بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فان قال العمى عدم البصر عما من ومن قال فان قال العمى البصر قبل ومن قال انه ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا متكلم لزمه ان يكون ميتا اصم اعمى ابكم. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فكنا قد توقفنا الدرس الماظي عند هذه المسألة المهمة وكنت وعدت بتفصيلها الدرس الذي بعده وهذه المسألة من المسائل المهمة في باب الصفات ينبغي على طالب العلم ان يتنبه لها وهي ان من طرق اهل السنة في اثبات صفات الكمال لله سبحانه وتعالى هذه الطريق وهي طريق اثرية عقلية مضى عليها السلف واتباعهم وهي اثبات صفات الكمال بنفي نقائضها اثبات صفات الكمال بنفي نقائضها وهذه الطريق غير الطريق الاخرى التي تعرفنا عليها سابقا وهي قياس الاولى فان تلك من باب اثبات صفات الكمال بانفسها وهذه فيها اثبات صفات الكمال بنفي نقائضها مبنى هذه القاعدة على امر عقلي مسلم به باتفاق العقلاء وهو ان نفي الصفة اثبات لنقيضها نفي الصفة اثبات لنقيضها فنفي الحياة اثبات للموت ونفي العلم اثبات للجهل ونفي العدل اثبات للظلم ونفي المداخلة اثبات للمباينة وقس على هذا اذا صفات الله عز وجل صفات كمال لانه لو كان خاليا عنها لاتصف بظدها الذي هو نقص اليس كذلك صفات الله عز وجل التي هي صفات كمال يجب ان يكون موصوفا بها. لانه لو كان خاليا عنها لكان متصفا بنقيضها ونقيضها نقص والله عز وجل قد ثبت بالنقل والعقل واتفاق جميع المسلمين انه منزه عن كل نقص جل ربنا وعزه فاذا كان يتنزه عن النقص وجب ان يكون متصفا بنقيض هذا النقص وهو وهو الكمال اذا نثبت لله عز وجل صفة الكمال من خلال ماذا نفي نقيضها الذي هو نقص الذي هو نقص وآآ انت خبير يا رعاك الله بان الصفتين المتقابلتين اللتان اللتين تتقابلان السلبي والايجاب يعني اللتين تتقابلان تقابل التناقض لابد من ثبوت احداهما ونفي الاخرى يمتنع في العقل اجتماعهما وينتمع في العقد ويمتنع في العقل ارتفاعهما يجب ثبوت احد هاتين الصفتين المتقابلتين بالسلب والايجاب وبناء عليه متى نفينا الذي هو نقص ثبت الذي هو كمال اذا لو لم يكن الله عز وجل موصوفا بالسمع لكان موصوفا بالصمم والصمم نقص عند العقلاء والنقص ينزه الله عز وجل عنه. اذا واجب ان يكون الله سميعا. لو لم يكن الله عز وجل متصفا بالبصر لكان موصوفا بما يقابل هذه الصفة وهي صفة العمى والعمى كمال او نقص نقص اذا وجب ان يكون الله بصيرة فاحد الامرين ثابت لله عز وجل ولابد اما البصر واما العمى بمعنى اما الكمال واما النقص فاي الامرين الله عز وجل احق به الكمال ام النقص لا شك ولا ريب انه الكمال. اذا نحن نثبت لله عز وجل صفة الكمال من خلال طريق هي نفي النقيض نفي النقيض فالصفتان المتقابلتان المتناقضتان اذا انتفى عن الله عز وجل الصفة التي هي نقص ثبت لله عز وجل الصفة التي هي كمال لله عز وجل وهذا قد جاءت الاشارة اليه في كتاب الله سبحانه وتعالى ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى عن ابراهيم عليه السلام يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا استدل ابراهيم عليه السلام بان الهة ابيه باطلة لان هذا الذي يعبده ابوه وقومه انما هو اله متصف بصفات نقص فثبت ان الله عز وجل متصف بالكمال لان الله عز وجل لا شك ان له الكمال فاذا كانت هذه الالهة موصوفة بالنقص كانت لا تستحق العبادة فثبت ان الله موصوف بالكمال لانه المستحق للعبادة او بذا تبين لنا انه المستحق للعبادة وقل مثل هذا فيما اخبر الله عز وجل به عن عجل قوم موسى الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا فدل هذا على ان المتصفة بهذه الصفة التي هي نقص وهي صفة الخرس الذي هو عدم الكلام وانه لا يهديهم دل هذا على انه ناقص والناقص لا يستحق ان يعبد بخلاف المعبود الحق وهو الله سبحانه وتعالى فانه ليس كهذه الالهة التي عبدها المشركون فثبت انه متصف بالكمال فكان بهذا مستحقا فكان بهذا مستحقا للعبادة المقصود ان هذه الطريق طريق مهمة اه استدل بها اهل السنة والجماعة ووافقهم بعض المتكلمين فاصابه حينما استدلوا بهذه الطريق واستدلوا بهذا الدليل على اثبات الصفات التي اثبتوها فان من مقتصدة المعطلة الذين ليسوا بغلاة من اثبت لله عز وجل بعض الصفات من ذلك اولئك الذين اثبتوا لله عز وجل صفات المعاني التي يسمونها الصفات النفسية فانهم اثبتوا السمع والبصر لله سبحانه وتعالى او اثبت كثير منهم صفة السمع والبصر لله سبحانه وتعالى من خلال هذه الطريق وهذا مما استفادوه من طريقة السلف ومنهجهم ليس شيئا انفردوا به او ابتدأوه هم انما هو شيء استفادوه من منهج اهل السنة والجماعة فاصابوا من هذه الجهة حيث انهم اثبتوا لله عز وجل هاتين الصفتين لله سبحانه وتعالى واثباتهم لهاتين الصفتين بهذه الطريق سيبقى حجة عليهم في الصفات التي نفوها عن الله سبحانه وتعالى فان هذه الطريق طريق مطردة بمعنى تطرد في جميع الصفات فما بالهم استعملوها في بعض ولم يستعملوها في بعض فان هذا لا شك من التناقض اذا كان الله عز وجل عندهم متصفا بالسمع والبصر لانه لو لم يكن كذلك لكان متصفا بالعمى والصمم وهذا نقص فيجب نفيه عن الله عز وجل اذا كان الامر كذلك فانه يقال لهم ولماذا انتم تنفون عن الله عز وجل صفة الحكمة مع ان العقل يقتضي انه لو لم يكن متصفا بالحكمة لكان متصفا بضدها من العبث ونحوه وهذا نقص يجب تنزيه الله عز وجل عنه فواجب اذا ان يثبت له صفة الحكمة جل وعلا وقل مثل هذا في بقية الصفات التي نفوها عن الله عز وجل اذا هم وان كانوا احسن من جهة لكنهم اساءوا من جهة اخرى حينما تناقضوا فلم يطردوا هذه الطريق بعد ان بين المؤلف رحمه الله هذه الطريقة المهمة باثبات الصفات عقب عليها بايراد اورده اهل البدع على هذا المسلك وعلى هذا الدليل وقد سبق ان تكلم عنه شيخ الاسلام رحمه الله وبينا وجه الرد على ذلك من خمسة اوجه ان كنتم تذكرون فقلت ان المؤلف رحمه الله سيتكلم عن هذا الموضوع في القاعدة الاولى وسيعيد الكلام ايضا من وجه اخر عن هذا الموضوع في القاعدة السابعة. ولعل الله عز وجل ان ييسر الوصول الى ذلك الموضع يتبين لنا بعون الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال العمى عدم البصر عما من شأنه ان يقبل البصر وما لا يقبل البصر كالحائط لا قالوا له اعمى ولا بصير. قيل له هذا اصطلاح اصطلحتموه. والا فما يوصف بعدم الحياة والسمع والبصر والكلام يمكن يمكن وصفه بالموت والصمم والعمى والخرس والعجمة. طيب ذكر المؤلف رحمه الله ايرادا اورده الجهمية ومن فوقهم من المعطلة الذين هم اشد وغلوا في التعطيل من الجهمية القرامطة اوردوا ايرادا وهذا الايراد ذكرت لك سابقا انه قد استشكل عند بعض اساطين المتكلمين و ما انفصلوا عنه بشيء يذكر والحق ان هذا الايراد ليس بشيء ولا وجه له ان اعطي حقه من التأمل فرزق الله عز وجل المتأمل التوفيق والبصيرة القوم يقولون نحن نسلم بان الصفتين المتقابلتين تقابل السلب والايجاب وهذا ما عرفناه بانه تقابل التناقض تقابله التناقض فالنقيضان هما اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان في الشيء الواحد في الوقت الواحد وهذا قلنا كالوجود والعدم والحركة والسكون وما الى ذلك يقولون نحن نسلم بهذا لو كانت صفة السمع و الصمم مثلا من قبيل الصفات المتقابلة تقابل السلب والايجاب لكن نحن لا لا نسلم بذلك بل نقول انهما متقابلتان تقابل العدم والملكة تقابل العدم والملكة تذكرون اننا تكلمنا عن التقابل فقلنا ان المتقابلين ينقسمان الى اربعة اقسام تذكرون او لا تذكرون؟ كررنا هذا الكلام غير مرة تقابل تقابل العدم والملكة هو جزء من تقابل السلب والايجاب انما الفرق ان تقابل العدم والملكة مخصوص بالمحل الذي يكون قابلا لذلك واما ما لم يكن قابلا لذلك فانه يجوز رفع الصفتين المتقابلتين من خاصية او من خواص المتقابلين تقابل العدم والملكة انه يجوز رفع الصفتين المتقابلتين عن المحل الذي ليس قابلا لهاتين الصفتين ومثلوا لهذا بالسمع والبصر فان السمع ضده الصمم فهاتان اه فان السمع يقابله الصمم وهاتان الصفتان يمكن نفيهما اي رفعهما عن هذه الاسطوانة. او ذاك الحائط وذلك لان هذا المحل قالوا غير قابل اصلا لي هذه الصفة او ما يقابلها قالوا ونحن نقول ان الله عز وجل غير قابل اصلا للاتصاف لا بهذه الصفة ولا بما يقابلها ايرادكم هذا الذي او استدلالكم هذا الذي استدللتموه صحيح لو كانت الصفتان متقابلتان ماذا تقابل التناقض تقابل السلبي والايجاب. فان هذا التقابل يطرد فيه الحكم فيقال في كل شيء وفي كل حال ان هاتين الصفتين لا ترتفعان ولا تجتمعان اما اذا كان التقابل تقابل السل تقابل العدم والملكة فالامر يختلف فانهما لا يجتمعان ولا يرتفعان في المحل القابل ويجوز ارتفاعهما في غير القابل. قالوا والله عز وجل نقول انه لا يقبل اصلا ان يكون سميعا او او اصم او يكون بصيرا او او اعمى وقل مثل هذا في بقية الصفات كالكلام مع الخرس الى غير ذلك فهمنا اذا هم يقولون صفة السمع مع الصمم متقابلتان تقابل العدم والملكة فيجوز رفعهما عن الله سبحانه وتعالى بان يقال لا سميع ولا قسم والسبب ان الله عز وجل اصلا لا يقبل الاتصاف بواحدة من هاتين الصفتين طيب المؤلف رحمه الله اجاب عن هذا الايراد في هذا الموضع باجوبة اربعة وجوابان منها كان بالمنع وجوابان كانا على سبيل التسليم لكن مع المعارضة و كنت اوردت فيما مضى آآ معنى كلام شيخ الاسلام رحمه الله وسنقرأه الان لكن هناك جواب لم يتعرض له شيخ الاسلام رحمه الله في هذا الموضع احب ان انبهك عليه وهو ان الصفات في حق الله عز وجل لا يمكن ان يكون التقابل بينها وبينما يقابلها من قبيل تقابل العدم والملكة هذا لا يرد اصلا في الصفات التي تتعلق بالله سبحانه وتعالى او تنفى عن الله عز وجل لم لان الصفات في حق الله عز وجل اما ان تكون واجبة واما ان تكون ممتنعة اما ان تكون من قبيل الممكن يعني تكون ممكنة في حق الله او غير ممكنة في حق الله عز وجل فهذا غير وارد اصلا انتبه لهذا حينما يقول هؤلاء ان التقابل بين السمع والصمم من تقابل العدم والملكة ما هو تقابل العدم والملكة؟ الملكة قالوا هي كل معنى وجودي ام امكن ان يتصف به شيء. انتبه الى قولهم امكن ان يتصف به الشيء اما باعتبار جنسه او باعتبار نوعه او باعتبار عينه المهم انهم يقولون ان الملكة هي المعنى الوجود الذي يمكن ماذا ان يتصف به الشيء العدم هو ارتفاع هذه الملكة هو ماذا ارتفاع هذه الملكة وعليه فيمكن ان نقول ان الانسان يمكن ان يكون سميعا ويمكن ان يكون اصم اليس كذلك الانسان يمكن ان يكون متكلما ويمكن ان يكون اخرس الانسان يمكن ان يكون بصيرا ويمكن ان يكون اعمى هذا في حق المخلوق متوجه كون الصفة ومقابلها تكونان ممكنتين في حق الانسان هذا وارد اما في حق الله سبحانه وتعالى فهذا التقسيم لا يرد الله عز وجل الصفة في حقه اما ان تكون كمالا فهي بهذا واجبة في حقه او تكون نقصا فتكون ماذا ممتنعة في حقه فهمنا اذا الكلام عن ان الصفات في حق الله سبحانه وتعالى يمكن ان تتقابل تقابل العدم والملكة هذا غير وارد اصلا في حق الخالق انما هذا يمكن ان يكون في حق المخلوق لان الله عز وجل واجب الوجود والمخلوق ممكن الوجود وبالتالي صفاته تدخل في قبيل ممكن اما الله عز وجل فلا لا محل اصلا لن يقال هذه الصفة يمكن ان يتصف بها ويمكن الا يتصف بها طيب هذا حاول ان تتأمله ان اتضح لك فبها والا فالامر على كل حال يسير بالمناسبة اه هذا الموضع وما بعد الى نهاية هذه القاعدة فيه بحث عقلي دقيق يحتاج الى شيء من التركيز و اني اوصيك يا طالب العلم في مثل هذا المقام الذي قد تستشكل فيه بعض المباحث ان تسعى الى ان تركز وتفهم العلم بكل حال ليس امرا مستغلقا انما هو امر ان اعطي حقه من التأمل سيتضح باذن الله عز وجل حتى المشكل لكن الذي اريد ان اقول انه وان بقي الشيء مشكلا فهذا ليس بالشيء المعضل المشكل يبقى مشكلة وطالب العلم قد يستشكل بعض المسائل استشكاله بعض المسائل يدل على انه يطلب العلم اذا هو يبحث وينظر ويتأمل وبالتالي يقع عنده ما قد يستشكل المشكل يبقى مشكلة وينحل بتوفيق الله عز وجل مع مرور الايام والليالي الذي اريد ان اقول انه لا ينبغي ان يكون وقوع المشكلات سببا في اعراضك عن العلم بعض الناس اذا قرأ في كتاب فانه اذا وقف على بعض المسائل التي ما استوعبها جيدا ربما رمى بالكتاب وربما اساء الظن بنفسه من جهة الولادة وعدم الفهم او اساء الظن في العلم من جهة انه شيء صعب ولا يمكن الوصول اليه وبالتالي ينقطع يصاب بالقنوط وهذا من الامر الذي لا ينبغي على طالب العلم ان يقع فيه المشكلات تبقى مشكلات دعها في زاوية المشكلات وستنحل ان شاء الله ان لم يكن اليوم فغدا وان لم يكن غدا فبعد سنة وان لم يكن بعد سنة فبعد عشر سنوات. ما المشكل لم يزل اهل العلم على هذا تبقى عندهم مشكلات تنحل مع مرور الايام والليالي اما انه اذا وقفت على مشكل انقطعت او اصابك اليأس والقنوط فضعف حرصك على العلم هذا ليس بالمسلك الرشيد المطلوب ان تكون حريصا والحرص وسط بين حالتين اللامبالاة او القنوط بعض الناس لا مبالي لا فرق عنده بين ان يفهم او لا ان او ان لا يفهم المهم ان يمر على الكتاب المهم ان يقول انا قرأت كذا ومررت بهذا الكتاب على الشيخ الفلاني ربما شيء من التفاخر او شيء من الشعور الذاتي بانه قطع شيئا مع انه لم يفهم شيئا كثيرا مما قرأ يقابل هذا من اذا مرت به المشكلات اصابه من الضيق والفتور واليأس ما الله به عليم والذي ينبغي ان تكون حريصا احرص على ان تفهم وان تستوعب وان تبحث فان انحل الامر لك فالحمد لله والا فانه سينحل لاحقا وكم من طلبة العلم من اذا مرت به المشكلات ابقاها بحالها ثم اعاد الكرة بعد مدة فان لم تنحل اعاد الثالثة والرابعة ربما في الخامسة او السادسة تنحل فهكذا ينبغي ان تكون بمثل هذه المسائل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وايضا فكل موجود يقبل الاتصاف بهذه الامور ونقائضها فان الله قادر على جعل الجماد حيا كما جعل عصا موسى حيا ابتلعت الحبال والعطر قيل له اعد قيل له قيل له هذا اصطلاح ما اصطلحتموه والا فما يوصف بعدم الحياة والسمع والبصر والكلام يمكن وصفه بالموت والصمم والعمى والخرس والعجمى نعم شيخ الاسلام هنا لا يسلم بصحة هذا القسم اصلا لا يسلم بصحة قسم المتقابلين تقابل العدم والملكة انتبه شيخ الاسلام واهل العلم قبله وبعده يعلمون قاعدة لا مشاحة في الاصطلاح لكن يعلمون ايضا ان هذه القاعدة مقيدة لا مطلقة لا مشاحة في الاصطلاح ما لم يترتب على هذا الاصطلاح احقاق باطل او ابطال حق اما اذا ترتب على الاصطلاح ابطال حق او احقاق باطل لم يسلم بها لم يسلم بهذا الاصطلاح هنا حينما ترتب على هذا الاصطلاح الذي ذكره وهو التقابل تقابل العدم والملكة لما ترتب على هذا التذرع اه التذرع الى نفي صفات الله سبحانه وتعالى هنا قال لهم شيخ الاسلام قفوا نحن لا نسلم اصلا بهذا الاصطلاح ما الدليل على هذا الذي اصطلحتم عليه حينما تقولون ان السمع ان السمع والصمم وانا العمى والبصر متقابلان تقابل العدم والملكة وبالتالي فلا يوصف باحد الوصفين الا ما كان اه قابلا لهذا المحل وما ليس قابلا فانه لا يوصف بذلك ما الدليل على هذا الامر ان كان الامر شرعيا فهاتوا الدليل عليه ولا دليل عليه وان كان عقليا هاتوا الدليل على انه عقلي ولا دليل على انه عقلي انما هو اصطلاح محض ان كان الامر راجعا الى اللغة فاللغة لا تساعدكم بل اللغة على خلاف ما قلتم فانه في اصطلاحكم لا يصح وصف الارض بالموت اليس كذلك مع ان اللغة قد جاء فيها وصف الارض بالموت اليس الله سبحانه وتعالى يقول واية لهم الارض الميتة وعندكم لا يصح ان توصف بالموت فان الارض محل غير قابل لا لحياة ها ولا لموت فلا تثبت احدى الصفتين في هذا الموضع وهذا امر غير صحيح. النبي صلى الله عليه وسلم وهو افصح العرب اللهم صل وسلم عليه يقول كما عند ابي داوود واحمد وغيرهما باسناد صحيح من احيا ارضا ميتة فهي له العرب يتكلمون بهذا كثيرا يقولون مثلا فلان ليس له مال صامت ولا ناطق يقولون مال صامت ومال ناطق المال الصامت قالوا الذهب والفضة والناقط والناطق قالوا الغنم والابل مع انهم اعني هؤلاء المتكلمين يقولون ان مثل الذهب والفضة لا يوصف بماذا لا صمت ولا ولا نطق وقل مثل هذا في نظائر كثيرة اذا هذا الذي ذكرته شيء ما ساعدتكم عليه الادلة الشرعية ولا العقلية ولا اللغة ما بقي الا انه ماذا اصطلاح محض اصطلحتم عليه ثم بنيتم عليه بعد ذلك هذه الاحكام فنحن لا نسلم لكم بهذا الامر بل التقابل بين السمع والصمم وبين العمى والبصر الحق انه من قبيل التقابل بين السلب والايجاب وليس من قبيل التقابل بين العدم والملكة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وايضا فكل موجود يقبل الاتصاف بهذه الامور ونقائضها فان الله قادر على جعل الجماد حيا كما على موسى كما جعل عصا موسى عليه السلام حيا ابتلعت الحبال والعصي. احسنت هذا وجه اخر ايضا بالمنع القوم يقولون ان الملكة كل معنى وجودي امكن ان يكون آآ الشيء متصفا به والسؤال هل يمكن في قدرة الله سبحانه وتعالى ان يجعل الجماد ناطقا بصيرا سميعة ام لا هم يقولون امكن اليس كذلك فنقول هل في قدرة الله سبحانه وتعالى ان يجعل هذه الامور واقعة وبالتالي ممكنة ام لا الجواب نعم فان نظرنا الى قدرة الله سبحانه وتعالى امكن في كل شيء ان يقال فيه انه قابل لهذه الصفة وقابل لماذا لمقابلها فالله سبحانه وتعالى قد جعل حيت قد جعل عصا موسى عليه الصلاة والسلام حية تسعى كذلك الله سبحانه وتعالى انطق الجماد فالطعام سبح والحجر سلم والجذع حن والجلود تنطق وتقول انطقنا الله فهذا في قدرة الله سبحانه وتعالى ليس بممتنع بل الله عز وجل قادر على ان يجعل هذه الاشياء جميعا محلا قابلا لماذا محلا قابلا لهذه الصفات او مقابلها وبالتالي ستكون جميعا من قبيل ها المتقابلات تقابله السلبي والايجاب نعم وايضا هذا الجواب الثالث ما قبله الثاني وما قبله الاول والان الثالث نعم. وايضا فالذي لا يقبل الاتصاف بهذه الصفات اعظم نقصا مما يقبل الاتصاف وبها مع اتصافه بنقائضها. فالجماد الذي لا يوصف بالبصر ولا العمى ولا الكلام ولا الخرس اعظم نقصا من الحي الاعمى الاخرس. نعم هذا الجواب على سبيل التسليم سلمنا جدلا بان هناك اشياء لا يمكن ان تتصف بهذه الصفة او بما يقابلها سلمنا بهذا جدلا فاننا نقول ان الذي لا يقبل الاتصاف بهذه الصفات المتقابلة اعظم نقصا ممن يقبل الاتصاف بها مع اتصافه بنقائضها. يريد ان يقول ان الذي لا يقبل الاتصاف بهذه الصفات اصلا اعظم نقصا ممن يقبل الاتصاف بها او بضدها او بما يقابلها يقبل الاتصاف بها او بما يقابلها فالجماد الذي لا يوصف بالبصر ولا العمى ولا الكلام ولا الخرس اعظم نقصا من الحي الاعمى الاخرس. وهذا واظح لا شك فيه بمعنى ايهما ايهما انقص انسان اعمى واصم واخرس او هذه الاسطوانة التي لا توصف لا بعمى ولا بخرس ولا بصمم ولا بما يقابل ذلك. ايهما اشد نقصا لا شك ان الاسطوانة اشد نقصا اذا انتم اذا كنتم تفرون من تشبيه الله سبحانه وتعالى بالانسان او الحيوان الذي هو قابل للاتصاف بالكلام السمع والبصر فانكم ما زدتم على ان شبهتموه جل ربنا وعز وتعالى عن قولكم علوا كبيرا وصفتموه بالجماد الذي هو غير قابل اصلا للاتصاف بهذه الصفات فكان قولكم لا شك انه اشنع من القول الذي فررتم من اثباته لله سبحانه وتعالى. نعم فاذا قيل ان الباري عز وجل لا يمكن لا يمكن اغتصابه. هذا توضيح لما سبق بيانه نعم فاذا قيل ان الباري عز وجل لا يمكن اتصافه بذلك كان في ذلك من وصفه بالنقص اعظم مما اذا وصف بالخرس والعمى والصمم ونحو ذلك مع انه اذا جعل غير قابل لهما كان تشبيها له بالجماد الذي لا يقبل الاتصاف بواحد منهما. وهذا تشبيه بالجمادات الحيوانات فكيف ينكر من قال ذلك على غيره ما يزعم انه تشبيه بالحي. فررتم من تشبيه الله عز وجل بالحيوان توقعتم في تشبيهه تعالى الله عن قولكم وافقكم بالجماد نعم الله اليكم الجواب الرابع قال رحمه الله وايضا فنفس نفي هذه الصفات نقص كما ان اثباتها كمال فالحياة من حيث هي هي مع قطع النظر عن تعيين الموصوف بها صفة كمال وكذلك العلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والفعل ونحو ذلك. وما كان صفة كمال فهو سبحانه وتعالى احق بان بان تصف به من المخلوقات فهو لم يتصف به مع فلو لم يتصف به مع اتصاف المخلوق به لكان المخلوق اكمل منه. نعم. وهذا معلوم الفساد بالضرورة هذا هو الجواب الرابع من المؤلف رحمه الله وهو ايظا على تسليم صحة ما قالوا من التقابل بين العدم والملكة فاننا نقول لهم انه بغض النظر عن نوع التقابل هل ومن تقابل السلب والايجاب او من تقابل العدم والملكة بغض النظر عن هذا هذه الصفة التي تنفوها عن الله عز وجل هي كمال وعدمها نقص مهما كان نوع التقابل في هذه الصفات فالحياة والسمع والكلام والبصر والعلو وما الى ذلك كل ذلك كمال او نقص لا شك انه كمال بغض النظر عن كون التقابل في هذه الصفة وما يقابلها تقابل سلب او ايجاب او تقابل عدم او ملكة هي صفة كمال وما يقابلها صفة نقصد فاذا كان المخلوق يتصف بهذه الصفة التي يقر العقل بانها كمال فاننا نقول ان الله عز وجل اولى ان يكون متصفا بالكمال من المخلوق وهذا مبني على القاعدة التي تكلمنا عنها سابقا وهي قاعدة قياس الاولى التي هي من معنى كون الله عز وجل له المثل الاعلى يعني الوصف الاكمل. كل كمال اتصف به المخلوق لا نقص فيه بوجه من الوجوه. فالله عز وجل اولى به لان المخلوق ما استفاد كماله الا من خالقه فكان خالقه احق واولى بالكمال والا للزم ان يكون المخلوق اكمل من خالقه وهذا معلوم الفساد بالضرورة يعلم كل عاقل يقر بالخلق يقر بوجود الخالق سبحانه انه يستحيل ان يكون مخلوق اعظم واكمل من خالقه تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا. نعم هذه اوجه اربعة يرد بها على الايراد الذي اورده هؤلاء المعطلة على تلك القاعدة التي ذكرت لك وهي اثبات الصفة التي هي صفة كمال لله عز وجل بنفي نقيضها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واعلم ان الجهمية المحضة في القرامطة ومضاهاهم ينفون عنه ينفون عنه تعالى اتصافه بالنقيضين حتى يقولوا ليس ليس بموجود ولا ولا ليس بموجود ولا حي ولا ليس بحي ومعلوم ان الخلو عن نقيضين ممتنع في بدائه العقول كالجمع بين النقيضين. نعم. مصطلح الجهمية اظن انني تكلمت سابقا عنه وقلت انه يطلق باعتبارين الاول اعتبار عام حيث يوصف كل معطل بانه جهمي او من الجهمية وثمة اعتبار خاص يطلق على جهم بن صفوان واتباعه خاصة المؤلف هنا استعمل كلمة الجهمية بالاعتبار العام الذي يشمل جميعه المعطلة فيقول ان الجهمية المحضة يريد المعطلة الغلاة يريد المعطلة الغلاة كالقرامطة ومر بنا سلمكم الله الكلام عن قولهم في صفات الله عز وجل حيث انهم يسلبون عن الله عز وجل النقيضين اعاد المؤلف رحمه الله ها هنا قولهم فقال عنهم انهم ينفون عنه تعالى اتصافه بالنقيضين ومعلوم ان رفع النقيضين كالجمع بين النقيضين كلاهما ممتنع حتى يقولوا ليس بموجود ولا ليس بموجود ليس بموجود يعني لا موجود ولها ليس بموجود ما معنى لا ليس بموجود نفي النفي اثبات اذا هم يقولون ليس بموجود ولا معدوم ليس موجودا وليس معدوما هذه خلاصة ما يقولون. لا حي ولا ليس بحي. لا ليس بحي يعني ها ميت اذا يقولون لا حي ولا ميت ان قلت لا حي ولا ميت او قلت لا حي ولا ليس بحي فالكلمتان او العبارتان شيء واحد نعم ينفون عن الله عز وجل النقيضين فالوجود والعدم والحياة والموت امران متقابلان تقابل سلب وايجاب بمعنى انهما متناقضان لا يمكن ان يكون الشيء اي شيء الا موجودا او معدوما اليس كذلك؟ ليس هناك حالة وسط وليس هناك حالة ثالثة ان يكون الشيء لا موجودا ولا ولا معدوما كذلك بالنسبة لحياة والموت كذلك بالنسبة للحركة والسكون الداخل والخارج المباينة او المداخلة الى غير ذلك هذه كلها تتقابل تتقابل تقابل السلبي والايجاب وعند كل عاقل لا يمكن ان يجتمع النقيضان كما انه لا يمكن ان يرتفع النقيضات اما القوم فانهم خرجوا عن حدود العقل لانهم عصوا الله عز وجل بعقولهم فافسد الله عز وجل عليهم عقولهم فصارت عقولهم ضحكة للعقلاء والحمد لله على العافية نحمد الله على ان عافانا من هذه الاهواء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واخرون وصفوه بالنفي فقط فقالوا ليس بحي ولا سميع ولا بصير. وهؤلاء اعظم كفرا من اولئك من وجه واولئك اعظم كفرا من هؤلاء من وجهه. طيب اشار ثانيا الى فرقة اخرى من المعطلة فهم الذين لا يصفون الله تعالى الا بالسلب وصفهم لله عز وجل انما هو بالسلوب تذكرون اننا تكلمنا عن هذا حينما اورد المؤلف رحمه الله اقوال المعطلة فذكر قول هؤلاء القرامطة وذكر بعده قولا طائفة اخرى من غلاة المعطلة وهم الفلاسفة ومن تابعهم هؤلاء انما يصفون الله عز وجل بالنفي فيقولون ليس بحي ليس بسميع ليس ببصير ليس بكذا ليس بكذا كل الذي يجهدون في وص الله عز وجل به انما هو النفي انما هو السلب قلنا ان خلاصة مذهب هؤلاء انما هي ماذا وصف الله عز وجل بالعدم كما مر معنا في كلام السلطان محمود رحمه الله اذا اردت ان تصف المعدوم وباي شيء تصفه احسن من هذا الذي تذكر لا شيء احسن منا اه لا شيء احسن من هذا الذي تقول في وصف العدم تعالى الله عن قولهم وافكهم علوا كبيرة المؤلف يقول هؤلاء يعني الفلاسفة والجهمية المعتزلة وغيرهم ممن لا يصفون الله عز وجل الا بالسلب اي بالنفي يقول اعظم كفرا من اولئك من وجه واولئك يعني القرامطة الذين سلبوا النقيضين اعظم كفرا من وجه هذه المسألة بسطها المؤلف رحمه الله في كتابه الصفدية في اواخر المجلد او في اواخر الجزء الاول من الصفدية بسطها هذه المسألة المقارنة بين مذهبي القرامطة والفلاسفة ونحوهم آآ في حدود آآ ثلاث صفحات تقريبا وذكر فيها كلاما مركزا في المقارنة بين هذين المذهبين كلاهما شر وكلاهما ضلال وكلاهما تناقض وكلاهما كفر لكن بالمقارنة بينهما يقول شيخ الاسلام ان قول الفلاسفة اشنع واشد كفرا من وجه وان قول القرامطة اشنع واشد كفرا من وجه ما وجه هذا الذي ذكره شيخ الاسلام رحمه الله الفلاسفة اشنعوا قولا من القرامطة من وجه وهو ان العدم في حق الله عز وجل على قولهم اولى به من الوجود الفلاسفة على قولهم العدم احق بالله سبحانه وتعالى من الوجود اما القرامطة فليس احد الامرين اولى من الاخر او احق من الاخر ليس العدم اولى في حقه من الوجود وليس الوجود اولى في حقه من العذاب بعبارة اخرى الفلاسفة يقولون ان الله سبحانه ممتنع الوجود واجب العدم ممتنع الوجود واجب العدم اما القرامطة فانهم يقولون انه ممتنع الوجود ممتنع العدم فايهما اشنع لا شك ان الفلاسفة اشنع لان عدم الله سبحانه وتعالى على قولهم سبحانه وتعالى عما يقولون لا شك ان العدم في حقه اولى بل هو واجب واجب ان يكون ماذا معدوما ممتنع ان يكون موجودا اما اولئك وكلا الامرين ممتنع فقط امتنعوا الوجود ممتنع العدم وليس ان عدمه ماذا واجب ليس ان عدمه واجب فمن هذه الجهة كان قول الباطنية اهون وقول الفلاسفة اه اكثر او اشد كفرا اعظم شناعة لكن من جهة اخرى الباطنية قولهم اشنع وكفرهم اعظم من جهة انهم ما اثبتوا لله عز وجل صفة ثبوتيا ولا اي شيء من جهة الثبوت البتة ما اثبتوا لله عز وجل شيئا ابدا اما الاخرون الفلاسفة من ضاهاهم فانهم قد قالوا باثبات شيء في الجملة مثلا الفلاسفة قلنا انهم وصفوا الله عز وجل بماذا بالسلوب الاضافات ولاجل اثباتهم هذه الاضافات قالوا عن الله سبحانه وتعالى او وصفوا الله عز وجل بانه عاشق ومعشوق وعشق ولذيذ وملتذ ولذة اليس كذلك آآ تلاحظ انهم اثبتوا شيئا في الجملة وان كانوا عادوا على هذه الاضافات بجعلها ماذا امورا عدمية بعد ذلك لكن في الجملة ماذا قالوا باثبات شيء ما قالوا انه موجود بشرط الاطلاق وقل مثل هذا في الجهمية والمعتزلة لابد ان يكونوا قد اثبتوا شيئا ما اما اولئك القرامطة فانهم ماذا ما اثبتوا لله عز وجل شيئا البتة فكان قول القرامطة على هذا اشنع كان قول القرامطة على هذا اشنع من قول الفلاسفة على كل حال كلا القولين ضلال كلا القولين كفر. كلا القولين تناقض ولا يمكن ان يكون القوم قد اه قالوا ب آآ الحق الذي توارد عليه النقل والعقل وهم بهذه المثابة التي هي غاية التعطيل وغاية الكفر نعوذ بالله من هذه الحال. نعم الله اليكم قال رحمه الله فاذا قيل لهؤلاء هذا يستلزم وصفه بنقيض ذلك كالموت والصمم والبكا قالوا انما يلزم ذلك لو كان قابلا لذلك. رجع المؤلف رحمه الله الى الايراد السابق انهم يقولون ان هذا غير غير وارد لان الله عز وجل لا يقبل الاتصاف اصلا بهذه الصفات. قال الشيخ وهذا الاعتذار يزيد قولهم فسادا. لماذا لماذا كان هذا الاعتذار يزيد قوله فسادا لما سبق الكلام عنه في الوجه الثالث ان الذي لا يقبل الاتصاف بهذه الصفات اعظم نقصا مما يقبل الاتصاف لكنه لا يتصف فهمتم مرت بنا هذه سابقا وقلنا ان الحائط انقص من الانسان الاعمى. نعم وكذلك من ضاه هؤلاء وهم الذين يقولون ليس بداخل العالم ولا خارجه اذا قيل لهم هذا ممتنع في ضرورة العقل كما اذا قيل ليس بقديم ولا محدث ولا واجب ولا ممكن ولا قائم بنفسه ولا قائم بغيره قالوا هذا انما يكون اذا كان قابلا لذلك. والقبول انما يكون من المتحيز. فاذا انتفى التحيز انتفى قبول هذين النقيضين الان يناقش المؤلف رحمه الله طائفة من الجهمية لكنهم بالنسبة للذين سبقوا مقتصدا واولئك غلاة لكن هؤلاء اتوا ايضا بشناعة عظيمة كان قولهم فيه سلب للنقيضين والعجيب انهم يزعمون انهم من اهل السنة بل يزعمون انهم هم اهل السنة مع قولهم بهذه الشناعة العجيبة التي هي خارج خارجة عن حدود المعقول حينما يقولون ان الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه الحق ان هذا سلب للنقيضين وهذا ممتنع في بدائه العقول طيب بالتالي يكون القوم قد ساروا في طريقة الاستدلال وطريقة الوصف لا اقول في الوصف لكن في طريقة الوصف ساروا على نهج اشياعهم وسابقيهم من الجهمية الغلاة اولئك نقطوا وهؤلاء رسموا على على هذه النقاط حقيقة هم قد تأثروا تأثرا كبيرا بالمسلك الذي سار عليه ولاة الجهمية فاتوا بهذا الامر العظيم الذي لازمه وصف الله سبحانه وتعالى بالعدم فالقول بانه لا داخل العالم ولا خارجه يقتضي ولابد انه ماذا معدوم فلا يمكن ان يكون شيء موجود سواء كان وجوده لذاته او وجوده بغيره لا يمكن ان يكون الا داخل العالم او او خارجه اما ان يكون لا داخل العالم ولا خارجه فهذا لا يكون الا الا معدوما. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيقال لهم قالوا يعني اذا قيل لهم هذا ممتنع في في ضرورة العقل يعني يمتنع سلب النقيضين اذان نقيضان داخل العالم وخارج العالم ماذا نقضان لا يجتمعان لا يمكن ان يكون الشيء الواحد داخل العالم وخارج العالم في وقت واحد كما انه يمتنع في الوقت الواحد ان يكون ماذا لا خارج العالم ولا ولا داخل العالم قالوا هذا انما يكون اذا كان قابلا لذلك والقبول انما يكون من المتحيز فاذا انت انت فالتحيز انتفى قبول هذين النقيضين. يعني يقولون كونه هذين متقابلين يمتنع ارتفاعهما انما يكون في المحل القابل والله عز وجل لا يقبل ان يكون موصوفا بهذا او موصوفا بظده كما قلنا في مسألة الكلام والخرس ومسألة السمع والصمم اه وكررنا هذا غير مرة اذا اذا قلنا ان الله ليس متحيزا انتفى قبول هذين النقيضين وامكن رفعهما قلنا المتقابلان. تقابل العدم والملكة من خواص هذا التقابل انه يجوز ماذا رفع الصفتين المتقابلتين رفع الصفتين المتقابلتين لكن لا يجوز ها الجمع بينهما فالحائط تقول انه لا ليس بسميع ولا اصم على قولهم ليس بسميع ولا اصم. ولا يجوز ان تقول انه سميع اصم. طيب يقول لما كان غير متحيز جاز لنا ان نرفعه الوصفين المتقابلين فنقول انه ها لا داخل العالم ولا خارجه طيب انظر الان الرد على هذا القول. نعم فيقال لهم علم الخلق علم الخلق بابتناع الخلو من هذين النقيضين هو علم مطلق. لا يستثنى منه موجود. هذا الجواب الاول الكلام الذي ذكره الكلام الذي ذكره مكابرة محضة فان جميع العقلاء يسلمون بان التقابل بين داخل العالم وخارج العالم تقابل سلب وايجاب تقابل نقيضين واذا قلتم بخلاف هذا كنتم مكابرين ولابد كل عاقل يدرك ان كل موجودين فاحدهما اما ان يكون داخل الاخر او خارجا عنه وهذا لا يمكن ان يختلف فيه عاقل الا اذا كان مكابرا كل موجودين فلا بد ان يكون احدهما اما داخل الاخر واما خارج الاخر الله عز وجل موجود عنده او لا اجيبوا موجود والعالم موجود ام لا مع الفرق بين الوجودين وجود الله عز وجل لذاته وجود العالم بغيره لكن المهم الله عز وجل يسلمون بانه موجود والعالم يسلمون بانه موجود اذا لا بد في كل موجودين من ان يكون احدهما داخل الاخر او ان يكون خارجه يستحيل ان يكون هناك جواب او حال ثالثة يستحيل وهذا مما يسلم به جميع العقلاء. اذا حينما يريدون ادخال هذا التقابل بين داخل العالم وخارجه في تقابل العدم والملكة نقول انتم مكابرون بل هذا عند جميع العقلاء على تسليم هذا النوع الذي هو تقابل العدم والملكة لا يمكن ان يكون من تقابل العدم والملكة بل هذا من تقابل السلب والايجاب. يقول علم الخلق بامتناع الخلو من هذين النقيضين هو علم مطلق. لا يستثنى منه موجود. ولا يخالف في هذا الا مكابر التقابل بينهما من تقابل السلب والايجاب لا من تقابل العدم والملكة التقابل بين المباينة والمداخلة التقابل بين المباينة المداخلة من تقابل السلب والايجاب لا من تقابل العدم والملكة ثم ذكر جوابا اخر نعم قال رحمه الله والتحيز المذكور ان اريد به كون الاحياز. اي تحيز مذكور حينما قالوا ان الله ليس بمتحيز قالوا ان الله ليس بمتحيز وبالتالي صح لنا ان نقول انه لا داخل العالم ولا خارجه. نعم والتحيز المذكور ان اريد به كون الاحياز الاحياز كون الاحياز الموجودة تحيط به فهذا هو الداخل في العالم ان اريد به انه منحاز عن المخلوقات اي مباين لها متميز عنها فهذا هو الخروج فالمتحيز فالمتحيز يراد به تارة ما هو داخل العالم وتارة ما هو خارج العالم فاذا قيل ليس بمتحيز كان معناه وليس بداخل العالم ولا خارجه فهم غيروا العبارة ليوهموا من لا يفهم من لا يفهم حقيقة قولهم ان هذا معنى اخر وهو المعنى الذي علم فساده بضرورة العقد كما فعل اولئك في قولهم ليس بحي ولا ميت ولا موجود ولا معدوم ولا عالم ولا جاهل. شيخ الاسلام رحمه الله في الجواب الثاني يناقشهم في قولهم ان هذا لا يرد علينا لاننا نقول انه ليس بمتحيز المتحيز هذه الكلمة سيتكلم عنها المؤلف رحمه الله في القاعدة الثانية وتمر بنا غدا ان شاء الله كلمة متحيز من الالفاظ المجملة ماذا تريدون بها يقول شيخ الاسلام المتحيز المعقول من هذه الكلمة اما ان يكون ما تحيط به الاحياز يعني يكون داخل الاحياز او يكون منحازا عن غيره فيكون خارجا عن العالم فكلمة المتحيز تشمل الامرين وبالتالي اذا قالوا ان الله ليس متحيزا كأنهم قالوا انه لا داخل العالم ولا خارجه اتدري ما نتيجة ذلك نتيجة ذلك انهم يقولون ان الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه لانه ليس متحيزا وهذا بمعنى قولهم انه لا داخل العالم ولا خارجه لانه ليس داخل العالم ولا خارجه جعلوا الحجة هي الدعوة نفسها وهذا ممتنع عند جميع العقلاء ان تجعل الدعوة ان تجعل الحجة هي الدعوة نفسها هذا مصادرة على المطلوب وهذا نوع من من الكيد الذي يقع بين المتناظرين ونوع من الحيل التي يتخذها المتجادلان وهذا عند العقلاء مما ينبغي ان يترفع عنه صاحب المروءة القوم جعلوا الحجة هي الدعوة نفسها ما زادوا على ذلك. ولهذا يقول شيخ الاسلام فهم غيروا العبارة ليوهموا من لا يفهم من لا يفهم حقيقة قولهم ان هذا معنى اخر وهو المعنى الذي علم فساده بضرورة العقل ان المعنى الذي علم فساده بضرورة العقل ان النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان والمباينة والمداخلة يعني داخل العالم وخارج العالم امران متناقضان متقابلان تقابلا السلبي والايجاب وبالتالي يمتنع اجتماعهما ويمتنع ايضا ارتفاعهما فالقوم يقولون لا داخل العالم ولا خارجه لانه ليس بمتحيز فكانت النتيجة انهم قالوا انه لا داخل العالم ولا خارج العالم لانه ليس داخل العالم ولا خارج العالم وهذا مما لا ينبغي ان يقع فيه من آآ يريد ان يكون منصفا في جداله حقيقة الامر انهم ساروا على الطريقة نفسها التي وقع فيها المتقدمون حينما نفوا عن الله سبحانه وتعالى النقيضين فقالوا ليس بحي ولا ميت قالوا انه لا موجود ولا معدوم قالوا انه لا عالم ولا جاهل وقال اصحابنا هؤلاء انه لا داخل العالم ولا خارج العالم وهذا معلوم بفساد معلوم فساده بضرورة العقل فان الذي ليس داخل العالم ولا خارج العالم هو العدم المحض والله عز وجل موجود والله عز وجل له الكمال المطلق في ذاته وفي صفاته سبحانه وتعالى. اذا تبين لنا فساد قولهم وهذا هو المطلوب. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين