بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفى به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته ثلاثة الاصول ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا انتهينا من الكلام عن عبادة الخوف من الله عز وجل في الدرس الماضي واليوم يكون الكلام بتوفيق الله وفتحه وعونه عن العبودية المقرونة بعبودية الخوف وهي عبودية الرجاء ما هو الرجاء الرجاء الشرعي هو حسن الظن بالله والاستبشار بوعده والطمع في فضله ما هو حسن الظن بالله والاستبشار بوعده والطمع في فضله وهو عبادة عظيمة بل ما طابت العبادة ولا السير الى الله عز وجل الا بعبادة الرجاء لولا الرجاء لا تكدرت الانفس ولسودت القلوب ولعظمت خيبتها لكن الرجاء في الله سبحانه وحسن الظمأ وحسن الظن به و الطمع فيما عنده هو الذي لانت بسببه القلوب والجوارح وانشرحت واقبلت على طاعة الله سبحانه وتعالى فالرجاء عبادة عظيمة وهو كما اسلفت مع الخوف والمحبة هذه العبادات الثلاث هي محركات القلوب الى علام الغيوب سبحانه وتعالى هذه اصل الاعمال القلبية وما بعدها فانه راجع اليها الرجاء ما الذي يدفع اليه وما الذي يدعو اليه الذي يدفع اليه ويدعو اليه اولا الايمان باسماء الله عز وجل وصفاته وحسن التعبد بها فان اكثر اسماء الله وصفاته يورث التعبد به عبودية الرجاء اكثر الاسماء والصفات يورث التعبد به وملاحظته والايمان به عبودية الرجاء فالله عز وجل هو الرحمن الرحيم الغفور الغفار هو الودود المحسن هو الكريم الجواد ذو الرحمة الواسعة الذي هو ارحم بالعبد من والدته به والذي ادخر رحمة عظيمة عنده سبحانه وتعالى يرحم بها عباده يوم القيامة اذا عبودية الرجاء لله سبحانه وتعالى يدعو اليها ويحث عليها الايمان والتأمل في اسماء الله عز وجل وصفاته وكلما كان الانسان اكثر معرفة بالله وباسمائه وصفاته كان اعظم رجاء في الله جل وعلا ثانيا يدعو الى الرجاء التصديق بنصوص الوعد فان الله جل وعلا وعد عباده فضلا عظيما وبشرهم بخير كثير وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا الله جل وعلا فضله عظيم ولذا وعد بخير عميم لعباده المؤمنين وبين لهم انواع ذلك الثواب فيما يرجع الى تفضله بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران او ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم او في كتاب الله من انواع الثواب والنعيم الذي ادخره الله عز وجل لعباده يوم القيامة وفي جنات النعيم الى غير ذلك مما ورد فبقدر ما تكون مصدقا وموقنا بهذه النصوص يعظم رجاؤك في الله سبحانه وتعالى والرجاء يا ايها الاخوة يرجع الى امور متعددة يعني ما هي متعلقات الرجاء اولا يتعلق الرجاء الطمع في فضل الله سبحانه ورحمته والتجاوز عن العبد فالله عز وجل كما اسلفت يرجى لذاته لان اسمائه وصفاته تقتضي هذا الرجاء والذي ولذا يؤمل العبد في فضله ويأمل العبد في ثوابه وثمة رجاء اخص وهو الرجاء المتعلق بالحسنات هذا هو الرجاء الثاني وهو ان يرجو العبد من ربه قبول حسناته على ما فيها من التقصير وعلى ما فيها من ضعف استحضار مراقبة الله سبحانه وتعالى الانسان يعبد الله عز وجل ويرجو قبول حسنته ولذا جاء في السنة ربط العبادة بالاحتساب في مواضع متعددة تجد مثلا ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام رمضان ايمانا واحتسابا الاحتساب هو رجاء قبول العمل. فانت تعبد وترجو ان يقبل الله عز وجل وهكذا هذا الامر له نظائر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهنا قد يرد سؤال وهو الم تقل يا ايها المتكلم في الدرس الماظي ان العبد يخاف من عدم قبول الحسنة واليوم تقول ان العبد يرجو قبول الحسنة اليس بين هذا وهذا اختلاف والجواب عن هذا باننا قلنا في الدرس الماظي انها هنا قاعدة ينبغي على طالب العلم ان يلاحظها الا وهي الخوف رجاء من المختلفات التي يمكن اجتماعها لا من المتضادات التي لا يمكن اجتماعها ما القاعدة الخوف والرجاء من المختلفات التي يمكن اجتماعها لا من المتضادات التي لا يمكن اجتماعها الظدان ماذا لا يجتمعان لا يمكن ان يكون هذا الكأس ابيض واسود في نفس الوقت اليس كذلك؟ الضدان لا يجتمعان لكن الخوف والرجاء ليس من قبيل ليس من قبيل المتضادات انما هما من قبيل المختلفات التي يمكن اجتماعها وبالتالي فان قلب المؤمن الصادق القائم بما ينبغي عليه من العبودية يجمع الامرين فيرجوا قبول الحسنة وفي نفس الوقت يخاف من ردها والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة ايضا هناك رجاء ثالث وهو رجاء مغفرة السيئة اذا تاب العبد واناب فرجع الى ربه سبحانه وتعالى فان العبودية المطلوبة منه ها هنا ان يرجو قبول هذه التوبة والعفو عما مضى من السيئة والعصيان قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. هذه الاية في حق التائبين فمن تاب الى الله عز وجل ينبغي ان يرجو قبول توبته ومع ذلك فانه يخافه من عدم قبول هذه التوبة فيجتمع في القلب الامراض اذا هذا ما يرجع الى متعلقات الرجاء نأتي الان الى العلل التي ترد على مقام الرجاء ما هي الاخطاء التي يقع فيها بعض الناس فيما يتعلق بالرجاء اولا اعظم خطأ واكبر علة وهي الموت الاحمر الذي ان وقع فيه الانسان ولم يتداركه الله عز وجل برحمته فانه قد اورد نفسه الموارد ذلك العطب الذي ليس بعده نجاة الا ان يتدارك الله سبحانه وتعالى العبد بالتوبة اليه منه وذلك اولا ان يقع الانسان في الرجاء الشركي ان يقع في ماذا في الرجاء الشرك والرجاء الشركي يرجع الى ما يأتي اولا الرجاء في الاموات مطلقا الرجاء في الاموات مطلقا من علق طمعه في حصول مطلوبه على ميت في اي شأن كان فانه يكون قد رجا رجاء شركيا هو الشرك الاكبر المخرج من الملة من رجا من ميت ان يعطيه كأس ماء او يغفر ذنبه فالامران سيان من حيث ماذا الحكم هذا رجاء شركي وهذا رجاء شركي اذا حذاري لمن علق رجاءه وطمعه ورغبته بالاموات حذاري من هذا يا عبد الله اياك بعض الناس علق جل وربما كل رجائه وطمعه في ميت او سيد او ولي ولذا هو لا يدعوه الا والرجاء دافع الى هذا الدعاء اليس كذلك رجاؤه فيه عظيم ولذا دعاه ولذا ذبح له ولذا نذر له ولذا توجه له بانواعه العبادة اذا حذاري يا عبد الله من هذا الامر هذا الرجاء شرك بالله عز وجل فلا يجوز لك ان تتوجه به الى الاموات. ثانيا الرجاء والطمع في حي غائب ان يحقق مطلوبا يعني يتعلق رجاؤك في امر وطمعك في امر بحيث ان هذا الامر لا يدري عنه هذا الانسان ولا سبيل الى ان يوصله اليك ب الوسائل والاسباب المعهودة الحسية التي جعلها الله عز وجل ومع ذلك فهذا الانسان يرجوه. يظن ان عنده قدرة خفية وسلطانا غيبيا بحيث انه يوصل ما يريد مع البعد فمن رجا غائبا عنه ولو كان حيا كالذي يرجو في شيخه او في طاغوت من الطواغيت الاحياء الذين يدعون الى عبادة انفسهم ان ينقذه من مهلكة وقع فيها مع البعد فان هذا نقول ماذا رجاء شركي اشرك صاحبه فيه مع الله سبحانه وتعالى الامر الثالث الرجاء في حي حاضر ما لا يقدر عليه الا الله ترجو شيئا لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى ترجوه من غيره هذا ايضا شرك اكبر فالذي يرجو من اي احد من حي فضلا عن غائب فضلا عن ميت ان يغفر ذنبه او ان نتجاوز عن سيئاته او ان ينزل الامطار او ان يرزقه الاولاد او ما شال شاكل ذلك تعلق رجاؤه وطمعه بهذا الغير فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى هذا هو حقيقة الشرك هذا الذي بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للتحذير منه هذا هو الامر الاول الامر الثاني الخطأ الثاني الذي يقع فيه بعض الناس هو ان يكون رجاؤه عاريا عن العمل اجمع العلماء على ان الرجاء النافع هو الذي يكون مقرونا بالعمل واما رجاء مجرد عن العمل فان هذا ليس ليس برجاء شرعي وان ادعاه مدعيه سمه ارجاء سمه بطالة سمه تمن كاذب سمه ما شئت سمه تمنيا كاذبا سمه ما شئت. لكنه ليس الرجاء الشرعي الراجي حقا هو الذي يسعى في تحصيل ما يرجوه من كان راجيا الرحيم الكريم المحسن سبحانه وتعالى فانه ان كان صادقا في رجائه تقدم وعمل عبد الله سبحانه وتعالى على الوجه الذي يريد قال سبحانه فمن كان يرجو لقاء ربه ماذا يفعل هل قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن كان يرجو لقاء ربه فليجلس ولينم وليكسل او قال صلى الله او قال سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه اللي يعمل املا صالحا اذا من كان راجيا حقا عليه ان يعمل بمقتضى رجائه في طلب ما يرجوه ويسعى في تحصيل ما يرجو هذا هو الرجاء الحق وهذه مشكلة يقع فيها كثير من الناس مع الاسف الشديد تجد انه يقول انا ارجو الله ولكن هذا الرجاء لا يقترن به نشاط في طاعة الله لا يؤدي ما اوجب الله ولا ينتهي عما حرم الله ولا يعطي اهل الحقوق حقوقهم ثم بعد ذلك يتبجح بانه ماذا بانه راج هذا رجاء خادع اما الرجاء الصادق هو الذي يكون مقرونا بالعمل الامر الثالث او الخطأ الثالث الذي يقع فيه بعض الناس في باب الرجاء ان يكون رجاؤه عريا عن الخوف واذكر يا رعاك الله ما قلناه في الدرس الماظي قلنا ان من الاخطاء في باب الخوف ان يخاف الانسان خوفا ماذا غير مقرون برجاء وهذا قلنا انه خطأ وليس عبودية نافعة كذلك الامر ها هنا ينبغي على الانسان ان يرجو الله رجاء ماذا مقرونا بالخوف هاتان عبادتان لا تصلح احداهما الا باقترانها مع الاخرى لابد ان ترجو رجاء مقرونا بخوف ولابد ان تخاف خوفا مقرونا برجاء وتأمل كتاب الله تجد هذا جليا تأمل مثلا قول الله تعالى من خشي الرحمن بالغيب من خشي من ها الرحمن انظر كيف تعلقت الخشية بماذا بسم الله الرحمن كيف يجمع هذا لك بين الخوف والرجاء وقل مثل هذا في مقابل الخوف وهو الرجاء تأمل مثلا قول الله عز وجل عن ابراهيم الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين. والذي يميتني والذي يميتني ثم يحين لاحظ كيف ان الجزم كان واقعا في هذه الافعال ثم قال بعد ذلك والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. تلاحظ ان الفعل ها هنا اختلف عما عما قبل كان في ما قبل هذا الفعل ماذا جزم لكن ها هنا قال ماذا اطمع ما قال والذي يغفر لي خطيئتي يوم الدين هذا يجعلك تلحظ ان المطلوب من المؤمن ان يرجو رجاء ها مقرونا بخوف اذا رجاء بلا خوف موصل الى المكر الى الامن من مكر الله سبحانه وتعالى وخوف بلا رجاء موصل الى القنوط واليأس من روح الله وكلاهما امران منكرات لا يجوزان اذا الله سبحانه وتعالى مرجو مع شديد انتقامه مخوف مع سعة رحمته وهذا من حكمة الله ان الله عز وجل خوف عباده خوفا لا يبلغهم الى حد القنوط وجعلهم يرجونه لكنه رجاء لا يوصل الى الامني من مكر الله سبحانه وتعالى. نعم هذا اذا عندنا ثلاثة اه اه ثلاث علل تتعلق بمقام السائرين الى الله عز وجل من طريق الرجاء ينبغي على العبد ان يتنبه فيجتنب ويتحرز من الوقوع فيها. نعم احسن نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه. نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن مسألة التوكل لكن قبل ان اتكلم عن التوكل آآ انبه الى مسألة يكثر السؤال فيها والبحث عنها وهي هل المشروع او الافضل بالمؤمن ان يغلب جانب الرجاء او ان يغلب جانب الخوف او ان يكون هناك تفصيل فيخاف تارة او عفوا يكون جانب الخوف اغلب تارة يكون جانب الخوف اغلب تارة وجانب الرجاء اغلب تارة ما هو الاولى بالمؤمن اختلف العلماء في هذه المسألة اختلافا طويلا وكل احتج بحجة لكن الذي يظهر لي والله تعالى اعلم وهو الذي عليه قول جماعة من محققي اهل العلم ان المشروع للمؤمنين ان يكون خوفه ورجاءه سواء دائما في كل وقت في حال الحياة وفي حال السلامة وفي حال المرض وعند دنو الاجل ينبغي عليك ان تحرص على ان يكون خوفك ورجائك دائما سواء قال مطرف بن عبدالله رحمه الله ان المؤمن اذا وزن خوفه ورجائه كانا سواء لا يزيد احدهما على صاحبه هذا هو الاولى بالمؤمن في كل وقت ان يجتمع في قلبه خوف ورجاء متساويان لا يزيد احدهما على الاخر فان زيادة احد هذين على الاخر ربما يوصل الانسان الى شيء آآ من الخلل اما الى جانب التفريط والامن من مكر الله واما الى جانب اليأس والقنوط من من رح الله عز وجل. قد يقول قائل فلا ينبغي للانسان ان يغلب في جانب اه ان يغلب جانب الرجاء حال دنو الاجل لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بربه والجواب عن هذا ان يقال ان هذا الحديث فيه حث على حسن الظن بالله عز وجل وهذا حق وليس فيه تعرض لجانبه ها الخوف وما قال ان الانسان يخاف خوفا دون ذلك فهذا حث على الرجاء لان الشيطان في هذا الموضع ربما تربص بابن ادم فجعله يسيء الظن بربه فينبغي ان يلاحظ ذلك لكن هذا لا يعني ان يكون خوفه اقل من الرجاء ويؤيد هذا ما ثبت عند الترمذي وغيره باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم عاد احد اصحابه وهو على فراش الموت فقال كيف تجدك قال يا رسول الله والله اني لارجو الله واخاف ذنوبي لاحظ كيف ان هذا الصحابي ماذا فعل اجتمع في قلبه في ذلك الموضع الامران. يرجو الله ويخاف ذنوبه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اجتمعا في قلب عبد في هذا الموطن الا اعطاه الله ما يرجو امنه مما يخاف وهكذا جاءت اثار جمة عن السلف الصالح رحمهم الله فيها الحث على ان يكون الرجاء والخوف سواء ولكن مع ما سبق ينبغي على الانسان ان يكون طبيب نفسه بحيث يسعى الى استواء الامرين في قلبه فمتى ما لحظ من نفسه اغترارا وبطالة طرفا من الامر من مكر الله عز وجل عليه حينئذ ان آآ يغلب جانب الخوف حتى يعتدل الامر كذلك اذا لحظ من نفسه انه يميل الى القنوط واليأس من رحمة الله سبحانه وتعالى عليه ان يدمن النظر في ادلة الرجاء حتى يعظم رجاؤه فيعود الى حالي الاستواء. اذا المطلوب ماذا رجاء كخوف وخوف كرجاء والله تعالى اعلم نتكلم الان عن عبودية التوكل وهي التي اوردها المؤلف رحمه الله بعد الكلام عن عبودية الرجاء التوكل التوكل اوسع المقامات الايمانية من حيث تعلقه بصفات الله عز وجل فكثير من صفات الله سبحانه يقتضي التعلق بها والتعبد بها حصول عبودية التوكل فمن اعتقد ان الله هو الرحيم وان الله هو القدير وان الله هو القوي وان الله هو العزيز وان الله هو الذي يجير ولا يجار عليه الى غير ذلك مما جاء من صفات الله سبحانه وتعالى فان ذلك كله مورث لعبودية التوكل كما ان التوكل من اوسع المقامات الايمانية وقوعا فان التوكل يقع او يكون من المؤمن ويكون من الكافر ويكون من الانس ويكون من الجن ويكون من الحيوانات ويكون من الطيور لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو بطانا تغدو خماصا وتعود وتعود بطانا اذا التوكل شأنه عظيم حتى ان الله جل وعلا جعله شرطا في تحقيق الايمان الواجب. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. كما استدل المؤلف رحمه الله بهذه الاية وعلى الله فتوكلوا. القاعدة عند البلاغيين ان تقديم المعمول على العامل يفيد غالبا التخصيص والحصر ما القاعدة تقديم المعمول على العامل المعمول سواء كان جارا ومجرورا كما في هذه الاية او كان مفعولا به او كان ظرفا او كان مفعولا لاجله الى غير ذلك تقديمه في الغالب ليس دائما لكن يعني ربما كانت هناك اغراض بلاغية اخرى لكن في الغالب تقديم المعمول يفيد ماذا تفيد التخصيص والحصر كأنه قال عليه لا على غيره فتوكلوا ثم قال ان كنتم مؤمنين. لاحظ الشرطية ها هنا ان كنتم مؤمنين ولاحظ ان الجواب محذوف للعلم به ان كنتم مؤمنين فتوكلوا على الله ان كنتم مؤمنين فتوكلوا على الله جعله الله عز وجل في كتابه شرطا لتحقيق الايمان الواجب وقل هذا ايضا فيما اخبر الله عز وجل به في اية اخرى حيث جعله شرطا في تحقيق الاسلام وقال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين اذا التوكل شأنه عظيم وجاء الامر به والحث عليه في نصوص كثيرة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا هو عبادة لان انطبق عليها حد العبادة ما حد العبادة ها قلنا اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. هل التوكل يحبه الله ويرضاه الجواب نعم اذا هو توكل اذا هو عبادة يثاب عليها الانسان ويحبها الله عز وجل منه. طيب ما هو التوكل التوكل هو الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والثقة به والتفويض اليه وهذه العبادة مركبة من امرين لبها واهم ركنيها اعتماد قلبي والثاني عمل بالاسباب كما مر بنا هذا في الدرس القريب في كتاب العبودية لابد من اجتماع الامرين لمن اراد ان يكون توكله توكلا شرعيا اولا اعتماد وتفويض وثقة بالله سبحانه وتعالى المتوكل كما ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه المدارج تذكر مثالا لطيفا قال المتوكل كالطفل المتوكل خد طفلي فكما ان الطفل لا يسكن الا لوالدته فكذلك المتوكل لا يسكن الا لربه سبحانه وتعالى انظر الى حال طفل صغير تجد ان قلبه يصاب بالفزع والوجل والاضطراب حتى يجد ماذا حتى وجد والدته لو وجد من وجد من الناس فانه يتلفت يبحث عن عن موضع الطمأنينة والسكينة والثقة وهي والدته التوكل وهذا تقريب والا فالمقام اعظم القلب لا يسكن ولا يطمئن ولا يثق ولا يفوت ولا يعتمد ان كان قد افعم بالايمان الا على الله الرحمن سبحانه وتعالى الامر الثاني لابد من فعل للاسباب لان الله عز وجل امر بها. والمقصود بالاسباب ها هنا الاسباب المشروعة التي احلها الله التي شرعها الله ليس المقصود ان يفعل الانسان اي سبب فمن توسل الى مقصوده بما حرم الله لم يكن متوكلا انما المقصود ان يفعل الاسباب ماذا المشروعة الممكنة شرعا وتذكرون ما ذكرناه من التعريف في الدرس السابق في العبودية ان بعض العلماء كما نقل الحافظ رحمه الله في الفتح عرف التوكل بتعريف لطيف قال هو قطع النظر الى الاسباب بعد فعل الاسباب قطع النظر الى الاسباب بعد فعل الاسباب. اذا هناك فعل للاسباب ثم بعد ان تقوم بها تقطع النظر اليها والالتفات فات اليها والاعتماد عليها لان قلبك متعلق بالمسبب سبحانه وتعالى. كذلك ابن القيم رحمه الله نقلت عدد نقل تعريفا عن بعضهم في كتابه المدارج فقال التوكل اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب اضطراب يعني حركة وعمل بالجوارح بلا سكون بلا كسل لا يقصر الانسان في فعل سبب ممكن شرعا ثم يكون ماذا سكون بلا اضطراب يسكن قلبه ويطمئن ويثق بالله سبحانه وتعالى فلا يضطرب ولا يلتفت الى احد من المخلوقين ولا الى سبب من الاسباب اذا هذا هو التوكل المشروع فمن قام به حقا فليبشر بالخير لان الله تعالى قال كما معنى في الدليل الثاني قال ومن يتوكل على الله ايش فهو حسبه والحسب هو الكافي. الله عز وجل يكفيه. والله عز وجل يتولى امره وبالتالي يكون في عزة ويكون في صيانة ويكون في سلامة اذا كان من بيده ملكوت كل شيء جعلك في حسبه فوالله لا يضرك شيء ولو كادتك السماوات والارض ومن فيهن اذا كنت صادقا في توكلك فان الله عز وجل صادق في وعده وقد وعد وهو الذي لا يخلف وعده ان من توكل عليه فانه حسبه وكافيه وقل مثل هذا في قوله تعالى ومن يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم ومن يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم اذا ماذا يريد اذا كان الذي توكلت عليه عزيز فابشر بالعزة سيلانك نصيبك وما قدره الله لك من العزة لانك توكلت على العزيز الحكيم لم تتوكل على من هو فاقد للحكمة او من في فعله عبث حاشا وكلا ان توكلت على حكيم وبالتالي فانه يوصل لك الخير من احسن السبل ومن افضل الطرق وفي احسن الاوقات فابشر بالخير انت توكلت على عزيز حكيم سبحانه وتعالى طيب ما هي العلل والاخطاء التي تقع في مقام التوكل الجواب عن هذا انها هذا يرجع الى امور تكلمنا عنها وعن بعضها في درس العبودية اول ذلك هو اسوأه واشنعه التوكل الشركي ان يتوكل الانسان على غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله شيء لا يقدر عليه الا الله ولا يمكن منه سواه ومع ذلك فالقلب يعتمد على غير الله عز وجل فيه ليبشر من كان كذلك انه قد وقع في حمأة الشرك اصيب بالداء العضال الذي لا شفاء له الا ان يتوب الانسان الى ربه منه وهذا كما يقع من كثير من الناس مع الاسف الشديد لا سيما من عباد القبور والمتعلقين بها كيف تجد ان توكلهم واعتمادهم وثقتهم انما هي الاموات والصالحين الذين يعبدونهم مع الله عز وجل يقول قائلهم ان ناب امر في البلاد نزيل قل يا ولي الله اسماعيل ما قال قل يا الله ان ناب خطب في البلاد نزيل قل اه يا ولي الله اسماعيل انا لله وانا اليه راجعون اين حق الله تقول لهذا الله خير اما يشركه يا عبد الله الله خير اما تشرك كيف تجعل تفويضك وثقتك حتى لهج لسانك علقت ذلك بغير الله سبحانه وتعالى يا لله العجب. يقول قائلهم وهو يترنم ان لم تكن في معادي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدم انا لله وانا اليه راجعون اين تعلقك بالله واين تفويضك اليه واين توكلك عليه ويقول ما سامني الدهر ظيما واستجرت به يريد النبي صلى الله عليه وسلم الا ونلت جوارا منه لم يضم انا لله وانا اليه راجعون ماذا تفعل بقول الله عز وجل؟ وان يمسسك الله بضر اجيبوا فلا كاشف له الا هو. اتصدق الله ام لا تصدقه ان كنت تكذبه وترى ان ضرا انزله يمكن ان يكشفه غيره اذا انت كاذب في ايمانك كافر بالله عز وجل وان كنت مصدقا اذا التزم بهذا واعمل بمقتضاه كيف تتوجه لغير الله عز وجل يا لله العجب امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء الله عز وجل هو الذي بيده ذلك الامر فاجعل توكلك واعتمادك عليه وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر ماذا تصنعون ها فاليه تجأرون ما قال فتجأرون اليه؟ قلنا تقديم المعمول يفيد ماذا؟ التخصيص والحصر اليه لا الى غيره من كان مؤمنا حقا عليه ان يجعل تفويضه وتوكله واعتماده على الله سبحانه وتعالى ان اراد السلامة ان اراد النجاة يا اخوتاه الخسارة والله ليست دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا شيئا من عرض الدنيا الخسارة خسارة لا يمكن استدراكها خسارة لجنة عرضها السماوات والارض وفوز بنار تلظى والعياذ بالله ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. من مات على هذا الشرك يأس من رحمة الله. انتهى الامر. فاولئك يائسوا من رحمتي لا تناله رحمة الله من مات على هذا الشرك فليبشر بما يسوؤه عياذا بالله اذا يا اخوتاه المقام مقام عظيم. التوكل والاعتماد والتفويض يجب ان يعلق بالله سبحانه وتعالى. اما تعلق المخلوق بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الخالق هذا هو الشرك الاكبر. هذا هو الذي كان عليه ابو جهل وابو لهب وامية ابن خلف. حذاري يا عبد الله العلة الثانية او الخطأ الثاني وهو ظن ان التوكل من مقامات العامة وهذا تكلمنا عنه بالتفصيل في درس العبودية. الخطأ والعلة الثالثة هو الالتفات الى الاسباب بمعنى ان يقوم الانسان بفعل السبب بجوارحه وايضا يكون ثمة شعبة من الاعتماد القلبي عليه وهذا بحر لا ساحل له وما اكثر الخائضين فيه والمعصوم من عصمه الله عز وجل ونسأل الله عفوه وهذا محرم وقد يبلغ درجة الشرك بالله عز وجل قد يكون شركا اصغر. واذا فحش ربما اوصل الى الشرك الاكبر اذا انتبه يا عبد الله اذا فعلت السبب فلا تعلق قلبك به بل علقه بمن بيده كل شيء وهو الله سبحانه وتعالى العلة او الخطأ الرابع هو اغفال الاسباب والاعراض عنها بالكلية يقول بعضهم انا متوكل على الله عز وجل في تحصيل هذا المقصود ثم يجلس ولا يفعل شيئا ولا يتحرك ولا يحصل شيئا وهذا لا شك انه خطأ ليس هذا بالتوكل الشرعي فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين عليه الصلاة والسلام فعلى السبب وامر بالسبب قال عليه الصلاة والسلام في الحديث وقد تكلمنا عنه في درس العبودية واستعن بالله ولا تعجزن واستعن بالله ولا تعجزن لا تعجز عن فعل سبب مشروع. النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس توكلا وكان يأخذ للحرب لئمته لبس عليه الصلاة والسلام يوم احد ذرعين كان عليه الصلاة والسلام يحفظ قوت سنة لاهله عليه الصلاة والسلام وهو المتوكل فالمقصود ان فعل الاسباب امر دلت عليه الشريعة فمخالفه مخالف للشريعة كما انه كاذب في دعواه الذي يقول انا لا افعل سببا متوكلا على الله عز وجل فانه كاذب في دعواه لم لانه لا يمكن التخلي عن الاسباب مطلقا لا يمكن فالذي يصلي اليست صلاته سببا ليحصل على رضوان الله ورحمته اذا هو ماذا ما انفك عن السبب اليس اكل سبب لحصول الحياة. اذا هو ماذا هو من فك عن الاسباب ولذا كاذب من زعم انه ينفك عن الاسباب. لكنه يقع في وهم ويقصر في بعض المواضع وهذا مناف للشرع ومناف للعقل الذي يقول انا اريد الولد ومتوكل على الله عز وجل ولا يتزوج ايحصل له الولد لا يحصل له الولد هذا مدافعة لسنة الله عز وجل الكونية وسنته الشرعية اذا لا يمكن لاحد ان يدعي انه يفعل انه يقوم بالتوكل ثم انه يعرض عن فعل الاسباب بالكلية. اورد ابن القيم رحمه الله قصة عن احد هؤلاء الذين وقعوا في هذا الخطأ والتوهم يقول ان احد هؤلاء الذين ظنوا ان التوكل لا يكون الا مع الاعراظ عن الاسباب. يقول كان يسافر من مكان الى اخر ولا يحمل معه الا ثلاثة اشياء يحمل اداوة يعني اناء ويحمل خيطا ويحمل ابرة يقول فقط واما الاكل والشرب وما الى ذلك هذا يقول انا متوكل على الله عز وجل فيه طيب ولماذا تأخذ هذه الثلاثة الامور يقول لا بد من اناء اتوضأ به كيف اتوضأ ولابد من خيط وابرة ربما يتمزق الثوب فكيف اصلي والعورة مكشوفة اذا هل هذا استقام له التخلي عن الاسباب هو من فك عن الاسباب هو لا يزال ماذا مع فعل الاسباب لكن حصل عنده توهم وخلل في موضع دون دون موضع بل لو فكر سفره لتحصيل مقصود هو ماذا فعل للسبب والا كان الذي ينبغي اذا كان لك مقصود في مكان وانت متوكل على هذا الفهم ان تجلس وسوف وسوف يأتيك ولا شك ان هذا ليس بسديد لا شك ان هذا ليس بسديد لعلنا نقف عند هذا الحد والله تعالى اسأل ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين