بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر فصل واما الخاتمة الجامعة ففيها قواعد نافعة. والقاعدة الاولى ان الله سبحانه موصوف بالاثبات والنفي فالاثبات كاخباره انه بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير. وانه سميع بصير ونحو ذلك. والنفي كقوله لا تأخذه سنة ولا نوم وينبغي ان يعلم ان النفي ليس فيه مدح ولا كمال الا اذا تضمن اثباتا. والا فمجرد النفي ليس فيه مدح ولا كمال. لان النفي المحض دمهم محض والعدم المحض ليس بشيء وما ليس بشيء هو كما قيل ليس بشيء. فضلا عن ان يكون مدحا او كمالا. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه. وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله قد ذكر في اوائل هذه الرسالة بعد ان قدم بالمقدمة التي بين فيها منهج اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات بين رحمه الله انه سيبين هذا الحق ويفصله من خلال شرح اصلين ومثلين وخاتمة جامعة وهذا اوان الكلام عن الخاتمة الجامعة والتي تتضمن سبع قواعد جليلة تنتفع بها طالب العلم ايما انتفاع هذه القاعدة خلاصتها ان الله سبحانه وتعالى موصوف بالنفي والاثبات وان النفي يستلزم الصفة الثبوتية لله سبحانه وتعالى فكل نفي في الصفات فانه يستلزم ثبوت كمال الظد له تبارك وتعالى ولعلكم تذكرون اننا تكلمنا عن هذا الموضوع في اوائل هذه الرسالة ذكرنا منهج اهل السنة والجماعة في الصفات المنفية ومما ذكر في ذلك الموضع ان الله سبحانه وتعالى موصوف بالنفي والاثبات وهذا يرجع الى اربعة اقسام فهو جل وعلا موصوف بالنفي المجمل وموصوف بالاثبات المجمل كما انه موصوف بنفي مفصل وموصوف باثبات مفصل وذكرنا بعد ذلك بعض الضوابط المتعلقة بهذا الباب ومن ذلك اننا بينا ان كل نفي في النصوص مجملا كان او مفصلا فانه يستلزم صفة ثبوتية لله سبحانه وتعالى ولابد كان في ذكر هذا الموضوع في ذلك الموضع اجمال وكان الوعد ان يتم التفصيل عند الوصول الى القاعدة الاولى وهذا اوان الوفاء بذلك الوعد هذه القاعدة اذا تأملتها يا رعاك الله تجلى لك ما كان عليه اهل السنة والجماعة من تعظيم للعظيم سبحانه وتعالى وحسن ادبهم معه جل في علاه بخلاف حال الذين ما قدروا الله حق قدره ولا عظموه حق تعظيمه ممن خاض في هذا الباب بالباطل وذكرنا نبذة من احوالهم والمؤلف رحمه الله فصل شيئا من ذلك هذه القاعدة تدل على ان الصفات المنفية لله سبحانه وتعالى لابد ان تتضمن شيئا ثبوتيا له سبحانه وتعالى ولابد فان الاثبات فان النفي المجمل يستلزم الكمال المطلق وان النفي المفصل يستلزم ثبوت كمال ضد ما نفي عن الله سبحانه وتعالى وبهذا يكون التوحيد فالله سبحانه وتعالى موصوف بالنفي والاثبات والاصل في معرفته جل وعلا الاثبات لان هذا هو الكمال واما النفي فانه مراد لغيره لا لذاته بمعنى ان النفي يراد به تكميل الاثبات ومجموعهما اعني النفي والاثبات هو التوحيد هذا الامر قد توارد عليه النقل والعقل فكل من رزق بصيرة وحسن تأمل في ادلة الكتاب والسنة فانه سيتبين له سيتبين له بجلاء ان كلما جاء من نفي بصفات الله سبحانه وتعالى فانه يتضمن صفة ثبوتية هي كمال في حق الله سبحانه وتعالى واجب له تبارك وتعالى فكل ما جاء في هذا الباب ينضبط بهذه القاعدة وتوضيح ذلك انه اذا وردت الصفة المنفية في نصوص الكتاب والسنة فانها تفيد فائدتين اولا تنزيه الله سبحانه وتعالى عما نفي عنه ومعلوم بالاجماع الضروري عند المسلمين ان الله تعالى منزه عن كل نقص وعن كل عيب وعن كل ما لا يليق بكماله كما انه منزه عن كل مشاركة له في كماله كما تبين لنا هذا في تلك الدروس الماضية الفائدة الثانية ان هذا الدليل الذي دل على الصفة المنفية كما انه دل بدلالة المطابقة على تنزيه الله عز وجل عن هذا النقص فانه قد تضمن فانه قد دل بدلالة اللزوم على ثبوت كمال ضد ما نفي عن الله سبحانه وتعالى اعيد كل دليل دل على صفة منفية عن الله سبحانه وتعالى فانه قد افاد فائدتين الفائدة الاولى ان هذا الدليل قد دل بدلالة المطابقة على تنزيه الله عز وجل عن هذا الذي نفي سواء كان نفيا مجملا او نفيا مفصلا فاذا قال الله جل وعلا ليس كمثله شيء كان هذا نفيا مجملا واذا نفى الله سبحانه وتعالى اللغوب عنه مثلا وما مسنا من لغوب كان هذا نفيا مفصلا اذا الفائدة الاولى اننا افدنا من الاية بدلالة المطابقة تنزيه الله عز وجل عما نفي والفائدة الثانية اننا نستفيد بدلالة اللزوم ثبوت كمال ما كمال ضد ما نفي عن الله سبحانه وتعالى فاذا نفي عن الله سبحانه وتعالى نفي مجمل دل هذا على ثبوت الكمال المطلق واذا نفيت صفة آآ من الصفات التي ترجع الى النقص او تستلزم النقص فان هذا يدل على ثبوت كمال ظد هذه الصفة عن الله سبحانه وتعالى بمعنى اذا نفي عن الله عز وجل الظلم فان هذا يدل على ثبوت كمال عدل الله عز وجل واذا نفي عن الله السنة والنوم فهذا دليل على كمال حياته وقيوميته جل وعلا واذا نفي عن الله الموت فان هذا دليل على كمال حياته تبارك وتعالى واذا نفي عن الله عز وجل اللغوب فهذا دليل على كمال قدرته وقوته سبحانه واذا دل الدليل على نفي اللعب عن الله سبحانه فهذا دليل على ثبوت كمال الحكمة له سبحانه وتعالى وقس على هذا في غير ذلك من الادلة وهذا كما ذكرت لك قد توارد عليه النقل والعقل تأمل كل دليل دل على صفة منفية لله عز وجل تجد ان هذا الدليل يلوح منك يلوح لك منه ان الله عز وجل ما نفي عنه هذا الذي نفي الا لانه موصوف بكمال ضده اذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام فاي شيء يفيدك هذا الحديث الا يفيدك ان هذا النوم يتنافى وكمال الله سبحانه وتعالى فهو الذي قد ثبت له كمال الحياة والقيومية سبحانه وتعالى فان ينام والحال انه موصوف بهذا الكمال تبارك وتعالى تأمل مثلا في قوله تعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد كيف ان الله عز وجل لم يلد ولم يولد لانه الصمد فهو السيد الذي كمل في سؤدده تبارك وتعالى تأمل في قوله تعالى ولا يؤوده حفظهما تجد التعقيب بقوله وهو العلي العظيم لانه قد ثبت له كمال العلو والعظمة فانه لا يثقله ولا يكرثه ان يحفظ السماوات والارض تأمل مثلا في قوله تعالى وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض اي شيء عقب هذا الحكم بقوله انه كان عليما قديرة فكمال علمه وكمال قدرته قد افادت ان الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض وقس على هذا النظير اذا هذا الدليل النقلي على ان كل نفي في صفات الله عز وجل يستلزم ثبوت كمال الضد اما من جهة الدلالة العقلية النقلية فانها كثيرة لو تأملت من ذلك اولا ان الله سبحانه وتعالى قد ثبت له المثل الاعلى فقد علمنا ان المثل الاعلى هو الوصف الاكمل والنفي لو كان نفيا محضا ما ثبت معه الوصف الاكمل ان يثبت الوصف الاكمل والمثل الاعلى مع نفي حقيقته العدم فالعدم ليس بشيء فضلا عن ان يكون الوصف الاكمل فضلا عن ان يكون الوصفة الاكمل ثانيا ثبت بالنص والاجماع والعقل ان الله عز وجل هو المحمود الممدوح الذي يمدح ويحمد بكل حمد ومدح فله من ذلك اقصى المدح والثناء سبحانه وتعالى حتى ان العباد جميعا لو اجتمعوا عن بكرة ابيهم فاثنوا على الله سبحانه وتعالى كل ثناء بكل لغة في كل وقت ما احصل ثناء عليه انت كما اثنيت على نفسك هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو اعظم الناس ثناء على الله عز وجل لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك اذا اذا ثبت ان الله عز وجل محمود بكل حمد وممدوح بكل مدح فكيف يكون موصوفا بما هو عدم المحض لاننا قد علمنا ان النفي المحض عدم المحض والعدم المحض ليس بشيء فضلا عن ان يكون مدحا العدم المحض ليس بشيء فضلا عن ان يكون مدحا ايضا ان النفي المجرد للصفة عن الموصوف قد تكون لعدم قابلية المحل وهذا ليس فيه ما يمدح به نفي الصفة عن الموصوف قد يكون لعدم قابلية المحل وهذا ليس فيه اي كمال وليس فيه اي مدح وهذا ما ذكره الامام عبدالعزيز الكيناني رحمه الله في كتابه الحيدة حينما الزم آآ بشرا المريسية باثبات العلم لله سبحانه وتعالى فابى ذلك وقال انه لا يجهل ماذا قال انه لا يجهل فقال الامام عبدالعزيز رحمه الله ان نفي ان نفي الصفة لا يستلزم المدح ان نفي السوء لا يستلزم المدحة. ان نفي السوء لا يستلزم المدحة قال وكيف ذلك؟ قال بشر كيف ذلك قال رحمه الله ان قولك ان هذه الاسطوانة لا تجهل ليس في ذلك اثبات المدح له ليس في ذلك اثبات المدح لها فدل هذا على ان مجرد النفي قد يكون لعدم قابلية المحل وهذا لا كمال فيه ولا مدح والله عز وجل قد ثبت له اقصى ما يكون من الكمال والمدح الامر الرابع ان النفي المحض قد يكون ل عدم القدرة النفي لو كان محضا لا يستلزم امرا ثبوتيا فانه قد يكون لعدم القدرة فان الضعيفة لو انه قال للقوي الذي هو قاهر له ومتغلب عليه اقوى منه بكثير لو قال له وقد اعتدى عليه اذهب فاني لا اقابل السيئة بالحسنة واني قد عفوت عنك وهو في غاية الضعف ولو اراد ان ينتصر لنفسه ما فعل ايعد هذا مدحا في حقه لا يعد هذا مدحا في حقه فان المدح ها هنا انما يكون مع القدرة اما مع عدم القدرة فانه ليس بمدح و هذا معلوم عند الناس جميعا وافضل العفو كما يقول ابو العتاهية عفوا عند مقدرة وافضل العفو عفوا عند مقدرة ولهذا من المشهور في كلامي او في اشعار العرب قول بعضهم قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل قد يقول قائل انه قد مدح هذه القبيلة بانهم لا يظلمون ولا يغدرون فهل الامر كذلك الجواب لا هو في الحقيقة ذم لهم وليس مدحا لهم لانه آآ قد اشعر قوله قبيلة بانهم اضعف من ان ان من ان يظلموا او يغدروا. اليس كذلك فلم يكن هذا في حقهم مدحا لم يكن هذا في حقهم مدحا ومن ذلك ايضا قول الاخر لكن قومي وان كانوا ذوي حسب وفي رواية عنه ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وان هان بعض الناس حينما شرح هذا البيت قال هو يمدح قومه والصحيح انه كان يذمهم لانه في اول القصيدة يقول لو كنت من مازن لم تستبح ابلي بنو اللقيطة من ذهل ابن شيبانا فهو في الحقيقة كان يتأسف ان قومه ما انتصروا له ولو كان من مازن لو كان ينتسب الى تلك القبيلة لوجد من ينتصر له ويأخذ حقه ممن اغتصب حقه فدل هذا على ان هذا القدر وهو اه النفي لعدم القدرة ليس بمدح وعليه فلو ان الله سبحانه وتعالى كان نفي الظلم عنه مثلا عدما محضن ونفيا محضن لقيل ان هذا ربما كان راجعا لعدم قدرته تعالى الله عن ذلك ولا شك ان هذا ليس فيه كمال ولا مدح. والله عز وجل لا يجوز ان يضاف اليه الا كل كمال ومدح فثبت لنا اذا ان كل صفة منفية عن الله عز وجل فانها تستلزم صفة وجودية هي كمال ثابت واجب لله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولان النفي المحض وينبغي ان يعلم وينبغي ان يعلم ان النفي ليس فيه مدح ولا كمال الا اذا تضمن اثباتا والا فمجرد النفي ليس فيه مدح ولا كمال لاننا في الماح عدم المحو والعدم المحض ليس بشيء وما ليس بشيء هو كما قيل ليس بشيء فضلا ان يكون مدحا او كمالا ولأن النفي ولأن النفي المحض يوصف به المعدوم والممتنع والمعدوم والممتنع لا يوصف ولا كمال فلهذا كان عامة ما وصف الله به نفسه من النفي متضمنا لاثبات مدح كقوله فالله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم الى قوله ولا يؤوده حفظهما فنفي السينة والنوم يتضمن كمال الحياة والقيام. فهو مبين لكمال انه الحي القيوم وكذلك قوله ولا يؤده حفظهما اي لا يكرثه ولا يثقله. وذلك مستلزم لكمال قدرته وتمامها. بخلاف المخلوق القادر اذا كان لا يقدر على شيء بنوع كلفة ومشقة فان هذا نقص في قدرته وعيب في قوته وكذلك قوله تعالى لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض فان نفي العزول نستلزم لعلمه بكل ذرة في السماوات والارض. وكذلك قوله تعالى ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب فان نفي امس اللغوب مس اللغوب الذي هو التعب والاعياء دل على كمال القدرة ونهاية القوة بخلاف المخلوقات الذي يلحقه من النصب والكلال ما يلحقه. وقل مثل هذا في غير ذلك اذا قال الله عز وجل اه كما في كتاب الله سبحانه وتعالى نعم قال لا يضل ربي ولا ينسى الا ترى انه دال على ثبوت كمال علم الله سبحانه وتعالى الا ترى الى ان قوله تعالى وهو يطعم ولا يطعم الا ترى انه دال على ان له كمال الغنى سبحانه وتعالى فهو لا يحتاج الى غيره ولا يفتقر الى غيره ولا يفتقر الى شيئا الى شيء البتة سبحانه وتعالى وهكذا في بقية الصفات المنفية عن الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك قوله لا تدركه الابصار انما نفى الادراك الذي هو الاحاطة كما قاله اكثر العلماء ولم ينفي مجرد الرؤية لان المعدوم لا يرى وليس في كونه لا يرى مدح الا وكان كذلك لكان المعدوم ممدوحا. وانما المدح في كونه لا يحاط به وان رؤي كما انه لا يحاط به وان علم فكما انه اذا علم لا يحاط به علم فكانما فكما انه اذا علم لا يحاط به علما فكذلك اذا رؤي لا يحاط به رؤيا فكان في نفي الادراك من اثبات عظمته ما يكون مدحا وصفة كمال وكان ذلك دليلا على اثبات الرؤية لا على نفيها لكنه دليل على اثبات الرؤية مع عدم الاحاطة. وهذا هو الحق الذي اتفق عليه سلف الامة وائمتها. نعم. هذا كلام حسن في تقرير هذه المسألة والرد على المخالفين فانا نفاة الرؤية عن الله سبحانه وتعالى الذين انكروا شيئا معلوم ثبوته اه عن الله سبحانه وتعالى معلوم ثبوته لله سبحانه وتعالى وهو كونه يرى جل وعلا في الاخرة كما دل على هذا كثير من الادلة في الكتاب والسنة هؤلاء تركوا كل ذلك وراء ظهورهم وتشبثوا بالاستدلال بقوله تعالى لا تدركه الابصار والحق ان هذا الدليل عليهم لا لهم وذلك اولا لان نفي الادراك عن الله سبحانه وتعالى لا يدل على نفي الرؤيا فهناك امران ادراك ورؤية ولا تلازم بينهما فقد اه يرى الشيء ولا يدرك فالادراك بمعنى الاحاطة وتأمل معي في قوله تعالى فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون ماذا رد موسى عليه السلام وهو معهم وهو يرى فرعون وقومه مقبلين ماذا قال قال كلا كلا هذه تعود الى ماذا الى قولهم انا لمدركون فبين موسى عليه السلام وهو يرى فرعون وقومه ان الادراك غير حاصل لن يكون هناك ادراك مع ان الرؤية حاصلة قطعا لان الله قال فلما ترى الجمعان فهذا دليل على ان ثبوت الرؤية لا يستلزم ثبوت الادراك وهذه قاعدة حسنة اه ينبغي ان تحفظ وهي كما انه لا يحاط به وان علم يرحمك الله قال لا يحاط به وان رؤي كما انه لا يحاط به وان علم فكما انه اذا علم لا يحاط به علما فكذلك اذا رؤي لا يحاط به رؤية وذلك لان الله سبحانه وتعالى هو الكبير الذي هو اكبر من كل شيء وهو الواسع العظيم سبحانه وتعالى فالمؤمنون اذا رأوا الله اذا رأوا ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة فانه لعظمته يرى ولكن لا يحاط به رؤية وانت يرعاك الله اذا وقفت اليوم امام البحر هل تراه نعم تراه اذا كنت ذا بصر فانك تراه لكنك لا تحيط به رؤية لا يمكن ان تراه من جميع الجوانب لا تحيط به كما تحيط رؤية بهذا الشيء هذا شيء صغير فامكنني ان احيط به رؤية لكن البحر بسعته لم تقدر على ان تحيط به رؤية انت ترى الشمس اليس كذلك لكنك لا تحيط بها رؤية لا ترى جميع جهاتها وابعادها واولها واخرها اليس كذلك فهذا دليل على انه لا تلازم بين ثبوت الرؤيا ثبوت الادراك اذا كان هذا بحق آآ مخلوق ليس بشيء امام عظمة الله سبحانه وسعته فكيف يقال ان آآ رؤية الله سبحانه وتعالى تستلزم ادراكه والوجه الثاني ان يقال ان قوله تعالى لا تدركه الابصار دليل على ثبوت الرؤية والا فالذي لا يرى اصلا لا يقال في حقه انه لا تدركه الابصار هو اصلا لا يرى فضلا عن ان يدرك اذا كان غير قابل لان يرى فما فائدة ان يقال انه لا يدرك كان الاولى ان يقال ان الله لا يرى لكن لما قال سبحانه لا تدركه الابصار دل على انه يرى ولكنه لا يدرك لعظمته وسعته وكبره سبحانه وتعالى هذا هو الحق الذي لا شك فيه وقد تحدى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في غير موضع من كتبه ان يأتي المبطلون بدليل نقلي يستدلون به على باطلهم الا وكان في امكانه بتوفيق الله ان يقلب الدليل فيكون حجة عليهم لا لهم وقد فعل هذا رحمه الله في رده على من استدل بهذه الاية على نفي الرؤيا في مواضع من كتبه رحمه الله والتزم هذا اللازم في هذا الموضع كما التزمه في غيره وهو انه لا يستدل مبطل بدليل النقل الا بين ان هذا الدليل يشهد على فساد قوله وليس انه يشهد لقوله والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واذا تأملت ذلك وجدت كل نفي لا يستلزم ثبوتا هو مما لا هو مما لم يصف الله به نفسه. فالذي لا يصفونه الا بالسلوب لم يثبتوا في الحقيقة الها محمودا بل ولا موجودا. ما احسن هذه الكلمة التي تلخص لك حال هؤلاء المعطلة الذين ديدنهم والذين غاية امرهم ان يصفوا الله سبحانه وتعالى بالسلوب يعني بالصفات المنفية فاسمع خلاصة حالهم من الخبير بهم قال رحمه الله لم يثبتوا في الحقيقة الها محمودا بل ولا موجودا وصدق رحمه الله وهذا المعنى قد سبق اليه رحمه الله فقد اخرج عبدالله بن احمد في السنة باسناده عن عبدالرحمن بن مهدي الامام المحدث الجليل رحمه الله انه قال عن الجهمية وبعض مقالاتهم انهم يدورون على انه ليس في السماء اله يعبد هذه الخلاصة وهذا الشيء الذي يلفون ويدرون حوله ان يقول انه ليس هناك اله تعالى الله عن قولهم وافكهم علوا كبيرا وهذا الذي كان عليه آآ اولئك الذين بثوا هذا المذهب في صفوف المسلمين فان هؤلاء حقيقة امرهم انهم كانوا يعتقدون ذلك ثم تلقف هذا من كان جاهلا بحقيقة المقالة وغفل عن اللوازم التي تلزمها فليس كل من قال بتلك السلوك يلتزم هذا اللازم الذي يلزم على هذا النفي لكن اللازمة كما تعلم لازم القول يدل على صحته او بطلانه وان لم يكن منسوبا الى صاحب القول حتى يلتزم لازم القول ليس بقول لكنه دليل على صحته او بطلانه لازموا قولي هؤلاء النفاة لا سيما اذا كانوا من هؤلاء المتكلمين الذين عندهم ايمان بالله عز وجل وظاهر حالهم انهم يريدون تنزيه الله لكنهم ظلوا واخطأوا واتوا بهذه الفواجع وهذه العظائم فكان لازم قولهم هذا اللازم انه ليس ثمة اله محبود محمود بل ليس ثمة رب موجود. تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا لكنهم لجهلهم آآ ما فطنوا الى هذا اللازم والا فحقيقة قولهم لا شك انه الكفر المستبين لكن الامر كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية والجهل قد ينجي من الكفران. يعني ان الجهل قد ينفع صاحبه في دفع الكفر عنه قد يكون هذا قد يكون الجهل دافعا عن صاحبه الكفران والا لو كانوا يلتزمون لازم قولهم حينما قالوا ان الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا محايفا له ولا اه يشار اليه ولا كذا ولا كذا ولا كذا لو كان هؤلاء يلتزمون بهذه اللوازم ويفطنون اه ويفطنون لهذا اللازم اه فلا شك انهم يكونون بهذا قد كفروا كفرا صريحا لكنهم جهلوا وهذا الجهل قد يدفع عنهم حكم الكفر لكنه لا يدفع عنهم انهم منحرفون ضالون مبتدعون نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك من شاركهم في بعض ذلك كالذين قالوا انه لا يتكلم او لا يرى او ليس فوق العالم او لم يستوي على العرش ويقولون ليس بداخل العالم ولا خارجه ولا مباين للعالم ولا محايف له اذ هذه الصفات يمكن يعني مداخل محايد يعني مداخل ليس مباينا للعالم ولا مداخلا له نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ان هذه الصفات يمكن ان يمكن ان يوصف بها المعدوم وليست هي مستلزمة صفة وليست هي مستلزمة وليست هي مستلزمة صفة ثبوت. مستلزمة وليست هي مستلزمة صفة ثبوت. ولهذا قال ولهذا قال محمود ابن لمن ادعى ذلك في الخالق ميز لنا بين هذا الرب الذي تثبته وبين المعدوم هذا كلام حسن من هذا الملك الصالح الذي هو محمود ابن سبكتاكين او ابن سبكتكين وهو الملك والسلطان الصالح العادل الذي وصفه شيخ الاسلام رحمه الله بانه كان من خيار الملوك واعدلهم وكانت السنة في زمنه ظاهرة ومنصورة وكانت البدعة في وقته مقموعة ومقهورة حتى انه امر بلعنة اهل البدع على المنابر تشديدا وانكارا عليهم وتسفيها لارائهم حثا للناس على هجران اقوالهم كان شديدا اعظم الشدة على اهل البدع والضلال وصاح بهم وكذلك على اهل الكفر والشرك حتى قيل انه قتل عشرة الاف زنديق وله من المقامات المشهودة ما استحق بها الثناء والمدح من اهل العلم والتاريخ عليه رحمة الله. وقد توفي سنة احدى وعشرين واربع مئة للهجرة كانت سلطنته وملكه بضعا وثلاثين سنة عليه رحمة الله المقصود ان السلطان محمود ان السلطان محمودا هذا قد حصلت بين يديه مناظرة بين اثنين تتعلق هذه المناظرة صفات الله سبحانه وتعالى احدهما كان ابن فورك والاخر كان ابن الهيسم الذي هو من اتباع ابن كرام قرر ابن فورك ما قرره المعطلة من ان الله سبحانه وتعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت الى اخر ما يذكرونه من هذه السلوب فقال رحمه الله بكلام عاقل يتفهم لوازم الاقوال ويبصر حقائقها قال رحمه الله ميز لنا وهو يوجه هذا الخطاب الى ابن فورك يقول ميز لنا بين هذا الرب الذي تثبته وبين المعدوم الحقيقة ان هذا الذي تصف به ربك سبحانه وتعالى لا يعدو ان يكون وصفا لماذا وصفا للمعدوم ونقل شيخ الاسلام رحمه الله هذه الكلمة في درء التعارض في الجزء السادس بصيغة اخرى فانه قال اذا اردت ان تصف المعدوم فهل تأتي باحسن من هذا الوصف اذا اردت ان تصف المعدوم هل تأتي باحسن من هذا الوصف يعني هذا احسن وصف وادق وصف الشيء المعدوم كيف لك ان تصف الله العظيم الذي له المثل الاعلى والوصف الاكمل والاسماء الحسنى والنعوت الجليلة الجميلة سبحانه وتعالى كيف تصفه بهذا الوصف ولم يجد ابن فورك ردا على هذا الا انه خاطب وكاتب ابا اسحاق الاسرايين بهذا الاستشكال الذي ما عرف له جوابا فعلا الحقيقة ان هذا القول يستلزم ماذا ان يكون الله عز وجل معدوما وما وجد ابو اسحاق جوابا كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله الا ان قال انه لو كان خارج العالم لكان جسما هذه هي خلاصة التحقيق انه لو كان خارج العالم لكان جسمه وكلمة الجسم هذه بها تفصيل وفيها اجمال سنتكلم عن تفصيله واجماله ان شاء الله لاحقا كما اه وعدت في الدرس الماضي المقصود ان حقيقة هؤلاء تؤول الى وصف الله سبحانه وتعالى بانه معدوم ويجعلونه من جنس المعدومات بل يجعلونه من جنس الممتنعات من تعمق اكثر في مقالاتهم ولا سيما من كان منهم قد اه بلغ الغاية في التعطيل ونسبة السلوب الى الله سبحانه وتعالى يجد ان خلاصة قولهم انه يصف الله عز وجل الممتنعات وهذا اقبح من وصفه بالمعدومات او بما تستلزم كونه من جنس المعدومات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك كونه لا يتكلم او لا ينزل ليس في ذلك صفة مدح ولا كمال. بل حتى المعدوم يمكن ان تقول في حقه انه لا يتكلم وانه لا ينزل وانه لا يستوي وانه كذا وكذا فاي مدح وكمال في هذا نعم بل هذه الصفات فيها تشبيه له بالمنقوصات او المعدومات. فهذه الصفات منها ما لا يتصف به الا المعدوم. ومنها ما لا يتصف به الا الجماد او الناقص كما قلنا في الدروس الماظية ان مآل قول هؤلاء ولابد وصف الله سبحانه وتعالى اما باوصاف الجامدات او اوصاف الناقصات او اوصاف المعدومات او اوصاف الممتنعات لا يخرج قولهم عن هذا اللازم كما بين المؤلف رحمه الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فمن قال لا هو مبال للعالم ولا مداخل للعالم فهو بمنزلة من قال لا هو قائم بنفسه ولا بغيره ولا قديم ولا محدث ولا متقدم على العالم ولا مقارن له. اي وجود لمن كانت هذه صفته وهل هذا الا الالحاد والانكار الصريح لوجود الخالق العظيم سبحانه وتعالى فضلا عن اثبات الكمال له نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن قال انه ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا متكلم لزمه ان يكون ميتا اصم اعمى ابكم وهذا يجرنا الى ذكر قاعدة مهمة في باب الصفات وهي ان نفي الصفة الثبوتية عن الله سبحانه يستلزم وصفه بظدها من النقص اعيد نفي الصفة الثبوتية عن الله عز وجل وانت خبير بان كل صفة كل صفة ثابتة له فهي كمال اليس كذلك؟ اذا اي نفي لصفة ثابتة لله عز وجل فانه يستلزم ولابد ماذا اثباتها اثبات النقص له لانه سيوصف بضد ذلك من النقص سيوصف بماذا بضد ذلك من النقص. من لم يصف الله عز وجل بالبصر فانه واصف له بالعمى ولابد من لم يصف الله عز وجل بالسمع فانه واصف له بالصمم ولابد من لم يصف الله عز وجل بالكلام فانه واصف له بالبكم ولابد وقس على هذا كل نفي لصفة ثبوتية فانه يستلزم وصف الله عز وجل بضدها من النقص يستلزم وصف الله عز وجل بظدها من النقص. افهم هذه القاعدة على عكس ما فهمت القاعدة السابقة ولذلك من منهج اهل السنة والجماعة الذي مضى عليه السلف واتباعهم انهم يثبتون الصفة لله عز وجل من خلال نفي نقيضها فهمت هذه من مسالك اثبات الصفات العقلية لله سبحانه وتعالى اثبات الصفات لله عز وجل بمسلك العقل ان السلف كانوا يستدلون على ثبوت الصفة له بماذا بنفي نقيضها هل تصف الله سبحانه وتعالى بالصمم اذا قال لا نقول انه يلزمك اثبات السمع له لانه لو لم يكن سميعا كان والصمم مما يجب تنزيه الله عز وجل عنه لانه نقص باجماع العقلاء وقس على هذا بقية الصفات وهذا ما سيتكلم عنه المؤلف رحمه الله اظن ان الكلام فيه سيطول فنؤجله الى الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين