بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفع وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية وهذا الكلام لازم لهم في العقليات وفي تأويل السمعيات فان من اثبت شيئا ونفى شيئا بالعقل اذا الزم فيما نفاه من الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة نظير ما يلزمه فيما اثبته وطولب بالفرق بين المحظور في هذا وهذا لم يجد بينهما فرقا ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض الذين يجيبون فيما نفوه اما بالتفويض واما التأويل المخالفة لمقتضى اللفظ قانون مستقيم فاذا قيل يا عبد الله ما انتهينا منها ما اخذنا المثل؟ لا لا نعم. اعد قال رحمه الله ولهذا لا يوجد لنفات بعض الصفات دون بعض الذين يجيبون فيما نفوه اما التفويض واما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ قانون مستقيم فاذا قيل لهم لم تأولتم هذا واقررتم هذا والسؤال فيهما واحد لم يكن لهم جواب صحيح فهذا تناقضهم في النفي وكذلك تناقضهم في الاثبات فان من تأول النصوص على معنى من المعاني التي يثبتها فانهم اذا صرفوا النص عن المعنى الذي هو مقتضاه الى معنى اخر لزمهم في المال المصروف اليه ما كان يلزمهم في المعنى المصروف عنه. فاذا قال قائل تأويل محبته الثواب فاذا قال قائل تأويل محبتي ورضاه وغضبه وسخطه وارادته للثواب والعقاب كان ما يلزمه في الارادة نظير ما يلزمه في الحب والمقت والرضا والسخط ولو فسر ذلك مفعولاته وهو ما يخلق وهو ما يخلقه من الثواب والعقاب فانه يلزمه فانه يلزمه في ذلك نظير ما فر منه. فان المعقول لابد ان يقوم اولا بالفاعل. والثواب والعقاب المفعول انما يكون على فعل ما يحبه ويرضاه. ويسخطه ويبغضه ويبغضه المثيب المعاقب فهم ان اثبتوا الفعل على مثل الوجه المعقول في الشاهد للعبد مثلوا وان اثبتوه على وان اثبتوه على خلاف ذلك فكذلك سائر الصفات. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا كن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الكلام من المؤلف رحمه الله عود منه الى قاعدة سابقة هي قاعدة القول في بعض الصفات كالقول في بعض فهو عاد في اخر كلامه عن الاصل الثاني الى التذكير بالاصل الاول وخلاصة ما ذكر المؤلف رحمه الله ان القوم اعني المتكلمين النفاة المعطلة ليس لهم قانون مستقيم وليس لهم ضابط صحيح فيما يصح تأويله وما لا يصح وقد ذكرت لك يا رعاك الله فيما مضى شيئا من هذا المعنى فان القوم ادعى بعضهم ان الضابط فيما يصح اثباته وما يصح تأويله هو العقل فما دل عليه العقل اثبتوه هكذا زعموا وما لم يدل عليه العقل نفوه بالتأويل. وتبين لنا ان هذا ليس مضطردا وانه منقوض عليهم وهكذا فيما زعموا من ان الضابط فيما يؤول وما لا يؤول هو ايهام التشبيه فما اوهم التشبيه اول وما لم يوهم التشبيه لا يؤول وتبين لنا ان هذا ايضا منقوظ من خلال ما اثبتوا هم انفسهم كذلك ما زعمه بعضهم من ان الضابط هو الاجماع فما اجمع على اثباته اثبت بلا تأويل وما لم ينعقد فيه الاجماع فانه يمكن ان يؤول وهذا ايضا منقود وذلك ان مما اثبته هؤلاء المتكلمون ما خالف فيه متكلمون اخرون فمثلا ممن نص على هذا الفارق اولئك الذين اثبتوا الصفات النفسية التي سموها صفات المعاني ومن ضمنها السمع والبصر اليس كذلك والسمع والبصر قد خالف فيه جمع كثير من المتكلمين من معتزلة وجهمية وغيرهم وها هنا انفصلوا عن هذا الايراد بقولهم الاجماع منعقد على اثبات هاتين الصفتين قبل مخالفة هؤلاء فلا عبرة بهذا الخلاف في قلب عليهم هذا الذي ذكروا فيقال والانعاء والاجماع منعقد قبل خلافكم على اثبات جميع الصفات لله سبحانه وتعالى اذا ليس هذا بالفارق المنضبط الصحيح ومما ذكروا ايضا ان الذي يؤول الصفات التي وردت فيها ادلة قليلة اما ما كثرت فيه الادلة فانه يمتنع تأويله هكذا نص بعضهم وهذا ايضا ينقلب عليهم فان مما نفوا واول ما ادلته اضعاف اضعاف ما اثبتوا فاذا كانوا يزعمون ان ادلة السمع والبصر في الكتاب والسنة كثيرة فاننا نقول وادلة العلو اكثر منها بكثير فما بال صفة العلو مؤولة وما بال صفة السمع والبصر مثبتة اذا الخلاصة انه لا يستقيم لهؤلاء المؤولة ضابط فارق بينما يصح اثباته وما لا يصح وقلت لك واعيد القول ان باب الصفات اما ان يكون المتكلم فيه مثبتا لجميع الصفات واما ان يكون نافيا لجميع الصفات واما ان يكون متناقضا مضطربا لا يمكن ان تخلو الاحوال من هذه الامور الثلاثة ومن كان يحترم عقله ينبغي عليه ان ينأى بنفسه عن التناقض والمؤلف رحمه الله ذكرنا بما سبق بيانه من ان القول في بعض الصفات كالقول في بعض وان هذا يتجه الى امرين الاول فيما نفوا والثاني فيما اثبتوا بمعنى ان القول في بعض الصفات كالقول في بعض يتوجه اليهم في شأن الصفات التي اولوها فاذا كانوا فروا من شيء في بعض الصفات فان هذا الذي فروا منه لازم لهم في الشيء الذي اثبتوا هذا في باب النفي على ما ذكر المؤلف. واما في باب الاثبات فالقول في بعض الصفات كالقول في بعض بمعنى انهم اذا كانوا يأولون بعض الصفات باشياء هي عندهم راجعة الى الصفات فانه يلزمهم في المعنى الذي اول اليه نظير ما فروا منه. فهذا في جانب الاثبات كما قلنا انهم اذا كانوا يفرون من اثبات صفة المحبة لله سبحانه وتعالى لانها مقتضية للتشبيه فاننا نقول لهم واثبات السمع والبصر يقتضي التشبيه واثبات الحياة والعلم يقتضي التشبيه. وهكذا في كل ما اثبتوا. هذا في جانب النفي وفي جانب الاثبات اذا كانت صفة المحبة في زعمهم تقتضي التشبيه فانهم اولوها الى معنى ارادة الانعام. اليس كذلك؟ فاننا نقول هذا المعنى الذي اثبتتموه يلزمكم فيه نظير المعنى الذي فررتم منه. فاذا كانت المحبة مقتضية للتشبيه فالارادة مقتضية للتشبيه ولا بد اذا كل معنى فروا منه يلزمهم نظيره فيما اثبتوا وما اولوا اليه. وهكذا الامر اذا اولوا الى مفعولات ليس التأويل الذي يذكرون راجعا الى صفة لان القوم اما ان يؤولوا صفة بصفة يعيد صفة الى معنى صفة اخرى كالمحبة يؤولها الى الارادة او يؤولون صفات الى معنى الفعل في الجملة لله سبحانه وتعالى او يأولون الصفة بمعنى مفعول مخلوق منفصل عن الله سبحانه وتعالى. وهذا كما مثل المؤلف رحمه الله قال ولو فسر ذلك بمفعولاته وهو ما يخلقه من الثواب والعقاب فانه يلزمهم ذلك يلزمهم فانه يلزمه وفي ذلك نظير ما فر منه. انا اريد ان اقف ها هنا وقفة وهي تلحظ يا رعاك الله في منهج المتكلمين في التعامل مع نصوص الصفات انها عندهم بمثابة الصائل الذي يدفع باي وسيلة يعني هذه المعاني التي تؤولون اليها حينما تقولون هذه الصفة ليست على ظاهرها انما المراد كذا وكذا هل عندكم دليل عليه الجواب انه لا دليل عندهم بدليل انهم يذكرون اشياء مجرد عن الدليل هذا واحد. ثانيا انهم يختلفون فيما يؤولون. او فيما يؤولون اليه. فبعضهم يقول نؤول الصفة بكذا واخرون يقولون نأولها بكذا. ويأتي ثالث فيقول وانا اؤولها بكذا. وتلحظ ان بعضهم لا يرد على بعض لا ينتهض احدهم غيرة على كتاب الله عز وجل فيقول انتم تعبثون. كيف تؤولون هذه الكلمة بكذا؟ والواجب ان تؤولوها بكذا انتم محرفون لكتاب الله تقولون على الله بغير علم اتجد هذا المسلك عندهم؟ الجواب؟ لا هذا دليل بين على انهم انما يتكلمون عن تخرص وبالتالي لا ينكر بعضهم على بعض مع ان المعاني التي تذكر مختلفة ولا يمكن ان تكون جميعا حقا ان كان الحق في التأويل فالتأويل الحق في واحد من هذه المعاني اوليس فيها. اذا لابد ان نطلبه بدليله. لكن لا تجد عند انما يقولون نحن نأوله بكذا ولو اوله اخرون بكذا وكذا فلا اشكال عندنا المهم ان نصرف النص عن ظاهره. ندفع في صدره باي وسيلة ولا يهم بعد ذلك هل دفعنا ذلك بحق او بباطل؟ ليس بمهم. هذا اولا. ثانيا انك تجد انهم مثلا يأتون الى بعض الصفات فيؤولونها بمفعول لله كما ذكر المؤلف رحمه الله حينما يؤولون نصوص المحبة بالثواب نفسه يؤولون ان الله يحب بان هذا هو الثواب المحبة هي الثواب الجواب ان هذا لا يستقيم في كثير من النصوص مهما قلتم ومهما تنزلنا معكم ومهما تسامحنا معكم هذا الذي تقولون خارج عن حدود اللغة وعن حدود العقل. كيف يمكن ان تؤول الصفة بمفعول مخلوق في نحو قوله تعالى يحبهم ويحبونه كيف تقول ان يحبهم هذه الصفة التي هي فعل يضاف الى الله عز وجل يحبهم اليس فعلا؟ كيف ينقلب هذا الفعل المضاف الى الله عز وجل مفعولا مخلوقا هل يمكن ان يتأتى هذا لا يمكن ان يتأتى هذا هذا امر ثاني ثالثا سلمنا جدلا وكيف ما اتفق كان الذي ذكرتم حقا اغمضنا اعيننا والغينا عقولنا وقلنا بما قلتم والسؤال الان كيف تفرون من شبهة التشبيه فانها لا تزال تلاحقكم انه صوت مشرع عليكم لا انفكاك لكم عنه وذلك انكم اذا اولتم الصفة بمفعول مخلوق فالعقلاء متفقون على ان المفعول لابد له من فعل اليس كذلك؟ المفعول اثر من فاعل اليس كذلك اثر من مؤثر هو الذي قام بالفعل اليس كذلك؟ ولا يمكن ان يكون ثمة مفعول بلا فاعل اليس كذلك؟ لا يمكن ان يكون ثمة مصنوع بلا صانع لا يمكن ان يكون ثمة مخلوق بلا خالق اذا اذا كان معنى الصفة المؤولة التي لا ترغبون في اثباتها او لم توافق هواكم مؤولة الى مفعول منفصل عن الله عز وجل فاننا نقول ان هذا المفعول نتج عن فعل قام بالله سبحانه وتعالى لانكم تقولون هو مفعول له. اذا من الذي فعل الله ونحن لا نعقل فاعلا الا وهو مخلوق اذا اثباتكم المفعول يقتضي اثبات الفعل واثبات الفعل يستلزم التشبيه اذا انتم لا تزالون تدورون في فلك التشويه اي معنى تذهبون اليه فان اشكال التشبيه يلاحقكم فيه في اي طريق تذهبون في اي سبيل تسلكون التشبيه يلاحقكم حتى لو اولتم بماذا بمفعول منفصل عن الله وحتى لو كان هذا لا يتوافق مع اللغة العربية وحتى لو سلمنا بان اللغة العربية اصبحت نهبا لكم تتلاعبون فيها كما تشاؤون. حتى على هذا الفرض فان هذا التأويل لا يستقيم وهذا الذي بينه المؤلف رحمه الله في هذه المسألة والخلاصة ان القوم بين اثبات لجميع الصفات او ان ينفوا جميع الصفات عن الله عز وجل فيفتضح ويكونون صرحاء فيريحون ويستريحون وبالتالي يكونون من جنس الملاحدة والقرامطة الذين لا يثبتون لله عز وجل صفة ثبوتية وبالتالي نتناقش معهم نقاشنا مع الملاحدة لا مع الذين يثبتون صفات الله سبحانه وتعالى او حتى يثبتون وجوده لانه اذا كان لا صفة له فانه لا وجود له الذي ليس له اي صفة هو المعدوم الاحتمال الثالث وهو الذي ينطبق عليهم مع الاسف الشديد فهو كونهم قوما متناقضين والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل واما المثلان المضروبان فان الله سبحانه وتعالى اخبرنا عن ما في الجنة من المخلوقات من اصناف المطاعم والمشارب والملابس والمناكح والمساكن فاخبرنا ان فيها لبنا وعسلا وخمرا وماء ولحما وفاكهة وحريرا وذهبا وفضة وحورا وقصورا وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا شيء مما في الجنة الا الاسماء. فاذا كانت تلك الحقائق التي اخبر الله عنها هي موافقة في اسماء للحقائق الموجودة في الدنيا وليست مماثلة لها بل بينهما من التباين ما لا يعلمه الا الله تعالى فالخالق سبحانه وتعالى اعظم مباينة للمخلوقات؟ بمباينة المخلوق للمخلوق ومباينته لمخلوقات اعظم من مباينة موجود الاخرة لموجود الدنيا اذ المخلوق اقرب الى المخلوق الموافق له في الاسم من الخالق الى المخلوق. وهذا بين واضح. احسنت انتقل المؤلف رحمه الله بعد ذلك الى ذكر المثلين المضروبين الذين يؤكدان ويوضحان ويبينان ما سبق بيانه من منهج اهل السنة والجماعة في باب الصفات مر معنا يا رعاكم الله ان منهج اهل السنة والجماعة قائم على اثبات الصفات التي جاءت في الكتاب والسنة لله سبحانه وتعالى مع العلم بمعناها ومع نفي التكييف عنها وبهذا تخلصوا من مذاهب الممثلة المكيفة ومن مذاهب المؤولة والمفوضة وهذا راجع عندهم الى القاعدة التي علمنا آآ معناها والادلة عليها وهي من اهم القواعد في باب الاسماء والصفات وهي قاعدة القدر المشترك والقدر المميز اراد المؤلف رحمه الله ان يزيد الامر بيانا من خلال هذين المثلين المضروبين المثل الاول الجنة وما فيها من النعيم. اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها. والمثل الثاني الروح ما قيل في الجنة خبير انت يا رعاك الله بانه ينسحب ايضا على ما قيل في النار وما فيها عافاني الله واياكم منها اراد المؤلف رحمه الله ان يبين ها هنا انه اذا كان العلم بالمعنى في المخلوق مع جهل الكيفية ممكنا بل ان يكون هذا في حق الخالق اولى اعيد هذا المثل الذي ضربه المؤلف رحمه الله اراد به ان يعلمنا وان يبين لنا ان الشيئة يمكن ان يكون معلوم المعنى مجهول الكيفية مع كونه مخلوقا فكيف في حقي الخالق هذا من باب اولى ان يكون معلوم المعنى وان تكون الكيفية ماذا وان تكون الكيفية مجهولة و بين مراده رحمه الله بان الله سبحانه وتعالى وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم قد بين لنا ان في الجنة حورا وقصورا وذهبا وفضة وفواكه ورمانا ونخلا وماء ولبنا وعسلا وخمرا واشياء من هذا القبيل كثيرة هذه التي ذكر الله سبحانه وتعالى معلومة لنا من وجه مجهولة لنا من وجه اخر معلومة من حيث الاسم يعني معلومة من حيث المعنى الكلي معلومة من حيث معرفتنا بالقدر المشترك وهي من جهة اخرى مجهولة مجهولة الكيفية مجهولة الحقيقة مجهولة الكنه وهذا هو القدر المميز فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان ما في الجنة من النعيم بينه وبين ما في الدنيا من النعيم مشابهة ومشاكلة ومناسبة من بعض الوجوه ولاجل هذه المشابهة التي علمناها فهم الخطاب واحببنا ما ذكر الله عز وجل وتشوقنا الى الجنة وما فيها من خلال ماذا من خلال هذه المشابهة من بعض الوجوه بينما في الجنة وما في الدنيا وهذا الذي اسميناه القدر المشترك فهم الخطاب واحببنا وتشوقنا وفي مقابل هذا تم تبون شاسع بينما في الدنيا وما في الجنة بل المخالفة او اوجه المخالفة بينما في الجنة وما في الدنيا اكبر من اوجه الموافقة وهذا الذي اراد ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كما اورد المؤلف رحمه الله قال ليس في الدنيا شيء مما في الجنة الا الاسماء وهذا اثر ثابت عنه رحمه الله اثبته شيخ الاسلام عليه رحمة الله كما في الحموية وجود اسناده المنذري ورواه باسناده ابن حزم في الفصل وقال هذا في غاية الصحة هذا اسناد في غاية الصحة والاثر خرجه جماعة كابن جرير وابي نعيم في صفة الجنة وبيهقي في البعث والنشور غيرهم من اهل العلم. المقصود ان هذا الاثر يقول فيه ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا شيء مما في الجنة الا الاسماء وفي بعض الروايات في بعض مصادر تخريج هذا الاثر ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء. والمعنى على كل حال واحد مراده رحمه الله ان ثمة اشتراكا بين ما في الدنيا وما في الاخرة وهو في التسمية او في المعنى العام وهذا الذي ذكرنا انه القدر المشترك مع ثبوت ماذا بوني شاسع وكبير بين هذا وهذا تأمل يا رعاك الله في قوله تعالى مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين. وانهار من عسل مصفى ذكر الله عز وجل اربعة اصناف من النعيم في الجنة. اسأل الله ان ينيلنا هذا الفضل بمنه وكرمه ورحمته اقول هذه الاية اشتملت على بيان هذه القاعدة وهي معرفة القدر المشترك والقدر المميز معا فان الله عز وجل لما ذكر لنا هذه الاية والقرآن قد انزله بلسان عربي مبين ليعقل انا جعلناه قرآنا عربيا لم لعلكم تعقلون اذا نحن من خلال لغة العرب ومن خلال الملكة التي اعطانا الله سبحانه وتعالى فعرفنا ما غاب عنا او شيئا مما غاب عنا بما علمنا وهو ما اسميناه ملكة معرفة القدر المشترك فهمنا معنى او شيئا ما عن لبن وماء وخمر وعسل. اليس كذلك بمعنى قد قام في العقل شيء من المعنى من خلال فهمنا لكلمة لبن وانه شيء يشرب وان له لذة تدركها النفوس اليس كذلك وان اللبن ليس شيئا يؤكل وليس شيئا يلبس وان هناك فرقا بين اللبن والحور العين اليس كذلك؟ وان هناك فرقا بين اللبن وبين الشجر وبين اللحم اليس كذلك؟ اذا هذا القدر المشترك فهمنا به شيئا من المعنى وفرقنا بين اللبن والماء والعسل والخمر. العقل يدرك ذلك ولا احد يستطيع ان يدفع عن نفسه هذا التفريق هذا كله من خلال معرفته القدر المشترك ومع ذلك نحن نجزم ونقطع بان هذه التي ذكر الله لنا من اصناف النعيم بينها وبين ما في الدنيا بون شاسع ومن ذلك ان الماء الذي في الجنة غير اس ونحن نعقل ان الماء في الدنيا لو مكث مدة صار اسنا قل مثل هذا في اللبن لو ترك فترة في الدنيا تغير طعمه اما في الجنة فلا يمكن ان يتغير طعمه قل مثل هذا في الخمر التي يلتذ بها شاربها فانها في الدنيا تزيل العقول اما في الاخرة يلتد بها صاحبها دون ازالة للعقل قل مثل هذا في العسل نحن نعلم ان العسل في الدنيا انما يكون في بيوت النحل مخالطا للشمع. اما في الاخرة فانه ماذا يكون عسلا مصفى. هذا قدر يسير يمكن ان نفهمه وثمة اشياء اخرى اذا كان الطعم مع الطعم والشجرة من جنس واحد في الدنيا مختلفة ارأيت ثمرة النخل هل هي واحدة في المكان الواحد في المدينة توجد انواع من النخيل وكل ثمرة ونوع يختلف عن الاخر ولو قارنت النخيل الموجود هنا بنخيل بعيد في مكان اخر لوجدت ان المعنى لوجدت ان الطعم ماذا مختلف اذا كان هذا في الدنيا والشجرة من جنس واحد فكيف فكيف بما يكون في الاخرة ثمة بون شاسع ثمة قدر كبير من الفرق مع ثبوت ماذا قدر مشترك لماذا القدر المشترك ثابت الجواب لامرين اولا لان هذا الذي اخبرنا الله عز وجل به عن نعيم الجنة كان بلسان عربي ليعقل ومن خلال ذلك فهمنا هذا القدر المشترك وما قال الله عز وجل لنا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته الا ما تعلق بنعيم الجنة فقال الله هذا؟ حاشى وكلا. اذا هذا مما يمكن ان يعلم من خلال لغة العرب. والامر الاخر انه لو كانت هذه الكلمات لا معنى لها كان ايرادها لغوا ومنافيا للحكمة اما كونه لغوا في انه لا يستفاد من هذا شيء اليس كذلك؟ ما الفائدة؟ ان نعلم هذه الكلمات لبن عسل لحم لحم ولحم طير مما يشتهون ونحن لا نفهم من هذه الكلمات الا مثل ما نفهم من الطلاسم ونحن لا نفهم من الطلاسم شيئا. اذا لن نفهم من هذه الكلمات شيئا اذا هذا لا فائدة منه ثم انه مناف للحكمة معلوم عند كل احد عند العالم وعند الجاهل ان الله سبحانه وتعالى انما اخبرنا بما اخبرنا به من نعيم الجنة لاجل ان نتشوق اليها ونسعى لها سعيها اليس كذلك فاي فائدة واي حكمة ترجى واي نشاط وشوق سيكون من كلمات مجهولة ما نفهم منها شيئا ولا يقوم بالعقل ولا بالنفس من المعنى شيء هل نتشوق الى شيء من هذا؟ هل نحبه؟ هل نسعى اليه؟ الجواب؟ لا وبالتالي كان هذا منافيا للحكمة. اذا نحن نقطع بان هذه كلمات التي بين الله سبحانه وتعالى لها معنى وهذا المعنى ماذا مدرك ولذلك ينوع الله سبحانه وتعالى في ذكر ذلك ويقرب المعنى الى اذاننا وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كامثال اللؤلؤ المكنون انظر الى هذا الوصف الذي يشوق الى نيل هذا النعيم اليس كذلك؟ اذا هذه الكلمات معلومة المعنى وان كانت الحقيقة ماذا مختلفة عما في الدنيا بينما في الدنيا والاخرة قدر فارق قدر مختص بل اوجه المخالفة اعظم من اوجه الموافقة امكن ذلك ولم يكن مستحيلا كما يزعمه المعطلة هذا والمخلوق قريب من المخلوق المخلوق يشترك مع المخلوق في كونه ماذا مخلوقا فكيف يستبعد هذا ويقال ان اثبات الصفات يلغى معه القدر المميز ان اثبتنا الصفات اصبح الامر ماذا قدرا مشتركا فقط ولا يوجد شيء من القدر المميز المختص كيف يقال هذا ونحن ادركنا القدر الفارق بين مخلوق ومخلوق فكيف بين مخلوق وخالق اذا هذا مثال ضربه المؤلف رحمه الله وقد احسن رحمة الله تعالى عليه فيما اورد وقل مثل هذا في عذاب النار نسأل الله السلامة والعافية لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل لما اخبر الله بهذا ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقوه سبحان الله هل يخوفنا الله عز وجل من شيء معناه مجهول بالنسبة لنا؟ اي تخويف هذا لا يمكن ان يحصل التخويف الا من معنى مدرك ولو في الجملة اليس كذلك فلما اخبر الله عز وجل بهذا النوع من العذاب خاف العباد وكان هذا الخوف سببا في طاعة الله وسببا في ترك معصية الله سبحانه وتعالى اذا الخلاصة ان هذا المثل يرد به على ثلاث طوائف اولا الممثلة الذين يزعمون ان اثبات الصفات لله سبحانه وتعالى يقتضي ولا بد مماثلة صفات الله لصفات المخلوقين اذا كان هذا غير وارد في مخلوق مع مخلوق فكيف بمخلوق مع خالق وهذا بين ولله الحمد القدر المشترك اثباته لم يلغ اثبات القدر المميز الفارق اليس كذلك فالامران ثابتان ولذلك الله سبحانه وتعالى بين لنا انواعا من النعيم الذي يكون في الجنة مع ذلك الله سبحانه وتعالى اخبرنا بقوله فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين لاحظ كيف ان هذه الاية فيها اثبات القدر المميز مع علمنا بمعنى لبن وحور وقصور وذهب وفضة قال فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين هذا دليل على القدر المختص اولا من جهة ان ثمة اشياء ما اخبرنا الله عنها هناك انواع من النعيم ما ندري عنها وما اخبر الله عز وجل به مما ادركنا معناه حقيقته مختلفة عما هي في الدنيا فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين فثمة لبن طعمه في غاية اللذة ليس كالذي في الدنيا وثمة خمر طعمها في غاية اللذة ليس كالذي في الدنيا وقس على هذا اذا هذا دليل على ثبوت ماذا القدر المميز المختص الفارق وقل مثل هذا فيما ثبت في الصحيحين من الحديث القدسي وهو قول الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين. ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. هذا المعنى الذي قام في عقلك ونفسك من معرفتك القدر المشترك بينما في الدنيا وما في الاخرة اعلم انه ليس هو المراد من جهة الكنه والكيف والحقيقة لا الامر ارفع من ذلك بكثير شيء لا يمكن ان تتصوره مستحيل ان تتصور حقيقة اللذة التي ينالها متناول تلك الاشياء لاننا ما جربناها ولا رأينا مثيلا لها. اليس كذلك وبالتالي فثمة اشياء لا تخطر على قلبك ولا يمكن ان تتصورها بعقلك اذا هذا فيه رد على الممثلة وفيه ايضا رد على المؤولة الذين اساس تأويلهم ظنهم ان اثبات الصفات لله سبحانه وتعالى يقتضي التشبيه لانهم يقولون ان الصفات لا تقوم الا بجسم وكل جسم فهو حادث والله منزه عنه الحدوث اذا يتنزه عن عن الصفات هكذا يزعمون وكلا المقدمتين باطل كما تبين لنا سابقا وسيأتي الكلام عن ذلك ان شاء الله المقصود ان يقال انتم تقرون يا معشر المؤولة بثبوت القدر المشترك والقدر الفارق بين مخلوق ومخلوق وهو ما بين المخلوق في الدنيا والمذكور عن الجنة اليس كذلك؟ هم يسلمون معنى بان العقل يدرك شيئا من معنى كلمة خمر ولبن وحور وقصور وذهب وفضة هم معنا في هذا ومع ذلك يسلمون بثبوت ها قدر مميز فارق فاذا كان هذا بين مخلوق ومخلوق فلا ان يكون بين مخلوق وخالق من باب اولى. اذا اساس شبهتهم باطل وهو ان اثبات الصفات يقتضي التشبيه لاننا نقول الذي يثبت لله عز وجل من الصفات شيء يليق به ليس كالذي يثبت للمخلوقين وقل مثل هذا ثالثا في ان هذا المثل يرد به على المفوضة وذلك من جهتين اولا من الوجه الذي اه بينا به الرد على المؤولة لان اساس الشبهة عند المؤولة والمفوضة واحد كلهم يزعمون ان اثبات الصفة يقتضي التشبيه لكن هؤلاء فرعوا على هذا التأويل وهؤلاء فرعوا على هذا التفويض الشيء الاخر ان القوم اعني المفوضة يسلمون بمعرفة المعنى وان الكنه والحقيقة مجهولة فيقال لهم الباب باب واحد والذي اخبر باللبن والماء والخمر والفاكهة هو الذي اخبره بالاستواء الوجه واليد والمحبة ما بالكم تثبتون هذا ولا تثبتون هذا دعني اقرب لك ما اريد ارأيت يا رعاك الله لو انه قيل لنا ان في الجنة هرطق نوب وسرجل كال ونندر باء هذه ليست اسماء للجن والشياطين هذه حروف انا ركبتها هكذا من عندي لا معنى لها في الجنة هذه الاشياء التي ذكرتم التي ذكرت لكم فاحبوا الجنة وتشوقوا لنعيمها واسعوا لنيل هذا النعيم الذي ذكرتم. الذي ذكرته لكم ما رأيكم؟ احد تحرك منه شيء ها هرطق نوب هذا كلام ما له معنى بالتالي لم يؤثر فينا شيئا اليس كذلك لكن اين هذا من قول الله عز وجل مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اسد الى اخر ما ذكر الله هل يستويان والله لا يستويان اذا دعونا ننتقل الى الامر الاخر الذي نحن بصدد البحث فيه وهو باب الصفات لو قيل لنا ان خالقكم وربكم ومعبودكم ومألوهكم متصف بصفات هي من جنس هذه الكلمات التي ذكرتها لكم فاحبوه وخافوه وارجوه وتوكلوا عليه والصفات هي تلك الكلمات التي ذكرتها هرطق نوب واشياء من هذا القبيل هل تتأتى هذه العبوديات منا نحبه لانه متصف بهذه الصفات ونخافه لانه متصف بهذه الصفة هل هذا يتأتى يا جماعة عند المفوضة لا فرق عند المفوضة لا فرق بين الاستواء والوجه الموصوف بالجلال والاكرام وعلو الله سبحانه وكونه يغضب وكونه يبغض وكونه يحب وكونه ينتقم مع هذه الكلمات كما انك لا تفهم من هذه شيء كذلك لا نفهم من هذه شيء هذا هو خلاصة مذهب المفوضة الله اخبرنا عن نفسه بكلمات لا يمكن ولا سبيل الى العلم بمعناها لها معنى اختص الله عز وجل بعلمه كما لو قلنا في مثل هذه الكلمات هذه لها معاني ولكن الله عز وجل مختص بها كيف كيف يمكن ان نعبد الله سبحانه وتعالى لو كان الامر كما ذكروا ليس هذا من اعظم المشقة ومن تكليف ما لا يطاق بلى والله اذا هذه هي خلاصة مذهب المفوضة وهذا شيء يقرب لك المعنى الباب باب واحد مر بنا يا رعاك الله ان القول في بعض الصفات كالقول في في بعض ومر بنا قاعدة ثانية القول في الصفات كالقول في الذات ومر بنا اثناء الكلام عن الاصل الاول قاعدة ثالثة وهي القول في الصفات كالقول في الاسماء واقول الان القول في الصفات كالقول في اليوم الاخر من اي جهة من جهة معينة وهي الكل باب غيبي والكل واجب التسليم به والكل يمتنع تأويله والكل ثبت فيه ادراك قدر مشترك ها وقدر مميز فارق هذه خلاصة هذا المثل الذي ذكره المؤلف رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا افترق الناس في هذا المقام ثلاث فرق فالسلف المقام حتى تفهم كلام المؤلف المقام يعني فيما يثبت آآ من هذه النصوص فيما يتعلق باليوم الاخر وفي الصفات ماذا نفعل في نصوص الصفات ونصوص اليوم الاخر في هذين افترق الناس الى ثلاث طرائق نعم اعد احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا افترق الناس في هذا المقام ثلاث فرق فالسلف والائمة واتباعهم امنوا بما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر. مع علمهم بالمباينة التي بينما في الدنيا وبينما في الاخرة وان مباينة الله لخلقه اعظم اذا. الخلاصة ان اهل السنة والجماعة اثبتوا القدر المشترك والقدر المميز فهموا المعنى وجهلوا الكيفية فيما يتعلق بباب الصفات وفيما يتعلق بباب اليوم الاخر سواء تعلق نصوص اليوم الاخر بالجنة او بالنار او بما يكون في عرصات القيامة او بما يكون في البرزخ كل ذلك الباب فيه واحد. اثبتنا ها قدرا مشتركا بين ما في الدنيا وما في الاخرة واثبتنا ايضا قدرا مميزا فارقا مختصا احسن الله اليكم قال رحمه الله والفريق الثاني الذين اثبتوا ما اخبر الله به في الاخرة من الثواب والعقاب ونفوا كثيرا مما اخبروا مما اخبر به من الصفات مثل طوائف مثل طوائف من اهل الكلام المعتزلة ومن وافقهم. في بعض نسخ الكتاب مثل طوائف من اهل من اهل الكلام او من اهل كلام ومن وافقهم المقصود ان هؤلاء كانوا بهذا المسلك متناقضين ما يتعلق بمباحث اليوم الاخر في الجملة اقول في الجملة والا ليس كل المتكلمين على درجة واحدة في اثبات ما يتعلق باليوم الاخر لكن اولئك الذين هم اقرب الينا من غيرهم هؤلاء في الجملة يوافقون مخالفاتهم يسيرة ودقيقة جدا في مباحث اليوم الاخر بخلاف من هو ابعد كالمعتزلة ومن هم ابعد وابعد وهم الجهمية فالخلاف بيننا وبينهم في مباحث اليوم الاخر اكثر لكن لا شك ان الخلاف بين طوائف المتكلمين مع اهل السنة في مباحث الصفات اشد اذا في الجملة دعونا نسلم بان المتكلمين اثبتوا ما يتعلق باليوم الاخر دون تأويل اثبتوا فيها قدرا مشتركا وقدرا مميزا سلموا اذعنوا حملوا النصوص على الظاهر تجنبوا وتحاشوا مسلك التأويل في ماذا في مسلك او في باب اليوم الاخر لكنه مع الاسف الشديد ما فعلوا هذا في باب الصفات مع ان الباب باب واحد الكل كما قلت لك باب خبري يجب فيه التصديق الكل باب غيبي يجب فيه الايمان والتسليم الكل يجب حمله على الظاهر ويمتنع تأويله. الكل ثبت فيه قدر مشترك وقدر مميز. قدر مميز. القول في الصفات كالقول في اليوم الاخر كله واجب اثباته وكله واجب الايمان به وكله يجب حمله على الظاهر لكن القوم تناقضوا واضطربوا ولذا اذا اتوا الى باب اليوم الاخر قالوا هذا الباب من السمعيات واذا اتوا الى باب الصفات قالوا هذا الباب من العقليات عجيب والله اليس كله قد جاء في الكتاب والسنة اليس كله مما اخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فما بالكم تفرقون باب العقليات المرجع فيه الى العقل باب السمعيات المرجع فيه الى الى السمع ولد اذا جاؤوا الى الوزن مثلا كثير منهم اعني المتكلمين يثبت ان الذي يوزن في الميزان هو الاعمال مع اننا يمكن ان نورد عليهم ما اورده بعض اهل البدع من ان الاعمال اعراض هذا واحد وثانيا قد انتهت في الدنيا فكيف توزن في الاخرة لو اننا جعلنا المقياس واحدا لو اننا اثبتنا قدرا مشتركا دون قدر مميز. لو قلنا ان ما في الاخرة هو على الحقيقة التي عليها امور الدنيا لقلنا ان هذا ماذا فغير ممكن هكذا يقولون مع ان هذا اصلا لا يسلم الان يمكن بعض الاعراض ان تقاس الحرارة يمكن ان تقاس يمكن ان تقاس طيب لكن ساتكلم بلساني المخالفين الذين يوجهون هذا الكلام الى ابناء عمومتهم الذين يسلكون في الجملة مسلك التأويل تعالوا كيف تفعلون هذا كيف تثبتون ان اعمالا توزن وهي اعراض اذا لابد ان تقولوا بغير هذا اولوا او قولوا بان الذي يوزن هو الصحف وهذا قول قال به من اهل السنة من قال لكن المقصود انني اوجه هذا الكلام على لسانهم الى هؤلاء المتكلمين هنا الذين قالوا من المتكلمين ان الذي يثبت ان الذي يوزن في الميزان هو الاعمال يقولون لا هذا باب سمعي وهذه مسألة راجعة الى باب السمعيات فالمرجع فيها الى السمع الى النقل نسلم بالنقل ولا نحكم عقولنا المحدودة القاصرة بهذا الباب انظر كيف اصبحوا سلفيين حقيقة انا الحظ في منهجهم ما قاله بعض الفضلاء عنهم انهم اذا الجئوا احيانا يصبحوا سلفيين يقولون هذا النص هكذا جاء الاثر يجب ان نقف عند كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قل انتم اعلم ام الله وجدت هذا عند بعضهم حينما اورد عليهم باثبات السمع والبصر لله عز وجل يقولون هكذا جاء النص انتم اعلم ام الله وما احسن هذا الكلام لكن ليتهم طردوه ليتهم التزموا به اليس كذلك اذا المقصود يرعاكم الله ان القوم متناقضون يقولون في باب اليوم الاخر باثبات هذه النصوص على ظاهرها دون تأويل وادراك القدر المشترك والقدر المميز دون اي اشكال لكنهم مع الاسف اذا جاءوا الى باب الصفات واخص بالذكر الصفات الفعلية لله سبحانه وتعالى او الصفات الذاتية الخبرية هذه لا يطيقون اثباتها. هنا حكموا العقل وهنا اداهم عقلهم المزعوم الى نفي هذه الصفات عن الله سبحانه وتعالى فوقعوا في التعطيل واعود فاقول هم متناقضون. الباب باب واحد اما ان تؤولوا الكل او ان تثبتوا الكل او انكم تبقون متناقضين وينبغي ان تربأوا بانفسكم عن مسلك التناقض. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والفريق الثالث نفوا هذا وهذا كالقرامطة الباطنية والفلاسفة اتباع المشائين ونحوهم من الملاحدة الذين ينكرون حقائق ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر. نعم هؤلاء القرامطة الباطنية الفلاسفة الذين هم ينتسبون الى الاسلام وهم اتباع للفلاسفة المشائين هؤلاء ينكرون حشر الاجساد وبالتالي فما يكون من نعيم او من عذاب في الاخرة هو عندهم نعيم روحاني ينال الروح فقط واما الاجساد فانها قد حلت وانتهت في الدنيا بثلاثة كفر الفلاسفة العداء اذ انكروها وهي حق مثبتة علم بجزئي حدوث عوالم حشر لاجساد وكانت ميتة اذا هذه عندهم ما هي الا اه تخييلات ولا فرق عندهم بين البابين باب الصفات ما يضاف الى الله سبحانه وتعالى من نعوت الجلال والجمال او ما اخبرنا الله به او رسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون في الجنة حور عين وفاكهة ورمان ولبن هذه الاشياء كلها ما هي الا ماذا تخيلات انما هي امثلة مضروبة مؤولة والا الحقيقة فالذي يكون في الاخرة ليس فيه شيء من هذا البتة انما هي انواع من النعيم الذي ينال الروح وطائفة من الفلاسفة قالوا باثبات المعادي الجسماني لكن على طريقة اليهود والنصارى الذين اثبتوا حشر الاجساد لكنهم نفوا النعيم الحسي واثبتوا النعيم المعنوي يعني نعم الاجساد تحشر وتدخل جنة او نار ولكن النعيم ليس راجعا الى اكل وشرب وجماع انما هو اصوات تلذ الاسماع بها وروائح اه تلتذ اه حاسة الشم بها اكثر من هذا ما في والنتيجة واحدة انكار هذا النعيم الحسي الذي اخبر الله سبحانه وتعالى به اذا هذا عندهم كله من باب التخييل الذي لا حقيقة له انما الانبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يذكرون ذلك هذه التخيلات من باب تحقيق المصلحة وهي ضبط العامة حتى يعيش الناس في عدل وسلام يقال لهم انتبهوا لا تفعلوا الظلم والموبقات لا يعتدي بعضكم على بعض فان في الاخرة نارا تلظى وان هناك اه مقامع من حديد وان هناك وان هناك مقامع من حديد وان هناك آآ انواع من العذاب وفي مقابل هذا هناك فاكهة ولحم طير والى اخره. وهذا كله لا حقيقة له هذا كله مؤول هذا كله ماذا؟ مؤول الى نعيم ها روحاني سلطوه طاغوت التأويل على نصوص اليوم الاخر اذا الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام جاءوا بصريح الكذب كانوا كذبة صرحاء بل كذبوا في اعظم شيء بل فيما يتنزه عنه كثير من الكاذبين هذه قيمة النبوة والرسالة وقيمة الانبياء والمرسلين عند هؤلاء القوم يقولون لا انتم فهمتونا خطأ الكلام في تأويل نصوص المعاد كالكلام في تأويل الرؤى والمنامات ارأيت لو ان نبيا او رسولا ذكر رؤيا ولها تأويل ايكون كاذبا يعني يوسف عليه السلام لما رأى احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين هل كان كاذبا يقولون هذا من من هذا الجنس وهذه مغالطة مكشوفة هذا ليس بكذب لو ان الانسان بين ان هذه رؤيا منامية اني ارى قال يا ابتي آآ اني رأيت يعني في المنام احد عشر كوكبا لكن ان يقول نبي ان الذي في الجنة او النار كذا وكذا دون ان يبين ان هذه رؤية منامية فهذا صريح الكذب اليس كذلك؟ اذا هذا الذي ذكره مغالطة مكشوفة لا قيمة لها المقصود ان الناس في هذا المقام اما ان يكونوا مثبتين للصفات ولنصوص المعاد دون تأويل وهذا مسلك اهل التوفيق والسعادة هم اهل السنة والجماعة وهناك مسلك متناقض نصوص المعاد سلم بها واثبتها في الجملة واما نصوص الصفات فهي عندهم غير مسلمة كلها انما يثبتون ما شاءوا وينفون ما شاءوا فمقل ومكثر واما المسلك الثالث فعلى الطرف الاخر وهؤلاء كل النصوص في البابين مؤولة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم ان كثيرا منهم يجعلون الامر والنهي من هذا الباب فيجعلون الشرائع المأمورة بها والمحظورات المنهية عنها لها تأويل باطنة تخالف ما ما يعرفه المسلمون منها كما يتأولون الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان وحج البيت فيقولون ان الصلوات الخمس معرفة اسرارهم وان صيام شهر رمضان اسرارهم وان حج البيت السفر الى شيوخهم ونحو ذلك من التأويلات التي يعلم بالاضطرار انها كذب وافتراء على الرسل صلوات الله عليهم وتحريف لكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن مواضعه. والحاد في ايات الله. وقد يقولون ان الشرائع وقد يقولون كمل وقد يقولون ان الشرائع تلزم العامة دون الخاصة. فاذا صار الرجل من عارفيهم ومحققيهم وموحديهم رفعوا عنهم من الواجبات واباحوا له المحظورات. وقد يوجد في المنتسبين الى التصوف والسلوك من يدخل في بعض هذه المذاهب وهؤلاء الباطنية الملاحدة اجمع المسلمون على انهم اكفر من اليهود والنصارى. احسنت اه استطرد المؤلف رحمه الله في بيان ان الباطنية طردوا مسلك التأويل في مباحث الامر والنهي والشرائع ايضا وذلك لانهم يقولون ان النصوص لها ظاهر وباطن سواء كان ذلك متعلقا بصفات الله او متعلقا باليوم الاخر او متعلقا بنصوص الاحكام بنصوص الامر والنهي فيزعمون ان الظاهرة شيء اقيموا الصلاة يفهم منها اقامة الصلاة ذات الركوع والسجود والحق ان لها باطنا هو الذي امر الناس به وانتبه يا رعاك الله الى ان الباطنية مسلك آآ او مسلك الباطن الذي ينتمي اليه الباطنية متفاوت ينتمي اليه طوائف شتى وبعضهم اضل من بعض وبعضهم شر من بعض منهم من يتكلم بهذا الباطن والظاهر صراحة ويعممه ومنهم من يقول بان معرفة الباطن وبناء الاحكام على ذلك انما هو للخاصة اما العامة فانهم يعملون الظاهر وهذا الذي ادى الى وقوع بعض اهل السنة في الخطأ والالتباس حينما ظن اذا رأى بعض عوام هؤلاء الباطنية يصلي او يحج يظن ان هذا هو مذهب اهل الباطن وهذا هو حقيقة ما هم عليه وهذا من جهله بحقيقة هذه المذاهب القوم الظاهر عندهم للعامة والباطن للخاصة وهذه حقيقة مذهبهم فلا يغرنك ما هم عليه من تقية وما يلبسون به الا هذا هو المدون في الكتب المحفوظة عندهم وهذا الذي فضحه به فضحهم به من هداه الله سبحانه وتعالى منهم المقصود ان هؤلاء يأولون كما قال المؤلف رحمه الله الصلوات الخمس معرفة اسرارهم وبعضهم يقول الصلوات هي الاتجاه القلب الى الامام قل مثل هذا في آآ الصيام صيام شهر رمضان كتمان الاسرار وليس ان آآ تحفظ آآ نفسك عن الاكل والشرب والجماع. بعضهم يقول الصيام هو معرفة ثلاثين رجلا معرفة ثلاثين رجلا هذه هي ايام رمضان الثلاثين ومعرفة ثلاثين امرأة معينين عندهم من ائمتهم هذه هي ليالي رمضان هذا هو الصيام الواجب الحج الى بيت الله عز وجل عندهم يقولون هو السفر الى شيوخهم او السفر الى قبور شيوخهم بعضهم يؤول الجهاد بانه شتم ابي بكر وعمر وعثمان. رضي الله عنهم اجمعين بعضهم فسر قول الله عز وجل حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى لان الصلوات النبي صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين وعلي رضي الله عنهم والصلاة الوسطى علي رضي الله عنه وبالمناسبة عجيب شأن هؤلاء الباطنية مع علي رضي الله عنه جل تأويلاتهم ليه النصوص والبواطن او الامور الباطنة التي يذكرونها تتعلق بعلي رضي الله عنه حتى اتوا باشياء عجيبة يقولون قوله يا حسرة على العباد حسرة على العباد عليه ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها. البعوضة هي علي وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرجنا لهم دابة من الارض ايضا علي رضي الله عنه قصة ادم وابليس ادم في الحقيقة هو علي وابليس ابو بكر كأنه ما سجد له هكذا يزعمون ذو القرنين الذي جاء في النصوص ليس الا علي رضي الله عنه ان الصفا والمروة من شعائر الله الصفا النبي صلى الله عليه وسلم والمروة هو علي وقس على هذا يعني لا لا ادري ماذا اقول سوى ان هذا هو اه الكفر المستبين الذي آآ ما عليه اليهود والنصارى والله اهون بكثير اليهود والنصارى عند هؤلاء اذا قارنا والله هم مؤمنون اذا قارنا مذهب هؤلاء الباطنية بما عليه اليهود والنصارى لا شك انهم احسنوا حالا بما لا مقارنة فيه والله المستعان اذكر النية عند بعض الباطنية من النصيرية كيف تؤدي الزكاة؟ يقول اذكر سلمان الفارسي. اذا قلت سلمان الفارسي اديت زكاة يعني الى هذه الدرجة من العبث المقصود ان المؤلف رحمه الله يذكر عن هؤلاء هذا المسلك الذي هو تحريف لكلام الله عز وجل عن مواظعه والحاد في ايات الله بالمعلوم من الضرورة من دين الله عز وجل قال وقد يقولون ان الشرائع تلزم العامة دون الخاصة وتذكرون اننا تكلمنا عن هذا الموضوع في رسالتي العبودية وبينا ان من مسالك هؤلاء الضالين المبتدعين انهم يقولون ان الانسان اذا تعبد لله سبحانه وتعالى فوصل الى الدرجات العلى من العبودية فانه ترتفع عنه التكاليف. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين هكذا يحرفون كلام الله عز وجل عن مواضعه واليقين باتفاق العلماء هو الموت وبينا بدلائل كثيرة ان هذا المذهب كفر صريح بالله سبحانه وتعالى لكن هؤلاء يقولون اعبد فترة اذا كنت من العامة او من المبتدئين او من السالكين او من المريدين حتى تصل الى المرحلة التي ترتفع عنك فيها التكاليف يقولون انه قد وصل يقولون فلان وصل الى جهنم ان شاء الله هؤلاء ايضا يعني ليسوا ببعيد عن هذا المسلك الضال آآ الذي هو في حقيقته راجع الى جعل النصوص آآ ذات آآ جعل النصوص ذات ذات ظاهر وباطن والخلاصة ان هؤلاء الباطنية لا شك ولا ريب انهم اكثر من اليهود والنصارى باتفاق المسلمين لعل هذا القدر فيه كفاية ونكمل في درس الليلة القادمة ان شاء الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين