بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته ثلاثة الاصول ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى ذكر العبادة الاخيرة التي اوردها ضمن ما اورد من افراد العبادة التي يحبها الله وشرعها لعباده وامر بتوحيده فيها ونهى عن اشراك غيره معه فيها ذكر جملة من العبادات قبل هذا ثم ختم بعبادة النذر وختم بهذا ايضا الكلام عن الاصل الاول وهو معرفة الله جل وعلا النذر عبادة التقرب بها الى الله سبحانه وتعالى صاحبه مأجور قائم بالتوحيد من اشرك مع الله عز وجل في هذه العبادة فانه قد وقع في حمأة الشرك فمن عقد النذر او وفى بالنذر لغير الله فانه اشرك مع الله ومن عقد النذر ووفى بالنذر لله فهذا هو الموحد العابد لله سبحانه وتعالى والذي ينظر ما نذر الا وهو يحب الله ويريد الخير ويريد ما عند الله عز وجل وهو على ثقة ويقين من ان الله سبحانه وتعالى تعطيه الخير وينيله مبتغاه ولاجل هذا ندر اذا هذا النذر الوفاء به عبادة يحبها الله عز وجل. ولذا اثنى على اهلها. قال يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. اذا الوفاء بالنذر يحبه الله سبحانه وتعالى اذا هو عبادة وصرفه لله عز وجل توحيد وصرفه لغيره شرك بالله جل وعلا وهذه حال المشركين المخذولين من عباد القبور واضرابهم الذين ينذرون للاولياء والصالحين يأتي احداه يأتي احدهم الى عتبات الشيخ والمشهد والمقام يتمسح ويتضرع ويقول بضراعة وسكون يا سيدي فلان ان عاد ابني من السفر او شفي ابي نذر علي لك ان اذبح واوزع للفقراء عند قبرك هذا شرك بالله عز وجل صاحبه واقع في اعظم معصية عصي الله سبحانه وتعالى بها اذا النذر يجب ان يكون لله عز وجل عقدا ووفاء انشاؤه يجب ان يكون لله والوفاء به يجب ان يكون لله وهكذا يكون الانسان عابدا لله سبحانه وتعالى النذر الكلام فيه يحتاج الى شيء من التفصيل. النذر هو ان يوجب الانسان على نفسه ما لم يجب بصيغة مخصوصة توجب على نفسك شيئا لم يوجبه الله عليك بصيغة معينة كم تقول ندر علي ان افعل كذا وكذا او لله علي نذر ان افعل كذا وكذا او لله علي ان افعل كذا وكذا هذا هو النذر ويتعلق به احكام اولا ان النذر اذا كان نذرا مطلقا في معنى لم يسمى المندور. فهذا له حكم لو قال انسان لله علي نذر وسكت ماذا قال لله علي نذر وما سمى الذي نذره فما الواجب قال العلماء الواجب ان يكفر كفارة يمين وكفارة اليمين بينها الله عز وجل في قوله فكفارته ها اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرج الامام مسلم رحمه الله في الصحيح كفارة النذر كفارة يمين اذا هذا النذر المطلق الذي لم يسمى ما الذي يجب فيه كفارة اليمين. ثانيا من نذر نذرا معصية من نذر شيئا محرما اذا قال والعياذ بالله نذر علي ان اشرب الخمر ماذا يفعل نقول لا يجوز لك يا عبد الله ان تفي بنذرك هذا منكر ولا يجوز وانت اثم بعقد هذا النذر ولو وفيت به اثنت اثما اخر لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ندر في معصية لا نذر في معصية ليس للانسان ان يعقد نذرا في شيء هو معصية طيب ماذا يصنع؟ هل يتوب الى الله عز وجل ويستغفر ويكفي ام انه يكفر كفارة يمين هذا موضع خلاف بين العلماء الجمهور يرون انه ليس هناك كفارة بمفردات مذهب الامام احمد ان يكفر هذا النادر كفارة يمين لانه جاء في الحديث في السنن لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين وهذا الحديث فيه بحث طويل في ثبوته وعلى كل حال بسط هذه المسألة يحتاج الى وقت واسع لكن الاحوط دون شك ان الانسان يكفر مع توبتي الى الله سبحانه وتعالى هناك مسألة ثالثة وهي نذر الامر المباح نذره المباح. لو قال انسان لله علي ان اذهب الى السوق او نذر علي ان اشرب ماء هذا نذر ماذا امرا مباحا او نذر علي الا ازور فلانا كونه يزوره او لا يزوره هذا الاصل فيه ماذا؟ انه مباح والحكم ها هنا ان يقال ان هذا النادر يخير بين امرين ان يفي بندره ان يفعل الشيء الذي نذر او ان يكفر كفارة يمين انت بالخيار افعل ما تراه اصلح اما ان تفي واما ان تكفر كفارة يمين. طيب المسألة الرابعة اذا نذر شيئا مكروها كأن يندر الطلاق مثلا الاصل في حكم الطهارة الاصل في حكم الطلاق ان يكون ماذا؟ ان يكون مكروها والحكم ها هنا ان نقول ايضا ان من نذر هذا النذر يخير بين الفعل والوفاء او ان يكفر كفارة يمين وان كان المستحب في حقه ان يكفر ولا يأتي المكروه هذا هو المستحب والافضل المسألة السادسة الخامسة ان يندر هذا الانسان امرا واجبا ان ينظر ماذا؟ عفوا ان ينظر طاعة لله ان ينظر طاعة لله سبحانه وتعالى وهذه الحالة لها صورتان الصورة الاولى ان ينظر نذرا منجزا والصورة الثانية ان ينظر ونذرا معلقا ما الفرق النذر المنجز هو الذي لم يعلق على شيء كان يقول مثلا نذر علي ان اصوم ثلاثة ايام هذا نذر ماذا؟ هذا نذر طاعة ها منجز هذا نذر طاعة منجز ما الواجب ها هنا الواجب ان يفي ولا خيار له في ذلك مع الاستطاعة لما؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من نذر ان يطيع الله فليطعه. ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه. اذا النبي صلى الله عليه وسلم امرا امر امرا جازما. فقال من نذر ان يطيع الله فليطعه وصيغة فليطعه من صيغ الامر والامر يقتضي الوجوب. اذا واجب عليك ان تفي بنذرك كمتى ما كان هذا النذر طاعة لله ونحن قد علمنا ما هي الطاعة اليس كذلك؟ الطاعة ما احبه الله عز وجل وامر به امر حجاب او استحباب. اذا متى ما كان المنذور طاعة فواجب على العبد ان يفي الحالة الثانية ان يكون نذرا ماذا؟ معلقا. يعني ان يعلق نذره على شيء يرجو حصوله اهو او يرجو عدم حصوله كان يقول ان نجحت في الامتحان فلله علي ان اتصدق بالف ريال انتبه هذا نذر لطاعة وهو ها معلق وهو معلق معلق باي شيء؟ بالنجاح بالنجاح والحكم ها هنا ان يقال انه ان لم يتحقق ما قال فليس عليه شيء. لنفرض انه ما نجح هذا المسكين ماذا يفعل ها ولا شي خلاص ليس عليه شيء وان نجح فواجب عليه وجوبا ان يتصدق وها هنا يا اخوان ينبغي ان نقف وقفة المسألة ليست سهلة المسألة ها هنا وجوب او معصية بمعنى بعض الناس ربما اخذته الحماسة في امر من الامور او موقف من المواقف فتلفظ بهذا النذر ثم بعد ذلك يندم حيث لا ينفع الندم مما مر وسمعته من بعض الناس الذين وقعوا فيه ان امرأة اصيب قريب لها بمرض فحزنت وقالت يا الله نذر علي ان شفى الله فلانا ان اصوم يوما وافطر يوما الى ان اموت هذا نذر طاعة ولا نذر معصية؟ طاعة. ها؟ نذر طاعة. معلق؟ معلق. شفى الله هذا المريض. ما الواجب الوفاء يجب عليها ماذا ان تصوم يوما وتفطر يوما ومضت على هذا يوما ويومين واسبوعا وشهرا وشهرين ثم بدا الامر فيه من الصعوبة عليها ما فيه فاصبحت تسأل هل هناك مخرج؟ هل هناك حل من الذي اوقع نفسه في هذه من الذي اوقعها في هذه المشكلة هي التي اوقعت نفسها اذا عليها ان تتحمل مسؤولية ما فعلت وعليه فمتى ما كانت مستطيعة للصيام واجب عليها ان تصوم الى ان تموت اذا انظر الامر وهو ان الانسان في وقت الرخاء قد يتحمس فيقول قولا ثم اذا جاء الجد ها يندم ولا تساعة مندم اذا النبي صلى الله عليه وسلم ليس عبثا ان نهانا عن النذر هذه وصية من لدن الرؤوف الرحيم بهذه الامة صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل يعني اذا كنت تظن انك بنذرك هذا سوف تتخذ سببا لحصول مقصودك فاعلم ان هذا ليس بسبب ولا ينفع. نذرت او لم تنذر هذا غير مؤثر هذا النذر غير مؤثر هذا لا يجلب شيئا ولا يؤثر شيئا انما الله عز وجل يقدره حتى يستخرج من البخيل. بعض الناس ربما لا يتصدق الا اذا الا اذا نذر ولا يصوم التطوع الا الا اذا نذر. فالله يقدر ذلك حتى يستخرج هذا الخير منه. اذا الوصية يا اخوتاه الا ينظر الانسان شيئا. لا نذرا مطلقا ولا نذرا لا نذرا منجزا ولا نظرا معلقا. بعض العلماء يقول النهي خاص بالنذر المعلق والتحقيق ان كلا الحالتين ليستا مستحبة وينطبق عليها الحديث نهى عن النذر لان النذر المطلق فيه ايجاب ما لا يجب وتعريض للنفس للعصيان اذا لم اذا لم تفي وما اكثر الواقعين في هذا الامر؟ اذا الاحسن والافضل والاولى بالانسان الا ينظر يجتنب النذر والحمد لله وينوي الخير ان وقع في نفسه انه ان تحقق كذا وكذا سيشكر الله عز وجل ويتصدق او يصوم انوه في قلبك واذا تيسر لك فالحمد لله اما اذا نذرت فالامر اصبح الان الزاميا ربما تعجز وربما تكسل وبالتالي فتقع في المعصية. اذا الخلاصة يا اخوتاه ان النذر عبادة يحبها الله سبحانه وتعالى فواجب ان تخلص لله عز وجل ولا يجوز ان يندر الانسان او ان يفي بنذر لغير الله سبحانه وتعالى فهذا من الشرك. اسأل الله عز وجل ان يعيذني واياكم من ترجع كله صغيره وكبيره ونسأله تبارك وتعالى ان يحيينا على الاسلام وعلى سنة محمد صلى الله عليه وسلم. وان على ذلك وان يجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله وان يتوفانا وهو راض عنا ان ربنا لسميع دعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان