤلف رحمه الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها المسألة الثالثة فيها التنبيه على امر غاية في الاهمية وقل من يتنبه له وقل من ينبه عليه الا وهو ما يتعلق بالبراءة من الشرك والمشركين فان هذا الامر عزيز في الازمان المتأخرة والله المستعان بين المؤلف رحمه الله ان من اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم ووحد الله لا يجوز له ان يواد من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب والدليل ما سمعت لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم فان حقق الايمان الواجب الذي اوجبه الله عز وجل على عباده لا يكون منه هذا الامر انما يكون منه ان يحب الله وان يحب ما يحب الله وان يحب من يحبه الله وان لا تكون محبته الا في حدود ما اذن الله هذا الذي يقتضيه الايمان الواجب الايمان بالله يا اخوة له لوازم ومن لوازم هذا الايمان ان يحب الانسان ما يحبه محبوبه سبحانه وتعالى فان الواجب ان يكون الله عز وجل في قلب كل مسلم احب حبيب على الاطلاق لا يجوز بحال ان يشرك مع الله عز وجل في هذه المحبة العظمى التي يجب ان ينطوي عليها قلب كل مسلم فاذا بلغت المحبة هذا القدر الواجب فان من لوازم ذلك ان يحب الانسان ما يحبه الله وان يبغض ما يبغضه الله والذين اشركوا مع الله والذين ما اتوا بحقه على عباده والذين هم اعداء لله لا يجوز للمسلم بحال ان يحبهم كيف يجوز للانسان ان يجمع بين محبة الله عز وجل ومحبة اعدائه لا يكون هذا الا لنقص في الايمان ونقص في المحبة هؤلاء الذين اشركوا مع الله عز وجل غيره اعداء لله اتخذهم الله اعداء له قال جل وعلا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق سبحان الله العظيم هؤلاء اعدائي فكيف تلقون اليهم بالمودة وهم يكفرون بي ويكفرون بنبيكم صلى الله عليه وسلم هذا الذي اشرك مع الله ما امن بالنبي صلى الله عليه وسلم اذ لو امن به لا التزم شرعه واهم ما جاء في شرعه توحيد الله فهذا المشرك عدو لله وعدو لرسوله صلى الله عليه وسلم فكيف يحبه هذا المسلم مع ما هو عليه وقد تكاثر في الكتاب والسنة النهي عن محبة هؤلاء المشركين كما سمعت قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون تأمل يا رعاك الله فيما بين ربنا سبحانه وتعالى في قوله قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم والذين امنوا معه هذا امر من الله سبحانه وتعالى ان نتأسى بهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الذي هو امام الحنفاء كما سيأتي الحديث عن ذلك ان شاء الله وكذلك نتأسى بالمؤمنين الذين كانوا معه ما حقيقة هذا التأسي اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله تأمل يا رعاك الله كيف ان البراءة كانت من هؤلاء الكافرين قبل البراءة من الكفر مما يدل على تأكد واهمية ذلك كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده هذا ما كان عليه ابراهيم عليه السلام وما كان عليه الذين امنوا معه وما ينبغي ان يكون عليه المسلمون من هذه الامة قال النبي صلى الله عليه وسلم اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله واولى من يبغض في الله اولئك الذين اشركوا مع الله وكفروا به اذا هذا من الامر الواجب المتعين ان يلحظه المسلم وهو ضرورة البراءة من المشركين كما ان الانسان واجب عليه ان يبرأ من الشرك عليه ايضا ان يبرأ من المشركين لذلك يحقق بذلك يحقق الايمان الواجب عليه واما اذا وقع بضد ذلك فانه يكون قد وقع في موالاة المشركين وهذا امر حرمه الله عز وجل وهو درجات قد يصل الى حد الكفر بالله عز وجل قد يكون كفرا اكبر وقد يكون معصية وكبيرة من الكبائر اذا كانت الموالاة موالاة تامة فهذا كفر دون شك واصل الموالاة المحبة ثم لها بعد ذلك ثمرات كالمعاونة والنصرة والمصادقة والتشبه وما الى ذلك فاذا كانت هذه الموالاة مولاة تامة كان هذا كفرا بالله عز وجل ومن ذلك ما نص عليه امام الدعوة رحمه الله بالناقض الثامن من نواقض الاسلام التي اجمع عليها اهل العلم مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ومن تلك الموالاة الكفرية ايضا المسرة بارتفاع دين الكفار والمسرة بانخفاض دين المسلمين ومن هذه الموالاة التامة ايضا محبة الكافر لاجل كفره لو احب انسان كافرا لانه ملتزم بدينه الباطل لانه يسجد للاصناف يحب هذا ويحبه لاجل هذا فهذا والعياذ بالله من الموالاة الكفرية ومن الموالاة ما يكون دون ذلك ومن ذلك محبة الكفار والمشركين لامر دنيوي فهذا لا يصل الى حد الكفر لكنه امر محرم ولا يجوز ومن فروع الموالاة كما ذكر اهل العلم ايضا مشابهة المشركين في الهيئات والعادات في الالبسة هو في الكلام وفيما شكل ذلك كيف لا يكون ذلك ممنوعا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من تشبه بقوم فهو منهم انه لمما يؤسف له انتشار هذا الامر المحرم وهو التشبه بالكفار بل ان ذلك مع الاسف الشديد اخذ صبغة الترقي والحضارة والتطور كلما كان احدهم اكثر مشابهة للكفار كلما زعم انه اكثر تطورا وانفتاحا والله المستعان قال الله العجب من انسان رفعه الله عز وجل بالايمان وباتباع نبي القرآن صلى الله عليه وسلم لكنه يأبى الا الارتكاس والا النزول الى الحضيض فيكون متشبها في هيئته وفي ملبسه وفي عاداته وفي احواله بهؤلاء الكافرين الذين اتخذهم الله عز وجل اعداء له فهذا مما ينبغي ان ينبه عليه ينبغي ان تنشأ ناشئة المسلمين على البعد عن مشابهة المشركين وعلى ضرورة اتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم دونك يا عبد الله من هو اعظم من ينبغي ان يقتدى به من كان له الكمال البشري بكل الاحوال وفي كل العادات وفي كل الاخلاق وهو نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ماذا تروم من التشبه بغير هذا النور المبين الذي جاء في سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ثم طريقة اصحابه رضي الله عنهم وما كان عليه السلف الصالح المقصود ان هذه الموالاة درجات وبعضها اعظم من بعض وبعضها اخف من بعض فمنها ما يصل الى درجة الكفر ومنها ما هو دون ذلك والعلماء في هذا المقام على منهجين منهم من يجعل الموالاة والتولي شيئا واحدا لكنهم يقسمون هذا وهذا الى الموالاة او التولي التام والى الموالاة او التولي الناقص الاول حكمه الكفر والثاني حكمه المعصية ومنهم من يجعل التولي هو القسم المكفر والموالاة الاصل فيها ان تكون دون ذلك بهذا يقول الشيخ ابن سحمان رحمه الله في قصيدة بين فيها خلل بعظ الناس الذين غلطوا في هذا المقام قال فما فرقوا بين التولي وحكمه وبين الموالاة التي هي في العمل اخف ومنها ما يكفر فعله ومنها دون ذلك في الخلل المقصود ان هذا التولي وهذه الموالاة اذا فحشت وعظمت فان الامر يقتضي شيئا عظيما يورد صاحبه الموارد والله المستعان هذا التنبيه من المؤلف هذه المسألة الثالثة حرية ان تحفظ من المسلمين وان تعلم للصغار والكبار وان يذكر بها دائما فمن اطاع النبي صلى الله عليه وسلم ووحد الله لا يجوز له موالاة اعداء الله هذا من لوازم الايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اي لم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدون واعظم ما امر الله هذه خاتمة مقدمة الاصول الثلاثة قلنا ان الاصول الثلاثة هذه الرسالة النافعة التي هي بين ايدينا نتدارسها واسأل الله عز وجل ان ينفعنا بها مشتملة على مقدمة اصل الموضوع ثم خاتمة المقدمة اشتملت على تعليمي سبع مسائل ذكر اولا ها؟ اربعة اربع مسائل ثم عطف عليها ثلاث مسائل كما قد علمنا ثم بعد ذلك ختم هذه المقدمة بالتنبيه على حقيقة ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام التي هي التوحيد قال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته المؤلف رحمه الله يدعو بقارئ هذه الرسالة ومتعلمها ان يرشده ربنا سبحانه الى طاعته ومن ارشده الله الى طاعته فقد فاز فوزا عظيما ان الحنيفية ملة ابراهيم لاحظ ان نصب ملة انما هو على البدلية او لان هذه الكلمة عطف بيان فالحنيفية هي ملة ابراهيم والحنيفية هذه الكلمة من الحنف والحنف هو الميل ولذلك قيل للرجل الذي في ساقه ميل وانحراف اسمه ماذا؟ او يسمى ماذا يسمى احنف فالحنيفية في اللغة يعني اه الحنف عفوا في اللغة يعني الميل والحنيفية بالاصطلاح الشرعي الميل عن الشرك الى التوحيد وعن الباطل الى الحق وهذا ما كان عليه امام الحنفاء ابراهيم عليه السلام فانه لما بعث صلى الله عليه وسلم كان الناس والمجتمعات متجهة الى الشرك بالله عز وجل فما كان منه الا ان مال عن هذا الاتجاه الى الحق الى التوحيد فصارت هذه الكلمة كلمة مدح وثناء فمن كان حليفا فانه يكون متبعا لهذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم و قبله متبعا لامام الحنفاء الذي هو ابراهيم عليه الصلاة والسلام ابراهيم عليه السلام اذا ذكر ذكر التوحيد وذكر البذل في سبيل الله وذكرت البراءة من المشركين وذكرت الكعبة فانه بانيها الذي امره الله عز وجل ان يؤسسها على اساس التوحيد واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا هذا هو ابراهيم عليه الصلاة والسلام انه ابو الانبياء وامام الحنفاء ومكسر الاصنام والداعية الى التوحيد الذي بذل نفسه وولده وحياته وكل شيء في سبيل الله عز وجل حتى بلغ الرتبة العلية وهي ان اتخذه ربنا سبحانه وتعالى خليله وكذلك اتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا ولا يعلم في النصوص من تبوأ هذه المكانة الا هذان الخليلان ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام هذا الذي عظم التوحيد وعظم التوحيد في قلبه حتى انه عالن قومه بالبراءة وبالانكار قال لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين قال لهم افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين ابراهيم عليه الصلاة والسلام ما كان يخشى الا الله اصطفاه الله في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين ابراهيم عليه الصلاة والسلام امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يتبع ملته ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفة وما كان من المشركين ابراهيم عليه الصلاة والسلام امرت امة محمد صلى الله عليه وسلم باتباع ملته قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفة وما كان من المشركين ابراهيم عليه الصلاة والسلام لا يرغب عن ملته الا من سفي نفسه ابراهيم عليه الصلاة والسلام امام الموحدين الذين كانوا اهل النجاة فامرنا بالاتساء به ولمن سار وبمن سار على منهجه عليه الصلاة والسلام ابراهيم عليه الصلاة والسلام ملته هي حقيقة الهداية وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا هذه هي الهداية من وصل اليها فقد وصل الى حقيقتها ابراهيم عليه الصلاة والسلام يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتبع ملته ولذا سن لنا نبينا صلى الله عليه وسلم ان نذكر انفسنا وان نجدد العهد بملته عليه الصلاة والسلام صباح مساء ففي مسند الامام احمد والنسائي في عمل الليل وعمل اليوم والليلة باسناد صحيح علمنا النبي صلى الله عليه وسلم من اذكار الصباح والمساء ان يقول الانسان اصبحنا على فطرة الاسلام وعلى ماذا من يحفظ كلمة الاخلاص ثالثا وعلى ملة ابراهيم حنيفا في المساء تكرر امسينا على فطرة الاسلام تذكر نفسك يجدد العهد بملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام التي هي حقيقة الرسالة وزبدة الدعوة ولب الدين هذا هو ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهذه ملته وهذا ما امرنا باتباعه ما هي هذه الملة اقرأ احسن الله اليكم قال رحمه الله ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها ان تعبد الله مخلصا له الدين هذه هي العبارة الوجيزة المختصرة التي بينت لنا حقيقة هذه الملة كلمة الملة ذكر بعضهم انها مرادفة لكلمة الدين والتحقيق والله تعالى اعلم انها اخص من كلمة الدين فانها انما تطلق على اصل الدين على مبانيه وآآ اسسه ومعاقده هذه التي تسمى الملة ملة ابراهيم ان تعبد الله مخلصا له الدين وهذا الذي امر الله عز وجل جميع الناس به بل هذا الذي خلق الله جميع الناس لاجله بل خلق الثقلين اوجد هذا الكون لاجل تحقيق ملة ابراهيم وذلك ان يعبد وحده لا شريك له ان تخلص له العبادة سبحانه وتعالى هذا ما امر الله عز وجل به وهذا ما خلق الله عز وجل الخلق لاجله استدل المؤلف على هذا بقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون هذه الاية العظيمة التي هي اصل من اصول العلم في باب التوحيد وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون بينت لنا الغاية المرادة من العباد ولاجلها خلق الله الخلق قلنا الغاية المرادة من العباد ان يعرف الله عز وجل ثم ان يقام بمقتضى هذه المعرفة من عبادته وحده لا شريك له وهذا دليل صريح على ذلك وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون هذه الاية تكلم فيها المفسرون بكلام طويل منهم من استشكل ان يخلق الله عز وجل الخلق ان يعبد سبحانه وتعالى مع كوني اكثر الناس لم يقوموا بحق هذه العبادة وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فكيف يكون ذلك ولذلك كثرت الاقوال المخالفة للحق في هذه الاية والصواب ان الاية افصحت عن المراد لله عز وجل شرعا افصحت عن المراد لله عز وجل شرعا وتذكرون في درس العبودية اننا ذكرنا ان الله عز وجل له بكل ما يخلق ويقدر ويفعل ويشرع له في كل لذلك حكمة يحبها ولاجلها فعل ولاجلها خلق ولاجلها قدر ولاجلها شرع استصحب هذا عند تأمل هذه الاية فالمراد لله عز وجل الذي اقتضته ارادته سبحانه وتعالى شرعا ما احبه الله عز وجل وما خلق لاجله هو ان يعبد سبحانه وتعالى واما كون هذا الذي احبه الله يقع او لا يقع هذا مرجعه الى مشيئة الله عز وجل يعني الى الارادة الكونية وقلنا ان الارادتين قد تجتمعان ها وقد تنفرد احداهما وقد وقد ترتفعان وقد ترتفعان وها هنا الله عز وجل مراده الشرعي الذي احبه ولاجله خلق هو ان يعبد سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك انقسم الناس كانت مشيئته سبحانه وتعالى مقتضية اقتضى اقتضت مشيئة الله سبحانه وتعالى ان ينقسم الناس فمنهم من قام بهذا الذي اراده الله عز وجل واحبه ومنهم من لم يكن منه ذلك وكل ذلك له فيه سبحانه وتعالى الحكمة البالغة اذا الاية تعلقت بماذا بالارادة الشرعية لا بالارادة الكونية يعني الحكمة التي لاجلها خلق الله عز وجل الناس هي ان يعبد سبحانه وتعالى ثم قد يكون هذا الامر وقد لا يكون وهذا ليس بمستشكل حتى عند الناس تجد الانسان يقول انا ابري القلم لاكتب به ثم بعد ذلك قد يكتب به وقد لا يكتب اذا قوله لاكتب به افصح عن ماذا افصح عن الحكمة التي ارادها من وجود او من بري هذا القلم هذا يسهل فهم المراد من الاية. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذه كما او مما يسهل فهمها ايضا هي التي يطلق عليها او يطلق عليها المناطق العلة الغائية. العلة الغائية هي التي يفعل لاجلها الفاعل هي التي يفعل لاجلها الفاعل. فالله عز وجل خلق الخلق لاجل ان يعبد وحده لا شريك له. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومعنا يعبدون يوحدون. نعم قال المؤلف رحمه الله ومعنى يعبدون يوحدون وهذا ما ذكره جمع من المفسرين نصه على هذا التفسير ومنهم الكلبي منهم كذلك ابو حيان في البحر المحيط ونقله جماعة من المفسرين عليهم رحمة الله العبادة لا تكون عبادة الا بالتوحيد ولذا كل اية امرت بعبادة الله عز وجل فانها تكون امرة بالتوحيد. خذها قاعدة كل اية امرت بالعبادة فانها قد امرت بالتوحيد لان العبادة لا تكون عبادة الا اذا كان العابد موحدا لله سبحانه وتعالى فمن صلى لله فانه يكون قد ادى الصلاة ادى العبادة وبالتالي يكون ماذا قد وحد الله لكن الذي صلى لغير الله هل ادى العبادة التي امر الله بها الجواب لا فلما انتهى فلما انتفى التوحيد انتفت العبادة. اذا كل عبادة امر الله عز وجل بها سواء كان هذا الامر للعبادات التفصيلية او كان امرا بالعبادة عموما كل اية او حديث تعلق بهذا الامر فانه يكون قد تعلق في حقيقته بالتوحيد لله سبحانه وتعالى. فالعبادة لا تكون عبادة الا بالتوحيد عبادة خلت من توحيد الله عز وجل ليست عبادة وان كانت السورة قد تكون سورة العبادة لكن العبرة انما هي بالحقيقة انما هي بالشيء الذي يوافق ما امر الله سبحانه وتعالى به اذا الله عز وجل امر الخلق والله عز وجل خلق الخلق لاجل ان يقوموا بهذا الواجب ما هو هذا الواجب هو ان آآ يتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وذلك ان يعبدوا الله مخلصين له الدين هذه المسألة اهم مسألة في الحياة هذه المسألة اكبر مسألة في الحياة هذا الموضوع اول ما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واخر ما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اللحظات الاخيرة في حياته عليه الصلاة والسلام وهو يؤكد على مسألة التوحيد ويحذر من ضده. هذه المسألة اعظم ما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه المسألة اكثر ما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا تكون كذلك وهي اهم مسألة في هذه الحياة اكبر قضية في حياتك هي توحيد الله عز وجل هذه التي لاجلها انت موجود على وجه الارض وبالتالي من فقد هذه الغاية ومن فقد فقد هذه الحكمة. انتفت في حقه والعياذ بالله فهذا فوجوده وعدمه سواء هذا فقد انسانيته في الحقيقة ولذا شبهه الله عز وجل بالانعام بل هو اضل من الانعام اليس كذلك؟ اذا الانسانية الحقة مرتبطة بالتوحيد ارتباطا وثيقا من فقد التوحيد فقد انسانيته فصار كالانعام بل هو اضل اذا اهم موضوع على الاطلاق موضوع التوحيد. اذا كان بهذه المثابة اذا ينبغي ان يحرص اشد الحرص على تعلمه على فهمه على تدبره على معرفة ضده وعلى الحذر من ذلك هذا من المهمات التي ينبغي ان تكون في اس اهتماماتنا وفي اه مقدمة اولوياتنا الناس اليوم يقول انا عندي اولويات في الحياة ينبغي ان يكون رقم واحد دائما وابدا هو التوحيد اذا كتبت اولوياتك ينبغي ان تكتب رقم واحد ماذا التوحيد اكبر قضية في هذه الحياة الكون هذا كله انما كان لاجل ان يوحد الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. قال المؤلف رحمه الله واعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك هذه قاعدة ينبغي ان تحفظ لما كان هذا التوحيد بهذه الاهمية كان اعظم ما امر الله عز وجل به الوالدة لو تأملت بنصوص الكتاب والسنة تجدها دائرة على هذا الموضوع على موضوع التوحيد اما بدلالة المطابقة او بدلالة التظمن او بدلالة الالتزام كل النصوص تأملها تجدها تدور على هذا الموضوع الاهم وعلى هذا الموضوع الاعظم. مسألة التوحيد والنبي صلى الله عليه وسلم من تأمل سنته وجده يعلمنا ان نجدد العهد مع التوحيد دائما وابدا فان هذه الحياة ملهياتها ومشغلاتها قد تسبب الغفلة عن هذه الحقيقة الكبرى وهي التوحيد فتأتي سنة النبي صلى الله عليه وسلم متظمنة لما يذكرنا ويوقظنا من الغفلة ولذا تجد ان الانسان اذا وضع جنبه على فراشه فانه يذكر الاذكار التي تجدد العهد بالتوحيد ومن ذلك انه يقرأ المعوذات وقل هو الله احد ما يجدد عهدك بالتوحيد تجد انه اذا استيقظ فتح عينه يبدأ سنة الفجر اول ما يصلي من صلاة النهار سنة الفجر اليس كذلك؟ اول ما يصلي سنة الفجر ماذا يقرأ فيها الانسان قل يا ايها الكافرون قل هو الله احد تجديد العهد بالتوحيد تجديد العهد بالتوحيد العملي وتجديد العهد بالتوحيد العلمي ثم اذا ختم نهاره فصلى المغرب ثم تسنن او صلى سنة المغرب تجد ان السنة تذكرك بماذا بالتوحيد جدد العهد بالتوحيد قل يا ايها الكافرون قل هو الله احد انتهت ليلتك اخر ما تصلي من الليل الوتر واخر ما تقرأ في الوتر ما يجدد العهد بالتوحيد قل يا ايها الكافرون قل هو الله احد اذكار الصباح اذكار المساء وعلى ملة ابراهيم حنيفة في اذكار الصباح في اذكار المساء تهلل عشر مرات او تهلل بيومك مئة مرة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير تؤدي العبادات تطوف ببيت الله عز وجل تجد انه مؤسس على التوحيد الا الا واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا فاذا انتهيت من الطواف تذكر نفسك بالتوحيد فتقرأ قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد تفتح المصحف تقرأ في كتاب الله اول سورة تجدها في كتاب الله في المصحف هي سورة الفاتحة المشتملة على انواع التوحيد الثلاثة فاذا ختمت القرآن تجد اخر سورة قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس تذكرك بانواع التوحيد الثلاثة وفيما بين ذلك ايات كثيرة يصعب عليك حدها يصعب عليك عدها كلها مشتملة على التذكير بالتوحيد. اذا التوحيد هو باطن الدين وظاهره واوله واخره ولحمته وسداه واعظم شيء فيه توحيد الله سبحانه وتعالى اذا امر بهذه المثابة حري ان يعتني به المسلم وان يذكر نفسه به وان يحرص على تحقيقه وان يرابط على ثغور قلبه وجوارحه حتى لا ينحرف عنه ولا ينصرف عنه واعظم ما نهى الله عنه ضده وهو الشرك واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا اذان امران ضدان لا يجتمعان توحيد وشرك لا تجتمعان لاحظ ان الله قال واعبدوا الله واعبدوا الله يمكن ان تفسرها بماذا اسم القاعدة التي اخذناها ها موحد الله لاننا قلنا العبادة شرعا لا تكون عبادة الا اذا كانت عبادة على اساس التوحيد. صاحبها موحد لله عز وجل فيها قال سبحانه واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا اعظم ما نهى الله عنه الشرك تذكرون اننا قلنا فيما مضى ان الشرك بالله عز وجل اعظم جريمة على وجه الارض اعظم ما نهى الله عنه الشرك لم لسببين اولا انه اعظم الذنوب وثانيا ان عقوبته اعظم العقوبات الشرك اعظم الذنوب لم اولا لان الشرك انتقاص عظيم لحق الله سبحانه وتعالى ما اشرك المشرك بالله الا وهو ينتقص حق الله صدق الله حين وصف القوم بقوله وما قدروا الله حق قدره والله لو عظموا الله كما ينبغي ما اشركوا معه غيره ارأيت حقا لملك قوي من ملوك الدنيا له حق على انسان اتجد هذا الانسان وهو يعرف ما عليه هذا الملك من القوة والسطوة والقدرة والسلطان اترى انه ينتقص حقه او يأخذ شيئا من حقه ويعطيه غيره ايفعل هذا يا جماعة لا يفعله الا من هو مستهتر بقدر هذا الملك اليس كذلك العبادة حق خالص لله فجاء هذا المشرك وصرف منها شيئا لغير الله اترى انه عظم الله اترى انه قدره حق قدره؟ لا والله اذا من كان بهذه المثابة هل يكون قد اتى بجرم يسير او جرم عظيم اي والله اتى بجرم عظيم ثانيا الشرك بالله عز وجل اعظم معاندة لله سبحانه وتعالى لانه مضادة للحكمة التي خلق الخلق لاجلها الله عز وجل يخلق الخلق لاجل ان يوحد فيأتي المشرك بضد ما امر الله سبحانه وتعالى واراد اترى معاندة اعظم من هذه المعاندة ثالثا الشرك بالله اظلموا الظلم الظلم وضع الشيء في غير موضعه والعبادة لا يجوز ان يتوجه بها الا لله سبحانه وتعالى فجاء هذا المشرك فتوجه بالعبادة لغير الله صرف العبادة ووضعها في غير محلها ولذا كان اظلم الظالمين هؤلاء المشركون سووا بين الله وبين غيره جعلوا ما لله عز وجل لغيره جعل المشرك غير الله عز وجل مثل ما يعتقده في الله سبحانه وتعالى شبه غير الله بالله ولذا يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين قال تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون يعني يعدلون غير الله بالله يسوون غير الله بالله يا لله العجب سبحان الله العظيم يجعل غير الله مثيلا لله عز وجل نظيرا له اترى ظلما اعظم من هذا الظلم ما رأيكم لو ان انسانا قال ان اعظم الجواهر ما اعظم الجواهر عند الناس اليوم ايش اعظم الجواهر عند الناس ها الالماس هو اغلى شيء فيما نعلم اليس كذلك؟ الالماس الحر هذا الذي القطعة الصغيرة منه مبلغها مبلغ عظيم. ما رأيكم لو قال قائل هذا الالماس ما شاء الله مثل قشر البصل جاء بقشر بصل ووضعه بجواره وقال ما شاء الله يشبهان بعضهما ما رأيكم يا جماعة هل هذا ظلم ولا ليس بظلم هل وضع القشر او الالماس كل واحد منهما في موضعه اجيبوا يا جماعة لا والله الله عز وجل الملك العظيم الكبير الواسع الحميد المجيد سبحانه وتعالى تجعل المخلوق الحقير الفقير مثله فتعطيه مثل ما او تتوجه له بمثل ما تتوجه لله سبحان الله العظيم ارأيت كيف ان الشرك ظلم عظيم صدق الله ان الشرك لظلم عظيم رابعا الشرك فيه وصف الله سبحانه وتعالى بما لا يليق به لماذا يشرك المشرك المشرك ما اشرك الا وهو يصف الله عز وجل بغير ما يستحق ولذا يشرك تجد انه يعتقد في الله عز وجل ما يعتقد في الملوك الظلمة التي الذين يحتاجون الى من يعطف قلوبهم يصرف شيئا او يدفع شيئا الى شفعاء الى مقربين حتى يلينوا قلب هذا الملك الظالم فيعبدون غير الله لاجل ان يقربوهم زلفى الى الله يتخذونه شفعاء عند الله سبحانه وتعالى ارأيت كيف انه اعتقد في الله عز وجل ما لا ينبغي ووصف الله بما لا ينبغي او انه جعله مثل الملك الذي يجهل احوال الناس فيحتاج الى من يرفع اليه الاخبار ويرفع اليه الاحوال ويعلمه بحال المحتاج وحال الفقير حتى يقوم بالذي ينبغي عليه هل هذا وصف الله عز وجل بما يليق به او وصفه بضد ذلك الله عز وجل اعلم العالمين سبحانه وتعالى. علمه شامل بكل شيء سبحانه وتعالى. لا يحتاج الى من يعلمه ولا يحتاج سبحانه وتعالى الى احد من خلقه البتة جل ربنا وعز بل هو الواحد الاحد الذي لا يشفع سبحانه وتعالى اذا الشرك اعظم الذنوب. ولذا كان اعظم ما نهى الله عز وجل عنه قلنا اعظم ما نهى الله عنه لانه اعظم الذنوب ولانه ثانيا عقوبته اعظم العقوبات نعم الشرك عقوبته التي توعد الله سبحانه وتعالى عليها لا نظير لها في شيء مما حرم الله البتة كما اخذنا هذا سابقا فهو اولا الذنب الذي لا يغفره الله حكم الله الذي لا يبدل القول لديه انه لا يغفر الشرك لمن وقع فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به الا في حالة واحدة ان يتوب صاحبه منه قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف اما ما عدا ذلك لو مات صاحبه عليه فهذا يائس من رحمة الله والعياذ بالله خسارة تامة لا امل له في رحمة الله نسأل الله السلامة والعافية اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم ثانيا انه الذنب الذي يحبط جميع الاعمال لا شيء من الذنوب لا شيء من المعاصي يبطل ويحبط جميع الطاعات الا الشرك بالله عز وجل تذكرون اننا قلنا ان الشرك قطرة صغيرة منه الشرك الاكبر قطرة صغيرة منه تفسد بحارا من الاعمال الصالحة لو مات انسان وقد تصدق بالملايين لو مات انسان وهو يقوم الليل كله لو مات انسان وهو يصوم يوما ويفطر يوما من ما لو مات انسان وقد حج عشرات المرات الله لو مات انسان وهو يختم القرآن كل يوم لو مات انسان وعنده من الاعمال الصالحة ما يملأ ما بين السماء والارض ولكنه مات مشركا الشرك الاكبر بالله ما النتيجة يا قوم ما الذي بين الله سبحانه وتعالى في كتابه قال الله جل وعلا ولقد اوحي اليك انتبه الخطاب موجه لمن للنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو اعظم الخلق على الاطلاق ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين مع ان النبي صلى الله عليه وسلم واخوانه من الانبياء والمرسلين معصومون فكيف بمن عداهم معصومون من الوقوع في الشرك ونحن لسنا معصومين من الشرك اذا هذا تنبيه لنا بالحذر من هذا الشرك الامر الثالث والاخير وبه اختم كلامي ان الشرك هو الذنب الذي يخلد صاحبه في النار لا ذنب يخلد صاحبه في النار الا الشرك عافاني الله واياكم من ذلك اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يحيينا على التوحيد وان يميتنا عن التوحيد وان يعيذنا من الشرك صغيره وكبيره دقه وجليله ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان