بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالة ثلاثة اصول المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. واركانه ست ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد سبق الكلام عن اركان الايمان الخمسة وبقي الكلام عن الركن السادس وهو الايمان بالقدر وهو الذي استدل عليه المؤلف بقوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر والايمان بالقدر يعني الايمان بان الله سبحانه وتعالى علم كل شيء ازلا وابدا وكتب في اللوح المحفوظ كل ما سيكون الى قيام الساعة وشاء ذلك وخلقه اذا هذه امور اربعة يتلخص فيها المبحث الاهم في الايمان بالقدر الاول او المرتبة الاولى مرتبة العلم فيؤمن المسلم بان الله سبحانه وتعالى متصف بالعلم الواسع الشاملي لكل شيء فهو قد علم جل وعلا بهذا العلم كل شيء مما كان في الماضي او هو كائن في الحاضر او ما سيكون في المستقبل بل حتى ما لم يكن لو كان كيف يكون سواء اكان ذلك من الممكنات او من المستحيلات كل ذلك علمه الله جل وعلا بعلمه الازلي الذي هو صفة ذاتية ملازمة لذات الله جل وعلا فيستحيل الا يكون يستحيل ان يكون غير عليم تبارك وتعالى ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما و المرتبة الثانية ان الله عز وجل كتب في اللوح المحفوظ كلما سيكون قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والى قيام الساعة كل ما بين هذين فقد كتبه الله تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ سواء اكان شيئا جليلا او شيئا دقيقا كل ذلك مكتوب قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب مقادير كل شيء قلب قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه على الماء والمرتبة الثالثة مرتبة المشيئة بمعنى ان يؤمن المؤمن بان الله سبحانه وتعالى شاء كل ما سيكون وان كلما لم يكن انما عدم كونه لان الله عز وجل ما شاء ولو شاءه لكان ما شاء الله كان وما لم يكن وما لم يشأ لم يكن فالمشيئة هي الموجبة للاشياء الله جل وعلا يقول وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن الشيء الذي شاءه الله عز وجل فانه يقع عقيد مشيئته لا يمكن ان يتخلف ذلك المرتبة الرابعة مرتبة الخلق فيؤمن المؤمن بان الله عز وجل قد خلق كل شيء سواء اكان من الذوات والاعيان او كان من الصفات والافعال كل شيء قد خلقه الله عز وجل وليس ثمة موجود الا خالق ومخلوق والله وحده الخالق اذا كل ما سواه فهو مخلوق هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض الله خالق كل شيء اذا هذا هو الامر الاهم الذي يجب الايمان به بهذا الركن وثمة تفصيلات كثيرة ومباحث شتى تتعلق بهذا الموضوع المقصود انه لا بد من ان يؤمن الانسان بهذا القدر. وهو ان كل شيء انما يكون عن علم وكل شيء سيكون او هو كائن فانه انما كان عن علم الله عز وجل وكتابته ومشيئته وخلقه لولا مشيئة الله عز وجل ما كان والله سبحانه قد يشاء ما لا يحب وقد يحب ما لا يشاء وله الحكمة البالغة في هذا وهذا وينبغي على العبد اذا وصل الى هذا القدر من البحث ان يوغل برفقه والا يخوض الخوض المذموم في هذا الباب فان من الناس من يتعمق بغير هدى من الله سبحانه وتعالى ويلج ويلج الى ابواب كان الذي ينبغي الكف عنها ثم تكون العاقبة غير ثم تكون العاقبة غير حميدة وهذا ما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله واذا ذكر القدر فامسكوا الامساك عن غير الوارد في النصوص فثمة شيء وراء علم الناس حجب الله عز وجل علمه عنهم يجب عليهم ان يمسكوا عنه وهذا الذي قال فيه السلف القدر سر الله فلا نكشفه من ذلك من اهم ما ينبغي الامساك عنه البحث والتنقير في العلة والحكمة في كل شيء يقول بكل ما يقدره الله في كل ما يفعله سبحانه لما فعل وما الحكمة وما المصلحة من وراء ذلك هذا بحث ينبغي ان يتريث فيه الانسان كثيرا ان ظهرت الحكمة وبانت فالحمد لله والا فالمؤمنون يستدلون على ما جهلوا بما علموا يستدلون على ما جهلوا بما علموا علموا علما يقينيا قطعيا ان الله سبحانه وتعالى متصف بالحكمة وعليه متى لم تظهر الحكمة لهم في شيء معين فانهم يستدلون بما علموا من الامر القطعي والاصل المتقرر على هذا الجزئي الذي ما عرفوا وجه الحكمة فيه والامر كما قال ابو العباس رحمه الله الشيخ تقي الدين قال واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلة فانهم لم يفهموا حكمة له فصاروا على نوع من الجاهلية هذا باختصار ما يتعلق باركان الايمان الستة قلنا قبل دروس آآ قريبة ان مراتب الدين ثلاث الاسلام والايمان والاحسان وهو ما سنتكلم عنه قريبا ان شاء الله يبقى النظر بعد ذلك في البحث في الفرق بين الاسلام والايمان وهذا الموضوع فيه بحث طويل لكن التحقيق والخلاصة فيه ان هذا الموضوع ينظر اليه من جهتين من جهة الايمان والاسلام من حيث هما ومن جهة اهلهما اما من حيث هما فان هاتين الكلمتين اذا اجتمعتا افترقتا واذا افترقتا اجتمعتا اذا افترقتا فيطلق الايمان على الاسلام والاسلام على الايمان وذلك كله هذا الدين. ظاهره وباطنه بكل شعبه واركانه وبكل ما امر الله سبحانه وتعالى به امر ايجاب او استحباب. كل ذلك داخل في الاسلام او بالايمان اما اذا دخر اما اذا ذكرا سويا في سياق واحد فانهما يفترقان فيفسر الايمان بالدين الباطن ويفسر الاسلام بالدين الظاهر عليه هذا الذي ينبغي اعتماده وهذا ما دلت عليه الادلة وله شواهد كثيرة في النصوص لكني اترك الكلام فيها رغبة في الايجاز اما بالنظر الى اهل كل من الايمان والاسلام اهل الايمان واهل الاسلام اذا نظر اليهما من حيث هذا الوصف الوصف بالايمان والوصف بالاسلام فالايمان حينئذ اخص من الاسلام والاسلام اعم من الايمان بمعنى ان كل مؤمن فهو مسلم وليس كل مسلم مؤمنا هذا اذا نظر الى الموضوع من زاوية اهلي كل من الايمان والاسلام فمرتبة الايمان ارفع ويصل اليها من حقق الاسلام الذي هو اصل الدين ثم ارتقى بعد ذلك الى فعل ما اوجب الله وترك ما حرم الله فعل كل ما اوجب الله وكف عن ما حرم الله فهذا هو الذي اتى بمرتبة الايمان واما مرتبة الاحسان فهي ارفع من ذلك وارفع فهي اخص من الايمان من هذه الجهة عليه كل محسن فهو مؤمن وبالتالي ايضا مسلم وليس كل وليس كل مؤمن محسنا فضلا عن ان يكون كل مسلم محسنا هذا باختصار فيما يتعلق اتين المرتبتين نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد فهو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. والدليل قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون هذه هي المرتبة الثالثة وهي مرتبة الاحسان ويا سعادة من نالها الاحسان مرتبة او ركن واحد كما ذكر المؤلف رحمه الله وهو ما جاء حريص وهو ما جاء صريحا في حديث جبريل المشهور قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك من بلغ هذه المرتبة بلغ غاية السعادة لانه ينال معية الله سبحانه وتعالى اليس هو الذي قال ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون الله عز وجل مع جميع خلقه بعلمه واحاطته وقدرته وسمعه وبصره وما الى هذه المعاني لكن هؤلاء لهم شأن اخر لهم معية اخص فالله عز وجل معهم ايضا بتأييده ونصره ورعايته وهدايته وتوفيقه سبحانه وتعالى فاي توفيق وسعادة اعظم من ذلك مرتبة الاحسان مرتبة سهلة بالكلام والدعوة لكنها من حيث القيام بها لا شك ان المقام صعب الا على من يسر الله عز وجل عليه هذا المقام يحتاج الى قدر كبير من المجاهدة ان يجاهد الانسان نفسه حقيقة هذه المرتبة هي تكميل مرتبتي الايمان والاسلام اذا اردت ان تعرف ما الاحسان فاعلم ان الاسلام هو الدين الظاهر والايمان هو الدين الباطن وتكميلهما هو الاحسان بلوغ الدرجة العليا من الاتقان والقيام بما امر الله سبحانه وتعالى به باطنا وظاهرا هو الاحسان وهذا يتفرع الى مرتبتين كما بين النبي صلى الله عليه وسلم الاولى قال فيها ان تعبد الله كأنك تراه هذه هي مرتبة المشاهدة مرتبة ماذا المشاهدة يعني ان تعبد الله كأنك تنظر الى الله عز وجل ومعلوم عندكم انه لا يمكن لاحد رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا قال صلى الله عليه وسلم تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا انما المقصود ها هنا انه لما قام بهذا المحسن قدر عظيم من محبة الله عز وجل وعبوديته فانه صار عنده من الايقان بالله عز وجل ما جعله بمثابة الناظر اليه كانه ينظر الى الله سبحانه وتعالى لعظيم اخلاصه وانابته وايقانه بالله سبحانه وتعالى. فصار يعبد الله عز وجل وهو كأنه ينظر اليه. وحدث ولا حرج عن حال هذا العابد الذي يعبد الله وكأنه ينظر اليه كيف سيكون عمله وكيف ستكون عبوديته لله سبحانه وتعالى حين اذ لا شك انها متصفة بغاية الكمال والاتقان والمراقبة والرجاء والخوف من الله سبحانه وتعالى المرتبة الثانية دون الاولى وهي مرتبة المراقبة قال فان لم تكن تراه فانه يراك ان لم تصل الى هذه المثابة من عظيم التصديق والايقان والمحبة والشوق الى الله سبحانه وتعالى ان دون ذلك مرتبة وهي ان تعبد الله عز وجل وانت تستحضر مراقبته لك فان لم تكن تراه فانه يراك واذا كان الانسان على مرأى ومسمع من انسان مثله لكن له جلالة وله قدر وهذا يحبه ويجله وهو ينظر اليه كيف تجد حركاته وسكناته الا يكون متئدا الا يكون حريصا على ان لا يصدر منه الا كل جميل فكيف اذا كان الانسان يستحضر مراقبة الله سبحانه وتعالى وان الله عز وجل يراه ويسمعه ويعلم حاله في كل لحظة وفي كل حركة وفي كل سكنة اليس ذلك اولى ان يكون العبد حينها على قدر من الاتقان والتكميل لعبودية الله سبحانه وتعالى لا شك ان الامر كذلك اذا اهل هذه المرتبة متفاوتون اهل الدرجة العليا منها هم اهل المشاهدة واهل الدرجة الدون وليس فيهم دون اهل درجة المراقبة نسأل الله عز وجل من فضله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والدليل قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. تأملوا في هذه الاية الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين على اي الدرجتين دلت هذه الاية ها دلت على الدرجة الثانية التي هي درجة المراقبة. اذا هذه الاية دليل ووجه او نوع الدلالة ها هنا دلالة تضمن لانها دلت على بعض الاحسان الذي هو درجة المراقبة فصح الاستدلال بها لانها دلت على بعض معنى الاحسان وهذه دلالته التضمن نعم الله اليكم قال رحمه الله وقوله تعالى وما تكونوا في شأن وما تتنو منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اتفيضون فيه لكنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه القول في هذه الاية كالقول في سابقتها هذه وتلك ها تدلان على درجة المراقبة فان لم تكن تراه فانه يراك الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والدليل من السنة حديث جبريل المشهور عن عمر رضي الله عنه انه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت قال فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من قال فاخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها. وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان. قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. دينكم هذا حديث عظيم حديث جبريل عليه الصلاة والسلام مشهور بهذا الوصف حديث جبريل المشهور رواه ابن عمر عن ابيه عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم هو اصل عظيم لمسائل كثيرة في الدين فقد دل على مرتبة الاسلام ومرتبة الايمان ومرتبة الاحسان كما دل على جملة من اشراط الساعة التي هي علاماتها التي تدل على قرب وقوعها الشاهد من ايراد المؤلف رحمه الله هو الاستدلال على المراتب الثلاث التي سبق الكلام عنها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم هو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى الاصل الثالث بنى المؤلف رحمه الله كما قد علمنا هذه الرسالة على الجواب عن الامتحان العظيم الذي سيمر به كل واحد منا امتحان سيكون تحت الارض لا فوق الارض امتحان في القبر يسأل الانسان عن سؤال معروف وجوابه معروف وانت فوق الارض يمكن ان تعرف هذا السؤال ويمكن ان تعرف الجواب لكن الشأن في النجاح انما هو القيام بحق هذه الاسئلة علما وعملا يمكن ان يحفظ الانسان الاسئلة والاجوبة ويرددها حتى يتقنها لكن هذا ليس كاف في ان ينجو الانسان من هذه المحنة العظيمة التي سيلقاها الانسان في قبره انما اذا اردت النجاح بهذا الابتلاء وفي هذا الامتحان فلابد من القيام بهذه الاجوبة من جهة الاعتقاد ومن جهة العمل الاسئلة الثلاثة من ربك ما دينك ماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم والمؤلف رحمه الله اراد النصيحة لاخوانه المسلمين فلخص لهم جملا تدلك على الطريق السديد المختصر الذي يوصل الى الجواب الصحيح اتعرف من ربك معرفة صحيحة وتعرف ما دينك معرفة صحيحة ثم انتقل بعد ذلك الى معرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبينا صلى الله عليه وسلم نبوته بعثته رسالته من اعظم النعم على الناس جميعا لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا منهم اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. نعمة واي نعمة لان النفوس كلها مظلمة الا ما اشرقت عليه شمس النبوة فالنبي صلى الله عليه وسلم نعمة عظيمة حاجة العباد الى بعثته اعظم من حاجتهم الى كل شيء بل اعظم والله من حاجتهم الى الطعام والشراب بل والنفس هذه الامور بها حياة البدن لكن الشأن في حياة الروح وحياة الروح محصورة وموقوفة على الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لم لما يحييكم هذه هي الحياة الحقيقية التي تنفع صاحبها اذا نبوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نعمة واي نعمة الحاجة ماسة جدا اليها والنجاة معلقة بها لا يمكن ان ينجو انسان منذ بعثته عليه الصلاة والسلام والى قيام الساعة حتى يكون من اتباعه عليه الصلاة والسلام والا فوالله الضلال والا فوالله الخيبة والا فوالله الخسارة النجاة محصورة فقط في اتباع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هذا فقط الذي ينجو من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. يعني من اهل النار نبوة النبي صلى الله عليه وسلم من اظهر الاشياء واوضحها واجلاها والادلة عليها كثيرة جدا حتى قال بعض اهل العلم انه قد دل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من الف دليل اكثر من الف دليل دلت على صحة نبوته وانه صادق في كونه رسول من عند الله عز وجل والعلماء في هذا المقام يقسمون هذه الادلة الى مجموعات تحت ادلة عامة الدليل الاول هو دليل المعجزات يعني الايات والبراهين الحسية التي اجراها الله سبحانه وتعالى على يدي نبيه عليه الصلاة والسلام وهذه كثيرة جدا و العلم بها يضطر صاحبه الى الاقرار بانه نبي صادق مرسل من عند الله لان حصول هذه الاشياء التي اعجزت الجن والانس مع كونه صلى الله عليه وسلم يقول انه رسول من عند الله هذا لا يكون الا اذا كان حقا رسولا من عند الله لا يمكن ان يكون كاذبا مفتريا على الله ثم تجري على يديه عليه الصلاة والسلام هذه الايات المعجزة العظيمة بل هذا تأييد لكونه رسولا من عند الله ولذا لما طلب المشركون اعني المشرك قريش من الرسول صلى الله عليه وسلم اية وكانت هذه الاية هي انشقاق القمر واذا بالقمر ينشق فيصبح قطعتين انشقاق حقيقي قطعة ذهبت هنا وقطعة ذهبت هنا حتى رؤي الجبل فيما بينهما ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم انظروا هذا الذي طلبته من الايات ثم يعود القمر فيلتصق مرة اخرى لا يمكن ان يجري هذا الا على يدي رسول صادق الله عز وجل ايده بهذه الاية وقل مثل ذلك في الايات الاخرى ان يسبح طعام بين يديه ان يسلم عليه حجر ان يحن اليه جذع ان يتحرك الشجر بامره عليه الصلاة والسلام ثم يعود بامره عليه الصلاة والسلام الى ايات كثيرة يفور الماء بين اصابعه عليه الصلاة والسلام يكثر الطعام ببركة دعائه عليه الصلاة والسلام في سلسلة طويلة من هذه المعجزات كلها دليل قاطع على انه رسول من عند الله عز وجل حقا ودليل اخر وهو القرآن الكريم لو لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم من اية تدل على صدقه الا هذا القرآن الكريم لكان والله كافيا او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم بلى والله كافي يا رب ماذا يقول الانسان في هذه الاية العظيمة التي اعجزت البشرية جميعا بل الجن والانس قاطبة تحداهم الله عز وجل في هذا القرآن ان يأتوا بمثله ان يأتوا ببعضه ان يأتوا بسورة من مثله ولو من اقصر السور مع ذلك والله هم عاجزون قرآن اعجز الثقلين اعجزه من جهات كثيرة من جهة البلاغة والفصاحة من جهة التلاوة والقراءة من جهة القراءات من جهة ما تضمنه من ادوية واصلاح للقلوب من جهة ما تضمنه من سعادة الناس في الدنيا والاخرة من المعاني الجليلة التي اشتمل عليها اوجه كثيرة تدل على انه كلام الله عز وجل حقه تحدى الله سبحانه وتعالى به الخلائق اجمعين الا يدل ذلك على انه رسول من عند الله حقا بلى والله لا يوجد احد يقرأ هذا القرآن يريد بذلك الوصول الى الحق يتجرد من الاهواء الا وانه والله سيصل الى انه كلام الله حقا وان الذي جاء به رسول من عند الله حقا الدليل الثالث دليل الاخبار بالمغيبات كون النبي صلى الله عليه وسلم يخبر باشياء لم تقع انها ستقع هذا دليل بين على ان نبوته حق وهذا من جهتين اولا من جهة وقوع ما اخبر به فهذا دليل على ان هذا الرسول صادق وانه انما تكلم عن وحي من الله الذي يعلم ما سيكون فهو اذا صادق عليه الصلاة والسلام خذ مثلا على هذا لما كان الاقتتال والحروب التي التي كانت بين اليهودي بين الفرس والروم كان المسلمون يحبون انتصار الروم لانهم في الجملة اهل كتاب وكان المشركون يحبون انتصار الفرس لانهم وثنيون انزل الله عز وجل قوله تعالى غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون ليس هذا فقط بل مع تحديد المدة التي سيكون فيها هذا الامر؟ قال فيكم في بضع سنين والبضع عند العرب من الثلاث الى التسعة هذا الكلام لو لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق في كونه رسولا من عند الله والله لكان كافيا في ابطال دعوته عليه الصلاة والسلام لو لم يتحقق ومع ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبر به وكان ما اخبر به بعد تسع سنوات من نزول هذه الاية ينتصر ها الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون استتم التسع سنوات واذا بالنصر قد حصل تحقق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. هذا امر الامر الثاني كونه يخبر بهذا اصلا هذا كاف في كونه رسول يعني وقوع ما اخبر به دليل وكونه يخبر بذلك دليل اخر يعني كون النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر انه رسول من عند الله ثم يذكر لهم دليل كونه رسولا فيقول سيقع كذا سيقع كذا لا يوجد عاقل عنده ادنى حد من العقل لا يمكن ان يجرؤ على ذلك لم لو كان كاذبا لم يجرؤ على ذلك لم لانه سيفتضح لانه ستسقط دعوته بالكلية لو لم يحصل ذلك واذا كان كاذبا فلا شك انه طالب لمآرب. وبالتالي ستذهب هذه المآرب والمنافع فما الذي يلجأه الى هذا العاقل يحجم عن ذلك لو كان يدعي دعوة كاذبة لكان يكف عن هذا لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخبر بمغيبات وربما حدد وقتها هذا لا يمكن ان يكون الا اذا كان رسولا من عند الله عز وجل حقا وقد تكلمنا ان كنتم تذكرون في بعض الدروس الماضية على مثل هذا الموضع تأمل مثلا في قوله تعالى قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين. الاية موجهة الى اليهود قل يا ايها الذين هادوا ان زعمتم ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين البقرة قال جل وعلا ولن يتمنوه ايش ابدا عجيب! تأبيد هؤلاء الذين تحداهم النبي صلى الله عليه وسلم لن يتمنوه ليس فقط الان ابدا بما قدمت ايديهم وفي اية الجمعة قال ولا يتمنونه ابدا عجيب لو كان هذا الكلام قد تلاه علينا غير نبي ثم جاء احد من هؤلاء اليهود واحد فقط وقالها انا اقول لكم ولو كذبا ها انا اتمنى الموت ماذا يحصل تسقط دعوة هذا الانسان تماما. اليس كذلك ومع ذلك ما تجرأ احد واحد فقط والمقام مقام تحد مع اليهود ها قل يا ايها الذين هادوا خطاب تحد لهم تمنوا الموت ان كنتم صادقين. انتم تقولون انكم ابناء الله واحباؤه وان لكم خاصية عند الله وان الدار الاخرة لكم تمنوا الموت الا يستطيعون عقلا في قدرتهم ان يتمنوا الموت ولو ظاهريا اجيبوا يا جماعة والله نعم لكنه ما كان لم لان الله علم انه لن يكون ولان قلوبهم بيدي من انزل هذا الكلام سبحانه وتعالى فهذه اية عظيمة على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. لا من حيث انه قد وقع ما اخبر به وانهم لن يتمنوه ولا من حيث ها كونه تكلم اصلا بهذا الكلام وقل مثل هذا في قوله تعالى تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ما له وما كسب ماذا سيصلى نارا ذات لهب. ما معنى هذا يعني انه سيبقى على كفره الى الموت ثم يصلى نارا ذات لهب قد اخبرتكم بقصة احد الكفار وهو رجل يعني اه الدكتور في بعظ العلوم العصرية وجاء هنا الى المملكة في فترة من الفترات بعد اسلامه كان باحثا عن الحق واخذ ترجمة معاني القرآن وبدأ يقرأ يقرأ يقرأ الى ان وصل الى تبت يدا ابي لهب وتب. لما قرأها اغلق المصحف وقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله هذه السورة هي التي اثرت فيه ما السبب يقول هذه الاية نزلت وابو لهب حي والتحدي قائم بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين والمشركون يسعون بكل وسيلة لتكذيبه كان يستطيع ابو لهب ان يأتي امام الناس ويقول انظروا الي انا ابو لهب وانا اشهد ان لا اله الا الله لو كذبا ومع ذلك ما فعل ولو كان غير رسول من عند الله والله ما ما تجرأ هذه الجرأة ولا ابطل دعوته بشيء محتمل اليس كذلك؟ يمكن انه يسلم ما يدري يعني لو كان غير الرسول فكان يمكن ان يسلم عقلا الامر ممكن لكن الله عز وجل الذي اوحى بهذا القرآن علم سبحانه وتعالى ان هذا الرجل لن يسلم اذا الاخبار بالمغيبات من اعظم البراهين والدلائل على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم عندنا دليل رابع وهو الذي يسميه العلماء بدليل الاحوال احوال النبي صلى الله عليه وسلم من تأملها فانه سيقطع بانه رسول من عند الله صادق فقط لو نظرت الى حاله واخلاقه وشمائله وكريمي صفاته عليه الصلاة والسلام والله ان في هذا لدليلا ناصعا على انه رسول من عند الله وقد اشار الى هذا قوله تعالى فقد لبثت فيكم عمرا من قبله تعرفونه باسمه ونسبه ومدخله ومخرجه تعرفونه في صغره تعرفونه في شبابه تعرفون كل احواله انتم تدركون انه صادق لانكم ما علمتم عنه كذبة واحدة على مخلوق فكيف يكذب على الخالق قلنا ان كنتم تذكرون في دروس ماظية النبوة لا يدعيها الا اتقى الناس او افجر الناس ما يمكن يأتي شخص الا احد هذين اما ان يكون في غاية السمات الرفيعة وقلنا سابقا النبوة عند اهل السنة والجماعة ينظر اليها اهل السنة والجماعة من جهتين اولا من كونها اصطفاء من الله لا يمكن ان يوصل اليها باي حال من جهة الاكتساب والرياضة وما الى ذلك هذا ماذا مستحيل هي اصطفاء من الله ومع ذلك الله يصطفي امثل الناس لها الله اعلم حيث يجعل رسالته اذا هذه النبوة لا يمكن ان يدعيها الا احد رجلين. اما ان يكون اصدق الناس واما ان يكون اكذب الناس وافجرهم. والسؤال هل التفريق بين اصدق الناس وابرهم واكذب الناس وافجرهم امر عسير نحن في مجتمعنا انت في من حولك هل من الصعوبة ان تعرف ان فلانا صادق بل هو اصدق ما يكون وفلان كاذب فاجر خبيث؟ هل الامر صعب والامر متيسر اذا هذه النبوة لا يدعيها الا اصدق الناس فيكون صادقا او اكذب الناس فيكون كاذبا. والنبي صلى الله عليه وسلم باجماع محبيه ومبغضيه من الكفار يشهدون بانه كان الصادق البار عليه الصلاة والسلام فكيف بعد ذلك يتهم في انه يكذب على الله عز وجل الامر الخامس دليل الشريعة نفسها الوحي والشريعة والدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وحده كاف بانه صادق عليه الصلاة والسلام من تأمله وما تضمنه من الدلالة على الخير والهدى والرشاد والسعادة في الدنيا والاخرة بانه يجزم ان هذا منزل من عند الله؟ مستحيل ان يكون من لدن بشر مهما بلغ هذا البشر من الذكاء والعبقرية مستحيل هذه الشريعة بهذا التفصيل الدقيق المشتمل على كل ما فيه خير وسعادة وموافقة للعقل وموافقة للفطر مستحيل ان تكون من عند بشر الناس اليوم يا اخوة اذا ارادوا ان يضعوا قانونا في جزئية يسيرة تتعلق امور بيع وشراء ولا تنظيم دراسة وتعليم او ما يتعلق آآ المصارف او غير ذلك من امور الناس ماذا يصنعون يشكلون لجنة عليا ولجنة تنفيذية ويبحثون عن اذكى الناس ثم لجنة تتلوها لجنة وتصحيح بعد تنقيح وهلم جرا ثم بعد سنة او سنتين يكتشفون ان النظام فيه مشكلة او اه في مفسدة تترتب على تطبيقه يعدلونه وهو في جزئية يسيرة يا ايها العقلاء هذا الدين نظم كل شيء علاقة الانسان بربه علاقة الدول بعضها ببعض علاقة الراعي بالرعية والرعية بالرعاة علاقة الانسان مع نفسه علاقة الانسان بغيره احكام كل شيء لا تستثني شيئا كل قضية في هذه الحياة فالاسلام نظمها تنظيما بديعا يعود على الفرد والجماعة بالخير بيع مزارعة صناعة نكاح طلاق رضاعة ايجارة جوار علاقة ابوة علاقة بنوة كيف يأكل الانسان ويشرب وينام ويلبس حذاءه ويقضي حاجته عجيب كل شيء بهذا التفصيل ليس فقط كلام مجمل لا تفصيل دقيق جدا تعجب الانسان امام ايمكن ان يكون هذا من بشر والله لا يكون الا من رب البشر الذي يعلم ما يصلح الناس ولذلك كان دينا عجيبا يتوافق مع الفطر توافقوا مع العقول ليس فيه تناقض ليس فيه اختلاف لا يصيب المعتنق بالتشتت والضياع والاضطراب السكينة الراحة السعادة الاخلاق والسمو الرفعة كل ذلك موجود في هذا الدين بتفصيل بديع الا يدل ذلك على انه رسول من عند الله حقا وان الذي انزله هو رب العالمين صدقا اذا هذه الرسالة كافية في اثبات ان الذي جاء بها صادق في نبويته اقول يا اخوة هذا الموضوع يستحق ان يكرر فيه الكلام ويعاد لان هذا الزمن هذه السنوات الاخيرة التي نعيشها فيها حملات تشويش وتلبيس على الناس فيما يتعلق بصحة الاسلام وفيما يتعلق بصدق النبي صلى الله عليه وسلم والصفحات الشبكية مليئة مع الاسف الشديد بهذه المشككات التي ربما يتلقاها الاغمار والصغار فتقع في نفوسهم الشبه ويصبح مرتابا وربما يصبح منافقا وربما يرتكس في الردة والعياذ بالله اذا هذا موضوع لا بد من اعادة الكلام والتذكير به عندنا امران لابد ان نتعلمهما جيدا وان نعلمهما الاخرين ولا سيما الناشئة جيدا ما يتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله وما يتعلق بدلائل نبوته هذان امران لابد من التركيز عليهما اولا لان هذا به يتحقق الجواب المسدد عند السؤال وثانيا لان بهذا يتحقق كون الانسان شاهدا انما يقول اشهد ان محمدا رسول الله قد علمنا معنى الشهادة فما هي ها اخبار عن علم ويقين سبحان الله كيف تشهد برسالة من لا تعرفه اذا وصل الانسان الى هذه الدرجة فالامر مشكل جدا ان يكون جاهلا بالنبي صلى الله عليه وسلم وكلما كنت اكثر معرفة به كلما كانت شهادتك اكثر صدقا اذا انت بحاجة الى هذا؟ للجواب عن السؤال لتحقيق الشهادة وايضا لكي تصل الى امر عظيم وهو ان ترضى به صلى الله عليه وسلم نبيا وهذه مرتبة ارفع من مجرد الايمان به اذا وصلت الى ذلك مع امرين اخرين فانك تصل الى طعم الايمان قال صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من ها رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا كيف تصل الى الرضا به نبيا هذا لا شك انه يكون بمقدار علمك وتصديقك بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من الشمائل وبما جاء من الدلائل شمائله صفاته عليه الصلاة والسلام وكذلك ما يتعلق بدلائل نبوته عليه الصلاة والسلام اضف امرا رابعا وهو انك بمقدار ذلك تزداد محبتك له عليه الصلاة والسلام وهذا امر عظيم وامر مهم ليس من النوافل لا تصل الى درجة الايمان الواجب الا بكونه عليه الصلاة والسلام احب اليك من كل من على وجه الارض من ابيك وامك من اخيك من ابنائك من زوجك من صديقك بل من نفسك لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين وفي حديث عمر رضي الله عنه حتى اكون احب اليك من نفسك كيف تكون كذلك اذا كنت جاهلا به عليه الصلاة والسلام لا تعرف عنه شيئا او لا تعرف الا النزر اليسير ربما لا تصل الى ذلك المعرفة طريق المحبة كلما كنت بالله عز وجل اعرف كلما كنت اشد له حبا وقل مثل هذا في حق رسوله عليه الصلاة والسلام كلما كنت به اعرف كلما كنت له اشد حبا عليه الصلاة والسلام اضف الى هذا امرا خامسا كيف ستتجرد للدفاع عنه والدعوة الى الايمان به وانت جاهل به لا تعرف عنه الا اقل القليل شيء لا يسمن ولا يغني من جوع في مقام الدعوة او في مقام دفع الشبه ولذا طلاب العلم على وجه الخصوص والمسلمون على وجه العموم في كل وقت ولا سيما في هذه الاوقات مطالبون بان يعتنوا اشد العناية بهذا الموضوع الجليل وهذا الموضوع العظيم تجعلونه مادة للدراسة والتعلم والتحقق. يعاب بعض طلبة العلم انه يبالغ في التدقيق في بحث مسائل لا ترقى الى ما يقرب من هذه المسألة وتجده في هذا الباب جاهلا لا يعتني به كما ينبغي هذا في الحقيقة مما لا ينبغي ان يكون من طالب العلم اسأل الله عز وجل ان ارزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وان يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ان ربنا الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان