ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فبعون الله جل وعلا نبدأ في مدارسة هذا الكتاب الجليل لمؤلفه الجليل الا وهو الرسالة التدميرية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وذلك في رحاب هذا المسجد النبوي المبارك وفي التاسع من الشهر المحرم سنة تسع وثلاثين واربع مئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البداية في مدارسة ما ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب احب ان انبه الى مقدمة تتعلق بالمؤلف والمؤلف اما المؤلف فانه الشيخ الامام العلامة الشهير بشيخ الاسلام و معنى كونه شيخ الاسلام اي انهم شيخ جليل في الاسلام شيخ له القدم صدق في الاسلام وهو ابو العباس تقي الدين احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية النميري الحراني المولود بحران سنة احدى وستين وست مئة والمتوفى بدمشق مسجونا مظلوما سنة ثمان وعشرين وسبعمئة رحمه الله رحمة واسعة والشيخ تقي الدين اشهر من ان يعرف به او ان يذكر شيء من مناقبه او ان يطلب في الثناء عليه فشهرته تغني عن ذلك كله انه كان اية عجيبة في كل شيء كان اية في العلم والتعليم وصدق من وصفه بانه كان او كان رأسه كانه قبة الصخرة ملئت كتبا كأنه قبة الصخرة ملئت كتبا وملئت علما هذا هو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لا يشق غباره في العلم كما انه كان اية في التعليم فكان يجلس لتعليم الناس وتبصيرهم جل وقته كما انه كان اية في الجهاد والبذل في سبيل الله عز وجل حتى انه وقف حياته على ان تكون في سبيل الله سبحانه وتعالى في كل مجال تطلب فيه مرضاة الله فان الشيخ تقي الدين كان يسارع الى ذلك هذا الذي نحسبه والله حسيبه كما انه كان اية في الادب والخلق والمروءة كما انه كان اية في العمل والتعبد كما انه كان اية في حدة الذكاء وشدة الحفظ وسرعة البديهة والهمة العالية ماذا يقول الانسان عن هذا الامام الجليل عليه رحمة الله ان قول من قال انه لم يأتي قبله مثله بقرون ولم يأتي ولم يأتي بعده مثله لا شك انه قول صادق يدرك ذلك من ادرك حال هذا الامام وحال غيره وقد نفع الله سبحانه وتعالى بمؤلفاته فصار لا يستغني عنها طالب علم بل صار لا يستغني عنها موافق او مخالف الكل يغرف من بحر هذا الامام الجليل عليه رحمة الله الواسعة هذا عن المؤلف اما المؤلف فانه الكتاب الذي بايدينا نسأل الله عز وجل الاعانة على ان نفيد منه الفائدة المرجوة الا وهو الرسالة التدميرية وهذا الكتاب سمي ب التدميرية هكذا وهذا كثير وجاء في ثنايا كثير من كلام اهل العلم انه يطلق عليه التدبرية فقط كما انه يسمى كما هو مرسوم على غلاف الكتاب بانه تحقيق الاثبات في الاسماء والصفات وحقيقة وحقيقة الجمع بين الشرعي والقدر بين القدر والشرع وهذا ايضا اسم لهذا الكتاب وشيخ الاسلام رحمه الله سماه به في بعض كتبه كما انه يسمى كما في بعض نسخ الكتاب بالرسالة التدمرية كما انه يسمى بالعقيدة التدمرية كما انه يسمى بالمسائل التدميرية وهذا نص عليه هو رحمه الله في بعض كلامه فهو منسوب اعني هذا الكتاب الى تدمر وذلك لان هذا الكتاب كان جوابا على سؤال ورده من بعض طلبة العلم من اهل تدمر وتدمر مدينة مشهورة في وسط الشام بعدها عن دمشق نحو مئتين وثلاثين كيلو متر من جهة الشمال الشرقي واليوم هي في وسط سوريا من اعمال حمص وتدمر المعروفة المشهورة القديمة هي اليوم اطلال واثار وبجوارها بلدة حديثة تسمى تدمر شيخ الاسلام رحمه الله ومن بعده سموا هذه الرسالة بالتدبرية نسبة الى السؤال اه نسبة الى من ارسل او من سأل السؤال الذي بنى عليه هذا المؤلف وهذه عادة مطروقة عند شيخ الاسلام كالواسطية والحماوية هذا الكتاب كتاب جليل القدر عظيم النفع والفائدة يعرف ذلك من قرأه بتأمل وانصاف فاولا تميز هذا الكتاب بانه قد جمع الكلام على انواع التوحيد الثلاثة وان كان القسط الاكبر من هذا الكتاب كان متعلقا بتوحيد الاسماء والصفات فالاصل الاول الذي تكلم عنه المؤلف وهو تحقيق تحقيق الاثبات للاسماء والصفات استغرق نحوا من ثلثي الكتاب والاصل الثاني الذي تكلم فيه عن توحيدي الربوبية والالوهية استغرق الثلث الباقي او نحو ذلك الكتاب مهم في موضوعه وهذا هو موضوعه وهو البحث في اصلين الاول الاسماء والصفات والثاني في توحيد العبادة او الجمع بين الايمان بالشرع والايمان بالقدر وفي ثنايا ذلك تكلم عما يتعلق بتوحيد الربوبية والكلام عن القدر اصلا فرع من فروع توحيد الربوبية كما لا يخفى هذا على طلاب العلم كما ان المؤلف يتميز بميزة ثانية وهي انه قد دك حصون اهل الضلال والبدع بصورة لا تكاد تجدها الا في هذا الكتاب فهو كان ينقد المذاهب من حيث هي ينقد اقوالها ويبين تناقضها كما انه كان ينقض الاصول التي انبنت عليها تلك الاقوال وهذا من الامر المهم ان تنظر في مذاهب المخالفين اولا الى اصولها والى مبانيها والى العمد التي قامت عليها تلك الاقوال فانك ان تيسر لك ان تنقض هذه الاصول سقطت الاقوال وسقطت الشبه التي يتذرع بها هؤلاء امر ثالث يرجع الى هذه الميزة الثانية انه ايضا نقض جملة من الشبه التفصيلية لم يكتفي فقط بنقضي الاصول الكبار التي بنى عليها المبتدعة من اهل الكلام مذهبهم في باب الصفات انما ايضا ناقش جملة من الشبه التفصيلية فصار الكتاب اصلا مهما لا يستغنى عنه في هذا الباب العظيم ايضا من مميزات هذه الرسالة انها قد جمعت بين التقرير والرد وهذا مما يحتاجه طالب علم العقيدة ان يكون له عناية بتقرير الحق وان يكون عنده عناية ايضا بدفع اقوالي وشبه المخالفين والكتاب قد ظم بين دفتيه الكلام عن هذا وذاك ايضا ميزة رابعة ان او خامسة ميزة خامسة لهذه الرسالة وهي ان هذا الكتاب قد امتزج فيه البحث بين النقل والعقل وهذا شيء فريد عند شيخ الاسلام رحمه الله حيث انه كان يقرر الحق بالدليل الشرعي ويرد مذهب المخالفين وشبهتهم بالدليل الشرعي ولا يكتفي بذلك بل كان ايضا يضيف الى هذا المناقشة العقلية يقرر الحق بالعقل ويرد على مخالفي هذا الحق بالعقل ايضا ويبين ان الشيء الذي يتيهون به على اهل السنة وهو انهم اهل العقل وانهم اهل العناية بالمعقولات يبين انهم مخطئون في ذلك فلا هم بالذين تمسكوا بالنقل ولا هم بالذين اخذوا بالعقل انما حقيقة الامر انهم على وساوس لا على ادلة عقلية والعقل لا يمكن ان يناقض النقل بل انه شاهد للنقل ومؤيد للنقل ودليل على العقل ايضا مما يميز هذه الرسالة ان اسلوبها اسلوب مميز فانها قامت على طريقة التقعيد المؤلف رحمه الله يسوق تقريره على هيئة قواعد وعلى هيئة اصول وعلى هيئة ضوابط وهذا معين جدا لطالب العلم في ضبط مسائل العلم كلما كان علم طالب العلم مبنيا على اصول وقواعد وضوابط كلما كان هذا اثبت لعلمه وكلما كان هذا ارسخ لعلمه وكلما كان هذا ابعد له عن التناقض والاضطراب فهذا اسلوب مميز لشيخ الاسلام رحمه الله كان في هذه الرسالة ايضا ميزة سابعة لهذه الرسالة انك تستطيع ان تقول انها ملخص مركز للمصنفات الكبرى لشيخ الاسلام رحمه الله التي قارع فيها مذاهب المتكلمين هذه الرسالة من نظر فيها ثم قارنها بالمصنفات الكبيرة التي بسط فيها شيخ الاسلام الكلام تقريرا وردا يجد ان ملخص تلك المصنفات الكبيرة قد اودعه في هذه الرسالة ولذا قارن مثلا بين هذه الرسالة وبين ما سطره في بيان تلبيس الجهمية او في درء التعارض او غير ذلك مباحث متفرقة في منهاج السنة في غير ذلك تجد ان هذه الرسالة حوت الملخص وبالتالي اذا اردت استيعاب بعض ما قد يشكل يستشكل او يغمض عليك في هذه الرسالة فانك ستجد تفصيله في موضع من المواضع في كتبه الكبرى ولعله ان شاء الله يأتي التنبيه على شيء من ذلك اثناء مدارسة هذه الرسالة عظيمة اذا عرفنا ما اسم الكتاب وعرفنا ايضا ما موضوع الكتاب وهو انه يتكلم عن اصلين هما المعنون لهما في طرة هذا الكتاب ما يتعلق اصل الايمان بالاسماء والصفات واثبات ما جاء في النصوص من ذلك والاصل الثاني ما يتعلق بالجمع بين الايمان بالشرع والايمان بالقدر كما علمنا بعضا من مميزات هذه الرسالة ويبقى ان نأخذ جملة من آآ الكلام عن مجمل هذه الرسالة نأخذ لمحة سريعة اعني المسائل التي اشتملت عليها هذه الرسالة المؤلف رحمه الله قدم بمقدمة اجمالية ذكر فيها سبب تأليف الكتاب ثم المنهج العام بتركيز شديد لاهل السنة والجماعة فيما يتعلق باثبات الاسماء والصفات ثم المح الماحة الى اقوال المخالفين للحق في هذا الباب ثم بسط القول في بيان ان مذهب اهل السنة هو الحق وان مذهب مخالفيهم باطل من خلال الكلام عن اصلين ومثلين وسبعة قواعد هذه كلها تقرر الاصل الاول الذي اودعه في هذه الرسالة وهو ما يتعلق بالايمان بالاسماء والصفات الاصل الاول الذي يقرر الاصل الفرعي الاول الذي يقرر الاصل الاساسي او الرئيسي في الرسالة هو قاعدة القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر الاصل الثاني القول في بعض الصفات القول في الصفات كالقول في الذات وان هذا يحذو حذو هذا ثم اراد زيادة التوضيح بضرب مثلين اما المثل الاول فهو ما يتعلق بامور الاخرة وما يكون في الجنة وما الى ذلك والمثل الثاني يتعلق بما آآ يتعلق بالروح وما جاء فيها وشيخ الاسلام رحمه الله في هذين المثلين ابدع في تقريب المراد الذي يقرره اهل السنة والجماعة في كلامهم وتقعيدهم في هذا الباب ثم انطلق بعد ثم انطلق بعد ذلك في تقرير القواعد التي تحق الحق والتي تبطل الباطل في هذا الباب والقاعدة الاولى خلاصتها ان الله سبحانه وتعالى موصوف بالنفي والاثبات وان النفي في هذا الباب مآله الى الاثبات هذه خلاصة القاعدة الاولى القاعدة الثانية وجوب التزام الالفاظ الشرعية وان الله عز وجل يوصف بما ورد في النصوص لا بالالفاظ المبتدعة المجملة المحتملة للحق والباطل ثم بين منهج التعامل مع من يستعمل هذه الالفاظ في هذا الباب القاعدة الثالثة قرر فيها ما يتعلق بمسألة ظاهر النصوص ظاهر نصوص الصفات هل هو مراد؟ او ليس مرادا؟ بين هذا شيخ الاسلام رحمه الله كلام محكم متين يجلي الحق في هذه المسألة التي كثر الخوض فيها ثم فرعها على هذا القاعدة الرابعة وهي المتعلقة بالمحاذير التي تلزم القائلين بان ظاهر نصوص الصفات يفيد التشبيه فان هذا اساس البلاء الذي انحرف لاجله كثير من المنحرفين في باب الاسماء والصفات اصلوا اصلا ثم فرعوا عليه فروعا قادتهم الى الباطل. هذا الاصل هو ان ظاهر نصوص الصفات يفيد التشبيه هل هذا الكلام حق لا شك انه باطل وشيخ الاسلام رحمه الله بين بطلانه وركز على اللوازم مما يبين لك بطلان القول لازمه الباطل فان اللازم الباطل دليل على ان القول على ان القول باطل اما القاعدة الخامسة فهي المتعلقة بما يعلم وما لا يعلم من نصوص الصفات وفي ثنايا ذلك تكلم عن موضوع الاحكام والتشابه في النصوص ولا سيما ما يتعلق من ذلك بنصوص الصفات ثم عرج في القاعدة السادسة على ما يتعلق بالمنهج الصحيح في النفي والاثبات في باب الاسماء والصفات واما القاعدة السابعة والاخيرة فانه قد خصصها للكلام على ان ما تقرر في الشرع يمكن ادراكه بالعقل ايضا فثمة توافق وترافق بين النقل والعقل وليس ان بين هذا وهذا تنافر وتظاد وتعارض كلا بل حتى ما دل عليه النقل فانه يمكن ايضا ان يقرر ان يقرر عن طريق ان يقرر عن طريق العقل. كل ذلك تفريع عن ماذا الاصل الاول هذا هو بسط الاصل الاول الذي قرره الشيخ رحمه الله اما الاصل الثاني وهو الشطر الثاني في الكتاب والذي استغرق قرابة ثلث هذا الكتاب فهو الكلام عن توحيد العبادة او التوحيد الطلبي وركز شيخ الاسلام في هذا الباب على ما يتعلق الايمان بالشرع والايمان بالقدر وانه لا تعارض بين الامرين بل واجب ان يجمع بين هذا وهذا بين الايمان بالشرع والايمان بالقدر كما انه تكلم عن توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وبين المفهوم الخاطئ الذي وقع فيه المتكلمون في تقريرهم لمعنى التوحيد وانه قد اخطأوا فهم التوحيد الذي انزلت به الكتب وارسلت به الرسل عليهم الصلاة والسلام ثم بعد ذلك بين الحق في باب القدر وما عليه اهل السنة والجماعة فيه. وان هذا هو الذي لا يجوز العدول عنه ثم اشار الى مذهب المخالفين وبسط الكلام عن من خالف في هذا الباب وهم القدرية المشركية والقدرية الابليسية والقدرية المجوسية وتضمن كلامه بعد ذلك فصولا ومباحث في غاية النفع تتعلق ب تقرير مسألة التحسين والتقبيح العقلي كما تكلم عن موضوع الفناء وما يصح منه وما لا يصح والحق فيه والباطل كما تكلم ايضا عن شرطي قبول العمل الصالح كما تكلم ايضا عن اقسام الناس في عبادة الله والاستعانة به وانهم ينقسمون الى اربعة اقسام هذه اطلالة اجمالية ولمحة سريعة عن موضوع هذا الكتاب وعن المباحث التي اشتمل عليها وفي ثنايا ذلك واعطافه مسائل منثورة في غاية النفع والفائدة لطالب العلم الحق ان هذا الكتاب جدير ان يشد عليه طالب العلم بيديه وان يعقد عليه بخناصره وان يكون قريبا منه قراءة ودرسا وضبطا لمسائله وقواعده فانه يغنيه عن كثير من الكتب ويختصر عليه المسافة في باب اه التوحيد ولا سيما فيما يتعلق بباب باسماء والصفات و ربما يقول قائل وهذا السؤال قد سئلته هل من المناسب لطالب العلم المبتدئ ان يحضر هذا الدرس او ان الاولى عدم او ان الاولى عدم حضوره باعتبار ان الكتاب اه كتاب اه متقدم في سلم الطلب في باب الاعتقاد واقولها هنا ان الجواب فيه تفصيل فلا شك ان هذا الكتاب كتاب عميق وكتاب دقيق ويحتاج الى شيء من مقدمات ممهدات يكون قارئ الكتاب وطالب العلم الذي يدارس او يدرس هذا الكتاب قد الم بها فالكتاب فيه عمق فيه مجادلة فيه اساليب للجدل فيه مصطلحات كلامية ومنطقية به شيء من المسائل الفلسفية اه كتاب يستحق ان يقال انه في غاية العمق فهو كتاب مركز ولكن اقول جوابا على ما سئل او ما سئلت عنه ان كنت ستستفيد من هذا الوقت الذي يستغرقه الدرس في درس اخر يفيدك او يناسب مستواك العلمي فلعل تقديمك ما يناسبك في هذه المرحلة اولى من حضورك هذا الدرس اما ان كنت ان لم تحضر هذا الدرس سوف يضيع وقتك سدى يذهب عليك سبهللة في كلام لا ينفع او في تشاغل امور من الفضول اقول حينها لا احضر ولو لم يكن الا انت تنال بتوفيق الله عز وجل ورحمته ثواب حضور مجالس العلم وانت مستفيد ان شاء الله اه ولابد ولو لم تستفد الا بعض الفائدة فان هذا مكسب اليس كذلك؟ كونك تستفيد بعض الفائدة ان لم تستفدها كلها لا شك ان هذا خير كثير وعلى كل حال ستجد ان هذا الكتاب ليس معقدا ليس من قبيل طلاسم وبعض الناس يظن هذا الكتاب في غاية الصعوبة لا الكلام يسير وسهل في عامته هناك مواضع معينة فقط تحتاج شيئا من التركيز وفهم للاصطلاحات وبالتالي تنحل هذه الاشكالات القليلة والا فالكتاب في عامته اه سهل ويسير ويمكن لقارئه ان يستفيد منه فائدة كثيرة فهذا ما يتعلق اه السؤال عن او ما يتعلق بالجواب عن هذا السؤال ولعلنا نبدأ على بركة الله اه قراءة هذه الرسالة والتعليق عليها استعن بالله يا شيخ عبد الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين طبعا اه الكتاب له طبعاته متعددة لعل اجودها الطبعة التي سنقرأ فيها ان شاء الله وهي التي حققها الدكتور محمد السعوي لعل هذي اجود هذه الطبعات فيما اعلم او الى هذا الوقت نعم احسن الله اليكم اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. من اراد ان يقرأ في طبعة اخرى لا حرج طبعة مجموع الفتاوى لا بأس بها وان لم تكن الاجود لكن لا بأس بها وهي في اول المجلد الثالث من مجموع الفتاوى او غيرها من الطبعات لا بأس بها لكن يتنبه اذا كان هناك تصحيح او شيء يتنبه ويصحح ما في نسخته. نعم احسن الله اليكم قال الشيخ تقييم الدين احمد ابن عبد الحليم رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. نعم بدأ المؤلف رحمه الله خطبته كتابه بخطبة الحاجة وشيخ الاسلام رحمه الله ذو عناية بهذه الخطبة وقد احصيت عشرات المؤلفات التي افتتح افتتحها بهذه الخطبة ما بين الكتب كبار ما بين الكتب الكبار او الرسائل الصغار ومنها هذه الرسالة التي بين ايدينا ومنها الرسالة التي قرأناها قريبا وهي العبودية في سلسلة طويلة من مؤلفات الشيخ رحمه الله فانه كان يعتني كثيرا بهذه الخطبة وله شرح آآ وتفصيل لها في مواضع من كتبه رحمه الله حتى انه وصفها بانها عقد نظام الاسلام والايمان لما شرحها وفصلها وبين انها مشتملة على انواع التوحيد الثلاثة الربوبية والالوهية والاسماء والصفات وصفها بانها عقد نظام الاسلام والايمان هذه خطبة جليلة كان النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول ابن مسعود رضي الله عنه وقد وصفها بخطبة الحاجة كان يعلمهم اعني اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة يقدمون هذه الخطبة بين يدي حاجاتهم سواء تعلقت بالنكاح او غير النكاح. خطبة عظيمة وجليلة وذات قدر شريف حتى انها كانت سببا في اسلام مشرك هذه الكلمات التي سمعتها كلمات مؤثرة وعظيمة ومن اصغى اليها بسمعه وقلبه فانه يجد تأثيرا عظيما ضماد الازدي رضي الله عنه اسلم بسبب هذه الخطبة سمعها فقط فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام وشهد شهادة الحق فقد اخرج الامام مسلم رحمه الله وفي صحيحه ان ضمادا رضي الله عنه وهو من ازد شنوؤة جاء الى مكة وسمع الناس يتكلمون يقولون ان محمدا مجنون صلى الله عليه وسلم وحاشاه وقال انني كنت ارقي من هذه الريح نريد ارقي من الجنون فاتيت محمدا فقلت اني ارقي من هذه الريح فدعني ارقيك لعل الله عز وجل ان يشفيك يقول فما كان منه الا ان قال ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد يقول فقلت له اعد علي كلماتك هذه يقول فاعادها علي ثلاث مرات فقال حينها والله لقد سمعت كلام السحرة والكهنة والشعراء فما وجدت مثل هذا الكلام ان كلماتك هذه بلغت بلغت ناعوس البحر وفي بعض النسخ ولعله الاصح بلغت قاموس البحر يعني بلغت لجته ووسطه فابسط يدك ابايعك فابسط يدك ابايعك فقال النبي صلى الله عليه وسلم وتبايعني عن قومك؟ قال نعم ابايعك عن قومي فاسلم رضي الله عنه كل ذلك بسبب انه سمع هذه الخطبة العظيمة جليلة القدر التي اشتملت على معان في غاية الاهمية يحتاجها كل انسان غاية الحاجة ومما تضمنته هذه الخطبة انها دلت العبد على طريق السعادة وذلك انه يحتاج في النعم الى حمد الله وفي الطاعات الى الاستعانة بالله وفي الذنوب الى ان يستغفر الله ومن جمع هذه الامور فقد حيزت له السعادة انه اذا نزلت عليه النعم يقابلها بالحمد والشكر لمسديها وهو الله سبحانه واذا اراد ان يقوم بالطاعات فيستعين بالله عز وجل واذا اراد او اذا وقع في الذنوب فانه يستغفر الله عز وجل كما انها اشتملت على الاستعاذة بالله عز وجل من اعظم الشرور فوالله ما ثمة شر اعظم من هذين المذكورين في هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا فالنفوس فيها شرور النفوس قد تكون امارة بالسوء فتقود صاحبها الى العطب والهلاك فيسأل العبد ربه ان يعيذه من شرور نفسه ويا سعادة من اعيذ من شرور نفسه واعين على نفسه وقال ثانيا ومن سيئات اعمالنا وهذا يحتمل امرين ان يريد الاعمال السيئة يعني المعاصي والذنوب وهل يورد الانسان الموارد الا ذلك او يكون يريد عليه الصلاة والسلام وهذا ما اختاره المؤلف رحمه الله انه يريد بسيئات الاعمال عقوباتها فهو اما يريد السبب الذي يؤدي الى عذاب الله عز وجل وسخطه وهو سيئات الاعمال التي هي الاعمال السيئة او يريد المسبب وهو عذاب الله عز وجل وسخطه فيكون قد اشتمل كلامه هذا صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة على الاستعاذة بالله عز وجل من اساس الشر ما يدعو الى الشر وما يهيئه وما يزينه وهو هذه الاهواء الرديئة والخواطر السيئة ذلك كله من فعل النفس الامارة بالسوء او من الاعمال السيئة نفسها التي تقع من العبد سواء كانت واقعة من لسانه او واقعة في قلبه او من جوارحه او من الاثار التي تترتب على ذلك وهي المعاصي وهي الذنوب وهي الاثام والشرور وما يوقعه الله سبحانه وتعالى عقوبة بعدله على مرتكبي ذلك في الدنيا والاخرة فالمقصود ان هذه الخطبة اشتملت على هذه الاستعاذة العظيمة التي كل واحد منا بحاجة الى ان يسأل الله سبحانه وتعالى بقلب صادق ان يعيذه من هذين كما انها اشتملت على شهادة الحق وهي الشهادة بالتوحيد والشهادة بالرسالة توحيد الله عز وجل توحيد توحيد الله عز وجل بالعبادة وتوحيد الرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع. قال واشهد وقد علمت يا رعاك الله ان قولك اشهد يعني انك تخبر وتنطق بما تعلم وتتيقن قول القائل اشهد يجمع ثلاثة امور اخبار عن علم ويقين اشهد اخبر وانطق عن علم ويقين انه لا اله الا الله يعني انه لا معبود حق الا الله هذه الكلمة مشتملة على جزئين على ركنين النفي والاثبات البراء والولاء البغض والمحبة التخلية والتحلية النفي والاثبات فانت تتخلى وتبرأ وتكفر بكل ما يعبد من دون الله عز وجل وتتحلى بالتوحيد وهو ان تعبد الله وحده لا شريك له تحب الله سبحانه وتعالى وتواليه وتتوجه له بالذل والخضوع وحده لا شريك له هذه هي شهادة التوحيد ثم قال وحده لا شريك له قوله وحده تأكيد وقوله لا شريك له تأكيد وهذا كله تأكيد بعد تأكيد لعظيم مقام التوحيد ثم الشهادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بانه رسول الله حقا وصدقا فانت تخبر عن علم ويقين بان محمدا ابن عبد الله القرشي الهاشمي صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله وذلك يعني ان تؤمن بانه قد بعثه الله عز وجل بالنبوة والرسالة وانه رسول الى الثقلين كافة الانس والجن منذ مبعثه عليه الصلاة والسلام والى ان يرث الله الارض ومن عليها كما انك تؤمن بانه خاتم الانبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام. ومقتضى هذه هذه الشهادة ان تطيعه فيما امر وان تصدقه فيما اخبر وان تجتنب ما نهى عنه وزجر والا تعبد الله الا بما شرع فعادت هذه الرسالة ببيان اصل الدين وفرعه وظاهره وباطنه وهو شهادة التوحيد. هاتان الشهادتان كلمة الحق لا نجاة الا بهما والناس في ايمانهم يتفاوتون بحسب تحقيقهم لهذه الشهادة والاتيان بشروطها والاتيان بحقوقها والاتيان بلوازمها كما ان هذه الخطبة فيها اثبات القدر الذي هو نظام التوحيد وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وذلك من مباحث القدر مسألة الهداية والاضلال فالهداية في هذا الكلام في هذه الخطبة انما هي هداية التوفيق وليس المقصود بداية الارشاد المقصود هذه الهداية الخاصة التي خص الله عز وجل بفضله خص اهل الايمان من اراد بهم السعادة خصهم بهذه الهداية سبحانه وتعالى من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له الله عز وجل اذا فتح باب خير ورحمة على عبد فلا يمكن لاحد ان يمسك هذا الخير كما انه اذا امسك هذا الباب عن احد فلا يمكن لاحد ان يفتحه ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده فالتوفيق منه والخذلان منه لكن الفرق بين الاول والثاني ان التوفيق فضله وان الخذلان عدله فالله عز وجل لا يضل ظلما حاشاه فقد تنزه عن الظلم وحرم على نفسه الظلم انما اضلاله عن عدل منه سبحانه وتعالى فالاضلال عقوبة تقع على مستحقيها وهذا عدل يحمد عليه سبحانه وتعالى كما سيأتي الكلام عن هذا ان شاء الله هذه بعض الكلمات التي تتعلق بهذه الخطبة العظيمة التي هي خطبة الحاجة وما اجدر طالب العلم اذا قرأ هذه الخطبة في اي موضع او سمعها ان يحسن تأملها فان فيها من الخير والنفع الشيء الكثير والله اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اما بعد فقد سألني من تعينت اجابتهم ان اكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر. لمسيس الحاجة الى الى تحقيق هذين الاصلين وكثرة الاضطراب فيهما فانهما مع حاجة كل احد اليهما ومع ان اهل النظر والعلم والارادة والعبادة لابد لابد ان يخطر لهم في بالك من الخواطر والاقوال ما يحتاجون معه الى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في انواع الضلالات. نعم هذه القطعة من الرسالة فيها بيان سبب تأليف هذا الكتاب ومعلوم عندك يا طالب العلم ان اهل العلم ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ما كانوا يؤلفون الكتب ترفا ولا تصنعا ولا تزينا ولا مباهاة انما كانوا يؤلفون الكتب عن الحاجة فمتى ما وجدت الحاجة فانهم يؤلفون لانهم يعلمون ان هذا التأليف وهذا التصنيف من باب تقرير الحق من باب الجهاد العلمي الذي لا يقل عن الجهاد البدني اهمية وثوابتا وثوابا وربما فاق الجهاد البدني المقصود ان هناك اسباب تدعو الى التأليف وليس التأليف نوع من الترف ونوع من الشيء الذي يتزين به الانسان فشيخ الاسلام رحمه الله كان يؤلف عن حاجة والسبب الذي ذكره رحمه الله في هذه الاسطر يمكن لنا ان نلخصه في اربعة اسباب اما السبب الاول فهو انه قد سئل فتعينت الاجابة في حقه فان من سئل عن علم فكتمه الجم بلجام من نار يوم القيامة وهذا المقام يحتاج الى تفصيل شيخ الاسلام رحمه الله يقول سألني من تعينت اجابتهم ويبدو ان هؤلاء كانوا من اهل تدمر واشار الى هذا ابن عبد الهادي رحمه الله في ترجمة شيخ الاسلام. ولذا سميت الرسالة بالتدميرية يقول ان من تعينت اجابتهم ان اكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس ما احسن مجالس شيخ الاسلام ويا ليت اننا قد حضرناها مجالس مشغولة بالعلم ومشغولة النفع مشغولة بالمسائل المفيدة يطرح فيها شيخ الاسلام رحمه الله للجالسين ما ينفعهم ويفيدهم ولا سيما ما يتعلق باصل الدين ما يتعلق بالتوحيد ما كانت المجالس مشغولة بالقيل والقال ولا معمورة بما يوغر الصدور ويسود القلوب انما كانت مجالس فيها العلم كانت المجالس سببا لزيادة الايمان شيخ الاسلام رحمه الله قد انتفع به مجالسوه اعظم ما يكون من النفع عليه رحمة الله المقصود انه يذكر انه قد تعينت الاجابة عليه واعلم يا رعاك الله انه قد جعل الله سبحانه وتعالى في العلم حقا على حامله كما ان في المال حقا على مكتسبه كما جعل الله عز وجل في المال حقا يجب عليك يا صاحب المال ان تؤديه كذلك يا صاحب العلم لله عليك حق يجب عليك ان تؤديه وهذا هو التعليم والافادة والاجابة وازالة الشبهة والاشكال وذلك انما يتعين اذا كان التعليم لاهله ولا يتعين اذا لم يكن لاهله اذا التعليم يتعين في حالة ولا يتعين وقد يكره في حالة اما الحالة التي يتعين فيها التعليم يتعين التعليم يتعين بذل العلم لاهله وهم كل من كان طالبا له مستهديا به متأدبا بأدبه كم شرط عندنا ثلاثة اهل التعليم من يتعين تعليمهم من جمعوا هذه الامور الثلاثة ان يكون طالبا له يبتغيه ويحرص عليه ويسعى اليه وثانيا يستهدي به يريد ان ينتفع يريد ان تكون له الهداية بالعلم يجعل العلم سببا للنجاة وثالثا انه يتأدب بأدبه لا ان يكون عديم الادب او قليل الادب وذلك ان المتعلم بحاجة الى الادب حتى ينشرح اليه المعلم ان المعلم والطبيب كلاهما لا ينصحان اذاهما لم يكرما فاقنع بجهله فاقنع بدائك ان جفوت طبيبه واقنع بجهلك ان اهنت معلما لابد من التأدب بادب العلم اما من لم يكن متأدبا فانه لا يستحق ان يعلم وكل ذلك متأسس على اصل مهم لابد من رعايته وهو ان العلم عزيز فيجب اعزازه والعلم كريم فيجب اكرامه وصيانته وعلى هذا توارد كلام السلف رحمهم الله العلم شيء شريف. العلم شيء عظيم. يجب تعظيمه. ولو ان اهل العلم صانوه صانهم. ولو عظموه في النفوس لعظم يجب ان يعظم العلم في النفوس ويجب ان يعز ويجب ان يكرم ولا يجوز ان يضاع وان يبتذل وها هنا باب عظيم اوصيك بقراءته يا طالب العلم. ويا من فتح الله عز وجل عليك بالتعليم والافادة ان تقرأه في كتاب الخطيب البغدادي رحمه الله الذي هو الجامع فانه عقد بابا نفيسا اورد فيه جملة من الاثار عنون لهذا الباب بان من اضاعة العلم بذله لغير اهله فالعلم شريف لا يبتذل ومن ابتذاله ان يبذل وان يعطى لمن لا يستحقه وذلك اما ان يكون غير طالب له يكون معرضا متلهيا ليس عنده همة لتحصيله فتأتي يا ايها المعلم تبذل هذا الشيء الشريف النفيس لشخص ليس عنده حرص عليه هذا ابتلاء هذا ابتذال لا ينبغي يقول مطرف رحمه الله لا تطعم طعامك من لا يشتهيه قال هذا في هذا المعنى والعلم اشرف من الطعام والطعام لا تبتذله اذا كان طعاما حسنا جيدا لا تبتذله الى من لا يشتهيه. يقول في هذا المعنى هذه الاشارة يقول لا تبذل لا تطعم طعامك من لا يشتهيه ويقول مسروق رحمه الله لا تنشر بزكاء الا لمن يبتغيه اذا كان عندك البز وهذه الثياب الفاخرة لا تنشرها لكل احد انما من كان يبتغيها وحريصا عليها هو الذي تنشر امامه هذا العلم وهذا اعني كونك لا يكون عندك همة ولا حرص على ان تعلم غير الحريص هذا ليس من كتمان العلم بل هذا من اعزاز العلم من منح الجهال علما اضاعه كما يقول الشافعي وقد اخرج هذا عنه ابو نعيم في الحلية يقول ومن منح الجهال علما اضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم انت بين امرين ان يكون بذلك للعلم لغير حريص عليه اما ان يكون متلهيا او يكون متفكها او يكون مستكبرا ومعرضا مشغولا عنه لكن يلا عطنا ايش عندك ها كانها كانه يطلب من مغن ان يغني هذا ليس من اعزاز العلم ان يبذل العلم لمن هذه حاله انما يبذل العلم لمن تظهر عليه امارات الحرص والرغبة والشغف هذا الذي يعطى هذا العلم. اما من لم يكن كذلك فان مقلد العلم لغير الحريص كمقلدي الزبرجد للخنازير. وهذا معنى كلام الامام مالك ابن انس رحمه الله والامر الثاني قلنا ان يكون للطالب الذي يستهدي يكون طالبا للعلم حريصا عليه مستهديا به. اما اذا كان يطلب العلم لكن لاغراض فاسدة يجيد يريد المجادلة يريد المماراة يريد ان يقتنص شيئا من اجوبتك ليحقق مآرب سيئة فهذا مما ينبغي التفطن له ليس هذا جديرا بان يعلم ولا ان يجاب الى سؤله حتى تكون امارة الاستهداء بالعلم بادية عليه وهذا يدركه الحصيف الذكي الذي يعرف من وجه ومن كلامي ومن لحن قولي المتكلم ماذا يريد بهذا السؤال؟ وماذا يريد بهذا الطلب للعلم الامر الثالث ان يكون متأدبا بادب الطلب فان كان عديم الادب او قليل الادب فانه لا يستحق ان يعلم بل لا يجدر بالمعلم ان يهين العلم باعطائه لمثل هذا حضر احد اولاد المهدي الى شريك رحمه الله شريك القاضي جلس مستندا الى جدار وقال حدثني يا شيخ هذه ليست هيئته طالب العلم فاعرض عنه ولم يلتفت اليه ما كأنه سمع منه شيئا تكرر عليه السؤال فكرر الالتفات عنه والاعراض عنه فقال كانك تريد الازراء باولاد الخلفاء فقال لا ولكن العلم ازين عند اهله من ان يضيعوه انظر الى اعزاز العلم عند السلف قال العلم ازين عند اهله من ان يضيعوه يقول فجفا على ركبتيه بين يديه وسأله ان يحدثه فقال هكذا يطلب العلم فحدثه اذا لابد من رعاية هذه الامور في بذل العلم ان يبذل العلم لاهله واجب عليك يا عبد الله. واذا جاءك من هو من اهله فوالله ان هذا من نعمة الله عليك ومن الاجر الذي يسوقه الله اليك فعليك ان تنشرح صدرا وان ترحب به وان تقول ما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا يا طالب العلم الترحيب كان لمن لطالب العلم الذي يأخذه بحقه ومن لم يكن كذلك فان الذي ينبغي ان يوصنا العلم وان يعز اما السبب الثاني فهو قوله رحمه الله لمسيس الحاجة الى تحقيق هذين الاصلين وصدق رحمه الله اهمية المسؤول عنه تعين الجواب عن السؤال تجعل الجواب عن السؤال متعينا فان السؤال كان عن شيء في غاية الاهمية عن شيء واجب في الشرع بل هو من اوجب الواجبات فان السؤال الذي تعلق تحقيق الاصل الاول وهو عن الحق في باب الاسماء والصفات لا شك انه من اهم المهمات فاي علم اهم من العلم بالله سبحانه وتعالى الذي العلم به اعظم نعمة على الانسان بل ان الحياة الحقيقية ليست الا لمن كان عارفا بالله سبحانه وتعالى فمن عرف الله عز وجل عرف ما سواه ومن جهل ربه فانه لما سواه اجهل هذا اعظم ما تطلبه النفوس اعظم ما تعمر به القلوب معرفة الله سبحانه وتعالى المعرفة الحقة المبنية على الاصول الصحيحة المستفادة من الوحي مما بينه رسل الله مما جاء في الكتاب والسنة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اهم ما يكون واعظم ما يكون والحاجة اليه تفوق كل حاجة كيف يتسنى لك يا ايها المسلم ان تعبد من لا تعرف عنه شيئا لو قيل لك اعبد صلي صم حج اسجد احب توكل خف ممن لا تعرف عنه شيئا هل هذا ممكن والله غير ممكن لا يمكن ان تقوم بالعبادة لمألوه ومعبود هو مجهول لك لا تعرف عنه شيئا كيف يتأتى ذلك انما كلما كنت به اعرف كنت له اعبد ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اعبد الخلق لربه لانه اعلم الخلق بربه صلى الله عليه وسلم بمقدار علمك بالله وبصفاته ونعوت جلاله وجماله سبحانه وتعالى تكون عابدا لله سبحانه وتعالى اذا مسيس الحاجة الى هذا ايضا الى الاصل الثاني وهو تحقيق العبودية لله وحده لا شريك له والايمان بالقدر الذي هو نظام التوحيد وقد استحسن الامام احمد رحمه الله قول من قال ان القدر قدرة الله عرف القدر بانه قدرة الله الامام احمد استحسن هذا جدا وصدق في هذا الاستحسان لان قدرة الله سبحانه وتعالى تتجلى في قدره من اوجه كثيرة يعرف ذلك من يعرف باب القدر وعليه فقد قدر الله حق قدره من امن بالقدر على وجهه وليعلم الذي قد خاض في باب القدر على غير وجهه انه ما قدر الله حق قدره وهذا سيتبين لنا في موضعه ان شاء الله اذا الحاجة مسيسة الى معرفة هذين الاصلين الذين سئل عنهما شيخ الاسلام رحمه الله هذا السبب الثاني قال رحمه الله لمسيس الحاجة الى تحقيق هذين الاصلين وكثرة الاضطراب فيهما اشار الى هذا السبب بعد قليل ايضا في قوله لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات هذا هو السبب الثالث كثرة الاضطراب شدة الخلاف التي وقعت الذي وقع بين المنتسبين الى هذه الملة سواء كانوا من من اهل الاسلام او ممن يحكم عليهم بانهم خارجون عن ملة الاسلام الخلاف في هذا الباب خلاف كثير خلاف واسع الاضطراب شديد وهذا مما قد يتحير معه الجاهل فيحتاج الى التحقيق في هذا المقام ان يعرف الحق وان يعرف الباطل فيعرف الحق ويلتزمه ويعرف الباطل فيجتنبه هذا مما تشتد الحاجة اليه الخلاف في هذين الاصلين خلاف قديم الخلاف في القدر مخالفة ومجانبة الصراط المستقيم فيه شيء قديم كان في اثناء المئة الاولى فانه قد خرجت رؤوس البدعة في هذا الباب في اواخر عهد الصحابة رضي الله عنهم وقل مثل هذا في ما يتعلق بالانحراف والاضطراب والاختلاف في باب الصفات فانه نشأ في المئة الثانية وبالتالي فالخلاف قديم ولم يزل يزداد الى هذا الزمن المتأخر الى وقت شيخ الاسلام والى وقتنا المعاصر الخلاف كثير وكل يدعي انه على حق وكل يستدل وكل يرد على مخالفه اذا الخلاف والاضطراب في هذا الباب كثير وبالتالي يحتاج المسلم الى ان يعتصم بالاصول المستمدة من الوحي حتى ينجوا منا هذا الاختلاف كلما كان الاختلاف كثيرا وكلما كان الاضطراب شديدا كلما كان على مبتغي الحق ان يسعى في تحصيله اكثر المقام عظيم وبالتالي زلة القدم ربما تكون قريبة مع كثرة هؤلاء الخائضين وكثرة هؤلاء المتكلمين الذين زخرفوا اقوالهم وحسنوها والجاهل من لم يكن عنده بصيرة ربما يقع في الخطأ ولاحظ يرعاك الله ان الخطأ في هذا الباب ليس كالخطأ في غيره الخطأ وها هنا يتعلق بالله سبحانه وتعالى بمعرفته بالقيام بحقه سبحانه وتعالى وبالتالي فليس الخطوات هنا في مسألة اجتهادية ويقال لصاحبها انه قد اخطأ في امر يسير لا المقام مقام عظيم فيحتاج الانسان الى ان يحترس وان يحقق ان يبحث عن الحق من مظنته ويعرض عما سوى ذلك ومن انصاف المؤلف رحمه الله هذه الكلمة فانها اعجبتني كثيرا فانه قال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات هذا من انصاف الشيخ رحمه الله فان اقوال المخالفين فان تقديرات المبتدعة ليست باطلا مائة بالمائة بل في اثناء ذلك وفي اعطاف كلامهم شيء من الحق ويجب ان يقبل الحق ممن قاله ولا يجوز ان يرد الحق ممن قاله لانه فلان لانه القائل الحق مقبول حتى من البغيض والباطل مردود حتى من الحبيب هذا هو مقتضى الانصاف مع ان هذا الامر يزيد الامر وعورة لان وجود شيء من الحق يؤدي الى نوع التباس لو كان الكلام باطلا برمته من اوله الى اخره لكان التبصر به والانصراف عنه يسيرة فالنفوس مجبولة على بغض الباطل والانصراف عنه متى ما كان باطلا محضا. لا تقبل عليه النفوس لكن المشكلة هو ان هذا الحق يشتمل على قدر عفوا على ان هذا الباطل يشتمل على قدر من الحق به يروج لولا وجود شيء من الحق في المذاهب الباطلة ما راجت ولا انتسب اليها من انتسب ولا اقبل عليها من اقبل لكنك تجد انه يقول هذا هذا المذهب مذهب صحيح. الم ترى الى ان فيه كذا وكذا؟ والذي يذكر ها هنا ماذا حق فادى هذا الى ان تزين هذا المذهب واصبح حسنا في نظر هذا الجاهل وعمي عن ان هذا ذر للرماد في العيون ربما يكون بقصد من صاحبه وربما لا يكون بقصد لكن المقصود انه سبب الى ان ينجذب الجاهل الى هذا المذهب الباطل المقصود ان هذا مما ينبغي ان ينظر اليه ويلتفت اليه الانسان ينظر اليه من جهتين. اولا من جهة قبول الحق وعدم التعميم بان المذهب كله باطل من اوله الى اخره. كل شيء يقررونه باطل لا ليس الامر صحيح وان كان الذي يقررونه من الباطل هو الاكثر وهم متفاوتون في هذا تفاوتا كثيرا لكن في الجملة اهل البدع بجميع اطيافهم وجميع مناهجهم ومذاهبهم الباطل الذي يقررونه اكثر من الحق. هذا لا شك فيه. لكن نسبة هذا الباطل تتفاوت ولذا تجد ان اهل السنة لانصافهم يقولون الفرقة الفلانية اقرب الى اهل السنة من الفرقة الفلانية. هذه النسبية ما معيارها كثرة الحق الذي عندهم او قلته ولاحظ انني اقول الكثرة ها هنا ايضا نسبية وذلك بالنسبة هذا الحق مع الحق الذي عند الفرقة الفلانية اكثر وان كان اذا قارنت المسائل فالباطل عند هذه الفرقة اكثر من الحق اما السبب الرابع فهو وجود خواطر تلج الى القلوب سببها شبه تعرض وبالتالي يكون القلب اسيرا لهذه الخواطر عندنا شبه تسبب خواطر فاسدة شبه تسبب ماذا خواطر فاسدة عندنا وحي يسبب اعتقادا صحيحا وعندنا شبهة تسبب خاطرا فاسدا هنا مذهب اهل السنة وهنا مذهب اهل البدعة. اهل البدعة مادة مذهبهم الغالبة شبه تعرض فتتلقفها القلوب هذه الشبه لا شك ان للشيطان تأثيرا في بثها في النفوس فان له وسوسة في القلوب مادة ذلك من اهل البدع والضلال الذين يزينون هذا الباطل بالشبه والشبهة كاسمها شيء يشتبه عند الناظر فيه اذا لم يكن راسخا في العلم يشتبه ان نظرت اليها تجد انها من زاوية فيها حق وان نظرت الى هذه الشبهة من زاوية تجد ان فيها باطلا فيشتبه الامر على الانسان ويقع في شيء من اللبس اذا هناك شبه تبث الشيطان يوسوس واهل البدع يبثون وبالتالي تنتج الخواطر الفاسدة التي تتعلق بالله سبحانه وتعالى والتي يكون نتيجتها عطب عظيم فيظن بالله غير الحق يظن بالله ظن الجاهلية وهذه مصيبة عظيمة هؤلاء المتخرصون هؤلاء الخائضون الذين ولجوا الى باب الاسماء والصفات او الى باب القدر بالباطل بالشبه التي يقررونها نتيجة ذلك ان تمتلئ قلوبهم بالخواطر الفاسدة فيظنون بالله غير غير الحق يصبح في قلوبهم فساد عظيم يتعلق باعتقادهم بالله سبحانه وتعالى ربما وجدت في قلوبهم ظن الظلم في حق الله سبحانه وتعالى يعني ينسبون ظلما الى الله سبحانه وتعالى والسبب الشبهة ربما تجد في قلوبهم ظلاما لان ما يعتقدون في حق الله عز وجل اقرب الى اعتقادهم العدم في الله سبحانه وتعالى كما يقررون لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا عن يمين ولا عن شمال ولا ولا ولا في سلسلة طويلة ومن هذا النفي الذي نتيجته وهذا كله من الشبه نتيجته انهم يظنون ان الله سبحانه وتعالى عدم لا حقيقة له مجرد شيء معقول اما ان يكون شيئا موجودا حقيقة سبحانه وتعالى وان له ذاتا جليلة وانه قد قام بهذه الذات صفات عظيمة فهذا ليس من ناتج هذه الشبه هذا من ناتج الوحي الذي انصرفوا عنه مع الاسف الشديد هذه الشبه ينبغي ان يعلم انها خطافة وان اهل العلم لهم منهج في التعامل معها. اولا يجب النأي عن الشبه يجب الابتعاد عنها الدين يا ايها الاحبة ليس محلا للاخذ والرد ليس محلا المجازفة الدين اغلى ما تملك وبالتالي من تعظيمك له ان لا تعرضه ليه الذهاب ان تنحرف عنه ان تنحرف عن الدين الحق ومن اعظم الاسباب ان ترخي السمع الى هذه الشبه فالشبه خطافة والقلوب ضعيفة والذين ظلوا بسبب الشبه لا يحصون الذين ضلوا بسبب الشبه لا يحصون الذي ينبغي عليك يا ايها المسلم ان تصون قلبك وسمعك عن الالتفات الى هذه الشبه هذا هو الامر الاول. ان السلامة من سلمى وجارتها الا تحل على حال بواديها ثانيا على المسلم اذا وقع في نفسه شيء من هذه الشبه التي تزين الباطل التي تقدح في الحق تقدح في الوحي عليك يا عبد الله ان تسعى السعي الدائب في ازالتها ولا تكسل ولا تسوف عليك ان تردها مباشرة وتسعى في ازالتها وطبيب ذاك العالم الرباني ان تذهب الى اهل العلم ان تذهب الى كتب اهل العلم ان لم يتيسر لك سؤالهم مباشرة ان تسعي الحثيث في ازالة هذه الشبه حتى لا تبقى في قلبك الامر الثالث المهم ان عليك يا ايها المسلم ان تعتصم بالاصول الكبار التي تتكسر عندها الشبه وهذا من الامر المهم اذا وردت عليك شبهة ولم يمكنك الجواب عنها فان عليك ان تردها الى الاصل الاصيل الذي عليه الحق وبهذا يهون امر الشبهة عندك بمعنى ما انت عليه من تجريد العبادة لله من تجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. من تعظيم القرآن والسنة من الايمان بما جاء فيهما من حمل النصوص على الظاهر اللائق بالله عز وجل من ان تعتقد ان الله لا يمكن ان يخبر عن نفسه بما ظاهره باطل وسوء. هذه اصول كبرى ينبغي ان تستصحبها وبالتالي متى ما ورد عليك شبهة تخالف ذلك تقول لنفسك ما انا عليه هو الحق وهو راسخ بادلة كالجبال وبالتالي انا اعلم ان كل ما خالفها باطل وبالتالي لا يمكن ان يؤثر في ايماني. كوني اعرف الجواب عنها او كيف ارد هذه الشبهة وانقضها او لا اعرف هذا موضوع اخر لكن المهم الا يؤثر ان لا تؤثر هذه الشبهة في نفسك فتصيبك بشيء من التردد وشيء من الارتياب وشيء من الشك فان الامر ان تسلل الى نفسك ولو بمقدار شعرة فاعلم ان المجال مفتوح. هذه الشعرة ستتوسع الى ان تكون شبرا ثم ذراعا. ثم تكون باعا ثم تكون اميالا وبالتالي فان الانسان متى ما خرج عن ربقة الالتزام بالاصول والقواعد المبنية على ادلة راسخة فانه لا حد لما تقذف به النفوس من الاهواء وبالتالي سيخرج بعيدا كم من الناس يا اخوة بسبب شبهة واحدة وصل الى انصار من شياطين الانس صار اعدى اعداء هذا الدين صار منكرا لله سبحانه وتعالى بالكلية و حرك تراه ومن عرف الواقعة في الحاضر والماضي فانه يدرك صدق كلامي السبب ان هناك شبهة واحدة تسللت سوف صاحبها في دفعها كبرت ونمت واذا به شيئا فشيئا يضل في باب الاسماء والصفات يتبعه ضلال في باب القدر ويتدرج الامر به حتى ربما يرتد والعياذ بالله او على الاقل يكون في نفاق يكون قلبه مرتابا كما اخبر الله عز وجل عن المنافقين وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون اذن حذاري من الشبه هذا كله في حق المسلم في الجملة كل مسلم هذا هو الحق بالنسبة له. ينأى عن الشبه ولا يلتفت اليها ان وقعت قدرا فانه يسعى في ازالتها عن نفسه الامر الثالث ان يعتصم بالاصول والقواعد الكبرى ويرد هذه الشبه المشتبهة الى هذه الاصول. فيهون الامر اما العالم فان عليه ان ينظر الى هذه الشبه بنور العلم الذي اتاه الله عز وجل اياه ويجب ان يكون في الامة من ينقض هذه الشبه هذا فرض كفائي