الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وبارك في علمه واجزه عنا خير الجزاء قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته ثلاثة الاصول وادلتها فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس فقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا. والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد وقفنا عند قول الله جل وعلا ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش تكلمنا في درس البارحة ان خلق السماوات والارض ظن الله جل وعلا خلق السماوات السبع والاراضين السبع في ستة ايام لما اقتضته حكمة الله سبحانه وتعالى من ذلك و هذه الاية بين الله سبحانه وتعالى فيها انه بعد خلق السماوات والارض استوى على العرش قال ثم استوى على العرش و هذه الاية هي اولى الايات الواردة في المصحف التي دلت على هذه الصفة للبارئ جل وعلا وهي الاستواء على العرش فانه قد وردت هذه الصفة بسبعة مواضع في القرآن اعراف يونس رعد ثم في طه طرقان سجدة والحديد بها استوى فهذه اية الاعراف اول هذه المواضع السبعة التي جاء فيها التنصيص على ثبوت هذه الصفة لله جل وعلا وهي استواؤه على العرش وفيها بيان ان استوائه على العرش كان بعد خلق السماوات والارض والكلام ها هنا في مقامين الاول يتعلق بالعرش والعرش دلت الادلة على انه مخصوص باربعة امور دلت الادلة على ان العرش مخصوص باربعة امور قبل بيانها نذكر ان العرش في اللغة هو سرير الملك اي السرير الذي يجلس عليه الملك كما قال سبحانه وتعالى ولها عرش عظيم قال نكروا قال نكروا لها عرشها وقال ورفع ابويه على العرش هذا هو العرش في اللغة اما في الايات التي دلت على استواء الله سبحانه وتعالى على العرش العرش مخلوق من مخلوقات الله عز وجل موصوف بانه كريم وبانه عظيم خصها الله كما اسلفت باربعة امور اولا انه اكبر المخلوقات فيما نعلم وقد دل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم عن الكرسي قال ما السماوات والارض في الكرسي الا كحلقة ملقاة في فلاة قال وفضل العرش على الكرسي كفضل الكرسي على السماوات والارض فهو مخلوق عظيم بل هو اكبر المخلوقات ثانيا ان العرش اعلى المخلوقات وهو سقف الجنة عليه فهو اعلى المخلوقات الامر الثالث انه اثقل المخلوقات دل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته قال اهل العلم المقام ها هنا يقتضي ذكرى اكبر الاشياء فلما جاء ذكر الثقل والزنا يعني الوزن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم العرش قال وزنة عرشه فدل هذا على انه اكثر المخلوقات وزنا يعني انه اثقل المخلوقات الامر الرابع ان الله عز وجل خصه باستوائه عليه فلا يعلم في الكتاب والسنة ان الله سبحانه وتعالى استوى على شيء الا على هذا العرش العظيم الكريم اذا هذه خصائص اربع خص الله عز وجل بها هذا العرش العظيم المقام الثاني الكلام عن الاستواء استواء الله سبحانه وتعالى الاستواء جاء في القرآن على ظربين جاء معدا بالى وجاء معدا بعلى اما بالاء التي تدل على انتهاء الغاية فان الله سبحانه وتعالى بين في كتابه بموضعين انه استوى الى السماء يعني قصد اليها علوا وارتفاعا ارتفع اليها كما يليق به سبحانه وتعالى واما الضرب الثاني فهو مجيء الاستواء معدا بعلى هذا كما اسلفت جاء في سبعة مواضع بها استواؤه سبحانه وتعالى على العرش واستواء الله تبارك وتعالى على العرش صفة تليق به لا يشبه فيها سبحانه احد من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وكلام السلف في تفسير الاستواء على العرش يدور يدور على معنى العلو والارتفاع وعليه فاستوى على العرش يعني علا وارتفع عليه كما يليق به سبحانه وتعالى والكلام عن موضوع الاستواء كلام طويل لكن هذه خلاصة مذهب اهل السنة والجماعة انهم يعلمون المعنى الذي دل عليه القرآن والسنة مع تفويضهم العلم بكيفية استواء الله جل وعلا على العرش فان العبادة يجهلون ذات الله عز وجل كما انهم يجهلون صفاته لانهم ما رأوه ولا رأوا مثيلا له تعالى الله عن ان يكون له مثيل فوجب اذا ان يقفوا عند حد ما ورد والله جل وعلا بين لنا انه استوى على العرش وما بين لنا كيف استوى على العرش فنقول بما جاء في القرآن والسنة ونسكت عما سوى ذلك مع علمنا اليقيني بان استواء الله سبحانه وتعالى استواء لا يماثل استواء المخلوقين فثمة قدر مشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوقات وصفة المخلوقين هي في اصل المعنى اللغوي وثبت ايضا قدر مختص اختص الله عز وجل به ولا يشاركه احد من الخلق كما ان للمخلوق استواء يختص به لا كاستواء الله جل وعلا واذا كان المخلوقات مع اشتراكها في هذا الوصف وهو كونها مخلوقة تفاوت الكنهو والحقيقة على وجه التعيين بكيفية الاستواء فلا ان يثبت هذا الاختلاف بين الخالق والمخلوق من باب اولى تأمل معي يا رعاك الله في ثلاث ايات في كتاب الله اولا في قوله تعالى لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وثانيا في قوله تعالى فاذا استويت انت ومن معك على الفلك والاية الثالث بقوله تعالى واستوت على الجود والاية ها هنا تعلقت او دلت على استواء سفينة نوح عليه السلام على جبل الجودي الان عندنا استواء واستواء واستواء ثلاث ايات فيها استواء المخلوقات على ما استوت عليه والسؤال الان هل هناك تماثل في الكنه والكيفية بين هذا الاستواء وهذا وهذا بمعنى هل استواء المخلوق او الانسان على ظهر الدابة كونه يستقر ويرتفع على ظهر الدابة هل هو كاستوائه على السفينة تخيل معي اي اتى المستوي على الدابة والمستوي على ظهر السفينة هل هما سواء الجواب ليس سواء هذا وهو مخلوق واحد لكن لما اختلف ما استوى عليه تفاوتت كنه او تفاوت الكنه في هذا الاستواء وقل مثل هذا في استواء الانسان على السفينة واستواء السفينة على الجبل لتستووا على ظهوره واستوت على الجودي هل هما سواء هل الهيئة والكن والكيفية واحدة الجواب بالتأكيد لا اذا هذه مخلوقات ومع ذلك ماتماثلت في الكنه والكيفية فكيف يقال بعد ذلك ان استواء الله سبحانه وتعالى على العرش كاستواء الانسان على الدابة او على سرير الملك او على السفينة اذا هذا من المواضع المهمة التي ينبغي على المسلم ان يدركها ويعرفها وهي انه قد تدل الادلة على اتصاف الله عز وجل بصفات دلت الادلة ايضا على ان المخلوق يتصف باصل هذه الصفات من حيث اللغة وهذا الاشتراك لا يدل على التماثل الممنوع فتأمل مثلا في قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اثبت الله عز وجل ها هنا لنفسه انه سميع بصير اليس كذلك وفي مقابل هذا نجد ان الله سبحانه وتعالى قال عن المخلوق فجعلناه سميعا بصيرة وهل السميع كالسميع وهل البصير كالبصير وهل السمع كالسمع؟ وهل البصر كالبصر الجواب في كل ذلك لا اذا المخلوق سميع سمعا يليق به والله عز وجل سميع سمعا يليق به المخلوق بصير بصرا يليق به والله جل وعلا بصير بصرا يليق به اذا هذا الاشتراك باصل المعنى لا محظور فيه بل هذا مقتضى الايمان بالنصوص ان نثبت لله ما اثبت لنفسه وما اثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم لكن لابد ان نجمع مع هذا اعتقادنا بان صفة الله عز وجل في كيفيتها لائقة به سبحانه وتعالى وبالتالي فلا يمكن بحال ان يعتقد او يقال انما اتصف الله عز وجل به بكيفيته مثل ما اتصف به المخلوق القاعدة اثبات الصفات لله عز وجل مع منع التماثل مع المخلوقين ومن شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر كما اجمع على هذا السلف الصالح قال جل وعلا ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا يغشى الليل النهار يعني يلحق الليل بالنهار هذا وجه والوجه الثاني يلحق النهار بالليل وجهان محتملان في الاية وكلاهما صحيح ومعنى قوله تعالى يغشي الليل النهار انه يكون له كالغشاء يعني كالغطاء بمعنى ان نور النهار يغطي ظلمة الليل كما ان ظلمة الليل تغطي كما ان ظلمة الليل تغطي نورا النهار وهذا من ايات الله سبحانه وتعالى قال يغشي الليل النهار يطلبه حثيثة بمعنى انه يكون مسرعا في هذه التغطية بحيث لا يكون هناك واسطة ولا حالة ثالثة انما نهار يكور الله عز وجل عليه الليل وليل يكور الله عز وجل عليه النهار. يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا قال والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الله عز وجل يبين في هذه آآ في هذه الاية انه مهما عظمت هذه الايات في اعينكم ومهما كانت كبيرة في قلوبكم اعلموا انها مخلوقة مدبرة وانها مسخرة بيد من خلقها ومن يدبرها وهو الله سبحانه وتعالى اجرام عظيمة وافلاك كبيرة ومع ذلك فهي مسخرة من الله سبحانه وتعالى لا تملك لنفسها شيئا انما هي مأمورة يدبرها الله كيف يشاء ويأمرها الله سبحانه بما يشاء وهي مطيعة لا يمكن ان تعصي الله تبارك وتعالى الا له الخلق والامر الله عز وجل له الخلق وله الامر اما الخلق فانه الايجاد من العدم وهذا مما اختص الله سبحانه وتعالى هذا مما اختص الله سبحانه وتعالى به فهو الذي يوجد من العدم ولا يشاركه احد في هذه الصفة هل من خالق فغير الله يرزقكم من السماء والارض الله خالق كل شيء وخلق كل شيء فلا خالق الا الله سبحانه وتعالى. اذا له الخلق صفة اختص الله سبحانه وتعالى بها كذلك له الامر والامر قد دلت الادلة على انقسامه الى قسمين امر الله جل وعلا الذي اختص به سبحانه وتعالى فهو صفة من صفاته ينقسم الى قسمين ينقسم الى امر توني والى امر شرعي اما الامر الكوني فانه الذي يدبر الله سبحانه وتعالى به شأن مخلوقاته انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. هذا من امر الله الكوني وثمة امره الشرعي وهو ما يأمر به سبحانه وتعالى عباده على السنة رسله عليهم الصلاة والسلام وفيما انزل من كتبه على هؤلاء الرسل الكرام فهذه اوامر شرعية. ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها هذا يسمى ماذا تسمى امرا شرعيا وتنبه يا رعاك الله الى ان امر الله الكوني لابد من وقوع المأمور فيه كل ما امر الله عز وجل كونا فلا بد من وقوعه الشيء الذي يأمر الله عز وجل به فانه واقع لا محالة اما ما يأمر الله عز وجل به شرعا فانه قد يقع من العباد وقد لا يقع الامر من امر الله عز وجل شرعا قد يقع وقد لا يقع وذلك راجع الى حكمة الله سبحانه وتعالى فالمقام ها هنا راجع الى ما تكلمنا عنه في دروس سابقة وهو التفريق بين الارادتين الارادة الكونية والارادة الشرعية الامر الكوني كل ما امر الله عز وجل به كونا فان الله اراده كونا وكل ما اراده الله كونا فانه ماذا واقع لا محالة. الله عز وجل لا يدافع في خلقه والله عز وجل لا راد لقضائه تبارك وتعالى اما امره الشرعي فانه راجع الى ماذا الى ارادته الشرعية وقد قلنا ان المراد شرعا قد يقع وقد لا يقع لكنه محبوب لله عز وجل بكل حال مقطوع بانه ماذا محبوب لله عز وجل لكن قد يشاء الله عز وجل ان يقع وقد يشاء الله عز وجل ان يقع وذلك لحكمة منه سبحانه وتعالى قال الا له الخلق والامر؟ تبارك الله رب العالمين اثبت الله عز وجل لنفسه انه رب العالمين فهذا شاهد على ما نحن بصدد الكلام عنه وهو اثبات الربوبية لله عز وجل الله رب العالمين تكلمنا وعرفنا تكلمنا عن معنى العالمين وعرفنا المراد بهذه الكلمة وانها جمع على الصحيح هنا يقول الله جل وعلا تبارك الله تبارك بمعنى بلغ الغاية في الخير والعظمة بلغ الغاية في الخير والعظمة وهذا فعل يختص الله سبحانه وتعالى به انتبه عندنا في هذا المقام ثلاث كلمات تبارك وعندنا بارك وعندنا مبارك بارك فهو مبارك وعندنا مبارك اذا عندنا تبارك وبارك و مبارك كلمتان منهما يختص بهما الله سبحانه وتعالى والكلمة الثالثة يختص بها المخلوق اما تبارك فلا يجوز ان تقال هذه الكلمة او يضاف هذا الفعل لغير الله سبحانه وتعالى وقد احسن ابن القيم رحمه الله الكلام عن هذه المسألة في كتابه بدائل الفوائد ترجع الى هذا الكتاب ان كنت طالبا للفائدة يا طالب العلم وعليه يعلم ان ما تقوله العامة من اضافة هذا الفعل لغير الله جل وعلا يعلم ان هذا قول باطل فلا يجوز ان يقول احد فلان تبارك علينا بعض الناس اذا زاره احد يقول فلان ماذا ابارك علينا قل هذا غلط ولا يجوز فالتبارك انما هو لله جل وعلا لا غير ايظا ونحن على عهد قريب ان شاء الله من العيد بعض الناس في تهنئة العيد اذا قيل له مبارك عليك العيد تجد انه يرد فيقول علينا وعليك يتبارك علينا وعليك يتبارك وهذا ايضا غلط وتأمل في موارد هذه الكلمة بالكتاب والسنة تجد انها ما اضيفت قط الا لله سبحانه وتعالى الكلمة الثانية بركة بمعنى اعطى البركة منح البركة تفظل بالبركة وهذا ايضا مختص او يختص الله عز وجل به فالله وحده المبارك البركة منه لا من غيره جل وعلا البركة الزيادة في الخير ونماءه. زيادة الخير ونماؤه. الشيء الذي يجعل الله عز وجل فيه البركة هو الذي اكثر خيرا من غيره ومن امثاله والبركة شأنها شأن العافية والصحة والنصرة والتوفيق وامثالها مما يرجع الى فعل الله سبحانه وتعالى الذي يمن به على من يشاء فهو الذي يعطي البركة اذا شاء وهو الذي يمنع الشيء بركته اذا شاء في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مع بعظ اصحابه في سفر والحديث يرويه لنا ابن مسعود رضي الله عنه فقل الماء مع الصحابة اصبح الماء قليلا فاشتكوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فطلب شيئا من ماء فاتوا اليه باناء فيه شيء قليل من ماء فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده الشريفة في الاناء وقرأ يقول ابن مسعود فلقد رأيت الماء يفور من بين اصابع النبي صلى الله عليه وسلم قال عندها النبي صلى الله عليه وسلم حي على الطهور المبارك والبركة من الله حية يعني هلموا خذوا حي على الطهور المبارك ثم قال والبركة من الله. اذا هذه قاعدة ينبغي ان يحفظها المسلم. البركة من الله لا من غيره. النبي صلى الله عليه وسلم قطع طريق الشرك على هذه الامة حينما قال هذه الكلمة فلا يظن ان البركة كانت منه صلى الله عليه وسلم انما كان عليه الصلاة والسلام وسيلة والا فان البركة انما يمنحها الله سبحانه وتعالى وعليه فاذا كنت راغبا في البركة ان يبارك الله عز وجل في ولدك ان يبارك الله في عمرك ان يبارك الله في مالك فاطلب البركة ممن يملكها وممن هو قادر على اعطائها وهو الله سبحانه وتعالى اذا المبارك هو الله عز وجل والبركة منه سبحانه وتعالى الكلمة الثالثة مبارك الله مبارك والعبد مبارك اسم الفاعل لله واسم المفعول للمخلوق كما قال عيسى عليه السلام وجعلني ماذا مباركا اينما كنت وجعلني مباركا لم يكن عيسى عليه الصلاة والسلام مباركا من ذاته انما كان مباركا لما جعله الله كذلك انما كان مباركا لما جعله الله عز وجل كذلك. ولذا انت يا عبد الله اذا كنت في صلاتك وذكرت الصلاة الابراهيمية ماذا تقول ها وبارك يا الله انت الذي تبارك وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت انت لا غيرك على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. اذا الله عز وجل هو الذي يبارك الله المبارك والعبد هو المبارك هذا عن الاية التي اوردها المؤلف رحمه الله دليلا على ربوبية الله عز وجل وعلى ان الليلة والنهار وجميع هذه المخلوقات ايات على ربوبية الله سبحانه دلت على ان الله عز وجل قالقها ومدبرها جل ربنا وعز. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. نعم يقول المؤلف رحمه الله والرب هو المعبود عندنا ها هنا كلمتان الرب و المعبود مر بنا ان الرب يختلف عن المعبود يعني هذه الكلمة شيء والمعبود شيء اخر المعبود معنى هذه الكلمة ماذا ها الاله قلنا انا اله فعال بمعنى مفعول اله بمعنى مألوه واصل هذه المادة يرجع الى العبادة. الاها يعني عبدة تأله يعني تعبده لله در الغانيات المدهي سبحنا واسترجعنا من تأله يعني من تعبدي. اذا الى بمعنى مألوه يعني معبود اذا اله ومعبود كلمتان ماذا مترادفتان لا اله الا الله يعني لا معبود حق الا الله لكن المؤلف رحمه الله يقول والرب هو المعبود هل المؤلف رحمه الله يجهل ان هاتين الكريمتين ليستا مترادفتين الجواب لا المؤلف رحمه الله من اكثر الناس معرفة بالفرق بين الرب والمعبود انما اراد المؤلف رحمه الله ان يبين لنا ان الرب هو الذي يستحق ان يكون المعبود من كان هو الرب حقا وجب ان يكون المعبود وحده من كان هو الرب حقا اذا ثبت عندكم ان الله عز وجل هو الرب يعني انه الخالق الرازق المدبر السيد المتصرف المالك سبحانه وتعالى اذا يجب قطعا ان يكون هو المعبود لا غير خذ قاعدة الربوبية تستلزم الالوهية والالوهية تتضمن الربوبية انتبه الربوبية تستلزمه الالوهية والالوهية تتضمن الربوبية ما معنى هذا الكلام نقول الربوبية تستلزم الالوهية بمعنى ان من اقر بان الله عز وجل له الربوبية وحده لا شريك له اذا لازم ذلك هو ملزم ان يعبد الله ولا يشرك معه احدا في العبادة. هذا ما يقتضيه هذا ما يقتضيه العقل الصريح كيف يخلقك الله ويرزقك الله ويحييك الله ويميتك الله ثم تتوجه بالعبادة لغيره هذا امر لا يتأتى عند اصحاب العقول السليمة الذين تجردوا من الاهواء بما ان الله خالقك اذا يجب ان يكون معبودك اذا كان الله قد خلقك اذا يجب ان يكون معبودك. وتذكرون مر بنا حديث الحارث الحارث الاشعري رضي الله عنه وفيه وامركم ان تعبدوا الله وحده. هكذا قال يحيى ابن زكريا لما امره الله عز وجل بذلك. والنبي صلى الله عليه وسلم ان لنا في اخر الحديث انه يأمرنا بما امر به يحيى ابن زكريا وزاد عليها اوامر اه زاد عليها اوامر عليه الصلاة والسلام. الشاهد انه قال امركم ان تعبدوا الله وحده فان مثل ذلك مثل فان مثل ذلك مثل رجل اشترى عبدا من خالص ما له من ذهب او ورق وقال هذا عملي وهذه داري فاعمل وادي الي. فكان يعمل ويؤدي الى غيره فايكم يرضى من عبده ذلك اذا كان الله عز وجل قد خلقنا ورزقنا اذا يجب ان نعبده وحده لا شريك له شأن العباد شأن عجيب. الله يخلق وغيره يعبد والله يرزق وغيره يشكر خيره سبحانه الى العباد نازل وشرهم اليه صاعد فالله المستعان اذا هذا امر مر بنا سابقا وقلنا ان التلازم حاصل بين الربوبية والالوهية. فمن اقر بربوبية الله عز وجل فلازم ذلك ماذا ان يذعن ويقر بالوهية الله وحده لا شريك له واستدل المؤلف على هذا باول اية في القرآن فيها الامر بعبادة الله وحده قال والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم كأن قائلا قال يا رب ولماذا نعبده الجواب لانه هو الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الى اخر السياق اذا بين الله عز وجل ان دليل وجوب عبادته وحده لا شريك له كونه ماذا كونه الرب الذي خلق والذي انزل من السماء ماء والذي احيا العباد والذي يميتهم والذي يتولى شأنهم ثم ختمها بالتأكيد على ذلك فقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ان الله ربكم وانتم تعلمون ان الله ربكم اذا اذا كنتم تقرون وتعلمون وتؤمنون بان الخلق والرزق والتدبير والاحياء والاماتة انما هي مما اختص الله عز وجل به. اذا يجب عليكم ان تعبدوا الله فلا تتوجه بالعبادة لغيره اذا هذا مراد المؤلف رحمه الله من قوله والرب هو المعبود يعني اذا كان هو الرب فانه يجب ايضا ان ينضم الى هذا ان يكون المعبود بما انه الرب فواجب ان يكون المعبود وكلاهما ثابت لله سبحانه وتعالى. قل اعوذ برب الناس ملك الناس لاحظ لما كان رب الناس ولما كان ملك الناس استحق عندها ان يكون اله الناس يعني معبودهم فكونه معبود الناس الذي يجب على الناس ان يعبدوه يجب ان يتوجهوا له بالعبادة دليل ذلك انه ماذا ربهم وملكهم ومالكهم سبحانه وتعالى وهذا ذكرنا له ادلة فيما مضى ان الهكم لواحد ان معبودكم واحد لا يجوز ان يكون لكم معبودان ولا ثلاثة ولا اكثر من ذلك يجب ان يكون معبودا واحدا وهو الله لم لانه رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق اذا هذا منهج واضح في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو ان الاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية اذا وحدت الله في الخلق والرزق والتدبير فواجب ان توحده في ماذا في العبودية لا شريك له. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة نعم هذه كلمة حسنة من ابن كثير رحمه الله تدلك على ما ذكرت وهو ان المؤلف رحمه الله يستحضر جيدا ان كلمة الرب مختلفة عن كلمة المعبود لكنه اراد هذا المعنى الذي ذكره ابن كثير رحمه الله ولاجل هذا اورد هذه الكلمة حتى يتبين مقصوده. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان. ومنه الدعاء والخوف والرجاء هو التوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك فمن انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى نعم انتقل المؤلف رحمه الله بعد ان بين ان الله عز وجل هو الرب يعني الخالق والرازق والمدبر والمحيي والمميت وبين لنا دليل ذلك وان دليل هذا اياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما عطف على هذا بان بين لنا وجوب ان يعبد الله وحده لا شريك له تقرر وتمهد لنا الطريق الى اثبات توحيد الله في العبودية لاننا قلنا ان باب توحيد الالوهية توحيد الربوبية الباب الذي يفتح الى عبادة الله وحده هو الاقرار بماذا بربوبية الله عز وجل بين المؤلف رحمه الله ان قولنا المعبود يعني الذي نتوجه اليه بالعبادة فما هي هذه العبادة قال المؤلف رحمه الله مثل الاسلام والايمان والاحسان بدأ المؤلف رحمه الله بالكلام عن الامور العامة في باب العبادة فذكر مراتب الدين الثلاثة التي ذكر مراتب الدين الثلاث التي تعود افراد العبادة اليها هذه المراتب هي الاسلام الايمان الاحسان كما بينها لنا حديث جبريل الذي رواه لنا ابن عمر عن ابيه رضي الله تعالى عنهما الاسلام والايمان كلمتان اذا ذكرتا في سياق واحد كالسياق الذي ذكره المؤلف رحمه الله ها هنا فان بين الكلمتين فرقا ما هو هذا الفرق الاسلام العبادات الظاهرة والايمان العبادات الباطنة اذا ذكر اتاني الكلمتان في سياق واحد فقيل الاسلام والايمان او الايمان والاسلام فالمراد بالاسلام ماذا العبادات الظاهرة كل العبادات الظاهرة تندرج تحت هذه الكلمة وهي الاسلام والايمان هو العبادات الباطنة. كل العبادات الباطنة تندرج تحت هذه الكلمة بقينا الان في الاحسان الاحسان تكميل الظاهر والباطن كمال الدرجة العليا من الاعمال الظاهرة ومن الاعمال الباطنة هي ماذا مرتبة الاحسان. اذا تكميل الظاهر والباطن هو الاحسان والاحسان على درجتين درجة على درجتين درجة المشاهدة ودرجة المراقبة. كما بين هذا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل قال ان تعبد الله كانك تراه هذه درجة المشاهدة المشاهدة القلبية و قال بعد ذلك صلى الله عليه وسلم فان لم تكن تراه فانه يراك وهذه درجة المراقبة هذا الموضوع سنتكلم عنه بالتفصيل ان شاء الله اذا وصلنا الى الكلام عن اصل معرفة الاسلام. ثم سرد المؤلف رحمه الله جملة كبيرة من اه افراد العبادات التي يجب ان يتوجه العبد بها الى الله سبحانه وتعالى قبل ان نتكلم عن هذه العبادات لابد ان نفهم ما معنى العبادة العبادة تكلم العلماء عنها كثيرا لكن احسن تعريف لها ما بينه شيخ الاسلام ابو العباس رحمه الله في رسالة العبودية وقد قرأناها قريبا سويا قال اسم جامع يعني هذه كلمة عامة يندرج تحتها افراد كثر قال اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة اذا ضابط العبادة ما جمع هذين الوصفين ان يكون محبوبا لله وان يكون رضيه يعني شرعه لعباده اي شيء توفر فيه هذان فاعلم انه ماذا عبادة الصوم هل يحبه الله اجيبوا يحبه الله. شرعه لنا امرنا به امرا شرعيا الجواب نعم اذا هو ماذا عبادة الصلاة السجود الركوع الجهاد في سبيل الله حج بيت الله اهذه الامور عبادات عجيب ما دليلكم انه يحبها ترعى هذه الامور لعباده. رضيها لنا عبادات سبحانه وتعالى طيب اذا ثبت في شيء انه عبادة فما الذي يترتب ما الذي يترتب عليه الذي يترتب عليه امران الاول ان يتوجه بالعبادة له لا يجوز ان يتوجه بذلك لغيره علمنا ان الصوم عبادة ايجوز ان نصوم للجن ايجوز ان نصوم للملائكة؟ الجواب لا يجب ان نصوم لله لم؟ لان العبادة حق خالص لله عز وجل الامر الثاني انه متى ما صرفت هذه العبادة يعني توجه بها لغير الله فان هذا الانسان يكون قد وقع في وسط الشرك وقع في حمأة الشرك فما هو الشرك الذي اكثر الله من ذكره في كتابه واكثر نبيه صلى الله عليه وسلم في حديثه من ذكره ما هو هذا الشرك الجواب هو التوجه بالعبادة لغير الله اذا هما امران متضادان اما عبادة واما شرك فاما ان يكون العبد عابدا لله او يكون مشركا مع الله لا يمكن ان يكون في الشيء الواحد ماذا جامعا بين الامرين اما ان يكون عابدا لله او يكون مشركا مع الله. امران متقابلان. قال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هما امران اما عبادة واما واما شرك. طيب نستفيد من هذا فائدة وهي ان ثبوت كون الفعل او القول او الاعتقاد عبادة كاف في الدلالة على ان التوجه به لغير الله شرك بمعنى لو قال لنا قائل هات الدليل على ان السجود لغير الله شرك لو سجد الان اي انسان لصنم سجد لحجر سجد للشمس ماذا تقولون فيه يا جماعة اجيبوا موحد ولا مشرك مشرك متأكدون اذا سجد لغير الله يكون وقع في الشرك اجيبوا يا جماعة متأكدون اعطوني الدليل هاتوا هاتوا اية او حديثا فيه السجود لغير الله شرك ها ماذا نقول يكفي ان يثبت عندنا ان السجود عبادة تلقائيا سنفهم وندرك ان التوجه بهذه العبادة لغير الله شرك. اذا الدليل على الافعال او الاقوال او الاعتقادات الشركية قد يكون على وجهين يعني قد يكون على وجه ان يأتي دليل صريح على ان هذا الفعل شرك كدعاء غير الله ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون ها بشرككم اذا اشركتم اذا دعوتم غير الله. هذا واحد وقد يكون بمجرد اثبات ان هذا الفعل عبادة هذا كاف في في الدلالة على ان التوجه بهذا لغير الله شرك لما؟ لان الله تعالى يقول واعبدوا الله ها ولا تشركوا به شيئا الزكاة لغير الله قصد بها الانسان التوجه لغير الله. ما حكمها اجيبوا شرك. ما الدليل ان الزكاة عبادة طيب الركوع من ركع لانسان مثله او ركع اه قمر او ركعة لغير ذلك ما حكمه شرك. ما الدليل ان نقول الركوع عبادة هذا القدر كاف في الندب في ان يثبت ان الركوع لغير الله عز وجل شرك. هذه العبادات سيكون لها كلام ان شاء الله مفصل بحيث نعرف القدر الذي هو توحيد والقدر الذي هو شرك فيما يتعلق بها اسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان