ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه تتمات وتنبيهات تتعلق بدرس امس التنبيه الاول ان سؤالا قد يرد فيما يخص امر الله سبحانه وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام باتباع ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع ان المقطوع به ان نبينا صلى الله عليه وسلم اعظم قياما بحق التوحيد والدعوة اليه فهو اعظم الخلق توحيدا لله وايمانا به صلى الله على نبينا وسلم اذا مع كون الفضل له فانه يؤمر باتباع ملة ابراهيم حنيفا فما سبب ذلك قال اهل العلم ها هنا امورا والذي يتحصل والله تعالى اعلم ان ذلك مرجعه الى امرين والعلم عند الله اولا ان السبق لابراهيم عليه السلام زمنا وابوة فابراهيم عليه السلام متقدم من حيث الزمن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تناسب ان يؤمر باتباع ملته وبالتأكيد لا يمكن العكس ثم ان ابراهيم عليه السلام ابو النبي صلى الله عليه وسلم فهو عليه الصلاة والسلام من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم فهو ابوه فناسب ان تكون او ان يكون الامر باتباع ملة ابراهيم عليه السلام السبب الثاني هو ان في هذا اقامة للحجة وارغاما لاعداء التوحيد بيان ذلك ان ابراهيم عليه السلام يعظمه جميع المخالفين كل الامم في الجملة تعظم ابراهيم عليه الصلاة والسلام فاليهود يعظمونه والنصارى يعظمونه المشركون اعني مشركي العرب يعظمونه ايضا وكان في امري باتباع ملته عليه الصلاة والسلام اقامة للحجة على هؤلاء وارغاما لهم ما الذي يمنعكم من ان تؤمنوا بي وبرسالتي ولم ات بشيء جديد انما انا متبع ملة من تعظمون ومن تعرفون وهو ابراهيم عليه الصلاة والسلام اذا لهذين الامرين والله تعالى اعلم امر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ملة ابراهيم حنيفة وان كان النبي صلى الله عليه وسلم اعظم قدرا واعظم توحيدا منهم منه عليه الصلاة والسلام التنبيه الثاني يتعلق المسألة الثالثة التي ذكرها المؤلف رحمه الله وهي المتعلقة بالبراءة من المشركين سبق بيان الحق في هذا الباب وهو ما دل عليه الكتاب والسنة من وجوب التقرب الى الله سبحانه وتعالى ببغض كل من كفر بالله عز وجل وكذب النبي صلى الله عليه وسلم لم يستسلم لله بالدين الحق دين الاسلام بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم الانبياء والمرسلين فكل من لم يكن كذلك فانه كافر بالله عز وجل ومن لم يؤمن بالله ورسوله فانا اعتدنا للكافرين سعيرا لا يكفي الايمان بالله حتى ينضم اليه الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم لا تكفي احدى الشهادتين عن الاخرى شهادة ان لا اله الا الله لا تغني عن صاحبها شيئا ما لم ينضم اليها شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا قد مضى بيانه والتدليل عليه لكن بقيت مسألة وهي مسألة المعاملة اذا عندنا جهتان منفكتان جهة العقيدة القلبية وها هنا يجب على الانسان ان يحب لله ويبغض لله وابلى واولى من يبغض في الله سبحانه وتعالى هؤلاء الذين كفروا بالله وكفروا برسوله صلى الله عليه وسلم وكفروا بالبعث وكفروا بدين الاسلام وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم اما المعاملة فباب اخر فالمعاملة للكفار تختلف احوالها بحسب حال هؤلاء الكفار المحاربون منهم يعاملون بما يستحقون من المجاهدة في سبيل الله عز وجل بحسب الشروط الشرعية واما من لم يكن كذلك انما كان معاهدا وانما كان مستأمنا و بينه امان او للمسلمين معه امان فمثل هذا يحكم العلاقة معه قول الله عز وجل لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين فمعاملتهم بالبر والاحسان لا حرج فيها ينبني على هذا جواز معاملاتهم جواز معاملتهم بالتجارة ونحوها و هذا الامر دل عليه السنة العملية للنبي صلى الله عليه وسلم فانه كان يبايع اليهود الذين كانوا بالمدينة ولم يتحرج عن هذا صلى الله عليه وسلم وكذلك اصحابه وفي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاما الى اجل ورهنه درعه وفي البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير ولا سيما اذا انضم الى هذا نية الدعوة وتأليف القلوب فان المعاملة الحسنة لها اثر عظيم بتقبل الدعوة كما لا يخفى ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ولذا فان النبي صلى الله عليه وسلم زار عمه ابا طالب وكان منه ما كان في اخر لحظات حياة عمه يدعوه الى الله جل وعلا وكذلك زار ابن جاره اليهودي حتى اسلم وانقذه الله عز وجل بهذه الاستجابة للنبي صلى الله عليه وسلم من النار المقصود ان العقيدة القلبية شيء والمعاملة الظاهرة شيء اخر والله تعالى اعلم تنبيه ثالث يتعلق قول المؤلف رحمه الله واعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيدا وهو جعل الشيء واحدا او اعتقاد الشيء واحدا كل ذلك توحيد في اللغة و التعريف الاصطلاحي للتوحيد هو افراد الله عز وجل بالعبادة مع اعتقاد وحدانيته في الربوبية والاسماء والصفات هذا هو التوحيد هذا هو اعظم ما امر الله عز وجل به و دل استقراء الكتاب والسنة على ان هذا التوحيد ينقسم الى ثلاثة اقسام هذا الامر ليس وليدة افكار العلماء كما يظنه الجاهلون انما هو ثمرة استقراء النصوص استقراء النصوص ارشد الى ان التوحيد ينقسم الى هذه الاقسام الثلاثة كما ان استقراء لغة العرب دل على ان الكلام اسم وفعل وحرف وهذا ليس وليدة عالم من علماء النحو هو الذي اخترع هذا الشيء انما هذا نتاج استقرائي كلام العرب كذلك الشأن في هذا الباب استقراء استقراء ادلة الكتاب والسنة انتجت ان التوحيد ينقسم الى ثلاثة اقسام الى توحيد الله عز وجل في ربوبيته والى توحيده سبحانه في الاسماء والصفات الحسنى وفي عبادته جل وعلا والادلة على هذا تنقسم الى قسمين ادلة دلت على كل قسم من هذه الاقسام بانفراد يعني ادلة دلت على افراد الله عز وجل بالربوبية. وادلة دلت على افراد الله عز وجل باسمائه وصفاته. وادلة دلت على افراده تعالى لا بالعبادة والقسم الثاني هو الادلة التي دلت على هذه الاقسام مجتمعة وهذا قد دل عليه فاتحة الكتاب ودل عليه خاتمة الكتاب يعني خاتمة المصحف وهي سورة الناس وكذلك جملة من الادلة بين ذلك ومنه قوله تعالى رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا فقوله رب السماوات والارض دليل على اثبات الربوبية رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هذا دليل على توحيد الالوهية هل تعلم له سم يا دليل على توحيده في اسمائه وصفاته كلمة التوحيد كلمة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه فهي كلمة شريفة دلت عليها النصوص من تلك الادلة ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لما بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم الى ان يوحدوا الله الى ان يوحدوا الله كذلك الامر فيما خرج الامام احمد من قصة عمرو بن العاص رضي الله عنه فان اباه العاص بن وائل هلك في الجاهلية وكان قد نذر ان ينحر مئة من الابل ذبح هشام ابن العاص اخوه رضي الله عنه حصته واما عمرو فجاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام اما ابوك فلو كان اقر بالتوحيد فتصدقت عنه وذبحت عنه نفعه ذلك فالشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم نص على ماذا على كلمة التوحيد كذلك عند احمد وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم ذبح في الاضحى كبشين املحين موجوئين ذبح احدهما عنه وعن اهل بيته والثاني عن امته ممن لم يضحي ممن اقر لله ممن شهد لله بالتوحيد ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة هكذا جاء اللفظ بالتوحيد كذلك الامر في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يستعملون هذه الكلمة ولذا في صحيح مسلم في حديث جابر رضي الله عنه في ذكر حجة النبي صلى الله عليه وسلم وهو الحديث الطويل المعروف بحديث جابر رضي الله عنه وفيه انه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف بالبيت صلى ركعتين قرأ في احداهما بالتوحيد وقل يا ايها الكافرون فالتوحيد سورة الاخلاص فاستعمل كلمة التوحيد في ادلة كثيرة غير هذه الادلة تدل على ان هذه الكلمة كلمة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه اما الشرك فانه ضد التوحيد كما قلنا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وكل امر بالعبادة فهو امر بالتوحيد والشرك هو جعل شريك مع الله عز وجل في شيء من خصائصه. هذا هو الشرك جعل شريك مع الله عز وجل في شيء من خصائصه هذا الشرك على وزان التوحيد فكما ان التوحيد ينقسم الى الاقسام الثلاثة المذكورة فان الشرك بحسب موضوعه ينقسم الى الاقسام ذاتها ثمة شرك في الربوبية وشرك في الالوهية وشرك في الاسماء والصفات سنأتي حديث ان شاء الله في اعطى في كلام المؤلف رحمه الله عن هاتين المسألتين مسألة التوحيد ومسألة الشرك نعم احسن الله اليكم قال المؤلف رحمه الله تعالى فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه دينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. نعم بدأ المؤلف رحمه الله بالكلام عن الاصول الثلاثة التي هي موضوع هذه الرسالة والتي هي عنوان هذه الرسالة والمؤلف رحمه الله سلك في هذه الرسالة اسلوبا تعليميا قائما على السؤال والجواب وهذا اشحذ للذهن واثبتوا للحفظ الاصول جمع اصل والاصل ما ينبني عليه غيره و كل الدين قائم ومبني على هذه الاصول الثلاثة وهي معرفة العبد ربه ومعرفة العبد دينه ومعرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم كيف لا يكون الامر كذلك الابتلاء والامتحان في هذه الدنيا انما هو على هذه الامور الثلاثة ولذا ما ان تنتهي هذه الحياة حتى يكون السؤال عن هذه الاسئلة الثلاثة اذا وضع الانسان في قبره يسأل عن هذه الاصول الثلاثة هل اتى بها وحققها ام لا كل واحد منا بل كل انسان من المسلمين والكافرين اذا وضع في قبره جاءه ملكان وسألاه اسئلة ثلاثة سألاه اسئلة ثلاثا يقول ان له من ربك وما دينك وماذا كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم فالموفق يثبته الله سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة واما الشقي ونعوذ بالله من الشقاء فانه لا يوفق للسداد ولا يثبت في هذا المقام العظيم فيقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته نسأل الله السلامة والعافية فهذا ابان الشقاء والعذاب والعياذ بالله فانه يتبع هذا الجواب الفاسد وهذا الرسوب في الامتحان تتبعه عذاب البرزخ وما بعده اشد وانكى اذا اهم مهمات الانسان في هذه الحياة ان يسعى جاهدا في تحقيق الاجابة والاجابة ليست شيئا يحفظ باللسان ليقول الانسان بعد ذلك انني اجيب عن هذه الفتنة وعن هذه الاسئلة في القبر بناء على ما حفظت انما ستجيب يا عبد الله بناء على ما قلت في الدنيا وبناء على ما اعتقد وبناء على على ما عملت فوالله ان الانسان في ذلك المقام لا يمكن ان يصدر منه الا ما كان حيا عليه ومات عليه الموفق الذي عاش وقد ادرك الجواب اعتقادا وقولا وعملا هو الذي سيجيب بالسداد والمخذول من خذله الله سبحانه وتعالى اذا هذا الموضوع ليس موضوعا من الترف الفكري وليس موضوعا هامشيا وليس موضوعا ثانويا كلا والله انه لا هم المهمات على الاطلاق فالسعادة والشقاوة مبنية على تحقيق الجواب عمليا واعتقاديا في هذه الحياة على هذه الاسئلة الثلاث فالله الله بالعناية بها معرفة العبد ربه ومعرفة العبد دينه ومعرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وتنبه يا رعاك الله الى ان المعرفة وحدها لا تكفي انما مراد المؤلف رحمه الله المعرفة بلوازمها مراده المعرفة بلوازمها بمعنى ان تعرف ثم ان تعمل بلازم ذلك ثم ان تعمل بلازم ذلك فاذا عرفت الله عز وجل عرفته بربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته فانه يلزمك بعد ذلك ان تقوم بالواجب وهو ان توحد الله عز وجل فعلا وان تعبده سبحانه وتعالى وفق ما شرع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم و كذلك الامر بالنسبة معرفة دين الاسلام فواجب ان يلتزم الانسان دين الله عز وجل الحق ويسلم وجهه لله بالاذعان للاسلام استسلموا لله بالتوحيد وينقاد له ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالطاعة كذلك الامر بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم لابد اذا عرفه ان يذعن له بالواجب عليه تجاهه من المحبة والتوقير والطاعة والتقديم تقديم قوله وسنته على كل قول وسنة ونظام وقانون وعرف اذا المعرفة المراد بها ها هنا المعرفة بلوازمها والا فالمعرفة المجردة لا تنفع صاحبها ابليس اما عرف الله هل نفعه ذلك عندما استكبر على الله عز وجل الجواب لا اذا هي معرفة بماذا معرفة بلوازمها نعم اعد احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. نعم فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه. هو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل هذا هو الامر الاول معرفة العبد ربه اذا قيل لك يا عبد الله من ربك والرب كما مر معنا في دروس الاسماء والصفات هو المالك والسيد والمتصرف والمربي هذا ما ترجع اليه جل اقوال علماء اللغة في معنى الرب وكلها يستحقها الله سبحانه وتعالى فهو السيد وهو المدبر المتصرف وهو المالك وهو المربي والمؤلف رحمه الله اشار ها هنا الى المعنى الذي يتعلق بالتربية قال ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه ربي الله الله هو الرب من اسمائه الحسنى سبحانه وتعالى الرب وجميع معاني الجلال والفعل والقدرة والاحسان راجعة الى هذا الاسم ولذا كان احد اعظم اسماء الله الحسنى الثلاثة اعظم الاسماء الحسنى والتي تدل على معاني الجلال والجمال والاحسان والكمال لله سبحانه وتعالى والاسماء الحسنى ترجع اليها وتفصيل لها هي اسمه تعالى الله واسمه تعالى الرب واسمه تعالى الرحمن الرب قال الذي رباني من التربية فالله عز وجل ربى عباده والتربية هي القيام على الشيء وتنشأته واصلاحه حتى يبلغ غايته والله عز وجل هو وحده الذي ربى جميع العالمين بنعمه والنعم ها هنا ربى جميع العالمين بنعمه او بنعمته بنعمه جميع نسخكم نعم في بعض النسخ بنعمته كلاهما يدلان على المعنى نفسه فاذا قلنا بنعمه فالنعم جمع نعمة واذا قلنا بنعمته فان المراد الجنس فان هذه الكلمة مفرد مضاف والمفرد المضاف يعم ويكون هذا على من والي قوله تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها المقصود كل نعم الله سبحانه وتعالى وهذه النعم تنقسم الى قسمين نعم بس هي ونعم معنوية اما النعم الحسية فهي التي بها قيام الحياة الحسية للناس والله جل وعلا هو الذي رزق وانعم واغدق على عباده باصناف هذه النعم من الهواء والماء والطعام وما الى ذلك الله عز وجل هو الذي ينعم بهذه النعم لا احد سواه يكون منه ذلك جل ربنا وعز واما النعم المعنوية فهي التي بها قيام الحياة القلبية التي هي حياة الروح من الهداية ونور القلب وما الى هذه المعاني فهذا كله نعمة من الله سبحانه وتعالى الله عز وجل هو الذي ينعم بذلك فقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الله جل وعلا هو الرب وحده لا شريك له هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو الله خالق كل شيء وخلق كل شيء من ذلك الدليل الذي سيذكره المؤلف رحمه الله وهو قوله الحمد لله رب العالمين فالرب هو الله سبحانه وتعالى والربوبية له جل وعلا لا يشارك في هذا من احد البتة ومعاني الربوبية ترجع الى الخلق والرزق والتدبير هذه الاصول الثلاثة بقية معاني الربوبية جميعا ترجع اليها الخلق والرزق والتدبير قال وهو معبودي ليس لي معبود سواه لما بين ان الربوبية وصفه وحقه بين ان الالوهية وصفه وحقه فلانه الرب كان الاله لانه الرب كان الاله الدليل على الوهيته ربوبيته لما كان الله عز وجل هو الرب حقا استحق ان يكون الاله حقا وهذا ما نبينه ان شاء الله تعالى بالتفصيل بما سيأتي باب توحيد الوهيته توحيد ربوبيته فقد دل على انه الاله الحق كونه الرب الحق والاله فعال بمعنى مفعول كتاب بمعنى مكتوب بساط بمعنى مبسوط فاله بمعنى مألوه ومادة لها تدل على معنى العبادة الا هيأ له بمعنى عبد يعبد وبالتالي فالاله بمعنى المعبود قال فهو معبودي ليس لي معبود سواه لما امن الانسان بربوبية الله سبحانه وتعالى توجه القلب وتوجهت الجوارح لله عز وجل وحده بالعبادة اذا الله عز وجل لما اثبت ان له الربوبية ومن اعظم اوجهها الخلق قال هل من خالق غير الله ثم اضاف الرزق يرزقكم من السماء والارض لما اثبت هذا اثبت الوهيته وعبادته وحده فقال لا اله الا هو اذا الدليل على الوهيته ربوبيته الدليل على الهيته ربوبيته سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين هذه بعض كتاب الله سبحانه وتعالى والمؤلف رحمه الله كما عودنا يقيم الحكم والمسألة بدليلها وشتان بين من يبني دينه واعتقاده على الدليل وبين من يكون ايمانه عن تقليد فالايمان المبني على التقليد الذي يتبع فيه الانسان غيره دون ان يكون ايمانا راسخا مبنيا عن دليل مبنيا على دليل هذا ما اقرب سقوطه عند العواصف الهوجاء التي تعصف بالايمان نسأل الله الثبات قال والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين الحمد على التحقيق هو الثناء على المحمود هو هو الثناء على المحبوب هو الثناء على المحمود مع محبته واجلاله وتعظيمه متى ما كان ذلك كذلك كان الحمد حمدا الحمد لله ربي العالمين. الله هو وحده لا شريك له رب العالمين والرب علمنا معناه قوله العالمين جمع عالم قال بعضهم ان العالمين اسم جمع لا مفرد له والتحقيق انه جمع هذه الكلمة جمع مفردها عالم والعالم الصنف من المخلوقات كل صنف من المخلوقات يسمى ماذا عالما فالنبات عالم والانسان عالم والدواب عالم والبحار عالم وهكذا سمي العالم عالما لانه علم على خالقه يعني سمي الخاتم خاتما لانه يختم به سمي الطابع طابعا لانه يطبع به كذلك سمي العالم عالما لانه يعلم به خالقه وبارئه اذا الله عز وجل رب العالمين جميع العوالم جميع العالمين الله سبحانه وتعالى ربها جل وعلا اثبات الربوبية لله سبحانه وتعالى امر اساس في التوحيد فاول ما يقع في القلب من انواع التوحيد توحيد الله عز وجل في ربوبيته ثم يترقى بعد ذلك الى توحيده سبحانه في العبادة وتوحيده في الاسماء والصفات اذا توحيد الربوبية هو الاصل والاساس والقاعدة عند العلماء انه لا يغلط في الالوهية الا من لم يوفي الربوبية حقها لا يغلطوا في الالوهية الا من لم يوفر الربوبية حق حقها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل ما سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. نعم فاذا قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل باياته ومخلوقاته. نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى الدليل على ربوبية الله سبحانه وتعالى كيف ثبت عندك ان الله عز وجل هو ربك وهو رب العالمين هذا بحث في الدليل على ربوبية الله سبحانه وتعالى وهذا موضوع من الاهمية بمكان وذلك ان التشكيك في هذا العصر عظيم فيما يخص هذا الباب باب اثبات ربوبية الله سبحانه وتعالى الادلة على ربوبية الله جل وعلا يمكن ان نجعلها في اربعة اقسام اولا الادلة او نقول الدليل الشرعي وثانيا الدليل الفطري وثالثا الدليل الحسي ورابعا الدليل العقلي كم دليل اربعة ادلة اولا الدليل الشرعي وكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كلاهما مليء بالادلة التي دلت على ان الربوبية لله سبحانه لا شريك له فيها قل اغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء وكلمة كل كما علمنا تدل على تدل على العموم يعني لفظ من الفاظ العموم صيغة من صيغ العموم وبالتالي فان ربوبية الله سبحانه وتعالى ثابتة لجميع الاشياء لا لبعضها الله رب كل شيء تبارك وتعالى وعلى هذا ادلة كثيرة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الدليل الثاني الدليل الفطري الفطرة هي الجبلة التي جبل الناس عليها وهذا يرجع الى نشأتهم في اصل نشأتهم كان العلم بالله سبحانه وتعالى العلم والاقرار بربوبيته سبحانه وتعالى واذا ثبتت ربوبيته فبالضرورة ثبت وجوده سبحانه وتعالى. اليس كذلك؟ يعني اذا تكلم العلماء عن موضوع الربوبية فان هذا قد اثبات ماذا وجوده سبحانه وتعالى ولذا اثبات ربوبيته يرد به على طائفتين وليس على طائفة واحدة انتبه اثبات ربوبية الله عز وجل يرد به على طائفتين يرد به على المشركين في الربوبية الذين يجعلون مع الله عز وجل شريكا في الربوبية كالذين يعتقدون في السادات والاولياء او الانبياء انهم يدبرون شؤون هذا الكون مع الله عز وجل فهذا شرك في الربوبية والصنف الاخر هم الملاحدة الذين ينكرون وجود الله تبارك وتعالى بالكلية وهؤلاء الفتنة بهم عظيمة في هذا العصر ولم يكن الامر كذلك في السابق انكار وجود الله عز وجل شيء شاذ على مدى التاريخ منذ مبدأ البشرية والى العصور المتأخرة الى تقريبا حدود القرن السابعة عشر الميلادي وما قبل ذلك ان يوجد اعتقاد او نهج او مذهب يسمى الالحاد ويلتزم به فئام وطوائف من الناس هذا شيء مفقود هذا شيء لا وجود له انما وجد على مدى التاريخ شذاذ تجد في الحقبة تجد في القرن شخصا يشار اليه انه كان ماذا ملحدا ولذلك اذا اردت ان تعدد في التاريخ الذي تعلم ستجد انك تعدد فتقول فرعون وتقول النمرود الثالثا حتى في الغرب الغرب الذي هو الان منبع الالحاد الذي يتدفق بهذا البلاء وهذا الماء الاثم نسأل الله العافية والسلامة الذي توزع على انحاء العالم من تلك الجهة حتى الغرب ما كان يعرف فيه شيء يسمى الالحاد الى القرن السابع عشر او اواخره ايضا. والقرن الثامن عشر ظهر الامر اكثر والقوم والقرن التاسع عشر فشل الامر اكثر واكثر اما قبل ذلك فالالحاد لا يكاد يعرف مذهبا لا يكاد يعرف مذهبا انما تجد انه يذكر عن شخص من الاشخاص انه ينسب الى هذا المذهب وهو انكار الله عز وجل بالكلية هذا المذهب مذهب مضاد للفطرة ولذلك الملايين من البشر بل اكثر من ذلك مضوا وانتهوا وما عرفوا شيئا او سمعوا شيئا عن انكار الخالق سبحانه وتعالى لان هذا مضاد للفطرة التي فطر الله الخلق عليها قال النبي صلى الله عليه وسلم كما خرج الشيخان في الصحيحين كله كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او او يمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم قال ابو هريرة رضي الله عنه راوي الحديث فطرة الله التي فطر الناس عليها اذا العباد مفطورون على اثبات وجود الله. بل على الاقرار بربوبيته بل على الاقرار بالوهيته فيما يتعلق وجود الله سبحانه وتعالى وان هذا الكون له خالق يدبره ويصرف شؤونه هذا امر مستقر في فطر الناس اجمعين ولذا تظهر هذه الفطرة جلية في حال الشدائد حتى في حال هؤلاء الذين يعلنون انكار الله سبحانه وتعالى انك واجدهم ولابد في حال الشدة والكرب يعترفون بالله ويلجأون الى الله واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه والله حتى هؤلاء الذين يعلنون صباح مساء انكار وجود الله عز وجل في اللحظات الحرجة عند الاضطرار تجد نفوسهم تتجه الى الخالق سبحانه وتعالى مذعنين ومقرين هذا شيء كامن في نفوسهم وربما اظهروه في الدنيا وسيظهر في الاخرة الكافر يخفي ما لا يظهر ولذا يقول الله عز وجل عنهم يوم القيامة بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل اذا هناك اشياء يكتمونها ومن ذلك هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها بوجوده وفي الوهيته اه وفي ربوبيته ثم في الوهيته سبحانه وتعالى. اما هذا الانكار فانه انكار بالظاهر ولكن الحقيقة انهم يقرون في انفسهم لكنها المكابرة ولذا. انظر الى اعظم هؤلاء المنكرين لوجود الله سبحانه وتعالى وهو فرعون عون انظر ماذا قال في حقه موسى عليه السلام قال لقد علمت انظر الى ان العلم قد ثبت عند هذا الانسان. قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. اذا كان يقر ولكنه يجحد عن علم فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون اذا الكفار الذين ينازعون في هذا الامر المسلم فطرتهم تكذبهم وعند الشدائد يظهر ذلك ولذا انظر الى امر اخر يتجلى فيه ظهور هذه الفطرة كيف ان كل انسان اذا ولد فانه يكون مفطورا على ان لكل حادث محدثا وعلى ان لكل اثر مؤثرا وعلى ان كل مصنوع له صانع وعلى ان كل فعل له فاعل ولذا تجد طفلا صغيرا لو ضرب من الخلف خلسة ماذا يصنع يلتفت صارخا قائلا من ضربني؟ اليس كذلك هل درس قانون السببية وعلم بعد ذلك ان كل حادث لابد له من محدث الجواب لا ما الذي جعله يلتفت وينظر ويقول من ضربني انها الفطرة فطرة الله التي فطر الله الناس عليها فطرة الله التي فطر الناس عليها ولذا لو تخيلت يا رعاك الله اني امشي معك في صحراء قاحلة ثم وجدنا امامنا قصرا مشيدا جميلا كبيرا فاذا التفت اليك وقلت انظر الى هذا القصر كيف وجد صدفة بدون بان بدون ان يصنعه صانع اذا التفت الي ماذا ستقول اجيبوا يا جماعة مو صحيح بس ولا تقول هذا درب من الجنون هذا ضرب من الجنون كيف يوجد هذا القصر المشيد هكذا بلا بلا سبب وبلا صانع صنعه اه هذا لا شك انه جنون مخالف للعقل اذا هذا الكون كله بما فيه ومن فيه ايعقل عند اغبى الناس واجهلهم ان يكون موجودا هكذا صدفة بلا خالق بل وخالق متصف بصفات بالغة في الحسن والعظمة الغاية لابد ان يكون هذا الكون قد خلقه خالق بلغ الغاية في القدرة والعلم والحكمة والعزة سبحانه وتعالى اليس كذلك يا قوم اذا فطرة الله سبحانه وتعالى لا شك ولا ريب انها قائمة على الاقرار بوجود الله سبحانه وتعالى بل بربوبيته تبارك وتعالى ولذا كان وجود الله عز وجل اجلى للعقول من كل شيء واظهروا للابصار من الشمس للابصار فكل شيء دليل على وجود الله سبحانه وتعالى قال العلماء لله او على على اثبات الله طرائق تدل عليه سبحانه وتعالى بعدد الانفاس بعدد الانفاس هناك طرائق تدل على الخالق سبحانه وتعالى و اذا كان الانسان يوقن باي شيء فايقانه بوجود الله وربوبيته اعظم. ولذا تأمل معي يا رعاك الله لما تفوه فرعون بانكار وجود الله عز وجل حينما قال مستنكرا قال وما رب العالمين قال موسى عليه السلام رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين اذا كنت توقن ومن معك بشيء فوجود الله عز وجل اوضح واجلى واولى بالايقان قال رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين. اذا كنتم توقنون باي شيء فوجود الله عز وجل اوضح واسرح واظهر عند ذلك فرعون ماذا يقول قال فرعون الا تستمعون قال ربكم ورب ابائكم الاولين قال ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون قال رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون يا هذا انت الى الجنون اقرب الذي ينكر وجود الله عز وجل هو الذي لا عقل له ولذا قال ان كنتم تعقلون لست انا المجنون الذي اثبت وجود الله عز وجل وربوبيته الوهيته سبحانه وتعالى انما انت الى ذلك الجنون اقرب. قال ان كنتم تعقلون فالفطرة والعقل الهما قد تظافر على اثبات وجود الله عز وجل وربوبيته هذا الموضوع سنتكلم عنه ان شاء الله بالتفصيل حينما نتكلم عن الدليل العقلي في الدرس القادم ان مد الله عز وجل في الاعمار ويسر واعان. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا الاخلاص والسداد والقبول ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان