بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ تقي الدين احمد بن عبد الحليم رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية واما من زاغ وحاد عن سبيله من الكفار والمشركين والذين اوتوا الكتاب. ومن دخل في هؤلاء من الصائبة والمتفلسفة والجهمية والقرامطة الباطلة ونحوهم فانهم على ظد ذلك فانهم يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل ولا يثبتون الا وجودا مطلقا لا حقيقة له لا حقيقة له عند التحصيل وانما يرجع الى لا وجود في الاذهان يمتنع تحققه في الاعيان. فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل. فانهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات والجمادات ويعطلون الاسماء والصفات تعطيلا ويعطلون الاسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فبعد ان بين المؤلف رحمه الله طريقة الرسل عليهم الصلاة والسلام واتباعهم في باب الاسماء والصفات الذي هو اعظم الابواب واشرف المطالب وبين انه الموافق للفطر والعقول السليمة وان هذا النهج تكون به المعرفة لله سبحانه وتعالى وزيادة الايمان والقيام بواجب الحمد والثناء عليه جل في علاه وهذا واظح بين يدركه كل مسلم يتلو القرآن او يقرأ الاحاديث يزداد يقينا وايمانا ومحبة وشوقا الى الله اذا قرأ ما ثبت لله جل وعلا من الصفات الثبوتية فتأمل هذا الايمان واليقين والطمأنينة التي ينالها القلب حينما يتلو متأملا متدبرا قول الله جل وعلا هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم والله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم قل مثل هذا فيما جاء في نصوص الوحي من صفات منفية كيف انك تزداد تعظيما لله عز وجل اذا ابتلوت قول الله سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم ان الله لا يظلم الناس شيئا وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض ارأيت هذا الكلام العظيم والنور المبين. كيف اشتمل على ما توافق عليه الفطر والعقول وتزكو به الارواح والنفوس هذا هو الهدى. هذا هو النور. هذا هو الصراط المستقيم ثم عطف على هذا بيان حال الناكبين لهذا الصراط المستقيم الذين سلكوا خلاف نهج الانبياء واتباعهم حيث انه هم خالفوا هذه الطريق تمام المخالفة فكانت النتيجة ان وصفوا الله سبحانه وتعالى بما يستلزم تعطيل ذاته فكانوا اشد الناس تعطيلا واشد الناس تمثيلا ايضا. جمعوا بين الشر والضلال من اطرافه كما سيتبين لك هذا ان شاء الله طريقة الخلف الذين اعرضوا عن طريقة السلف هي انهم وصفوا الله سبحانه وتعالى بالسلوب وصفا بدعيا ليس عليه اثارة من علم. وليس عليه نور الوحي. انما هي اوهام ووساوس وقرت في نفوسهم ثم عبروا عنها بالفاظ ممجوجة تقشعر منها ابدان وقلوب المؤمنين. وهم درجات متفاوتون لكنه مجتمع على هذا المسلك اولا جعلوا الاصل في معرفة الله سبحانه وتعالى هو النفي لا الاثبات فخالفوا بهذا النقل والعقل الاصل عندهم هو ماذا النفي يوصف الله سبحانه وتعالى بالنفي ولذا اذا نظرت في كتبهم اذا اتوا الى باب الصفات انما تجد عندهم السلب اول ما يبدأون في الكلام عن هذا الموضوع فانهم يأتون امور منفية عن الله سبحانه وتعالى متوالية وكثيرة تقرأ صفحة او صفحتين كلها فيها امور منفية وسلوك يزعمون انهم ينفونها عن الله عز وجل. فتقرأ انهم يقولون ان الله عز وجل ليس داخل العالم ولا خارجه. ولا فوق ولا تحت ولا محايد وليس بذي دم وليس بذي عظم وليس بذي اعضاء وليس مجتمعا وليس متفرقا وليس وليس وليس في كلام ربما لا تستطيع ان تكمله لما يصيبك من الوحشة والضيق كلام ما قدر قائله الله عز وجل حق قدره اساءة للظن بالله عز وجل اعظم اساءة حينما يصفون الله سبحانه وتعالى بهذه السلوك اذا اولا جعلوا الاصل في معرفة الله عز وجل هو النفي والسلب ثم ان الامر الثاني الذي وقعوا فيه انهم تحاشوا وصف الله عز وجل بالصفات الثبوتية و غلاتهم في هذا وهم الذين سيتكلم عنهم المؤلف رحمه الله اعرضوا عن اثبات الصفات الثبوتية لنا لله عز وجل اعراضا كاملا ومن كان دونهم من المتكلمين الذين هم اقرب الى اهل السنة من غيرهم مع بعدهم الكبير عن اهل السنة الا ان الامر نسبي. هؤلاء اضافوا الى الله الله سبحانه وتعالى صفات ثبوتية قليلة في مقابل صفات سلبية كثيرة فصدق في حقهم ان الغالب عليهم في باب الصفات هو ماذا النفي ليس الاثبات. اما الغلاة كما سيأتي فانهم ما وصفوا الله عز وجل بشيء من الصفات الثبوتية هذه المعارضة ومناقضة لطريقة انبياء الله عز وجل ورسله. وما جاء في وحي رب العالمين سبحانه وتعالى وآآ فذلك عين المعاندة لهذا الشرع العظيم. وما جاء في الكتاب والسنة. ثم امر ثالث تلحظه في هذا المنهج الذي سلكوه وهو انهم ما ضمنوا السلوب معنى ثبوتيا قد علمنا في طريقة اهل السنة والجماعة انهم يعتقدون ان كل صفة منفية قد جاءت في النصوص ومعلوم عندك ان كلا البابين عند اهل السنة توقيفي فلا الاثبات موكول الى العقول والاجتهاد ولا النفي ايضا كلا البابين ماذا؟ توقيفي. لا يثبتون الا بدليل ولا ينفون الا بدليل. والدليل هو الوحي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اقول قد علمنا من مسلكهم ومنهجهم ان اهل السنة يعتقدون بما دلت عليه الادلة وهو ان كل نفي في الصفات فهو متضمن لكمال لاثبات كمال الضد. متظمن لاثبات كمال الضد فعاد النفي الى الاثبات عاد النفي الى الاثبات. وقد قلنا ان النفي ليس مقصودا لذاته. لان النفي عدم فكيف يضاف الى الله عز وجل شيء عدمي؟ والله عز وجل لا يضاف اليه الا الكمال. بل غاية واقصى ما يكون من الكمال فهو والمضاف الى الله عز وجل كيف يضاف الى الله عز وجل العدم والله عز وجل لا يضاف اليه الا ما يمدح احمد ويثنى عليه به والعدم ليس بشيء فضلا عن ان يكون فضلا عن ان يكون مدحا اذا النفي كما دل الوحي وكما سلك اهل الحق يؤول الى الاثبات فصار مرادا لغيره لا لا لذاته. وعاد الامر الى ما تقرر عندنا وهو ان الاثبات طريق والمعرفة الاثبات طريق المعرفة والنفي انما يراد لتكميل هذا الاثبات وبالتالي تكمن المعرفة وبالتالي تكمن المعرفة. اما المتكلمون فالسلب او النفي عندهم ما تضمن امرا ثبوتية اذا اولا جعلوا الاصل في وصف الله عز وجل هو السلب اعرضوا عنه اضافة الصفات الثبوتية لله عز وجل. ثالثا ان ما نفوه عن الله عز وجل ما ضمنوه امرا ثبوتيا. وبالتالي لم يكن فيما وصفوا الله عز وجل به ما يقتضي المدح والثناء ولا كان فيه ما يقتضي اثبات الكمال لله سبحانه وتعالى. القوم ما زادوا على ان نفوا اشياء وكل عاقل يدرك ان النفي انما هو عدم فكيف يكون العدم مدحا ليس هناك خير ليس هناك ثناء ليس هناك كمال في لا شيء لا شيء يعني لا شيء عدم فكيف يكون في هذا خير وكيف يكون في هذا مدح وثناء؟ اذا هذا هو منهجهم هذه هي طريقتهم فماذا ترتب على هذا ترتب على هذا اولا مخالفة طريقة الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. وهذا عين الضلال اعرضوا عن طريقة الانبياء ما كانوا متابعين لهم. ولا سلكوا نهج الصالحين. من السلف الصالح وائمة الهدى من هذه الامة انما اخترعوا لهم طريقا محدثا معلوم عندك يا رعاك الله ان كل محدثة بدعة معلوم ان كل بدعة ضلالة فلا خير فيها. اذا خالفوا طريقة الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. هذا اولا ثانيا ان الذي وقعوا فيه تضمن سوء الادب مع الله سبحانه وتعالى اي اساءة للادب مع الله عز وجل اعظم مما فاه به هؤلاء كلامهم ان رزقت عقلا وايمانا وانصافا وجدت انه قد تضمن غاية سوء الادب مع الله عز وجل ولا شك ان هذا من اعظم المنكرات وقد وقعوا فيه مع الاسف الشديد ايضا ان القوم سلكوا مسلك التلبيس ومسلك التشبيه اعني انهم شبهوا الباطل بالحق حتى يروج وهذا مسلك منكر نهى الله سبحانه وتعالى عنه. فقال ولا تلبسوا الحق بالباطل هؤلاء سلكوا في ما سلكوا واوردوا ضمن ما اوردوا الجمل المحتملة والالفاظ المجملة والكلمات الموهمة التي تحتمل حقا وباطلا التي تحتمل حقا وباطلا فصار في قولهم من لبس الحق بالباطل ما يقتضي ان يكون منهجا باطلا ليس هو طريقة الانبياء والمرسلين واتباعهم صلى الله على الانبياء والمرسلين وسلم ورضي الله ورحمه ورضي الله عن اتباعهم ورحمهم ورحمنا معهم. اذا هذا هو منهج المخالفين بصورة عامة. وسيأتي في كلام المؤلف رحمه الله تفصيل وذكر فرق ثلاث قالت في هذا القول قالت في هذا الباب بالقول الباطل وسيأتي الكلام عن ذلك مع رده ان شاء الله. قال رحمه الله واما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار المشركين والذين اوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية والقرامنة الباطنية. آآ ليس هناك شيء يستحق الوقوف عنده الا قوله الصابئة الصابئة صنفان موحدون ومشركون. فمتى ما وجدت في النصوص المدح والثناء عن على الصابئة؟ فاعلم ان هذا متعلق بالموحدين متى كان الكلام في مساق الذم فان هؤلاء هم المشركون الجهمية تأثروا بالصابئة الذين كانوا بحران وبالتالي كان مذهبهم الذين هم سادة باب التعطيل كان مذهبهم متلقفا من مذهب هؤلاء وكنا قد علمنا ان الالحاد صنعة المشركين وان اليهود صنعتهم ها التحريف والتحريف مرقاة الى التعطيل فصار آآ شأن هذه المذاهب انما هو الاخذ عن الكفار صاروا وراثا لهذا الارث القبيح الذي كان عليه اهل الكتاب والذي كان عليه المشركون والذي كان عليه الصابئة ثم ازداد الامر ضغطا على ابا له باخذ ارث الفلاسفة فلا صفتي اليونان الذين هم ابعد الناس عن معرفة الله سبحانه وتعالى والايمان به وسيأتي الكلام عن الفلاسفة وهم في الجملة نوعان ملاحدة والهيون هم صنفان ملاحدة والهيون. ملاحدة دهرية ينكرون وجود الله سبحانه وتعالى وصنف اخر الهيون واياك ان تظن ان هؤلاء الفلاسفة اليونان الالهيين انهم يؤمنون بوجود الله سبحانه وتعالى الايمان الحق الامر ليس كذلك فالحق ان المسافة ليست بعيدة بين الاولين والاخرين فالكل في الحقيقة وعند التحقيق ملاحدة فان هؤلاء حينما اثبتوا ما زعموا انه الاله او المبدأ الاول او العلة الاولى في الحقيقة هم ما اثبتوا وجود الله الجلال والاكرام الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى انما اثبتوا شيئا تخيلوه في اذانهم اثبتوا موجودا لا يزيد الامر فيه على ان يكون موجودا بشرط الاطلاق كما سيأتي معنا وهذا لا وجود له في خارج الاذهان. هذا شيء هذا شيء موجود في الاذهان فحسب فعاد حالهم الى تعطيل ذات الله عز وجل عاد حالهم الى ان يكونوا كالملاحدة الاولين انما هؤلاء بمواربة واولئك كانوا ملاحدة صرحاء والجهمية هم اتباع جهد جهم ابن صفوان وهو اشهر من نار على علم لكنها اي شهرة بالباطل والضلال وهذا الرجل لعله اعظم المنتسبين الى هذه الامة ضلالا وجرا للامة الى الضلال. لا اظن ان هناك رجلا اثر في الامة تأثيرا سلبيا كتأثير هذا الرجل فانه ادخل على المسلمين ودينهم شرا عظيما تعلق بابواب كثيرة. فهو اساس البلاء في الانحراف في باب الاسماء والصفات وهو اساس البلاء في انتشار الضلال والانحراف في ما يتعلق بباب القدر الذي هو القول بالجبر كذلك هو من اعظم اسباب الضلال في الانحراف في باب الايمان فهو من اشد الناس ارجاء فالمقصود ان هذا الرجل تأثيره تأثير عظيم حتى ان النسبة اليه اه صارت اه علما على كل من عطل صفات الله سبحانه وتعالى كل من عطل صفات الله عز وجل فانه يطلق عليه باطلاق عام انه ماذا جهمي او انه من الجهمية اذا الجهمي او الجهمية يعني الجهمية الذي هو آآ وصف لمفرد او الجهمية لجماعة قد يطلق اطلاقا عاما وهذا يشمل كل المعطلة فيدخل في هذا من كان دون الجهمية واخف منهم شرا او كان اكثر غلوا منهم كالفلاسفة فاحيانا تجد في كلام اهل العلم انهم يطلقون الجهمية في في ما يساوي كلمة المعطلة لان الرجل ابرز اولئك المعطلة نسب هذا المسلك اليه. وقد يطلق الجهمي او جهمية على تلك الفئة الخاصة التي تقابل بقية الفرق كالمعتزلة وغيرهم. اذا المعتزلة مثلا نستطيع ان نقول ان نقول انهم جهمية من وجه وليسوا جهمية من اخر قال والقرامطة الباطنية القرامطة هم اتباع حمدان قرمط وآآ هو قد سلك مسلك من قبله من ذي الشر والبؤس الذي وآآ القداح وجاء بعده من هو اه اشنع واخبث وهو ابو طاهر الجنابي الذي جاء من هجر الى بيت الله الحرام وقتل الحجيج حتى سال المطاف بالدماء واقتلع الحجر الاسود من الكعبة وبقي في هجر سنوات عدة حتى رده الله عز وجل الى بيته وما بقي منه الا بعضه. فهؤلاء من اخبث الناس وافجرهم وابعدهم عن الاسلام واشدهم حنقا على المسلمين هؤلاء القرامطة باطنية ووصف القرامطة بالباطنية هو من باب التوضيح والا فالباطنية لا شك انهم اعم من القرامطة فكل كل قرمطي فهو باطني وليس كل باطني قرمطيا. قال من الصابئة متفلسفة والجهمية والقرامطة الباطنية ونحوهم فانهم على ضد ذلك. على ضد النهج الانبياء عليهم الصلاة والسلام فانهم يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل هذا اولا وثانيا لا يثبتون الا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل يعني انهم اعرضوا اعراضا كليا عن اظافة الصفات الثبوتية لله سبحانه وتعالى وما زادوا على ان قالوا انه موجود بشرط الاطلاق موجود بشرط الاطلاق واضف الى هذا ان ما اثبتوه من الصفات السلبية اخلوه عن ان يكون متضمنا معنى وجودية او صفة ثبوتية كما مر بنا قبل قليل ولا يثبتون الا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل هم يقولون في وصف الله سبحانه وتعالى وتعالى الله عن قولهم وافكهم علوا كبيرا يقولون انه موجود وجودا مطلقا بشرط الاطلاق مرادهم بقولهم بشرط الاطلاق يعني بشرط الاطلاق عن كل قيد ثبوتي عن كل وصف ثبوتي عن كل امر ثبوتي لا تضيفوا يا من تريد وصف الله على نهجهم الى الله الا كونه ماذا موجودا وجودا مطلقا دون ان يكون هناك شيء ثبوتي ينسب او يضاف الى الله سبحانه وتعالى وسيأتي معنا ان هذا في الحقيقة نفي وتعطيل لوجود الله عز وجل بالكلية وذلك ان هذا الوجود المطلق العري عن اي تقييد لا يمكن ان يكون الا في الاذهان لا يمكن ان يكون خارج الاذهان وهذا ما سيأتي الكلام عنه قريبا ان شاء الله قال وانما يرجع الى وجود في الاجر الا الى وجود في الاذهان يمتنع تحققه في الاعيان. هذا هو الوجود اطلقوا بشرط الاطلاق بشرط الاطلاق عن ماذا عن كل قيد او وصف ثبوتي. مثال ذلك. اذا قلت انسان انسان هذا وصف مطلق عن كل قيد وعن كل اضافة اضافة ثبوتية فهل يوجد في خارج الاذهان انسان بهذا الاطلاق هل رأيتم يا جماعة انسانا انسان فقط ها شفتم احد يمشي كذا وهو انسان؟ ما له اي صفة يمكن يا جماعة يمكن ان يتصور في خارج الاذان سمع بصر ها سواد بياض هكذا بدون اي اظافة هذا امر ماذا ممتنع هذا فقط يتصوره الانسان في ذهنه اما في الحقيقة في الواقع في خارج الاذهان لا توجد الاشياء الا مقيدة انسان فقط بدون اي اضافة اخرى هذا لا وجود له في الحقيقة انما يوجد في خارج الاذان انا وانت وفلان وهذا وذاك اذا اصبح الوجود وجودا مقيدا خارج الاذهان اما الوجود المطلق فلا فلا وجود له الا الا في الاذهان في الخارج لابد ان يكون الوجود ها مقيدا لا مطلقا مقيدا لا مطلقا قال فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل. اما كونه يستلزم غاية التعطيل فان مآل قولهم اذا قالوا انه لا شيء يضاف الى الله سبحانه وتعالى الا ان نقول انه موجود بشرط آآ وجودا مطلقا بشرط الاطلاق هذا يقتضي انه لا وجود في الحقيقة لله عز وجل ان يكون هناك اله عظيم ورب كريم مستو على عرشه يأمر وينهى ويفعل ويريد ويشاء ويميت ويحيي ويرحم ويبغض ويغضب ويقبض الى غير ذلك هذا كله ماذا ينتفي عن الله سبحانه وتعالى انما هو شيء ماذا في الاذهان وهل الالحاد وهل التعطيل التام الكامل الا هذا فعاد قولهم الى قول المنكرين لوجود الله سبحانه وتعالى بالكلية اهذا الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اهذا الذي جاء به ابراهيم وموسى وعيسى واخوانه من الانبياء والمرسلين؟ اهذا هو اعتقاد ابي بكر وعمر وعثمان اي عبادة تلك واي محبة واي اقبال واي اخلاص واي خوف واي رجاء لهذا الذي لا وجود له الا الا في الاذهان ارأيت كيف كان قولهم انسلاخا من الدين بالكلية وكفرا بالله سبحانه وتعالى مآله ولازمه الكفر بالله عز وجل بل الكفر المحض بل والله ان ابا جهل وابا لهب ما بلغ بهم الحال الى هذه الدرجة. ان قارناهم بهؤلاء فلا شك انهم احسن حالا بكثير من هؤلاء اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر الذين غاية الامر فيهم انهم اشرك مع الله سبحانه وتعالى اما في الالوهية واما في الربوبية لكنهم اثبتوا له وجودا يعتقدون بوجود الله سبحانه وتعالى موجود حقيقة اذا كان اليهود والنصارى والمشركون كافرين فماذا يقال عن هؤلاء لكن العجيب انهم جمعوا بين كونهم في غاية التعطيل مع كونهم في غاية التمثيل وهذا عجيب صاروا معطلة ممثلة معا جمعوا الشر من طرفيه سبحان الله كان الخذلان اه مرافقا لهم بكل حال صاروا معطلة ممثلة في حقيقة الحال وهذا من الامور التي ينبغي ان تعلمها يا رعاك الله كل ممثل فهو معطل وكل معطل فهو ممثل اما كون هؤلاء المعطلة صاروا ممثلة بل وقعوا في غاية التمثيل فسبب ذلك ما بينه المؤلف رحمه الله قال فانهم يمثلونه بالممتنعات والمعد والمعدومات والجمادات نعم هذا هو حقيقة الامر فروا من شيء فوقعوا في ضده ان اتيت الى هؤلاء المعطلة وسألت عن السبب ما الذي يدعوكم الى هذا المسلك لماذا اعرضتم عن ما دل عليه الكتاب والسنة تجد الحجة العريضة لهم هي انهم يقولون نحن نفر من التمثيل لو اننا اضفنا الصفات لله سبحانه وتعالى لكان مماثلا للمخلوقين. لان المخلوقين والمخلوقات هي التي تتصف بالصفات ونحن نجل الله عز وجل عن ان يكون مماثلا للمخلوقات اذا لا حيلة عندنا الا ماذا ان ننفي الصفات اذا هم يزعمون انهم فروا من الاثبات الى التعطيل خشية التمثيل والواقع انهم ارتكسوا في اسوأ انواع التمثيل يا ليتهم كانوا ممثلة لا شك ولا ريب ان قول الممثلة احسن حالا من هؤلاء فان تمثيل الله سبحانه وتعالى بالمخلوقات الموجودات الممكنات وان كان كفرا وظلما وعدوا وظلالا الا انه اهون من تمثيل الله عز وجل اما بممتنع واما بمعدوم واما بجامد يعني ان كان ولابد من التمثيل فلا شك ان الاول اهون وان كان الكل ماذا ضلالا لكن انا اتكلم من باب حنانيك بعض الشر اهون من بعض كيف كان هؤلاء المعطلة ممثلة حيث مثلوا الله سبحانه وتعالى بالممتنعات ارأيت في حال هؤلاء وكلامهم حينما يقولون ان الله سبحانه وتعالى او ما يقوله بعضهم ان الله سبحانه وتعالى لا حي ولا ميت لا موجود ولا معدوم. هل هناك شيء اشد امتناعا من هذا الشيء ان يكون ماذا الله تعالى الله عن ذلك لا موجود ولا معدوم هذا هو الممتنع في الحقيقة هذا الذي يمتنع عقلا الممتنع هو الممتنع عقلا الذي يستحيل عقلا ان يكون وهو ان يجمع في الشيء الواحد بين كونه موجودا مثلا ومعدوما ومعدوما يعني في ان واحد يكون الشيء ماذا موجودا ومعدوما هذا يتصوره عاقل هل هذا يمكن ان يقوله انسان عنده ادنى قدر من عقل لا شك ان هذا اعظم ما يكون من الامتناع وقد يقولون وهذه جملة اخرى ستمر معنا انه موجود غير موجود في الاول قلنا انه موجود انه لا موجود ولا معدوم. وبعضهم يقولون انه موجود لا موجود او غير موجود هل هذا يمكن لعاقل ان يقوله اهو في غاية الامتناع؟ تقول هذا الشيء موجود وفي نفس الوقت غير موجود هؤلاء ماذا يحتاجون يا جماعة مصحات عقلية حتى المجانين لا يتفوهون بمثل هذا الكلام لكن السبب هو الخذلان خذلهم الله سبحانه وتعالى فعاد امرهم الى انهم فروا من تمثيل الله عز وجل بالمخلوقات الموجودات الممكنة الى تمثيل الله عز وجل بماذا بالممتنعات او وهؤلاء اخف شرا ان يكونوا قد مثلوا الله سبحانه وتعالى بالمعدومات التي لا وجود لها لا وجود لها في الحقيقة. لا وجود لها في الواقع قال والمعدومات وهذا تجده في قول طائفة كبيرة منهم حينما يصفون الله سبحانه وتعالى بقولهم ان الله لا داخل العالم ولا خارجه حقيقة الامر ان تأملت يا رعاك الله تجد ان هذه المقالة مآلها الى ان الله عز وجل معدوم لو شئت ان تأتي بتعريف دقيق للشيء المعدوم لن تجد احسن من هذه الجملة ان تقول ما ليس ها داخل العالم ولا خارجه وما هو الذي لا داخل العالم ولا خارجه هو الشيء المعدوم. فعاد وال قولهم الى تشبيه الله عز وجل بماذا بالعدم الشيء المعدوم وهذا اقبح من تشبيهه بانسان موجود ومحدث ومفتقر لكنه على الاقل موجود على الاقل هو موجود اذا وقع القوم في شر مما فروا منه. قال والجمادات هذا تجده في قول طائفة منهم اخف شرا واقرب الى الحق من الاوائل تجد ان هؤلاء يقولون ان الله سبحانه وتعالى لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يحب ولا يأتي ولا يجيء الى اخر هذه السلسلة من الصفات المنفية من هذه السلوب التي يسلبونها عن الله سبحانه وتعالى الحق والانصاف يقتضي القول بان هذا الذي ذكروا ليس الا صفة للشيء الجامد لو شئت ان تصف هذه السارية عدد لي ما يمكن ان تقوله في هذه السارية ساقول في هذه السارية لا تتحرك لا تجيء ولا تنزل ولا تحب ولا تبغض لا نعرف لها محبة في الظاهر لا نعرف لها كلاما ها ولا نعقل شيئا من هذا لا تسمع لا تبصر الى اخره فعاد قول اولئك الى وصف الله سبحانه وتعالى بما يماثل فيه الجامدات واني ادعوك الى ان تفكر بانصاف لو قيل لنا انه لابد من تمثيل الله والشأن لا يعترض المثال وقد يفترض المستحيل ويبنى عليه نتيجة. قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين انا فقط اريد ان امثل حتى ابين لك شناعة قولهم. ارأيت لو قيل لك انه لابد من تمثيل فاما ان تمثل الله تعالى الله عن ذلك بانسان يتكلم ويحب ويبغض ويفعل ويشاء ويريد الى اخره وجماد كحجر او صخرة او بيت او سارية او جدار لا يحب ولا يبغض ولا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر الى اخره اي التشبيهين اشنع لا شك انه الثاني بل انت لو قيل انك تشبه فلانا الذي يتحرك ويذهب ويأتي ويحب ويمشي ويبغض ويفعل غير ذلك من هذه الصفات التي تقوم به ثم قال اخر انك تشبه فلانا الاعمى والاصم والابكم ها والقعيد المشلول آآ اتحب ان توصف بالثاني لا شك انك لا تقبل انما الاول مناسب لك لان الاول فيه كمال وان كنت ترى في نفسك انك ارفع درجة لكن على الاقل هذا عنده شيء من الحسن شيء من اه الصفة التي هي في اصلها كمال اما الثاني فلا شك انه ماذا امر قبيح اذا القوم فروا من شيء فوقعوا في اشر منه اذا قالوا اننا لا نمثل او لا نريد ان نمثل الله عز وجل فنقول ان الواقع مع الاسف انكم ممثلة بل انتم اشد الناس تمثيلا فلا يكاد ان يخرج قولكم عن تمثيل الله عز وجل اما بالممتنعات او المعدومات او الجمادات قال ويعطلون الاسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات لا يضيفون لله سبحانه وتعالى اسما لا يتسمى الله بالاسماء. يقولون كيف نسمي الله بالاسماء ونحن لا نعقل من له اسماء الا المخلوقات اذا كيف نصنع حتى انا نفر ونخرج من هذه المعضلة وهي التمثيل ماذا نصنع نم فيه الاسماء عن الله عز وجل. طيب والذي جاء في النصوص ماذا نصنع به الامر سهل نؤول التأويل مركب سهل ذلول اي شيء يعترض طريقنا فليس علينا الا ان نركب هذا المركب نأول الاسماء بمخلوقات منفصلة عن الله عز وجل وينتهي الاشكال اذا عطلوا الله عز وجل عن اسمائه وعطلوا الله كما اسلفت عنه عن صفاته فعاد هذا التعطيل مستلزما نفي ذات الله سبحانه وتعالى صار قوله في الحقيقة شقيقا لقول الملاحدة الدهرية المنكرين لوجود الله سبحانه وتعالى فليس لله عز وجل عندهم اسماء وليس لله عز وجل صفات انما يقولون فقط هو موجود وجودا مطلقا عن كل قيد او امر ثبوتي وهذا في الحقيقة عين التعطيل لذات الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فغاليتهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل لانهم بزعمهم اذا وصفوه بالاثبات شبهوه بالموجودات. واذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات. فسلبوا النقيضين. وهذا ممتنع بدائل العقول وحرفوا ما انزل الله تعالى من الكتاب وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ووقعوا في شر مما فروا منه فانهم شبهوه الممتنعات اذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات نعم اتى المؤلف رحمه الله الان الى مذهب غلاة المعطلة الذين هم الباطنية هؤلاء سلبوا عن الله سبحانه وتعالى النقيضين ما هما النقيضان النقيضان هما اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان لا يجتمعان ولا يرتفعان كالوجود والعدم ان يكون الشيء موجودا معدوما في ان واحد ممكن مستحيل ممتنع عقله اذا قلنا ممتنع نريد انه ماذا ممتنع في العقل. طيب ان يكون الشيء لا موجودا ولا معدوما هذا ايضا ممتنع فالجمع بين النقيضين او ارتفاعهما والحكم بسلبهما ايضا ماذا ممتنع حتى نفهم مسألة النقيض و النسب دعونا نرجع الى الوراء اظن اننا تكلمنا في شيء من الدروس النسب بين الاشياء اربعة اما التساوي او التباين او العموم والخصوص المطلق او العموم والخصوص الوجهي العموم والخصوص الوجه نقول بين هذا وهذا عموم وخصوص من وجه تكلمنا عن هذا طيب دعونا الان من الثلاثة هذي لنتكلم عن النسبة التي هي التباين النسبة التي هي ماذا؟ التباين تباين يعني اختلاف شيئان ماذا؟ مختلفان المتباينان قسمان متباينان ماذا قسمان متباينان يمكن يمكن اجتماعهما هناك متباينان مختلفان ولكن ممكن اجتماعهما حينما نقول ممكن او ممتنع اعيد ماذا نريد؟ يا عبد الرحمن في العقل. يجوز في العقل ماذا اجتماعهما مثال ذلك السواد والحلاوة السواد والحلاوة هل هما امران متساويان او متباينان مختلفان ها مختلفان طيب هل يمكن اجتماعهما مع كونها مع كونهما مختلفين الجواب نعم يمكن ان يكون هذا شرابا اسود اللون و حلوا في طعمه فيمكن عقلا ماذا اجتماعهما يمكن في الوجود ان يكون هناك شيء اسود وحلو او ابيض ومعدوم مثلا ها يمكن ان تكون اشياء ممكنة بس بس في الواقع معدومة لكنها موجودة في العقل اه ممكنة في العقل. يعني ان يكون هناك غراب ابيض او غراب اخضر ها كونه غراب واخضر امران ماذا متباينا ها ولكنهما يمكن اجتماعهما وان كان في الواقع ما نعرف ان هناك غراب لونه خلقته هكذا اخطر لكن في العقل ماذا يمكن يعني ما هو ممكن في العقل قد يكون موجودا في الخارج ها قد يكون موجودا بالفعل كما قلنا آآ سواد وحلاوة مثل ماذا يا شيخ ها؟ كيف مثل العجوة العجوة اجتمع فيها ماذا السواد والحلاوة فهما امران مختلفان متباينان السواد والحلاوة ممكن ان في العقل ها هذا واحد موجودان في الخارج بالفعل اذا الممكن في العقل قد يكون موجودا بالفعل وقد يكون غير موجود قد يكون ماذا؟ غير موجود كما قلنا في كون الغراب يكون ماذا اخضر يجمع بين كونه غرابا وكونه ماذا؟ اخضر. هذا ممكن في العقل لكنه ماذا لكنه غير موجود في الواقع. طيب القسم الثاني نحن قلنا متباينان يمكن اجتماعهما. هناك متباينان لا يمكن اجتماعهما ذلك يرجع الى اربعة اشياء اولا ما ذكر المؤلف رحمه الله النقيضان وضابط النقيضين ما لا يجتمعان ولا يرتفعان ثانيا الضدان يعني شيئان تقابلا تقابل الضدية فنسميهما ماذا ضدان وذلك ما لا يجتمعان ولكن قد يرتفعان فالسواد والبياض ان يكون الشيء اسود وابيض في شيء واحد في نفس الوقت هذا ممكن يعني هذا الكأس يمكن ان يكون اسود وابيض في نفس الوقت في نفس الشيء في شيء واحد هذان ماذا ضدان طيب يمكن ان يرتفعان يمكن ان يرتفع لا اسود ولا ابيض؟ نعم يمكن يكون كاس ازرق طيب فهما ضدان. عندنا ثلاثة المتقابلان تقابل العدم والملكة وهذا ما سنتكلم عنه ان شاء الله فيما سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله اوجه كلامه الى وقته. عندنا رابعا المتضايفان. عندنا رابعا المتضايفا يعني متقابلان تقابل التضايف تقابل التظايف امران متباينان لا يعقل احدهما الا بعقل الاخر كما يكون في الابوة والبنوة كما يكون في الابوة والبنوة لا لا يدرك او لا تدرك الابوة الا بادراك البنوة والعكس صحيح والعكس صحيح. فمن جهة واحدة لا يجتمعان ان يكون الشيء او ان يكون الشخص ابا وابنا من جهة واحدة ها يعني ان تكون لفلان ابا وابنة معا ما يجتمعان لكن مع انفكاك الجهة ممكن انت اب لابنك وابن لابيك تلاحظ ان الجهة هنا منفكة. اما من جهة واحدة تكون ابا وابنا هذا ما يمكن هذا يسمى ماذا تقابل التظايف او الامران متضايفا. طيب سنتكلم عن المتضايفين بعد قليل ايضا ان شاء الله المقصود هنا ان هؤلاء سلبوا عن الله سبحانه وتعالى النقيضين وقد علمت ان النقيضين ها لا يجتمعان ولا يرتفعان يعني لا يسلبان وهذا ما ترى الم تسمع الى قولهم ان الله سبحانه وتعالى لا موجود ولا معدوم ولا يمكن ان يكون الشيء ماذا موجودا معدوما ولا يمكن ان يكون شيء ها لا موجودا ولا معدوما وهذا مخالف لبدائه العقول هذه قضية بديهية يدركها الناس بفطرتهم ما يحتاج ان يكون الانسان قد تخرج في الجامعة حتى يفهم هذا الامر ان النقيضين ماذا لا يجتمعان ولا ولا يرتفعان اليس كذلك؟ ان يكون هذا الشيء الواحد في نفس الوقت متحركا وساكنا هل يمكن هل يمكن ان يكون لا متحركا ولا ساكنا ما يمكن هذان امران متناقضان والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان كذلك حينما يقولون لا حي ولا ميت لا عالم ولا جاهل طيب لم يا هؤلاء المعطلة الغلاة سلكتم هذا المسلك قالوا لاننا اذا وصفناه بالاثبات شبهناه بالموجودات واذا وصفناه بالنفي شبهناه بالمعدومات اذا ماذا نصنع قالوا نسلب الامرين نسلب الاثبات ونسلب النفي. فنقول انه لا موجود ولا معدوم وبعضهم تحذلق فقال لا نقول انه لا موجود ولا نقول انه لا معدوم والنتيجة واحدة فانتم في الحالتين سلبتم النقيضين. انتم في الحالتين سلبتم النقيضين وسلب النقيضين اثبات النقيضين كلاهما ممتنع في بدائه العقول. قال المؤلف رحمه الله فسلب النقيضين وهذا ممتنع في بدائه العقول الامور البديهية هي التي لا تحتاج الى تفكير تهجم على القلوب والعقول هجوما لا يستطيع الانسان ان يدفعها عن نفسه بمعنى ما الفرق بين القضايا العقلية والقضايا البديهية المعلومة في بدائه العقول اذا جمع بين الامرين قد يطلق احدهما عن الاخر لكن اذا قلنا في الامور المعقولة والبديهية جمعنا بينهما فالامور المعقولة هي التي فيها نظر وتأمل وتقديم مقدمات وترتيب نتائج هذه ماذا عقلية فيها حركة للعقل وتفكير. اما البديهية ما تحتاج كما قلنا ان يجتمع نقيضان او ان يسلب نقيضان او ان نقول مثلا ان الكل اكبر من الجزء هل اذا قلت لي ان الكل اكبر من الجزء اقول انتظر دعني اه افكر او اعمل عملية حسابية اضرب واجمع واقسم حتى اصل او ان الواحد اقل من الاثنين هذه قضايا بديهية لا لا تحتاج الى اعمال فكر ها انما تهجم على النفوس ولا يمكن دفعها عن النفوس ولا يمكن ان ليخالف في هذا الا مكابر مسفسط قال وهذا ممتنع في بدائه العقول. وحرفوا ما انزل الله تعالى من الكتاب وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الواقع ان هؤلاء لا يمكن ان يصلوا الى هذا القدر والحد من التعطيل الا بسلوك مسلك الباطنية الذين جعلوا للنصوص يعني الباطنية الصرحاء الذين جعلوا للنصوص ظاهرا وباطنا فاذا تلي مثلا قوله تعالى كتب عليكم الصيام قالوا صيامه حفظ اسرار مشايخنا هذا هو المسلك الباطني ان يكون لي النص في الوحي ظاهرا ان يكون له ظاهر وذلك ما يفهمه ويعقله الجهلاء واما العلماء فانهم يدركون ماذا الباطن او ان الامر بالحج هو امر بقصد علمائهم ومشايخهم وساداتهم وما الى ذلك. الحقيقة ان هذا اشنع انواع التحريف يعني كون الانسان يحرف قول الله عز وجل استوى الى استولى اذا قارنته بهذا التحريف لا شك ان ذلك اهون اليس كذلك؟ يعني هؤلاء على الاقل عندهم نوع شبهة يعني حتى ولو لم يكن الا في حصول اشتقاق اكبر مثلا اتفاق في الاشتقاق الاكبر. استوى استولى يأتون بيت من الشعر مكذوب او منحول ها قد استوى بشر يعني على الاقل عندهم نوع من ولو كان ادنى حد من الشبهة لكن هؤلاء ما الشبهة يعني هذا هذا لعب صريح يعني هذا ارقى من كونه تحريفا اذا ارتقى الى ان يكون ماذا تلاعبا صريحا بكتاب الله سبحانه وتعالى. فلا يمكن ان يصل الانسان الى ان يقول ان ما جاء في النصوص بباب الصفات نتيجته سلب النقيضين الا بهذا التلاعب فهمتم يا جماعة يعني من هم اخف منهم؟ يمكن ان نقول هؤلاء حرفوا لكن هؤلاء في الحقيقة يعني اتوا بشيء اشنع من مجرد التحريف هذا اصبح الوحي عندهم ما هو الا لعبة يلعبون فيها كما يهوون نسأل الله السلامة والعافية قال ووقعوا في شر مما فروا منه هذا هو الواقع الواقع ان القوم فروا من شيء فوقعوا فيما هو اسوأ منه حيث انه فروا من التمثيل بالموجود او المعدوم ها فوقعوا فيه التمثيل بالممتنع وهذا اقبح واشنع قال فانه شبهوه بالممتنعات اذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد علم بالاضطرار ان الوجود لا بد له من موجب واجب واجب لذاته غني عما سواه قديم ازلي لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده فضلا عن الوجوب او الوجود او القدم. نعم يقول المؤلف رحمه الله وقد علم بالاضطرار بالاضطرار العقلي هذا شيء لا يخالف فيه لا مسلم ولا كافر بل ولا مجنون ان الوجود يريد بالوجود الكون الموجود لابد له من موجد على زنة اسم الفاعل اضبط بالشكل لابد له من موجد لا يمكن ان يكون هذا الكون قد اتى من نفسه او من لا شيء بل لابد ان يكون ماذا بل لابد ان يكون له خالق لان وجوده بعد عدمه وهذا مما يدرك بالحس ان المخلوقات توجد بعد عدمها انت قبل ثلاثين سنة لم تكن ثلاثين سنة قبل ثلاثين سنة ما كنت موجودا ثم وجدت هذا يقطع من نظر فيه انك بناء عليه ممكن ولست ولست بواجب الممكن ما يفتقر في وجوده الى غيره واما الواجب او الواجب بذاته فهذا ما لا يفتقر في وجوده الى غيره بل وجوده وجود ضروري بحيث يمتنع ان يكون غير موجود وهذا الذي ترجع اليه كل الموجودات سواها الموجود اما ان يكون واجبا او ممكنا. والواجب واحد لا غير هو الله سبحانه وتعالى وما سواه فانه ماذا ممكن يفتقر في وجوده الى الى غيره. اذا هذه المسألة مسألة مسلمة ولا يجادل فيها الا مختل العقل ان المحدث ان الممكن يفتقر في وجوده الى واجب بذاته الى الذي وجوده من ذاته قلنا الممكن وجوده من غيره والواجب وجوده لذاته الواجب وجوده لذاته والممكن وجوده من غيره. طيب قال واجب بذاته غني عما سواه يعني لا يفتقر الى غيره قديم وصفه بالقديم من لوازم كونه واجبا يعني انه يستحيل ان لا يكون موجودا بل لا بد ان يكون موجودا ولابد انه لا يزال موجودا فوجوده ليس له بداية هذا هو القديم هو الذي وجوده ماذا ليس له بداية هو من باب التأكيد قوله قديم من باب التأكيد لقوله اه آآ واجب بذاته طبعا تلاحظ رعاك الله ان المؤلف آآ اضطر واحتاج وهكذا الشأن في غيره من اهل العلم في مثل هذه السياقات والمواضع الى الاخبار عن الله سبحانه وتعالى بمثل هذه الالفاظ انهم يقولون واجب وحينما يقولون قديم وحينما يقولون ازلي هذا ليس من باب اضافة الصفات الى الله سبحانه وتعالى اذ ان الصفات بابها توقيفي هذا ما يسميه العلماء بباب الاخبار ومعنى ذلك ما معنى الاخبار عن الله بهذه الالفاظ ان يضاف الى الله سبحانه وتعالى وصف حسن او ليس بقبيح تدعو اليه الحاجة يعني في اظافته مصلحة من ذلك كوننا نفسر نوضح نرد على المخالفين نخاطب اهل الاصطلاح باصطلاحهم هذه كلها حاجات ومصالح احتاج العلماء ان يستعملوا مثل هذه الالفاظ والا فالاصل اننا مستغنون عن ذلك يا اخوة الامر يرجع الى شيء وهو ان العلم نقطة كثرها الجاهلون لولا ان الشياطين اشتالت طائفة من بني ادم فصرفتهم عن الحق وسلكت بهم في اودية الضلال ما كنا بحاجة الى هذا الموضوع اصلا يكفي ان نتلو كتاب الله وان نتفهم معانيه وانتهى الامر لكن ما الحيلة ماذا نصنع اذا كان هناك اناس خالفوا الحق لبسوا الحق بالباطل اضل خلقا وفئاما من الناس بمثل هذا الكلام هنا احتاج اهل العلم الى ان يرد عليهم وان يسلكوا ما تقتضيه المصلحة في بيان الحق ورد الباطل وتقريب الناس الى الخير ومن ذلك انهم يحتاجون الى استعمال مثل هذه الالفاظ فالسني اذا استعمل مثل هذه الالفاظ يحمل كلامه على السداد القديم يساوي الاول صفة القدم او هذه الصفة التي تضاف الى الله على قبيلي او على سبيل الاخبار يراد بها ما يراد من صفة الاولية لله سبحانه وتعالى فالله له الاولية والله هو الاول واضح اذا القدم ها هنا هو كون الله سبحانه وتعالى الاول ليس المقصود القدم لان القدم قد يكون قدما مطلقا وقد يكون قدما نسبيا القديم هو ما تقدم غيره اليس كذلك؟ ويصدق هذا في حق الله سبحانه وتعالى فوجوده متقدم على وجود الاشياء لكن هل هذا التقدم مطلق او نسبي في حق الله عز وجل مطلق الله عز وجل وجوده لا بداية له فالقدم في حق الله عز وجل مطلق. واما في فيما سواه في المخلوقات فالقدم ماذا نسبي هذا اقدم من هذا لكن ليس له القدم المطلق كذلك في قوله ازلي يريد يعني ما اراد بقوله قديم وهذا من لوازم كونه واجب الوجود لكن المناطق على كل حال يفرقون بين الازل والقديم. الانزلي عندهم طبعا هذا كاصطلاح منطقي الازلي اعم من القديم الازلي اعم من القديم فالازلي هو الذي لا بداية له مطلقا من موجود او معدوم اما القديم الذي قلنا ان له القدم المطلق فانما يستعمل في ماذا في الموجود في الامور الموجودة. اما المعدوم فلا يستعمل فيه ماذا وصف القدم انما يستعمل فيه وصفه الازلي ها او وصف الازلية واضح؟ على كل حال هذا بحث منطقي دعك دعك منه الان. المهم انه يريد بالقديم والازلي ما هو من لازم كونه واجبا وهو انه لا بداية لوجوده سبحانه وتعالى قال لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم وهذا ايضا من لوازم كونه واجبا من لوازم كونه واجبا انه لا يجوز عليه الحدوث يمتنع اشد الامتناع ان يكون حادثا فضلا عن ان يكون معدوما ان يكون حادثا فضلا عن ان يكون معدوما. كيف تستند الاشياء في وجودها الى ما هو الى هو محدث فضلا عن ان يكون ان ان يكون معدوما تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا قال فضلا عن الوجوب او الوجوب او عفوا فوصفوه بما يمتنع وجوده فضلا عن الوجوب او الوجود او القدم المؤلف يريد ان يقول ان الحس والمشاهدة كفيلة بابطال قولهم لان قولهم يقتضي امتناع وجود الله سبحانه وتعالى لانهم وصفوه بماذا؟ بسلب النقيضين وسلب النقيضين لا يكون الا للممتنع الممتنع موجود وليس موجودا بالفعل بل العقل لا يتصوره يعني لا يقبل امكانية وجوده لا يقبل امكانية وجوده. طيب والواقع ان هناك موجودات ومخلوقات نحن نراها لو كان الواجب على ما وصفوه ما كان هناك موجودات ولا مخلوقات لكن وجودها يقتضي وجوب يقتضي وجود واجب قديم ازلي موجود وليس على قولهم ممتنع واضح ما فهمنا طيب اعيد اقول المؤلف يقول علم بالاضطرار ان الوجود يعني الكون لابد له من موجد لولا هذا الموجد ما كان هناك مخلوقات. طيب اذا وجدت المخلوقات فهذا دليل على وجود الموجد لها. تمام؟ طيب. هذا الخلق او هذا الكون موجود ممكن او واجب ممكن ما الدليل كونه حدث بعد عدمه صح ولا لا؟ كل شيء من المخلوقات نحن نقطع انه وجد بعد عدمه هذا دليل على ايش على انه ممكن والممكن يفتقر في وجوده الى الى واجب والواجب لابد ان يكون موجودا ها بل لا بد ان يكون متصفا بالصفات بالضرورة واضح؟ فاتضح بهذا بدلالة الحس والمشاهدة ان قولهم ماذا باطل لان قولهم يقتضي نقض هذه الخليقة وانكار وجودها بل ان انكار وجود ما ترى اسهل واهون من انكار وجود الخالق سبحانه وتعالى واظح يا جماعة اذا هؤلاء الحق انهم اتوا بي فرية عظيمة القوم انخلعوا تماما عن النقل وعن العقل وعن الفطرة اتوا بشيء مستحيل ان تقول الله الخالق الذي اوجد كل شيء لا موجود ولا معدوم هل هناك ضلال اعظم من هذا الضلال؟ هل هناك مخالفة للحس اعظم من هذا يعني ماذا تصنع مع شخص يأتي الان الى القمر الذي يرى فيقول القمر غير موجود اذا انتهى يقولون في الجدل اذا انتهى الامر الى النقاش في البديهيات ينبغي ان ان تنقطع المناظرة والجدل يعني ماذا تصنع مع هذا وجود الله عز وجل بما ندرك من الادلة الحسية المشاهدة اظهر من القمر لو لم يكن الله عز وجل موجودا ما كان هناك اي مخلوق والمخلوقات موجودة اذا موجدها موجود ومتصف بالصفات فكيف تزعمون انه لا موجود ولا معدو تعالى الله عنه قولهم علوا كبيرة طيب نأتي الان الى الفلاسفة وبعدهم الى المعتزلة وارى ان الوقت قد ظاق علينا نكمل ولا طيب نقف ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين طبعا هذا الموضع من يعني دقيق شوية لكن لا يعني لا لا تبتأس يعني ما سيأتي سيكون اسهل لكن بس هذا موضع من مواضع معدودة فيها شوية تحتاج فقط الى شيء من التركيز بالمناسبة هذه المصطلحات المنطقية في غاية السهولة وفي غاية الوعورة في نفس الوقت وهذا الذي اراد ارباب هذا الفن وقصدوا ابن حزم اشار الى هذا في كتابه التقريب لحد المنطق يعني هل المصطلحات هذي ستكون سهلة عليك جدا حينما تفهمها لكن قبل ذلك يصبح الامر صعبا هم اتوا الى شيء واضح وسهل الادراك لكن صعبوه يقول ابن حزم لانهم ارادوا التفرد ارادوا ايش التفرد ارادوا ان مثل هذا يعني الفن وهذه الاصطلاحات لا يفهمها الا هم طبعا التفرد شهوة في النفوس يعني النفوس تهوى وتشتهي ان تكون ماذا