بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر القاعدة الثانية ان ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل فانه يجب الايمان به سواء عرفنا معناه او لم نعرف لانه الصادق المصدوق كما جاء في الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الايمان به وان لم يفهم وان لم يفهم معناه وكذلك ما ثبت باتفاق سلف وكذلك ما ثبت باتفاق وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الامة وائمتها ومع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا في الكتاب والسنة. بدون واو يا عبد الله مع احسن الله اليكم مع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا في الكتاب والسنة متفقا عليه بين سلف الامة فما تنازع فيه المتأخر ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا ما بعد فهذه القاعدة الثانية من القواعد السبع الجليلة التي دونها الشيخ تقي الدين ابو العباس رحمه الله في هذه الرسالة القيمة الرسالة التدميرية موضوع هذه القاعدة هو منهج التعامل مع الالفاظ المجملة وكان من المناسب عقد هذه القاعدة ها هنا لانه قد سبق معنا في اخر القاعدة الماضية ان كنتم تذكرون في الدرس الماظي كلام من المؤلف رحمه الله عن لفظتي الجهة والتحيز انتقل المؤلف رحمه الله للكلام عن هذا الموضوع فهو منهج التعامل مع هذه الالفاظ المجملة التي يستعملها اهل البدع كانت الكلمة التي ذكرها في اخر القاعدة الماضية هي التحيز والمتحيز يقول المؤلف رحمه الله ممهدا للكلام عن هذا الموضوع انما اخبر الله او انما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل فانه يجب الايمان به سواء عرفنا معناه او لم نعرف لانه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهذا حق فان قاعدة اهل السنة الاصيلة في باب التلقي هي ان الفهم ليس شرطا في الايمان الفهم ليس شرطا في الايمان الواجب هو الايمان بكل ما جاء في النصوص بمعنى ان القاعدة في هذا الباب الايمان مرتبط بثبوت النقل لا بحصول الفهم قاعدة اهل السنة التي فارقوا فيها غيرهم من اهل الكفر والابتداع ان الايمان مرتبط بثبوت النقل المهم ان يثبت النقل ان يثبت الدليل الذي تضمن كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو المهم ثبوت النقل لا حصول الفهم بمعنى ان من جعل قاعدة قبوله للنصوص استسلامه لها انما هو فهمه للنص فايمانه يدور مع هذا وجودا وعدما لا شك انه خالف سبيل المؤمنين فصار على نهج غير المؤمنين من المشركين الذين قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله من كان حاله كذلك فلا شك انه قد ظل الظلال المبين اذا كل ما ثبت في النصوص فواجب على من امن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا واجب عليه ان يؤمن به فهم معناه او لم يفهم معناه مع ملاحظة امرين الاول ان هذا الكلام لا يفهم منه البتة ان في كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يمكن فهمه من جميع هذه الامة هذا فهم خاطئ وهذا احتمال غير وارد لا يمكن ان يكون شيء من الكتاب والسنة مستغلق فهمه على جميع هذه الامة يعني انه مهما سعى المتأمل والمتدبر في هذه النصوص فانه لا يمكن ان يصل الى فهم هذا المعنى هذا احتمال غير وارد وقول مرفوض انما يقول اهل السنة والجماعة ان الكتاب والسنة مفهومان لمجموع الامة لا لجميع الامة اهل السنة يقولون الكتاب والسنة مفهومان ماذا لمجموع الامة لا لجميع الامة يعني الكتاب والسنة مفهومان لا لجميع الامة لم يكن فهم الكتاب والسنة شيئا حتميا لكل فرد فرد من هذه الامة انما يمكن بالنسبة للشخص الواحد ان يكون قد فهم هذا النص او ذاك ويمكن ان يكون قد جهل هذا النص او ذاك وذاك بالنظر الى الافراد يختلف باختلاف قصور العلم او قصور الفهم والادراك او سوء القصد والنية يعني اما لقصور في العلم هو جاهل ليس عنده معرفة بلغة العرب او باصول الاستدلال او اه اشراف على النصوص وجمع بينها او يكون عنده ضعف في الفهم والذكاء والادراك او يكون انسانا ساء قصده كلام مين يتدبر الكتاب والسنة بقصد الوصول الى الحق فهذه ثلاثة اسباب تؤدي الى الجهل بالنصوص في حق الفرد اما بالنسبة لمجموع الامة فلا بد ان يكون الكتاب والسنة مفهوما لابد ان يكون الكتاب والسنة ماذا؟ مفهوما. انما شخص معين لم يفهم نصا معينا في وقت معين هذا ممكن لكن الفهم في حق هذا الجاهل ممكن بمعنى لو انه ذهب فسأل او بحث فانه سوف يعلم اذا شاء الله سبحانه وتعالى ليس هناك شيء لذاته لا يمكن فهمه هذا احتمال غير وارد ولا يجوز القول به في كتاب الله كيف يكون الكتاب ميسرا للذكر ولقد يسرنا القرآن للذكر وفيه اشياء هي من قبيل الطلاسم والالغاز والاحاجي التي لا يمكن الوصول الى فهمها كيف يأمر الله عز وجل بتأمل كتابه وتدبره بل يذم سبحانه من لم يعقل الكتابة ولم يفهمه كيف يكون ذلك مع ان فيه اشياء ليس هناك سبيل الى فهمها اصلا هذا شيء لا يتأتى مطلقا اذا الكتاب والسنة مفهومان ماذا لمجموع الامة لا لجميع الامة بالنظر الى كل فرد فرد الناس متفاوتون هناك العالم هناك الجاهل ويتميز اهل العلم عن غيرهم ولا شك بكثرة علمهم بمعاني الكتاب والسنة بخلاف من كان من الجهال الامر الثاني ان من جهل شيئا من الكتاب والسنة متى ما كان صحيح القصد صادق الطلب فانه سيهتدي الى الحق وسيتبين له المستغل والدليل على هذا قوله تعالى ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله فان مفهوم المخالفة من هذه الاية ان الذين يؤمنون بايات الله يهديهم الله اذا القاعدة امن تهتدي الشيء الذي استغلق عليك فهمه واشكل عليك ادراكه يقال لك فيه سلم واذعن وامن وصدق وابشر بالخير فستهدى فيه الى وجه الحق والصواب بتوفيق الله عز وجل ورحمته اذا الواجب الايمان بالنصوص بغض النظر عن مسألة الفهم فان الايمان لا يرتبط بالفهم بل واجب الايمان بكل ما ثبت اعني الله او عن رسوله صلى الله عليه وسلم فهم هذا الثابت او لم يفهم قال رحمه الله وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الامة وائمتها مع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا في الكتاب والسنة متفقا عليه يعني حال كونه متفقا عليه بين سلف هذه الامة يريد ان يبين المؤلف رحمه الله ان مصادر التلقي في مسائل الاعتقاد ترجع الى هذه الاصول الثلاثة الكتاب والسنة والاجماع ايضا فان الاجماع حق لا شك فيه والامة لا تجتمع على ضلالة واستدرك المؤلف رحمه الله هذا الاستدراك الاخيرة في قوله مع ان هذا الباب الى اخره لاجل ان ينبه على ان كلما اجمع عليه فلا بد ان يكون الاجماع مستندا الى دليل لا يصح اجماع او لا يثبت اجماع الا عن دليل لكن قد يعلمه آآ من يعلمه ويجهله من يجهله المهم ان الاجماع الثابت لابد ان يكون مستندا الى دليل فصار كل ما اجمع عليه قد ثبت قبل ذلك بماذا بالكتاب او السنة او بهما معا واهل السنة لا يفرقون بين الادلة من حيث القبول فما ثبت في الكتاب وحده فمقبول وما ثبت في السنة وحدها فمقبول وما ثبت فيهما فمقبول وما اجمعت عليه الامة فهو مقبول ايضا وثمة امر رابع يتعلق بهذه المباحث العقدية وهو ما ثبت عن احد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فان قول الصحابي فيما لا مجال للاجتهاد فيه ومن ذلك هذه المطالب العقدية التي تتعلق بالاسماء او الصفات او القدر او ما شاكل ذلك كاليوم الاخر والملائكة والى اخره اقول هذه لها حكم الرفع فهي ملحقة بما ثبت في السنة لان احسان الظن باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم اهل له يقتضي ان يقال انهم انما تلقوا هذا من لد الرسول الله صلى الله عليه وسلم فصار هذا المقول عن احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له حكم مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم اذا هذه هي المصادر الاربعة التي يتلقى منها مباحث الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة قد يقول قائل اذا كان ما قد ثبت في الاجماع ثابتا في الكتاب والسنة فما فما فائدة هذا الاجماع في هذه المطالب الثبوت قد حصل اصلا بدليل الكتاب او السنة والجواب عن هذا ان يقال ان فائدة الاجماع تظهر من جهتين اولا من جهة تكثير الادلة وتقويتها ولا شك ان ما ثبت بثلاثة انواع من الادلة اقوى مما ثبت بنوعين او نوع واحد ولا سيما اذا كان المحل المبحوث فيه ما يرجع الى باب الاعتقاد فكلما كثرت الادلة كان هذا اقوى في الحجة وادعى لقبول المخالف الفائدة الثانية ان ثبوت الاجماع ينقطع به تشغيب المشاغب من حيث حمل النص على غير وجهه وهذا ملحظ مهم تنبه له الكتاب والسنة تسلط اهل البدع والضلال عليهما بمعول التحريف والتأويل فصاروا آآ يخوضون في ادلة الكتاب والسنة تحريفا وتأويلا حتى في اظهر الاشياء واجلاها انما يمكن ردع هذا التعدي على حرمة نصوص الكتاب والسنة بامور منها الاجماع خذ مثلا ادلة علو الله سبحانه وتعالى على خلقه ادلة كثيرة بلغت المئات وقيل انها بلغت الالاف قيل انها بلغت الالف او الالفي دليل ومع ذلك كان ما كان من اهل البدع من تحريف وتأويل هذه النصوص وحمل علو الله عز وجل وفوقيته على خلقه على غير علو ذاته وفوقية ذاته جل ربنا وتعالى فكان مما يرد على هؤلاء بالاجماع فان السلف الصالح مجمعون على ان علو الله عز وجل علو صفات وعلو ذات ايضا ومما يدل على هذا الاجماع ما اخرج البيهقي وغيره باسناد صحيح عن الامام الاوزاعي رحمه الله انه قال كنا والتابعون متوافرون نقول ان الله عز وجل او ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من صفاته تلحظ يا رعاك الله ان هذا نقل للاجماع على ان علو الله عز وجل وفوقيته على العرش وعلى كل شيء انما هي علو انما هو علو ذات وانما هي فوقية ذات فكان الاجماع في هذا الباب حاسما لشبهة المخالفين وقاطعا لعذرهم وتأويلهم المقصود ان الاصول التي يستند اليها في هذا الباب هي ما قد علمت من الكتاب والسنة والاجماع ويلتحق بهذا اقوال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وما تنازع فيه المتأخرون نفيا واثباتا فليس على احد بل ولا له ان يوافق احدا على اثبات لفظ انه نفيه حتى يعرف مراده. فان اراد حقا قبل وان اراد باطلا رد. وان اشتمل كلامه على حق وباطل. لم يقبل مطلقا ولم يرد جميع معناه بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى كما تنازع الناس في الجهة والتحيز وغير ذلك. احسنت انتقل المؤلف رحمه الله الى المقصود من هذه القاعدة وهو بيان منهج اهل السنة والجماعة في التعامل مع الالفاظ المجملة ومن يستعملها وقبل بيان منهج اهل السنة في هذا الباب يحسن التقديم بمقدمتين المقدمة الاولى تتعلق بالالفاظ المستعملة في ابواب الاعتقاد اعلم يا رعاك الله ان الالفاظ المستعملة في ابواب الاعتقاد اربعة اضرب اولا الفاظ هي حق محض الفاظ هي حق محض وهي الثابت في النقل وهي الثابت في النقل يعني في الكتاب والسنة وهذه واجب قبولها لفظا ومعنى فهمت او لم تفهم الضرب الثاني الفاظ باطلة بطلانا محضا وهي الالفاظ المخالفة للنقل الثابت كل نفل كل لفظ يناقض يخالف يعارض كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانه مردود لفظا ومعنى فمن قال مثلا ان الله لم يستوي على عرشه فاننا نقول ان هذا اللفظ ماذا مردود هذا كلام باطل. لا يمكن قبوله من قال ان الله عز وجل مثل خلقه ما رأيكم بهذا اللفظ مردود لفظا ومعنى ثالثا الفاظ محتملة للحق والباطل وهذه هي التي سنتكلم عنها بالتفصيل بعد قليل ان شاء الله الضرب الرابع الفاظ في معنى ما ثبت في النقل او هي الفاظ حسنة او ليست بسيئة وفي استعمالها مصلحة الفاظ في معنى ما ثبت في النقل او هي الفاظ حسنة او ليست بسيئة وفي استعمالها مصلحة وهذا ما يرجع عند اهل العلم الى ما يسمى بباب الاخبار ما يسمى بماذا باب الاخبار هي الفاظ ليست واردة في النصوص في غالبها ومعظمها الا انها في معنى ما جاء في النصوص او انها الفاظ هي في نفسها حسنة او ليست بسيئة لا يترتب على استعمالها محذور واستعمالها عند السلف واتباعهم انما كان لاجل تحقيق مصلحة من ذلك مثلا قول اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل عال على خلقه بائن من خلقه تلحظ ان كلمة بائن من خلقه هذه كلمة غير واردة لكنها في معنى ما ثبت في النقل وفي استعمالها مصلحة لما وجد من يحرف النصوص ويدعي حلول الله عز وجل في خلقه او اتحاده بهم فاحتاج اهل العلم ان يزيدوا بيانا وتوضيحا بمثل هذه الكلمة الحسنة التي لا تتضمن اي محذور انما فيها زيادة في البيان والايضاح فمثل هذا آآ استعمال حسن صحيح لا حرج فيه. وهو كثير في كلام اهل السنة والجماعة لما زادوا زدنا لما زاد المبتدعة ضلالا وتلبيسا زاد اهل السنة والجماعة توضيحا وتبيينا اذا هذه اربعة الفاظ مستعملة في هذا الباب الذي هو المطالب العقدية انتقلوا الى المقدمة الثانية وهي منهج اهل السنة والجماعة في الالفاظ عموما ما هو المنهج الذي سلكه اهل السنة والجماعة في باستعمال الالفاظ والتعامل معها الجواب ان هذا يتلخص في اربعة امور اولا ان اهل السنة والجماعة اهل مراعاة للالفاظ الشرعية بمعنى انما يستعملون الالفاظ الشرعية وما كان في معناها وذلك لانهم اهل اتباع للكتاب والسنة اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم لذا فما ثبت في الكتاب والسنة قالوا به وما نفي في الكتاب والسنة فانهم ينفونه وما لم يثبت او ينفى فانهم يتوقفون عن اثباته او نفيه الامر الثاني ان اهل السنة والجماعة اعتبروا كل من قال في دين الله عز وجل بالفاظ مبتدعة غير واردة اعتبروه قائلا على الله سبحانه بغير علم واعتبروه مبتدعا في دين الله سبحانه وتعالى ولاجل هذا كثر عندهم ذم اولئك الذين يتكلمون في المطالب الالهية والمباحث العقدية بغير الفاظ الكتاب والسنة فيقع بسبب كلامهم كثير من الشرور والله سبحانه وتعالى يقول واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره قال اهل العلم كل من تكلم في الله عز وجل او رسوله صلى الله عليه وسلم بغير ما ثبت في الكتاب والسنة فانه متكلم بالباطل فانه متكلم بالباطل فواجب الاعراض عنه الامر الثالث ان اهل السنة والجماعة يجتنبون في المطالب العقدية كل ايهام ولفظ محتمل كل ايهام ولفظ محتمل اهل السنة ابعد ما يكونون عن الايهام او ايقاع ما يوجب اللبس ادبهم الله سبحانه وتعالى هنا قال جل في علاه لا تقولوا راعنة وقولوا انظرنا كلمة راعنا كلمة فيها احتمال وربما يتذرع بها المبطلون امر الله عز وجل بان يستعمل اللفظ الذي ليس فيه لبس وليس فيه ادنى احتمال وهو انظرن اذا هكذا ينبغي على اهل السنة والجماعة ان يكونوا ابعد الناس عن كل ما فيه ايهام او احتمال لا سيما والباب الذي يتكلمون فيه باب عظيم تتعلق بالعظيم سبحانه وما يثبت له من الاسماء والصفات ما يتعلق بباب احكام الشريعة ما ينسب الى دين الله سبحانه من احكام ومن حلال ومن حرام اذا لا بد من ان يكون الكلام واضحا لا لبس فيه ولا احتمال الامر الرابع ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الالفاظ لا تغيروا من الحقائق شيئا الالفاظ لا تغير من الحقائق شيئا ولد اهل السنة لا يأبهون ولا يلتفتون الى تشنيع المشنعين او تشغيب المشاغبين مهما استعملوا من الفاظ ومهما خلعوا من القاب ومهما اجلبوا على اهل السنة والجماعة فاهل السنة والجماعة لا يمكن ان يتزحزحوا عن الحق الذي تلقوه من الكتاب والسنة وما احسن ما قال الامام احمد رحمه الله لا نزيل عن الله صفة من صفاته لاجل شناعة المشنعين اهل السنة اهل ثبات لا نزيل عن الله صفة من صفاته لاجل شناعة المشنعين مهما قال المبتدعة ان اثبات الصفات تجسيم ان اثبات الصفات تشبيه ان اثبات الاستواء لله عز وجل تحيز ان اثبات الوجه واليدين تركيب فاننا نقول لهم قولوا ما شئتم فان هذه الالفاظ لا تغيروا من الحقائق شيئا ولا يمكن ان يتزحزح اهل السنة عن الحق الذي اعتقدوه بادلة راسخة كالجبال لاجل مثل هذه الشناعات ولاجل هذه الالفاظ اذا الالفاظ لا تغير من الحقائق شيئا مهما ابتدعوا ومهما انشأوا ومهما اخترعوا ومهما زينوا ومهما قبحوا فالحقائق ثابتة كالجبال لانها مستندة الى ما هو اقوى من الجبال من ادلة الكتاب او سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المنهج العام لاهل السنة والجماعة في تعاملهم واستعمالهم للالفاظ في المباحث العقدية انتقل بعد ذلك الى المنهج الذي سار عليه اهل السنة والجماعة في باب الالفاظ المجملة التي ذكرها المؤلف رحمه الله انما قال وما تنازع فيه المتأخرون نفيا واثباتا فليس على احد بل ولا له ان يوافق احدا على اثبات لفظه او نفيه حتى يعرف كلام المؤلف رحمه الله الذي سمعت وما بعده يدور على هذا القسم الذي ذكرته لك في القسم الثالث انفا هذه الالفاظ تسمى بالالفاظ المجملة وتسمى ايضا بالالفاظ المشتبهة وضابطها انها الفاظ مبتدعة تحتمل حقا وباطلا ما ضابطها يا شيخ الفاظ ها مبتدعة ما معنى مبتدعة يعني انها غير واردة في الكتاب والسنة اخترعها هؤلاء المخترعون طيب ايضا قلنا الفاظ مبتدعة ها يا سعود ها تحتمل حقا وباطلا علمنا سابقا ان هناك الفاظا هي حق محض. لا تحتمل باطلا وهذه الفاظ النقل الثابت هناك الفاظ باطلة وبطلانها صريح وهذه انتهينا منها مردودة لفظا ومعنى كل ما عارض وخالف نصوص الكتاب والسنة فهو مطرح مردود لا شك في ذلك نبقى الان مع هذه الالفاظ التي اذا نظرت اليها من وجه قلت انه يمكن حملها على محمل صحيح فاذا نظرت اليها من وجه اخر قلت انها يمكن حملها على محمل باطل هذه التي نتحدث عنها تسمى بماذا الفاظ الالفاظ المجملة او الالفاظ المشتبهة وهذه هي اداة اهل البدع كل صاحب صنعة له ادوات يستعملها في صنعته. اليس كذلك؟ النجار له ادواته. الحداد له ادواته واهل البدع لهم ادواتهم اهم اداة عندهم هذه الالفاظ المجملة اهم واعظم ما يستعملون واقوى سلاح يستعملون هذه الالفاظ المجملة فهي سمة بارزة من سماتهم ولذا الامام احمد رحمه الله في مقدمة الرد على الجهمية والزنادقة في تلك المقدمة العظيمة حينما قال الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم الى ان قال ينفون عن كتاب الله تحريف الغاليين وانتحال المبطلين هؤلاء ما وصفهم قال رحمه الله يتكلمون بالمتشابه من الكلام يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم هذه الكلمات التي يستعملون او كما قال الامام احمد رحمه الله انهم يتكلمون بماذا بالمتشابه من الكلام هي هذه الالفاظ المجملة هذه الالفاظ عظموا شأنها وبالغوا فيها حتى انهم جعلوها هي الاصل بل جعلوها هي المحكم الذي ترد النصوص اليه سبحان الله صارت النصوص متشابها يرد الى المحكم الذي هو ماذا هذه الالفاظ المجملة كلفظ الجسم او التجسيم ولفظ الحيز او المتحيز ولفظ الجهة او المكان ولفظ التركيب او آآ لفظ الجوهر او لفظ العرب او حتى في غير باب الصفات كلمة الجبر مثلا في باب القدر في باب القرآن لفظي بالقرآن كلمة اللفظ في الفاظ على هذه الشاكلة صارت هي الاصل ترد النصوص اليها وتفهم في ضوئها ويقبل كلام القائل او يرد او يضلل او يكفر بناء على هذه الالفاظ اذا اهل البدع عظموا شأن هذه الالفاظ وبالغوا فيها و حكموها في النصوص فنشأ ما نشأ من ضلال كبير وانحراف عظيم وقع في هذه الامة مع الاسف الشديد اذا هذه هي الالفاظ المجملة وهذا هو منهج اهل البدع فيها و قد علمت يا رعاك الله السبب الذي لاجله استعملوا هذه الالفاظ وهو انهم ارادوا ان تكون السلاح الذي يستعملونه في ترويج بدعتهم لو اتوا بالكلام الباطل المحض الصريح ما اقبل الناس على بدعتهم انما اتوا بهذه الالفاظ المشتبهة التي تنطلي على الاغمار فلاجل هذا راجت اقوالهم وراجت بدعهم ولماذا يقبل هؤلاء الجهال على قبولها الجواب لما فيها من شبهة الحق الجواب بما فيها من شبهة الحق هذا الحق الذي احتمله هذا اللفظ هو السبب في ان اولئك يقبلون على هذه الالفاظ او هذه المذاهب التي بنيت على هذه الالفاظ والا الامر كما ذكرت لك الباطل المحض لا تقبل عليه النفوس انما يوضع هذا اللفظ الذي فيه احتمال فيمرر الباطل على هؤلاء الجهال الالفاظ حظ الجهال والمعاني حظ العلماء العالم الفطن هو الذي يغوص الى المعاني ويدرك المراد والعبرة بالمعاني وليس بالالفاظ اما الجاهل هو الذي يقف عند الالفاظ ويغتر بها ولا ينفذوا الى ما وراءها وهنا يقع العطب والاشكال اذا فهمنا هذا نريد ان نعرف آآ موقف اهل السنة والجماعة من هذه الالفاظ وهذا المقام في تفصيل وتقسيم اولا موقفهم ممن يستعمل هذه الالفاظ موقفهم ممن يستعمل هذه الالفاظ اهل السنة والجماعة متفقون على ذمي هذه الالفاظ وذم هذا المسلك الذي هو استعمالها وبالتالي ذم كل من يستعمل هذه الالفاظ فان اهل السنة ينسبون الى البدعة من يستعمل هذه الالفاظ يرونه مبتدعا ويناصحونه ويحذرون منه ومن مسلكه ولماذا اشتد موقف اهل السنة والجماعة من هذه الالفاظ الجواب يرجع الى ما يأتي اولا انها الفاظ مبتدعة والبدعة لا خير فيها بل هي ضلال وثانيا انه لم يستعملها السلف الصالح فاستعمالها اتباع لسبيل غير المؤمنين والامر الثالث ان هذه الالفاظ فيها او في استعمالها لبس الحق بالباطل وهذا قد نهى الله عز وجل عنه فقال ولا تلبسوا الحق بالباطل الامر الرابع ان هذه الالفاظ مدرجة الى حصول فساد عظيم فان اكثر التعطيل الذي وقع في هذه الامة مع الاسف الشديد كان سببه استعمال هذه الالفاظ المجملة الامر الخامس ان هذه الالفاظ سبب لوقوع الفرقة والخلاف في هذه الامة هذا يستعمل هذا اللفظ المجمل على معنى وذاك يستعمل اللفظ نفسه لكنه على معنى اخر ثم يبدأ الخلاف وتعظم المحنة وتكبر الشرور يكفيك ان تتأمل فقط تلك الفتنة العظيمة التي وقعت بهذه الامة في سابق عهدها في مسألة اللفظ هل يصح ان تقول لفظي بالقرآن مخلوق او لا يصح ان تقول ذلك او يصح ان تقول لفظي بالقرآن غير مخلوق او لا يصح ذلك فتنة عظيمة جرها استعمال هذا اللفظ نفيا او اثباتا ولذلك ارجع الى كلام ابن قتيبة رحمه الله بكتابه الاختلاف في اللفظ والرد على آآ الجهمية والمشبهة وانظر كلامه كيف انه ما مرت محنة بالمسلمين فيما يقول ابن ابن قتيبة او في معنى كلامه كمثل هذه الفتنة والسبب ان اللفظ فيه اشتباه فكل كان يدور على معنى والامر كما قال ابن القيم رحمه الله واللفظ يصلح مصدرا هو فعلنا كتلفظ بتلاوة القرآن وكذلك يصلح نفس ملفوظ به وهو القرآن. وذان محتملان فلذاك انكر احمل الاطلاق في نفي واثبات بلا فرقان اصبح هذا اللفظ ماذا محتملا هل تريد بقولك لفظي بالقرآن؟ يعني حركة لساني ها الصوت الذي يخرج من فمي او تريد بلفظي بالقرآن يعني نفس الملفوظ الذي هو كلام الله عز وجل انظر كيف اصبحت المسألة مشتبهة ومحتملة موقعة للفساد العظيم ولا شك ان كل ما سبب وقوع الخلاف الفرقة في هذه الامة لا شك انه يجب قطع دابره وسد المنافذ اليه والشواهد على هذا في النصوص كثيرة. اذا هذا موقف اهل السنة والجماعة من ها من يستعمل هذه الالفاظ؟ يذمونه وينسبونه الى البدعة الامر الثاني موقفه من الالفاظ نفسها وهذا الكلام فيه ينفصل الى مقامين. اولا في مقام التقرير والاستعمال يعني هل اذا جاء اهل السنة الى تقرير عقيدتهم يستعملون هذه الالفاظ او يعرضون عنها وينأون عنها ويبتعدون عنها الجواب هو الثاني انهم لا يستعملونها البتة في تقرير معتقدهم في توضيح الحق في تفسير ما عليه عقيدتهم لا يستعملونها البتة ولا يتكلمون بها مطلقا. هم ابعد الناس عنها. هم يذمونها ويذمون من يستعملوها فكيف يقررون بها الحق الذي هم عليه. اذا في مقام التقرير ماذا لا يستعملونها نأتي الان الى المقام الاخر وهو مقام المناظرة مع من يستعملها مقام المناظرة والمجادلة مع من يستعملها. وقد قلت لك يا رعاك الله ان هذه الالفاظ استعمالها ديدن واهل البدع وهجيراهم وشغلهم الشاغل ولذلك قد يضطر السني الى مناظرتي ومحاجزة من يستعمل هذه الالفاظ فكيف يكون المسلك في هذا الجواب ان المسلك في هذا المقام يتلخص في كلمتين التوقف والاستفصال التوقف يتوجه الى اللفظ والاستفصال يتوجه الى المعنى ما هو المنهج انت يا رجل ايوة ما هو يتلخص في ماذا في كم في اثنين التوقف والاستفصال التوقف يتوجه الى اللفظ اللفظ لا يخوضون فيه لا بقبول ولا برد باية حال اما المعنى فانه ماذا يستفسرون يستفصلون يسألون يا هذا الذي يستعمل هذا اللفظ ماذا تريد ماذا تريد بقولك ان الله عز وجل في جهة او ان الله عز وجل ليس في جهة ماذا تريد بقولك ان الله تعالى جسم او ان الله تعالى ليس بجسم ماذا تريد فان ذكر معنى هو حق قبل هذا المعنى قيل ان هذا المعنى الذي ذكرته حق ونحن نسلم به مع ارشاده الى الى استعمال اللفظ الشرعي اذا نستفصل نستفسر فالمعنى الحق مقبول مع ارشاد القائل الى استعمال اللفظ الشرعي وان استعمل او عفوا وان ذكر معنى باطلا رد المعنى الباطل ولم يقبل طيب اذا رددنا المعنى الباطل هل نرد معه اللفظ ايضا هل نرد معه اللفظ ايضا الجواب لا حتى لو قال اني اريد هذا المعنى الباطل فاننا لا نتعرض لللفظ لا بقبول ولا برد لم لاننا لو رددنا هذا اللفظ وقلنا هذا اللفظ باطل لا يجوز استعماله وهو محمول على او المعنى الذي لاجله رددنا اللفظ هو المعنى الباطل فانه قد يأتي رجل غدا او بعد عشر سنوات او بعد مئة سنة فيتكلم بهذا اللفظ يريد المعنى الحق فيقال ان العالم السني في ذاك الزمان قد رد هذا اللفظ فيقع الالتباس ويقع الاختلاف فحسما للباب يقول اهل السنة ان اللفظ ها لا يتعرضون له لا بقبول ولا برد مهما اراد صاحبه من معنى انما البحث ومعه يتسلط على ها المعنى فحسب واضح يا اخوته طيب هذا هو الموقف العام وثمة موقفان قد تقتضي المصلحة اه اتخاذهما او استعمالهما آآ بخلاف الموقف السابق الموقف الاول ويعني اقول هذان الموقفان قد استعمله مع اهل السنة والجماعة لاقتضاء المصلحة ولا سيما في حال كان هناك الزام للسني او اه حمل له على ان يتكلم بالباطل فانه قد يستعمل واحدا من هذين المسلكين او يقف واحدا من هذين الموقفين اولا انه يعرض عن هذه المناظرة ولا يزيد على ان يتكلم بالادلة الشرعية لا يدخل معه اصلا في ماذا في مباحثة واستفصال انما يعرض عن ذلك ويقول انا لا اخوض معك في هذا الذي اعرفه هو قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم وقد سلك هذا المسلك الامام احمد رحمه الله حينما ناظره احد اهل البدع والضلال والتعطيل وهو محمد بن عيسى برغوث فانه اراد الزام الامام احمد بالقول بالتيسير اذا كان يقول ان الله تعالى يتكلم يقول انت ملزم ان تقول بان الله جسم ان قلت ان الله يتكلم فرأى الامام احمد رحمه الله ان المصلحة مع هذا هي ان يعرض عن مناظرته فقال له هذا كلام لا اعرفه وليس في الكتاب ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اعرفه ان الله احد وان الله صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وسكت الامام احمد واعرض عن مناظرته اذا هذا من المسالك التي يمكن يمكن ان يسلكها السني اذا رأى المصلحة في هذا هناك مسلك اخر ايضا مع هذا الذي يريد حمل السني واجباره على ان يتكلم بالباطل او ان يتخلى عن الحق لاجل هذه الالفاظ المجملة الا وهي ارغامه وتبكيته ومعارضته باستعمالها مع بيان موقفه منها يعني يبين موقفه من هذه الالفاظ وان الاصل انه لا يستعملها ولكن اذا كنت تريد ان اعرض عن الحق او اصحح الباطل لاجل هذه الالفاظ فاني لا يمكن ان افعل ذلك وسمني مع هذا ما شئت ان كان اثبات الصفات فيما تزعم تجسيما فانا مجسم ان كان اثبات الصفات تجسيما فانا مجسم ان كان استواء الله على عرشه على ما يليق به سبحانه وتعالى تحيزا فاني قائل بالتحيز مثل هذا المسلك يستعمله اهل السنة اذا رأوا المصلحة فيه على سبيل المراغمة وعلى سبيل التبكيت وعلى سبيل المعارضة لهذا المبتدع وفي هذا اظهار لي ان اهل السنة والجماعة لا يلتفتون الى تشنيع المشنعين ولا يغيرون مواقفهم الحقة بناء على ذلك الالفاظ لا تغير من الحقائق شيئا ولذلك ابن القيم رحمه الله سلك مثل هذا المسلك فقال رحمه الله فان كان تجسيما ثبوت صفاته وتنزيهها عن كل تأويل مفتري فاني بحمد الله ربي مجسم فاني بحمد الله ربي مجسم. هلموا شهودا واملؤوا كل محضر لا يهمني شيء ويقول في موضع اخر فان كان يقول اه فان كان تجسيما ثبوت استوائه على عرشه اني اذا لمجسمه فان كانت هسيما ثبوت استوائه على عرشه اني اذا لمجسمه وان كان تشبيها ثبوت صفاته فمن ذلك التشبيه لا اتكتم تعتبرون هذا تجسيما فانني ماذا اشهدوا انني اشهدي اشهدوا انني مجسم وهذا على او يذكرنا مسلك الامام الشافعي رحمه الله حينما قال ان كان رفضا حب ال محمد صلى الله عليه وسلم فليشهد الثقلان اني رافظي لا ابالي بكم او قول شيخ الاسلام رحمه الله ان كان نصبا حب صحب محمد صلى الله عليه وسلم فليشهد الثقلان اني ناصبي او قول الثالث في هذا العصر ان كان توحيد الاله توهبا يا ربي فاشهد انني وهابي لعل هذا القدر فيه كفاية ونكمل ان شاء الله في درس الليلة القابلة الله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين