بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في الرسالة التدميرية لفظ الجهة قد يراد به شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا. كما اذا اريد بالجهة نفس العرش او نفس السماوات. وقد يراد بهما ليس بموجود بما ما ليس بموجود غير الله تعالى. كما اذا اريد بالجهة ما فوق العالم ومعلوم انه ليس في النص اثبات لفظ الجهة ولا نفي كما فيه اثبات العلو والاستواء والفوقية والعروج اليه ونحو ذلك فقد علم انه ما ثم موجودا الا الخالق والمخلوق والخالق مباين للمخلوق سبحانه وتعالى ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى الجهة اتريد بالجهة انها شيء موجود مخلوق؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات ام تريد بالجهة ما وراء العالم؟ فلا ريب ان الله فوق العالم بائن من المخلوقات وكذلك يقال لمن قال ان الله في جهة فتريد بذلك ان الله فوق العالم او تريد به ان الله داخل في شيء من المخلوقات فان اردت الاول فهو حق وان اردت الثاني فهو باطل ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ان المؤلف رحمه الله بعد ان بين المنهج الذي عليه اهل السنة والجماعة في هذه الالفاظ المجملة المحتملة للحق والباطل ضرب مثلا لها للمنهج في التعامل معها بهذين اللفظين الذين هما الجهة والتحيز وسيأتي معنا ان شاء الله في القاعدة السادسة كلام المؤلف رحمه الله ان باستعمال المبتدعة لفظتي التجسيم والتحيز في نفي صفات الله سبحانه وتعالى وسيكون ثمة تفصيل لمناقشة القوم في هذا المسلك الذي سلكوه وهذا اللفظ الذي استعملوه بعون الله عز وجل انما هنا لم يدخل المؤلف رحمه الله في نقاش في الالفاظ نفسها او في المسلك الذي سلكوه من خلالها فنفوا صفات الله سبحانه وتعالى انما تكلم باقتظاب عن المنهج الذي ينبغي ان يستعمل مع من يستعمل هذه الالفاظ المجملة اذا كان المقام مقام مجادلة ومناظرة. قال رحمه الله الله فلفظ الجهة قد يراد به شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا يعني هذا الشيء يكون مخلوقا. فاذا قيل ان الله عز وجل في جهة فهذا يحتمل هذا الاحتمال الاول ان يكون الله عز وجل داخل شيء من مخلوقاته وانه يحيط به شيء من مخلوقاته وانه يظله شيء من مخلوقاته وهذا مما يجب تنزيه الله سبحانه وتعالى عنه الله اعظم من ذلك واكبر من ذلك اذا هذا احتمال حينما يقول الانسان ان الله عز وجل في جهة فانه يقال هل تريد ان الله عز وجل في جهة مخلوقة بحيث يكون داخل شيء من مخلوقاته او ان شيئا من مخلوقاته اعلى منه او هو محايث له او هو محيط به فلا شك ان هذا المعنى باطل ترده كل النصوص التي دلت على صفات الله سبحانه وتعالى وانه الكبير وانه العظيم وانه الواسع سبحانه وتعالى والاحتمال الثاني ان يراد بان الله عز وجل في جهة يعني انه فوق كل شيء فكل شيء مخلوق الله عز وجل فوقه فهذا العلو المطلق الذي الله عز وجل فيه ليس شيئا وجوديا انما هو شيء عدمي اذا قيل ان الله سبحانه وتعالى في جهة ويريد ما فوق العالم ما فوق كل شيء موجود وانت خبير يا رعاك الله بانه ليس فوق هذا العالم وفوق كل ما هو موجود من المخلوقات الا العدم المحض فان اردت ان الله سبحانه وتعالى في هذا العلو المطلق فهذا حق ولا محظور فيه وهو الذي دلت عليه النصوص وهو الذي يليق بكمال الله سبحانه وتعالى اذا صار استعمال هذا اللفظ في مقام الاثبات محتملا لباطل ولحق فلم يجز اطلاق قبول هذا الاطلاق لا من جهة الاثبات ولا من جهة النفي حتى في جهة النفي اذا قال ان الله عز وجل ليس في جهة فهذا ايضا يحتمل حقا ويحتمل باطلا اذا قال ان الله ليس في جهة واريد في جهة مخلوقة فهذا حق الله عز وجل ليس في جهة مخلوقة واذا اراد ان الله عز وجل ليس في جهة يعني ليس فوق العالم ليس في العلو المطلق فلا شك ان هذا النفي باطل لا شك ان هذا النفي باطل والمؤلف رحمه الله تذكر بان هذا اللفظ الذي هو الجهة اصلا لفظ غير ثابت في النصوص انما جاء في النصوص وصف الله عز وجل بالعلوم بالاستواء بالفوقية وبعروج الاشياء اليه ونزولها منه وما الى ذلك من النصوص التي تدل على علو الله تبارك وتعالى على جميع خلقه ولا شك ان استعمال الالفاظ الشرعية هو الذي ينبغي ان يكون من المسلمين ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق وماذا واحسن تفسيره كلام الله عز وجل احسن الكلام وهو جل وعلا اعلم بنفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم افصح الخلق وهو اعلمهم به سبحانه وتعالى اذا اي حاجة ان يلجأ الانسان الى مثل هذه الالفاظ المحتملة لباطل ولحق ويعرض عما جاء في النصوص من الفاظ لا لبس فيها ولا اشتباه بحال قال وقد علم انه ما ثم موجود الا الخالق والمخلوق والخالق مباين للمخلوق سبحانه وتعالى ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته وهذا من المعلوم بالضرورة ان الله عز وجل ليس في ذاته شيء من مخلوقاته وليس في مخلوقاته شيء من ذاته فالله اعظم من ذلك والله اكبر من ذلك والله يتنزه عن ذلك و ذكر بعد ذلك هذه المناقشة التي ذكرتها لك يا رعاك الله فيبنى القبول او الرد على ما يذكر هذا المتكلم من هذا اللفظ ومراده منه ثم بعد ذلك يقبل المعنى او يرد. اما اللفظ فانه لا يتعرض له بشيء انبه هنا الى ان لفظ الجهة اثباتا او نفيا لا يستعمله اهل السنة حينما يقولون ان الله في جهة او ان الله ليس في جهة قلنا هذه الفاظ مجملة اهل السنة يتنزهون عن استعمال هذه الالفاظ ولا يتداولونها ولا يدونونها في مصنفاتهم اما كلمة جهة العلو فهذه لا حرج فيها لانه لا ينتابها شيء من الاحتمال واللبس وقد استعملها من استعملها من اهل السنة والجماعة فهذا لا حرج فيه ان يقال ان الله عز وجل في جهة العلو متى ما علم من سيرة هذا المتكلم ونهجه انه يريد بالعلو العلو المطلق بحيث يكون الله عز وجل فوق العالم فوق كل شيء سبحانه وتعالى اذا اراد هذا واستعمل كلمة في جهة العلو فهذا لا حرج فيه لان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما قد منعنا استعمال كلمة الجهة لاجل وجود الاحتمال والاشتباه واللبس اما مع قولك في جهة العلو فصار اللفظ ها هنا ماذا مفسرا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك لفظ المتحيز ان اراد به ان الله تحوزه المخلوقات فالله اعظم واكبر بل قد وسع كرسيه السماوات والارض. وقد قال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وقد ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقبض الله الارض ويقضي السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض وفي حديث اخر وانه ليدحوها كما يدحو الصبيان بالكرة. ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما السماوات السبع والارضون السبع وما فيهن بيد الرحمن الا كخردلة في يد احدكم وان اراد به انه منحاز عن المخلوقات اي مباين لها منفصل عنها ليس حالا فيها هو سبحانه كما قال ائمة السنة فوق على عرشه بائن من خلقه. احسنت هذا اللفظ الثاني وهو التحيز والمتحيز هل يصح ان يقال ان الله عز وجل موصوف بالتحيز او انه متحيز او يقال ان الله عز وجل ينزه عن التحيز او انه غير متحيز والمتكلمون المعطلة تكثر في مصنفاتهم كلمة ليس بمتحيز او ينزه عن التحيز يستعملون هذه الكلمة في مقام النفي ولا سيما اذا تعلق الامر بصفة الاستواء والعلو لله سبحانه وتعالى فهم يتذرعون من نفي هذه الكلمة المجملة الى نفي هذه الصفة عن الله سبحانه وتعالى والتحيز من الحوز اصل هذه المادة يدور على معنى الجمع والضم ولاجل هذا تقول حست المال احوزه اذا جمعته وضممته اليك وتقول حوزة الدار يعني مرافقها وملاحقها التي تضم اليها ومن ذلك ايضا قوله تعالى او متحيزا الى فئة فالمتحيز الى فئة هو الذي عدل من محل الى محل ومن فئة الى فئة وهذا ايضا راجع الى هذا المعنى وذلك انه كان مع فرقة ثم انضم الى فرقة اخرى فهذا هو اصل استعمال هذه الكلمة بين المؤلف رحمه الله ان من قال ان الله عز وجل متحيز فان هذه الكلمة ينبغي ان يستفصل عن معناها ماذا تريد بقولك ان الله عز وجل متحيز ان اردت ان الله تحوزه المخلوقات يعني انها تحيط بالله سبحانه وتعالى فلا شك ان هذا باطل واورد كما سمعت جملة من الادلة التي تدل على ان الله اجل من ذلك واكبر واعظم و الاحتمال الثاني ان يراد ان الله عز وجل منحاز عن مخلوقاته بائن عنهم وهذا المعنى لا شك انه حق وهو الذي يتداوله اهل السنة والجماعة بلا نكير فيقولون ان الله عز وجل عال على خلقه وبائن منهم فمثل هذا لا حرج فيه وكذلك الامر في مقام النفي وهو المستعمل بالفعل عند المتكلمين المتكلمون الذين ينفون صفات الله سبحانه وتعالى يتذرعون بنفي التحيز على نفي ما لا يريدون اثباته لله سبحانه وتعالى من الصفات انهم يقولون ان الله عز وجل غير متحيز. وما هو تحقيق القول عندهم ما الذي يريدونه بالتحيز التحقيق والله تعالى اعلم انهم يريدون بالتحيز ما يدل على معنى المباينة المتحيز يعني البائن عن غيره وقد يعبرون عن ذلك بقولهم انه الذي يشار اليه المتحيز هو الذي يشار اليه والله عز وجل ينزه عن التحيز هكذا يقولون فما رأيكم؟ بهذا النفي على هذا المعنى هل هو مقبول او مردود نعم لا شك انه مردود فالله عز وجل قائم بذاته بائن عن خلقه يشار اليه وقد اشار اليه اعلم الخلق به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فان كان هذا هو التحيز عندكم معشر المتكلمة فلا شك انه معنى باطل ترده شرائح النصوص اما ان قلتم ان الله عز وجل غير متحيز وتريدون بان الله عز وجل لا يحيط به شيء من الامكنة المخلوقة ولا يحيط به شيء من مخلوقاته. ان اردتم هذا فهذا النفي صحيح المعنى هذا النفي صحيح المعنى لكن اعلم يا رعاك الله انهم ان اطلقوا هذا النفي فمرادهم ما ذكرت لك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الثالثة اذا قال القائل ظاهر النصوص مراد او ظاهرها ليس بمراد فانه يقال لفظ الظاهر فيه اجمال واشتراك. فان كان القائل يعتقد ان ظاهرها التمثيل بصفات المخلوقين او ما هو من خصائصهم فلا ريب ان ان هذا غير مراد ولكن السلف والائمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرا ولا يرصدون ان يكون ظاهر القرآن والحديث كفرا وباطلا. والله سبحانه وتعالى اعلم واحكم ان يكون كلامه الذي وصف به نفسه لا يظهر منه الا ما هو كفر وضلال. احسنت هذه القاعدة الثالثة وهي قاعدة مهمة فيها بحث مسألة يكثر الخلاف فيها بين اهل السنة ومخالفيهم هل ظاهر النصوص الظاهر الادلة مراد او هو غير مراد ينبغي ان تتنبه اولا الى شيء له صلة بالقاعدة السابقة وهذا الذي لاجله وضع المؤلف رحمه الله والله اعلم هذه القاعدة في هذا الموضع الا ترى انه قال لفظ الظاهر فيه اجمال واشتراك والقاعدة الماضية تتعلق بموضوع هذا الاجمال والاشتراك اذا ناسب الان ان يتكلم عن لفظ الظاهر واعلم يا رعاك الله ان الالفاظ المجملة المحتملة للحق والباطل التي سبق الكلام عنها منها الفاظ غير معروفة في لغة العرب اصلا كلفظ الهيول فان هذا اللفظ غير عربي وقد يستعملونه في مقام الاثبات او في مقام النفي فيما يتعلق بصفات الله عز وجل او ذاته قد تكون هذه الالفاظ المجملة الفاظا عربية ولكن القوم اصطلحوا على استعمالها استعمالا خاصا بهم فصار هذا اللفظ مصطلحا خاصا بهم وهذا كما ذكرت لك بلفظ التحيز في لفظ الجسم في لفظ التركيب في لفظ الجبر في لفظ اللفظ الى اخره. هو لفظ في اصله ماذا عربي ولكن القوم استعملوه استعمالا خاصا واكثر الالفاظ المجملة التي يتكلم عنها اهل العلم يدور على هذه الالفاظ ثمة شيء ثالث وهذا الذي اريد التنبيه عليه الان هناك الفاظ شرعية او اثرية يعني استعملها السلف في اثارهم هي حق لا شك فيها واستعمالها لا شك انه صواب ولكن من اهل البدع من استعملها استعمالا خاصا فصارت في حقهم مصطلحا خاصا اذا تكلم احد هؤلاء بهذا المصطلح فينبغي ان يعلم انه لا يريد به الاصطلاح الشرعي ولا ما درج عليه السلف انما يريد اصطلاحا خاصا اصطلح عليه واضح فهذا اللفظ يعامل معاملة الالفاظ المجملة حينما يجادل الذي يستعمل هذا اللفظ ليس انه ينهى عن استعمال السني هذا اللفظ انتبه لا نطبق جميع الاحكام التي قلناها في الالفاظ المجملة السابقة ومن ذلك ان اهل السنة ماذا لا يستعملونها يربأون بانفسهم عن استعمالها. الامر ها هنا ليس كذلك استعمال المبطلين لهذه الالفاظ الشرعية ليس مانعا من استعمالها. لا ندع هذه الالفاظ لاجل ان مبطلا استعملها استعمالا باطلا. هذا ليس بوجيه وليس بحسن انما في مقام المجادلة فاننا نستفصل عن المعنى الذي اراده. خذ مثلا لفظ التوحيد الا ترى انه من احسن الالفاظ وقد جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير ما حديث صحيح الا تعلم ان المعتزلة مثلا استعملوا هذا المصطلح الحسن في معنى قبيح ما هي اصول المعتزلة العدل والانزال والوعيد والامر والنهي كذا التوحيد انظر الى هذه الالفاظ التي جعلوها اصول مذهبهم اصول مذهبهم الباطل من ذلك التوحيد تدري ما حقيقة التوحيد عند المعتزلة على ما اصطلحوا عليه هم يريدون بالتوحيد نفي صفات الله عز وجل انظر كيف البس المعنى القبيح هذا اللفظ الحسن انظر مثلا الى العدل ما احسن العدل العدل معنى حسن ومبنى جميل والنصوص جاءت بالامر به ومع ذلك استعملوه باصطلاح خاص بهم فالعدل في زعمهم هو قولهم بالقدر نفي القدر في مذهبهم حيث يزعمون ان مشيئة الله عز وجل لا تتعلق بافعال العباد والله ما خلق افعال العباد فانظر كيف ان المعنى القبيح البسوه هذا اللفظ الحسن خذ مثلا هذا الاصل الثالث عندهم الا وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ما احسن هذه الكلمة وقد جاءت النصوص بالامر بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرا لكن ما الامر بالمعروف؟ وما النهي عن المنكر عندهم انه الخروج على ولاة المسلمين الجائرين وهذا في الحقيقة هو المنكر وليس النهي عن المنكر فما اكثر ما سلت السيوف على امة محمد صلى الله عليه وسلم بفعل هذا الخلل بالفهم وهذا التلبيس الذي وقع فيه هؤلاء الوعيدية. اذا هذه الالفاظ وامثالها كثير تجد انه يستعمل لفظ التنزيه والمعطلة اذا استعملوا التنزيه فاعلم انهم يريدون نفي صفات الله سبحانه وتعالى وقس على هذا من ذلك هذا المصطلح مصطلح ظاهر النصوص هذا استعمله السلف وجاء في كلامهم وجاء في كلام الائمة المعتد باقوالهم تجد مثلا اب القاء اه قوام السنة التيمي ابا القاسم رحمه الله يقول ومذهب السلف الذي اجمعوا عليه في نصوص الصفات اجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها تجد انه يستعمل ماذا اجراءها على ظاهرها قريب منه ما نص عليه ابن ابي عاصم في كتابه السنة وكذلك الخطيب البغدادي وغيرهم من اهل العلم كثير. تجد ان ظاهر النصوص في عرفهم هو ثبوت هذه الصفات لله سبحانه وتعالى على ما يليق به لان القوم قد صحت السنتهم ولان القوم قد صح قصدهم ولاجل هذا فهم يعلمون ان صفة كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته. اذا كان ظاهر وهذه النصوص في عرفهم وفسطئه وفي اصطلاحهم واستعمالهم هو ان هذه النصوص ثابتة لله سبحانه وتعالى على ما يليق به تبارك وتعالى اذا هذا استعمال صحيح وهذا آآ جرت عليه اثار السلف يقولون انها تجرى على ظاهرها يقولون امروها كما جاءت امروها يعني اثبتوها كما جاءت يعني على ظاهرها فهذه الكلمة شبيهة بالكلمة السابقة وعلى هذا فقس اذا السلف رحمهم الله والائمة من بعدهم كانوا يستعملون هذه الكلمة على المعنى الحق الذي تعارفوا عليه لكن من جاء بعدهم فانهم قد اخطأوا في هذا المقام نتج عن هذا ان استعملوا استعمالا خاطئا واعتقدوا اعتقادا خاطئا وهذا ما سابينه ان شاء الله لكن قبل هذا ينبغي ان نعلم ما المراد بقولنا ظاهر النص هل ظاهر النص مراد او غير مراد ظاهر النص هو ما يتبادر من الكلام من معنى عند من يعرف لغة الخطاب ما هو ظاهر النص ما يتبادر من الكلام من معنى عند من يعرف لغة الخطاب هذا المخاطب هذا المستمع ان كان من اهل اللغة فالمعنى المتبادر من الكلام الى ذهنه هو ماذا ظاهر الكلام ظاهر النص ظاهر الخطاب وظاهر النص يعلم اما بالوضع اللغوي او بالوضع الشرعي او بالوضع العرفي او بالقرائن المحيطة بالكلام وما يتعلق بذلك من سياقه وسباقه وما الى ذلك وهذا ليس بخفي ولا غامض على من كان من اهل المعرفة بهذه اللغة اذا هذا هو ماذا ظاهر النص هل نصوص الشريعة اجمالا محمولة على ظاهرها او هي غير محمولة على ظاهرها افترق الناس في هذا المقام الى فرق لكن مجمل ذلك يرجع الى ثلاثة اقسام الناس في هذا المقام ثلاثة اقسام القسم الاول الذين حملوا ظواهر نصوص الكتاب والسنة على ظاهرها في العلميات والعمليات في ماذا العلميات والعمليات يعني في مسائل الاعتقاد وفي مسائل الفقه والاحكام فالنصوص محمولة على ماذا على ظاهرها القسم الثاني من حمل نصوص الكتاب والسنة على ظاهرها في العمليات واضطرب في العلميات وعلى هذا عامة المتكلمين عامة فرق المتكلمين في باب العمليات اذا جاءت النصوص في موضوعات موضوعات الطهارة والصلاة والصيام والحج تجد انهم يأخذون بماذا بالظاهر ولا يقولون ان المراد غير ظاهر فنحتاج الى تأويل هذه النصوص المسلك العام الغالب عليهم هو ماذا حمل هذه النصوص على ظاهرها لكن في العلميات يعني في العقائد القوم مضطربون بعضهم اذا جاء الى نصوص المعاد حملها على ظاهرها لكنه اذا جاء الى نصوص الصفات لم يحملها على ظاهرها واخرون كان موقفهم مخالفا لهذا. لكنهم في الغالب في باب الصفات لا يحملون النصوص على ظاهرها وفي غيرها قد وقد الصنف الثالث هم الذين لم يحملوا النصوص على ظاهرها لا في العمليات ولا في العلميات هؤلاء النصوص على غير ظاهرها في مسائل ومباحث الاحكام وكذلك في مباحث العقائد وعلى هذا الباطنية القرامطة الزنادقة الذين حملوا نصوص الاحكام الشرعية على غير ظاهرها ثم تناولوا بهذا المسلك ايضا المباحث العلمية العقدية المتعلقة بصفات الله عز وجل او من مباحث الاخرة وما الى ذلك وثمة طوائف تقرب من هذا المذهب او تبعد من هذا المذهب وبينهم تفاوت كبير فمقل ومكثر خذ مثلا الفلاسفة القوم في مباحث العلميات لا يحملون النصوص على ظاهرها لكنهم في مباحث العمليات قد وقع بينهم اضطراب كبير فمنهم اناس لا يحملون نصوص العمليات على ظاهرها ومنهم قوم مقتصدة يمكن ان يقال انهم عقلاء الفلاسفة المنتسبين الى الاسلام هؤلاء يحملون النصوص العملية على ظاهرها ويلتزمون بذلك ومنهم اناس يرون ان الاولى حملها على ظاهرها وان كان يجوز ان تحمل على غير ظاهرها. وعلى كل حال القاعدة في هذا ما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في كتابه بيان تلبيس الجهمية انه لا يكاد ينضبط تفصيل الباطل لا يكاد ينضبط تفصيل الباطل الاقوال الباطلة من الصعوبة بمكان ان تنضبط لك انضباطا تاما. انما ان تؤخذ ماذا في الجملة والا فالباطل باطل ولا حد لما تقذف به النفوس من الاهواء فربما تجد في الفرقة الواحدة اقوالا كثيرة كلهم ينتسبون الى مذهب واحد ومع ذلك اقوالهم ماذا؟ متفاوتة لكنه في الجملة في هذا المقام على ما ذكرت لك. انتقل بعد ذلك الى المبحث الذي نحن بصدده وهو باب الصفات هل النصوص في باب الصفات على ظاهرها او انها محمولة على غير ظاهرها وبالتالي نقول ان ظاهرها مراد للمتكلم بها اذا كان المتكلم بها هو الله سبحانه او كان المتكلم بها او كان المتكلم بها رسوله صلى الله عليه وسلم الناس في هذه المسألة مختلفون الى ثلاثة اقوال القول الاول من قال ان هذه النصوص ظاهرها ثبوت الصفات لله سبحانه وتعالى على ما يليق به انتبه هذا واحد ظاهرها ثبوت الصفات لله سبحانه على ما يليق به وهذا الظاهر مراد واعتقدوا ثبوت الصفات انتبه هذا المذهب فيه ماذا ثلاثة امور اولا قالوا ظاهر النصوص ما ماذا؟ ما المتبادر الى الاذهان الصحيحة السليمة ثبوت الصفات لله سبحانه وتعالى على ما يليق به كما ان له ذاتا تليق به سبحانه وتعالى فكذلك له صفات تليق به جل وعلا. اذا هذا هو ظاهرها ثم قالوا هذا الظاهر مراد للمتكلم به الله عز وجل اراد هذا الظاهر الله عز وجل اراد منا ان نفهم هذا اراد منا ان نفهم هذا المعنى اذا الظاهر ماذا مراد هذا هو الظاهر والظاهر مراد ثم بنوا على هذا اعتقادهم اعتقدوا ثبوت الصفات لله سبحانه وتعالى مع تنزيهه مع تنزيهها عن التمثيل والتكييف. طيب القسم الثاني اناس قالوا ان ظاهر النصوص التمثيل ظاهر نصوص الصفات التمثيل ما معنى التمثيل اي ان صفات الله تعالى الله عن ذلك تماثل صفات المخلوقين هذا مرادنا بقولنا ظاهرها التمثيل هذا واحد وهذا الظاهر مراد الله عز وجل لما تكلم بهذا الكلام اراد هذا المعنى واراد منا ان نفهم ذلك اذا الظاهر ماذا مراد فكانت النتيجة ان اعتقدوا التمثيل مثلوا صفات الله عز وجل بصفات المخلوقين هؤلاء هم الممثلة وقد اخطأوا في الامور الثلاثة جميعا الفرقة الاولى هي فرقة الحق والسعادة والتوفيق هي فرقة السلف الصالح اهل السنة والجماعة اصابوا في الامور الثلاثة حينما قالوا ان الظاهر ثبوت الصفات على ما يليق بالله ها وان هذا ظاهر مراد واعتقدوا هذا الظاهر الذي هو ثبوت الصفات على ما يليق بالله اصابوا في الامور الثلاثة جاء الممثلة فاخطأوا في الامور الثلاثة اولا ليس ظاهر النصوص ها التمثيل وليس هذا التمثيل مرادا لله عز وجل وهذا الاعتقاد الذي اعتقدتموه باطل لا شك فيه من شبه الله بخلقه فقد كفر الفرقة الثالثة قالوا ان ظاهر النصوص التمثيل ماذا قالوا يا ياسر ظاهر النصوص التمثيل وهذا الظاهر غير مراد فكانت النتيجة وهو الامر الثالث ان عطلوا الله عز وجل عن هذه الصفة عن هذه الصفة او تلك الصفات اذا هذه الفرقة الثالثة قالت بثلاثة اشياء اولا ظاهر النصوص التمثيل وهذا من الامر العجيب ان يكون اصل واحد يتفرع عنه قولان متقابلان المعطلة في جانب والممثلة والممثلة في الجانب الاخر واصلهم واحد كلا الفريقين اعتقد ان ظاهر النصوص في باب الاسماء والصفات التمثيل لكنهم انفصلوا بعد ذلك افترقوا فقالت المعطلة بسبب هذا الاصل لا نثبت الصفة لله عز وجل. لانه لا يمكن ان نشبه الله عز وجل بخلقه قالت الممثلة بل ظاهر النصوص مراد فكانت النتيجة ان مثلوا اذا هذا اصل اتفق عليه ماذا فرقة التعطيل والتمثيل ثم قالوا ان ظاهر النصوص هذا الذي قلنا انه ظاهر النصوص اعلموا رحمكم الله انه غير مراد ثم نتج عن هذا ان عطلوا الله عز وجل عن صفاته اذا تأملت في حال هذا هؤلاء وجدت انهم اخطأوا مرتين واصابوا مرة اخطأوا حينما زعموا ان ظاهر النصوص التمثيل هذا خطأ لا شك فيه كما سيأتي بعد قليل ان شاء الله واخطأوا حينما عطلوا الله عز وجل عن صفاته واصابوا حينما قالوا ان التمثيل غير مراد لله سبحانه وتعالى وهذا حق لكن الخلل عندهم حينما اعتقدوا ماذا ان الظاهر هو ماذا التمثيل فهذا لا شك انه خطأ. يعني هذا الصواب هو من حيث النتيجة لكنه مبني على مبنيون على قول خاطئ انما قالوا ظاهر هذا النص هو التمثيل ونحن نقول الله عز وجل لا يمكن ان يريد بهذا النص التمثيل او ان نعتقد فيه ان صفاته مماثلة للمخلوقين اذا هذه اقوال الناس في الجملة في هذا المقام وهو مقام ظاهر النصوص هل هو مراد او غير مراد الحق الذي لا شك فيه كما اسلفت لك يرعاك الله ان ظاهر النصوص هو ثبوت الصفات لله عز وجل على ما يليق به وان هذا الظاهر مراد اذا وجب اثباتها لله سبحانه على ما يليق به مع تنزيهه جل وعلا عن كل تمثيل وعن تكييف وعن تحريف وعن تعطيل قاعدة اهل السنة وهذا مما ينبغي ان يعلم في هذا الباب وفي غيره ينبغي ان يعلم ان الحق في هذا المقام في مقام التلقي التلقي من النصوص القاعدة في هذا ان النصوص الشرعية مرادة للمتكلم مفهومة للمخاطب اعد علي يا وسام قاعدة اهل السنة ها هنا ها النصوص الشرعية مرادة للمتكلم مفهومة للمخاطب مفهومة للمخاطب الله عز وجل ما انزل هذا الكل ما انزل هذا الكتاب العظيم ولا بعث رسوله صلى الله عليه وسلم فحدثنا بسنته عليه الصلاة والسلام لتكون هذه الشريعة مجموعة طلاسم والغاز واحاجي او كلام من اعجمي لا يفهم ولا يراد ولا ولا يدرى المراد منه هذا مما يجب ان تنزه النصوص الشرعية عنه والله جل وعلا يقول ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته اعجمي وعربي اذا الحجة ستكون على اهل الايمان والاسلام كيف يحتج علينا بكلام غير مفهوم لا يمكن ان يكون ذلك وحال المخاطبين حينئذ سيكون قبل التنزيل وبعده سواء ما استفادوا شيئا اقول لو كان هذا القرآن وكانت هذه السنة مفهومة غير مفهومة بل مجهولة المعاني لكان حال الناس قبل نزول الوحي وبعده سواء بل اقول كانت حالهم بعد النزول بعد نزول الوحي اسوأ لما يسببه هذا النص المجهول من اشكال كبير ومن عسر ومن فرقة فكان ترك الناس بلا وحي خيرا لهم من انزال وحي غير مفهوم بل يوقع الشقاق ويوقع الخلاف ويوقع الاشكال اذا لا بد ان تكون النصوص مفهومة لدى المخاطبين وهذه جملة قد مرت معنا سابقا ولعل الله عز وجل ان ييسر زيادة بسطها لاحقا كذلك نقول ان النصوص الشرعية مرادة لماذا للمتكلم بها وهذا لا شك فيه ولا ريب ولا يمكن ان يقال في الكتاب والسنة خلاف ذلك لا يمكن كيف وان يكون ذلك والله سبحانه وتعالى قد وصف كتابه بانه بيان للناس وتبيان لكل شيء وانه جاء بالحق واحسن تفسيره ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد وان هذا القرآن هدى ورحمة وانه موعظة للمؤمنين وانه شفاء لما في الصدور ومع كل ذلك هذا الكتاب وتلك السنة لها ظاهر يفهم ولها باطن يراد ايات ايات يا ذوي الحجاب هذا مع هذا ان يكون القرآن بهذه المثابة ثم يقال انك اذا قرأت كلاما وتبادر الى ذهنك شيء فاعلم ان هذا المتبادر ان هذا الظاهر شيء والذي اراد الله عز وجل من هذا الكلام وارادك ان تصل اليه شيء اخر هل يتأتى هذا لا يمكن ان يتأتى هذا ولد المؤلف رحمه الله قد احسن ما شاء الله ان يحسن حينما ذكر هذه الكلمة العظيمة كلمة علمية وايمانية معا قال رحمه الله لكن السلف والائمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرا ولا يرتضون ان يكون ظاهر القرآن والحديث كفرا وباطلا والله سبحانه وتعالى اعلم انتبه والله سبحانه وتعالى اعلم واحكم من ان يكون كلامه الذي وصف به نفسه لا يظهر منه الا ما هو كفر وضلال اي ورب الساعة قال الله العجب من اولئك الذين يقولون ان ظاهر النصوص غير مراد لانه يفيد التمثيل والتمثيل كفر بالله عز وجل والذي اراد الله عز وجل شيء اخر يعني الله عز وجل يخاطبنا في هذا القرآن وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم فيخبرنا بانه العلي وانه متصف بالعلو وانه متصف بالفوقية وانه مستو على عرشه وانه تعرج الملائكة والروح اليه وانه تتنزل منه الاشياء وانه سبحانه وتعالى ينزل اذا شاء الى نصوص كثيرة تبلغ العشرات بل تبلغ المئات بل هي اكثر من ذلك ثم يقال لك اياك ثم اياك ان تفهم من هذه النصوص ظاهرها وهو علو الله سبحانه وتعالى بل الذي يجب ان تعتقد شيء اخر بل الذي يجب ان تعتقد شيء اخر بل الذي يجب ان تعتقد ضد ما جاء في هذه النصوص اذا كانت النصوص تخبرنا وظاهرها يدل على انه عال على كل شيء فاعلم ان الله لداخل العالم ولا خارجة ولا فوق ولا تحت ولا عن يمين ولا عن شمال هذا الذي يجب عليك ان تعتقد ايتأتى هذا يا اخوتاه في كتاب هذا شأنه وفي سنة هذا شأنها هل يمكن اعيد عليك مرة اخرى ما هو هذا القرآن والسنة قرينة القرآن هذا القرآن جاء وصفه واسمع الى ما جاء وصفه جاء وصفه بانه بيان جاء وصفه بانه تبيان جاء وصفه بانه هدى ورحمة جاء وصفه بانه موعظة للمؤمنين جاء وصفه بانه نور مبين جاء وصفه بانه يهدي الى صراط العزيز الحميد جاء وصفه بانه حجة رسلا مبشرين ومنذرين لالا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل والرسل جاءوا بالوحي جاء وصف هذا القرآن بانه ميسر جاء الامر بتدبر هذا القرآن جاء الامر باتباع هذا القرآن اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم جاء الامر لزومي ما دل عليه هذا القرآن جاء وصفه بانه الحق وانه احسن تفسيرا جاء وصفه بصفات غير هذه كثيرة ثم بعد كل هذا ينبغي ان نعلم ان اشرف ما في هذا القرآن وهو المطالب الالهية ومباحث الصفات يجب ان نعلم ان ظاهرها غير مراد بل ان ظاهرها ضلال بل ان ظاهرها كفر بالله سبحانه وتعالى وان الحق بشيء اخر والعجيب انه ما بين لنا انما ترك الناس هكذا سبهللا كل يضرب اخماسا في اسداس يبحث عن هذا الشيء الذي اراده الله عز وجل حينما اخبرنا بان له وجها حينما اخبرنا بان له يدين حينما اخبرنا بانه استوى على العرش حينما انه يأتي حينما اخبرنا انه يجيء حينما اخبرنا انه يحب حينما اخبرنا انه يغضب او يبغض في نصوص كثيرة جدا كل هذا هل يتأتى مع وصف القرآن بتلك الصفات ان الذي لا شك فيه ولا ريب ان كلاما هذا وصفه ثم يقال ان ظاهره غير مراد لانه كفر وضلال لا يكون الا لواحد من اربعة اسباب اولا ان يكون المتكلم ناقص العلم بمعنى انه لا يدري ماذا يريد ولاجل هذا يتكلم بكلام ظاهره شيء والمراد شيء اخر ولا شك ان هذا الاحتمال اعظم الباطل فان الذي انزل هذا الكتاب هو العليم الخبير سبحانه وتعالى السبب الثاني ان يكون المتكلم بهذا الكلام ناقص الحكمة يصف هذا الكلام بهذه الصفات العظيمة الجليلة الكثيرة ثم بعد ذلك يقول ان له ظاهرا بخلاف ان له مرادا بخلاف ظاهره وظاهره ضلال هذا لا يكون من حكيم انما يكون ممن يريد العبث ويريد الهزل يعبث ويضحك يتكلم بكلام ظاهره شيء ثم يدع هذا المخاطب يتخبط يذهب يمينا وشمالا ربما يضل وهو يضحك يعبث وهل هذا ظن المؤمنين بربهم هل هذا ظنهم بهذا القرآن الذي وصف بانه فصل وليس بالهزل هل يجوز هذا يا جماعة والله لا يجوز او ان يكون السبب عي في المتكلم مسكين لا يعرف ان يبين لا يعرف ان يفصح ليس عنده بلاغة وليس عنده فصاحة وليس عنده قدرة على ان يبين الشيء الذي اراد ولذلك يتكلم بكلام ظاهره شيء والمراد شيء اخر السبب ماذا تعي في اللسان هل يتأتى مع هل يتأتى هذا مع وصف القرآن بانه احسن تفسيرا بانه انزل وجعل بلسان عربي ليعقل جعل وانزل بلسان عربي مبين وبلغه الينا افصح من نطق بالضاد عليه الصلاة والسلام هل يمكن والله لا يمكن اذا بقي السبب الرابع وهو سوء القصد وهو سوء القصد ان يتكلم المتكلم بما ظاهره شيء والمراد شيء اخر لانه لا يريد له الهداية بل يريد ان يتخبط ويزل ويضل هل هذا الظن بالله عز وجل الله عز وجل ينزل هذا القرآن لنضل ام ان الله عز وجل اخبر عن نفسه فقال يريد الله ليبين لكم يبين الله لكم ان تضلوا الله عز وجل يريد بنا الخير الله عز وجل هو الرحيم الله عز وجل هو الرحمن الله عز وجل هو الرؤوف. الله عز وجل هو اللطيف وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم جاء وصفه بانه رؤوف رحيم بهذه الامة اذا لا يمكن مع انتفاء هذه الاسباب الاربعة قطعا ان يقال ان النصوص لها ظاهر والمراد شيء اخر هذا من اقبح الكلام وهذا من اشنع الاصول والقواعد وهذا اس الضلال الذي ادى الى انحراف من انحرف كلهم يدورون على هذا الاساس لاجل هذا تجد انهم يقولون ان ظواهر النصوص تفيد التشبيه لا يجوز حملها على ظاهرها وكل نص اوهم التشبيه اوله او فوض ورم تنزيها بل وصل الحد ببعضهم الى ان يقول ان الاخذ بظواهر النصوص نصوص الكتاب والسنة من اصول الكفر عياذا بالله ما اقبح هذه الكلمة وما اعظم شناعة هذا المتكلم بها نسأل الله السلامة والعافية. الاخذ بظواهر النصوص من اعظم اصول الكفر سبحان الله العظيم اقدر الله حق قدره من تكلم بهذا الكلام هل عظم كلامه؟ هل عظم رسوله صلى الله عليه وسلم من تفوه بهذا الهذيان اذا الذي ينبغي ان يعلم وان يعتقد هو ان الله سبحانه وتعالى جعل هذا الكتاب سببا للهداية الى الحق فسره فاحسن تفسيره وبينه فاحسن بيانه ونبيه صلى الله عليه وسلم بلغ البلاغ المبين فقال عليه الصلاة والسلام تركتكم على مثل البيظاء تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي بعثه الله الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم. وان يحذرهم من شر ما يعلمه لهم افيترك النبي صلى الله عليه وسلم امته تتيه في دياجير الظلال تقرأ القرآن وتؤمر بتلاوته ليل نهار ويخبر هؤلاء التالون بانه يسر لهم هذا القرآن ثم بعد ذلك واذا بهم يقرأون فيتخبطون ويضلون ويقعوا في نفوسهم شيء من هذا المتبادر الذي هو افك مبين وضلال عظيم كفر بالله العظيم سبحانه وتعالى وليس هذا في موضع واحد بل في مواضع كثيرة جدا في الكتاب والسنة تبلغ الالاف ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لا يتفوه بكلمة واحدة فيقول ان ظاهر هذه النصوص ضلال او ان كل نص ظاهره كذا فالمراد كذا وكذا والله ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي من رحمته بهذه الامة لا يمكن ان يدع شيئا يوصلها الى الخطر والضلال الا وبينه حتى انه اكثر عليه الصلاة والسلام من بيان خطري الدجال مع انه مكتوب على جبينه كافر على مظاهره ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يبين ويبين ويبين ويكثر على اصحابه لان هذا المقام فيه ماذا خطورة مع ان الدجال لو قارنت خطره بخطر هذه الايات التي بين ايدينا ونتلوها ليل نهار وظاهرها يقودنا الى الكفر والله ان خاطر هذه النصوص على الناس اعظم اي والله اذا كان المسلمون مأمورين بان يقرأوا القرآن الصغير والكبير والعالم والجاهل والذكر والانثى الكل مطلوب منه ان يقرأ القرآن والقرآن ظاهره ضلال ان اخطأتك اية ستصيبك الاية التي بعدها وان تجاوزت هذه وهذه فالاية الثالثة لك بالمرصاد سوف تقودك الى الضلال لانك تحملها على ظاهرها لانه يتبادر منها شيء الى ذهنك سبحان الله العظيم اي خطورة هذه اليس الاولى ان يدع الانسان تلاوة القرآن لانه يمكن ان يضل بل يكفر بالله عز وجل لانه قد يتبادر الى ذهنه ما هو التشبيه ربما يزل فيعتقده فكان الاولى ان لا يقرأ كتاب الله بل كان الاولى ان يترك الناس بلا قرآن خير من ان ياتيهم قرآني يظلهم وليس يبين له ولا يقول هذا ولا شك من عظم الله وقدره حق قدره سبحانه وتعالى اسأل الله عز وجل ان يهدينا الى الصواب وان يجير لنا من الضلال وان يثبتنا على الحق انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين