بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر. والذين يجعلون والذين يجعلون ظاهرها ذلك يغلطون من تارة يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللغو حتى يجعلوه محتاجا الى تأويل يخالف الظاهر ولا يكون كذلك وتارة وتارة يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم انه باطل. سل ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد لا يزال الحديث موصولا القاعدة الثالثة من القواعد التي دبجها شيخ الامام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله في الرسالة التدمرية وموضوعها كما لا يخفى على علمكم هو ظاهر اللفظ ظاهر لفظ النص الشرعي هل هو مراد او غير مراد وهذا الموضوع تكلمنا فيه في الدرس الماظي وتبينت لنا قاعدة اهل السنة في هذا الباب وهي ان ظاهر اللفظ مراد للمتكلم به ومفهوم لدى السامع وانتقل الان المؤلف الى الكلام عن المخالفين للحق في هذا الباب فقال رحمه الله والذين يجعلون ظاهرها يعني ظاهر النصوص ذلك يعني ما هو كفر وضلال يغلطون من وجهين اول قال تارة يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ حتى يجعلوه محتاجا الى تأويل يخالف الظاهر ولا يكون الامر كذلك. والثاني انهم يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم انه باطل. والواقع ان الاول مدرجة للثاني. وان شئت فقل انهم يجعلون ظاهر اللفظ المعنى الفاسد لاجل ان يجعلوا في موضع اخر ظاهر اللفظ يجعلون المعنى الفاسدة هو ظاهر اللفظ فالقوم يجعلون احد الامرين مرقاة للاخر ومدرجة اليه وهذا قد بينه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في موضع اخر في مجموع الفتاوى ذكر انهم يجعلون المعنى الفاسد هو الظاهر ليجعلوا الظاهر هو المعنى الفاسد في موضع اخر انتبه لهذا وهذا من الفقه في باب الاعتقاد ان تعلم مسالك اهل البدع في التعامل مع النصوص ان هذا من العلم النافع لطالب العلم ان تعلم المسالك التي يسلكها اهل والضلال في تعاملهم مع النصوص الشرعية والتي يروجون بها الباطل. انظر الى هذا المسلك الذي يسلكون قال رحمه الله يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ هذا اولا ثم بعد ذلك يجعلون ظاهر اللفظ هو ماذا هو المعنى الفاسد يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ ليجعلوا ظاهر اللفظ هو المعنى الفاسد في موضع اخر وسيمثل لك المؤلف رحمه الله على هذا بثلاثة امثلة يعني يأتون اولا فيقولون انظروا كيف ان ظاهر اللفظ معنى فاسد بل هو ضلال وكفر حينما نجد مثلا يقولون الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الحجر الاسود يمين الله في الارض وسيتبين لنا انه ليس بحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنهم يقولون انظروا الا ترون ان هذا الظاهر ماذا معنى فاسد اذا في ظواهر النصوص ما هو ضلال وكفر في ظواهر النصوص ما هو ضلال وكفر فبالتالي انت اذا حملت النصوص على ظاهرها وقعت في الضلال اذا قرروا هذا انتقلوا بعد ذلك فقالوا مثلا تقرر عندك ان في ظواهر النصوص ما هو معنى فاسد وعليه فقوله تعالى الرحمن على العرش استوى هذا الظاهر معنى فاسد لم؟ لانه قد جاء في ظاهر اخر وقد تقدم ان الحجر الاسود يمين الله في الارض ارأيت كيف انهم يجعلون المعنى الفاسد؟ اولا ظاهر اللفظ ليرتبوا على هذا ان يجعلوا ظاهر اللفظ هو المعنى الفاسد بعد ذلك وبذا لا يثبت لله عز وجل شيء من الصفات التي لا يريدون اثباتها له سبحانه وتعالى وقس على هذا اذا جاء قول الله عز وجل ويبقى وجه ربك بل يداه مبسوطتان اذا جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم حتى يضع الجبار فيها قدمه اذا جاءت هذه النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم او عن رب العزة سبحانه قالوا هذه ظواهر وانت خبير بان الظواهر فيها معان فاسدة اذا هذا الظاهر معنى فاسد اذا هذا مما ينبغي ان تتنبه له في مسالك المبتدعة في التعامل مع نصوص الاعتقاد وثمة مسلك اخر نلحظه في هذه الامثلة التي ذكروها ها هنا ذكروا ثلاثة امثلة وهي حديث عبدي جعت فلم تطعمني وفي الاثر الاخر الحجر الاسود يمين الله والامر الثالث قال قلوب العباد بين اصبعين او اصبعين من اصابع الرحمن من مسالكهم انهم يوردون غير الصحيح في اعطاف الصحيح زيادة في التهويل الا ترى ان هذين حديثان صحيح ان مخرجان في الصحيح فيما بينهما اوردوا حديثا الحجر الاسود يمين الله زيادة في ماذا في التهويل وبالتالي تظن ان هذه النصوص كلها ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ايضا من دقيق مسالك المبتدعة انهم يدرجون غير غير الصحيح في اثناء ما يريدون الصحيح زيادة في التهويل فتنبه يا رعاك الله الى هذا المسلك والحق ان القوم مخطئون في الاول وفي الثاني فاولا ليس المعنى الفاسد آآ ظاهر اللفظ ولا يمكن لا يمكن ان يكون كلام الله عز وجل الذي وصفه بانه الحق وانه احسن تفسيرا وكذلك كلام الرسول للبلاغة العالية والفصاحة والبيان والنصح والرأفة والرحمة صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يكون ظاهر لفظه صلى الله عليه وسلم معنى فاسدا المعنى الفاسد لا يمكن ان يكون ظاهر اللفظ وهذا الذي يذكرون اما راجع الى انهم يستدلون بما لا يصح او انهم لا يفهمون ما صح تأمل في كل ما يريدون مما يزعمون ان ظاهر اللفظ فيه معنى فاسد تجده لا يخرج عن احد امرين اما انهم يوردون ما لا يصح وينسبون الى النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس بثابت او انهم لا يفهمون ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالخطأ عندهم اما في الدليل نفسه او في الاستدلال بالدليل وتأمل في كل ما ذكروا تجده آآ تجده راجعا الى هذا الذي ذكرته لك وبالمثال سوف يتضح المقال. اذا تبين لنا ان هذا الامر الذي ذكره وهو ان المعنى الفاسد يكون او قد يكون ظاهر اللفظ هذا لا يمكن ان يكون بل ظاهر لفظ الكتاب والسنة حق لا شك فيه وهدى وبيان وتبيان ونور مبين هذا امر قطعي لا شك فيه الامر الثاني الذي اخطأ فيه هو انهم يجعلون الظاهرة في موضع اخر هو المعنى الفاسد يفسرون الظاهر بحق يفسرون الظاهرة بماذا بالحق لكنهم يجعلون الحق باطلا يقولون انظروا الى هذه الاحاديث التي فيها اثبات ان الله ينزل تخيلوا احاديث فيها ان الله ينزل ينزل حقيقة او ان الله تعالى متصف بالاصابع يقولون انظروا كيف ان هذه الاحاديث تضيف الى الله سبحانه وتعالى صفة كذا وكذا وهذا الحق يجعلونه ماذا باطلا اصابوا في ان ظاهر هذه الاحاديث اثبات هذه الصفات حقيقة لله عز وجل لكن الخطأ انهم يقولون بعد ذلك وهذا الظاهر باطل. لان هذا تمثيل لان هذا تشبيه وبالتالي فلا بد من سلوك مسلكه التأويل اذا القوم قد اخطأوا في هذا ولا شك فان هذا الظاهر الذي اضيف الى الله سبحانه وتعالى لا فساد يلحق به الا بسبب عقولكم الفساد اصلا موجود في عقولكم ثمة مرض اسمه التشبيه قد تشبعت عقولكم به وبالتالي فان هذه النصوص التي ترد على هذه العقول تصبح مرة المذاق وليس الملامة في هذا الى النصوص انما الملامة الى الفم المريض هذا هو الاشكال الذي عند القوم ويتضح لنا ذلك من خلال التطبيق على هذه الامثلة الثلاثة التي اوردها المؤلف رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالاول كما قالوا في قوله صلى الله كما قالوا في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عبدي جعت فلم تطعمني. الحديث وفي الاثر الاخر الحجر الاسود يمين الله في الارض. فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه وقوله صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن فقالوا قد علم ان ليس في قلوبنا اصابع الحق فيقال لهم لو اعطيتم النصوص حقها من الدلالة لعلمتم انها لا تدل الا على حق لا شك ففي ذلك ولا ريب لو انكم اقبلتم على هذه النصوص التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقى بيت تلقيتموها بالاذعان والتسليم والمحبة والقبول والله لتورثنكم الهدى والنور ومحبة الله وتعظيمه واجلاله سبحانه وتعالى لكن القوم ما اعطوا النصوص حقها ولا فهموها بمقتضى لغة العرب وبمقتضى نهج السلف الصالح الذين هم افهموا لكتاب الله وافهم لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالخلل جاء من هذه الجهة انهم حملوا النصوص على غير وجهها وما اعطوها حقها من النصوص وباختصار القوم اعتقدوا ثم استدلوا. العقيدة قد استقرت وانتهى الامر ثم بعد ذلك يبقى النظر في ماذا في هذه النصوص التي يدعون انها تخالف الحق والحق وانها تخالف ما هم عليه من الباطل. ماذا نصنع معها الامر سهل ويسير نؤول او نفوض وينتهي الامر وكل نص اوهم التشبيه طوله او فوض ورم تنزيهه قال رحمهم الله قال رحمه الله لو اعطيتم النصوص حقها من الدلالة او من الدلالة لعلمتم انها لا تدل الا على حق. وصدق رحمه الله النصوص ظاهرها حق والمعنى الفاسد لا يمكن ان يكون ظاهرها وانما الخلل في دعواكم انتم ادعيتم شيئا شيئا لا حقيقة له كما سيتبين ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اما الحديث الواحد فقوله الحجر الاسود يمين الله في الارض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه صريح في ان الحجر الاسود ليس هو صفة لله ولا هو نفس يمينه لانه قال يمين الله في الارض وقال فمن قبله وصافحه فكأنما صافح فالله وقبل يمينه ومعلوم ان المشبه غير المشبه به. ففي نص الحديث بيان ان مستلمه ليس مصافحا لله وانه ليس هو هو ليس هو نفس يمينه فكيف يجعل ظاهره كفرا وانه محتاج الى التأويل؟ مع ان هذا الحديث انما يعرف عن ابن عباس رضي الله عنهما هذا المثال الاول الذي مثل به المؤلف رحمه الله على هذا المسلك الاول الذي سلكه وهو انهم يجعلون المعنى الفاسد ظاهرة اللفظ قال يقولون وهذا هو المثال الاول او كما عبر المؤلف الحديث الواحد يريد الحديث الاول الحجر الاسود يمين الله في الارض يقولون ونحن نجزم ونقطع ونعلم بالضرورة ان الحجر الاسود انما هو مخلوق من مخلوقات الله عز وجل وانه اه منفصل وبائن عن الله عز وجل ليس هو صفة له وليس متصلا به والحديث يفيد ان الحجر الاسود صفة يتصف الله سبحانه وتعالى بها. اذا ثبت ان في ظواهر النصوص ما هو ماذا من المعنى الفاسد بل لو اخذ على ظاهره لكان هذا مؤديا الى وقوع الضلال بل الكفر لان هذا يجعل صفة الخالق من جنس صفات المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. الجواب عن هذا الذي ذكروا من وجوه اولا ان هذا الذي سمعت لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام في تفسيره فرع عن الكلام في ثبوته وهذا قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اسانيد ضعيفة جدا بل من كرة بالتالي فلا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الحجر الاسود يمين الله فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه هذا هو الامر الاول الامر الثاني انه قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما الموقوف على ابن عباس رضي الله عنهما من اهل العلم من ضعف ومن اهل العلم من اثبته وممن ضعفه اه الشيخ ناصر رحمه الله في الظعيفة فانه قد ذكر ان ابن قتيبة رحمه الله وخرجه في غريب الحديث وان فيه رجلا متروكا هو ابراهيم الخوزي لكن الذي يبدو والله اعلم ان هذا ليس هو المخرج الوحيد لهذا الاثر بل خرجه عبد الرزاق في مصنفه وغيره باسناد لا بأس به فالظاهر والله اعلم انه ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما لكن بلفظ قريب مما ذكر المؤلف رحمه الله والمؤلف رحمه الله في الامثلة الثلاثة التي سمعت اه اورد هذه النصوص بالمعنى نقول انه على فرض ثبوته عن ابن عباس او حتى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لا يدل على ان ظاهر اللفظ ما ذكرتم لا يدل على ان هذا الحجر هذه القطعة من الجماد انها صفة قائمة بالله سبحانه وتعالى كبقية صفات الله عز وجل فان هذا معلوم الفساد بالضرورة ويدل على هذا لفظ هذا الاثر من وجهين اولا ان الاثر قد جاء فيه ان الحجر الاسود يمين الله في الارض وانت خبير يرعاك الله بان اللفظ المقيد ليس كاللفظ المطلق اللفظ المقيد ليس كاللفظ المطلق فهو لم يقل انه يمين الله هكذا باطلاقه انما قال انه يمين الله في الارض ولا يخفاك ما تواترت به الادلة في الكتاب والسنة من ان الله سبحانه عال على خلقه وانه مستو على عرشه وانه ليس شيء منه حالا في خلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فالله عز وجل بائن من خلقه الله في العلو المطلق فوق كل شيء وهو عال على كل شيء جل ربنا وعزه اذا قوله في هذا الاثر انه يمين الله في الارض شيء مقيد ارأيت لو ان سلطانا او ملكا قال عن نائبه الذي ولاه على مدينة او ناحية قال هذا هو انا عندكم هذا هو انا عندكم ما الذي يفهم من ظاهر هذا اللفظ هل انه اتحد او حل في هذا الانسان فاصبح هو نفسه الامر ليس كذلك والمسلأ والمسألة ترجع الى مسألة او الى مسلك مهم لابد من التنبه له في التعامل مع النصوص وتلقيها الا وهو ان اللفظ ينبغي ان يفهم بسياقه في ضوء لغة العرب هذا من الامر المهم وان كان شيئا واضحا عندكم النص الشرعي يجب ان يفهم وان يعلم ان ظاهره هو ما يفهم بسياقه في ضوء لغة العرب واذا ابن القيم رحمه الله اشار الى هذا اشارة مهمة في النونية فقال واسخ لفائدة جليل قدرها تهديك للتحقيق والعرفان ان الكلام اذا اتى بسياقه يبني يبدي المراد لمن له اذنان اضحك نص قاطع لا يقبل التأويل يعلم ذا اولو الاذهان بمعنى اللفظ بسياقه اذا فهم بسياقه فانه سوف يفهم المراد منه ولابد فيفرق بين لفظ مطلق ولفظ مقيد يفرق بين لفظ ليس فيه تقييد بوصف ولفظ جاء فيه تقييد بوصف وبالتالي هل يقول احد ان ظاهر قوله تعالى فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما ظاهر هذا اللفظ انه لبث فيهم الف سنة هل يقول هذا احد لا يقول هذا احد لم؟ لان هذا الكلام يجب ان يفهم بسياقه. والسياق ها هنا جاء فيه ماذا استثناء اذا لا بد ان يؤخذ الكلام كاملا بسياقه ويفهم على ما اراد المتكلم به ويفرق بين سياق وسياق. هذا الاثر انما جاء فيه انه يمين الله في الارض فهو شيء ماذا شيء مقيد لا يمكن ان تحذف هذه الجملة ثم تقول ان ظاهر هذا اللفظ فاسد يعني في قول الله عز وجل فصيام شهرين متتابعين مظاهر هذا اللفظ اهما شهران هكذا باطلاق او هما شهران مقيدان بوصف وهو انهما متتابعان اذا من كان قد رزق الانصاف لابد ان يفهم الكلام بسياقه والسياق ها هنا ماذا مقيد لا مطلق هذا واحد. ثانيا انه قال في الحديث او الاثر فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبله. اذا هذا الاثر ليس فيه ان من قبل الحجر او استلمه او صافحه صافح الله انما قال كأنما اذا هناك مشبه ومشبه به ولا يخفاك يرعاك الله انه اذا كان في السياق مشبه ومشبه به فلا يلزم من هذا ان يكون المشبه هو المشبه به. اذا هما ماذا؟ هما امران وهذا لا يقتضي التمثيل هذا شيء ليس بلازم للتمثيل المتر الى قول النبي صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد ها كفضلي على ادناكم هل يفهم احد ان هذا التشبيه الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي ان يكون العالم برتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم اجيبوا يا جماعة هل يقول هذا عاقل ان العالم صار رسولا يوحى اليه كالنبي صلى الله عليه وسلم الجواب لا اذا لا تلازم في حصول التمثيل بين المشبه و المشبه به وبالتالي فان هذا الحديث قاطع ان ظاهر اللفظ ليس هو التمثيل ليس هو التمثيل او ان هذا الجماد او الحجر صفة قائمة بالله سبحانه وتعالى. فهذان الوجهان يبيدان الفساد الذي ذكروا وهو ان اه ظاهر اللفظ يفيض الضلال والكفر والتشبيه. انما هذا الاثر لو صح فانما يدل على ان الله سبحانه وتعالى لما جعل للناس بيتا يطوفون به جعل لهم ما يستلمونه ويمسونه ويقبلونه كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله انه كما تقبل ايدي العظماء وهذا فيه تقريب وتكريم للمستلم وهذا فيه تقريب وتكريم للمستلم وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى. لما جعل الله سبحانه هذا الحجر في الارض لينال الانسان هذه الكرامة اذا مسه واستلمه وقبله فهذا هو المقصود من هذا الاثر لو صح عن ابن عباس رضي الله عنهما نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الحديث الاخر فهو في الصحيح مفسرا يقول الله عبدي جعت فلم تطعمني فيقول ربي كيف اطعمك وانت رب العالمين؟ فيقول اما علمت ان عبدي فلانا جاع فلو اطعمته لوجدت ذلك عندي عبدي مرضت فلم تعدني فيقول رب بكيف اعودك وانت رب العالمين؟ فيقول اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلو عدته لوجدتني عنده وهذا صريح في ان الله سبحانه وتعالى لم يمرض ولم يجع. ولكن مرض عبده وجاء عبده فجعل جوعه جوعه ومرضه مرضه. مفسرا بان مفسرا ذلك بانك لو اطعمته لوجدت ذلك عندي ولو عدته لوجدتني عنده. فلم يبق في الحديث رفض يحتاج الى تأويل هذا المثال الثاني الذي اورده المؤلف رحمه الله لدعوى القوم ان ظاهر النصوص فيها ما هو معنى فاسد والمثال يصلح لان آآ يمثل به على المسلكين الاول انهم يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ والثاني انهم يجعلون الظاهر اللفظي هو المعنى الحق لكن هذا المعنى يجعلونه فاسدا وهذا حينما يقولون مثلا في هذا الحديث ان آآ الله سبحانه وتعالى يتكلم نفاة الكلام الذين ينفون الله ينفون عن الله سبحانه وتعالى انهم يتكلم فيقولون اذ فيه ماذا اثبات الكلام لله عز وجل وانه صفة له وهذا عند اهل الحق حق لكنهم يعودون على هذا فيقولون هذا باطل هذا تمثيل وتشبيه يجب نفيه عن الله سبحانه وتعالى. اما المسلك الاول فهو انهم جعلوا ظاهر اللفظ معنى فاسدا فيقولون هذا الحديث فيه اثبات ان الله متصف بالجوع وان الله متصف بالمرض وان الله متصف بالعطش ومن حمل هذا على ظاهره يعني على هذا المعنى الفاسد فانه يكفر اذا في ظاهر النصوص ما هو ماذا ضلال وكفر وهذا الذي يريدون اثباته والجواب عن هذا ان يقال انكم اخطأتم خطأ فادحا حينما جعلتم هذا المعنى الفاسد هو ظاهر النص الامر ليس كذلك ويظهر هذا من خلال ما يأتي اولا الحديث اه كما ذكرت لك اورده المؤلف رحمه الله بمعناه والمحقق وفقه الله ساقه بلفظه من كتاب صحيح مسلم الامر الثاني فهم هذا الحديث وامثاله يتمهد بفهم قاعدة مهمة ينبغي ان تتفطن لها يا طالب العلم وهي ان اللفظ اذا قرن به ما يبينه كان ذلك هو ظاهره اللفظ اذا قرن به ما يبينه كان ذلك هو ظاهره بمعنى ما كان من الكلام يحتاج الى تفسير وتبيين فاخذ بتبيينه وتفسيره لم يكن هذا الكلام ظاهرا فاسدا بل كان هذا ظاهرا حقا وهذا ما يدركه المنصفون لو انهم تجردوا عن كل آآ معنى باطل لو تجردوا عن كل هوى ومرض في نفوسهم بمعنى هذا الحديث مفسر اخره يفسر اوله والذي فسره هو المتكلم به سبحانه وتعالى وهو اعلم بنفسه واعلم بمعنى كلامه وبمرادة سبحانه وتعالى وبالتالي حينما يأتي مبطل فيأخذ طرفا من النص ويترك اخر فانه يكون قد سلك مسلك الهوى بمعنى اهل البدع اذا جاؤوا الى هذا الحديث تجد انهم يقولون انظروا الى هذا الحديث فيه عبدي جعت فلم تطعمني ويقفون او يريدون مرضت فلم تعدني. لكن لا يكملون الحديث حتى يتبين باخره ما معنى ما معنى اوله اليس كذلك؟ وبالتالي الحق يقتضي ان تأخذ الحديث كاملا الحديث مفسر فسره من تكلم به سبحانه وتعالى. وبالتالي واجب عليك ان تأخذ الكلام بتفسيره وهذا ظاهره والحديث تفسيره وظاهره يدل على ان معنى قوله جعت جاء عبدي فلان ان معنى قوله مرضت مرض عبدي فلان اذا الحديث فيه تفريق بين الامرين ما يقوم بالله سبحانه وتعالى وما يقوم العبد الحديث مفسر وهذا المفسر هو ظاهر اللفظ بل اقول انك لو سلطت التأويل على هذا الحديث لربما وقعت في الكفر تأويل هذا الحديث. اولا التأويل ما هو حمل اللفظ على غير ظاهره لو حملنا اللفظ ها هنا على غير ظاهره لقلنا ان الذي جاع ها هو الله سبحانه وتعالى. والذي اتصف بالمرض هو الله سبحانه وتعالى وهذا هذا كفر بالله عز وجل لكن الحديث ها هنا مفسر فسره الذي تكلم به سبحانه وتعالى فبين ان معنى قوله مرضت يعني مرض عبدي فلان. غاية الامر ان الحديث فيه ان الله عز وجل جعل مرض عبده مرضا له وجعل جوع عبده جوعا له وعطش عبده عطشا له وهذا يدل على عظيم محبته سبحانه وتعالى لعبده ولا يدل على انه اتصف سبحانه وتعالى بالنقص والسوء. او انه حل كما يدعي اهل الحلول في عبده تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وهذا يا رعاك الله بين ظاهر. الحديث فيه بصير وليس لك ان تعقب على حكم الله عز وجل وليس لك ان تستدرك على كلام الله سبحانه وتعالى الله عز وجل تكلم بهذا وبين الشيء الذي اراد والشيء والشيء الذي اراد سبحانه وتعالى هو ان عبده هو الذي مرض ولذلك قال اما لو عدته او قال اما لو اطعمته لوجدت ذلك عندي. ما قال اما لو اطعمته كنت اطعمتني حاشا وكلا انما قال اما انك لو اطعمته لوجدت ذلك عندي. يعني كان ثواب ذلك عندي انا ساجازيك على هذا العمل الصالح الذي عملته. اذا الحديث فيه وفيه توضيح وهذا راجع الى الكلام المفسر. كما ذكرنا قبل قليل الكلام الذي فيه رائن لفظية يجب ان يحمل على هذه القرائن اللفظية لا يمكن ان تأخذ الكلام عريا عن استثناء وارد فيه او تقييد او ما شاكل ذلك ثم تقول انا حملته على ظاهره. كذلك لا يمكن ان تأخذ الكلام المفسر المبين عن تفسيره وبيانه ثم تقول انني انني اخذته على ظاهره هذا لا يمكن ان يكون. اضف الى هذا وجها اخر اجتمع في هذا الحديث القرينة اللفظية كما قد علمت مع القرينة الواقعية الحسية البديهية الضرورية وهي ان الله سبحانه وتعالى عال على خلقه وانه بائن من خلقه سبحانه وتعالى. وانه لا يمكن ان يكون مخالطا لعباده ولا يمكن ان يكون حالا فيهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ومثل هذه القرينة يجب ان تعتبر في الكلام. وان تراعى في الكلام هي كالقرينة اللفظية او اقوى خذ مثلا ارأيت لو ان انسانا قال لشخص مات ابوه قال له يا بني انا ابوك لا تحمل هما انا ابوك القرينة الحالية من يفهم الكلام هل يخطر بباله قط؟ هل يتبادر الى ذهنه؟ انه يريد انه ابوه الذي مات قبل قليل هل هذا هو ظاهر اللفظ ليس هذا ظاهر اللفظ بدليل ها القرينة الحالية القرينة الحالية التي تدل على ان الله سبحانه وتعالى ليس هو الذي مرض او ليس هو الذي حل عند المريض فكان عنده بمعنى انه مماس او مخالط لهذا المريض تعالى الله عن ذلك. هذه القرينة المعلومة بالضرورة وبالحس العام يقطع الناظر فيها والمراعي لها انها تبين المراد وتدل على ان الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يكون متصفا بالحاجة متصفا ب كونه يطعم او متصفا بكونه يشرب تعالى الله عن ذلك بل هو الغني. وهو يطعم ولا يطعم سبحانه وتعالى. اذا هذا من القرينة التي ينبغي ان تلاحظ في هذا المقام فالقرينة الحالية مثل القرينة اللفظية وبهذه هذه يفهم الكلام على ظاهره بهذه وبهذه يفهم الكلام على ظاهره. حينما ترى تلميذا لشيخ قد استفاد منه علما وكان منه قريبا وصار شبيها له في علمه تقول اذا مر جاء الشيخ فلان وانت تشير الى هذا التلميذ لماذا؟ لانه صار قريبا من هذا الشيخ قرينة الحال هي التي تبين بها ظاهر اللفظ فصار هو المتبادرة الى الاذهان اليس كذلك؟ لا يفهم احد من قولك هذا ان هذا الذي مر هو الشيخ نفسه اليس كذلك؟ وبالتالي القرينة الحالية تدل قطعا على ان الله سبحانه وتعالى متصف بالغنى وانه ليس هو سبحانه وتعالى الذي آآ جاءه المرض او انه آآ مسه العطش او الجوع تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. اذا اعود قل هذا الحديث مفسر فسره الذي تكلم به سبحانه وتعالى وبالتالي فانه لا يجوز لاحد ان يقول ان ظاهره خلاف الحق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما قوله صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن فانه ليس في ظاهره ان القلب متصل بالاصابع ولا مماس لها ولا انها في جوفه ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته ليديه واذا قيل سحاب مسخر بين السماء والارض لم يقتضي ان يكون مماسا للسماء والارض ونظائر هذا كثيرة. احسنت هذا المثال الثالث الذي يزعم القوم انه دليل وبرهان على ان ظاهر اللفظ يمكن ان يكون معنى فاسدا هذا الحديث اورده آآ وصاحب اساس التقديس مثل به على ان الضرورة تقتضي حمل الحديث على خلاف ظاهره يقول فاننا نعلم بالضرورة اننا لا نحس ان هناك اصابع تضغط في صدورنا وبالتالي فلا بد من حمل هذا الحديث على خلاف ظاهره انا اريد ان اقف ها هنا وقفة لاذكرك بشيء ذكرته لك سابقا البلاء انما هو من جهة ان القوم مصابون بماذا بالتشبيه والا فحدثني يا هذا دعنا الان مما يتعلق بصفات الخالق سبحانه وتعالى دعنا نتكلم عن المخلوق ثم بعد ذلك نتكلم عن الخالق النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيح اذا استيقظ احدكم من نومه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت على خياشيمه. وفي رواية على خيشومه. والحديث في الصحيحين والسؤال اين وجدت هذا الضغط الذي ينتج من بيات الشيطان على على الخيشوم الذي هو ارفع او اعلى الانف اين وجدت هذا اليس هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اهو ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول استنثر ماذا ثلاثا والسبب ان الشيطان ماذا يبيت على خشومك تأمل معي قوله صلى الله عليه وسلم اذا رقد ونثبت اذا رقد العبد عقد الشيطان او قال يعقد الشيطان على قافية احدكم اذا نام ثلاث عقد يضرب محل كل عقدة. عليك ليل طويل فارقد من احس بهذه الضربات او هذه العقد يرعاكم الله خذ مثلا ثالثا هذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيح ما من مولود يولد الا ويطعموا الا ويطعنه الشيطان فيستهل صارخا قال الا مريم وابنها عليهما الصلاة والسلام واليوم الناس ترى باعينها وهناك تصوير يعني انواع من التصوير هل رأى احد هذا الشيطان وهو يطعن وينخس هذا الصبي حتى انه يبكي وهذا الاثر للطعن اثر ماذا ظاهر اليس كذلك؟ وهذا قاله الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. وكل ذلك مسلم عندكم يا معشر المتكلمين حدثونا عن هذا حدثونا عن الملكين الذين هما عنش اليميني وعن الشمال قعيدان ملازمان مراقبان اين احساسك بهما حدثنا عن الشياطين التي تتنزل على كل افاك اثيم اين وكيف حدثنا عن هذا كله ثم بعد ذلك قل لنا كيف نقول انا قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. ونحن لا نحس بشيء يضغط في صدورنا سبحان الله العظيم ارأيت كيف ان القوم الخلل عندهم في المنهج في منهج التلقي لهذه النصوص عندهم خلل في قياسي الغائب على الشاهد يا عبد الله هذه نصوص غيبية لو كان الذي في الحديث شيء مما نشاهده لو كان في الحديث انه لا ليس لاحد قلب الا وثمة اصبعان. بشريان يضغطان في صدره. لقلنا ان هذا الحديث يحتاج الى تأويل يجب حمله على خلاف ظاهره لاننا نقطع بالحس الضروري انه ماذا لا يحس كل احد بذلك لكن هذا الحديث تعلق بامر غيبي وبالتالي يجب الايمان به وعقلنا اضعف من ان يحيط علما بكل شيء القوم عندهم نوع من المبالغة في العقل كما تكلمنا عن هذا ولذلك يجعلونه معيارا للاثبات او النفي مطلقا. مع انه اضعف من ذلك واضعف الانسان عقله محدود جدا جدا محدود بالحواس. بل حتى الذي يمكن ان ينال بالحواس ما امكنه ان يدركه كله بل ربما ما ادرك الا اقله وثمة عوالم كثيرة يمكن ان تشاهد ويمكن ان تمس يمكن ان تسمع ومع ذلك ما وصل علمه الى ذلك وضربنا امثلة في السابق على هذا اذا كيف يقال بعد ذلك نحن لا نشعر ان هناك اصبعين يضغطان في الصدر وبالتالي هذا الحديث يجب حمله على خلاف ظاهره هذا الحديث غيبي يجب الايمان به وتكلم به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم والاسناد اليه صحيح وهو اعلم بالله من ان يقول على الله عز وجل بغير علم فالله سبحانه وتعالى ارسل هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ووصفه بقوله وما هو على الغيب بضنين وما هو على الغيب بظنين قراءتان متواترتان فلا بضنين ولا بظنين صلى الله عليه وسلم في شأن الغيب وبالتالي نحن نؤمن بهذا وهذه اول صفة لاهل الايمان الذين يؤمنون بالغيب هذا الذي فرق بيننا مع شراه للايمان والكفار والمشركين اذا هذا الحديث تعلق بامر غيبي واي بحث بعد هذا اللفظ هو بحث في الكيفية كيف يكون قلب ابن ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن نقول حينها الكيف مجهول اقول لك يا من تقول هذا الكلام قل لي اصلا كيف هو سبحانه وتعالى في ذاته وعندها سوف اقول لك كيف يقلب قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن؟ الله على كل شيء قدير والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهذا كله غيب يجب الايمان به اما ظاهر اللفظ الذي زعمه وهو ان ظاهر اللفظ من البينية يقتضي المماسة. هكذا زعموا فهذا لا شك انه باطل ليس بصحيح. لا تلازم بين البينية ها والمماسة والمخالطة والكلام في البينية قريب من الكلام في المعية فلا تلازم في المعية بينها وبين المماسة والمخالطة فيمكن ان يكون شيء بين شيئين ومع ذلك لا مماسة بينه وبين واحد منهما او بكليهما. الست ترى يرعاك الله انك تقول بدر بين مكة والمدينة البينية حاصلة هنا اليس كذلك وهل بدر مماسة للمدينة او مماسة لمكة؟ الجواب لا هي بلدة بينهما لكنها مستقلة. ومثل المؤلف رحمه الله لهذا بقوله تعالى والسحابي المسخر بين السماء والارض ومعلوم ان سحاب ليس ملتصقا بالسماء التي هي سماء مبنية وليس ايضا ملتصقا بالارض انما هو ماذا انما هذا السحاب بينهما ومع ذلك ما اقتضى هذا مماسة لهما اذا كون الشيء بين شيئين ليس ظاهره انه مماس لهما امثلة كثيرة يا ليت بيني وبينك بعدا المشرقين وبينهما حجاب وامثلة كثيرة على هذا في النصوص وفي كلام العرب وما اقتضت البينية اصول هذا الامر الذي زعموا انه بالضرورة معلوم نفيه وهو احساس الانسان بهذين الاصبعين في صدر في صدره نظرا لهذه البينية نقول ليس هذا ظاهر اللفظ بل القرينة القطعية تدل على علو الله سبحانه وتعالى ومباينته لخلقه وانه ليس شيء منه حالا في خلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا انما هذا شأن غيبي نؤمن به كما نؤمن بكثير من الغيبيات ولو اننا هذا المسلك مع بقية نصوص الغيب لما كان بيننا وبين الكفار والمشركين فرق نعوذ بالله من هذه الحال اذا تبين لنا ان ما زعموا من انه ظاهر اللفظ اه ما زعموا من ان ظاهر اللفظ قد يكون معنى فاسدا لا شك ان هذا من ابطل الباطل بل الله عز وجل اعلم واحكم من ان يجعل ظاهر كلامه الذي جعله هدى ونورا مبينا ويسره وفسره وجعله احسن تفسيرا لا يمكن ان آآ يجعل ظاهر كلامه ضلالا وكفرا. وكذلك الشأن في كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. لعل هذا القدر فيه كفاية نكمل ان شاء الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين