بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته التدميرية واذا كان من المعلوم بالضرورة ان في الوجود ما هو قديم رجل بنفسه وما هو محدث وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم. فمعلوم ان هذا موجود وهذا موجود ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى وجود ولا يلزمه ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود ان يكون وجود هذا مثل وجود هذا. بل وجودها ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا يزال الحديث متصلا القاعدة العظيمة والتي هي من اهم القواعد عند اهل السنة والجماعة في باب الصفات الا وهي ضرورة الجمع بين اثبات القدر المشترك والقدر المميز من الصفات او في الصفات التي فيها هذا الاشتراك الاشتراك او الاتفاق في القدر المشترك فاننا قسمنا كما تعلمون الصفات الى ثلاثة اقسام منها ما ليس فيه اشتراك في شيء اصلا مثل الخلق بالنسبة لله سبحانه وتعالى وكذلك هناك صفات يختص بها المخلوق كالاكل والشرب والجماع وما الى ذلك وثمة صفات تطلق على الله سبحانه وتعالى وله منها ما يليق به تبارك وتعالى وكذلك تطلق على المخلوق وللمخلوق منها ما يليق به وهذه هي محور الحديث في هذه القاعدة هذا النوع من الصفات تحقيق الايمان بالصفات يقتضي ان يجمع المؤمن بين اثبات القدر المشترك والقدر المميز الفارق والشيخ رحمه الله قال فمعلوم ان هذا موجود وهذا موجود ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود ان يكون وجود هذا مثل وجود هذا انتبه الى كلمة مسمى فان شيخ الاسلام رحمه الله يكثر من استعمالها وتكررت في هذا الكتاب بمواضع ومراده رحمه الله بالمسمى المعنى والمضمون والحقيقة وما الى هذه المعاني فاذا قال مسمى الاسم يعني معناه مضمونه اي شيء هو يقول رحمه الله لا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود يعني في هذا المعنى الذي او هذا المضمون الذي افصحت عنه هذه الكلمة وهي الوجود ان يكون وجود هذا مثل وجود هذا بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الاظافة والتقييد والتخصيص اتفاقهما في الاسم العام وهذا الذي قلناه انه المعنى العام او الاسم العام او ما يسميه اهل اللغة باسماء الاجناس او ما يسميه المناطق بالالفاظ المتواطئة. الالفاظ المتواطئة الالفاظ المتواطئة هي التي تطلق على اعيان لاتفاقهم في معنى عام كل واحد من هذه الاعيان يصدق عليه هذا المعنى فالانسان مثلا يصدق على عمرو ويصدق على زيد ويصدق على خالد وهكذا وان كان التحقيق ان اطلاق هذه الصفات على الله سبحانه وتعالى وعلى المخلوق هو من قبيل الالفاظ المشككة والمشكك التحقيق انه فرع عن المتواطئ بمعنى المتواطئ قد يتساوى افراده في المعنى وقد يتفاضل افراده في المعنى فقد يتساوى الافراد في المعنى كالانسانية يتساوى الناس جميعا فيها اليس كذلك وقد يكون هناك تفاضل كالبياض مثلا البياض لفظ مشكك فانه يطلق على الثلج ويطلق على العاج العاج تعرفونه العاج ابيض والثلج ابيض لكن احدهما اكثر بياضا وهو الثلج فمثل هذا يسمى اللفظة المشكك يسمى اللفظ المشكك والتحقيق انه احد قسميه المتواطئ فالمتواضع قد يكون متواطئا متساويا تتساوى افراده في المعنى وقد يفضل بعض هذه الافراد على بعض في المعنى. لا شك ان الذي لله سبحانه وتعالى من هذا المعنى الذي حصل فيه اتفاق عند الاطلاق لا شك ان من ان ما لله اعظم فاذا كان هناك اتفاق عند الاطلاق في مسمى الحياة والعلم والحلم وما الى ذلك فلا شك ان لله عز وجل من ذلك اعظم المعنى لا شك ان لله من ذلك اعظم المعنى فحياة الله اعظم من حياة المخلوق بل لا مقارنة بين حياة الله عز وجل العظيمة وحياة المخلوق وهذا سيفصله المؤلف رحمه الله كما ذكرت لك في القاعدة السادسة نعم واتفاقهما احسن الله اليكم قال رحمه الله واتفاقهما ولا ولا يلزم باتفاقهما واتفاقهما في اسم عام احسن الله اليكم قال واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي التماثل ما في مسمى ذلك الاسم عند الاضافة والتقييد والتخصيص. كلها الفاظ بمعنى واحد ان قلتها بالاضافة ان قلت عند التقييد ان كنت عند التخصيص وذلك كله شيء واحد والمراد ان هذه الصفة تضاف الى محلها وهذه هي المرحلة الثانية والثالثة فالصفة تضاف الى الله سبحانه وتعالى فتكون مختصة به ولا يشركه فيها المخلوق بوجه من الوجوه والمرحلة الثالثة قلنا في النظر الى الصفات ان تضاف الى المخلوق فتختص بالمخلوق وليس هناك اشتراك عند هذه الحالة وهي حالة التقييد وحالة التخصيص وحالة الاظافة ليس ثمة اشتراك بين الخالق والمخلوق فيها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا في غيره فلا يقول عاقل اذا قيل ان العرش شيء موجود وان البعوضة شيء موجود ان هذا مثل هذا لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود. لانه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه. بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق واذا قيل هذا موجود وهذا موجود فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره مع ان الاسم حقيقة في كل منهما نعم اذا ثمة قدر مشترك وثمة قدر فارق مختص مع ملاحظة ان المميز الفارق اعظم من المشترك الجامع وهذه قاعدة نبه عليها الشيخ تقي الدين رحمه الله في مجموع الفتاوى في الجزء الخامس نحن وان قلنا ان هناك قدرا مشتركا الذي هو اصل المعنى واكثروا الصفة الاسم العام قبل الاظافة اذا قلنا هذا وقلنا ايضا ان ثمة قدرا مميزا مختصا فينبغي ان نعلم ونستيقظ بان القدر المختص اعظم من القدر المشترك يعني ان هذا القدر الذي حصل فيه التباين والاختلاف بين صفة الخالق وصفة المخلوق اعظم من القدر الذي حصل فيه الاشتراك وهذا مما يحقق البعد عن مذهب اهل التمثيل كما اه سلم الله سبحانه وتعالى اهل السنة والجماعة منهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا سمى الله نفسه باسماء وسمى صفاته باسماء فكانت تلك الاسماء مختصة به اذا اضيفت اليه لا فيها غيره وسمى بعض مخلوقاته وسمى بعض مخلوقاته باسماء مختصة بهم مضافة اليهم توافق تلك الاسماء اذا قطعت عن الاظافة تخصيص ولم يلزم من اتفاق اسمين تماثل مسماهما واتحاده عند الاطلاق والتجريد عن الاظافة والتخصيص. لا اتفاقهما ولا تماثل المسمى عند اضافة والتخصيص فظلا ان يتحد مسماهما عند الاظافة والتخصيص. طيب هذه الجملة فيها اشكال وما قرأه الشيخ عبد الله بناء على هذه النسخة فيه اشكال انتبه معي الاشكال يبدأ من قوله ولا ولم يلزم من اتفاق الاسمين ماذا تماثل الصواب ان تظع حرف الواو ها هنا من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما فقلنا ان المسمى ها هنا هو ماذا هو المعنى. طيب من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الاطلاق والتجريد عن الاظافة والتخصيص احذف الفاصلة وظع نقطتين واحذف لا وبالتالي تكون الجملة ولم يلزم انتبه ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الاطلاق وتماثل الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الاطلاق والتجريد عن الاظافة والتخصيص اتفاقهما لا يلزم اتفاقهما وهذا هو الصواب في هذه الجملة وهو الموافق لنسخة اشار اليها المحقق ما معنى هذا الكلام يقول شيخ الاسلام رحمه الله الله عز وجل سمى نفسه باسماء وسمى المخلوقين باسماء توافق تلك الاسماء عند الاطلاق وكذلك كان في الصفات وصف نفسه بالصفات ووصف المخلوقين بصفات توافق تلك الصفات عند الاطلاق يقول رحمه الله ولم ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما يعني الصفة المسمى هنا الصفة المعنى معنى هذا الاسم واتحاده عند الاطلاق والتجريد عن الاظافة والتخصيص اتفاقهما يعني من كل وجه يعني من كل وجه بل ما ثبت لله سبحانه وتعالى لا شك انه اعظم. لا شك ان الذي ثبت لله سبحانه وتعالى فهو اعظم قال ولا تماثل المسمى عند الاظافة والتخصيص فضلا عن ان يتحد مسماهما عند الاظافة والتخصيص انتبه هذه الجملة فيها ثلاثة الفاظ عندنا اشتراك وعندنا تماثل وعندنا اتحاد كم لفظ ثلاثة الاشتراك الذي حصل في هذه الصفات بين الخالق والمخلوق انما قلنا في ماذا في الاسم العام قبل الاظافة بالاسم العام قبل الاظافة وهذا هو الذي تكلمنا عنه في مسألة القدر المشترك ثانيا قال ولا تماثل المسمى عند الاظافة والتخصيص التماثل ممتنع بينما يضاف الى الله عز وجل وما يضاف الى المخلوق. بمعنى التماثل ممتنع بين صفة الخالق وصفة المخلوق عند عند الاظافة والتخصيص سواء اضيفت الى الله عز وجل او اضيفت الى المخصوص لا تماثل حينئذ طيب وبين المخلوقات هل هناك تماثل ما في تماثل قد تتماثل الصفات بين المخلوقين وقد لا تتماثل قد تتماثل وتتشابه الصفات عند بين المخلوقين وقد لا تتماثل فيكون هذا مثل هذا اليس كذلك؟ كما قلنا في الانسانية او في الحياة او ما الى ذلك تتماثل هذه الصفة بين المخلوقين فتكون هذه الصفة بين المخلوقين حتى بعد الاظافة متماثلة فحياتي مثل حياتك وما يجوز على حياته يجوز على حياتك اليس كذلك؟ اذا بين المخلوقين ثمة ماذا ثمة تماثل. لماذا ذكرت هذه الكلمة لانني احتاجها بعد قليل وهي في مسألتي الاتحاد الاتحاد ممتنع بين صفة الخالق وصفة المخلوق وايضا بين صفات المخلوقين ما معنى اتحاد الصفات ان تكون هذه الصفة هي الصفة الاخرى ان تكون الصفة المضافة الى الخالق هي عينها الصفة التي تضاف الى المخلوق نحن نقول لا يمكن ان يكون هناك اتحاد بين الصفات في المخلوقين فكيف بين الخالق والمخلوق لا يمكن ان يقال ان سمعي هو سمعك شيء ماذا متحد يعني في الواقع والحقيقة سمعي هو هو سمعك هذا ماذا هذا لا يكون نعم قد يكون ثمة تشابه تماثل وقد لا يكون اما الاتحاد لا يكون ولذا انظر الى تعبير المؤلف رحمه الله قال ولا تماثل المسمى عند الاظافة والتخصيص فضلا ها عن ان يتحد مسماهما عند الاظافة والتخصيص. فاذا انتفى التماثل بين صفة الخالق وصفة المخلوق فمن باب اولى ان ينتفي الاتحاد وهو ما يدعيه اهل الوحدة والاتحاد ما يدعيه اهل الوحدة والاتحاد فهمنا؟ اذا عندنا ماذا ثلاثة الفاظ عندنا اشتراك وهذا ثابت بين صفة الخالق والمخلوق قبل الاظافة طيب وعندنا تماثل وهذا فيه تفصيل فبين صفة الخالق والمخلوق بعد الاظافة لا تماثل. صفة الله عز وجل ليست كصفة المخلوق وصفة المخلوق ليست كصفة الخالق. طيب عندنا القسم او الشطر الاخر في هذه المسألة وهي بين المخلوقين فقد يكون هناك تماثل وقد لا يكون. قد يكون هناك تشابه وقد لا يكون بحسب الصفات اما الاتحاد فليس هناك صفتان في الواقع والحقيقة وليس في الاذان في الواقع والحقيقة متحدان لا توجد صفتان متحدتان مستحيل سواء قيل ان الاتحاد حاصل بين صفة الخالق والمخلوق او حتى بين المخلوقين واضح طيب احسن الله اليكم قال رحمه الله لقد سمى الله نفسه حيا الان يمضي المؤلف رحمه الله شوطا في اثبات ما تقرر انفا من ان هناك قدرا مشتركا او قد يكون هناك قدر مشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق وان هذا ليس التمثيل الممنوع انتبه كل هذا البحث نريد ان نخلص منه الى ان التمثيل ليس هو هذا وانما التمثيل الاشتراك في الخصائص يعني الاتفاق في الصفة او التماثل في الصفة بعد بعد الاضافة بعد التخصيص والتقييد واضح؟ وبالتالي تنتفي الشبهة التي بنى عليها المعطلة مذهبهم في التعطيل ان من بنى التعطيل على ما ادعوه من الفرار من التشبيه. فلو اننا اثبتنا لله عز وجل نزولا او اثبتنا لله استواء او اثبتنا لله اتيانا زعموا ان هذا يقتضي التشبيه وهذا لا يجوز ان يكون الله عز وجل مشابها في صفته لماذا؟ للمخلوق. لم؟ قلتم هذا؟ قالوا لان الاستواء انما يوصف به المخلوق ولان الاتيان انما يوصف به المخلوق. فنقول ليس الامر كذلك بل الله عز وجل يستوي والله عز وجل يأتي اذا شاء الله عز وجل ينزل اذا شاء وليس هذا مشكلا من حيث اقتضاء التمثيل لم لان الذي يضاف الى المخلوق صفة تختص به والذي يضاف الى الله عز وجل صفة تختص به وعليه. فالاشتراك الذي حصل انما هو في ماذا في اصل الصفة او في هذا الذي سميناه القدر المشترك وهذا ليس له وجود في الحقيقة وجود القدر المشترك في الاذهان لا في الاعيان وجود القدر المشترك الذي زعمناه وقلناه انما هو ماذا في الاذهان وليس في الاعيان واضح؟ طيب ربما ينازع منازع فيقول ما الدليل على ان الله عز وجل وصف نفسه بشيء ووصف المخلوق بهذه الصفة اشترك في قدر مشترك فنقول نصوص كثيرة والمؤلف رحمه الله ساق منها نوعين واضيف اليهما نوعين والمقام اكثر من هذا ما ذكر المؤلف اولا ان الله سمى نفسه باسماء وسمى بهذه الاسماء المخلوقين وكذلك وصف نفسه بصفات ووصف المخلوقين بهذه الصفات وانتبه انني اقول بهذه الصفات يعني ان الصفتين متفقتان في ماذا عند الاطلاق واضح او في الاسم العام ولا احتاج ان اقيد كل مرة ارجو ان يكون كلامه واضحا اورد على هذا جملة من الادلة وسنقرأها ثانيا اورد ادلة دلالتها تتضمن هذا الذي ذكر وقدرا زائدا وهي الادلة التي فيها عطف الله عز وجل خلقه عليه في الفعل ادلة عطف الله عز وجل فيها خلقه عليه في الفعل كما سيأتي وسيأتي بعض ذلك واضيف الى ما ذكر المؤلف رحمه الله ادلة والادلة في هذا كثيرة من ذلك قول الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا. ها هنا عندنا وجهان للدلالة. اولا كون الله عز وجل وصف نفسه بالمجيء وكذلك وصف المخلوق بالمجيء وهذا واضح ولولا ثبوت قدر مشترك وهو المجيء ما صح ذلك؟ اليس كذلك؟ هذا واحد. ثانيا الدلالة الاخرى هي دلالة او هي دلالة العطف لولا ثبوت قدر مشترك ما صح هذا السياق ما صح هذا الكلام لولا ان الله عز وجل يجيء وان المخلوق يجيء والمخلوق هنا هو الملك ما صح هذا الاسلوب؟ واضح اذا ثمة قدر مشترك فالله يجيء والمخلوق يجيء ومن قال هذا اوقع في التمثيل لم يقع في التمثيل متى يقع في التمثيل لو قال ان مجيء الله مثل مجيء الملك. هنا يكون ماذا؟ ممثلا. اما لو قال الله يجيء والملك يجيء وهذا نص كتاب الله عز وجل ولله مجيء يختص به وللملك مجيء يختص به فانه بريء من وصمة التمثيل. واضح خذ مثلا هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة اي والملائكة يأتون ايضا. اذا الله يأتي والملائكة تأتي وهذا فعل اضيف لله سبحانه وتعالى واضيف الى المخلوق. ولولا ثبوت قدر مشترك بين الصفتين ما صح هذا الاسلوب ومع ذلك يجب ان نؤمن بقوله تعالى ليس كمثله شيء فنقول ان اتيان الله ليس كاتيان المخلوق الله ياتي والملائكة تأتي وليس الاتيان كالاتيان ولا الاتي كالاتي واضح خذ مثلا اضافة الى ذلك ان الله سبحانه وتعالى يقول شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم. دعنا في المخلوقين الان عندنا صنفان من المخلوقين اثبت الله عز وجل لهما انهما يشهدان وهما فالملائكة واولي العلم والسؤال هل الشهادتان متماثلتان من كل وجه هل الملائكة تشهد بالكيفية والكنه والحقيقة التي يشهد بها اولو العلم الجواب لا الملائكة شهادتهم تليق بهم وتختص بهم واولو العلم شهادتهم تليق بهم وتختص بهم وما كان هناك ماذا تماثل بين هاتين الصفتين والكل مخلوق مع اننا نجزم بثبوت ماذا قدر مشترك هؤلاء يشهدون وهؤلاء يشهدون. اذا اشتركا في معنى عام وهو الشهادة وافترقا في ماذا في الكيفية وهي الصفة بعد الاظافة واذا كان ذلك كذلك في حق المخلوقين فيما بينهم فكيف بين الخالق والمخلوق. اذا الله يشهد والمخلوقون يشهدون وشهادة الله مختصة به وشهادة المخلوق مختصة به خذ مثلا قوله خذ مثلا قوله تعالى كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا المقت كما سيأتي والمؤلف اورد هذه الاية المقت اشد البغض فالله عز وجل يمقت والذين امنوا يمقتون. ثمة ماذا قدر مشترك عطف هذه الصفة على تلك الصفة يدل على ثبوت قدر مشترك ولا بد. والا لكان الكلام لاغيا لا يمكن ان يكون في كلام العرب مثل هذا الاسلوب الا والصفة ثابتة للاثنين لله وللذين امنوا اليس كذلك؟ مع ثبوت قدر فارق مميز مختص واضح؟ فلله عز وجل ماقت يليق به وللذين امنوا مقت يليق به لم يكن هذا من التمثيل في شيء الذي قال كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا والذي قال وجاء ربك والملك والذي قال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من من الغمام والملائكة هو الذي قال ليس كمثله شيء هو الذي قال هل تعلم له سم يا؟ هو الذي قال ولم يكن له كفوا احد اذا لا يمكن ان يكون في اشتراك المخلوق والخالق في معنى عام وهو ما يسمى عند المناطق المطلق الكلي ومحله في الاذهان لا في الاعيان لا يمكن ان يكون هذا الاشتراك هو التمثيل الممنوع. طيب عندنا ايضا ادلة تضاف الى ما ذكر المؤلف وهو قسم ثالث الادلة التي فيها اثبات الجزاء من جنس العمل الادلة التي فيها اثبات الجزاء من جنس العمل هذه الادلة تدل على ثبوت قدر مشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق ولم يكن ذلك هو التمثيل الممنوع الم تسمع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ الراحمون يرحمهم الرحمن الراحمون يرحمهم الرحمن اذا الله يرحم والمخلوق يرحم وليست الرحمة كالرحمة وليس الراحم كالراحم واضح اذا هذه الادلة تدل على ثبوت قدر مشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق خذ مثلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم اه او عفوا في قول الله عز وجل نسوا الله فنسيهم اذا ثمة قدر مشترك فالله ينسى والمخلوق ينسى وانتبه. النسيان في هذه الاية بمعنى الترك. وليس الذهول النسيان في لغة العرب جاء على دربيه جاء بمعنى الذهول عن الشيء انا نسيت يعني ذهلت عن كذا ذهب عن عن ذهني ويأتي النسيان بمعنى الترك فهم لما تركوا امر الله سبحانه وتعالى فالله عز وجل تركهم فلم يمدهم بعونه ولا توفيقه ولا هدايته سبحانه وتعالى جزاء وفاقا كان الجزاء من جنس العمل المقصود انه قد ثبت عندنا ها هنا ماذا اشتراك في اصل الصفة ولم يكن هذا تمثيلا فالله ينسى والمخلوق ينسى مع ان النسيان ليس كالنسيان واضح خذ مثلا في قوله تعالى واحسن كما احسن الله اليك فالله عز وجل يحسن والمخلوق يحسن وليس الاحسان كالاحسان وليس المحسن كالمحسن خذ قسما رابعا من الادلة وهو ما يرجع الى الادلة التي فيها ضرب الامثال الادلة التي فيها ضرب الامثال من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين في ذكر قصة التائب الى الله في قصة التائب الى الله او في ما يتعلق بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى في قصة الرجل الذي ترك او اضاع دابته في صحراء مدوية وعليها طعامه وشرابه فطلبها حتى ايس منها فقعد يستظل تحت ظل شجرة حتى غلبته عيناه فنام ثم افاق واذا بناقته فوق رأسه فقال وقد اخذ منه الفرح كل مأخذ اللهم انت عبدي وانا ربك قال صلى الله عليه وسلم اخطأ من شدة الفرح النبي صلى الله عليه وسلم يقول لله افرح بتوبة عبده من هذا من هذا بناقته اذا هذا فيه ضرب للمثل وهو ان الله عز وجل يفرح فرحا عظيما اشد من فرح هذا الذي فرح بناقته ايقن من الهلاك ثم جاء الفرج من الله سبحانه وتعالى. فكان فرحه فرحا عظيما بل لا يعهد في المخلوقين فرح اشد من هذا الفرح والله عز وجل فرحه اشد هذا الحديث يتضمن اثبات قدر مشترك وهو في صفة الفرح فالله يفرح لان صيغة افعل التي هي افعل التفضيل هذه لا يمكن ان تكون في لغة العرب الا والمعنى ثابت في الجهتين الا والمعنى ثابت في الجهتين في المفضل والمفضل عليه. في المفضل والمفضل عليه ولولا هذا ما صح هذا الاسلوب. اذا ثبت عندنا ماذا ان هناك قدرا مشتركا وهو في صفة الفرح مع ثبوت قدر مميز ففرح الله العظيم الجليل يليق بالله وفرح المخلوق يليق بالمخلوق كذلك ما ثبت في الصحيح من قصة المرأة التي كانت تسعى في السبي حتى وجدت صبيها فالقمته ثديها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اترون هذه ملقية صبيها في النار قالوا لا يا رسول الله وهي تقدر ان تقدر على الا ترميه فترميه هذا لا لا يمكن ان يكون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لله ارحم بعبده من هذه بولدها هذا الحديث فيه ضرب للمثل تقريب للمعنى ان الله عز وجل يرحم حقيقة رحمة عظيمة جدا. ارأيتم رحمة في المخلوقين اشد من رحمة الام بوليدها؟ لا سيما اذا كان صغيرا رحمة الله عز وجل اعظم بل لا ليس هناك اه يعني اه قدر من التقريب بين الصفتين بل هناك بول شاسع مع ثبوت ها قدر مشترك فالله يرحم والمخلوق ليرحم مع ثبوت بول شاسع مع ثبوت قدر فارق مميز مختص اذا هذه الادلة وغيرها كثير واظن انني اشرت الى ادلة اخرى في دروس شرح الواسطية ولكنني اختصر لضيق الوقت فاقول كل ذلك وما ستسمعه دليل على ثبوت هذه القاعدة وهي قاعدة القدر المشترك والقدر المميز وهي من اهم ما يحتاجه طالب العلم في محاججة الخصوم والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله لقد سمى الله نفسه حيا فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم وسمى بعض عباده حيا فقال يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وليس هذا الحي مثل هذا الحي لان قوله الحي اسم لله مختص به. وقوله يخرج الحي من الميت اسم حي المخلوق مختص به وانما يتفقان اذا اطلقا وجردا عن التخصيص. ولكن ليس للمطلق مسمى مسمى موجودا في الخارج ولكن العقل ولكن العقل يفهم من من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق مخلوق عن الخالق كما تكرر معنا تكرر معنا غير مرة ان الكليات والمطلقات وجودها في الاذان لا في الاعيان هذا الذي قلنا انه اشتراك بين رحمة ورحمة وحي وحي وعلم وعلم والى اخره هذا اشتراك في ماذا في اصل المعنى وهو شيء يتصوره الانسان بذهنه وليس له وجود في الخارج لان هذا شيء مطلق هذا شيء كلي وليس في الواقع شيء كلي وهذا متفق عليه بين العقلاء. دعك من مقالة بعض من اضحك العقلاء العقلاء على عقله وخالف سائر بني ادم الذين يعقلون هذا المعنى فقال انه يوجد في الخارج المطلقات هذا كلام آآ ينبغي ان ينزه العاقل نفسه عنه المطلقات التي خلت عن اي تقييد ليس لها وجود الا الا في الاذهان الكليات محلها الاذان الخارج لا يوجد فيه الا ما هو مقيد؟ ما هو مختص؟ واضح؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولابد من هذا في جميع اسماء الله وصفاته يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطئة والاتفاق وما دل عليه بالاضافة اختصاص المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى. هنا ينبه الشيخ رحمه الله الى مسألة كيف نصل الى فهم القدر المشترك الجواب من خلال معرفة لغة العرب لان الله عز وجل اخبرنا بهذه الصفات في كتابه وكتابه بلسان عربي مبين وهكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم اذا كيف نعرف هذا المعنى الذي هو قدر مشترك؟ نعرفه من خلاله اللغة العربية اذا يصح لنا ان نقول ان صفات الله سبحانه وتعالى معلومة لنا من وجه مجهولة لنا من وجه المعلوم لنا القدر المشترك والمجهول لنا القدر المميز. ما هو هذا القدر المشترك معنى الصفة في لغة العرب نحن نعلم اصل المعنى في لغة العرب واضح واما القدر واما القدر المميز الفارق فهذا لا سبيل لنا الى معرفته والدليل ليس كمثله شيء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون في ادلة كثيرة ليس لنا ان نتكلم فيما لا علم لنا به وما احطنا ادراكا به وهو الله سبحانه وتعالى لاننا ما رأيناه ولا رأينا مثيلا له ليس كمثله شيء وبالتالي لم يجز لنا ان نتكلم فيه بغير علم. اذا طريقنا الى معرفة هذا القدر المشترك هو ماذا اللغة العربية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك سمى الله نفسه عليما حليما وسمى بعض عباده عليما فقال وبشروه بغلام عليم يعني اسحاق عليه السلام وسمى اخر حليما فقال فبشرناه بغلام حليم. يعني اسماعيل عليه السلام وليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم. نعم سمى الله عز وجل نفسه وبالعليم في ايات كثيرة قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم فالله سمى نفسه بالعليم قل مثل هذا في الحليم واعلموا ان الله غفور حليم فالله سمى نفسه بالحليم. ومع ذلك فقد سمى هو سبحانه الذي هو اعلم بنفسه واعلم بخلقه تسمى ايضا المخلوق بالعليم والحليم وما كان هذا تمثيلا وحاشا انما هذا فيه اثبات ماذا قدر مشترك مع ثبوت قدر مميز فنقول ليس العليم كالعليم لا يتماثلان في الذات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وليس العلم كالعلم ليس العلم المختص بالله كالعلم المختص بالمخلوق يعني الصفة بعد الاظافة. واضح؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وسمى نفسه سميعا بصيرا فقال ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل الله انعم ما يعظهم به ان الله كان سميعا بصيرا. وسمى بعض الخلق وسمى بعض خلقه سميعا بصيرا فقال انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج فجعلناه سميعا بصيرا. وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير. وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم. فقال ان الله بالناس لرؤوف رحيم وسمى بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وليس الرؤوف كالرؤوف ولا الرحيم كالرحيم وسمى نفسه بالملك فقال الملك القدوس وسمى بعض عباده بالملك فقال وكان ورائهم ملك يأخذ كل غصبا وقال فقال الملك ائتوني به وليس الملك كالملك وسمى نفسه بالمؤمن فقال المؤمن المهيمن وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال افمن كان مؤمنا كمن كان افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون فليس المؤمن كالمؤمن. نعم ثبت اسم الله عز وجل المؤمن في هذه الاية الوحيدة في كتاب الله عز وجل في سورة الحشر ومعنى المؤمن بهذا الاسم يرجع الى معان كلها حق. تكلم العلماء في هذا بكلام طويل لكن خلاصة ذلك ان المؤمن اولا هو الذي يصدق عباده في ايمانهم ويصدق انبيائه ورسله بقوله وبما اقامه من شواهد صدقهم هذا معنى ومعنى اخر ان المؤمن هو الذي امن عباده فلا يأمن الا من امنه الله ومعنى ثالث ان المؤمن هو الذي امنه عباده بمعنى امن اولياؤه عذابه وامن عباده ظلمه وهناك معنى رابع وهو ان المؤمن هو الذي صدق وعده فلا يخلف وعده سبحانه وتعالى وهناك معنى خامس ان المؤمن هو الذي اثنى على نفسه ووحد نفسه شهد الله انه لا اله الا هو هذه المعاني كلها يصدق عليها انها داخلة في معنى اسمه المؤمن وقد نبه العلماء كابن قتيبة رحمه الله وغيره ان هذا الاسم لا يتصرف كما يتصرف غيره فاسم الله السميع تقول فيه ان الله يسمع وان الله عز وجل متصف بالسمع لكن لا تقول في المؤمن ان الله يؤمن او ان الله عز وجل له الايمان بل انما نتكلم في حدود ما ورد والذي ورد هو اضافة هذا الاسم لله عز وجل بهذه الصيغة فنقول هو المؤمن ومعناه كذا وكذا والعلم عند الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وسمى نفسه بالعزيز فقال العزيز الجبار المتكبر وسمى بعض عباده بالعزيز فقال قالت امرأة العزيز وليس انت العزيز كالعزيز وسمى نفسه الجبار المتكبر وكما في الاية السابقة الجبار المتكبر. نعم احسن الله اليكم. قال وسمى وسمى نفسه الجبار المتكبر وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر فقال كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر كالمتكبر. ونظائر هذا متعددة وكذلك سمى صفاته باسماء وسمى صفات عباده بنظير ذلك بنظير ذلك فقال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ذكر الاشتراك في الاسماء وانتقل الى الصفات نعم احسن الله اليك. قال ولا يحيطون فقال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وقال انزله بعلمه وقال ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقال اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة. وسمى صفة المخلوق علما وقوة فقال وما اوتيتم من العلم الا قليلا وقال وفوق كل ذي علم عليم وقال فرحوا بما عندهم من العلم وقال الله الذي خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا وشيبا يخلق ما شاء وهو العليم القدير وقال ويزدكم قوة الى قوتكم وقال والسماء بنيناها بايدي اي بقوة وقال واذكر عبدنا داوود ذا اين القوة وليس العلم كالعلم ولا القوة كالقوة. نعم كل ذلك واضح وانبه الا ان هذه الاية وهي قوله تعالى والسماء بنيناها بايد دالة على صفة القوة وليست دالة على صفة اليد يخطئ من يظن ان هذه الاية متعلقة بصفة اليد لله عز وجل صفة اليد ثابتة لله عز وجل في ايات اخرى وثابتة في احاديث كثيرة انما هذه الاية دلت على صفة اخرى وهي صفة القوة فقوله والسماء بنيناها بايد من ادم يئيد ايضا وهذا بمعنى القوة ويوضح هذا ما جاء في حق داود عليه السلام واذكر عبدنا داوود ذا الايدي المقصود ده القوة وليس المقصود انه ذو ايد التي هي هذه الايدي لان هذا ثابت لكل احد انما المقصود ان الله عز وجل اتاه قوة في الحق خصه الله عز وجل بها فمن الخطأ ان يزعم ان هذا درب من التأويل هذا خطأ والذي يقول هذا ما تأمل فيما يقول صفة اليد ثابتة لله سبحانه وتعالى في ادلة اخرى ولا يتحاشى اهل السنة من اثبات صفة اليد اللائقة بالله عز وجل له انما الشأن في فهم النصوص على وجهها فهذه الاية متعلقة بصفة القوة وليست متعلقة بصفة اليد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك وصف نفسه بالمشيئة ووصف عبده بالمشيئة فقال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فقال انها ان هذه ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما وكذلك وصف نفسه بالارادة ووصف عبده بالارادة فقال تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم فوصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة فقال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وقال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني حكم الله ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال رضي الله عنهم ورضوا عنه ومعلوم ان مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد ولا ارادته مثل ولا ارادته مثل ارادته ولا محبته مثل محبته ولا رضاه مثل رضاه وكذلك وصف نفسه بانه يمقت الكفار ووصفهم بالمقت فقال ان الذين كفروا ينادون لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم اذ تدعون الى الايمان فتكفرون وصف المؤمنين بالمقت فقال كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله وليس المقت مثل المقت وهكذا وصف نفسه بالمكر والكين كما وصف عبده بذلك فقال ويمكرون ويمكر الله وقال انهم يكيدون كيدا واكيدوا كيدا وليس المكر المكر ولا الكيد كالكيد فوصف نفسه بالعمل فقال او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون ووصف عبده بالعمل فقال جزاء بما كانوا يعملون وليس العمل كالعمل. ووصف نفسه بالمناداة والمناجاة في قوله وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجية وقوله ويوم يناديهم وقوله وناداهما ربهما ووصف عبده بالمناداة والمناجاة فقال ان الذين ينادونك من وراء اكثرهم لا يعقلون وقال اذا ناجيتم الرسول وقال اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان وليس المناداة كالمناداة ولا المناجاة جاتك المناجاة ما الفرق بينهما نعم احسنت كما قال ابن القيم رحمه الله ام اجمع العقلاء ام اجمع العلماء والعقلاء من اهل اللسان واهل كل لسان ان النداء الصوت الرفيع وضده وهو النجاء كلاهما صوتان. فالصوت الرفيع المرتفع هو النداء والنداء يقابله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ووصف نفسه بالتكليم في قوله وكلم الله موسى تكليما وقوله ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقوله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ووصف عبده بالتكليم في مثل قوله اقال الملك ائتوني به استخلص لنفسي فلما قال انك اليوم لدينا مكين امين وليس التكريم كالتكليم. ووصف نفسه بالتنبئة ووصف بعض الخلق بالتنبية فقال واذ اسر النبي الى بعض ازواجه حديثا فلما نبأت به واظهره الله عليه عرف بعضه واعرض عن بعض. فلما نبأها به قالت من انبأك هذا؟ قال نبأني العليم الخبير وليس الانباء كالانباء وصف نفسه بالتعليم ووصف عبده بالتعليم فقال الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان قال تعلمونهن مما علمكم الله وقال فقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم اثنوا عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم والكتاب والحكمة وليس التعليم كالتعليم. وهكذا وصف نفسه بالغضب في قوله وغضب الله عليهم ولعنهم ووصف عبده بالغضب في قوله ولم ما رجع موسى الى قومه غضبان اسفا وليس الغضب كالغضب. وصف نفسه بانه استوى على عرشه. فذكر في سبع ايات من كتابه انه استوى على العرش ووصف بعض خلقه بالاستواء على غيره في مثل قوله لتستووا على ظهوره وقوله فاذا استويت انت ومن معك على الفلك وقوله واستوت على الجودي وليس استواؤك الاستواء سبحان الله في هذه الايات التي اورد المؤلف رحمه الله اقول دعنا مما يتعلق بالاشتراك بين صفة الخالق وصفة المخلوق. دعنا في صفة المخلوق هل ترى ثمة تماثلا بين استواء سفينة واستواء انسان على سفينة تصور في ذهنك استواء السفينة على جبل الجودي حينما فعلت واستقرت عليه فلا شك ان هذا له كيفية اليس كذلك وليست هي كيفية استواء الانسان على السفينة كما قال سبحانه وتعالى آآ فاذا استويت انت ومن معك على الفلك فاستواء الانسان وعلوه وارتفاعه واستقراره على السفينة مخالف في الهيئة والكيفية يعني في القدر المختص المميز الفارق مخالف لاستواء السفينة نفسها على الجبل ثمة قدر مشترك وثمة قدر مميز. اطلاق الصفة على هذا المخلوق وعلى هذا المخلوق لم تقتضي حصول التماثل كل عاقل يدرك الفرق بين هذا وهذا فكيف بين الخالق والمخلوق بل الانسان نفسه يختلف آآ كيفية او تختلف كيفية ويختلف كنه اتصافه بالصفة من حال الى حال الانسان نفسه استواؤه على ظهر الدابة حينما يستوي على ظهر حصان او ناقة كما قال جل وعلا لتستووا على ظهوره وكذلك استواؤه على السفينة فاذا استويت انت ومن معك على الفلك الهيئة والكيفية والحقيقة واحدة في الحالتين او هذا له هيئة وهذا له هيئة. هذه الحالة لها هيئة. وهذه الحالة لها هيئة والمخلوق واحد ومع ذلك ما حصل التماثل فكيف يزعم اننا لو اثبتنا الاستواء لله عز وجل صفة حقيقية فان هذا يقتضي التشبيه هذا لم يقتضي بين مخلوق ومخلوق فكيف بين خالق ومخلوق هذا يدلك على خطأ المسلك الذي سلكه هؤلاء المعطلة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ووصف نفسه ببسط اليدين فقال وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداهم ومبسوطة ان ينفق كيف يشاء فوصف بعض خلقه ببسط اليد في قوله ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط. وليس اليد كاليد ولا البسط كالبسط. واذا كان المراد البسط العطاء والجود فليس اعطاء الله كاعطاء خلقه. ولاجوده كجودهم. ونظائر هذا كثيرة فلابد من اثبات ما اثبته الله لنفسه ونفي مماثلته لخلقه. فمن قال ليس لله علم ولا قوة ولا رحمة ولا كلام ولا يحب ولا يرضى ولا نادى ولا ناجى ولا استوى كان معطلا جاحدا ممثلا لله بالمعدومات والجمادات. ومن قال له علم كعلم او قوة كقوة او وحب كحب او رضا كرضاي او يدان كيدي او او استواء كاستوائي كانوا مشبها ممثلا لله بالحيوانات بل لابد من اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل. ونعم هذه الخلاصة التي وصل اليها المؤلف رحمه الله والحق ان هذا الموضع من مصنفات شيخ الاسلام رحمه الله من النفائس التي ينبغي ان يحرص عليها وان يعقد عليها بالخناصر فان تأمل هذه النصوص وحسن تدبرها تنزاح معه اشكالات كثيرة تتعلق بالشبه التي يطرحها اهل البدع في باب الصفات الخلاصة انه لا بد من الجمع بين الامرين اثبات القدر المشترك وبه يتحقق اثبات الصفة اصلا لله واثبات القدر المميز. وبذا يتحقق تنزيه الله سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقين لابد من الجمع بين اثبات القدر المشترك والقدر المميز وبذا يتحقق ايمانك بقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فقوله ليس كمثله شيء هذا فيه اثبات القدر المميز وقوله وهو السميع البصير فيه اثبات القدر المشترك ونخلص من هذا الى انه يلزم من انكر القدر المشترك لازمين يلزمه لازم ان ويلزم من انكر القدر المميز لازم ان اما انكار القدر المشترك فيلزمه اولا تكذيب الكتاب والسنة يلزم من انكر القدر المشترك تكذيب الكتاب والسنة كما مر معنا في تلك النصوص الكثيرة والتي لا يمكن الايمان بها في ضوء لغة العرب التي انزل الله عز وجل هذه الايات بها الا باثبات ان ثمة قدما مشتركا بين صفة الخالق وصفة المخلوق ولابد والا كان الكلام ضربا من العبث ولم يكن كلاما حقا والقرآن حق والقرآن في ارفع درجات البلاغة اللازم الثاني لمن انكر القدر المشترك الوقوع في التعطيل الوقوع في التعطيل فمن انكر القدر المشترك يعني انه انكر اصل الصفة لله سبحانه وتعالى فكان معطلا اما الذي ينكر القدر المميز القدر الفارق القدر المختص فانه يلزمه اولا تكذيب الكتاب والسنة ايضا وثانيا الوقوع في التمثيل يلزمه الوقوع في التمثيل من انكر القدر المشترك عطل ومن انكر القدر المميزة مثل ومن اثبتهما فقد امن باسماء الله عز وجل وصفاته وهذا الذي قرره المؤلف انه لابد من ايمان بانه لابد من اثبات بلا تمثيل ولابد من تنزيه بلا تعطيل هو الذي اراد ان يوضحه فيما سيأتي من الاصلين والمثلين والخاتمة الجامعة المتضمنة لتلك القواعد فقال ويتبين