بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين فاللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ تقي الدين ابو العباس احمد ابن عبد الحليم رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية والاول يتضمن التوحيد في العلم والقول كما دلت على ذلك سورة قل هو الله احد ودلت على الاخر سورة قل يا ايها الكافرون وهما سورتا الاخلاص وبهما كان يقرأ صلى الله عليه وسلم بعد الفاتحة في ركعتي الفجر ركعتي الطواف وغير ذلك. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد مضى معنا في درس البارحة الكلام ان نوعية توحيد الذين تكلم عنهما المؤلف رحمه الله فسمى الاول التوحيد في القصد والارادة والعمل. وسمى الثاني التوحيد في العلم والقول وهما ما علمت من توحيد المعرفة والاثبات وتوحيد القصد والطلب او التوحيد العلمي والتوحيد العملي على ما مضى بيانه في درس البارحة ثم استدل المؤلف رحمه الله على هذين النوعين بسورتي قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد فسورة قل يا ايها الكافرون دلت على ثبوت التوحيد لله سبحانه وتعالى في القصد والارادة والعمل وهذا هو توحيد العبادة وهذا هو توحيد الالوهية قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون فيه نفي العبادة عما سوى الله عز وجل فيها الكفر بالطاغوت وفيها الايمان بالله فيها اعتقاد ان العبادة حق خالص لله عز وجل وهذا ما قام به بالفعل صلى الله عليه وسلم وهكذا المتبعون له ولا انتم عابدون ما اعبد فالذي يعبد انما هو الله عز وجل وحده وما سواه فيجب نفيه وانكاره والكفر به فلا توحيد الا بهذين التوحيد مجموع التجريد والتفريط مجموع التجريد والتفريط هو التوحيد يعني مجموع النفي والاثبات والبراء والولاء والتخلية والتحلية والبغض والمحبة والايمان والكفر هذا هو التوحيد فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وهي لا اله الا الله القائم بحقها الاتي بها هو الذي يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله واما التوحيد في العلم والقول او التوحيد في المعرفة والاثبات او التوحيد العلمي او توحيد الربوبية والاسماء والصفات فانه قد دل على هذا النوع سورة الاخلاص قل هو الله احد ففيها اثبات ما يدل على كمال الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وفي ذاته وفي اسمائه وصفاته قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فهذا فيه اثبات توحيد المعرفة والاثبات كما هو ظاهر لك ولا يكون الموحد موحدا حتى يجمع بين نوعي التوحيد حتى يؤمن بقل يا ايها الكافرون ويؤمن بقل هو الله احد ولذا النبي صلى الله عليه وسلم سن لامته قراءة هاتين السورتين في عبادات او في صلوات مشروعة وهذا فيه نكتة لطيفة النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر المؤلف كان يقرأ بهما في ركعتي سنة الفجر وذلك حتى يكون افتتاح اليوم بتجديد العهد بالتوحيد و كذلك كان صلى الله عليه وسلم يختم يومه بقراءة هاتين السورتين في سنة المغرب حتى يختم يومه ايضا بتجديد العهد بالتوحيد وكذلك كان يفعل صلى الله عليه وسلم في ختم ليلته فانه كان يقرأ بما يجدد العهد بالتوحيد اعني في اخر ما يقرأ في صلاة الوتر قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد وذلك والله اعلم حتى يكون موضوع التوحيد قريبا من ذهن المسلم فان هذه الحياة مليئة بالمشغلات مليئة بالشبهات فلربما يقع ما يقع مما يصرف عن هذا التوحيد او يضعف هذا التوحيد فيحتاج المسلم الى ان يذكر نفسه به تنبه يا عبد الله الى ان الله عز وجل انما خلقك في هذه الحياة لتوحيده لتوحده توحيد المعرفة والاثبات وتوحده توحيد القصد والطلب ولذا قال رحمه الله وبهما كان يقرأ صلى الله عليه وسلم بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك غير ذلك كان يقرأ بهذا في صلاة الوتر كان يقرأ بهذا في سنة المغرب. كذلك كان يفعل فيه ركعتي الطواف وفي مسند الامام احمد من حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بعد طوافه في الركعتين بقل يا ايها الكافرون وبالتوحيد يعني قل هو الله احد لا شك ان ذلك في هذا المقام له شأن عظيم وذلك لان هذا البيت انما اسس على اساس التوحيد واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا فهذا الذي اسس له ومن اجله هذا البيت على اساس عظيم من التوحيد فاذا طاف الانسان بهذا البيت الجليل فانه يذكر نفسه بهذه الحقيقة فيقرأ قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد اذا هاتان السورتان لهما شأن عظيم ففيهما الدليل البين الواضح لمن كان له قلب وتجرد وانصف سيد انهما قد دلتا على هذين النوعين من التوحيد والتوحيد راجع اليهما و ينبه هنا ايضا الى ان سورة الاخلاص قل هو الله احد التي تعدل ثلث القرآن والتي من قرأها كان له اجر قراءة ثلث القرآن كما صح هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة دلت على توحيد المعرفة والاثبات او التوحيد في العلم والقول كما عبر المؤلف بما هو ظاهر لك ففيها بيان ما يرجع الى التوحيد في المعرفة والاثبات باثبات ربوبيته واسمائه وصفاته سبحانه وتعالى وايضا لم تخلو السورة من التنبيه والبيان لتوحيد القصد والطلب فحق لها ان تكون عادلة او تعدل ثلث القرآن انها كما دلت كما هو بين على التوحيد الاول فانها دالة على التوحيد الثاني ويخطئ من يظن ان هذه السورة لم يرد فيها بيان توحيد العبادة ولو بدلالة التضمن او دلالة اللزوم وهذا بين من عدة مواضع فاولا في قوله الله قل هو الله والله هذا الاسم الجليل العظيم اصله الاله ثم صار الادغام لكثرة الاستعمال فكانت الكلمة الله والاله هو المعبود لا تعرف العرب في لغتها معنى الاله الا انه المعبود فهو فعال بمعنى مفعول اذا الله عز وجل هو المعبود هذا شيء يختص به سبحانه وتعالى فصارت هذه السورة دالة على توحيد الالوهية هذا الاول ثانيا في قوله تعالى قل هو الله احد فاسمه تعالى الاحد دليل على اثبات توحيد الالوهية ايضا ومعلوم عندك يا رعاك الله ان هذا الاسم لا يجوز ان يضاف مفردا مثبتا على ذات الا لله سبحانه لا شريك له. لا يجوز ان يقال هذا او لا يجوز ان تطلق هذه الكلمة او يقال هذا الاسم على ذات في مقام الاثبات بصيغة الافراد لا الاضافة الا على الله سبحانه وتعالى واما غيره فانه يقال فيه واحد ولا يقال احد اللهم الا في مقام الاظافة او ان يذكر هذا على سبيل النفي او ما جرى مجرى النفي وهذا اظنه قد مر بنا بنا في اه الكلام عن اه الواسطية عليه يقال ان هذا الاسم قد دل على ثبوت نوعي التوحيد فان الاحد هو الذي توحد وتفرد بدون ان يكون له شريك في ذاته فلا نظير له وهو الذي توحد فكان احدا في صفاته فلا مثيل له وهو الاحد الذي توحد في عبادته فلا شريك له فعاد هذا الاسم دالا على ثبوت نوعي التوحيد فالاحد من معانيه انه الذي يعبد وحده لا شريك له ومما يدلك على ذلك ما جاء في سنن ابن ماجة باسناد حسن من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما ذكر ان الذين اوذوا في سبيل الله عز وجل في اول الامر سبعة وان منهم بلالا رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر قد حماهم الله عز وجل حمل الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم بعمه وحمى الله ابا بكر قومه واما البقية فانهم اعطوا تحت سياط التعذيب المشركين ما ارادوا. مع طمأنينة قلوبهم بالايمان الا بلال رضي الله عنه فانه كما قال ابن مسعود هانت نفسه في سبيل الله عز وجل هانت عليه نفسه في سبيل الله عز وجل فابى ان يجيب المشركين الى ما كانوا يدعونه اليه. من التخلي عن التوحيد والرجوع الى ملة الشرك المقصود انهم اسلموا بلالا رضي الله عنه الى صبيانهم وسفهائهم فكانوا يطوفون به في مكة وهو يردد احد احد رضي رضي الله عنه وارضاه. تحمل ذلك في سبيل الله عز وجل. وهانت عليه نفسه في سبيل الله سبحانه وتعالى فكان يصدع بالتوحيد فيقول احد احد هذا هو التوحيد الذي لا ارجع عنه والسؤال ما هي الخصومة التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وبين المشركين اكانت في جعل شريك مع الله عز وجل في صفاته يكون مماثلا له اهو في اعتقادي ان ثمة ذاتا تناظر ذات الله عز وجل ولاجل هذا كان بلال رضي الله عنه يدفع ذلك فيقول احد احد؟ الجواب بالتأكيد لا انما كان يقول هذا لانه ثابت على التوحيد خلاف دين المشركين وهو ما تعلق بالتوحيد في العبادة فهو يقول احد احد في عبادته فلا اشرك مع الله عز وجل في العبادة شيئا. المقصود ان من معاني الاحدية بل من اظهر معاني الاحدية لله سبحانه وتعالى كونه الاحد في عبادته افلا تدل هذه السورة بعد هذا على توحيد العبادة الجواب بلى بالتأكيد ثم يقال ايضا قال الله عز وجل الله الصمد ومر بنا ان كنتم تذكرون الكلام عن اسم الله عز وجل الصمد وصفة الصمدية لله عز وجل والعلماء كما تعلمون تكلموا كلاما طويلا في تفسير هذا الاسم الجليل الذي ما جاء في كتاب الله الا في هذا الموضع حتى ان الاقوال بلغت نحوا من عشرة اقوال في تفسير هذه الكلمة فقيل ان الصمد هو الذي لا جوف له صمد الكلمة محورة او مبدلة من من الصمت من المصمت وقيل ان الصمد هو الذي لا يأكل ولا يشرب وقيل ان الصمد هو الذي لا يخرج منه شيء ولا يدخل فيه شيء وقيل ان الصمد تفسيره ما بعده لم يلد ولم يولد وقيل ان الصمد هو الباقي الذي لا يفنى وقيل ان الصمد هو السيد الذي كمل في سؤدده وقيل ان الصمد الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها وهذا هو موضع الشاهد الذي اريد التنبيه عليه فالله عز وجل صمد تصمد يعني ترجع اليه الخلائق في حاجاتها تنيب اليه تطلبه وحده سبحانه وتعالى في حاجاتها. هذا هو الذي يكون من اهل الايمان يسألون الله عز وجل وحده. واما غير اهل التوحيد والايمان. فانهم يسألون الله عز وجل ولكنهم ايضا يسألون غيره وهذا محل الاشكال عندهم. المقصود ان الله عز وجل تصمد اليه الخلائق في حاجاتها. تطلبه وتسأله وتدعوه سبحانه وتعالى وهذا من توحيد الالوهية فالله عز وجل هو المدعو. الله عز وجل هو المرغوب اليه. الله عز وجل هو الذي يناب اليه. هو الذي ينيب عبده اليه اذا صارت كلمة الصمد او صار اسم الصمد دليلا على ثبوت توحيد الالوهية لله سبحانه وتعالى خذ وجها رابعا وهو في قوله لم يلد نفى الله عز وجل ان يكون له ولد وهذا من اعظم الافك والبهتان الذي نطق به فئام من الناس تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والمقصود ان نفي الولادة عن الله سبحانه وتعالى يعني نفي ان يكون لله عز وجل ولد فيه تحقيق توحيد العبادة ونفي الشرك عنه ووجه ذلك ان الذين ادعوا الولد لله عز وجل اشركوا مع الله هذا الولد في العبادة لكونه ولدا له. النصارى مثلا لماذا يدعون المسيح عليه السلام؟ لماذا يعبدونه مع الله اجيبوه لانهم يزعمون انه ابن الله فاذا انتفى كونه ابنا لله انتفت بالتالي عبادته ما صار هناك ذريعة لان يشرك مع الله عز وجل في العبادة فصار نفي الولد عن الله سبحانه وتعالى وانه لم يلد تعالى الله عن ذلك فيه نفي للشرك في العبادة عن الله سبحانه وتعالى بدلالة اللزوم. وبالتالي صارت هذه السورة صارت هذه السورة دالة ام على توحيد العبادة ايضا وقل مثل هذا في الوجه الخامس وهو في قوله ولم يكن له كفوا احد فانه اذا لم يكن لله عز وجل مكافئ او كفؤ او نظير او مثيل فهذا دليل على انه قد تفرد بالكمال المطلق واذا كان ذلك كذلك كان هو المستحق للعبادة دون ما سواه فان النفوس انما ترجو وتحب وتتوكل وتعظم من كان متصفا بالكمال هذه هؤلاء الذين يعبدون غير الله عز وجل اعتقدوا ان هذه المعبودات لها صفة كمال باي وجه كان كونها قريبة من الله سبحانه فترفع الحوائج اليه او غير ذلك هذا دليل على انه معتقد فيها نوعا كمال فعبدوها فكيف اذا كان الكمال كله من جميع الوجوه ثابتا لله سبحانه وتعالى الا يكون هو المستحق للعبادة؟ بناء على ذلك اذا دل قوله ولم يكن له كفوا احد بدلالة اللزوم على ثبوت توحيد العبادة وانه الذي يجب ان يفرد بالعبادة وحده لا شريك له فهذه اوجه خمسة تدلك على ان السورة العظيمة سورة الاخلاص قد جمعت بين اثبات توحيد المعرفة والاثبات واثبات توحيد القصد والطلب والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاما الاول وهو التوحيد في الصفات فالاصل في هذا الباب ان يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا واثباتا ويثبت لله ما اثبته لنفسه وينفى عنه ما نفاه عن نفسه نعم بدأ المؤلف رحمه الله في الكلام عن الاصل الاول وسنأخذ شوطا طويلا ان شاء الله في هذا الموضوع وهو الكلام عن باب الصفات لله سبحانه وتعالى قال فاما الاول وهو التوحيد في الصفات فالاصل في هذا الباب ان يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا واثباتا فيثبت لله ما اثبته لنفسه وينفى عنه ما نفاه عن نفسه. هذا هو الاصل في هذا الباب وفي هذه الجملة مسائل عدة اولا ما معنى الاثبات يقول الاصل ان يوصف الله بما وصف به نفسه فيثبت له ما اثبته الاثبات للصفات بمعنى اعتقاد الثبوت اعتقاد ثبوت الصفات لله سبحانه وتعالى. اي اعتقاد ان الله عز وجل موصوف بهذه الصفات اعتقاد ان الله سبحانه وتعالى قد قامت به هذه الصفات. فالمعنى في كل هذا واحد وهذا كما قد علمنا راجع الى اصل الايمان الذي هو التصديق فاذا كان الله سبحانه وتعالى قد اخبر عن نفسه بانه قد اتصف بصفات او انه قد انتفت عنه صفات فان مقتضى الايمان ان تصدق الله عز وجل في هذا الخبر لان الخبر يجب ان يقابل بالتصديق الخبر اما من حيث كونه خبرا يقابل بماذا اما بتصديق او تكذيب فخبر الله عز وجل ما الذي يجب ان يقابل به؟ بالتصديق ولا شك؟ اذا اذا كان ذلك كذلك وتأسس لنا هذا المعنى فينبغي ان يفرع عليه وجوب ان يثبت لله ان يصدق بان الله سبحانه وتعالى قد اتصف بهذه الصفات التي اخبر بها او انه انتفت عنه هذه الصفات التي نفاها عن نفسه المسألة الثانية دلت هذه الجملة على ان الله سبحانه وتعالى يوصف بالاثبات ويوصف بالنفي. يوصف بان صفات تقوم به والله عز وجل متصف بها حقيقة فالله متصف بالرحمة والله متصف بالحياة والله متصف بالعلم والله متصف بالقيوم والله متصف بالعلو الى غير ذلك من صفات الجلال والجمال له تبارك وتعالى. اذا نحن نصف الله عز وجل بصفات مثبتة قامت بالله عز وجل وايضا الله عز وجل نفى عن نفسه صفات فيجب علينا ان فيجب علينا ان ننفيها عن الله سبحانه وتعالى صفه بانه قد انتفى عنه كذا وكذا مما نفى عن نفسه. فاذا نفى الله عز وجل عن نفسه السنة والنوم واللغوب واللعب والظلمة فما الذي يجب علينا يجب علينا ان نقول ان الله عز وجل لا يجوز ان تضاف اليه هذه الصفات يجب نفي هذه الصفات عن الله سبحانه وتعالى. الله منزه عن هذه الصفات. اذا تنقصف تنقسم الصفات من حيث الثبوت وعدمه الى قسمين صفات ثبوتية او مثبتة وصفات منفية عن الله سبحانه وتعالى وهذا الموضوع سيأتي له بحث قريب ان شاء الله وسيأتي له كلام مفصل ايضا عند عن القاعدة الاولى فالمؤلف كما قد علمت جعل كلامه في اصلين ومثلين ثم خاتمة تتضمن سبعة تتضمن سبعة سبع قواعد مفيدة وعظيمة ونافعة سيأتي الكلام عنها ان شاء الله المسألة الثالثة التي دلت عليها هذه الجملة ان المرجع فيما يثبت او ينفى عن الله عز وجل انما هو الوحي انما هو ما جاء في كلام الله وما جاء في كلام رسل الله والرسول الذي بعث الينا هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. اذا علينا ان نثبت ما اثبت الله في القرآن وننفي كما نفى الله في القرآن كما ان علينا ان نثبت ما اثبت الله عز وجل ما اثبت رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة وان ننفي ايظا ما نفاه صلى الله عليه وسلم في السنة ولما وجب ان يكون المرجع في الاثبات والنفي هو الوحي لما لا يكون هناك مورد اخر نستقي منه الاثبات والنفي الجواب عن هذا من وجوه قلنا يجب ان يكون المورد الوحيد الذي نستقي منه معرفة ما يثبت لله وما ينفى عنه يجب ان يكون الوحي لا غير اما اية واما حديث ولا نتجاوز القرآن والحديث كما قال الامام احمد رحمه الله نصف الله عز وجل بما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا جاوزوا القرآن والحديث وهذا قاله هو وقاله كل العلماء ايضا ان قاله هو بلسان اه مقاله فقاله العلماء بلسان مقالهم وحالهم ايضا اذا المرجع في اثبات الصفات الكتاب والسنة لا غير والسبب اولا ان ما في القرآن والسنة هو الحق الذي لا ريب فيه ولا يتطرق اليه خلل او باطل بوجه من الوجوه كتاب الله عز وجل هو الحق. الله عز وجل انزله بالحق. وبالحق انزلناه وبالحق نزل. هو الكتاب الذي لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه وقل مثل هذا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه السنة كلام الذي لا ينطق عن الهوى. ان هو الا وحي يوحى. كلام الذي لا يقول الا الحق صلى الله عليه وسلم. اذا اذا كان ذلك كذلك فان هذه جهة مأمونة نستقي منها ما يتعلق بصفات الله عز وجل واسمائه السبب الثاني ان الله عز وجل اعلم بنفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق به فوجب ان يوقف عند حد ما اخبر الله به وما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى قل اانتم قل اانتم اعلم ام الله؟ هل انتم اعلم بالله من الله هل انتم اعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الذي قال عن نفسه انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية اذا لا احد اعلم بالله من الله ولا احد اعلم به من خلقه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فواجب اذا ان يوقف عند حد ما ورد في الوحي والسبب الثالث ان خلاف ذلك قول على الله بغير علم خلاف الوقوف عند حد الوحي لا يخرج عن كونه قولا على الله بغير علم لان الله سبحانه وتعالى لا يحاط به في العلم قال تعالى ولا يحيطون به علما وعليه فكل من تكلم في الله عز وجل بغير دليل الوحي فانه قائل على الله عز وجل بغير علم والسؤال الكلام على الله عز وجل بغير علم محمود ام مذموم لا شك انه مذموم بل هو في غاية الذنب قال سبحانه وتعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فلا يجوز ان يتكلم الانسان في الله عز وجل بغير علم فهذا محرم شديد التحريم الوجه الرابع ان الله سبحانه وتعالى في ذاته وفيما يتصف به او يتسمى الاصل انه غيب بالنسبة لنا ما هو الغيب الغيب ما غاب عنك ما غاب عنك يسمى ماذا يسمى غيبا والله عز وجل ما رأيناه اليس كذلك هل رأينا الله ما رأينا الله ولا يراه احد في هذه الدنيا. قال صلى الله عليه وسلم فيما اخرج مسلم تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا. الله عز وجل يرى في الاخرة نسأل الله من فضله اذا الله عز وجل ما رأيناه والله عز وجل ما رأينا مثيلا له حتى نتكلم في صفاته فنقول هو موصوف بكذا وكذا اذا رأينا مثيلا لله وحاشى ان يكون لله مثيلا لكن لو فرضنا ذلك فاننا يمكن ان نقول انه يثبت لله كذا وكذا بناء على المقايسة. بين الله عز وجل ومثيله او شبيهه تعالى الله عن ذلك لكن هل لله مثيل ليس كمثله شيء هل تعلم له سميا؟ ولم يكن له كفوا احد. فلا تضربوا لله الامثال. فلا تجعلوا لله اندادا. الله وعز وجل لا مثيل له فانتفى ايضا ان يكون لله عز وجل مثيل وعليه ما بقي عندنا في وسيلة المعرفة المتعلقة بالله في وسيلة العلم بالله عز وجل وما يقوم به من الصفات وما يتسمى به الا سبيل واحد فقط وهو الخبر والخبر جاء عن الله سبحانه وتعالى في مصدر صحيح في مصدر موثوق به غاية الثقة يفيد الطمأنينة واليقين للمتلقي الكتاب والسنة وعليه فليس من حقك ان تتكلم على الله عز وجل وهو غيب بالنسبة لنا الا في حدود ما جاء في الخبر تأمل معي قال الله عز وجل في شأن المشركين وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثة ماذا كان الرد عليهم الان هذه دعواهم ما هو رد هذه الدعوة اشهدوا خلقه اذا انتم مبطلون انتم ما شهدتم خلقهم فكلامكم هنا اذا كلام بالباطل اذا كان ذلك كذلك في حق مخلوق تكون لما فيه بغير علم وبغير حق فكيف في كلامي فكيف بالكلام في الخالق سبحانه وتعالى اليس اولى ان يكون باطلا؟ ان كان بغير برهان وبغير دليل وبغير علم. اذا واجب ان نقف عند حدود الوحي وها هنا يقرر العلماء قاعدة وهي ان باب الاسماء والصفات باب توقيفي بمعنى يوقف فيه عند حد ما ورد في الوحي ما ورد في الكتاب والسنة عندنا مسألة رابعة وهي ان كلام المؤلف رحمه الله يفيد بان الحق في هذا الباب هو الوقوف عند الوحي وعدم تجاوز الادلة كما سبق ويفيد ايضا عدم التفريق بين الادلة في استفادة العلم منها في هذا الباب لا نفرق بين الادلة فيما يتعلق بثبوت الاسماء والصفات لله سبحانه وتعالى فالعبرة عند اهل السنة انما هي ثبوت الدليل فما متى ما ثبت وجب الاخذ به ولا يجوز التوقف او التردد بعد ذلك لان المقصود هو ان يأتينا خبر صحيح وعليه فلا فرق عند اهل الحق عند اهل السنة والجماعة بين ان تثبت الصفة او يثبت الاسم في القرآن او ان يثبت في السنة. كل مقبول لا فرق عندهم ان يثبت آآ الاسم او تثبت الصفة في القرآن او تثبت في القرآن والسنة او تثبت في السنة فقط. لا فرق كل مقبول وكل واجب ان يعتقد مضمونه كذلك لا فرق عند اهل السنة والجماعة بين متواتر واحاد فالكل مقبول اذا كان النص متواترا او كان النص احادا ثابتا فانه يجب الاخذ به. ولا يجوز التردد في ذلك وذلك لان الادلة قد دلت على حجية السمع مطلقا دون قيد او شرط دلت الادلة على ان النقل والسمع يعني ما جاء في الكتاب والسنة حجة مطلقا دون شرط او قال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه. قال تعالى لانذركم به ومن بلغ النذارة تحصل بما يأتينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويثبت انه قد انذر به دون قيد لم يأتي قيد هنا بشرط ان يكون متواترا بشرط ان يكون متواترا نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها اذا الواجب ان يثبت ان هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه لا فرق عند اهل السنة بين متواتر واحد وهذا البحث انما يتعلق بالتأكيد بمباحث السنة انما يتعلق بمباحث السنة وعليه هذا هو المنهج الحق وخلافه باطل الذين يقولون انما نأخذ بالمتواتر دون الاحد لا شك انهم قد ضلوا الطريق المستقيم وخالفوا الحق وما دل عليه الدليل وما نهيه السلف الصالح رحمهم الله واسوأ منهم الذين يقولون لا نأخذ اصلا بالادلة النقلية انما نكتفي بالادلة العقلية. ذلك ان الادلة النقلية في زعمهم ادلة ظنية والباب قطعي فلا يؤخذ فيه الا بقطعي هذا كلام من ابطل الباطل بل هذه مقدمة الزندقة هذه مقدمة الزندقة وسيأتي ان شاء الله الكلام عن هذه المسألة وان الادلة النقلية تفيد اليقين انما ذلك لمن كان مؤمنا بها لمن كان مصدقا بها لمن قام بحق الايمان بها هذا والله الادلة النقلية عنده لا شك انها تفيده العلم وتفيده اليقين اكثر من غيرها اكثر مما يزعمونه ادلة عقلية وانما هي في حقيقتها اه شبه وسفسطة لا غير كل ما يدعونه من عقليات تخالف ما جاء في النقل فلا شك انه مناف للعقل قبل ان يكون منافيا للنقل وهذا بحث سنتكلم عنه ان شاء الله في ما سيأتي ان شاء الله في هذه الرسالة انت لمسألة خامسة في هذه الجملة التي ذكرها رحمه الله وهي اننا نثبت لله ما اثبت لنفسه وننفي عن الله عز وجل ما نفى عن نفسه وعليه علينا ان نسكت عما سكت الله عنه وما سكت عنه رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الباب كما قد علمنا باب توقيفي اذا نسكت عما لم يرد ونقول بما ورد ولا يجوز لنا ان نتجاوز ذلك ثبت عندنا ان الله سبحانه وتعالى يبصر اليس كذلك؟ فنعتقد ثبوت البصر لله عز وجل. ثبت عندنا ان الله عز وجل له عين فنثبت لله العين نعتقد ان الله موصوف بالعين وان له عينان سبحانه وتعالى ثبت عندنا ان الله عز وجل متصف بالسمع فواجب ان نعتقد انه يسمع وانه السميع سبحانه وتعالى هل نقول بعد هذا اننا نثبت له الاذن اجيبوا يا جماعة. قلتم قبل قليل نثبت البصر ونثبت العين وهنا قلتم نثبت السمع فلما لا تقولون نثبت الاذن اه الان نرجع الى الوصول التي قررت عندنا الباب باب توقيفي. نقول بما ورد ونسكت عما ورد اذا الاذن ليس لنا ان نثبتها لله سبحانه وتعالى واذا سئلنا ما السبب قلنا لعدم الدليل ما ورد طيب اذا ننفيها عن الله عز وجل ها ولا ننفي كلا الامرين موقوف كما قلنا ما يثبت لله ما ينفى عن الله كله موقوف على موقوف على السمع موقوف على الدليل وعليه كما اننا نسكت عن اثبات ما لم يرد فاننا ايضا نسكت عن نفيه ما لم يرد فنقول هذه الصفة التي ذكرتها يا هذا وهي الاذن لا نثبتها لله ولا ننفيها عن الله ومن تكلم فيها باثبات او نفي فانه متكلم على الله عز وجل بغير علم ولا شك ان هذا محرم مؤكد التحريم واضح؟ اذا هذه مسائل خمس يجب علينا او ينبغي علينا ان نستوعبها في هذه النبذة التي هي اصل ولاحظ اننا في المقدمات نحتاج ان نأصل ذلك انه سيأتي معنا تفريعات كثيرة نحتاج ان نستصحب معها هذه الاصول التي نؤصلها الان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد علم ان طريقة سلف سلف الامة وائمتها اثبات ما اثبته الله اثبات ما اثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع ما اثبته من الصفات من غير الحاد لا في اسمائه ولا في اياته فان الله ذم الذين يلحدون في اسمائي واياته كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون. وقال تعالى الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة؟ اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير هذه الجملة تفريع عما سبق من القاعدة الاصيلة في هذا الباب وهي اننا نثبت لله ما اثبت لنفسه وننفي لله ما نفاه عن نفسه وكذلك الاثبات والنفي لما جاء في السنة ثم قال وقد علم ان طريقة سلف الامة وائمتها هذا الامر معلوم فيما هو مدون في مصنفات السنة التي الفها علماء اهل السنة هذا كلام يقوله اهل السنة عن علم لا يتكلمون به تخرصا هذه العقيدة ولله الحمد حملت الينا عن الصحابة والتابعين واتباعهم بالاسانيد الصحاح بالاسانيد الجياد الثابتة لا يتكلم اهل السنة والجماعة في هذا الباب فينسبون الى السلف كلاما من عند انفسهم حاشى وكلا هذا كله معلوم ويقطع اهل السنة والجماعة به يقطعون بالدليل والبرهان ان هذه العقيدة التي نتكلم بها وهي اثبات ما اثبت لنفسه وما نفاه عن نفسه الى اخره واجتناب اذير التي تخالف هذا الاثبات نعتقد ان هذه هي العقيدة التي كان عليها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فابو بكر وعمر وابن عمر وابن سعود وما كان عليه التابعون ابن سيرين وما كان عليهن خاعي وما كان عليه الحسن وما كان عليه نافع وما كان عليه من بعدهم وما كان عليه ائمة المسلمين كل اولئك كانوا على هذه العقيدة العقيدة التي اخذها المتأخر عن المتقدم بالاسناد الصحيح فنحن لا ريب عندنا ولا شك في ان هذه هي عقيدة السلف بالدليل والبرهان. ومن كان منصفا فعليه ان يعود الى مصنفات اهل السنة التي تنقل الاثار باسانيدها وسيتجلى له حقيقتها هذا القول طريقة سلف الامة وائمتها ائمة المسلمين عطفهم على سلف الامة هو من باب عطف العام على الخاص وذلك ان ائمة المسلمين هم السلف والائمة الذين جاءوا من بعدهم والسلف مصطلح محدد بفترة زمنية معلومة وهي ثلاث طبقات وهي التي جاءت تزكيتها من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. وهذا الامر بين واضح ومن بعدهم ينسب اليهم اولئك السلف ومن جاء بعدهم سائرا على نهجهم هو السلفي ومجموعهم السلفيون فهم منسوبون الى هؤلاء الصفوة الابرار الاخيار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون واتباعهم رضي الله عنهم ورحمهم قال طريقة سلف الامة وائمتها في هذا الباب اثبات ما اثبته من الصفات كما مر معنا ذلك وعرفنا وجوبه ودليله وان المقام ليس مقام تخير انت بالخيار ان شئت ان تثبت الصفات الواردة وان شئت الا تثبتها انت مخير. هل الامر كذلك هذا الباب ليس فيه تخيير حتم لازم ان تصدق الله وان تصدق رسوله صلى الله عليه وسلم والا في. ان ايمانك في مهب الريح اعلم ذلك متى ما بلغك العلم بثبوت صفة لله عز وجل او نفي صفة عن الله فلست مخيرا يا عبد الله واجب عليك ان تعتقد موجب ذلك هذا اتم لا خيار فيه قال اه من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل كذلك ينفون عنه لانه ذكر الاثبات اولا ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع ما اثبته من الصفات يعني يجمعون بين الاثبات والنفي من غير الحاد المؤلف رحمه الله يقول لنا اذا اردت ان يخلص او ان يخلص ايمانك في هذا الباب فعليك ان تجتنب محاذير خمسة عليك ان تجتنب محاذير خمسة ما سمعت التكييف التمثيل التحريف التعطيل الالحاد والالحاد في ايات الله وفي اسمائه طيب دعونا نأخذ هذه المحاذير الخمسة التي لن يسلم لنا ايماننا الواجب بصفات الله سبحانه وتعالى حتى ننزه هذا الايمان عنها نجتنب هذه الامور الخمسة قال اولا من غير تكييف ما هو التكييف التكييف هو الذي او هو ما يجاب به عن السؤال بكيف التكييف ما يجاب به عن السؤال بكيف هذا الذي يسمى ايش تكييفا اقول لك كيف جاء محمد تقول لي جاء مسرعا جاء راكبا انت هنا ماذا كيفت مجيئه. اقول لك كيف خالد فتقول لي لونه كذا طوله كذا عرضه كذا شعره كذا عينه صفتها كذا. انت هنا تذكر كيفية تجيب بها عن تجيب بها عن سؤالي بكيف؟ اذا الجواب عن السؤال بكيف هو التكييف وان شئت فقل هو تحديد كن هي الصفة تحديد كنه الصفة وعليه فالتكييف في الصفات تحديد كنه صفات الله سبحانه وتعالى. بمعنى اذا كان الله عز وجل موصوفا بالوجه وان وجهه سبحانه وتعالى اه ذا الجلال والاكرام فان التكييف في ذلك هو ان يحدد الكن هو الكيفية فيقال ان وجهه على هيئة كيت وكيت وكيفيته كيت وكيت ويخاط في هذا الخوض المقيت تحدد على وجه التحديد كيفية وكنه صفة الله سبحانه وتعالى؟ اذا قيل ان الله عز وجل متصف بالاستواء على العرش او انه ينزل الى سماء الدنيا كما اخبر صلى الله عليه وسلم اذا بقي ثلث الليل الاخر فيأتي المكيف فيقول ان نزوله على الهيئة الفلانية وان كيفية هذه الصفة كذا وكذا يخوضون في هذا الباب بهذا المعنى هذا الامر محرم ممنوع لا يجوز لمؤمن بالله واليوم الاخر ان يخوض فيه وذلك لامور اولا ما سبق ان علمنا ان الكلام في باب الصفات كلام في باب غيبي والغيب ان لم تسبق رؤيته او رؤية مثيل له فلا يمكن الوصول الى علم فيه الا عن طريق الخبر الصادق وليس عندنا دليل على ان الصفة على كيفية معينة لو ثبت عندنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ينزل الى سماء الدنيا على هيئة كذا وكذا فاننا نقول سمعا وطاعة لكن اذا لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم الا انه ينزل فقط فما الذي يجب ان نقف عند حدود ما ورد ولا نقول بغير علم والقول على الله عز وجل كما قد علمت بغير علم لا شك انه محرم شديد التحريم هذا امر يدركه جميع العقلاء ان الكلام عن الاشياء يجب ان يكون بماذا يجب ان يكون بعلم ولا تقف ما ليس لك به علم فكلامك بغير علم عما تتكلم فيه لا شك انه من ابطل الباطل. اذا الله سبحانه وتعالى لا يجوز ان يكيف لعدم ورود الدليل وهنا يقعد اهل السنة قاعدة فيقولون اثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف انتبه يقول اهل السنة بهذه القاعدة المهمة اثبات الصفات ماذا اثبات وجود لا اثبات تكييف حينما نثبت لله عز وجل انه متصف بالوجه او انه متصف باليد او انه ينزل او انه استوى او انه يحب او انه يبغض سبحانه وتعالى فان ذلك يعني ان هذه الصفات قد قامت بالله عز وجل ولا يعني ذلك اننا نكيف صفة الله عز وجل ومما يدلك على ان هذا الخوض خوض في بالباطل قوله تعالى ولا يحيطون به علما يا عبد الله انت تتكلم عن شيء ليس لك به احاطة علم. فكيف تتكلم؟ اذا انت تتكلم بالباطل وتخوض وتخوض بالباطل ثم مما يدلك على ان هذا التكييف باطل ان فيه اساءة ادب على الله تبارك وتعالى فان هذا الذي يتكلم بالتكييف تكلم اولا بغير دليل ولا شك ان هذا ممقوت في حق المخلوقين لو ان انسانا من الشرفاء والعظماء تكلم في كيفية صفته او وجهه او شكله بغير علم وبلغه ذلك فانه ماذا يغضب كيف تتكلم يا ايها المتكلم بغير دليل عني ثم يقال ايضا هذا الذي تكلم بالتكييف تكلم بحدود او في حدود ما علم. اليس كذلك وحينما يا رعاك الله يتكلم الانسان في كيفية معينة هو يتكلم في حدود ماذا معلوماته اليس كذلك؟ لا يمكن ان يتكلم الانسان في شيء خارجه حدود معلوماته يمكن يمكن ان تتصور شيئا فتحكيه بغير ان يكون قد سبق لك به علم نعم يمكن ان تتصور الان شيء يمكن ان تتصور شيئا لا نظير له ها مستحيل لا بد ان تتكلم في حدود الحواس الخمسة لا تستطيع ان تخرج عنها لان عقلك محدود في حدود هذه الحواس كونك تكيف اذا انت تحكي شيئا استفدته من خلال معلوماتك من خلال عقلك وعقلك محدود بالمحسوسات والسؤال هل هل هذه المخلوقات التي كيفت صفة الله سبحانه وتعالى بناء على ما قامت به او ما قام بها عفوا هل هذا من الكمال ام من النقص لا شك انه من النقص اذا انت تكيف صفة الكامل بما هو نقص بما هو ناقص وهذا سوء ادب على الله فصار هؤلاء المكيف ممن لم يقدر الله عز وجل حق قدره. ينطبق عليه قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره اي كلام تقوله بالتكييف فاعلم انك تصف الله عز وجل بالنقص لا تصفه بالكمال. انت تصفه بشيء مما علمته من كيفية صفات المخلوقين وهذا لا يجوز ان يضاف الى الله سبحانه وتعالى. عجيب والله تكيف ان تكيف صفة الصانع بصفة مصنوعة هل هذا يصح في شأن المخلوقين ان تكيف لانك رأيت المصنوع ها تقول صانعه ها ما شاء الله كانه هو الذي صنع هذا ما شاء الله كأنك تنظر اليه بناء على ماذا بانه صانع لهذا المصنوع هل يجوز هذا هذا لا لا يقوله انسان يعقل ما يقول. فالله عز وجل ليس كمثله شيء وانت تكيف بما هو من شأن وخصائص المخلوقين وهذا نقص لا يجوز ان يضاف الى الله سبحانه وتعالى باتفاق المسلمين. الله منزه عن كل نقص ولا يعني ولا يجادل في هذه القاعدة احد من الناس قط اذا التكييف ممنوع وقول على الله سبحانه وتعالى بغير علم ويعجبني هنا اثر لطيف اخرجه اللالكائي في السنة عن الامام الناقد المحدث عبدالرحمن بن مهدي رحمه الله انه قد بلغه ان رجلا من ولد جعفر بن سليمان كان يخوض في صفات الله عز وجل بالتكييف والتشبيه فرآه يوما في مسجد فدعاه وقال بلغني عنك كذا وكذا بدأ الرجل يدافع عن نفسه فقال له على رسلك دعنا نتكلم في المخلوق اولا ثم ساق باسناده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى جبريل عليه السلام وله ست مئة جناح سد بها الافق فقال له صف لي مخلوقا له ست مئة جناح فسكت الرجل كيف يصف مخلوق له ست مئة نحل فقال دعني اهون عليك لن اسألك عن خمس مئة وسبعة وتسعين جناحا انما ساسألك عن اجنحة ثلاثة قد علمت الجناحين لا اسألك عن جناحين لكن اسألك عن الثالث ركب لي ثالثا كيف اين سيكون في المقدمة في المؤخرة اين سيكون فما كان من هذا الرجل الا ان قال نحن عاجزون عن معرفة المخلوق فعجزنا عن الخالق اولى فرجع عن قوله اذا مما يجب وهذا ايضا من القواعد الاصيلة عند اهل السنة والجماعة وجوب قطع الطمع عن ادراك صفات الله سبحانه عن ادراك كيفية صفات الله سبحانه وتعالى وجوب قطع الطمع عن ادراك كيفية صفات الله سبحانه وتعالى واجب يا عبد الله ان تعالج نفسك ان كان يخارجها شيء من هذا المرض ان كان النفسك ان كانت نفسك تتطلع الى معرفة كيفية صفات الله عز وجل فهذا مرض ينبغي عليك ان تعالج نفسك منه. والا فانه قد يوردك الموارد المقصود ان التكييف محظور يجب اجتنابه وها هنا تنبيه المؤلف رحمه الله يقول من غير تكييف يعني يجب ان يكون الاثبات منزها عن التكييف وهذه كلمة اطبق عليها السلف فانك تجدهم اذا تكلموا عن الصفات يقولون عقيبة ذكر الصفة بلا كيف؟ يقولون بما يقولون ماذا يقولون بلا كيف طيب بمعنى ان التكييف نم في علمنا به او حكايتنا عنه او سؤالنا عنه التكييف ممنوع اعتقادا حكاية سؤالا كل هذه التي يرجع اليها التكييف ممنوعة ليس لك ان تعتقد او تدعي انك تعلم كيفية صفة الله. ليس لك ان تتكلم بهذا او تحكيه. فتقول كما قال المكيفة عليهم من الله ما يستحقون ان صفة الله كذا وكذا كتب المقالات ان قرأت فيها تجد ما يقشعر منه الجلد حقيقة ويصعب على الانسان ان يتلفظ به كأنما يتكلمون عن آآ اصغر المخلوقات يبدأون يحددون كذا وكذا كلام والله لا استطيع ان انطق به التكييف ممنوع اعتقاده وحكاية وايضا سؤالا والاثر المعروف عندكم من اثر الامام ما لك رحمه الله حينما وقف عليه رجل وقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى هنا يغضب مالك رحمه الله ويعلوق ويعلوه العرق ويقول تلك الكلمات العظيمة التي تلقاها عنه اهل السنة بالقبول. قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عن ذلك بدعة. السؤال بكيف؟ عن صفة الله عز وجل بدعة. اذا التكييف ممنوع اعتقادا ممنوع حكاية ممنوع سؤالا اذا هذا هو مجال نفي التكييف. ما يرجع الى هذا وليس اذا قال العلماء من غير تكييف او قال السلف بلا كيف ليس مقصودهم ان صفة الله عز وجل لا كيفية لها ليس المقصود ان ثمة كيفية لصفة الله كون صفة الله عز وجل لها كيفية هذا امر ضروري والا كانت تعطيل اليس كذلك؟ لم تكن صفة لا توجد صفة لا توجد الصفة في الموصوف الا ولها كيفية وكنة لكن نحن ننفي علمنا بذلك. اذا لصفة الله عز وجل كيفية قطعا. لكن البحث ليس في هذا البحث في علمنا بكيفية صفة الله سبحانه وتعالى وهذا مما ينبغي ان يلاحظ عند الكلام عن هذا الموضوع طيب بعد ذلك الكلام عن التمثيل قال من غير تكييف ولا تمثيل التمثيل اعتقاده مماثلة صفة الخالق لصفة المخلوق اعتقاد مماثلة صفة الخالق لصفة المخلوق فيقول الممثل ان صفة الله مثل صفة المخلوق يقول كما يقول هؤلاء الذين سفهوا انفسهم ان وجه الله عز وجل كوجه المخلوق او ان يده كيد المخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرة اذا متى ما اعتقد الانسان ان صفة الخالق مثل صفة المخلوق نقول هنا وقع في ماذا وقع في التمثيل وقبل ان ابدأ كل الكلام الذي جاء في التكييف ذما ونهيا وانكارا على اهله كله ينسحب ايضا على التمثيل هاتان الفئتان المكيفة والممثلة مجرى الكلام عنهما عند العلماء واحد هذا وهذا المكيف والممثل كلاهما عند اهل السنة من فرقة المشبهة او من فرقة الممثلة واذا تكلموا تكلموا عنهما في مساق واحد فهاتان بليتان ابتليت بهما الامة وان كان البلاء بهما اقل بكثير من البلاء التعطيل والتحريف كما سيأتي الكلام عن ذلك ان شاء الله. قال رحمه الله ولا تمثيل اذا لا يجوز لك ان تمثل صفة الخالق بالمخلوق. ايمانك واجب ان تنزهه عن هذا المحذور فهو داء عضال يجب ان تتنزه عنه وذلك لان الله سبحانه وتعالى قد نفى المثيل عنه فقال ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد. هل تعلم له سمية؟ فلا تضربوا لله الامثال فلا تجعلوا لله اندادا. اذا هذا شيء نفاه الله عن نفسك والاصل عندنا ان هذا الباب اخبار يجب التصديق بها وهذا هو اصل الايمان اي ايمان لك ان لم تصدق الله عز وجل فيما اخبر به سبحانه وتعالى ثم هذا قول على الله بغير علم فيكون محرما وان تقولوا على الله وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ولا تقف ما ليس لك به علم وامر ثالث وهو انه سوء ادب على الله عز وجل لان من مثل الله عز وجل بالمخلوق فقد وصفه بالنقص ولا بد من مثل الله عز وجل بمخلوق في صفته فضلا عن ذاته فلا شك انه حينها قد وصفه بالنقص والله عز وجل له الكمال المطلق فينزه سبحانه وتعالى عن كل نقص. طيب هنا سؤال وهو ما الفرق بين التكييف والتمثيل الجواب ان يقال ان التفريق بينهما من جهتين. من جهة المعنى ومن جهة النتيجة اما من جهة المعنى فان التمثيل فيه تقييد بمماثل التمثيل فيه ماذا تقييد بمماثل بمعنى الممثل هو الذي يقول صفة الله كا صفتي المخلوق او يدوك كيد الانسان فهو يقيد بماذا بمماثل اما المكيف فانه لا يقيد بمماثل المكيفة يتكلمون في تحديد صفة الله سبحانه وتعالى دون ان يقيدوها بمماثلين يتخيلون صورة او هيئة او كنها ويقولون ان الله سبحانه وتعالى على هذه الهيئة فصار تكييفهم ليس فيه تقييد بمماثل معين. وان كانوا ما خرجوا عن حدود ماذا كما قلنا عن حدود المحسوسات والمخلوقات لكنهم ما قيدوا بماذا بمماثل معين كما فعل الممثلة اما من جهة النتيجة فان كل ممثل فهو مكيف وليس كل مكيف ممثلا فصار بين الكلمتين عموم وخصوص مطلق كل ممثل فانه مكيف لم لانه لما مثل صفة الخالق بالمخلوق فقد حكى كيفية اليس كذلك؟ خاض بالتكييف متى ما مثل صفة الخالق بالمخلوق فبالتالي صارت الكيفية ماذا معلومة اليس كذلك؟ فصار هذا الممثل مكيفا شاء ام ابى صار مكيفا ولا بد لكن لا يلزمه العكس لا يلزم العكس وعليه فالتكييف اعم من التمثيل وحكمهما على كل حال واحد. وينطبق على الممثل والمكيف ما قال السلف رحمهم الله من الحكم بالكفر كما قال نعيم بن حماد وكلمته كلمة اجماع بين ائمة اهل السنة من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيه وهذا يجرنا الى ان عندنا كلمتين نحتاج الى معرفتهما ليس الان. لكن استحضرهما عندنا تكييف وعندنا تمثيل وعندنا تشبيه وعندنا تجسيم كم كلمة؟ اربع كلمات تكلمنا عن التكييف والتمثيل والواجب نفي ذلك تبقى عندنا كلمة التشبيه والمؤلف رحمه الله سيتكلم عنها باستفاضة وتفصيل لكن خذها آآ خلاصة مركزة اذا تكلم اهل السنة بنفي التشبيه فانهم يريدون التمثيل لا فرق عند اهل السنة اذا اطلقوا ان الله عز وجل لا يجوز ان يمثل بخلقه كذلك يقولون لا يجوز ان يشبه بخلقه الكلمتان واحدة اما عند غيرهم فثمة وقفة وهذا ما سيتكلم عنه المؤلف رحمه الله ان شاء الله. اذا عند اهل السنة التشبيه في الجملة بمعنى التمثيل على فارق دقيق بينهما سنتكلم عنه في حينه ان شاء الله اما التجسيم فلا الكلام في التجسيم باب اخر اذا وصلنا الى التجسيم فاننا نكون قد وصلنا الى الكلمات المجملة المحتملة للحق والباطل والاصل ان اهل السنة لا يستعملون هذه الكلمة من جهة النفي فلا يقولون بغير تجسيم الاصل هو اجتناب ذلك وان قال قلة من اهل العلم والسنة بهذا فان هذا يعذر فيه ويحمل كلامه على انه اراد نفي التمثيل والتشبيه والا فالاصل والتحقيق ان هذه الكلمة كلمة ماذا؟ مجملة والمؤلف رحمه الله افاض واطال الكلام عن كون هذه الكلمة مجملة وسنأتي اه الى الكلام عنها