بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا فبه يا رب العالمين امين. قال الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته ثلاثة الاصول. ودليل الرغبة والرهبة والخشوع لقوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه ومن والاه. اما بعد المؤلف رحمه الله ساقها هنا ثلاث عبادات قلبية مما يجب على العبد ان يوحد الله سبحانه وتعالى بها. وان يتجنب الشرك فيها جمعها قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا وراهبا وكانوا لنا خاشعين. اذا الرغبة والرهبة والخشوع عبادات ثلاث ذكرها الله سبحانه وتعالى في هذه الاية وهذه الاية اختلف المفسرون رحمهم الله في عود الضمير فيها الى من؟ يعني في قوله انهم كانوا يسارعون في الخيرات من هم؟ قال بعظ اهل العلم ان هذه الاية يراد بها كل من ذكر من الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام قبل هذه الاية في سورة الانبياء. والله جل وعلا لنا خبر جملة منهم فكل من سبق كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين والقول الثاني ان الاية متعلقة بمن ذكر قبلها. قال جل وعلا وزكريا اذ نادى ربه انظر التوحيد يا عبد الله هل نادى الملائكة هل نادى الانبياء قبله والصالحين؟ انما نادى من نادى الله وزكريا اذ نادى ربه ربي لا تذرني فردا وانت خير الوارثين. فاستجبنا له ووهبنا له يحيى. واصلحنا له انهم كانوا يسارعون في الخيرات الاية. فيكون المقصود من زكريا ويحيى وزوجه يعني ايه زوجته؟ على القولين الله عز وجل اثنى على عباده المؤمنين بل على سادتهم بانهم قائمون بهذه العبادات الثلاث وهي الرغبة والرهبة و الخشوع. الرغبة والرهبة قريبتان في المعنى من الخوف والرجاء ولذا تلحظ ان اهل العلم اذا تكلموا عن الرجاء قد يستدلون بدليل ها الرغبة وربما انعكس الامر يتكلمون عن الرغبة فيستدلون بدليل وارد في الرجاء قل مثل هذا فيما يتعلق رهبتي والخوف. اذا هذه المعاني متقاربة. هذه العبادات متقاربة. الرغبة والرجاء عبادتان متقارب والشيء قد يوضع مكان الشيء اذا كان قريبا منه اذا ذكر هذا وحده او هذا وحده فاحدهما يراد به الاخر. لكن اذا جاء معا في سياق واحد فقيل عبادة الرجاء الرغبة فما الفرق بينهما؟ ها هنا يذكر فارق دقيق والذي حققه ابن القيم رحمه الله في المدارج ان الرجاء طمع والرغبة طلب ماذا؟ الرجاء طمع والرغبة طلب وعليه فالرغبة ثمرة الرجاء فان من طمع طلب من طمع من امل في شيء فانه ماذا يفعل؟ يسعى ويطلب حتى يحصل. اذا اذا اجتمعا في سياق يفرق بينهما بهذا الفرق وهو ان الرجاء طمع والرغبة طلب والله عز وجل اعلم. المقصود ان الرغبة عبادة يجب ان يوحد العبد فيها ربه سبحانه وتعالى وتلحظ هذا التوحيد في قول الله جل وعلا انا الى الله راغبون قلنا مرات ان تقديم المعمول على عامله يفيد ماذا؟ التخصيص والحصر. فكأنه قال راغبون الى لا الى غيره لا نرغب الى غير الله عز وجل هكذا اهل التوحيد قلوب سليمة قلوب نظيفة بعيدة عن قاذورات الشرك واوحى للتعلق بغير الله عز وجل يرغبون الى الله لا يرغبون الى غيره انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. على اي شيء نصب قوله رغبا ورهبا قيل على الحالية يعني يدعوننا حال كونهم راغبين راهبين وقيل ان هاتين الكلمتين نصبتا لان الواحدة منهما مفعول لاجله يدعوننا لاجل انهم ماذا راغبون راهبون. وفي الاية دليل على الجمع بين ها الخوف والرجاء وهذا هو حال المسلم. يجمع بين خوفه من الله سبحانه وتعالى ورجائه فيه والاعتدال الاحتياط ان يكون الانسان قد جمع بين خوف ورجاء لا يزيد احدهما على الاخر شيئا. قال يدعوننا رغبا رهب الرهب في المعنى قريب من الخوف. فاذا ذكر هذا او ذكر هذا يعبر باحدهما عن الاخر. اما اذا اجتمعا قال العلماء الرهبة خوف وزيادة. الرهبة خوف مع بزم من المخوف منه ولذا تلحظ ان هناك تقاربا بين كلمة الرهبة بينك بين الرهب والهرب المصدر رهب رهبا رهبا رهبا هذا من من مثلث الكلام. المقصود ان هناك تقاربا وتناسبا في اللفظ والمعنى بين ابي والهرب فمن رهب هرب من من رهب هرب اذا الرهبة في معنى الخوف لكن فيها ملحظ وهو ان فيها تحرزا وفعلا وهو انك تهرب وتتباعد عن الشيء الذي ماذا؟ عن الشيء الذي تخافه. اذا الرهبة من الله سبحانه وتعالى عبادة عظيمة. والمؤمنون يوحدون الله عز وجل فيها. ولذا تأمل قوله تعالى واياي فارهبون تقديم المعمول على عامله تقديم المعمول على عامله اسم المفعول اذا قدم فان هذا يراد به غالبا ماذا؟ الحسرة والتخصيص. اذا الرهبة لمن لله سبحانه وتعالى وعليه فمن رهب من غيره فيما هو متعلق به سبحانه وتعالى فانه يكون قد وقع في الشرك الاصغر. وتذكرون ما تكلمنا عنه في مقام الخوف قل مثله ها هنا الذي يخاف او يرهب خوف السر ورهب السر من غير الله سبحانه وتعالى فانه يكون قد اشرك الشرك الاكبر هذا الذي يخاف من غير الله عز وجل ان يصيبه بالمكروه بغير الاسباب الحسية انما بسلطان غيبي وقوة خفية فيوصل اليه المكروه من حيث لا يشعر اذا تعلق هذا الخوف بغير الله عز وجل كان هذا ماذا شركا اكبر كالذي يكون من عباد القبور تجد احدهم حريصا على ان يلاحظ قلبه ذكر شيخه ولا يريد ان ينصرف عن التفكير فيه. والتأمل في حاله يقول اخشى ان يطلع شيخي على ما في قلبي فينالني سوء ومكروه. عياذا بالله هذا هو الشرك بالله عز وجل كيف تجمع يا من تدعي الاسلام هذا الاعتقاد مع قوله تعالى واياي فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. اذا الخوف والرهبة عبادة واجب ان تتعلق بالله سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا وكانوا ها لنا خاشعين. تقديم المعمول على عامله يفيد الحصر والتخصيص. اذا الخشوع لمن؟ لله سبحانه وتعالى الخشوع في اللغة هو الخضوع والسكون الخضوع في اللغة عفوا الخشوع في اللغة هو الخضوع والسكون ويراد به في لسان الشرع كما في هذه الاية وكانوا لنا خاشعين. يراد به الذل والخضوع لله سبحانه وتعالى مع المحبة والتعظيم انتبه قد تذل وتخضع لمن تكره اليس كذلك؟ اذا كان هناك من هو ظلوم غشوم استولى على آآ جسدك او مالك فانك ماذا قد تخضع له لكنك قلبك مليء بماذا؟ ببغضه. اما الخضوع والذل لله سبحانه وتعالى فامر مختلف انه خضوع وذل لمن تعظمه وتحبه وهو الله سبحانه وتعالى. وهذه حالة عامة يجب ان يكون عليها اهل الايمان. يجب ان يكونوا خاضعين. يجب ان يكونوا منكسرين يجب ان يكونوا ذالين لله سبحانه وتعالى مع محبتهم لربهم وتعظيمهم له. وثمرة ذلك ينبغي ان تظهر على جوارحهم. اجمع العلماء على ان الخشوع محله القلب. لكن اثره كونوا على الجوارح الخشوع العام حالة للمؤمن في كل وقت في كل زمان ومكان وثمرة ذلك ان ينقاد لحكم الله سبحانه وتعالى من كان خاشعا لله حقا انقاد لحكم الله عز وجل الشرعي وانقاد لحكم الله الكوني الذي يجب الانقياد له. وهناك خشوع خاص. خشوع عند تلاوة كتاب الله عز وجل وعند ذكره قال قال جل وعلا الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. ما هو الخشوع هنا؟ هذا الخشوع هو لين القلب وانكساره هذا هو لين القلب وانكساره. ولذا تأمل قول الله عز وجل حتى تفهم هذه الاية تأمل في قوله سبحانه الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. هكذا اهل الايمان قلوبهم لينة خاشعة بخلاف حال الذين قست قلوبهم ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم اهل الايمان اذا ذكر الله عز وجل كان في قلوبهم الرقة وكان في قلوبهم اللين وكان في الانكسار اذا هذه عبادة يحبها الله عز وجل فواجب على العبد ان يوحد الله عز وجل بها بخلاف حال المشركين. فان من المشركين من يكون عند قبر الولي الذي يعبده او في المسجد الذي فيه المشهد وفيه الضريح خاشعا ساكنا تلحظ انه يتكلم بحدود حركاته بحدود كل ذلك لمراعاة الخشوع في مقام الولي في حضرة الولي يجب ان تكون خاشعا ولا ينبغي عليك ان تكون فاقدا لهذا الخشوع هذا هو الشرك الاكبر الذي من وقع فيه فانه قد خسر الخسارة الكبرى الخشوع عبادة يجب ان تؤدى لله سبحانه وتعالى لربما وجدت احدهم في بيوت الله او عند بيت الله لا يخشع الخشوع الذي يكون عند ضريح السيد الذي يعبده من دون الله. فحذاري يا عبد الله اذا هذه العبادات الثلاث جمعتها هذه الاية التي سمعت والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشون. الخشية قريبة في المعنى من الخوف لكنها عند اجتماعها مع الخوف اخص منه فالخشية خوف مع معرفة وتعظيم الخشية ما هي خوف مع معرفة وتعظيم. ولذا انما فاز بها العلماء العلماء بالله وبدين الله انما يخشى الله من عباده العلماء قد تخاف من لا تعرفوا حاله على وجه الدقة انما تسمع الناس يتكلمون عنه او تعرفه معرفة اجمالية لكن هذه هذا الخوف يختلف اذا كنت تعرف المخوف منه على وجه اكبر والله سبحانه وتعالى كما ذكرنا من صفاته ما يقتضي الوجل والخوف والخشية وكيف لا يكون ذلك والله عزيز ذو انتقام شديد العقاب لا يرد بأسه عن القوم الظالمين. الله متصف بالقدرة والقوة والعزة سبحانه وتعالى. الله يغضب والله يبغض والله يمقت فكيف لا يخاف الانسان؟ لان منه السبب الذي يقتضي وقوع ما يخافه الانسان من من عذاب ربه جل وعلا الخوف عبودية مبعثها ملاحظة الصفات ملاحظة الصفات السابقة مع ملاحظة تقصير الانسان في نفسه انتبه لهذا. خوف العبد من الله سبحانه وتعالى. ليس نابعا من ملاحظة هذه الصفات فحسب بل بضميمة ملاحظة تقصير النفس. فانه انما يؤتى من قبل نفسه اذا قال علي رضي الله عنه لا يرجون عبد الا ربه ولا يخافن الا ذنبه. لانه معنى كلامه ان نزل بالعبد غضب الله وعذابه ومقته فالسبب ماذا؟ ذنبه السبب نفسه التي اقبلت على ما حرم الله عز وجل اذا ينبغي ان يلحظ في مقام الخوف هذا الامر بخلاف مقام الرجاء. الامر كله الى الله والامر كله من الله. نعمة الله وثوابه التي يرجوها الانسان من الله عز وجل ما سببها تعلق العبد بربه سبحانه وتعالى فحسب. لا نظر الى نفسه ولا نظر الى عمله. اي عمل هذا الذي يظن الانسان انه موجب لنعمة الله وثوابه. ولذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل احد لا يدخل احدكم الجنة عمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا. الا ان يتغمدني الله برحمته. حق الله اعظم من ان يوفيه ابدأ لو انه سجد لله عز وجل منذ ان يولد الى ان تخرج روحه من جسده والله ما وفى الله حقه فكيف بالغفلة؟ وكيف بالتقصير؟ وكيف بعبادات لو عذبنا الله عليها ما قمنا به لفقدها المراقبة والخشوع والاتيان على وجهها لكنا بهذا حقيقي. فكيف بما تركنا؟ فكيف بذنوب ومعاصي امثال الجبال. فكيف بتقصير في شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه لو وزنت كل اعمالك مقابل اقل نعم الله سبحانه وتعالى والله ما وفت بها. اذا الرجاء مقامه مختلف عن مقامه. الخوف الرجاء. النظر فيه الى صفات الله سبحانه وتعالى فحسب يلحظ العبد ذلك فيورثه ماذا؟ الرجاء في الله. الخوف تلحظ الصفات المقتضية للخوف بضميمة ماذا ملاحظة النفس وتقصيرها في جنب الله سبحانه وتعالى. اذا قد يخاف الانسان من يجهله وقد يخاف من لا يحبه ولا يعظمه ليس هذا خشية متى يكون صاحب هذا المقام قائما به اذا كان يخاف الله سبحانه وتعالى معه معرفة وتعظيم وهذا حال العلماء. لذا كلما كنت بالله اعرف كان خوفك منه اعظم انما يخشى الله من عباده العلماء. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ودليل انابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له الانابة عبادة يجب توحيد الله عز وجل بها كما سمعت في هذه الاية وكما قال سبحانه وتعالى واليك ها انبنا واليك انبنا تلحظ ان تقديم المعمول ها على عامله يفيد الحصر والتخصيص. اذا هذه عبادة يجب اخلاصها لله سبحانه وتعالى الانابة من العبادات القلبية الواسعة ولد متى يكون الانسان منيبا لله سبحانه وتعالى؟ قال العلماء يكون منيبا الى الله اذا جمع اربعة امور لا يكون الانسان منيبا الا بها. اذا تخلفت او تخلف شيء منها فات مقام الانابة اولا محبة الله ثانيا الخضوع لله. ثالثا الاقبال على الله. رابعا الاعراض عما سواه. لا يكون المنيب منيبا الا بهذا من كان كذلك فليبشر بالخير له البشرى من الله والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها ماذا وانابوا الى الله ماذا لهم لهم البشرى فبشر عباد ابشر بالخير يا ايها المنيب الى الله فالذي يبشرك الكريم الذي لا يخلف الميعاد سبحانه وتعالى اذا الانابة اصلها في اللغة الرجوع ولكنها في الشرع لابد ان تجمع هذه الامور انت ترجع الى الله عز وجل فتقبل اليه. وتعرض عما سواه مما هم دونه من الاولياء من المعاصي من ابليس ووسوسته ترجع الى الله فتعرض عما سواه حال كونك محبا لله عز وجل خاضعا له والعلماء يذكرون هذه العبادة ويتكلمون عنها بقريب مما يتكلمون عن معنى التوبة كما ان بين الرهبة والخوف او الخشية والخوف او الرغبة والرجاء مقاربة كذلك بين ها الانابة والتوبة مقاربة لكن عند التحقيق وارادة التدقيق فان الانابة هي ما جمع هذه الامور الاربعة التي ذكرت. ولعل هذا القدر فيه كفاية اسأل الله عز وجل ان يبلغني واياكم من طاعته ما يرضيه عنا كما سلوه تبارك وتعالى ان اجعل اعمالنا كلها صالحة ولوجهه خالصة والا يجعل لاحد فيها شيئا ان يجعل هذا الكلام الذي نقول والذي نسمع حجة لنا والا يكون حجة علينا ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله