بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ تقي الدين احمد بن عبد الحليم رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية فطريقتهم تتضمن اثبات الاسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات اثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل. كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير في قوله ليس كمثله شيء رد للتشبيه والتمثيل. وقوله وهو السميع البصير رد للالحاد والتعطيل والله سبحانه وتعالى بعث رسله باثبات مفصل ونفي مجمل. فاثبتوا له الصفات على وجه التفصيل ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل كما قالت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد تذكر المؤلف رحمه الله في هذه الجملة طريقة اهل السنة والجماعة التي مضوا عليها في ايمانهم باسماء الله عز وجل وصفاته فقال رحمه الله فطريقتهم تتضمن اثبات الاسماء والصفات معنى نفي مع نفي مماثلة المخلوقات اثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل اهل السنة والجماعة يجمعون بين الامرين بين الاثبات والتنزيه يثبتون لله عز وجل اثباتا لا يبالغون به حتى يصل الى حد التشبيه وانما يقفون دون ذلك ويثبتون لله عز وجل اثباتا لا يبلغ درجة التشبيه كما انه ينزهون الله سبحانه وتعالى والتنزيه كما مر وكما سيأتي ان شاء الله يتضمن تنزيه الله عز وجل عن امرين عن كل نقص وعيب وما لا يليق بكماله وكذلك ينزه في كماله عن ان يكون له شريك فاهل السنة والجماعة ينزهون الله سبحانه وتعالى لكنهم ايضا لا يبالغون في هذا التنزيه حتى يبلغ بهم الامر الى حد التعطيل انما مذهبهم هدى بين ضلالتين وسط بين بغلو اهل التشبيه وغلو اهل التعطيل هدى الله عز وجل اهل السنة الى هذا المنهج الراشد والقصد المستقيم الذي فازوا بسببه بالحق من جميع جهاته فاثباتهم منزه عن ادران التشبيه كما ان تنزيههم منزه عن ادران التعطيل وهذا هو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب قال كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذه الاية العظيمة من سورة الشورى اصل كبير في باب الاسماء والصفات بل انه يقال ان جل كلام اهل السنة في باب الاسماء والصفات يرجع الى هذه الاية اذا هذه الاية اصل عظيم في هذا الباب ولا يستغني الناظر في هذا الباب مريدا للهداية عن ان ينعم النظر في هذه الاية العظيمة وان يفيد مما دلت عليه من الخير والهدى والعلم العظيم فهذه الاية تتضمن مسائل وقواعد كثيرة من ذلك الدلالة على هذا المنهج الحق المتوسط الذي يجمع بين الاثبات والتنزيه ويجمع مجانبة اهل التشبيه والتعطيل بل والرد عليهم ايضا كما ان هذه الاية فيها الدليل على قاعدة النفي والاثبات وان النفي يكون نفيا مجملا وهذا هو الاصل وان الاثبات يكون اثباتا مفصلا وهذا هو الاصل كما انها تدل على قاعدة القدر المشترك والقدر المميز بين صفة الخالق وصفة المخلوق في مسائل وقواعد وضوابط كثيرة مرجعها الى هذه الاية و سيعين الله سبحانه وتعالى ونأمل ونرجو ان يفتح الله عز وجل من فضله نتدارس بعضا مما دلت عليه فيما سيأتي من هذه الرسالة المقصود ان قول الله عز وجل ليس كمثله شيء كما قال المؤلف رد للتشبيه والتمثيل كما ان قوله وهو السميع البصير رد للالحاد والتعطيل علمت معنى هذه الكلمات فيما مضى ويبقى الاشارة الى هاتين الكلمتين التي عطف احداهما على الاخرى وهي قوله رد للتشبيه والتمثيل فاستعمل المؤلف رحمه الله كلمتي التشبيه والتمثيل و قد قلت لك سابقا ان الذي جاء في النصوص نفيه انما هو التمثيل وذلك في قوله كما ترى ليس كمثله شيء وكما في قوله فلا تضربوا لله الامثال واما التشبيه فهذه الكلمة لم يرد نفيها في الكتاب والسنة وانما هي كلمة اثرية جاءت في الاثر عن الصحابة فمن بعدهم واستعمالها عندهم كثير ولذا يخطئ من يتوقف في استعمال هذه الكلمة ويرى ان عدم استعمالها اولى الامر ليس كذلك لا تتوقف في استعمال ما كان السلف الصالح يستعمله فابن عباس رضي الله عنهما كما اه سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله فسر قوله وهل تعلم له سم يا ب ان السمي هو الشبه والشبيه الشبه والشبيه شيء واحد وهكذا جاء عنه رضي الله عنه في غير هذه الاية وهكذا جاء عن كثير من السلف ولذا لم يزل نفي التشبيه اعني استعمال هذه الكلمة بلا تشبيه مع نفي التشبيه من غير تشبيه امرا فاشيا منتشرا تجده في كلام كثير من السلف تلك القاعدة التي تلقاها اهل العلم بالقبول عن نعيم ابن حماد رحمه الله ماذا قال فيها قال من شبه الله بخلقه فقد كفر كذلك جاء هذا في كلام الامام احمد والشافعي واسحاق وكثير غيرهم الى المتأخرين من المحققين كشيخ الاسلام رحمه الله وفيما ترى اذا استعمال كلمة التشويه في مقام النفي وبيان ما يحذر في باب الاسماء والصفات استعمال صحيح اثري ويريد به اهل السنة ما يريدون بنفي التمثيل فمتى ما استعمل السني كلمة التشبيه في مقام النفي فانه يريد بها ما يريد بكلمة التمثيل في مقام النفي فهو اذا قال بلا تمثيل او قال بلا تشبيه فالمعنى فالمعنى واحد واما المتكلمون فانهم قد تذرعوا من نفي التشبيه الى نفي ما ثبت لله سبحانه وتعالى فان نفي التشبيه عندهم توصلوا به الى نفي القدر المشترك وهذا ما سنتكلم عنه في محله من هذه الرسالة ان شاء الله المقصود ان شيخ الاسلام يقول من غير اه رد للتشبيه والتمثيل. المقالتان المقالة واحدة والكلمتان تدلان على المقالة الواحدة فهؤلاء هم الممثلة هؤلاء هم المشبهة هذا مذهب التمثيل ومذهب التشبيه ايضا. وان كان بين الكلمتين فرق من جهة اللغة فان التمثيل هو المساواة من جميع الوجوه تقول هذا مثل هذا يعني مثله من كل وجه. هذا هو الاصل والغالب وقد يأتي استعمال كلمة المثل والتمثيل بمعنى كلمة التشبيه التي ستأتي قليلا اما التشبيه فانه المساواة من بعض الوجوه المساواة من بعض الوجوه هذا ماذا تشبيه ولذا اقول الان هذان الكأسان احدهما مثل الاخر او احدهما يشبه الاخر او شبه الاخر مثل لان احد الكأسين لا يخالف الاخر البتة فها هنا يستعمل التمثيل لانه المساواة من جميع الوجوه ويبين الفرق بين الكلمتين قوله تعالى وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ثم قال تشابهت قلوبهم لما كانت الكلمة هي هي عند المتقدمين والمتأخرين كل قد قال لولا يكلمنا الله او تأتين اية فالكلمة ماذا ما تغيرت فصارت كلمة المتقدمين او كلمة صارت كلمة المتأخرين مثل كلمة المتقدمين. اما القلوب فلا تتماثل القلوب تتشابه. هناك تقارب الى حد ما لكنها لا تكون متطابقة. لا يكون قلب مطابقا ساويا من كل وجه لقلب اخر لذا قال تشابهت قلوبهم فتقول فلان يشبه فلانا اذا كان بينهما تقارب في الصورة والشكل ولا تقول فلان مثل فلان وان كان يأتي على قلة هذا الاستعمال يأتي على قلة كما نص علماء اللغة هذا الاستعمال لكن الغالب التفريق بين الكلمتين المقصود ان المساواة في الخصائص هو التمثيل الممنوع والتشبيه الممنوع فلله عز وجل من الصفات ما يختص به وللمخلوق ما يختص به والتمثيل او التشبيه الذي جاء ذمه والنهي عنه انما هو المشاركة والمساواة في الخصائص. بان تجعل الصفة التي تختص بالله سبحانه وتعالى مساوية لصفة المخلوق فيقال ان يد الله عز وجل كيد المخلوق. او ان وجه الله كوجه المخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا اذا التمثيل والتشبيه يرجع الى ماذا المساواة في الخصائص او ما سنتكلم عنه ان شاء الله وهو الذي يلقب عند اهل العلم بالقدر المميز او القدر الفارق كذلك يقول رحمه الله رد للالحاد والتعطيل ما رأيكم عطف التعطيل على الالحاد من اي انواع العطف من عطف الخاص على العام لاننا قد قلنا ان كل انحراف في باب الاسماء والصفات يرجع الى معنى الالحاد وعليه فالالحاد يشمل كل الكلمات الاربع التي تكلمنا عنها سابقا وهي التكييف التمثيل التحريف التعطيل فكل ذلك الحاد لانه ميل عن الحق الواجب في اسماء الله عز وجل وصفاته يبقى معنا بحث ايضا ودائما ما اه يطرق هذا الموضوع وهو معنى قوله ليس كمثله شيء فالبحث ها هنا متعلق بالكاف وكلمة مثل الكاف ما نوعها والمثل ما المراد به هذا بحث طويل ولاهل التفسير كلام طويل وتوجيهات شتى في معنى قوله ليس كمثله شيء وقد مر وقد مر بنا في شروح سابقة بيان هذا الموضوع واشير بايجاز الى ما ذكر سابقا وهو ان اقوى ما يقال في هذه الاية توجيهان اقوى ما يقال توجيهان التوجيه الاول ان الكاف ها هنا زائدة من جهة الاعراب هذه التي يسميها اللغويون الحرف الزائد هذه كاف زائدة بمعنى انه ماذا؟ زائدة انها زائدة اعرابا لكنها تفيد التوكيد اللفظي والمعنوي تفيد التوكيد اللفظية والمعنوي فهي فهي ليست زائدة هكذا مطلقة بل لها فائدة عظيمة ولا شك انه ليس في كتاب الله عز عز وجل حشو او كلام زائد لا فائدة فيه ينزه كتاب الله عز وجل ولا شك عن ذلك. انما المقصود انها زائدة من جهة الاعراب. اما من حيث الفائدة فلا شك ان لها فائدة عظيمة فانها تدل على توكيد لفظي هذه الزيادة تدل على التوكيد اللفظي. والتوكيد اللفظي يفيد العناية والاهتمام بالكلام الكلام الذي جاء فيه توكيد لفظي هذا التوكيد يرشد الى العناية والاهتمام بالكلام هذا اولا. اما من جهة التوكيد المعنوي فان الحرف الزائدة يقوم مقام اعادة الجملة قال ابن هشام رحمه الله في مغن لبيب الكاف او عفوا. قال رحمه الله الحرف الزائد يقوم مقام اعادة الجملة مرة اخرى. قاله ابن ليه اذا هذه الجملة في غير القرآن تقال او يقال فيها ليس مثله شيء ليس مثله شيء ومعلوم عندك ان هذا التكرار وهذه الاعادة تفيد تأكيد المعنى وتفخيم الكلام وان هذا كلام في غاية الاهمية هذه الاعادة والتكرار تدل على انه كلام في غاية الاهمية فقام هذا الحرف مقام اعادة الجملة التي تدل على على تفخيم وتعظيم والارشاد الى الاهتمام بهذا الكلام فصار بوجودها معنى مهم جدا وهو هذا التأكيد على هذا المعنى العظيم وهو ان الله عز وجل ليس مثله شيء. نفي للمثيل عن الله سبحانه وتعالى المعنى الثاني النظر فيه يتعلق بكلمة مثل النظر الاول تعلق بماذا بحرف الكاف النظر الثاني او القول الثاني النظر فيه يتعلق بماذا بكلمة مثل وهذا القول هو ان مثلها ان مثلها هنا بمعنى النفس يعني ان الله عز وجل يقول ليس كهو شيء ليس كهو شيء يقول ابن قتيبة رحمه الله في غريب القرآن ان العرب تنزل المثل منزلة النفس العرب تنزل المثل منزلة النفس تقول مثلي لا يقال له هذا تريد انا اريد انا لا يقال لي هذا وهذا ابلغ مما لو قلت انا لا يقال لي هذا. لم؟ لان هذه الجملة حينما استعملت مثل افادت ان السبب الذي لاجله يقال هذا الكلام لي مفقود يعني لا وجه البتة لان يقال هذا الكلام لي واضح؟ ولذا يقول الشاعر يا عادلي دعني من عدلك مثلي لا يقبل من مثلك يريد انا ها لا اقبل منك انا لا اقبل منك واضح اذا عاد البحث ها هنا الى ان الكاف للتشبيه ومثل بمعنى هو سبحانه وتعالى نفسه جل وعلا فليس كاهو شيء فدل هذا ايضا على نفي التمثيل عن الله سبحانه وتعالى و على كل حال البحث طويل والكلام في هذه الاية كثير ولكن نرجئه الى ما سيأتي ان شاء الله من مباحث تتعلق بهذه الاية المقصود ان الله سبحانه وتعالى جمع في هذه الاية بين النفي والاثبات فقوله ليس كمثله شيء هو النفي وهو التنزيه. واما قوله وهو السميع البصير فيه اثبات الصفات لله سبحانه وتعالى وان الله عز وجل يوصف بصفات ثبوتية قائمة بالله سبحانه وتعالى كلها صفات كمال وحمد يحمد الله عز وجل ويثنى عليه بها جل في علاه ثم قال رحمه الله عطفا على ما سبق والله سبحانه وتعالى بعث رسله باثبات مفصل ونفي مجمل يريد المؤلف رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى متصف بنوعين من الصفات وهذا ما تكلمنا عنه سابقا وقلنا ان الصفات من جهة الثبوت والنفي تنقسم الى قسمين صفات مثبتة وصفات منفية. فالله عز وجل يوصف بقيام صفات به سبحانه وتعالى كالعزة والعلو والرحمة والعظمة والكبر وما الى ذلك ويوصف ايضا بانه تنفى عنه صفات لا تليق به سبحانه وتعالى. فالله عز وجل لا ينام ولا تأخذه سنة والله لا يظلم والله منزه عن اللعب منزه عن العبث منزه عن اللغوب والتعب الى اخر ما جاء في النصوص في هذا الموضع ورسل الله عز وجل وانبياؤه واتباعهم انما يصفون الله سبحانه وتعالى بما وصف به نفسه اذا الله عز وجل بعث رسله بهذا المنهج وهو وصف الله عز وجل بما يستحقه تبارك وتعالى من الصفات الجليلة والنعوت الجميلة والكمال المطلق له تبارك وتعالى. الله عز بعث رسله باثبات مفصل ونفي مجمل. هذا الموضوع يحتاج الى بعض البث الى بعض البسط والتوضيح اه لان المقام مقام مهم وهذا الموضع موضع فارق بين منهج اهل السنة والجماعة ومنهج مخالفيهم نستطيع ان نلخص هذا الموضوع في ضوابط قام عليها منهج اهل السنة والجماعة في هذا الباب وهو باب الاثبات والنفي في باب الصفات اول تلك الاصول الله سبحانه وتعالى موصوف بالنفي والاثبات ولابد منهما معا فلا اثبات بلا نفي ولا نفي بلا اثبات والتوحيد مجموع الامرين لا يكون الانسان قد حقق توحيد الاسماء والصفات الا بالجمع ماذا بين الامرين اثبات بلا بلا نفي او بلا تنزيه لا يكفي ونفي بلا اثبات لا يصلح فلا بد من الجمع بين الامرين بين النفي والاثبات وهذا هو الكمال وهذا هو ما يليق بالله سبحانه وتعالى. فلابد من الجمع بين الامرين حتى يحقق الانسان التوحيد. لا اثبات بلا زيد ولا تنزيه بلا اثبات والتوحيد مجموع الامرين الاثبات والتنزيه ولاحظ يا رعاك الله ان الالفاظ المستعملة في هذا الباب النفي التنزيه السلب التسبيح كم لفظ عندنا اربعة الفاظ النفي كما استعمل المؤلف رحمه الله قال ونفي مجمل وكذلك التنزيه وهذا ايضا استعمله المؤلف رحمه الله وسيستعمله اه فيما سيمر علينا ان شاء الله وكذلك كلمة ثالثة وهي السلب وهذه الكلمة مستعملة عند كثير من اهل السنة والجماعة ولا يريدون بها الا ما يريدون بكلمتين النفي والتنزيه. فمتى ما رأيت احدا من اهل السنة استعمل كلمة السلب فاعلم انه يريد النفي ويريد التنزيه. كذلك المصطلح الشرعي الذي جاء في النصوص التسبيح. فالتسبيح بمعنى التنزيه بمعنى نفي كل ما كل ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى مما يناقض كمال الباري تبارك وتعالى واعلم يرعاك الله ان هذا النفي والاثبات جاء في النصوص على اربعة اضرب جاء اثبات مجمل واثبات مفصل ونفي مجمل ونفي مفصل كم هذه اربعة جاء اولا قلنا اثبات مجمل وانتبه اذا ذكرنا كما ذكر المؤلف وغيره في هذا المقام كلمة المجمل او كلمة الاجمال فالمراد التعميم والاطلاق المراد ماذا التعميم والاطلاق واذا ذكر التفصيل او قلنا مفصل فاننا نريد التعيين نريد ماذا التعيين بمعنى حينما نقول ان النصوص قد جاءت باثبات مجمل بمعنى انها دلت على اثبات الكلام دلت على اثبات الكمال مطلقا لله سبحانه وتعالى كل ما يكون من الكمال فانه ثابت لله سبحانه وتعالى وهذا المراد بقولنا الكمال هذا مرادنا بقولنا الاثبات المجمل وهذا الاثبات المجمل دلت عليه انواع من النصوص تحت كل نوع تندرج مجموعة من الادلة من ذلك ادلة الاثبات المجمل العامة ومنها قوله وله المثل الاعلى المثل الاعلى يعني الوصف الاعلى بمعنى ان لله الكمال المطلق سبحانه وتعالى اقصى غايات الكمال ثابتة لله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق وله الجلال التام جل ربنا وعز اذا وله المثل الاعلى ولله المثل الاعلى دلت على ماذا على اثبات مجمل بمعنى دلت على الكمال المطلق اذا تستطيع ان تظع هاتين الكلمتين وبينهما يساوي الاثبات المجمل يساوي الكمال المطلق الاثبات المجمل يساوي ها الكمال المطلق. وقل مثل هذا في قوله ولله الاسماء الحسنى هذا دليل على الاثبات المجمل الذي يعني الكمال المطلق الله عز وجل له الاسماء الحسنى البالغة في الحسن غاية الكمال اذا هذا دليل على اثبات مجمل. هذا نوع من الادلة. النوع الثاني ادلة التحميد ادلة التحميد التي دلت على حمد الله عز وجل فانها قد دلت بدلالة التضمن على ثبوت ها ها دلت على الاثبات المجمل يعني الكمال المطلق. فالله عز وجل انما حمد حمد نفسه وحمده عباده لان له الكمال المطلق فدل كل دليل دل على تحميد الله عز وجل على ماذا على الاثبات المجمل. وهذه الادلة كثيرة جدا ثالثا اسماء الله اسماء الله عز وجل التي دلت معانيها على الاثبات المجمل والكمال المطلق من ذلك اسم الجلالة الله فانه يدل على كل كمال لله سبحانه وتعالى. اما اما بدلالة المطابقة واما بدلالة التظمن واما بدلالة اللزوم وقل مثل هذا في اسم الله الرب وقل مثل هذا باسم الله الصمد كما مر بنا. فالله عز وجل دل اسمه الصمد على ان له الكمال من جميع الوجوه سبحانه وتعالى فهو الذي كمل اه جوده وهو الذي كمل في رحمته وهو الذي كمل في سؤدده الى اخر ما ذكر السلف رحمهم الله في هذا وقل مثل هذا بسم الله العظيم فانه يدل على ماذا كمال مطلق وهو العظيم وهو العظيم بكل معنى يوجب التعظيم. لا يحصيه من انسان. وقل مثل هذا باسم الله فانه يدل على كمالات عظيمة ثابتة لله سبحانه وتعالى فهو الكبير بكل ما يستوجب تعظيم الله سبحانه وتعالى اذا عندنا ثلاثة انواع من الادلة دلت على الاثبات المجمل والاثبات المجمل ها يفيد الكمال المطلق. هذا واحد. ثانيا ذكروني الاثبات المفصل. وقلنا اننا نريد بالمفصل يعني المعين يعني ان تثبت لله عز وجل الصفات الجزئية هناك صفات ثابتة لله سبحانه وتعالى على وجه التفصيل. وهذه لا حصر لها. هذه الصفات لا حصر لها. نعلم منها شيئا ولا نعلم اشياء فالله عز وجل الصفات الكمال التي تقوم به تبارك وتعالى شيء يفوق العقول شيء يفوق علمنا ذلك هو الذي جاء في النصوص ما هو الا شيء قليل وسيتجلى للعباد من كمال الله عز وجل وعظمته يوم القيامة ما سوف يكون معه ما علمنا او يتبين لنا ان ما علمنا من ذلك شيء قليل. حتى قال ابن القيم رحمه الله ان نسبة ما يعلمه العباد من صفات الله عز وجل عصفور من بحر فالله عز وجل له من الصفات والكمال شيء لا يمكن ان تبلغه عقولنا وان لعقولنا المحدودة الكليلة الضعيفة ان تحيط علما بصفات العظيم الكبير الواسع الجليل سبحانه وتعالى اذا كل الصفات الجزئية داخلة في قولنا الاثبات المفصل فالعزة والرحمة والعلو والملك والربوبية والوجه والقدم واليد والعين والسمع والبصر الى اخر ما هنالك هذه كلها ماذا داخلة في قولنا الاثبات المفصل. طيب عندنا شيء ثالث وهو النفي المجمل والنفي المجمل نريد به نفي كل ما لا يليق بكمال الله سبحانه وتعالى وما لا يليق بكمال الله عز وجل يرجع الى احد امرين ما لا يليق بكمال الله يرجع الى احد امرين الاول النقص والعيب كل عيب هكذا بالاطلاق والتعميم فانه منفي عن الله سبحانه وتعالى. كل نقص وعيب فانه منفي عن الله عز وجل وهذا ما دل عليه النفي المجمل الامر الثاني المشاركة في الكمال المشاركة في الكمال ولذا يقول ابن القيم رحمه الله النقص في امرين سلب كماله او شركة للواحد الرحمن. النقص في امرين ما هما سلب كماله باظافة النقص والعيب لله عز وجل او شركة للواحد الرحمن. ان يعتقد ان مع الله عز وجل مشارك في كماله وهذا في الحقيقة نقص في حق الله عز وجل. اذا قيل ان مع الله عز وجل مشارك في هذا الكمال فان هذا نقص عظيم في حق الله عز وجل القاعدة في هذا الباب كلها وتفطن الى هذا ترجع الى اصل عظيم ينبغي استحضاره وهو اصل الكمال قاعدة الكمال في حق الله عز وجل الله عز وجل له الكمال المطلق من جميع الوجوه في ذاته وصفاته وافعاله كل ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى من الاسبات من الاسماء والنعوت والصفات كل ذلك انما يثبت لله سبحانه وتعالى منه الكمال المطلق والجلال التام اقصى غايات الكمال ثابتة لله سبحانه وتعالى من جميع الوجوه وهذا معلوم بالشرع والاجماع والعقل والفطرة ليس ثمة شيء اوضح في العقول والفطر من كون الله عز وجل متصف بالكمال المطلق من جميع الوجوه وثبوت الكمال المطلق لله سبحانه وتعالى يقتضي تفرده ووحدانيته في الكمال لو شارك الله احد في كماله فان هذا يقتضي انه انتفى الكمال لا كمال مطلقا لله سبحانه وتعالى. لو شاركه احد في الكمال وذلك لان هذه المشاركة تقتضي ان يكون للمشارك مع الله عز وجل ما لله من الخصائص فيجوز عليه اه فيجوز على الخالق سبحانه وتعالى ما يجوز على هذا المشارك ومعلوم ان كل ما سوى الله عز وجل محدث وان كل ما سوى الله عز وجل ناقص. وان كل ما سوى الله عز وجل فقير. وان كل ما سوى الله عز وجل ممكن. وعليه فما جعلنا غير الله عز وجل مساويا او مشاركا له في الكمال فاننا نكون قد نسبنا النقص الى الله سبحانه وتعالى هذا اظافة الى هذا فانه موقع في التناقض موقع في ماذا في التناقض كيف يكون الله عز وجل هو الخالق والمخلوق. كيف يكون هو الواجب والممكن؟ كيف يكون هو الغني؟ كيف يكون الغني والفقير معا؟ لا شك ان هذا تناقض. اذا الكمال المطلق لله عز وجل يقتضي بالضرورة انفراده به واضح ومتى ما اعتقد ان غير الله يشاركه في شيء من الكمال فان هذا يقتضي نفي الكمال عن الله سبحانه وتعالى. ولذا كان ابن القيم رحمه الله دقيقا قال النقص في امرين فعد المشاركة في الكمال نقصا وهذا من دقة الامام رحمه الله. اذا الله عز وجل قد دلت الادلة على انه ينفى انه ينفى عنه النفي المجمل بمعنى ينفى عنه كل ما لا يليق بكماله من مشاركة في هذا الكمال او نقص او عيب و هذا قد دلت عليه ايضا جملة من الادلة من تلك الادلة اولا ادلة النفي المجمل العامة وهي ما علمت وتكرر كثيرا في الدرس ليس كمثله شيء هل تعلم له سم يا؟ ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال فلا تجعلوا لله اندادا اذا هذه ادلة دلت على نفي مجمل كل نقص وكل عيب وكل مشاركة لله عز وجل في الكمال فانها منفية عنه سبحانه وتعالى على سبيل التعميم الذي ليس آآ له مخصص البتة هذا عموم محفوظ ثانيا دل على ثبوت النفي المجمل او من ادلة النفي المجمل في النصوص وهي التي جاءت بها الرسل عليهم الصلاة والسلام اعظمهم في البيان والبلاغ نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ايضا ادلة التسبيح ادلة التسبيح وهي كثيرة جدا في الكتاب والسنة بل في القرآن نحو من تسعين اية دلت على تسبيح الله عز وجل فيها تسبيح الله عز وجل نفسه او تسبيح خلقه او الامر بتسبيحه سبحانه وتعالى الى غير ذلك من من اوجه الدلالة كلها دلت على هم النفي المجمل فان التسبيح يدل بدلالة المطابقة على التنزيه ينزه الله عز وجل عن كل ما لا يليق بكماله فصارت ادلة التسبيح اي دليل في التسبيح في السنة في القرآن دال اي دليل فهو دال على ها النفي المجمل الذي يقتضي ها الذي يقتضي الكمال المطلق الذي يدل على نفي كل ما لا يليق بكمال الله عز وجل من نقص او عيب او مشاركة في كماله سبحانه وتعالى سنتكلم بعد قليل على دلالة النفي على الاثبات لكن هذه اخروها لا تأتوا بها الان النوع الثالث اسماء الله الحسنى التي ثبتت له ودلت معانيها على التنزيه من ذلك اسمه تعالى السبوح ومن ذلك اسمه السلام ومن ذلك اسمه القدوس ومن ذلك اسمه المتكبر ومن ذلك اسمه الواحد ومن ذلك اسمه الاحد ومن ذلك اسمه المتعال الكبير المتعال تعالى عن كل نقص هذا من معنى هذا الاسم تعالى عن كل نقص وعن كل ما لا يليق به سبحانه على ما بين بعض اهل التفسير المقصود ان هذه الاسماء لو تأملت وجدت انها قد دلت على تنزيه لله سبحانه وتعالى وان كان اسمه الواحد والاحد اخص بالدلالة على النفي المنفصل وما سبقه وما سبقهما ادل على النفي المتصل فالزنا والنوم والظلم والتعب واللعب وغير ذلك هذا نفي لمتصل واما الواحد والاحد فانه يدل على النفي المنفصل. نفي ما ينفصل ولا يقوم بالله عز وجل لكن قد يضاف الى الله كالصاحبة والولد والمعين والظهير هذا كله نفي لي منفصل واسمه الواحد واسمه الاحد يدل على ماذا نفي ذلك فكونه الواحد وكونه الاحد احاديته سبحانه وتعالى تقتضي نفيا ها الصاحبة ونفي الولد ونفي المعين والوزير والى غير ذلك طيب اذا هذه في الجملة ادلة ماذا النفي المجمل ادلة النفي المجمل عن الله سبحانه وتعالى ها هنا ينبه المعلم المؤلف رحمه الله الى الضابط الثاني الذي نريد ان نتحدث عنه وهو قوله والله سبحانه وتعالى بعث رسله باثبات مفصل ونفي مجمل وهذه قاعدة في غاية الاهمية في هذا الباب اقول في الضابط الثاني ما الضابط الاول ها الله سبحانه موصوف ماذا كتبتم الله عز وجل موصوف بالنفي والاثبات ولابد ولابد منهما معا فلا اثبات بلا نفي او بلا تنزيه العكس ايظا والتوحيد مجموع الامرين. نقول في هذا الضابط الاصل في هذا الباب ان يكون النفي مجملا وان يكون الاثبات مفصلا لاحظ اننا نقول ماذا الاصل في هذا الباب وهذه تشير الى ان هناك استثناء من هذا سيأتي الحديث عنه انما الاصل في هذا الباب الاصل في وصف الله سبحانه وتعالى ان يكون الاثبات مفصلا وان يكون النفي مجملا لما اما كون الاثبات لابد ان يكون مفصلا فلامرين اولا ان الاصل في المعرفة الاثبات وهذا ما يدركه يدركه العقلاء جميعا. الاصل في المعرفة ماذا الاثبات اذا اردت ان اعرف شيئا عن فلان او فلان فانني اطلب امورا ثبوتية اطلب اوصافا ثبوتية اذا قلت من هشام لو قال لي انسان انه آآ ليس بجماد وليس بسارية وليس بسيارة وليس بكذا وليس بكذا هل افادني معرفة به اذا الاصل ماذا اذا اردنا التعرف على شيء ان يكون هذا بالصفات الثبوتية بالصفات الثبوتية فيقال لي هو انسان طويل آآ قصير جميل قبيح الى غير ذلك. اذا هناك صفات ثبوتية فالاصل في المعرفة الاثبات والله عز وجل انما تعرف لعباده بما بين في كتابه او بينه رسله عليهم الصلاة والسلام من اسمائه وصفاته. الله عز وجل يحب ان يعرفه عباده وان يعلم عباده اسمائه وصفاته. ولذا كم في كتاب الله عز وجل واعلموا فاعلموا ان الله الله عزيز حكيم ها ان الله مع المتقين اعلموا اعلموا اعلموا هذا كله فعل امر يدل كما قد اخذنا كل امر شرعي فانه يدل على انه محبوب لله سبحانه وتعالى. فالله لا يأمر شرعا الا بما يحب جل وعلا اذا الاصل في المعرفة الاثبات حتى يتعرف او يعرف الشيء فلا بد من ذكر الصفات الثبوتية وامر ثان ان الصفات الثبوتية ابلغ في التعظيم واكمل في المدح الصفات الثبوتية ماذا ابلغ في التعظيم واكمل المدح والله عز وجل يستحق كل اوجه التعظيم فانه ذو الجلال والاكرام جل وعلا والله عز وجل يحب المدح. بل لا احد احب اليه المدح منه سبحانه. ولذا اثنى على نفسه كما بين رسوله صلى الله عليه وسلم اذا المدح والثناء والكمال ان تكون صفات الله عز وجل ماذا ثبوتية وكلما كانت هذه الصفات والثبوتية التي تضمنت غاية الكمال لان الله لا يوصف الا بالكمال كما كما قد علمنا كلما كانت هذه الصفات الثبوتية الكاملة اكثر كان هذا ابلغ في الكمال والمدح والتعظيم و كل العقلاء يعلمون ويدركون انه كلما كثرت صفات المدح والثناء للمحمود او الممدوح فان هذا ابلغ في ماذا ابلغ في الثناء عليه ولذا يقول ابن القيم رحمه الله ان الكمال بكثرة الاوصاف لا في سلبها ذا واضح التبيان. ان الكمال بماذا بكثرة الاوصاف لا في سلبها. يخاطب هؤلاء المعتدين هؤلاء آآ الذين سلكوا مسلك المتكلمين الذين جعلوا الاصل في وصف الله سبحانه وتعالى هو السلوب فالغالب على منهجهم انهم يصفون الله عز وجل بالسلب والنفي كما سيأتي ابن القيم يقول لهم الامر ليس كذلك الكمال والثناء في كثرة الاوصاف وليس في في سلبها ذا واضح التبيان عند كل عاقل وعند كل احد فمهما كثرت صفات المدح والثناء كان هذا ابلغ في التعظيم وابلغ في المدح آآ لو جيء الى احد من العظماء فقيل له انك كريم وانك شجاع وانك اه رحيم وانك اه سخي وانك عبقري وانك كذا وانك كذا فان كل احد يدرك ادنى هذا المتكلم قد اثنى وبالغ في الوصف والثناء وبيان وجوه المدح في حق هذا العظيم اليس كذلك؟ اذا كثرة الاوصاف التي هي اوصاف الكمال لا شك انها ابلغ في المدح واكمل في الثناء والتعظيم لله سبحانه وتعالى اما الشق الاخر وهو كون النفي الاصل ان يكون ماذا مجملا فيه اجمال وفيه اطلاق وفيه تعميم فان ذلك ابلغ في التنزيه كلما كان النفي مجملا كلما كان التنزيه ابلغ وهذا ايضا معلوم عند جميع العقلاء فان ما يقابل ذلك معدود عند العقلاء بانه الى الذم اقرب منه الى المدح لو قيل لهذا العظيم الذي ذكرناه قبل قليل لو عكس المتكلم فلم يذكر فلم يذكر صفاتي كمال ثابتة تقوم بهذا الانسان وعددها واكثر منها انما عكس الامر فصار يعدد صفات قبيحة منفية عنه هل هذا يعد من المدح او يعد من الذنب لو قلت واسمح لي يا اسكندر لو قلت انت يا اسكندر لا اقول عظيم انما اخ مثلي ها اقول فيه انك يا انك يا اسكندر لست بغبي ولست باحمق ولست بكسول ولست جبان ولست كذا ولست بكذا وبدأت اعدد صفحة ونصف من هذه السلوك يرضيك هذا ها هل ترون انه يبتسم؟ كما يبتسم الان او انه يعني يكفهر ويغضب هل سيقول اه فلان اثنى او سيقول فلان اه كان كلامه الى الذم اقرب اذا الله سبحانه وتعالى كلما كان النفي مجملا في حقه كلما كان ابلغ في التنزيه فسيأتي معنا ان شاء الله في القاعدة الاولى ان النفي ليس مرادا لذاته النفي مراد لغيره النفي عدم والعدم ليس بشيء فضلا عن ان يكون كمالا والله عز وجل لا يثنى عليه ولا يضاف اليه الا الكمال انما تضاف الى الله سبحانه وتعالى هذه الصفات السلبية بمعنى اننا ننفي هذه الصفات عن الله عز وجل لتضمنها لانه يلزم منها الكمال تدل بدلالة اللزوم على على الكمال فصارت مرادة لغيرها لا لذاتها وعليه فصار النفي المجمل مستلزما للكمال المطلق صار النفي المجمل مستلزما لماذا؟ للكمال المطلق. فاذا قيل في حق هذا العظيم يا ايها السلطان او يا ايها الحاكم انك لست كاحد من رعيتك انه لا يشابهك من الناس احد كان هذا مدحا اليس كذلك؟ لانه يدل على كثرة الصفات المحمودة فيه حتى تفرد هذه الكثرة دلت على تفرده لان قد القليل من الناس من عنده صفات كمال كثيرة. اليس كذلك؟ طبعا الكمال النسبي الذي يليق بالناس كمل من الرجال كثير. المقصود ان النفي كلما كان مجملا كلما كان فيه من دفع النقص ما هو ابلغ فصار ادل على التنزيه واكمل في التنزيه. صار ادل على التنزيه واكمل في التنزيه وعليه كان الاصل هو هذا. كان الاصل هو هذا ان يكون النفي كما ذكر المؤلف رحمه الله ونفي مجمل الضابط الثالث قد يرد النفي مفصلا لاقتضاء الحكمة ذلك قد يأتي النفي مفصلا لاقتضاء الحكمة ذلك ولذلك نحن عبرنا في البداية ماذا بقولنا الاصل لما؟ لان هناك استثناء قد نخرج عن هذا الاصل لوجود سبب وحكمة تقتضي هذا الخروج. فيكونه ثمة نفي مفصل من ذلك ان الله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه السنة والنوم نفى عن نفسه اللغوب نفى عن نفسه الظلم نفى عن نفسه البخل اه نفى عن نفسه الصاحبة نفى عن نفسه الولد والمعين والظهير الى غير ذلك هذه انما كان التنصيص عليها على وجه التعيين يعني كان النفي مفصلا لاقتضاء الحكمة ذلك. والمتأمل في جملة من هذه النصوص التي دلت على النفي المفصل يمكن ان يستخلص شيئا من الاسباب التي اقتضت هذا التفصيل في النفي فتجد اولا ان النفي المفصل يأتي بسبب الرد على المخالفين الذين ادعوا في حق الله عز وجل ما لا يليق به لما قال اليهود عليهم من الله ما يستحقون ان الله عز وجل لما خلق السماوات والارض تعب تعالى الله عن ذلك جاء الرد في القرآن في قوله تعالى ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب اذا هذا رد على ما ادعي في حق الله سبحانه وتعالى. هذا باطل رد في كتاب الله. كذلك نسب فئام من البشر اليهود النصارى المشركون نسبوا الولد لله عز وجل ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا فتجد ان المقام مقام رد على قول باطل قيل في حق الله سبحانه وتعالى. فكانت الحكمة في ماذا في رده ودفعه هذا واحد. ثانيا قد يكون ذلك لدفع توهم نقص في صفة الكمال قد يكون النفث المفصل لدفع توهم نقص في صفة الكمال الثابتة لله سبحانه وتعالى. فاذا قيل ان الله عز وجل متصف بالحياة واسمه الحي فلربما توهم متوهم ان حياته من جنس حياة المخلوقين فالناس احياء ولكن حياتهم هذه يعقوبها الموت تنتهي بالموت. بين الله سبحانه وتعالى ان كماله مطلق سبحانه وتعالى في هذه الصفة. بمعنى ان جل وعلا لا يمكن ان يعتريها موت حياته لا يمكن ان يعتريها موت ولذا قال جل وعلا وتوكل على الحي الذي لا يموت الصحابة رضي الله عنهم لما رفعوا اصواتهم ب ذكر الله عز وجل وهم يعلمون ان الله عز وجل متصف بالسمع اليس كذلك لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا فسمع الله عز وجل سمع شامل لا يظن ان الله سبحانه وتعالى اذا خفت الصوت انه لا يسمع سبحانه وتعالى لا تدعون اصما ولا غائبة فدل هذا على ان صفة الله عز وجل لا يلحقها نقص البتة ايضا من الاسباب التي يمكن تلمسها في النصوص ان يكون النفي لاجل تهديد الكافرين وهذا فيه مصلحة وحكمة. كما تجد في قول الله عز وجل وما الله بغافل عما تعملون انظر كيف تضمن هذا النفي تهديدا ووعيدا لهؤلاء الكفار. اليس كذلك؟ وما الله بغافل عما تعملون ربما تجد ايضا سببا رابعا وهو ان يكون النفي لتكميل معنى الصفة الثبوتية حتى تتضح الصفة الثبوتية كما ينبغي يؤتى بصفة منفية ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم اللهم انت الاول الاول هنا تحتاج الى توظيح فقال النبي صلى الله عليه وسلم شوف هذا تفسير نبوي للاية اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء قد تكون الظاهر لكن قد لا يكون هذا الظهور ظهورا مطلقا بمعنى يكون عليا لكن هناك ما هو اعلى بين الله سبحانه وتعالى معنى الظهور ها هنا وانه ظهور مطلق فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء فجيء بالنفي لاجل تتميم وتكميل معنى الصفة الثبوتية. اذا نستطيع ان نقول ان الله عز وجل يوصف بنفي مجمل واثبات او يوصف باثبات مفصل ونفي مجمل الا اذا اقتضت الحكمة خلاف ذلك بمعنى قد يفصل تنفي لحكمة تتعلق بذلك. والسؤال ايهما اكثر النفي المجمل في النصوص او النفي المفصل لا شك ان النفي المجمل اكثر بكثير ولذا صح ان يكون الاصل في الباب نحن قلنا انه ماذا الاصل في الباب ادلة التسبيح فقط اضعاف اضعاف ادلة النفي المفصلة اجمع ادلة النفي المفصلة من القرآن والسنة وقارنها فقط بادلة التسبيح دع التسبيح دعك من بقية الادلة ستجد انها ستجد انها اكثر. طيب سؤال ثاني ايهما اكثر الاثبات المفصل او النفي المفصل اظن ان الامر اوضح فان الاثبات المفصل اضعاف اضعاف النفي المفصل والذي لم نعلم من ذلك اكثر واكثر اليس كذلك؟ فان العباد لا يحصون ثناء على الله لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك هذا قاله اعلم الخلق بربه والله عز وجل انما يثنى عليه بصفاته. فدل هذا على ان له صفات كثيرة يعلمها هو سبحانه وتعالى. وقل مثل هذا حينما يسجد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم تحت العرش. يوم القيامة في مقام الشفاعة فيفتح الله عز وجل عليه بمحامد لم يكن يحسنها في حياته عليه الصلاة والسلام. والله عز وجل انما يحمد بصفات الكمال التي تقوم به جل وعلا. اذا من آآ الامر الذي لا ينبغي التردد فيه ان يقال ان الصفات ها الثبوتية اكثر بكثير من الصفات المنفية. طيب اما الضابط آآ الرابع فهو ان كل نفي انما يراد به اثبات كمال الدفء انما يراد به اثبات كمال الضد سواء كان نفيا مجملا او كان نفيا مفصلا يراد به ماذا اثبات كمال الضد. فالنفي المطلق يراد به ها النفي المجمل عفوا يراد به اثبات الكمال المطلق والنفي المفصل اذا نفي عن الله عز وجل صفة خاصة فانما يراد اثبات كمال ضدها وهذا موضع بحثه المؤلف رحمه الله في القاعدة الاولى وهي التي سنتكلم عنها في حينها ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاثبتوا له الصفات على وجه التفصيل ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل. كما قال تعالى فاعبده واصطبر لعبادته. هل تعلم له سم يا قال اهل اللغة هل تعلم له سم يا اي نظيرا يستحق مثل اسمه؟ ويقال مسامي يساميه. وهذا معنى ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما. هل تعلم لهم مثلا او شبيها وقال تعالى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وقال تعالى الا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. فقال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون لله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. نعم. يعني اه بقوله سبحانه وتعالى هل تعلم له سم يا؟ هذا نفي للسمي والمثيل لله عز وجل فهو نفي مجمل كذلك في قوله ولم يكن له كفوا احد ده نفي مجمل كذلك في قوله فلا تجعلوا لله اندادا هذا نفي مجمل لم لان السياقة سياق نهي والعلماء يقولون النهي يتضمن النفي ماذا يقولون النهي يتضمن النفي فصار في هذه الاية ها نفي الند عن الله عز وجل والند هو النظير المكافئ المساوي فصارت الاية دالة على ماذا على النفي المجمل كذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى وجعلوا لله شركاء الجن ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ايضا هذه الاية دلت على ذم من يتخذ من دون الله عز وجل اندادا فدلت على النفي دلت على نفي الانداد وهذا من النفي المجمل ايضا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال تعالى وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخلقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون. بديع السماوات والارض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم. نعم هذه الاية تضمنت نفيا مجملا ونفيا مفصلا. اما النفي المجمل فجاء في تسبيح الله عز وجل نفسه. واما النفل المفصل ها نفي الولد والصاحبة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. نعم الشريك هذا نفي الشريك من النفي المجمل نعم الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى فاستفتهم اي ربك البنات ولهم البنون ام خلقنا الملائكة اناثا وهم شاهدون؟ الا انهم من افكه ليقولون ولد الله وانهم لكاذبون. اصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون؟ افلا تذكرون؟ ام لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم ان كنتم صادقين. وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا. ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون. سبحان الله عما يصفون الا عباد الله مخلصين. الشاهد في التسبيح. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الى قوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما يصف والمفترون المشركون وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من الافك والشرك وحمد نفسه اذ هو سبحانه المستحق للحمد بماله من الاسماء والصفات المخلوقات وهذه فيها تنبيه على ما ذكرنا قبل قليل وانه لابد في الاثبات من نفي ولابد في النفي من اثبات. اذا قيل ان الله سبحانه وتعالى عليم ولم يتضمن الكلام باي وجه من اوجه الدلالة انه منزه عن نقص في علمه ربما يكون الانسان عليما ويوصف بانه ماذا عليم وقد وصف الله عز وجل بعض خلقه بانه عليم في القرآن ولكن هل كان هذا فيه اثبات اعني في حق المخلوق فيه اثبات الكمال المطلق في صفة العلم لا اذا لابد ها هنا من نفي لا بد من النفي حتى يثبت الكمال لله عز وجل فيقال ان الله عز وجل له العلم الواسع فلا يضل ربي ولا ينسى لا يلحق علمه اي نقص باي وجه من الوجوه. فلا يثبت الكمال الا بان يضاف ها النفي الى الاثبات لابد ان يضاف التنزيه الى الاثبات حتى يكمل اه حتى تكمل الصفة في حق الله عز وجل وقل مثل هذا فيما قد علمنا فان كل نفي قد جاء في النصوص فانما المراد اثبات كمال الضد. فاذا قيل ان الله سبحانه وتعالى لا يضل ولا ينسى لكمال علمه لا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياتي وقيميته سبحانه وتعالى الى غير ذلك لا يمكن ان يكون هناك كمال في هذا النفي حتى يضاف اليه ها لا يمكن ان يكون هناك كمال في النفي حتى يضاف اليه الاثبات ومن فهم هذا ادرك لما كان احب الكلام الى الله عز وجل سبحان الله والحمد لله ولذا تجد في هذه الاية ان الله جمع بين التسبيح والتحميد الذي هو التنزيه والاثبات وبهما يكون التوحيد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الاثبات المفصل فانه فانه ذكر من اسمائه وصفاته ما انزله في محكم اياته كقوله تعالى الله لا لا اله الا هو الحي القيوم الاية بكمالها فقوله قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وقوله وهو العليم الحكيم وقوله وهو العليم القدير وهو السميع البصير وقوله وهو العزيز الحكيم وقوله وهو الغفور الرحيم وقوله وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد كقوله هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وقوله ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه انه فاحبط اعمالهم وقوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاه جزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. وقوله ان الذين كفروا ينادون لوقت الله اكبر من مقتكم انفسكم يدعون الى الايمان فتكفرون وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائك وقوله ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيها طبعا او كرها قالتا اتينا طائعين وقوله وكلم الله موسى تكليما وقوله وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا وقوله ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين انتم تزعمون وقوله انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وقوله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر. سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم الى امثال هذه الايات والاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في اسماء الرب تعالى وصفاته فان في ذلك من اثبات ذاته وصفاته على وجه التفصيل واثبات وحدانيته بنفي التمثيل ما هدى الله به عباده الى سواء السبيل. فهذه طريقة الرسل صلى الله عليهم اجمعين. نعم قد اه شنفت الاسماع جزاكم الله خير ابتهجت القلوب بسماع هذه الصفات المفصلة الثابتة لله سبحانه وتعالى وبذلك تعلم ان هذا هو الاصل ان يوصف الله عز وجل بالكلام بالكمال المفصل سبحانه وتعالى ما سمعته بينوا اه الدلالة والشاهد فيه واضح كل اية مما اورد المؤلف رحمه الله