بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية وهذا يتبين بالاصل الثاني وهو ان يقال القول في الصفات كالقول في الذات فان الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله فاذا كان له ذات حقيقة لا تماثل الذوات فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل صفات سائر الذوات. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن الاصل الثاني وهو ان القول في الصفات كالقول في الذات فهذا يحذو حذو هذا وقد مر بنا ان المؤلف رحمه الله لما قرر معتقد اهل السنة والجماعة في باب الصفات ذكر ان هذا المذهب الذي هو وسط بين مذهبي التعطيل والتمثيل. يتبين انه الحق الذي لا مرية فيه بمعرفة اصلين شريفين ومثلين مضروبين وخاتمة جامعة فيها سبع قواعد وانتهى الكلام عن القاعدة الاولى وهي ان القول في بعض الصفات كالقول في بعض فقال ها هنا وهذا يتبين بالاصل الثاني وهذا يعني ما مضى من ان الحق هو مذهب اهل السنة والجماعة او هذا يعود الى اقرب شيء ذكره وهو تناقض اهل البدع فاهل البدع متناقضون فان اي معطل لا ينفي عن الله سبحانه وتعالى شيئا من الصفات الا كان فيما يثبت ملزما بنظير بنظير ما فر منه كما تبين هذا فيما مضى قال رحمه الله وهذا يتبين بالاصل الثاني وهو ان يقال القول في الصفات كالقول في الذات وهذا المعنى قد سبق شيخ الاسلام اليه جماعة من اهل العلم كالخطيب البغدادي و ابن قدام ابن قدامة المقدسي والخطابي وكثير من اهل العلم نصوا على هذه القاعدة ان القول في الصفات كالقول في الذات وهذه القاعدة اوسع من القاعدة السابقة من حيث من تتوجه اليهم يعني الرد الى الرد بهذه القاعدة يتوجه الى اناس والى طوائف اكثر من الذين يرد عليهم بالاصل الاول فهذا الاصل يرد به على الذين يثبتون بعض الصفات لله وينفون بعضا ويتوجه ايضا للذين ينفون كل صفات الله سبحانه وتعالى ويتوجه ايضا الى الطرف المقابل وهم اهل التمثيل ذلكم ان الممثلة عامة مذهبهم تمثيل صفات الله سبحانه وتعالى بصفات المخلوقين وليس انهم يمثلون ذاته بذوات المخلوقين وبالتالي فانه يتوجه اليهم الرد بهذه القاعدة ايضا فاذا كنتم لا تمثلون ذات الله عز وجل بذوات المخلوقين فيلزمكم ايضا ان لا تمثلوا صفاته بصفات المخلوقين فالباب باب واحد والسؤال هنا لم كان القول في الصفات كالقول في الذات يحذو حذوه والجواب عن هذا ان يقال ان كلا البابين باب الذات وباب الصفات يرجع الى امر غيبي خبري يرجع الى امر غيبي خبري فذات الله سبحانه وتعالى بالنسبة لنا غيب اليس كذلك الغيب ما غاب عنك فالله عز وجل غيب بالنسبة لنا لم نره ولم نرى مثيلا له وبالتالي كان غيبا وهذا الغيب لا يعلم عنه شيء البتة الا من طريق الخبر الصادق كذلك الشأن في الصفات الصفات بالنسبة لنا غيب ولا علم لنا بصفات الله سبحانه وتعالى الا بالخبر فاذا تعين ها هنا ان يكون الكلام في احد البابين كالكلام بالباب الاخر فاذا كان تكييف ذات الله سبحانه وتعالى ممتنعا فليكن تكييف صفات الله سبحانه وتعالى ممتنعا. واذا كان اثبات الصفات لله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه ممتنعا فليكن اثبات الذات ممتنعا كل شيء يلزم احد البابين لازم للباب الاخر. لم لان البابين امران غيبيان خبريان فاذا لا بد من ان يكون الكلام عن احدهما كالكلام اعني الاخر لابد ان يكون ما يلزم اثبات احدهما لازما للاخر فالباب باب واحد والقول بخلاف ذلك يوقع صاحبه في التناقض ولابد. وقد قلت قلت لك سابقا باب الصفات اما ان يثبت لله سبحانه وتعالى جميعه او ينفى عنه جميعه او التناقض والتناقض قبيح عند جميع العقلاء اعيد باب الصفات اما ان يثبت لله سبحانه وتعالى جميعه. يعني ان يثبت لله سبحانه وتعالى كل ما ثبت له في الكتاب والسنة من الصفات واما نفي ذلك وبالتالي يكون الانسان قد بلغ غاية التعطيل اما اثبات بعض ونفي بعض فهذا تناقض وهو قبيح عند جميع العقلاء البحث هنا في كلمة الذات ما المراد بالذات المراد بالذات الحقيقة الموجودة لله سبحانه وتعالى وان شئت فقل الذات هي ما تقوم به الصفات فالله سبحانه وتعالى موجود بذاته وصفاته التي تقوم به وهذا اللفظ بهذا المعنى اعني ان يطلق لفظ الذات على حقيقة الشيء على الشيء نفسه يقال ذاتك او هذه الذات اطلاق هذه الكلمة بهذا المعنى فيما اعلم اطلاق غير فصيح اطلاق غير فصيح بمعنى انه استعمال مولد وليس من كلام العرب الذين يحتج بقولهم الذات تستعمل في اللغة لا على انها كلمة مفردة بل تستعمل على انها كلمة مضافة يقال ذات كذا بمعنى صاحبة كذا او لاجل كذا من الاول جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى والسماء ذات البروج والسماء ذات البروج والسماء ذات الرجع والارض ذات الصدع اذا ذات كلمة ذات ها هنا هي بمعنى صاحبة ذات بمعنى صاحبة. مؤنث هذه الكلمة مؤنث لكلمة ذو. ذات مؤنث لكلمة ذو وتأتي ايضا بمعنى لاجل او في سبيل ومن ذلك ما ثبت في الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم لم يكذب ابراهيم عليه السلام الا ثلاث كذبات اثنتان منها في ذات الله اثنتان منها في ذات الله يعني لاجله وفي سبيله وقل مثل هذا فيما خرج الشيخان من فيما خرج البخاري من قصة خبيب بن عدي رضي الله عنه مع اصحابه في قصة السرية قال رضي الله عنه لما اه او قبيل قتله واستشهاده رضي الله عنه قال ولست ابالي حين اقتل مسلما على اي جنب كان في الله مصرع وذلك في ذات الاله وان يشاء يبارك على اوصال شلو ممزع وذلك في ذات الاله يعني لاجله وفي سبيله سبحانه وتعالى لو صح اثر عن ابن عباس رضي الله عنهما لقلنا ان ثمة استعمال ثالث وهو الذي نستعمله نحن الان في هذا الموضوع وذلكم ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال تفكروا في الاء الله او في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله. ولا تفكروا في ذات الله يعني فيه هو في نفسه سبحانه وتعالى ولكن هذا الاثر لا اعلمه صحيحا عن ابن عباس رضي الله عنهما وعليه فالاظهر والله تعالى اعلم ان هذه الكلمة كلمة مولدة والمؤلف رحمه الله قرر هذا المعنى في آآ مجموع الفتاوى واحتمل انه لو صح هذا الاثر لقلنا ان الاستعمال فصيح احتمل انه لو صح هذا الاثر لقلنا ان هذا الاستعمال صحيح والذي يظهر والله اعلم فيما اعلم ان هذا الاثر لا يصح عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما بهذا اللفظ والله اعلم قال رحمه الله وهو ان يقال القول في الصفات كالقول في الذات فان الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله وهذا متفق عليه بين جميع المسلمين ان الله عز وجل ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله قال فاذا كان له ذات حقيقة لا تماثل الذوات فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل صفات سائر الذوات كلمة سائر بعض اهل اللغة ذهب الى انها انما تستعمل في معنى بقية سائر الشيء يعني بقيته قالوا ومن هذا لفظ السؤر والتحقيق والله اعلم انها تأتي بهذا المعنى وتأتي بمعنى جميع وتأتي بمعنى جميع كما تجد تحقيق ذلك عند الزبيدي في تاج العروس. اذا حينما قال المؤلف رحمه الله لا تماثل صفات سائر الذوات يريد جميعا الذوات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا قال السائل كيف استوى على العرش؟ قيل له كما قال ربيعة ومالك وغيرهما الاستواء معلوم كيف مجهول والايمان به واجب؟ والسؤال عن الكيفية بدعة. في انه سؤال عما لا يعلمه البشر ولا يمكنهم الاجابة عنه. نعم ثم ذكر المؤلف رحمه الله قول الامام ما لك ذكر ذلك القول العظيم الشهير الذي تلقاه اهل العلم عن امام دار الهجرة بالقبول وجعلوه ميزانا توزن به جميع صفات الله سبحانه وتعالى فكما قيل في الاستواء فانه يقال في بقية صفات الله عز وجل جميعا و اورد المؤلف رحمه الله هذا الاثر ل التمهيد للجواب الذي سيأتي وذلك ان الشاهد من ايراده قوله والكيف مجهول فاذا كانت كيفية صفة الله سبحانه وتعالى مجهولة فان كيفية ذات الله سبحانه وتعالى مجهولة لان القول في الصفات كالقول في الذات فسيبني المؤلف رحمه الله على هذا الاثر ما سيأتي في المحاججة التي ذكرها مع من يسأل هذا السؤال بعد هذه الجملة وهذا الاثر اثر عظيم نسبه المؤلف رحمه الله الى ربيعة والى مالك الى الشيخ والى التلميذ اما الشيخ فهو ربيعة ابن ابي عبدالرحمن التيمي مولاهم الذي يلقب بربيعة الرأي الذي يلقب بربيعة الرأي وهو شيخ الامام مالك ابن انس عليهما رحمة الله وكلاهما من ائمة هذه البلدة الطيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الاثر روي معناه ايضا عن ام سلمة رضي الله عنها جاء عنها بلفظ قريب مما اورد المؤلف رحمه الله الا ان هذا الاثر لا يصح وفي الاسناد اليها رضي الله عنها عدة ضعفاء فالاثر عن ام سلمة غير صحيح لكنه لكنه ثابت صحيح لا شك فيه عن ربيعة رضي الله عنه ورحمه وعن ما لك رضي الله عنه ورحمه وكذلك جاء معنى هذا الاثر عن ابي جعفر الترمذي الامام الذي هو امام جليل شافعي متوفى سنة خمس وتسعين ومئتين للهجرة عليه رحمة الله لكن الخلاف او الاختلاف بين هذا ما قبله هو ان السؤال انما كان عن صفة النزول فاستعمل ابو جعفر رحمه الله ما استعمله ربيعة ومالك رحمه الله في صفة الاستواء استعمل هو ما استعمله ما لك في صفة الاستواء وان كان الكلام عن صفة النزول وهذا يدلك على انها قاعدة مستقيمة يوزن بها كل صفة لله سبحانه وتعالى كما ذكر الذهبي رحمه الله في كتابه الاربعين ان هذا الاثر جاء معناه عن وهب ابن منبه رحمه الله اذا تجد ان هذا الاثر مروي عنه ام سلمة وصح عن ربيعة وصح عن مالك وصح ايضا عن ابي جعفر الترمذي ونقل ايضا عن وهب ابن منبه رحمه الله هذا كله فيما يرجع الى ما علمنا من الالفاظ. اما المعنى فانه متفق عليه ونقل شيخ الاسلام رحمه الله ان هذا المعنى متفق عليه لم ينكره احد من اهل السنة هذا المعنى الذي ذكره الامام مالك وغيره عليهم رحمة الله متفق عليه بين اهل السنة ليس هناك احد من اهل السنة ينكر هذا الكلام الذي تضمنه هذا الاثر السؤال الذي وجه الى الامام ما لك رحمه الله كان عن صفة الاستواء بل عن كيفية صفة الاستواء لله عز وجل وقف عليه سائل فقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فاصاب الامام مالكا رحمه الله شيء عظيم وعلاه الرحظاء واطرق برأسه وسكن الناس ينتظرون ماذا يجيب الامام مالك رحمه الله واظن ان الامام مالكا قد بلغ به الامر من تعظيم هذا السؤال كيف يجرؤ انسان ضعيف فقير محدود الادراك كيف يجرؤ كيف يجرؤ على ان يسأل هذا السؤال الذي يتعلق بكيفية العظيم سبحانه وتعالى فاعظم رحمه الله هذا السؤال واصابه الامر العظيم ثم انه رفع رأسه رحمه الله واجاب بهذا الجواب ثم انه تبين له بقرينة الحال ان هذا الرجل رجل سوء فامر باخراجه من المسجد وكان الامام مالك رحمه الله ذا مكانة رفيعة وله قبول عند الناس ومثل هذا يقبل منه تنفذ رغبته رحمه الله المقصود ان الامام مالكا رحمه الله اجاب بهذا الجواب في هذه الصفة ويمكن ان تنزل كلامه على كل صفة لله عز وجل فانك تستطيع ان تحذف كلمة الاستواء وتضع النزول وتضع المحبة وتضع الوجه وتضع الرحمة وتضع العزة الى غير ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله كما قال ربيعة ومالك وغيرهما الاستواء معلوم والكيف مجهول هذه الرواية اشهر عند المتأخرين وشيخ الاسلام رحمه الله نقل هذا الاثر بهذا اللفظ في جملة من كتبه مع ان الذي اشتهر عن امام ما لك عن الامام ما لك رحمه الله بالاسناد لفظ قريب من هذا اللفظ هذه الرواية او هذه القصة عن الامام ما لك رحمه الله قصة ثابتة لا شك فيها وصححها غير واحد من اهل العلم رويت عن مالك رحمه الله من عشر طرق يعني روى هذا الاثر عن الامام مالك رحمه الله عشرة من تلاميذه تفرع بعد ذلك الى كثير من الرواة لكن عامة تلك المرويات وعامة تلك الروايات انما كان الجواب فيها الاستواء غير مجهول. والكيف غير معقول الاثر الذي بين ايدينا بهذا اللفظ اما ان يكون المؤلف رحمه الله وقد رواه بالمعنى او انه قد وقف على رواية بهذا اللفظ ما هو هذا اللفظ الاستواء معلوم والكيف مجهول وقفت على رواية واحدة رواها عن مالك سفيان بن عيينة رحمه الله وفيها ما هو قريب من هذا اللفظ جدا حيث انه روى هذا الاثر بقوله الاستواء منه معلوم والكيف غير معقول قال الاستواء منه معلوم وهذا اقرب لفظ لهذا اللفظ الذي بين ايدينا ثم قال والكيف غير معقول اما الذي بين ايدينا ففيه ان الكيف مجهول ومهما يكن من شيء فالامر سهل فالالفاظ بمعنى واحد ان قلت غير مجهول وغير معقول او قلت معلوم ومجهول فالمعنى بكل حال واحد لا اشكال في ذلك والحمد لله قال رحمه الله الاستواء معلوم او قال الاستواء غير مجهول يريد بذلك رحمه الله ان الاستواء معلوم المعنى لان ثبوت صفة الاستواء لله سبحانه وتعالى انما كان في كتاب الله وكتاب الله نزل بلسان عربي مبين وهذا انما كان لحكمة بينها الله سبحانه وتعالى وهي ان يعقل هذا الكتاب انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون اذا الحكمة قد بينها الله سبحانه وتعالى وهي عقل الكتاب يعني عقل اياته والسؤال هل استثنى الله عز وجل من عقل الكتاب وتفهمه ومعرفة معناه ايات الصفات فقال انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون الا ايات الصفات فانها غير قابلة لان تعقل او ان تفهم فهكذا قال ربنا اذا ما الذي اخرج ايات الصفات من هذا المعنى او من هذه الاية وامثالها لا شيء من ذلك البتة فدل هذا على ان صفات الله سبحانه وتعالى معلومة من حيث اللغة العربية وتنبه ها هنا الى مسألة وهي نحن نقول صفات الله سبحانه وتعالى معلومة في لغة العرب العرب الذين يعرفون اللغة ويفهمونها ويتكلمون بها يعلمون معاني هذه الصفات لكن كتب اللغة شيء وما يعلمه العرب في لغتهم شيء اخر بمعنى ليس كل ما علم العرب معناه يكون منصوصا عليه في كتب المعاجم وهذه مسألة مهمة كتب المعاجم انما يبين فيها غالبا ما يغمض معناه من قد يستشكل ما قد يلتبس بغيره فتجد ان كتب المعاجم تعتني بذلك اما العرب الاقحاح الذين هم اهل اللسان فانك لا تجد عندهم تعريفا لكل شيء اين تجد في كلام العرب الاقحاح انهم يعرفون اليد او يعرفون الوجه او يعرفون المحبة او يعرفون اه قال له العين او يعرفون البصر. هذه كلها بالنسبة لهم ماذا معلومة ولذا قال سفيان بن عيينة رحمه الله كما اخرج الدار الدار قطني في الصفات قراءة ايات الصفات تفسيرها. ذكر هذا ضمن اثر وهذا اثر مهم انتبه له. مجرد قراءتها كاف في تفسيرها لم لان الذي يقرأها يعرف لغة العرب وبذا شبهة هؤلاء المتأخرين من المفوضة الذين يقولون عرفوا لنا كذا وعرفوا لنا كذا من المعاني الكلية التي هي معلومة بالبداهة ولا تحتاج الى تعريف بل ربما لو عرفت زادت غموضا ولبست لباس الخفاء او صعوبة الفهم هؤلاء ينبغي ان يعلموا ان القرآن وعلى هذا السنن السنة انما جاءت بلغة عربية يفهمها اهل اللسان واهل اللسان لم يكونوا يعتنون تفسير هذه الامور البديهية فينبغي ان يعلم هذا الامر فان تلبيس اهل البدع يتشكل باشكال عجيبة تتولد مع مرور الايام وبعض الذين كتبوا في نصرة مذهب المفوضة في هذا العصر يدندنون على هذا المعنى الذي ذكرت ويجهلون مسلك اهل اللسان في فهم المعاني لا تجد عند اهل اللسان تفسيرا لكل كلمة. انما تأتي التفسيرات لاشياء فيها شيء من الغموض او قد تشتبه بغيرها او لا تكون كثيرة الاستعمال. اما الامور البديهية فهذه لا تجد انهم يعتنون بذكرها. فليكن هذا الامر منك على تكرم يا طالب العلم قال رحمه الله الاستواء معلوم. ولو قلنا ما معنى قوله معلوما ايه ما معنى قوله انه معلوم يعني معلوم بلغة العرب من يعرف لغة العرب يدرك ان معنى قول الله جل وعلا الرحمن على العرش استوى هو ما تفهمه العرب من قولهم استوى على كذا اليس الله عز وجل يقول لتستووا على ظهوره الم يقل الله عز وجل فاذا استويت انت ومن معك على الفلك اذا ما الذي تفهمه العرب من كلمة استوى على العلو والارتفاع على الشيء وهذا الذي تنوعت اليه كلمات اكثر السلف الذين تكلموا في تفسير هذه الكلمة. وتلاحظ انهم فسروا كلمة الاستواء العرب المتكلمون في المعاني فسروا كلمة الاستواء. لكنك لا تجد انهم يفسرون كلمة العلو لم بوضوح الكلمة الثانية وربما الاشتباه الذي يجد الذي يرد على بعض الناس في فهم كلمة استوى على ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله فلهم عبارات عليها اربع قد حصلت للفارس الطعاني وهي استقر وقد علا وكذلك ارتفع الذي ما فيه من نكران وكذلك قد سعد الذي هو رابع وابو اه اه وابو عبيد صاحب الشيبان يختار هذا القول في تفسيره ادرى من الجهمي بالقرآن. المقصود ان هذه المعاني متقاربة وكلها تعني انه علو وارتفاع على الشيء. فاستوى على العرش يعني ارتفع وعلا عليه معلوم عندك يا رعاك الله ان الاستواء علو خاص ليس هو العلو العام على كل شيء. ولذا نحن نقول ان الله عز وجل عال على الخلق وعال على الارض وعال على كل شيء لكننا لا نقول انه استوى على العرش ولا ولا عفوا لا نقول انه استوى على الارض ولا نقول انها استوى على الخلق انما نقول انه استوى على العرش فالاستواء علو خاص العلو صفة ذاتية والاستواء صفة فعلية اتصف الله عز وجل به لما شاء بعد خلق السماوات والارض استوى جل في علاه على العرش. اذا هناك فرق بين صفتين العلو هو الاستواء وكل دليل يدل على الاستواء فانه دلول فانه دليل على العلو ولا يلزم العكس لا يلزم ان يكون كل دليل دل على العلو دليلا على الاستواء في فروق اخرى بين الصفتين من ذلك كون من ذلك كون صفة العلو صفة اه سمعية عقلية واما صفة الاستواء فانها سمعيته فحسب قال رحمه الله والكيف مجهول لاحظ يرعاك الله ان المؤلف نقل عن مالك رحمه الله قوله الكيف مجهول وفي الروايات المشهورة عن مالك الكيف غير معقول وهذه تفسر تلك مجهول يعني لا نعقله لا نعرفه لا نعرف كيفية استواء الله سبحانه وتعالى ولاحظ ان مالكا رحمه الله قال الكيف مجهول ولم يقل الكيف معدوم او الكيف ممتنع ليدلك هذا على ان السلف ما كانوا ينفون كيفية صفات الله سبحانه وتعالى. انما كانوا ينفون علمهم بكيفية صفات الله سبحانه وتعالى. طيب لماذا الكيف بالنسبة لنا مجهول الجواب عن هذا ان ذلك راجع الى امرين اولا ما اراد المؤلف رحمه الله سوق هذا الاثر لاجله تحت قاعدة القول في الصفات كالقول في الذات وذلك اننا نجهل ذات الله سبحانه وتعالى لا نعلم كيفية ذات الله عز وجل فنحن بالتالي لا نعلم كيفية استواء الله سبحانه وتعالى. اذا جهلنا بكيفية الموصوف يستلزم جهلنا بكيفية الصفة انتبه لهذا جهلنا بكيفية الموصوف يستلزم جهلنا بكيفية الصفة وهذا ما سيتكلم عنه المؤلف والله بعد قليل الامر الاخر نحن لا نعلم كيفية استواء استواء الله سبحانه وتعالى لاجل ان الله عز وجل في ذاته وصفاته بالنسبة لنا غيب فلم نره حتى نعلم كيفية ذاته او كيفية صفاته تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا لم نره سبحانه وتعالى ولم نر مثيلا له تعالى الله عنان يكون له مثيل. ليس كمثله شيء ولم يأتنا خبر عنه سبحانه وتعالى بكيفية استوائه ما قال الله عز وجل الرحمن على العرش استوى على هيئة كيت وكيت او كنهي كذا وكذا ولا فسر هذا النبي صلى الله عليه وسلم لم يتلو قط صلى الله عليه وسلم هذه الاية ثم عقب عليها بقوله ان استواء الله عز وجل كيفيته كذا وكذا او انه ككيفية استواء المخلوق انما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي اوحي اليه ولم يبلغ كيفية هذا الذي اوحي اليه في هذه الاية. اذا لما كان الله عز وجل في ذاته غيبا لا نعلم كيفية ذاته فاننا بالتالي لن نعلم كيفية صفته التي هي الاستواء. وثانيا ان الله عز وجل بالنسبة لنا غيب في ذاته وفي صفاته لم نره ولم نر مثيلا له ولا جاءنا خبر عن كيفية استوائه سبحانه وتعالى وبالتالي كان الكيف مجهولا بالنسبة لنا ولا يمكن ان تعلم شيئا عن شيء حتى تسلك الى ذلك واحدا من هذه الطرق حتى تسلك واحدة من هذه الطرق. اما ان ترى الشيء او ترى مثيله او يأتيك عنه خبر. واذا انتفت هذه الامور فانه لا لك الى العلم تفصيل او بكيفية لهذا الشيء. اذا الكيف بالنسبة لنا غيب قال رحمه الله اه بالنسبة لنا غيب مجهول. قال رحمه الله والايمان به واجب الايمان باستواء الله عز وجل واجب اذا كان الله عز وجل قد اخبر عن نفسه انه استوى على العرش فلا يسع مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ان يتردد في تصديق ذلك الايمان بذلك واجب وهذا ينبني على قاعدة ذكرها المؤلف رحمه الله في افتتاح هذه الرسالة وهذه لابد ان تستحضرها دائما وهي ان باب الصفات يرجع الى باب الخبر والواجب في الخبر التصديق والتسليم اذا اذا كان الله عز وجل قد اخبر عن نفسه بانه موصوف بصفة واجب عليك يا عبد الله ان تصدق بذلك ومعلوم عندك ان عدم تصديق الله عز وجل في اية بل في كلمة من اية بل في حرف من اية كفر بالاجماع بين المسلمين اذا الايمان باستواء الله عز وجل واجب لا شك فيه قال والسؤال عن الكيفية بدعة نعم السؤال عن الكيفية كيفية استواء الله او كيفية نزوله او كيفية وجهه الى غير ذلك من صفات الله عز وجل لا شك انه بدعة لما قال المؤلف رحمه الله لانه سؤال عما لا يعلمه البشر ولا يمكنه الاجابة عنه لا يمكن للبشر ان يعلموا كيفية استواء الله سبحانه وتعالى وبالتالي كانت الاجابة عن هذا السؤال ممتنعة اذا هو سؤال فيه تكلف وتنطع والنبي صلى الله عليه وسلم يقول هلك المتنطعون وهو ايضا بدعة لان النبي صلى الله عليه وسلم ما سأل هذا السؤال ولان اصحابه رضي الله عنهم ما سألوا هذا السؤال فدل هذا على انه سؤال مبتدع سؤال مخترع وواجب ان يسعى الانسان ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الحق الذي لا مرية فيه ان البحث والتنقير في كيفية صفات الله سبحانه وتعالى بحث باطل خاطئ يجر الى ضلال بعيد ثم انه ايضا مناف للعقل فان العقل الذي يدعي المنقر عن الكيفية اتصاف نفسه به يدلك على انه غير ممكن لهذا العقل ان يبحث في هذا الموضوع البحث في كيفية الصفات بحث في شيء خارج عن سلطان العقل انت تريد منه ان يحكم في شيء خارج عن مملكته والعقل لا سبيل له الى ذلك العقل يسلم ان كل ما كان خارجا عن حدود المحسوس فلا يمكن الوصول فيه الى حكم بالعقل اذا العقل يدل على ان العقل لا سبيل له الى كيفية ادراك صفة الله سبحانه وتعالى اذا من الخطأ البين البحث والتنقير في هذا الامر سبحان الله العظيم كيف يبحث الانسان في كيفية ذات الله او كيفية صفة الله وهل هذا الا من غباء هذا الباحث قبل ان تبحث في هذا ابحث في شيء في داخل نفسك هل تدرك كيفية روحك التي بها حياتك وهي التي تعيش بها هل تدرك كيفية هذا الدماغ وهذا العقل كيف يعمل العلماء قاطبة عاجزون عن ادراك كل شيء في هذا الدماغ وهو بين ايديهم ويمكنهم ان يمسكوه ويحللوه ومع ذلك هم عاجزون عن ذلك دعك من هذا انظر الى اشياء كثيرة في هذا الكون الناس عاجزون عن ادراك كيفيتها عاجزون عن ادراك كيفية كثير من الاشياء التي يرونها في هذه العوالم ولذا في اثر المزني رحمه الله وقد اورده الذهبي في السير في قصة المزانية رحمه الله مع شيخه الشافعي حينما حك في صدره مسألة في التوحيد فاورد عليه الامام الشافعي رحمه الله سؤالا قال انظر الى هذا النجم الذي تراه هل تعلم كيفيته و مادته ووقت طلوعه ووقت غروبه قال لا قال اذا كنت تجهل ما تراه فكيف تروم ان تعلم ما لم تره اذا البحث عن كيفية صفة الله سبحانه وتعالى ضلال في العقل الناس يجهلون اشياء يرونها فكيف يطلبون علم ما لم يروا الناس يجهلون اشياء كثيرة مخلوقة هل يعلم احد هيئة الذرة علما جازما هذه الذرة التي كل العلوم العصرية قائمة على اه فهم هذا الموضوع وهو موضوع الذرة هل احد رأى الذرة التي هي العنصر الاصغر الذي تتكون منه الاشياء ما رأى احد من العلماء الذرة هل تعلم هذا فضلا عن ان يروا ما ما بداخلها. عندما يتكلمون يتكلمون عن نواة الذرة وعن الالكترون آآ ما ما ما عداه هل رأوا شيئا من هذا ما احد استطاع ان يرى هذه الذرة انما يتخيلون شيئا كيف عرفوا وجودها بمعرفة اثارها في معرفة اثارها الله عز وجل لم نره ولا نعلم كيفية ذاته ولا صفاته لكنه لكننا نعلم شيئا من اثار صفاته فانظر الى اثار رحمة الله فانظر الى اثار رحمة الله. اذا قد يكون لصفات الله عز وجل اثار فنستدل بهذه الاثار على ثبوت الصفة واذا استدلدنا بها على ثبوت الصفة فاننا سنستدل بها على ثبوت الموصوف فكيف اذا انضم الى هذا ما هو اعظم دلالة من دلالة الاثر وهو الخبر الصادق الذي بلغنا اياه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى الذي هو ليس على الغيب بضنين وليس على الغيب بظنين. صلى الله عليه وسلم اذا الخلاصة ان البحث في كيفية صفات الله سبحانه وتعالى؟ لا شك انه تكلف وتنطع وبدعة اذا هذا هو اثر الامام مالك رحمه الله وهو اثر كما ذكرت لك اثر عظيم بل انه قاعدة جامعة تنطوي على اصول وضوابط شتى على سبيل المثال هذا الاثر نستفيد منه امورا اذكرها على سبيل المثال اولا يستفاد من اثر الامام ما لك رحمه الله قاعدة القدر المشترك والقدر المميز اما القدر المشترك فاننا اه نفهمه من هذه القاعدة من قوله الاستواء معلوم. ما المعلوم المعنى اللغوي هذا هو القدر المشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق فالله عز وجل يستوي والمخلوق يستوي ثمة قدر مشترك مع ثبوت ماذا قدر مميز قدر فارق قدر مختص اين هذا في الاثر والكيف مجهول. كيفية اتصاف الله سبحانه وتعالى هذا هو القدر المختص بالله عز وجل وهذا لا سبيل الى العلم به والله عز وجل لا يحاط به آآ العلم سبحانه وتعالى ولا يحيطون به علم نستفيد قاعدة ثانية وهي قاعدة السلف في باب الصفات ومرت بنا فيما سبق من الدروس اثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف ما القاعدة اثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف. فنحن نثبت لله عز وجل قيام الصفة به ولا نثبت كيفية اتصاف الله عز وجل بهذه الصفة نستفيد من هذا ايضا قاعدة ثالثة وهي التي توارد عليها السلف رحمهم الله حينما يتكلمون عن صفات الله عز وجل فانهم يقولون الله عز وجل متصف بكذا بلا كيف متصف بكذا بلا كيف والمراد بهذا بلا معرفتنا بالكيف بلا كيف نعلمه واضح؟ وهذا كثير عن السلف رحمهم الله اذا تكلموا عن اثبات الصفات لله عز وجل نستفيد فائدة خامسة من هذا الاثر وهي ان القول في الصفات كالقول في الذات كما ان ذات الله سبحانه وتعالى مجهولة لنا فكذا صفة الله عز وجل مجهولة لنا جهلنا بالموصوف يستلزم جهلنا بالصفة نستفيد فائدة سادسة وهي رد تشنيع المعطلة على اهل السنة والجماعة رد تشنيع المعطلة على اهل السنة والجماعة فان اهل السنة فان اهل البدعة والتعطيل يزعمون ان اهل السنة والجماعة مشبهة حينما يثبتون لله عز وجل اتصافه بصفات حقيقية لا مجازية قائمة بالله سبحانه وتعالى هؤلاء يزعمون ان هذا تشبيه وبالتالي هم مشبهة وهم مجسمة ولا تكاد تخطئك كلماتهم في كتبهم في وصف اهل السنة والجماعة المجسمة واهل التشبيه واهل التجسيم حتى لو ان اهل السنة والجماعة بينوا حقيقة مذهبهم وانهم برءاء من ذلك وان اثباتهم للصفات اثبات وجود وان علمهم بالصفات لا يتجاوز علمهم باصل المعنى اللغوي ولو صرحوا بان كيفية اتصاف الله عز وجل بالنسبة لهم مجهولة ومع ذلك فانهم لا يقبلون ذلك اهل السنة يردون هذا التشنيع عليهم بمثل هذا الاثر عن الامام مالك رحمه الله وهذا يرجع الى هذه القاعدة التي نحن فيها وهي القول في الصفات كالقول في الذات اضرب لك مثلا على هذا الزمخشري في تفسيره وهو من ائمة اهل الاعتزال ذكر التشنيع على اهل السنة بالمعنى الذي ذكرته لك فقال قال بعضهم ولعل هاتين البيت ولعل هذين البيتين له لست ادري لكني اشك قال لجماعة سموا هواهم سنة وجماعة حمر لعمري موكفة حمر لعمر موكفة يعني حمير موقف عليها البردعة الايكاف يسمون انفسهم اهل سنة وجماعة وهم حمير قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى فتشبثوا بالبلكفة قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى فتشبثوا بالبلكفة هم مشبهة وممثلة لكنهم يتحاشون تشنيع العامة عليهم يردفون اثباتهم لهذا التشبيه بقولهم بلا كيف هنا رد اهل السنة والجماعة على هذا المعتزل وامثاله بهذه القاعدة وهي مستفادة من كلام مالك رحمه الله القول الصفات كالقول في الذات ولذا ردوا عليه اورد عليه بعضهم قائلا يا عائبا من جهله للبلكفة هي قولكم في الذات دع عنك الصفة والله ليس كمثله شيء وذا ما لست تنكره فدع عنك السفه يا عائبا من جهله للبلكفة هي قولكم في الذات دع عنك الصفة ماذا ستقول؟ ماذا تقول في ذات الله سبحانه وتعالى؟ اتثبت لله ذاتا سيقول نعم فنقول كيفها اذا سيقول اثبتها بلا كيف؟ اذا هذا هو قولنا والله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته اذا اهل السنة والجماعة اه يستدلون بهذه القاعدة وهي ان القول في الصفات كالقول في الذات على رد هذا الافك الذي يتفوه به المعطلة وقريب مما سمعت قول اخر في الرد على الزمخشري ومبلكف للذات طال تعجبي من شدة استنكاره للبلكفة ومبلكف للذات قال تعجبي من شدة استنكاره للبلكفة ان كنت تنكرها يعني البلكفة وهي كلمة منحوتة من بلا كيف ان كنت تنكرها فكيف ذاته ايضا وكل هي كالذوات مكيفة بل انت تثبتها يعني البلكفة بل انت تثبتها ولا تدري كما لم تدري قط من الحمير الموكفة ولقد هجوت وما دللت وانما ابدا تدل على الحمير العجرفة اذا اهل البدع يلجمون بهذه القاعدة وهي القول في الصفات كالقول في الذات ان كان اثبات الصفات تشبيها ها فاثبات الذات تكييف وان كان اثبات الذات ليس تشبيها فاثبات الصفات ليس تشبيها ان كان ولابد من ان يكون اثبات الصفة تشبيها لوجود هذه الصفات في المخلوقات فانه يلزمك يا هذا ان تقول ان اثبات الذات تشبيه لان هذه الذوات موجودة في المخلوقات وان قلت ان ذات الله عز وجل تليق به لا كذوات المخلوقين فان صفات الله سبحانه وتعالى تليق به لا كصفات المخلوقين اذا هذه قاعدة لا حيلة معها للمعطل هذه كالقاعدة الاخرى التي هي شقيقة لها لا حيلة للمعطل معها فهو بين خيارات ثلاثة اما ان يثبت الكل الذات وجميع الصفات واما ان ينفي الكل الذات وجميع الصفات وبالتالي تنكشف الاوراق ونصبح متكلمين مع انسان ملحد لا يثبت الله سبحانه وتعالى ذاتا وصفات واما ان يكون متناقضا وينبغي على العاقل ان يستحيي من التناقض هذا امر لا يليق بالعقلاء ان يثبت شيئا وينفي نظيره او ينفيها شيئا ويثبت نظيره. هذا تناقض قبيح. لا يليق بالعقلاء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك اذا قال كيف ينزل ربنا الى سماء الدنيا؟ قيل له كيف هو؟ فاذا قال انا لا اعلم كيفيته. قيل له ونحن لا نعلم كيفية نزوله. اذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف. وهو فرع له وتابع له فكيف تطالبني بالعلم بكيفية سمعه وبصره وتكليمه ونزوله واستوائه وانت لا تعلم كيفية ذاته. نعم هذا تطبيق القاعدة هذه المحاججة التي اوردها المؤلف رحمه الله هي التطبيق للقاعدة وكلام الامام مالك رحمه الله كان تمهيدا لها قال رحمه الله وكذلك اذا قال كيف ينزل ربنا الى سماء الدنيا قيل له كيف هو اذا كان يسأل عن كيفية الصفة فاننا نوجه له السؤال عن كيفية ذات الله عز وجل فاذا قال انا لا اعلم كيفيته قيل له ولا ونحن لا نعلم كيفية نزوله اذا قولنا في الصفة كقولك في الذات انت تثبت ذاتا ولا تثبت تكييفا للذات فنحن نثبت الصفات ولا نثبت تكييفا للصفات اذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف. يعني العلم بالموصوف لازم والعلم بالصفة ملزوم وعليه اذا انتفى اللازم انت فالملزوم اذا انتفى اللازم انتفى الملزوم قال وهو فرع له ماذا يريد بقوله وهو يريد ان العلم بكيفية الصفة فرع له فرع للعلم بكيفية الموصوف العلم بكيفية الصفة فرع عن العلم بكيفية الموصوف وتابع له كذلك. العلم بكيفية الصفة تابع للعلم بكيفية الموصوف فكيف تطالبني بالعلم بكيفية سمعه وبصره وتكليمه ونزوله واستوائه وانت لا تعلم كيفية ذاته هذا كلام يقبله كل عاقل دعنا الان من الكلام عن صفة الخالق دعنا نتكلم عن صفة المخلوق اليس قد ثبت في الصحيح ان جبريل عليه السلام له ستمائة جناح رآه النبي صلى الله عليه وسلم عليها وقد سد الافق لو قلت لك كيف تعمل اجنحة جبريل كيف تعمل اجنحة جبريل ستقول لي دعني اولا اعلم كيف هو جبريل وعفوا كيف ذات جبريل؟ دعني اعلم اتصور الجناح ثم بعد ذلك سلني عن الكيفية انا لا اتصور اصلا هذا الجناح فكيف تسألني عن كيفية عمله اليس كذلك دعني اقرب لك المسألة لو جئنا الى شخص يعيش في رأس جبل بعيد او في جزيرة مقطوعة ما رأى في حياته سيارة وصلنا اليه وسألناه سؤالا وقلنا اجب على هذا السؤال ونعطيك جائزة كيف تعمل السيارة اشرح لنا كيف تعمل السيارة ماذا سيقول ما هي السيارة اصلا اليس كذلك اذا العلم بالكيفية فرع عن العلم بالذات فاولا اذا كنت تريد ان تعلم كيفية الصفة عليك ان تعلم كيفية الموصوف هذا خروج عن حدود المعقول ان تطالبني بان اذكر لك كيفية الصفة وانا وانت نجهل كيفية ذات الله سبحانه وتعالى؟ الصفة تقوم بالموصوف. اذا اعلم اولا كيفية الموصوف ثم ينبني على هذا ان اعلمه كيفية الصفة وبالتالي متى كنت جاهلا بكيفية الموصوف فان جهلي بكيفية الصفة اولى اذا هذا الذي اراده المؤلف رحمه الله بقوله فكيف تطالبني بالعلم بكيفية سمعه وبصره وتكريمه ونزوله واستوائه وانت لا تعلم كيفية ذاته. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واذا كنت تقر بان له ذات حقيقة ثابتة في نفس الامر مستوجبة لصفات الكمال لا يماثلها شيء فسمعه وبصره وكلامه ونزوله طوله واستواءه ثابت في نفس الامر. ثابت في نفس الامر يعني ثابت حقيقة. لا شك في ذلك ولا ريب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثابت في نفس الامر وهو متصل بصفات الكمال التي لا يشابهه فيها سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم ونزولهم نعم اظن ان الكلام واضح عقب المؤلف رحمه الله على ما سبق في هذه المناظرة او هذه المحاججة مع هذا الذي يسأل عن كيفية صفة الله سبحانه وتعالى قال اذا كنت تقر بان له ذاتا حقيقة ثابتة في نفس الامر الله عز وجل لا يشك من عنده ايمان بانه موجود سبحانه وتعالى وبالتالي اذا كانت له ذات ثابتة في الحقيقة فان الصفات التي تقوم بهذه الذات وهي جميعا صفات كمال هي ايضا صفات حقيقية واذا كانت ذاته لا تماثل ذاتا فكذلك صفاته لا تماثل صفات قال مستوجبة لصفات الكمال لا يماثلها شيء فسمعه وبصره وكلامه ونزوله واستوائه ثابت في نفس الامر القول في الصفات كالقول في الذات وهو متصف بصفات الكمال التي لا يشابهها فيها سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم ونزولهم